The words you are searching are inside this book. To get more targeted content, please make full-text search by clicking here.
Discover the best professional documents and content resources in AnyFlip Document Base.
Search
Published by ramez.fouad, 2018-08-03 08:22:26

غادة هانم

‫غادة‬
‫هانم‬

‫أسرار من حياة وزيرة التضامن‬

‫نشأتها فى بيت منضبط لأب وأم من دارسى القانون‪ ،‬صبغت حياتها بالنظام‬
‫والدقة منذ الصغر‪ ،‬ودراستها للآداب والإنسانيات سمحت لها بالاطلاع على ثقافات‬
‫الشعوب المختلفة‪ ،‬وعملها فى البرامج الإنمائية بالأمم المتحدة و َّسع مداركها فى‬

‫مجال مكافحة الفقر ورعاية محدودى الدخل والاهتمام بالبسطاء‪.‬‬
‫هى غادة والى‪ ،‬وزيرة التضامن الاجتماعى‪ ،‬التى يطلق عليها العاملون فى الوزارة‬
‫لقب «الوزيرة التى لا تنام»‪ ،‬نظ ًرا لنشاطها المستمر وعملها الدءوب داخل الوزارة‬
‫وخارجها‪ ،‬من أجل دعم جهود التنمية والحد من الفقر فى مصر‪ ،‬منذ توليها‬

‫منصبها عام ‪.2014‬‬
‫وإلى جانب حياتها المهنية المميزة‪ ،‬التى جعلتها من أبرز وجوه الحكومة‪ ،‬وتستمر‬
‫فى موقعها مع ‪ 3‬رؤساء وزراء‪ ،‬بداية من المهندس إبراهيم محلب‪ ،‬وصو ًل إلى‬
‫المهندس شريف إسماعيل ثم الدكتور مصطفى مدبولى‪ ،‬يظهر وجه آخر إنسانى‬

‫مرتبط بحياتها الشخصية والأسرية‪ ،‬يلقى «الدستور» الضوء عليه فيما يلى‪.‬‬

‫‪ 1977‬تخرجت فى كلية الآداب جامعة‬

‫القاهرة‬

‫‪ 1980‬حصلت على درجة الماجستير فى‬

‫الآداب من جامعة القاهرة‬

‫‪ 2004‬تولت منصب مساعدة الممثل‬

‫المقيم ببرنامج الأمم المتحدة‬
‫الإنمائى بالقاهرة‬



‫تعشق القراءة‪ ..‬تحب الست والعندليب ومنير‪ ..‬و ُتشجع‬
‫الزمالك‬

‫ولدت غادة والى‪ ،‬وهى الابنة الكبرى لرجل القانون فتحى والى‪ ،‬فى‬
‫‪ 24‬فبراير عام ‪ ،1949‬ودرست اللغات والآداب فى جامعة القاهرة‬
‫التى تخرجت فيها عام ‪ ،1977‬ثم حصلت على درجة الماجستير‬
‫فى الآداب والإنسانيات من جامعة كولورادو الأمريكية عام ‪.1990‬‬
‫الأب صاحب المؤلفات القانونية والأستاذ الجامعى الذى كان‬
‫يعشق التدريس‪ ،‬ويعتبره مهمته المقدسة‪ ،‬أثر كثي ًرا‪ ،‬بسعة‬
‫اطلاعه وهواياته المتعددة‪ ،‬فى أبنائه الثلاثة خاصة «غادة»‪ ،‬التى‬

‫كانت أكبر إخوتها‪.‬‬



‫القراءة والثقافة ليستا اختيا ًرا بل كانتا جز ًءا من حياة أسرة الدكتور‬
‫فتحى والى‪ ،‬وهكذا نشأت فى منزل يحترم الكتاب‪ ،‬ويضم مكتبة‬
‫خاصة من كتب الأب الذى درس فى إيطاليا وفرنسا والولايات‬
‫المتحدة‪ ،‬وكان يحب الاطلاع على ثقافات الشعوب وتاريخها‬

‫وفنونها‪.‬‬
‫الأب عاشق القراءة كان أي ًضا متاب ًعا للمسرح والأوبرا‪ ،‬ويحرص فى‬
‫سفرياته مع أبنائه على زيارة المتاحف والمعالم الشهيرة لكل‬
‫بلد‪ ،‬كما كان شديد الاهتمام باللغة العربية‪ ،‬وحري ًصا على تعليم‬

‫أبنائه قواعدها ومخارج ألفاظها الصحيحة‪.‬‬
‫«كان يذاكر لى اللغة العربية بنفسه‪ ،‬ويزعجه ج ًدا أن يخطئ أى‬
‫من أبنائه فى النحو‪ ،‬ولما كنت أغلط‪ ..‬يعاقبنى بإعراب أجزاء من‬

‫المقالات بجريدة الأهرام»‪ ..‬تقول الوزيرة‪.‬‬
‫وبتأثير من نشأتها‪ ،‬أحبت القراءة بشكل كبير‪ ،‬وتعلقت بالشعر‬
‫ودواوينه‪ ،‬وأحبت أشعار إيليا أبوماضى بشكل خاص‪ ،‬كما قرأت‬

‫أعمال شكسبير فى وقت مبكر من حياتها‪.‬‬



‫تقول‪« :‬كنت أحب الرسم‪ ..‬لكننى أحب القراءة أكثر‪ ،‬فالكتب فى‬
‫كل ركن بالمنزل ولازم كلنا نبدأ يومنا بقراءة الصحف ونتناقش فى‬
‫مقالات كبار الكتاب مصطفى أمين وأنيس منصور وأحمد بهاء الدين‬

‫وغيرهم»‪.‬‬
‫كما أحبت أي ًضا الاستماع للموسيقى‪ ،‬خاصة الأغانى القديمة لأم‬
‫كلثوموعبدالحليمومحمدعبدالوهاب‪،‬بالإضافةإلىمحمدمنيروعلى‬

‫الحجار‪ ،‬مع الحرص على حضور حفلات الأوبرا كلما أتيح لها ذلك‪.‬‬
‫بالنسبة إليها فإن «الموسيقى والفن والآداب أدوات مهمة ج ًدا‬
‫للنهوضبالمجتمعلأكثرمنسبب‪،‬خاصةأنلهاتأثي ًراوجدان ًياعلى‬
‫سلوكالناس‪،‬فمنيتذوقالفنيكونقاد ًراعلىتذوقالأشياءالجميلة‬

‫فى كل المجالات من حوله»‪.‬‬
‫لذا لم يكن غري ًبا أن تحرص دائ ًما على متابعة عروض الأوبرا والباليه‬

‫العالمىوزيارةالمسارحالعالميةمعأسرتهاكلماسنحتالفرصة‪.‬‬
‫الرياضةأي ًضالمتغبعنشخصيتها‪،‬خاصةأنهاتعدإحدىمشجعات‬
‫الزمالك‪،‬كماتحرصعلىمتابعةمبارياتالمنتخبالوطنىوتتواجد‬

‫كثي ًرافىالملاعبلدعمهوتشجيعه‪.‬‬
‫وكان جدها والد أمها‪ ،‬المهندس محمد هلال‪ ،‬وهو واحد من ‪ 3‬طلاب‬
‫أرسلهم الملك إلى سويسرا لدراسة الهندسة الإنشائية‪ ،‬وهو من‬
‫مصممى مبنى الحرمين المكى والنبوى‪ ،‬أكبر من أثر فى شخصيتها‪،‬‬
‫فقد كانت حفيدته الأولى والمقربة منه‪ ،‬وأخذت عنه حب العمل‬
‫وجمال الخط‪ .‬وقد أثرى الانضباط الأسرى‪ ،‬الذى شهدته فى طفولتها‪،‬‬
‫تجربتها مع أبنائها الثلاثة الذين درسوا فى كبرى الجامعات‪ ،‬لكنه‬
‫أي ًضاجعلهاحريصةعلىإبعادهمعنالأضواء‪،‬وعدمالحديثعنهم‬

‫أمام وسائل الإعلام‪.‬‬
‫وتحرص غادة والى‪ ،‬المتزوجة من رجل أعمال‪ ،‬على قضاء الإجازات‬
‫والأعياد بالمنزل مع أسرتها‪ ،‬لمنحهم أكبر وقت ممكن فى ظل‬

‫مسئولياتهاالكبيرة‪،‬ومشاغلهاالمتعددة‪.‬‬
‫وكان الحرص على زيارة حماتها قبل أن يتوفاها الله‪ ،‬أحد طقوسها‬
‫أي ًضا فى كل المناسبات‪ ،‬خاصة عيد الأم الذى كانت تنتقل فيه بين‬
‫منزل والدتها ومنزل والدة زوجها التى كانت تكن لها كل الحب‬

‫والاحترام‪،‬وتجمعهابهاعلاقةخاصة‪.‬‬



‫‪ ١٧‬سنة خبرة فى مواجهة الفقر‪ ..‬و«الرقبة الطبية» تكشف‬
‫شخصيتها الملتزمة‬

‫فى مسيرتها العملية‪ ،‬التحقت ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائى‬
‫بالقاهرة‪ ،‬وظلت لمدة ‪ 17‬عا ًما تتنقل بين المناصب المختلفة‬
‫فى عدة هيئات تعمل فى مجال التنمية والحد من الفقر وخلق‬

‫الوظائف وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة‪.‬‬
‫فى ‪ ،2001‬مكنها عملها مديرة لبرنامج هيئة «كير» الدولية فى‬
‫مصر‪ ،‬العاملة فى مجال مكافحة الفقر العالمى من التواصل عن‬
‫قرب مع عدد من منظمات المجتمع المدنى والوزارات والهيئات‬
‫الحكومية من أجل تخفيف حدة الفقر فى المجتمع المصرى‪ ،‬كما‬
‫شغلت قبل توليها منصبها الوزارى فى عام ‪ 2014‬عضوية اللجنة‬

‫الاقتصادية بالمجلس القومى للمرأة‪.‬‬

‫اتسم أداؤها الوزارى بالقدرة على الإنجاز والبحث عن حلول‬
‫واقعية لعدد من المشكلات‪ ،‬التى يعانى منها المواطنون‬
‫البسطاء‪ ،‬ويعد برنامج «تكافل وكرامة» أحد أهم إنجازاتها فى‬
‫مجال دعم الأسر الفقيرة‪ ،‬وحماية محدودى الدخل من تداعيات‬

‫برنامج الإصلاح الاقتصادى‪.‬‬
‫وتحت ضغط عملها الدءوب وجهدها الذى لا ينتهى‪ ،‬عانت‬
‫وزيرة التضامن عام ‪ 2016‬من آلام فى فقرات الرقبة‪ ،‬لكنها‬
‫رفضت نصائح الأطباء بضرورة الحصول على راحة من العمل‪،‬‬
‫وفضلت الذهاب إلى الوزارة وإدارة عملها رغم ارتدائها جهاز‬
‫تثبيت فقرات الرقبة‪ .‬ورغم الشخصية القوية التى تدير بها‬

‫عملها وحرصها على حث العاملين معها على مزيد من الدقة‬
‫والإتقان عبر قناع من الصرامة‪ ،‬فإن طبيعتها الحقيقية تتكشف‬
‫عند تعاملها مع الحالات الإنسانية وزيارتها لدور الأيتام ورعاية‬
‫الأطفال وحساسيتها الشديدة فى التعامل معهم بكل رأفة‬
‫وحنان‪ .‬وفى أحد المشاهد الكاشفة‪ ،‬أثناء افتتاحها أحد فروع‬
‫بنك ناصر الاجتماعى بالإسكندرية‪ ،‬تركت الوزيرة عدسات‬
‫المصورين وتساؤلات الصحفيين وزحام الموظفين حولها‪،‬‬
‫واتجهت بنفسها نحو رجل قعيد مسن لتسأله عن أسباب‬
‫حضوره وملامح الهم والكآبة البادية على وجهه‪ .‬وبابتسامة‬
‫هادئة سألته‪« :‬زعلان ليه؟»‪ ،‬فأخبرها بأنه يحاول الحصول‬

‫على قرض من البنك لإجراء عملية جراحية بقدمه المصابة‬
‫بالإضافة إلى رغبته فى تدشين مشروعه الخاص‪ ،‬لكنه يعانى‬
‫من صعوبة الإجراءات‪ .‬وبتدخلها المباشر‪ ،‬طلبت الوزيرة من‬
‫المسئولين عن البنك تذليل كل العقبات أمام الرجل البسيط‬
‫من أجل الحصول على ما يريد‪ ،‬ما دام مواف ًقا للقانون وتنطبق‬

‫عليه الشروط‪.‬‬
‫البساطة أي ًضا تعد عنوا ًنا لشخصيتها بعي ًدا عن الرسميات‪،‬‬
‫وليس أدل على ذلك ما حدث فى أحد اجتماعات الجمعية‬
‫العامة للأمم المتحدة‪ ،‬بعدما التقطتها عدسات الكاميرات‪،‬‬
‫وهى تصور الجلسة التى يحضرها الرئيس عبدالفتاح السيسى‪،‬‬

‫ما عرضها لبعض الانتقادات‪.‬‬
‫الغريب أنها عندما سئلت عن ذلك قالت بكل بساطة‪« :‬عملت‬
‫لسنوات طويلة فى الأمم المتحدة‪ ،‬وتواجدت فى هذا المكان‬
‫كثي ًرا‪ ،‬وما فعلته ليس غري ًبا على الإطلاق‪ ،‬فالوفود كلها تصور‬
‫ما يحدث من فعاليات‪ ،‬وهو ما كنت أفعله‪ ،‬لكننى لم أكن أصور‬

‫سيلفى‪ ،‬كما قالوا‪ ،‬لأنى لا أعرف معنى ذلك من الأساس»‪.‬‬
‫وأضافت‪« :‬كنت أسجل كلمة الرئيس‪ ،‬لأننى كنت فخورة‬
‫وسعيدة ج ًدا بكلمته‪ ،‬وكان هناك تصفيق حاد فى القاعة‪،‬‬
‫وبصرف النظر عن كونى وزيرة أنا أفعل الأشياء التى تسعدنى»‪.‬‬


Click to View FlipBook Version