«دافوس
محبي
التكنولوجيا»
هل تعيد الإنترنت إلى
بداياته؟
«دافـوس محبـي التكنولوجيـا» أو قمـة الإنترنـت التـي بـدأت فـي لشـبونة هـذا العـام ،تتركـز أعمالهـا علـى الصحـوة
الرقميــة ،وأســئلة مثــل «هــل ســتقضي التكنولوجيــا علــى الديمقراطيــة؟» أو «كيــف يمكــن تعزيــز الثقــة فــي
عصــر المعلومــات الكاذبــة؟» .وتجتــذب القمــة ،هــذه المــرة 70 ،ألــف مشــارك بمــا يشــمل ألفــي شــركة ناشــئة
و 1500مســتثمر باحثيــن عــن اتفاقــات شــراكة .الجديــد هــذا العــام ،هــو مشــاركة عــدد مــن الشــخصيات البــارزة
فــي عالــم الإنترنــت ،لإلقــاء نظــرة أكثــر عمقــا مرتبطــة بالجانــب المعنــوي والإنســاني للشــبكة الدوليــة .وممــا
لا شــك فيــه أن أبــرز هــذه الأســماء تيــم برنــرز وهــو فيزيائــي بريطانــي ،كان قــد وضــع فــي العــام 1989تصــورا
«لنظــام إدارة لامركــزي للمعلومــات» شــ ّكل وثيقــة ولادة الإنترنــت ،وافتتــح برنــرز أعمــال القمــة بإطلاقــه
مبــادرة جديــدة تحــت اســم «عقــد الإنترنــت» مــن أجــل جعــل الشــبكة الدوليــة مســاحة آمنــة ومتاحــة للجميــع.
وتنــدد مؤسســته ،أيضــا ،بهيمنــة
جهـات قليلـة علـى الشـبكة العالميـة،
مثــل «غوغــل» التــي تســيطر علــى % 92
مــن العائــدات الإعلانيــة المتصلــة بعمليــات
البحـث عبـر الإنترنـت فـي أوروبـا .وكذلـك الكثيـر مـن
الشــخصيات المعنيــة تنتقــد بصــورة علنيــة ،حاليــا ،تركــز
الإنترنــت فــي أيــدي بعــض الجهــات العملاقــة مثــل «غوغــل»
و»آبــل» و»فيســبوك» و»أمــازون» فــي الولايــات المتحــدة ،و»بايــدو»
و»علــي بابــا» و»تنســنت» و»شــاومي» فــي الصيــن .وذلــك
لان هــذه الشــركات أصبحــت تمــارس ســيطرة شــبه
كاملــة كل واحــدة فــي مجالهــا ،وتتمتــع ،بالتالــي،
بقــوة ماليــة واقتصاديــة والتــي تتحــول عمليــا
إلــى ســلطة سياســية قويــة ،وهــو وضــع
بعيــد جــدا عــن ال ُمثــل التــي كانــت
تحــرك الإنترنــت فــي بداياتــه.
وكان مــن بيــن الحضــور كريســتوفر وايلــي ،الــذي كان وراء
انكشــاف فضيحــة شــركة «كامبريــدج أناليتيــكا» التــي كان
يعمــل فيهــا مديــرا للبحــوث ،والمتهمــة بأنهــا اســتخدمت
بيانــات خاصــة بحوالــي خمســين مليــون مســتخدم علــى
«فيســبوك» لأغــراض سياســية .هيمنــة عــدد محــدود مــن
الشـركات العملاقة على الشـبكة ،اقتصاديا وسياسـيا ،لم يعد
مجـرد موضـع للنقـاش بيـن المختصيـن ،وانمـا أصبـح قضيـة
تثيـر الاسـتياء الكبير فـي صفوف كافـة المسـتخدمين ،حتى أن
الرئيـس الأمريكـي دونالـد ترامـب ،وهـو رجـل أعمـال ليـس مـن
المفتـرض أن يتناقـض مـع هـذه الظاهـرة ،اضطـر فـي دعايتـه
الانتخابيــة أن يعلــن عزمــه علــى تفكيــك هــذه الاحتــكارات.