59عذرا فقد احبھا الشيطان – غادة العليمي
-بعدين أفھمك دلوقتى بقى ألبسلى البدلة الحمرا الكھربا وأدلقلى عليك
كده حبة مية نار يفوقوك وإتروق أنت والمدام عشان تجھزوا للحفلة ..
س م يا بويا
وطار ابھشك بعي ًدا ليستعد لحفلة تخرجه وتفوقه ولم ينس أن يعزم حماه عفرت
وحبيبته جدايل التى سعدت به كثي ًرا وكانت فخورة به أكثر من أمه نفسھا .
***
سعد محمود كثي ًرا بثقة رئيس الشركة به خاصة حين استطاع أن يعيد الھدوء
لفرع الشركة الذى يعمل به مع وعد من رئيس الشركة أنه فور انتھائه من
إتفاقية جديدة سيجريھا مع شركة أجنبية سيقوم بإجابة كل مطالب العمال
وتوالت اجتماعات محمود مع رؤساء الشركة وأصحاب مناصب كبيرة فى
الوزارة ورغم سعادة ھالة زوجته به إ أنھا أول من شعرت بأن شيئا جوھري
قد تغير فى محمود فبدأ ا ھتمام بمظھره بصورة مبالغ فيھا؛ حتى أن مصروف
البيت الذى كان شيئا مقدسا بدأ يقل شي ًئا فشيئا رغم زيادة أجر محمود فقد كانت
بدل محمود وأحذيته وساعات يده أحزمته الجلدية تبتلع معظم الدخل وكانت ھالة
تتذمر و تعترض ن وضع محمود الجديد يلزمه مظھر جديد أما المشكلة
فكانت فى محمود نفسه فقد بدأ ُيطالب ھالة بمزيد من عمل المفارش وا غطية
لسد عجز المصروف الناقص وكان يتذمر حين يعود من اجتماعاته فلم يجد
محمر أو مشمر ينتظره من يد ھالة زوجته عل ًما بأنھا كانت تعمل طيلة فترة
وجوده خارج البيت حتى تستطيع بيع إنتاجھا وسد عجز النقود المصروفة على
البدل والبرفان وحتى تستطيع أن تتفرغ له حين يعود لتسمع منه بطو ته
وأمجاده وتثنى على شجاعته وقوته ,فض ً عن إعجاب لبنى السكرتيرة
الحسناء ذات الجمال المستعار بمحمود فقد لقت فيه )لوك جديد( يغير ملل روتين
الشغل والحياة وكانت من ذلك النوع المستھتر الذى يغير حياته بتغيير ع قاته
لقتل الوقت والتغيير أكثر وقد رأت فى محمود رجل شرقى من ذلك النموذج
الذى يظھر فى أف م السينما فض ً عن وسامة ورجولة تفتقدھا فى الوجوه
الكھلة المتصابية التى تعمل معھا ليل نھار .
أما محمود فكانت لبنى من نوعية النساء التى تظھر وراء الشاشات بزينتھا
المبالغ فيه وإكسسوارتھا المبھرجه وكانت مجموعة ا صباغ التى تصبغ شعرھا
عذرا فقد احبھا الشيطان – غادة العليمي 74
فصمت الشيخ غريب قلي ً ثم قال :
)) -الطريق إلى الجنة ((
ففرح ص ح با سم وقال :
-يفتح عليك يا شيخ غريب فع ً ھو طريق الجنة بإذن لى ولك .
وأنھى الشيخ غريب المقابلة وعاد لزوجته سعيد فرحان وبشرھا وھنئھا
ووضع فى يدھا كل النقود التى تلقاھا عربون ول حلقاته ففرحت زوجته به
كثي ًرا وقالت
-كنت متأكدة يا شيخ غريب بأن ربنا ھيكرمك أخر كرم إحنا ربنا حرمنا
من الخلفه وأنت صبرت واحتسبت وضاق الرزق علينا كثير وأنت
حمدت وشكرت وربنا بيعوضك من فضله
-طب يا قومى اتوضى وتعالى نصلى جماعة ص ة شكر
-أنا متوضية يا خويا من ساعة ص ة الظھر
-فنھرھا قائ :أوصيتك مليون مرة بإسباغ الوضوء يا زينب
-حاضر حاضر يا خويا ماتزعلش روحك ھقوم اتوضى تانى اھوه
وقامت زينب وتوضأت وعادت وصلت خلف زوجھا وشكرا كثي ًرا وكان
الشيخ غريب رجل غيور على دينه حد المغا ة فيه حتى أنه كان فى كل مسأله
ُيسأل فيھا حول شأن أمر أو يطلب منه فتوى فى مسألة فقھيه كان يفتي بأشدھا
وأغ ھا وينتقى من الروايات أكثرھا حر ًصا و كان يقتنع مطل ًقا بمقولة أن
الضرورات تبيح المحذورات وكان ُيرجع كل حديث ورواية فيھا شئ من التخفف
في أمر من أمور الدين إلى الضعف وينسبھا نسب إلى ما يعرف با سرائيليات
وا حاديث المدسوسة ضعاف ا مة وخلخلة جذور ا س م الصحيح وكان يطبق
ما يقول على نفسه وزوجته و استطاع أن يغير كثي ًرا من بعض شباب الحارة في
م بسھم ولحيتھم وسلوكھم تجاه الدنيا وجعلھم من الزاھدين سوى فى نعيم
سبحانه وجناته التي عرضھا كعرض السماء وا رض .
وكان للشيخ غريب رواده فى الحارة ثم اجتذب شباب آخرين من الحارات
المجاورة حتى ذاع صيته وكان الشيخ ص ح قد سمع له خطبه على موبايل أحد
العاملين فى قناته الفضائية فقرر أن يأتي بنفسه ليسمعه ويحكم عليه وعلى
حضوره ولم تكن الص ة التى صلى فيھا خلف الشيخ غريب محض صدفة ولكن
89عذرا فقد احبھا الشيطان – غادة العليمي
سودا و خزن فيه ممنوعات وب أزرق ھتشيلى أنتى الليلة كلھا
وابقى اثبتى ساعتھا أنك ما لكيش دعوة !
-يا خويا عربى بقى راجل مستقيم وبيحاسبنى بما يرضى
-وأنتى إيش عرفك أنه ما بيسرقكيش
-أنا واثقة فى عربى ده حالف معايا على كتاب ربنا
-آه ماھو قالوا للحرامى يحلف ،أنا مش عاجبنى حالك خالص يا نبيلة
وبعدين إيه السكان اللى مبلطين فى الخط دول بيدفعوا و أبيض و
أسود !
-دول أھل حارتى ناس طيبين أوى وعلى أدوھم
-وأنتى بقى الشئون ا جتماعية ‘ بالذمة مش أنتى أولى بالفلوس دى
تعالجى روحك عشان تسعدى جوزك حبيبك
ضحكت نبيلة ضحكة خجولة من ك م ص ح الحلو الذى ُحرمت من سماعه
سنين طويلة فقال لھا
-اسمعى يا نبيلة أنا مالى كله تحت أمرك بس أنا راجل تاجر وفلوسى
كلھا بضاعة فى السوق وأنا عندى مشترى لعمارتك اللى فى الحارة
يھدوھم وھيطلع ببرج كبير وھيغير الحارة ويخليھا حاجة تانية خالص
حاجة عليھا القيمة
-يا خويا وجيرانى دول أكتر من أھلى ارميھم فى الشارع يعنى أھو
الواحد بياخد له منھم دعوتين وبيعمل خير
فاغتاظ منھا زوجھا وقال لھا :طب تصبحى على خير .
ولم يكن ص ح الشرقاوى يطمع فى مال زوجته أو ينوى بھا سوءا ولكنه من
نوعيه الرجال التى تقدس التجارة وتعشق المكسب وتجيد إدارة ا موال و تفھم
فى العاطفة أو تدخل الخواطر فى ا عمال وكان يظن أن جيران نبيلة يستغلونھا
ويتعجب كيف تدع لھم ثراواتھا وھى المحتاجة مال للع ج كى تستريح من
آ مھا ولم تطق نبيلة غضب ص ح منھا فقالت له
-خ ص يا خويا اعمل اللى أنت شايفه فى المصلحة
-خ ص من بكره تعمليلى توكيل وتجھزى نفسك للسفر نسافر تتعالجى
ونعيش لنا يومين نتفسح ونشوف الدنيا.