تذكرنا هذه الحياة بما سرده الكاتب الكبير «يوسف السباعي» فى رواية «السقا مات» ،التى
تناولت قصة حياة «سيد الدنك» الذى ورث مهنة «السقا» عن والده المعلم «شوشة» .وقعت
أحداث الرواية فى «درب السماكين» بالحسينية .كان يملأ الناس «القرب» .يقفون فى طابور
طويل منذ الصباح منتظرين أدوارهم ،الزحام .المشاجرات .حتى مضايقات الأطفال للسقا،
كل هذا لم يتغير .مضى 97عا ًما ونحن الآن أمام سقا آخر على أرض الواقعُ ،يدعى «سيد»
أي ًضا .يعمل موظ ًفا بالتربية والتعليم ،وتك ّفل بفتح «الحنفية» كل يوم لسكان المنطقة لملء
زجاجاتهم وأوعيتهم ،لكننا اليوم فى منطقة «الدوار» التابعة لـ «عرب العيايدة» بمحافظة
القليوبية ،حيث يعتمد السكان على «حنفية» السقا فى الحصول على مياه صالحة للشرب.
فاطمة مرزوق
السقا
عاش
1865
أخذت مهنة
السقا فى
الاحتضار،
حينما ظهرت
شركة المياه
وبدأت فى
إنشاء آلات
الضخ وأنابيب
للمياه توزع
المياه داخل
مدينة القاهرة،
لكن مازال
السقا علىقيد
الحياة إلى الآن.
Dostor Photo
رغم الضغط
الشديد الذى
يتعرض له
«السقا» يوم ًيا،
من كثرة
الوافدين
على الحنفية،
لكنه لا يبخل
عليهم
بابتسامته
وخفة ظله.
Dostor Photo
٢
ظه ًرا يذهب
سيد لفتح
الحنفية بعد
أن ينهى
عمله بالوزارة..
ويغلقها مع
غروب الشمس.
ينقش سكان
المنطقة
أسماءهم
على الأوعية
والزجاجات،
حتى لا تختلط
ببعضها.
ويتركونها فى
الطابور نيابة
عنهم ويجلسون
على الأرصفة
منتظرين دورهم.
Dostor Photo
10
جنيهات يدفعها الأهالى شهر ًيا ،مقابل الحصول على المياه،
حيث إن «عرب العيايدة» لم تدخلها المياه العذبة منذ سنوا ٍت.
PDhoosttoor