BAB 5

‫الفصل الخامس‪ :‬أعمال يسيرة وأجور عظيمة في الذكر‬

‫ذكر الله سبحانه وتعالى هو الأعمال الأساسية‪ ،‬وله مكانة عالية عند الله سبحانه وتعالى‪ ،‬وله أجر‬
‫عظيم‪ .‬حتى في حديث أبي الدرداء الذي رواه الإمام الترمذي ذكر الله سبحانه وتعالى جيدة مثل العمل‪.‬‬
‫الذكرى هي أفضل الأعمال عند الله سبحانه وتعالى‪ .‬ورتفع المرتبة وكذلك أفضل من إلحاق الضرر‬

‫بجبال الذهب والفضة‪.‬‬

‫قراءة التسبيح‬

‫التسبيح هو عمل يسير وأجر عظيم‪ .‬يمكن أن تتم العبادة في أي وقت وتكون كافية في بضع دقائق‬
‫فقط‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يتم إعطاء أجر عظيم للأشخاص الذين يعملون الذكر‪.‬‬

‫رواه أبو هريرة رسول الله (ص) قال‪(( :‬الناس الذين يقولون سبحان الله وبحمده مائة مرة في اليوم‪ ،‬تزول‬
‫كل الأخطاء حتى مثل الرغوة في المحيط))‪.‬‬

‫وفي حديث آخرى قال رسول الله (ص) يقول‪ (( ،‬الشخص الذي في الصباح وسبحان الله وبحمده ما‬
‫يصل إلى مائة مرة‪ ،‬لا أحد في يوم القيامة أكثر أهمية مما فعله‪ ،‬باستثناء الشخص الذي يعملكما فعل‬

‫أو أكثر من ذلك ))‪.‬‬

‫الشخص الذي يريد أن يمحو ذنوبه وذنوبه بالله صلى الله عليه وسلم‪ .‬على الرغم من وجود الكثير من‬
‫الرغوة في المحيط‪ ،‬فمن الضروري تلاوة سبحان الله وبحمده بما يصل إلى مائة مرة‪ .‬تكفي خمس إلى عشرة‬

‫دقائق لتلاوة هذا الذكر مائة مرة‪ .‬لا يستغرق الأمر وقتًا طويلاً‪.‬‬
‫وبشأن سائر أشكال تلاوة التسبيح‪ :‬رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ .‬ورد في الحديث الإسلامي‪ ،‬أن‬
‫الميزان الخفيف والثقيل على الميزان هو سبحان الله العظيم وسبحان الله وبحمده‪ .‬نرجو أن نتعود على‬

‫قراءة التسبيح حتى نستغفركل يوم من الله صلى الله عليه وسلم‪.‬‬

‫قراءة تحميد‬

‫أحد أشكال الأعمال الشفوية التي لا تقل قيمة عن الصدقة هو الذكر بتلاوة تسبيح (سبحان الله)‬
‫تحميد (الحمد لله) وتكبير (الله أكبر) وتهليل (لا إله إلا الله)‪.‬كل تلك القراءات صدقات‪.‬‬

‫وروى أبو ذر‪ ،‬جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم‪ .‬فشتكي إلى الرسول صلى الله عليه‬
‫وسلم‪ " :‬يا رسول الله يذهب الغني بأجر‪ ،‬يصلونكما نصلي‪ ،‬ويصومونكما نصوم‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فقد‬
‫أعطوا الصدقات مع فائض ثرواتهم‪ .‬ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬قال‪ :‬ألم يصنع لك الله شيئاً‬
‫تصدقه؟كل تلاوة تسبيح صدقة‪ ،‬وتلاوة تكبير صدقة‪ ،‬وقراءة التحميد صدقة‪ ،‬وقراءة التهليل صدقة‪".‬‬

‫ومن أعظم القراءات الخفيفة المجزية التي تتعلق بهذا النقاش ما نقلته أم المؤمنين‪ ،‬الجويرية‪ .‬روى قصة رأى‬
‫رسول الله‪ .‬خرج لصلاة الفجر وهو لا يزال في المسجد‪ .‬ثم رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ .‬في وقت‬

‫الضحى وهو جالس هناك‪ .‬رسول الله صلى الله عليه وسلم سألني‪" ،‬هل ما زلت في الوضع الذيكنت‬
‫أعيش فيه في وقت سابق؟ فأجابت الجويرية‪ :‬نعم‪ .‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ .‬قال "قرأت‬

‫بعدك أربعكلمات ثلاث مرات‪ .‬إذاكنت تزن ما تقوله اليوم متواز ‪ ،‬فهذا هو‪:‬‬
‫سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومدادكلماته‬

‫قراءة التحليل‬

‫إن قراءةكلمات تحليل (لا إله إلا الله) بصدق لها فضائل غير عادية‪ .‬هذه أعمال يسيرة للقول وجلب‬
‫فوائد عظيمة‪ .‬نحصل على شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة‪.‬‬

‫رواه أبو هريرة‪ ،‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ (( :‬الشخص الذي يسعدني بشفاعي هو الذي‬
‫يقول (لا إله إلا الله) بإخلاص من داخل نفسه‪)).‬‬

‫في حديث آخر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ (( :‬من مات وهو يعلم أن لا إله يستحق العبادة‬
‫إلا الله يدخل الجنة‪)).‬‬

‫هذه عمل يسير وأجر عظيم لكل مسلم تحملها‪ .‬اذكر‪ ،‬سنحصل على شفاعة رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم إذا نحن ملازمةكلمة لا إله إلا الله‪ .‬دعنا نقول التهليل بكل إخلاص‪.‬‬

‫قراءة استغفار‬

‫من الأعمال يسيرة وأجور عظيمة بتلاوة الاستغفار‪ .‬روى ابن مسعود‪ ،‬قال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم‪((،‬الأشخاص الذين يقولون‪ :‬أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه‪".‬‬

‫ثلاث مرات‪ ،‬غُِفرت خطاياه رغم فراره من ساحة المعركة‪)).‬‬

‫رسول اّلهل صلى الله عليه وسلم المعصوم‪،‬أي محصن من جريمة التلاوة اليومية بما لا يقل عن سبعين‬
‫مرة‪ .‬قال‪ :‬والله أستغفر الله أكثر من سبعين مرة في اليوم‪" .‬‬

‫وماذا عن أولئك الذين ليسوا بمنأى عن الخطيئة؟‬

‫رسول الله صلى الله عليه وسلم وهناك أيضا شرح لعظمة أجر الاستغفر‪" :‬الشخص الذي دائما ما‬
‫يكون‪ ،‬الله يجعل له منكل صعوبة مخرجا‪ ،‬منكل ضيق في الفضاء‪ ،‬ويمنحه رزقه من طريق غير متوقع"‪.‬‬

‫لا تنتظر أكثر‪ ،‬حي ملازمة الإستغفار‪.‬‬

‫حضور مجلس الذكرى‬

‫حضور مجلس الذكر هو عمل يسير وأجر عظيم‪ .‬عن أبي هريرة ‪-‬رضي الله عنه‪ -‬عن رسول الله ‪-‬صلى‬
‫الله عليه وسلم‪ -‬قال‪« :‬إ َّن َِّلّل تعالى ملائكة يَطُوفُون في ال ُطُّرق يْلتَ ِم ُسون أهل ال هِذْكر‪ ،‬فإذا َو َج ُدوا قوماً‬
‫يذكرون الله عز وجل تَنَاَدوا‪َ :‬هلُُّموا إلى حا َجتِ ُكم‪ ،‬فَيَ ُحُّفوَنُم بِأَ ْجنِ َحتِِهم إلى ال َّسماء ال ُّدنيا‪ ،‬فيَسألُهُم َرُبّهُم‬
‫‪-‬وهو أعلم‪ :-‬ما يقول ِعبَادي؟ قال‪ :‬يقولون‪ :‬يُ َسبِه ُحونَك‪ ،‬ويُ َكِبهرُونك‪َ ،‬وَْي َم ُدونَك‪ ،‬ويُمَ ِهج ُدونَ َك‪،‬‬

‫فيقول‪ :‬هل َرأَوني؟ فيقولون‪ :‬لا والله ما َرأَوك‪ .‬فيقول‪ :‬كيف لو َرأَوني؟! قال‪ :‬يقولون‪ :‬لو رأَوك َكانُوا‬
‫أ َش َّد لك عبادة‪ ،‬وأ َش َّد لك تمْ ِجيداً‪ ،‬وأ ْكثر لك تسبيحاً‪ .‬فيقول‪ :‬فماذا يسألون؟ قال‪ :‬يقولون‪ :‬يَ ْسألُونك‬
‫الجَنّة‪ .‬قال‪ :‬يقول‪ :‬وهل َرأَوَها؟ قال‪ :‬يقولون‪ :‬لا والله يا رب ما رأَْوَها‪ .‬قال‪ :‬يقول‪ :‬فَ َكيف لو َرأَْوَها؟‬
‫قال‪ :‬يقولون‪ :‬لو أَّنُم َرأَوَها َكانُوا أَ َش َّد َعلَيها ِحرصاً‪ ،‬وأ َش َّد لهَا طلباً‪ ،‬وأَ ْعظَم فِيَها رغبةً‪ .‬قال‪ :‬فَِم َّم‬
‫يَتَ َعَوذُون؟ قال‪ :‬يقولون‪ :‬يَتَ َعوذُون من الَنّار؛ قال‪ :‬فيقول‪ :‬وهل رأوها؟ قال‪ :‬يقولون‪ :‬لا والله ما رأوها‪.‬‬
‫فيقول‪ :‬كيف لو رأوها؟! قال‪ :‬يقولون‪ :‬لو رأوها كانوا أش َّد ِمنها فِراراً‪ ،‬وأش َّد لها مَخَافَة‪ .‬قال‪ :‬فيقول‪:‬‬
‫فَأُ ْشِه ُدُك ْم أَِنهي قَْد َغَفْر ُت لَهُْم‪ ،‬قال‪ :‬يقول ملَك ِمن الملائكة‪ :‬فيهم فلان ليس منهم‪ ،‬إنما جاء لحاجة‪،‬‬
‫قال‪ُ :‬ه ُم الجُلَ َساء لا يَ ْشَقى بهم َجلِي ُسُهم»‪ .‬وفي رواية‪ :‬عن أبي هريرة ‪-‬رضي الله عنه‪ -‬عن النبي ‪-‬صلى‬
‫الله عليه وسلم‪ -‬قال‪« :‬إن لله ملائكة َسَيّارة فُ ُضلاً يَتَتََبّعُون مجالِ َس الذكر‪ ،‬فإذا وجدوا مَْجلِساً فيه ِذ ْكٌر‪،‬‬
‫قَ َع ُدوا معهم‪ ،‬و َح َّف بع ُضهم بعضاً بأجنحتهم حتى يمْلَُؤوا ما بينهم وبين السماء الدنيا‪ ،‬فإذا تَفرقوا عرجوا‬
‫وصعدوا إلى السماء‪ ،‬فيسألهم الله ‪-‬عز وجل‪ -‬وهو أعلم ‪ :-‬من أين جئتم؟ فيقولون‪ :‬جئنا من عند‬

‫عباد لك في الأرض‪ :‬يسبحونك‪ ،‬ويكبرونك‪ ،‬ويهللونك‪ ،‬وَيمدونك‪ ،‬ويسألونك‪ .‬قال‪ :‬وماذا يسألوني؟‬

‫قالوا‪ :‬يسألونك جنتك‪ .‬قال‪ :‬وهل رأوا جنتي؟ قالوا‪ :‬لا‪ ،‬أي رب‪ .‬قال‪ :‬فكيف لو رأوا جنتي؟! قالوا‪:‬‬

‫ويست ِجيرُونَك‪ .‬قال‪ :‬ومم يَ ْستجيروني؟ قالوا‪ :‬من نارك يا ر هب‪ .‬قال‪ :‬وهل رأوا ناري؟ قالوا‪ :‬لا‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فكيف لو رأوا ناري؟! قالوا‪ :‬ويستغفرونك؟ فيقول‪ :‬قد غفرت لهم‪ ،‬وأعطيتهم ما سألوا‪ ،‬وأجرتهم مما‬

‫استجاروا‪ .‬قال‪ :‬فيقولون‪ :‬رب فيهم فلان عبد َخ َطّاء إنما مَّر‪ ،‬فجلس معهم‪ .‬فيقول‪ :‬وله غفرت‪ ،‬هم‬

‫القوم لا يشقى بهم جلي ُسُهم»‪.‬‬

‫ورد في حديث للإمام مسلم أن الملائكة قالوا‪ :‬اللهمكان بينهم عبد فاعل ظل ًما فجاء وجلس معهم‪.‬ا‬
‫لله سبحانه وتعالى‪ .‬قال‪" :‬بالنسبة له أنا أي ًضا أستغفر ‪ ،‬إَنم شعب واحد ‪ ،‬وليسوا بائسين معهم‪".‬‬

‫يا لها من أجر كبير لمن حضروا حفل الذكرى‪ .‬لذلك ‪ ،‬يجب أن نتذكر كل لقاء نقوم به حتى نستغفر‬
‫من الله سبحانه وتعالى‪ .‬ومن الأماكن التي كثيرا ما تستخدم للذكر المساجد ومراكز التربية الإسلامية‬
‫والمجلس المعرفية‪ .‬تعتاد على حضور مثل هذه الأماكن‪ ،‬إما أن يتلو الذكر معهم أو يجلس معهم‪ .‬يتم‬

‫تضمين حضور مجلس الذكر في الأعمال الصغيرة التي يسهل القيام بها‪ ،‬ولكنها أجور عظيمة‪.‬‬