التكنلوجيا والاطفال
لما كل هذا القلق ؟!
التكنلوجي ـا اخ ـذت تتس ـع تدريجي ـا فـي الآون ـة الأخي ـرة مم ـا جعله ـا تقل ـص دائ ـرة التواص ـل بينن ـا .صحي ـح أن كل واح ـد من ـا ي ـرى فـي اس ـتخدام
وسـائل التكنلوجيـا الحديثـة منفعـة لا يمكـن نكرانهـا ,فـي نفـس الوقـت يجـب معرفـة أن فائدتهـا تكمـن فـي ممارسـتها لتحقيـق المقاصـد
الأساسـية التـي تسـعى لتنميـة ذاتنـا وبذلـك
تنميــة المجتمــع و تحقيــق الخيــر العــام.
لكـن حديثنـا اليـوم يخـص قـادة المسـتقبل.
هــل يجــب ان نقلــق لإدمانهــم علــى العــاب
الفيديــو مثــا ؟ وهــل يكمــن الحــل فــي
حرمانهـم منهـا؟ علـى العكـس ربمـا سـتعم
الفوضــى فــي مجتمعاتنــا بــدون مســاعدة
عقولهــم الصغيــرة وافكارهــم اللامتناهيــة,
مــا الحــل اذن؟
«ان الاطفــال يجــب ان يســتمتعوا بألعــاب
الفيديــو كالنشــاطات الاخــرى فــي الحيــاة
كمــا فــي التنــزه واللعــب خــارج المنــزل كمــا
فــي الاجتماعــات العائليــة عندمــا يجلــس
الاهــل ويتحدثــون ,لــو انشــغلوا بهــذه الامــور
معـا سـتكون النتيجـة رائعـة» ,وزيـر الثقافـة
البريطانــي (مــات هانكــوك)
يجــب ان نلتفــت الــى ان هــذه التكنلوجيــا ستســاعد الأطفــال علــى التعلــم فقــط اذا كان الأهــل والمعلميــن متعاونيــن معهــم فــكل مهــارة
تحت ـاج ال ـى تنمي ـة .عال ـم النف ـس الترب ـوي الدكت ـور( بنيامي ـن بل ـوم)
مــا ننزعــج مــن أســألتهم الكثيــرة فنقــول لهــم مازلتــم صغــارا ,و أراد فهــم كيــف يتعلــم النــاس ,لذلــك قــام
فـي مقدمـة كتـاب “مـن الفضـول” للكاتـب الأرجنتينـي ألبرتـو مانغـو هــو وزملائــه فــي ســنة 1965بنظــام لتحديــد
يــل يقــول «مــن بيــن الكلمــات التــي نتعلمهــا منــذ النشــأة الأولــى وفهــم ومعالجــة التعلــم ,لقــد توصلــوا إلــى
كلمــة لمــاذا» فمــاذا لــو اســتخدمنا الكمبيوتــر معهــم وقدمنــا
نظــام يتكــون مــن عنصريــن:
له ـم تجرب ـة علـى ش ـبكة الانترن ـت ؟ التفكيــر والقــدرة علــى تطبيــق المعرفــة ،
ومـن ثـم المشـاعر والعواطـف .انـا اعتقـد انـه
هنالك بعض المواقع الممتعة منها تحـدث عـن المشـاعر لأنهـا المحـرك لرغبتنـا
فــي معرفــة الأشــياء و كمــا يقــول الكاتــب
.code.orgاللعـب مـع الأصدقـاء فـي هـذه المواقـع بحضـور الاهـل وتشـجيعهم لهـم سـيفي التونســي حســونة المصباحــي «الفضــول
يمكــن أن يدخــل الإنســان فــي العديــد مــن
بالغــرض فمجــرد مــا اتقــن هــذه المراحــل البســيطة ســيرغب باللعــب فــي مســتويات اعلــى المناطــق المحظــورة ،والخطيــرة فــي بعــض
واصع ـب وبذل ـك سـيكون ق ـد تعل ـم واسـتمتع فـي تعلم ـه . الأحيــان ،بينمــا الغايــة منــه الاستكشــاف
وحــب المغامــرة» .كيــف سنســتغل هــذا
لكــي لا يضنــوا ان التكنلوجيــا تتعلــق بألعــاب الفيديــو فقــط و اذا كنــا لا نريــد منهــم ان
يهتمــوا كثيــرا بشــبكات التواصــل عندمــا يكبــرون اذن علينــا أن نحدثهــم بطريقــة ممتعــه الشــغف والفضــول المعرفــي لديهــم ؟!
ع ـن التقني ـة لتش ـكل عنده ـم فك ـرة اوس ـع ع ـن غاياته ـا وتطبيقاته ـا المتع ـددة ف ـي حياتن ـا المشـكلة أن الأطفـال يرونـا نعمـل علـى هـذه
اليومي ـة ,ليعلم ـوا ان التكنلوجي ـا فـي كل م ـكان حولن ـا وليس ـت مج ـرد شاشـات ننظ ـر اليه ـا الأجهـزة لكـن لا يعرفـون مـاذا وكي ـف ,وغالبـا
ونســتمتع بألوانهــا ,مؤكــد أن ذلــك ســيزيد مــن رغبتــه فــي أن يتعــرف اكثــر علــى هــذا العالــم
المكتنـف بالألغـاز وسـيكون بحاجـة لمعرفـة
المزيــد ليتمكــن مــن حلهــا وســتكون هــذه
لعبتــه المفضلــة بالتأكيــد.
فاطمة الياسري 16