1
ﻣﻦ اﻏﺘﺎل زھﻮر اﻟﻨﺮﺟﺲ؟
وﺛﺎﺋﻖ وﺷﮫﺎدات ﻋﻦ ﻣﺠﺰرة ﺣﻠﺒﺠﺔ
2
اﻟﻣﺣﺗوﯾﺎت
اﻹﻫداء
ﺗﻘدﯾم
اﻟﻣﻘدﻣﺔ
اﻟﻘﺳم اﻷول :ﻋرض ﻣﻛﺛف
اﻟﻘﺿﯾﺔ اﻟﻛردﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌ ارق ﺑﯾن اﻟﺗﺄزﯾم وﻣﺣﺎوﻻت اﻟﺣل
ﻫل اﻣﺗﻠك اﻟﻌ ارق اﻟﺳﻼح اﻟذي ﻗُ ِﺻﻔت ﺑﻪ ﺣﻠﺑﺟﺔ؟!
وﻟﻠﻣﺧﺎﺑ ارت اﻟﻣرﻛزﯾﺔ واﻻﺳﺗﺧﺑﺎ ارت اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ اﻷﻣﯾرﻛﯾﺔ ﺗﻘﯾﯾﻣﻬﺎ
وﻟﻠﺟﯾش اﻷﻣﯾرﻛﻲ ﻛﻠﻣﺔ ﺣﺎﺳﻣﺔ
اﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳﯾﺔ ﺗﺗﺣدث
ﺑﺎﺣﺛون أﻣﯾرﻛﯾون ﯾﺗﺣدﺛون
ﻗﺎدة اﻟﺟﯾش اﻟﻌ ارﻗﻲ ﯾﺗﺣدﺛون
ﻛﯾف ﺗﻌﺎﻣل ﻣﺟﻠس اﻷﻣن اﻟدوﻟﻲ ﻣﻊ اﻟﻣﺟزرة؟
ﻣﺎذا ﻗﺎﻟت اﻟﺻﺣف اﻷﻣﯾرﻛﯾﺔ ﻋن ﺣﻠﺑﺟﺔ؟
ﻛﯾف ﻛﺎن اﻟﻌ ارق ﯾرﱡد ﻋﻠﻰ اﻻﺗﻬﺎﻣﺎت اﻹﯾ ارﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺎﻓل اﻟدوﻟﯾﺔ؟
ﻟﻣﺎذا ﻟم ﺗَﻘُْم ﻓرق اﻟﺗﻔﺗﯾش اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻸﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﺑزﯾﺎرة ﺣﻠﺑﺟﺔ؟!
3
ﻣﺎذا ﻗﺎل ﻋزﯾز اﻟﺣﺎج؟
ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﺻﺎرع اﻟﻘﺗﻠﺔ ..ﺑﯾن ﺟﻼل طﺎﻟﺑﺎﻧﻲ وأﻧوﺷﯾروان ﻣﺻطﻔﻰ
ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟﻔرﻧﺳﻲ إﻣﺎﻧوﺋﯾل ﻟودو
ﻓﯾﻠم ﺑﺎﺋس وﺳﺎذج
"ﻛ ارﺳﺔ آﻣر اﻟﻔﺻﯾل"
وﻣﺎذا ﻋن اﻟﺑﺎروﻧﺔ؟!
اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ
اﻟﻘﺳم اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻣﻼﺣق
اﻟﻣﻠﺣق رﻗم ) (1ﻗﺿﯾﺔ اﺳﺗﺧدام اﻷﺳﻠﺣﺔ اﻟﻛﯾﻣﯾﺎوﯾﺔ ﺿد أﻛ ارد اﻟﻌ ارق
اﻟﻣﻠﺣق رﻗم )(2اﻟﻬﺟوم
اﻟﻣﻠﺣق رﻗم ) (3ﺗﻘرﯾر ﻣﺷﺗرك ﻟوﻛﺎﻟﺗﻲ اﻟﻣﺧﺎﺑ ارت اﻟﻣرﻛزﯾﺔ واﻻﺳﺗﺧﺑﺎ ارت اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ
اﻷﻣﯾرﻛﯾﺗﯾن
اﻟﻣﻠﺣق رﻗم ) (4اﻟﺟﯾش اﻷﻣﯾرﻛﻲ ﯾؤﻛد اﺗﻬﺎم إﯾ ارن ﺑﺎﻟﻣﺟزرة ،وﯾﺷﻛك ﻓﻲ أﻋداد
اﻟﺿﺣﺎﯾﺎ
اﻟﻣﻠﺣق رﻗم ) (5ﺣﻠﺑﺟﺔ واﻟ ُﻣﺟرم اﻟ ُﻣﻐﱠﯾب ،ﺷﻬﺎدة اﻟﺳﻔﯾر ﻣوﻓق ﺟﺎﺳم اﻟﻌﺎﻧﻲ
4
اﻟﻣﻠﺣق رﻗم ) (6ﻣﻘﺎل ﺧﺑﯾر اﺳﺗﺧﺑﺎري أﻣﯾرﻛﻲ ﻓﻲ ﺻﺣﯾﻔﺔ ﻧﯾوﯾورك ﺗﺎﯾﻣز ﺑﻌﻧوان
"ﺟرﯾﻣﺔ ﺣرب أم ﻋﻣل ﺣرﺑﻲ؟"
اﻟﻣﻠﺣق رﻗم ) (7ﻣﻘﺎل ﻣﺷﺗرك ﻟﺧﺑﯾرﯾن أﻣﯾرﻛﯾﯾن ﻓﻲ ﺻﺣﯾﻔﺔ ﻧﯾوﯾورك ﺑوك ﺑﻌﻧوان
"ﺣرب اﻟﻌ ارق اﻟﻛﯾﻣﯾﺎوﯾﺔ"
اﻟﻣﻠﺣق رﻗم ) (8ﺷﻬﺎدة اﻟﻔرﯾق ﻓوزي اﻟﺑرزﻧﺟﻲ
اﻟﻣﻠﺣق رﻗم ) (9ﺷﻬﺎدة ﺿﺎﺑط ﻋ ارﻗﻲ
اﻟﻣﻠﺣق رﻗم ) (10ﻗ ارر ﻣﺟﻠس اﻷﻣن اﻟدوﻟﻲ ﺑﺷﺄن ﺣﻠﺑﺟﺔ
اﻟﻣﻠﺣق رﻗم ) (11اﻟﺗﻘرﯾر اﻟﻔﻧﻲ ﻟﺑﻌﺛﺔ اﻷﻣﯾن اﻟﻌﺎم ﻟﻸﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﺑﺷﺄن ﺣﻠﺑﺟﺔ
اﻟﻣﻠﺣق رﻗم ) (12ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺳؤول اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟﻌ ارﻗﻲ ﺳﻌد ﻗﺎﺳم ﺣﻣودي
اﻟﻣﻠﺣق رﻗم ) (13ﺷﻬﺎدة اﻟﻠواء اﻟﻣﻬﻧدس ﺣﺳﺎم ﻣﺣﻣد أﻣﯾن :ﺣﻠﺑﺟﺔ واﻟﻣﻔﺗﺷون
اﻟدوﻟﯾون
اﻟﻣﻠﺣق رﻗم ) (14ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﻌﺎرض اﻟﺷﯾوﻋﻲ اﻟﻌ ارﻗﻲ ﻋزﯾز اﻟﺣﺎج
اﻟﻣﻠﺣق رﻗم ) (15اﻟﻔﯾﻠم اﻟﺳﺎذج
اﻟﻣﻠﺣق رﻗم ) (16اﻟﺗﻘرﯾر اﻟﺳﺎدس ﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣﻛﻠﱠﻔﺔ ﺑﻧزع أﺳﻠﺣﺔ اﻟﻌ ارق اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ
ﻟﻸﻣم اﻟﻣﺗﺣدة )ﯾوﻧﺳﻛوم( ﻛﺎﻧون اﻷول /دﯾﺳﻣﺑر 1993
اﻟﻣﻠﺣق رﻗم ) (17اﻟﺗﻘرﯾر اﻟﺳﺎﺑﻊ ﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣﻛﻠﱠﻔﺔ ﺑﻧزع أﺳﻠﺣﺔ اﻟﻌ ارق اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ
ﻟﻸﻣم اﻟﻣﺗﺣدة )ﯾوﻧﺳﻛوم( ﺣزﯾ ارن /ﯾوﻧﯾو 1994
5
اﻹﻫداء "
"
ﻟواﻟٍد ﻋﻠﱠﻣﻧﻲ ﻗول اﻟﺣق ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺛﻣن..
ﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﻋن اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ،ﯾﺣرﺻون ﻋﻠﯾﻬﺎ أﺷﱠد اﻟﺣرص..
ﻟﻣواطﻧﯾن ﻣن ﺷﻌﺑﻧﺎ اﻟﻛردي ﻻ ﺗﺧدﻋﻬم ﻣﺗﺎﺟرة اﻟﺳﺎﺳﺔ ﺑدﻣﺎء اﻟﺿﺣﺎﯾﺎ اﻷﺑرﯾﺎء..
أﻗِّدم ﻫذا اﻟﻌﻣل ،ﻣﻌﺗذ ارً ﻋن أي ﺗﻘﺻﯾٍر ﻏﯾر ﻣﺗﻌ ّﻣد..
ُﻣﻘدﻣﺎً ﺧﺎﻟص اﻟﺗﻌﺎزي ﻷﺳر اﻟﺿﺣﺎﯾﺎ ،وُﻣﺑدﯾﺎً ﺑﺎﻟﻎ اﻟﺗﻌﺎطف ﻣﻊ اﻷﺑرﯾﺎء اﻟذﯾن ﺳﻘطوا
ﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺔ ﺣﻠﺑﺟﺔ اﻟﻌزﯾزة ،وﻓﻲ ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن ﻣدﻧﻧﺎ اﻟﻧﺎزﻓﺔ..
6
ﺗﻘدﯾم
اﻟدﻛﺗور ﻧﺎﺟﻲ ﺻﺑري اﻟﺣدﯾﺛﻲ
وزﯾر ﺧﺎرﺟﯾﺔ ﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﻌ ارق
ﻓﻲ ﻋﺎم 1988ﻗ أرت ﻓﻲ ﻣﺟﻠﺔ إﯾﻛوﻧوﻣﺳت اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ اﻟﻣرﻣوﻗﺔ ﺗﻘرﯾ ارً ﻣن ﻣ ارﺳﻠﻬﺎ
ﻓﻲ اﻟﺷرق اﻷوﺳط ﮔـَدﻓري ﺟﺎﻧﺳن Gadfrey Jansenﺗﺣدث ﻓﯾﻪ ﻋن ﺑﺣث أﻋدﺗﻪ
اﻷﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ اﻟﺣرﺑﯾﺔ اﻷﻣﯾرﻛﯾﺔ ﯾﻔﯾد ان إﯾ ارن ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺿرﺑت ﻣدﯾﻧﺔ ﺣﻠﺑﺟﺔ اﻟﻌ ارﻗﯾﺔ ﺑﻐﺎز
اﻟﺳﯾﺎﻧﯾد اﻟﻔﺗﺎك ،اﻟذي ﻟم ﯾﻛن اﻟﻌ ارق ﯾﺻﻧﻌﻪ وﻻ ﯾﻣﺗﻠﻛﻪ ،ﺑﺧﻼف إﯾ ارن ،وأﻧﻬﺎ أدﺧﻠت
إﻟﻰ اﻟﻣدﯾﻧﺔ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﺻﺣﻔﯾﯾن ﻛﺎﻧت ﻗد ﻫّﯾﺄﺗﻬم ،ﻣﺳﺑﻘﺎً ،ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻧب اﻹﯾ ارﻧﻲ ﻣن
اﻟﺣدود اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ ،ﻓﺻﱠوروا ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣﺟزرة اﻟﻣرّوﻋﺔ وﺑﺛّوا ﺻورﻫم وﺗﻘﺎرﯾرﻫم ﻣﺗّﻬﻣﯾن
اﻟﺟﯾش اﻟﻌ ارﻗﻲ ﺑﺎرﺗﻛﺎﺑﻬﺎ.
ﻛﺎن ﻫذا أول ﺗﻘرﯾر اطّﻠﻌت ﻋﻠﯾﻪ ،ﻣن ﻣﺻﺎدر ﻏﯾر ﻋ ارﻗﯾﺔ ،ﯾدﺣض ﺗﻬﻣﺔ اﻟﺗورط ﻓﻲ
ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻣﻧ َﻛرة اﻟﺗﻲ ُو ّﺟﻬت ﻟﻠﺟﯾش اﻟﻌ ارﻗﻲ ،ذي اﻟﺳﺟل اﻟوطﻧﻲ اﻟﻌرﯾق واﻟﺗﻘﺎﻟﯾد
اﻻﺣﺗ ارﻓﯾﺔ اﻟﻣﻌروﻓﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺑﻌدﻩ ﻋن ﻛل ﻣﺎ ﯾﺷّوﻩ ﻫذا اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻣﺷّرف.
ﻟﻛن إدارة ﺟورج ﺑوش اﻷب ﺗﺟﺎﻫﻠت ﺗﻘرﯾر اﻷﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ اﻟﺣرﺑﯾﺔ )وﺗﻘﺎرﯾر أﺟﻬزﺗﻬﺎ
اﻻﺳﺗﺧﺑﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﺷرت ﻓﻲ ﻣﺎ ﺑﻌد( واﺿﺎﻓت ﺟرﯾﻣﺔ ﺣﻠﺑﺟﺔ إﻟﻰ ﺳﺟٍل طوﯾل ﻣن
اﻟﻣ ازﻋم واﻟﻔﺑرﻛﺎت اﻟﺗﻲ ﺑﺛﱠﺗﻬﺎ اﻻدارة ﻧﻔﺳﻬﺎ وﺷرﻛﺎت اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﺳﺗﺄﺟرة ،ﺑﻌد
7
ﻣﻧﺗﺻف اﻟﻌﺎم ،1990ﻣن أﻣﺛﺎل ﻗﺻﺔ اﻟﺣﺎﺿﻧﺎت إﻟﻰ طﯾر أﻻﺳﻛﺎ ،ﻓﻲ ﺣﻣﻠﺗﻬﺎ ﺿد
اﻟﺣﻛم اﻟوطﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻌ ارق!
وﻗد اﻧﺗﺷرت ﺑﺿﻊ ﺷﻬﺎدات ﻣﻬﻣﺔ ﻋن ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺑﺷﻌﺔ ،ﺑﻌد اﺣﺗﻼل اﻟﻌ ارق ﻋﺎم
،2003ﺧﺻوﺻﺎً ﺑﻌد اﺳﺗﺛﻣﺎر رﻋﺎة اﻻﺣﺗﻼل وﻣؤﯾدﯾﻪ ﻟﻬذﻩ اﻟﻣ ازﻋم ﻣرة أﺧرى ،ﻣﻊ
ﻛذﺑﺗﻲ أﺳﻠﺣﺔ اﻟدﻣﺎر اﻟﺷﺎﻣل واﻟﺗﻌﺎون ﻣﻊ ﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺎﻋدة ،اﻟﻠﺗﯾن اﻋﺗﻣدﺗﻬﺎ إدارة ﺟورج
ﺑوش اﻹﺑن أﺳﺎﺳﺎً ﻟﺗﺳوﯾﻎ وﺗﺳوﯾق اﻟﻣﺷروع اﻻﺳ ارﺋﯾﻠﻲ ﻟﻐزو اﻟﻌ ارق واﺣﺗﻼﻟﻪ وﺗﺧرﯾب
دوﻟﺗﻪ اﻟوطﻧﯾﺔ.
وِﻓﻲ ﻫذا اﻟﻛﺗﺎب ،وﻫو اﻷول ﻓﻲ ﺗﻧﺎوﻟﻪ ﻫذا اﻟﻣوﺿوع اﻟﻣﻬم ،ﯾﻘدم اﻟﻛﺎﺗب اﻟﺻﺣﻔﻲ
ﻣﺻطﻔﻰ ﻛﺎﻣل ﻋدداً ﻛﺑﯾ ارً ﻣن اﻟﺷﻬﺎدات واﻟﺗﻘﺎرﯾر واﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣوﺛﱠﻘﺔ ،اﻟﺗﻲ ﻟم ﯾﺗﺳ ﱠن
ﻟﻠﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻘّارء ،ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬم اﻟﻣﺗﺧﺻﺻون ﻓﻲ اﻟﺷﺄن اﻟﻌ ارﻗﻲ ،اﻻطﻼع ﻋﻠﯾﻬﺎ.
وﻫﻲ ﺷﻬﺎدات ﻣﻬ ّﻣﺔ وﻣؤﺛّرة وﻣﺣل اﻋﺗﺑﺎر ،ﻣن ﻣﺻﺎدر ﻋﺳﻛرﯾﺔ ودﺑﻠوﻣﺎﺳﯾﺔ ،ﻋ ارﻗﯾﺔ
ﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ،وأط ارف ﺻﺣﻔﯾﺔ واﺳﺗﺧﺑﺎرﯾﺔ وﻋﺳﻛرﯾﺔ أﻣﯾرﻛﯾﺔ ﺷﺗﻰ ،ﻓﺿﻼً ﻋن ﻋدد ﻣن
ﻗ ار ارت ﻣﺟﻠس اﻷﻣن وﺑﻌﺛﺎﺗﻪ اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ذات اﻟﺻﻠﺔ ﺑﻣوﺿوع ﺣﻠﺑﺟﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ،أو
اﻟﻘرﯾﺑﺔ ﻣﻧﻪ.
وﺑذﻟك ﯾﻘّدم اﻟﻛﺗﺎب ،ﻷول ﻣرة ،ﺻورة ﺷﺎﻣﻠﺔ ﺗﻔﺻﯾﻠﯾﺔ ﻋن اﻟﺣدث ،ﺑﻣﺎ ﯾﺻِّوب اﻟﻛﺛﯾر
ﻣن اﻻﻧطﺑﺎﻋﺎت اﻟﻣﺷوﻫﺔ وﯾﻧﺻف ،ﻟﯾس ﺟﯾش اﻟﻌ ارق اﻟوطﻧﻲ ﻓﺣﺳب ،ﺑل اﻟﻣدﯾﻧﺔ
وﺷﻬداءﻫﺎ ،ﯾرﺣﻣﻬم ﷲ ،ﻣن ﺧﻼل ﺗﺷﺧﯾص اﻟﺟﻧﺎة اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﯾن ووﺿﻊ اﻟﻣﺟزرة ﻓﻲ
ﺳﯾﺎﻗﻬﺎ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ.
8
اﻟﻣﻘدﻣﺔ
"
"
ﻣﻧذ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻘود ﯾﺗردد اﺳم "ﺣﻠﺑﺟﺔ" ،ﺗﻠك اﻟﻣدﯾﻧﺔ اﻟﻌ ارﻗﯾﺔ اﻟوادﻋﺔ ﻓﻲ ﺣﺿن ﺟﺑل ﺟﺑل
ﻫورﻣﺎن ﻓﻲ ﺣﺎﻓﺎت وﺗﺧوم ﺳﻬل ﺷﻬرزور ﺑﻣﺣﺎﻓظﺔ اﻟﺳﻠﯾﻣﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺷﻣﺎل ﺷرق
اﻟﻌ ارق.
وﻻ ﯾﻌود اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﻬذﻩ اﻟﻣدﯾﻧﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺗﺟود ﺑﻪ ﺗرﺗﺑﺗﻬﺎ اﻟﺧﺻﺑﺔ ﻣن ﺛﻣﺎر اﻟﻌﻧب واﻟﺗﯾن
واﻟﺟوز ،وﻻ إﻟﻰ طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ اﻟﺧﻼﺑﺔ ،ﺑل إﻟﻰ ﺷﻲء ﻣﺧﺗﻠف ﺗﻣﺎﻣﺎً!
إﻧﻬﺎ اﻟﻣﺟزرة اﻟﺑﺷﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﺷﻬدﺗﻬﺎ ﻫﻲ ﻣﺎ ﺟﻌل إﺳم ﻫذﻩ اﻟﻣدﯾﻧﺔ ﯾﺗردد ﻋﻠﻰ ﻛل ﻟﺳﺎن،
ﻛ ٌل ﺣﺳب داﻓﻌﻪ وﻏرﺿﻪ وﻣﺎ ﯾرﯾد اﻟوﺻل إﻟﯾﻪ!
ﻓﻔﻲ 16آذار /ﻣﺎرس ﻣن اﻟﻌﺎم ،1988وﻗﻌت ﺟرﯾﻣﺔ ﺑﺣق اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ذﻫب ﺿﺣﯾﺗﻬﺎ،
ﺑﺣﺳب اﻟﺗﻘدﯾ ارت اﻟﺷﺎﺋﻌﺔ ،ﻧﺣو 5000ﻣواط ٍن ﺑري ٍء ﻣن ﺳﻛﺎن ﻫذﻩ اﻟﻣدﯾﻧﺔ ،ﺑﯾﻧﻬم
ﻋدٌد ﻛﺑﯾٌر ﻣن اﻟﻧﺳﺎء واﻷطﻔﺎل واﻟﺷﯾوخ.
9
وطﯾﻠﺔ اﻟﻌﻘود اﻟﺛﻼﺛﺔ ،ﻛﺎن اﻻﻫﺗﻣﺎم اﻻﻋﻼﻣﻲ واﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﺑﻬذﻩ اﻟﻘﺿﯾﺔ ﯾﻌﻠو وﯾﺧﻔت
ﺗﺑﻌﺎً ﻟﻠظروف اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑﺎﻟﻌ ارق ،وﻋﻠﻰ وﻓق ﻣﺎ ﺗﻘررﻩ اﻟﻌواﻣل اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ
واﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﯾد اﺳﺗﻐﻼل ﻫذﻩ اﻟﻘﺿﯾﺔ ﻷﻏ ارﺿﻬﺎ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻣ ﱡت إﻟﻰ ﻣﻌﺎﻧﺎة اﻟﺿﺣﺎﯾﺎ
ﺑﺻﻠ ٍﺔ ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق.
ﻛﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻷط ارف اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻛردﯾﺔ ﺗرﻓﻊ ﺻوﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﺣدﯾث ﻋن ﻫذﻩ اﻟﻣﺟزرة ،ﻟﯾس ﻣن
ﺑﺎ ِب اﻻﻧﺗﺻﺎف ﻟﺿﺣﺎﯾﺎﻫﺎ اﻷﺑرﯾﺎءٕ ،واﻧﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺳﻌﻰ رﺧﯾ ٍص ﻻﺳﺗﻐﻼل ﻣﻌﺎﻧﺎة اﻟﺿﺣﺎﯾﺎ
وأ َﺳِرﻫم ،اﺳﺗﺟﻼﺑﺎً ﻟﻣوﻗ ٍف ﺳﯾﺎﺳﻲ أو ﻣﻛﺳ ٍب ﻣﺎﻟﻲ ،ﺣﺗﻰ ٕوان ﻛﺎن ﻣﻐ ﱠﻣﺳﺎً ﺑدﻣﺎء
اﻷﺑرﯾﺎء ﻣﻣن ﯾّدﻋون ﺗﻣﺛﯾﻠﻬم واﻟدﻓﺎع ﻋﻧﻬم! وﻻ ﺑﺄس ،ﻣﺎ دام ﻫؤﻻء اﻟﺳﺎﺳﺔ ﻫم اﻟذﯾن
ﺗﺳﺑﺑوا ﺑﺳﻘوط ﻫؤﻻء اﻟﺿﺣﺎﯾﺎ اﻷﺑرﯾﺎء ،ﻓﻘط ﻟﯾﺟﻌﻠوا ﻣن ﺧﺻﻣﻬم ،وﻫو دوﻟﺔ اﻟﻌ ارق
اﻟواﺣد ،ﺷﯾطﺎﻧﺎً ﯾﻧﺗﻘﻣون ﻣﻧﻪ!
وﻟﯾس أد ﱠل ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻣن ﻣوﻗف أﺑﻧﺎء ﺣﻠﺑﺟﺔ ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾن اﻷﻛ ارد ،ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻋﻠﱠﻘوا ،
ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺻب اﻟﺗذﻛﺎري اﻟﻣﻘﺎم ﺑدﻋوى ﺗﺧﻠﯾد ﺿﺣﺎﯾﺎ اﻟﻣﺟزرة ،ﻻﻓﺗﺔ ﺗﺣﻣل ﻋﺑﺎرة "ﻣﻣﻧوع
دﺧول اﻟﻣﺳؤوﻟﯾن" ورﻣوا ،ﺑﺎﻟﺣﺟﺎرة ،أوﻟﺋك اﻟﺳﺎﺳﺔ اﻟذﯾن ﯾﺣﺎوﻟون اﻟرﻗص ﻋﻠﻰ ﺟ ارح
أﻫل اﻟﻣدﯾﻧﺔ اﻟﻣﻛﻠوﻣﺔ ،ﺑل وﻗﺎﻣوا ﻓﻲ اﻟذﻛرى اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ ﻋﺷرة ﻟﻠﻣﺟزرة ﻋﺎم 2006ﺑﺣرق
اﻟﻧﺻب اﻟﺗذﻛﺎري ﺑﻛﺎﻣل ﻣﺣﺗوﯾﺎﺗﻪ ،اﺣﺗﺟﺎﺟﺎً ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻐﻼل اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻟﻘﺿﯾﺗﻬم ﻣن ﻗﺑل
اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن واﻟﻣﺗﻛ ّﺳﺑﯾن.
وﻣن ﺧﻼل ﻋﻣﻠﻧﺎ اﻹﻋﻼﻣﻲ ،وﺟدﻧﺎ ﺧﻠﻼً ﻛﺑﯾ ارً ﻟدى اﻟ أري اﻟﻌﺎم اﻟﻌرﺑﻲ واﻷﺟﻧﺑﻲ ،ﻓﺿﻼً
ﻋن اﻟﻌ ارﻗﻲ ،ﻓﻲ ﻓﻬم ﻣﺎ ﺣدث ﻫﻧﺎك ﯾوم 16آذار /ﻣﺎرس ،1988وﻫو ﻧﻘ ٌص ﻛﺑﯾٌر
وﺧطﯾٌر ﯾﺷﺗرك ﻓﯾﻪ اﻟﻘﺎرئ اﻟﻌﺎدي ،واﻟﻣﺗﺎﺑﻊ واﻻﻋﻼﻣﻲ واﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﺑل وﺣﺗﻰ اﻟﺑﺎﺣث
اﻟﻣﺗﺧﺻص ،ﺑﺳﺑب ﺣﺟم اﻟﺗﺿﻠﯾل اﻹﻋﻼﻣﻲ اﻟذي ﯾ ارﻓق اﻟﺣدﯾث ﻋن اﻟﻣﺟزرة واﻟﻣدﯾﻧﺔ،
10
وﺑﺳﺑب اﺳﺗﺳﻬﺎل ﺑﻌض اﻟﻣﺗﻠﻘّﯾن ﻓﻲ ﺗردﯾد ﻋﺑﺎ ار ٍت ﺟﺎﻫزة ﯾﻛّررﻫﺎ اﻹﻋﻼم اﻟدوﻟﻲ ﻓﻲ
ﻫذا اﻟﺷﺄن ،وﻫو ﻣﻐر ٌض ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ،دون ﺑذِل ﺟﻬٍد ﻓﻲ اﻟﺗﻣﺣﯾص واﻟﺗدﻗﯾق!
وﺑﺎﻟﺗﺄﻛﯾد ﻓﺈن اﻟﺧﻠل واﻟﻧﻘص ﻓﻲ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻟﺗردﯾد اﻟﺑﺑﻐﺎﺋﻲ ﻟﻠرواﯾﺎت اﻟﻣﺿﻠﻠﺔ ﯾﺳﺗﻠزم
اﻹﺳ ارع ﺑﺗرﺟﻣﺔ ﻫذﻩ اﻟوﺛﺎﺋق واﻟﺷﻬﺎدات اﻟﻣﻬﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﻧﻌرﺿﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻛﺗﺎب،
وأﻫ ّﻣﻬﺎ وﺛﺎﺋق وﻛﺎﻟﺗﻲ اﻟﻣﺧﺎﺑ ارت اﻟﻣرﻛزﯾﺔ واﺳﺗﺧﺑﺎ ارت اﻟدﻓﺎع اﻷﻣﯾرﯾﻛﯾﺗﯾن ،وﺗﻘرﯾر
ﻗﯾﺎدة ﻗوات اﻟﻣﺎرﯾﻧز ﻓﻲ اﻟﺟﯾش اﻷﻣﯾرﻛﻲ ،وﻣﺎ ﻧﺷرﺗﻪ اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻷﻣﯾرﻛﯾﺔ ﻋن
اﻟﻣوﺿوع ،وﻏﯾرﻫﺎ ،إﻟﻰ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻠﻐﺎت ،إﻧﺻﺎﻓﺎً ﻟﻠﺿﺣﺎﯾﺎ اﻷﺑرﯾﺎء وﺗﺷﺧﯾﺻﺎً ﻟﻠﺟﻧﺎة
اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﯾن واﻟﻣﺣّرﺿﯾن واﻟﻣﺗﺳﺗرﯾن.
وﺳﯾرى اﻟﻘﺎرئ اﻟﻛرﯾم أن اﻟوﺛﺎﺋق اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻷﻣﯾرﻛﯾﺔ ،اﻟﻣﺧﺎﺑ ارﺗﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ واﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ
واﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،ﻫﻲ أول وأﻫم ﻣن ﻓﺿﺢ اﻟﻔﺎﻋل اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻣﺟزرة ﺣﻠﺑﺟﺔ ،وﻻ داﻋﻲ ﻟﻺﻓﺎﺿﺔ
ﻓﻲ اﻟﻘول إن اﻟﺟﻬﺎت اﻟﺗﻲ أﺻدرت ﻫذﻩ اﻟوﺛﺎﺋق ﻟﯾﺳت ﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟدﻓﺎع ﻋن ﻧظﺎم اﻟﺣﻛم
ﻓﻲ اﻟﻌ ارق وﺗﺑﯾﯾض ﺻﻔﺣﺗﻪ ،إﻧﻣﺎ ﻫﻲ ﻣﻌﺎدﯾﺔ ﻟﻪ ﺗﻣﺎﻣﺎً ،ﻟﻛﻧﻧﺎ ﻧزﯾد ﻓﻧﻘول إن ﺗﻘرﯾر
اﻟﺟﯾش اﻷﻣﯾرﻛﻲ ﻋن اﻟﻘد ارت اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ اﻟﻌ ارﻗﯾﺔ ،اﻟذي ﺳﯾﺟدﻩ اﻟﻘﺎرئ ﻷول ﻣرة ﺑﯾن
ﯾدﯾﻪ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻛﺗﺎب ،ﺟﺎء ﻓﻲ وﻗ ٍت ﻛﺎﻧت اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﺗﺗﺄﻫب ﻟﻠﻘﺗﺎل ﻣﻊ اﻟﻌ ارق ﺑﻌد
أزﻣﺔ اﻟﻛوﯾت ،وﻫذا ﻟﻪ أﻛﺛر ﻣن دﻻﻟﺔ وﻣﻐزى ،إذ ان اﻟﺟﯾش اﻷﻣﯾرﻛﻲ ﻟم ﯾﻛن ﻟﯾﺿِﻠّ َل
ﻗﯾﺎداﺗﻪ وﺟﻧودﻩ ﻋﺑر ﺗﻘرﯾر داﺧﻠﻲ ﺧﺎص ﻣﺣدود اﻟﺗداول.
إن ﺣﻣﻠﺔ اﻟﺗﺿﻠﯾل اﻟﺗﻲ ﺗ ارﻓق اﻟﺣدﯾث ﻋن ﺣﻠﺑﺟﺔ ﻟم ﺗﺗوﻗف ﻣﻧذ ذﻟك اﻟﺣﯾن ،وﻣﺎ ﺗ ازل
اﻟﻛﺛﯾر ﻣن وﺳﺎﺋل اﻻﻋﻼم اﻟﻌ ارﻗﯾﺔ واﻟﻌرﺑﯾﺔ واﻟدوﻟﯾﺔ ﺗﺗﺣدث ﻋن اﻟﻣﺟزرة ،ﺑﻣﻌزٍل ﻋن
اﻟﺣﻘﺎﺋق اﻟﺗﻲ ﺗداوﻟﻬﺎ اﻟﻌﺎﻟم ﻋﻧدﻣﺎ ﻛﺎن ﺑﻌﯾداً ،إﻟﻰ ﺣٍد ﻣﺎ ،ﻋن اﻟﺗﺄﺛﯾ ارت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
اﻟﻣﻐرﺿﺔ ،ﺳوا ًء اﻹﯾ ارﻧﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ أو ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗﺻدر ﻣن اﻟﺳﺎﺳﺔ اﻷﻛ ارد اﻟذﯾن ﺳﻌوا إﻟﻰ
11
اﺳﺗﻐﻼل ﻫذﻩ اﻟﻣﺄﺳﺎة اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻟﺻﺎﻟﺢ ﻣﺷروﻋﻬم ﺑﺎﻻﻧﺳﻼخ ﻋن اﻟﻌ ارق ،وﻗﺑﻠﻪ
ﺷﯾطﻧﺔ اﻟﺣﻛم اﻟوطﻧﻲ ﻓﯾﻪ ﺗﻣﻬﯾداً ﻟﻐزو اﻟﺑﻼد واﺣﺗﻼﻟﻬﺎ ،ﻛﻣﺎ ﺣدث ﻓﻲ رﺑﯾﻊ اﻟﻌﺎم
،2003وﻫﻲ اﻟﻣﺟزرة اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻌ ﱠﻛز ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺳﺎﺳﺔ ﻓﺎﺳدون ﻹﻗﺎﻣﺔ دوﻟﺗﻬم اﻟﻣﻧﺳﻠﺧﺔ ﻋن
ﺟﺳد اﻟوطن اﻟذي ﺣﻣﺎﻫم ووﻓﱠر ﻟﻬم ﻛل اﻟﺣﻘوق ،وﻫﻲ دوﻟﺔ ﯾرﯾدون إﻗﺎﻣﺗﻬﺎ ﻻ ﺑﻬدف
ﺗﺄﻣﯾن ﻣﺳﺗﻘﺑل أﻓﺿل ﻷﺑﻧﺎء ﺷﻌﺑﻧﺎ اﻟﻛردي اﻟذي ﻋﺎﻧﻰ اﻟﻛﺛﯾر واﻟﻛﺛﯾر ،ﺑل ﺑﻬدف إﻓﻘﺎر
ﻫذا اﻟﺷﻌب اﻟﻣﺳﻛﯾن ٕواذﻻﻟﻪ واﻻﺳﺗﯾﻼء ﻋﻠﻰ ﺧﯾ ارﺗﻪ ،ﻛﻣﺎ ﻓﻌل ﻫؤﻻء اﻟﺳﺎﺳﺔ،
وﯾﻔﻌﻠون ،ﻣﻧذ ﻋﻘود طوﯾﻠﺔ ،وﻫﻲ ﺣﻘﺎﺋق ﺑﺎﺗت أﻛﺛر وﺿوﺣﺎً ﻟدى اﻟﺟﻣﯾﻊ اﻵن.
إﻧﻧﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻛﺗﺎب ﻻ ﻧﻬدف إﻟﻰ ﺗﺑرﺋﺔ ظﺎﻟٍم أو اﺗﻬﺎم ﻣظﻠوٍم ،ﻣن ﺧﻼل رﻓﻊ اﻟﺗﻬﻣﺔ
ﻋن طرف واﺗﻬﺎم آﺧر ،ﻓﻠﺳﻧﺎ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺑﺷﻌﺔ ،اﻟﺗﻲ
ﺗﺗداﺧل ﻓﯾﻬﺎ ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ واﻹﻋﻼم واﻟﺣﻘﺎﺋق اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ،ﺑل إ ﱠن ﻛ ﱠل ﻣﺎ ﯾﻌﻧﯾﻧﺎ ﻫو ﻋرض
اﻟﺣﻘﺎﺋقٕ ،واطﻼع اﻟﻌﺎﻟم اﻟذي ﻣﻸت ﻣﺳﺎﻣﻌﻪ أﺣﺎدﯾث اﻟﺗﺿﻠﯾل اﻟﻬﺎﺋﻠﺔ ،طﯾﻠﺔ ﻣﺎ ﯾﻘرب
ﻣن ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻘود ،إطﻼﻋﻪ ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎدات ﻣوﺛﱠﻘﺔ ووﺛﺎﺋق ﯾﺟري ﺗﻐﯾﯾﺑﻬﺎ ﻋن ﻋﻣد،
اﺳﺗﻐﻼﻻً ﻟدﻣﺎء اﻟﺿﺣﺎﯾﺎ اﻷﺑرﯾﺎء اﻟذﯾن ﺳﻘطوا ﻓﻲ ﺣﻠﺑﺟﺔ ،وﻫو ﻫدف ﺳﯾؤدي إﻟﻰ
إﻧﺻﺎف اﻟﺿﺣﺎﯾﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻋرض اﻟﺣﻘﺎﺋق ،اﻟﺗﻲ ﯾُﺻﱡر اﻹﻋﻼم اﻟﻣﻐرض واﻟﺳﺎﺳﺔ
اﻟﻔﺎﺳدون اﻟﻣﺗﻛ ّﺳﺑون ﺑﺎﻟﻘﺿﯾﺔ ،ﻋﻠﻰ ﺗﻐﯾﯾﺑﻬﺎ ،ﻟﯾس ﻋن اﻟ أري اﻟﻌﺎم اﻟﻌ ارﻗﻲ واﻟﻌرﺑﻲ
واﻟدوﻟﻲ ﻓﺣﺳب ،ﺑل ﻋن ذوي اﻟﺿﺣﺎﯾﺎ أوﻻً ،ﻟﯾواﺻﻠوا ﻣﻬﻣﺔ اﻟﺗﻛ ّﺳب اﻟرﺧﯾص ﻣﻧﻬﺎ
ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ )ﻫوﻟوﻛوﺳت اﻷﻛ ارد( ،وﻣﺳﺎﻋﯾﻬم ﻓﻲ اﻻﻧﺗﻘﺎم اﻟﺧﺑﯾث ﻣن اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌ ارﻗﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﻣﻧﺣت ﻣواطﻧﯾﻬﺎ ﻣن أﺑﻧﺎء اﻟﻘوﻣﯾﺔ اﻟﻛردﯾﺔ ﻣﺎ ﻟم ﺗﻣﻧﺣﻪ أﯾﺔ دوﻟﺔ ﻣﺟﺎورة.
12
وﻻ أﻋﺗﻘد أن ﺟﻬداً ُﯾﻧﺻ ُف ﺿﺣﺎﯾﺎ ﻫذﻩ اﻟﻣدﯾﻧﺔ اﻟﻌزﯾزة وﯾﻣﻧﺢ اﻟﺳﻛﯾﻧﺔ ﻷرواﺣﻬم
اﻟﻣﻌّذﺑﺔ ،أﻫم ﻣن ﻓﺿﺢ اﻟﻣﺟرﻣﯾن وﺗﺳﻣﯾﺗﻬم ﺑﺄﺳﻣﺎﺋﻬم اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ،ﺑﻌد إ ازﺣﺔ اﻟﻧﻘﺎب ﻋن
ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﺣﻘﺎﺋق ﯾﺗﻌ ﱠﻣد اﻟﻣﺟرﻣون واﻟﻣﻐرﺿون إﺧﻔﺎءﻫﺎ.
إﻧﻧﺎ ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﻧﺄﺳف ﻟوﻗوع ﻫذﻩ اﻟﻣﺟزرة اﻟﺑﺷﻌﺔ وﻧﺗرﱠﺣم ﻋﻠﻰ ﺿﺣﺎﯾﺎﻫﺎ اﻟذﯾن
ذﻫﺑوا ،ﻛﻣﺎ ﺳﻧرى ﻓﻲ اﻟوﺛﺎﺋق واﻟﺷﻬﺎدات اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻣﻬﺎ دﻓﱠﺗﻲ ﻫذا اﻟﻛﺗﺎب ،ذﻫﺑوا ﺿﺣﯾﺔ
ﻣؤاﻣرة ﺧﺳﯾﺳﺔ اﺷﺗرك ﺑﻬﺎ ﻋﻣﻼء ﻣﺣﻠﯾون ٕواﻗﻠﯾﻣﯾون ودوﻟﯾون ،ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧؤﻛد أن أﻫﺎﻟﻲ
ﻣدﯾﻧﺔ ﺣﻠﺑﺟﺔ ﻫم اﻷﻗدر ﻋﻠﻰ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺣﻘوﻗﻬم واﻧﺗ ازﻋﻬﺎ ﻣن اﻟﺳﺎﺳﺔ اﻟﺷوﻓﯾﻧﯾﯾن
اﻟﻣﺗﺎﺟرﯾن ﺑﺄرواح أﺑﻧﺎﺋﻬم ،وﻫم وﺣدﻫم اﻟذﯾن ﯾﺳﺗطﯾﻌون اﻟﻣﺟﺎﻫرة ﺑﺎﻟدور اﻹﺟ ارﻣﻲ
اﻟذي ﻧﻔﱠذﻩ أوﻟﺋك اﻟﺳﺎﺳﺔ ﺗﻠﺑﯾﺔ ﻟﺷﻬوة ﻣرﯾﺿﺔ ﺑﺎﻻﻧﺗﻘﺎم ﻣن ﺷﻌب وﺟﯾش اﻟﻌ ارق،
ﺑﻌرﺑﻪ وأﻛ اردﻩ ،أوﻟﺋك اﻟﺳﺎﺳﺔ اﻟذﯾن رﻗﺻوا ﻋﻠﻰ ﺟ ارح ﺣﻠﺑﺟﺔ وأﻫﻠﻬﺎ ،واﻟذﯾن ﯾﺗﺣ ﱠﻣﻠون
وزر دﻣﺎء اﻵﻻف ﻣن اﻷﺑرﯾﺎء ﻣن اﻟﺿﺣﺎﯾﺎ اﻟذﯾن ﺳﻘطوا ،ﻓﻲ ﺻﻔوف اﻟﻌﺳﻛرﯾﯾن
واﻟﻣدﻧﯾﯾن اﻟﻌ ارﻗﯾﯾن ،ﻋﻠﻰ ﻣدى ﻋﻘوٍد طوﯾﻠ ٍﺔ ﻣن اﻻﺳﺗﻐﻼل اﻟﺧﺑﯾث ﻟﻠﻣطﺎﻟب اﻟﻣﺷروﻋﺔ
ﻟﻠﺷﻌب اﻟﻛردي ،ذﻟك اﻻﺳﺗﻐﻼل اﻟذي أﺣرق ﻣدن وﻗرى ﻛردﺳﺗﺎن اﻟﻌ ارق ﻛﻠﻬﺎ ،وﻟﯾس
ﺣﻠﺑﺟﺔ اﻟﺻﺎﺑرة اﻟﺻﺎﻣدة وﺣدﻫﺎ ،وﺳﻔك دﻣﺎ ًء ﺑرﯾﺋ ًﺔ ﻷﺑﻧﺎء وﺳط وﺟﻧوب اﻟﻌ ارق ﻛﻣﺎ
اﺳﺗﺑﺎح دﻣﺎء أﺑﻧﺎء أرﺑﯾل واﻟﺳﻠﯾﻣﺎﻧﯾﺔ ودﻫوك ﺑﻣﻐﺎﻣ ارت ﻋﺑﺛﯾﺔ ﻣﺟﻧوﻧﺔ ﻧﻔّذﻫﺎ ﺳﺎﺳ ٌﺔ
ﺗﺣّرﻛﻬم اﻟﺻﻬﯾوﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ واﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ واﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺧﺑﯾﺛﺔ ﺿد اﻟﻌ ارﻗﯾﯾن.
ﻏﯾر أﻧﻧﺎ وﻧﺣن ﻧﺗﺣدث ﻋن ﻗﺿﯾﺔ ﺣﻠﺑﺟﺔ ﻧود اﻹﺷﺎرة ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﻘدﻣﺔ إﻟﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ
ﻣن اﻟﻧﻘﺎط ،وﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻵﺗﻲ:
13
.1ﺳﺑق ﻟﻠﺟﯾش اﻟﺑرﯾطﺎﻧﻲ أن اﺳﺗﺧدم اﻷﺳﻠﺣﺔ اﻟﻛﯾﻣﯾﺎوﯾﺔ ﺿد ﻋرب اﻟﻌ ارق
وأﻛ اردﻩ ﺧﻼل ﻗﻣﻌﻪ ﻟﺛورة اﻟﻌﺷرﯾن اﻟﺗﻲ ﺧﺎﺿﻬﺎ اﻟﻌ ارﻗﯾون ،ﻓﻲ اﻟﺷﻣﺎل واﻟوﺳط
واﻟﺟﻧوب ﺿد اﻻﺣﺗﻼل اﻟﺑرﯾطﺎﻧﻲ ﻣطﻠﻊ اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن.
.2ﺗﻌﺎﻣل اﻟﻘﺎﻧون اﻟدوﻟﻲ ﻣﻊ ﻗﺿﯾﺔ اﻷﺳﻠﺣﺔ اﻟﻛﯾﻣﯾﺎوﯾﺔ ،ﺑدءاً ﻣن ﺑروﺗوﻛول ﺟﻧﯾف
ﻟﻌﺎم ،1925اﻟذي ﯾؤﻛد ﻋﻠﻰ "ﺣظر اﻻﺳﺗﺧدام اﻷول ﻟﻸﺳﻠﺣﺔ اﻟﻛﯾﻣﯾﺎوﯾﺔ ﺿد
أط ارف اﻟﺑروﺗوﻛول ،ﻟﻛﻧﻪ ﻻ ﯾﺣظر اﻻﻧﺗﺎج أو اﻟﺗﻛدﯾس أو اﻻﺳﺗﺧدام رداً ﻋﻠﻰ
ﻫﺟوم ﺑﺎﻷﺳﻠﺣﺔ اﻟﻛﯾﻣﯾﺎﺋﯾﺔ" واﻧﺗﻬﺎ ًء ﺑﺎﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺣظر اﻟﺷﺎﻣل ﻟﻸﺳﻠﺣﺔ اﻟﻛﯾﻣﯾﺎﺋﯾﺔ
اﻟﺗﻲ دﺧﻠت ﺣﯾز اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻋﺎم .1997
.3طﺑﻘﺎً ﻟﻣﺎ ﺳﺑق ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة ،2ﻻ ﯾﻌﺗﺑر اﺳﺗﺧدام اﻷﺳﻠﺣﺔ اﻟﻛﯾﻣﯾﺎوﯾﺔ ﺧﻼل اﻟﺣرب
اﻟﻌ ارﻗﯾﺔ اﻹﯾ ارﻧﯾﺔ ﺟرﯾﻣﺔ ﺣرب ،أو اﻧﺗﻬﺎﻛﺎً ﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ دوﻟﯾﺔ ،رﻏم اﻧﺿﻣﺎم ﻛل ﻣن
اﻟﻌ ارق ٕواﯾ ارن إﻟﻰ ﺑروﺗوﻛول ﺟﻧﯾف ،ﻛون ﻛ ﱠل طرف ﯾﱠدﻋﻲ أﻧﻪ ﯾرّد ﻋﻠﻰ ﻫﺟوٍم
ﺑﺎﻷﺳﻠﺣﺔ اﻟﻛﯾﻣﯾﺎوﯾﺔ ﻣن اﻟطرف اﻵﺧر.
.4ﺗؤﻛد اﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ أن ﻛﻼً ﻣن اﻟﻌ ارق ٕواﯾ ارن ﻗد اﺳﺗﺧدﻣﺎ اﻷﺳﻠﺣﺔ
اﻟﻛﯾﻣﯾﺎوﯾﺔ ﺧﻼل اﻟﺣرب ،وﻧﺷﯾر ﻫﻧﺎ إﻟﻰ ﻗ ارر ﻣﺟﻠس اﻷﻣن اﻟدوﻟﻲ ذي اﻟرﻗم
620ﻓﻲ 26آب /أﻏﺳطس ،1988اﻟذي ﯾﺷﯾر إﻟﻰ "ﺟزع اﻟﻣﺟﻠس ﻣﻣﺎ
ﺧﻠُﺻت إﻟﯾﻪ ﺑﻌﺛﺎت اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻣن ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺗﻔﯾد ﺑﺄن اﻷﺳﻠﺣﺔ اﻟﻛﯾﻣﯾﺎوﯾﺔ
اﺳﻌﻣﻠت ﺑﺻورة ﻣﺳﺗﻣرة ﻓﻲ اﻟﻧ ازع ﺑﯾن إﯾ ارن واﻟﻌ ارق" وﻫذا اﻟﺗﻌﺑﯾر ﯾﻌﻧﻲ أن
اﻷﺳﻠﺣﺔ اﻟﻛﯾﻣﯾﺎوﯾﺔ اﺳﺗﺧدﻣت ﻣن اﻟﺟﺎﻧﺑﯾن.
.5ﺗؤﻛد اﻟﺗﻘﺎرﯾر اﻷﻣﯾرﻛﯾﺔ أن اﻻﺳﺗﺧدام اﻟﻌ ارﻗﻲ ﻟﻸﺳﻠﺣﺔ اﻟﻛﯾﻣﯾﺎوﯾﺔ ﺧﻼل اﻟﺣرب
اﻟﻌ ارﻗﯾﺔ اﻹﯾ ارﻧﯾﺔ ﻛﺎن ﻷﻏ ارض إﯾﻘﺎف وﺗﻌوﯾق اﻟﻬﺟﻣﺎت اﻟﻛﺑﯾرة اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻧﻬﺎ
14
اﻟﻘطﻌﺎت اﻹﯾ ارﻧﯾﺔ ﺑﻛﺛﺎﻓﺔ ﻋددﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﻋﻠﻰ اﻟﺣدود اﻟﻌ ارﻗﯾﺔ ،ﻓﯾﻣﺎ ﻛﺎن اﻻﺳﺗﺧدام
اﻹﯾ ارﻧﻲ ﻟﻬﺎ ﻗﺎﺗﻼً.
.6أﻛد ﻫﺎﺷﻣﻲ رﻓﺳﻧﺟﺎﻧﻲ ،وﻛﺎن ﺣﯾﻧﻬﺎ رﺋﯾﺳﺎً ﻟﻠﺑرﻟﻣﺎن اﻹﯾ ارﻧﻲ ،ﺧﻼل ﻟﻘﺎﺋﻪ ،ﻓﻲ
طﻬ ارن ،ﻣﻊ اﻷﻣﯾن اﻟﻌﺎم ﻟﻸﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ،ﺧﺎﻓﯾر ﺑﯾرﯾز دي ﻛوﯾﻼر ،ووﻛﯾل اﻷﻣﯾن
اﻟﻌﺎم ،ﺟﯾﺎدوﻣﯾﻧﯾﻛو ﺑﯾﻛو ،ﻓﻲ آذار /ﻣﺎرس 1985أن "اﻟﻣﻧﺷﺂت اﻹﯾ ارﻧﯾﺔ
ﻻﻧﺗﺎج اﻷﺳﻠﺣﺔ اﻟﻛﯾﻣﯾﺎوﯾﺔ أﻛﺛر ﺗطو ارً ﻣن ﻣﻧﺷﺂت اﻟﻌ ارق" .ﻛﻣﺎ ورد ﻓﻲ
اﻟﺻﻔﺣﺔ 67ﻣن ﻛﺗﺎب ﺑﯾﻛو اﻟﻣﻌﻧون "رﺟل ﺑﻼ ﺳﻼح Man without
"agunاﻟﺻﺎدر ﻋن دار ﺗﺎﯾﻣز ﺑوﻛس Times Booksﻋﺎم .1999
.7ﻗﺑل اﻟﻐزو اﻷﻣﯾرﻛﻲ ﻟﻠﻌ ارق ﺑﺑﺿﻌﺔ أﺳﺎﺑﯾﻊ ﺗﻛﺛﱠﻔت اﻟﺣﻣﻠﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎدﯾﺔ
ﻟﻠﻌ ارق ،وﻛﺎﻧت ﻗﺿﯾﺔ ﺣﻠﺑﺟﺔ ﻣﺣو ارً أﺳﺎﺳﯾﺎً ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﺣﻣﻠﺔ ،واﻗﺗرﺣت و ازرة
اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻟﻌ ارﻗﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟرﺋﺎﺳﺔ ﺗﺷﻛﯾل ﻟﺟﻧﺔ ﻟﺗﺛﺑﯾت اﻟﺣﻘﺎﺋق ﺣول ﻫذﻩ اﻟﻘﺿﯾﺔ،
وواﻓﻘت اﻟرﺋﺎﺳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﺗرح ،وﺗم ﺗﺷﻛﯾل اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﺿ ﱠﻣت ﻓﻲ ﻋﺿوﯾﺗﻬﺎ
ﻣﻣﺛﻠﯾن ﻋن و ازرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ واﻟﺗﺻﻧﯾﻊ اﻟﻌﺳﻛري وﺟﻬﺎز اﻟﻣﺧﺎﺑ ارت ،وأﻋﱠدت ﺗﻘرﯾ ارً
ﺗم ﺗﻘدﯾﻣﻪ إﻟﻰ اﻟرﺋﺎﺳﺔ ،أوﺿﺣت ﻓﯾﻪ ﻛل اﻟﺣﻘﺎﺋق اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻬذا اﻟﻣوﺿوع،
وﺗوﺻﻠت إﻟﻰ إﯾ ارن ﻫﻲ اﻟﻣداﻧﺔ ﻓﻲ ارﺗﻛﺎب ﻫذﻩ اﻟﻣﺟزرة .ﻟﻛن اﻟﻠﺟﻧﺔ ارﺗﺄت أن
ﻻ ﯾﺗم ﻧﺷر اﻟﺗﻘرﯾر ﻓﻲ ذاك اﻟوﻗت اﻟﺣرج ،ﻷﻧﻬﺎ ﻟم ﺗﻛن ﺗرﯾد اﺳﺗﺛﺎرة إﯾ ارن ﻓﻲ
ذﻟك اﻟوﻗت اﻟذي ﻛﺎن اﻟﻌ ارق ﯾﺗﻬﯾﺄ ﻓﯾﻪ ﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻐزو اﻷﻣﯾرﻛﻲ ،وﯾﺑدو أن
اﻟﻠﺟﻧﺔ أﺧطﺄت ﻓﻲ ﺗﻘدﯾرﻫﺎ ﺣﯾﻧذاك.
.8وﻗد ﺗﺿ ﱠﻣن اﻟﺗﻘرﯾر ﺑﻌض اﻻﺳﺗﻧﺗﺎﺟﺎت ،ﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ أن اﻟﺻور اﻟﺗﻲ ﻧﺷرت
ﻟﻺﻋﻼم ﻋن ﻣﺟزرة ﺣﻠﺑﺟﺔ ﻛﺎﻧت ﺟزءاً ﻣن ﺳﯾﻧﺎرﯾو أﻋّدﻩ اﻹﯾ ارﻧﯾون وﻋﻣﻠوا ﻋﻠﻰ
ﺗرﺗﯾﺑﻪ ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة ﺑﯾن 13و 16آذار /ﻣﺎرس ،1988ﻗﺑل أن ﯾﺳﻣﺣوا
15
ﻟﻠﺻﺣﻔﯾﯾن اﻟﻐرﺑﯾﯾن ،اﻟذﯾن ﻛﺎﻧوا ﻣﺗﺄﻫﺑﯾن ﻣﺳﺑﻘﺎً ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺎﻧب اﻹﯾ ارﻧﻲ،
ﺑﺗﺻوﯾرﻩ ،وأن اﻹﯾ ارﻧﯾﯾن وﺿﻌوا اﻟﻣدﻧﯾﯾن اﻟﻌ ارﻗﯾﯾن ﻣن ﺿﺣﺎﯾﺎ اﻷﺳﻠﺣﺔ
اﻟﻛﯾﻣﯾﺎوﯾﺔ ﺑطرﯾﻘﺔ ﺗﺳﺗدّر اﻟﺗﻌﺎطف اﻟدوﻟﻲ )ﻋﻠﻰ ﻏ ارر ﻣﺳرﺣﯾﺔ اﻟﺣﺎﺿﻧﺎت اﻟﺗﻲ
ﻧﻔّذﺗﻬﺎ ،ﻋﺎم ،1990ﻧﯾرة اﻟﺻﺑﺎح اﺑﻧﺔ ﺳﻔﯾر اﻟﻛوﯾت ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة(.
وان ﺗﺣﻠﯾل ﺻور اﻟﺿﺣﺎﯾﺎ وزرﻗﺔ ﺟﻠودﻫم ﺗد ﱡل ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺧدام أﺳﻠﺣﺔ ﻛﯾﻣﯾﺎوﯾﺔ
إﯾ ارﻧﯾﺔ وﻟﯾﺳت ﻋ ارﻗﯾﺔ ،ﻷن اﻟﻌ ارق ﻻ ﯾﻣﺗﻠﻛﻬﺎ أﺻﻼً .واﺳﺗﻧد ﺗﻘرﯾر اﻟﻠﺟﻧﺔ ﺣﯾﻧﻬﺎ
إﻟﻰ ﺗﻘﺎرﯾر ،اﺳﺗﺧﺑﺎرﯾﺔ وﻓﻧﯾﺔ ،أﻣﯾرﻛﯾﺔ ،ﺗﻣﻛّﻧﺎ ﻣن اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻬﺎ وﺳﯾطّﻠﻊ
اﻟﻘﺎرئ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻛﺗﺎب.
.9ﻛﺎﻧت ﺗﻘﺎرﯾر أﺟﻬزة اﻟرﺻد اﻻﺳﺗﺧﺑﺎري اﻟﻌ ارﻗﯾﺔ ،ﺗﺷﯾر إﻟﻰ أﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
اﺳﺗﺧدام )اﻟﻌﺗﺎد اﻟﺧﺎص( ﻓﺈن ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺣرس اﻟﺛوري ﻫم أﻛﺛر ﻣن ﯾﻘدم
اﻟﺧﺳﺎﺋر ،ﻛوﻧﻬم ﻣﻠﺗﺣون ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب وﻻ ﯾﻠﺗزﻣون ﺑﺎرﺗداء اﻷﻗﻧﻌﺔ اﻟواﻗﯾﺔٕ ،وان
ارﺗدوﻫﺎ ﻓﺈ ﱠن ﻟﺣﺎﻫم اﻟﻛﺛﺔ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﻧﻔﺎذ اﻟﻐﺎ ازت إﻟﻰ ﺟﻬﺎزﻫم اﻟﺗﻧﻔﺳﻲ،ﻟﻛن
اﻹﯾ ارﻧﯾﯾن ﻟم ﯾﻘِّدﻣوا ﺻور ﺿﺣﺎﯾﺎﻫم ﻓﻲ ﺣﻠﺑﺟﺔ ،رﻏم أﻧﻬم ﻛﺎﻧوا ﻗد اﺣﺗﻠوﻫﺎ ﻓﻲ
ذﻟك اﻟوﻗت ،وﻫذا دﻟﯾ ٌل آﺧر ﻋﻠﻰ أن اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﻛﺎﻧت ﺳﯾﻧﺎرﯾو ﻣﻌّداً ﻣﺳﺑﻘﺎً.
*ﺑﻘﻲ ﺷﻲء..
ﻣﺎ ﺳﺗﻘ أروﻧﻪ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻛﺗﺎب ﻟﯾس ﻣن ﺗﺄﻟﯾﻔﻲ ،ﺑل ﻫو ﺟﻬد ﻣﻛﺛﱠف ،وﻋر ٌض ﻟﺣﻘﺎﺋق
ووﺛﺎﺋق وﺷﻬﺎدات ﻟﻣن ﻛﺎﻧوا ﻋﻠﻰ ﺗﻣﺎ ٍس ﻣﺑﺎﺷٍر ﻣﻊ اﻟﺣدث ،أو ﻣﻊ ﺗداﻋﯾﺎﺗﻪ اﻟﻼﺣﻘﺔ،
وﻛ ﱡل ﻣﺎ ﻗﻣت ﺑﻪ ﻫﻧﺎ ،ﻫو ﺗﺣرﯾر ٕواﻋداد ﻫذﻩ اﻟوﺛﺎﺋق واﻟﺷﻬﺎدات ﺑﺷﻛٍل ﻋﻠﻣﻲ،
وﺗدﻗﯾﻘﻬﺎ ،وﺗﻘدﯾﻣﻬﺎ ﻟﻠﻘﺎرئ ﻋﻠﻰ ﺷﻛل ﻛﺗﺎب ،ﺑﻌد أن ﻛﻧت ﻗد ﺗﻧﺎوﻟﺗﻬﺎ ،ﻋﻠﻰ ﻣدى
16
ﺳﻧوات ،ﺑﺎﻟﺗﺣﻠﯾل واﻟﻧﺷر ﻓﻲ ﺻﺣﯾﻔﺔ وﺟﻬﺎت ﻧظر اﻟﺗﻲ أﺳﺳﺗﻬﺎ وأﺗوﻟﻰ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ إدارة
ﺗﺣرﯾرﻫﺎ.
وﻧظ ارً ﻷن ﺑﻌض اﻟﻘ ارء ﻻ ﺗﺗوﻓر ﻟدﯾﻬم ﻓرص ﻛﺛﯾرة ﻟﻘ ارءة ﻣطﱠوﻻت ﻣﺗﻧﺎﺛرة ،ﻟذا ارﺗﺄﯾﻧﺎ
أن ﻧﺗﻧﺎول ،أوﻻً ،ﻋرض ﺗﻘرﯾٍر ﻣﺧﺗﺻٍر ﻟﺗﻠك اﻟﺷﻬﺎدات واﻟوﺛﺎﺋق ،ﯾﺗﺿﻣن ﺟﻣﻠﺔ ﻣن
اﻟﻣﻼﺣظﺎت اﻟﺳرﯾﻌﺔ ،وﻟﻛن اﻟﻣﻛﺛّﻔﺔ اﻟواﻓﯾﺔ ،ﻗدر اﻹﻣﻛﺎن ،وﻧﺗرك ﻟﻠﻘﺎرئ اﻟ ارﻏب ﺣرﯾﺔ
اﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻣﻼﺣق ﻟﻣزﯾٍد ﻣن اﻟﺗﻔﺎﺻﯾل..
وﻫﻧﺎ ﻻﺑد ﻟﻲ ﻣن أﺗﻘدم ﺑﺎﻟﺷﻛر اﻟﺟزﯾل ﻷ ٍخ ﻛرﯾٍم وﺻدﯾ ٍق ﻋزﯾز ،ﻛﺎن دﻋﻣﻪ وﺗﺷﺟﯾﻌﻪ
وﺣرﺻﻪ ﻫو ﻣﺎ دﻓﻌﻧﻲ ﻹﻋداد ﻫذا اﻟﻛﺗﺎب وﺗﻘدﯾﻣﻪ إﻟﻰ اﻟﻘ ارء ،ﻓﻠﻪ ﻣﻧﻲ ﻛ ﱠل ﻣﺣﺑ ٍﺔ
وﺗﻘدﯾٍر وﻋرﻓﺎن.
ﻛﻣﺎ أﺗﻘدم ﺑﺎﻟﺗﻘدﯾر ﻟﻠﺻدﯾق اﻟﻌزﯾز وزﯾر ﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻟﻌ ارق اﻟدﻛﺗور ﻧﺎﺟﻲ ﺻﺑري اﻟﺣدﯾﺛﻲ
ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾﻣﻪ ﻟﻬذا اﻟﻛﺗﺎب ،وﻟﻠﺻدﯾق اﻟﻛرﯾم اﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳﻲ ﻧﺎﺟﻲ ﻋﻠﻲ ﺣرج ،اﻟذي ﻗﱠدم ﻣﺎ
ﯾﻠزم ﻣن ﻣﺷورة ﻗّﯾﻣﺔ.
ﺧﺗﺎﻣﺎً ﻧرﺟو ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ أن ﯾرﺣم ﺷﻬداء اﻟﻌ ارق واﻷﻣﺔ ،وأن ﯾﻣ ﱠن ﻋﻠﯾﻧﺎ ﺑوﺣدة اﻟﻛﻠﻣﺔ
واﻻﻋﺗﺻﺎم ﺑﺣﺑﻠﻪ اﻟﻣﺗﯾن ،إﻧﻪ ﻧﻌم اﻟﻣوﻟﻰ وﻧﻌم اﻟﻣﺻﯾر.
ﻣﺻطﻔﻰ ﻛﺎﻣل
17
اﻟﻘﺳم اﻷول :ﻋرض ﻣﻛﺛف
18
اﻟﻘﺿﯾﺔ اﻟﻛردﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌ ارق ﺑﯾن اﻟﺗﺄزﯾم وﻣﺣﺎوﻻت اﻟﺣل*
ﺗُﻌﱡد ﻗﺿﯾﺔ ﺣﻠﺑﺟﺔ واﺣدةً ﻣن أﻋﻘد اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺗﻲ أﺛﯾرت ﺿد اﻟﺣﻛم اﻟوطﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻌ ارق ،وﺗم ﺗروﯾﺟﻬﺎ
ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﺧﺎص ﺑﻌد اﻟﻌﺎم 1991ﺑﻘدرة ﻗﺎدرﯾن وﻣﻣوﻟﯾن ،ﻷﻏ ار ٍض ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺑﺎﻟﻛﺎﻣل ،وﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬﺎ
إطﻼﻗﺎً ﺑﺎﻟﻣوﻗف اﻻﻧﺳﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﺿﺣﺎﯾﺎ وﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻬم.
وﺗرﺗﺑط اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﺑﻘﺿﯾ ٍﺔ أﻛﺑر ،ﻫﻲ ﻗﺿﯾﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻷﻛ ارد واﻟﺣﻛم اﻟﻣرﻛزي ﻓﻲ اﻟﻌ ارق ،وﻣن اﻟﻣﻔﯾد
اﻟﺗﻣﻬﯾد ﻟﻌرض ﻗﺿﯾﺔ ﺣﻠﺑﺟﺔ ﺑﺈﻋطﺎء ﻟﻣﺣﺔ ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﻋن اﻟﻘﺿﯾﺔ اﻟﻛردﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌ ارق.
ﺗﻣﺗد اﻟﻘﺿﯾﺔ اﻟﻛردﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺛﻼﺛﯾﻧﺎت ﻣن اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن ،وظﻠﱠت ﺗ اروح ﺑﯾن ﻣٍّد وﺟزر طﯾﻠﺔ اﻟﻌﻘود اﻟﺗﻲ
ﺗﻠت إﻧﺷﺎء اﻟﺣﻛم اﻟوطﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻌ ارق.
وﻗد أﺻدرت اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﻌ ارﻗﯾﺔ ،ﺑﻌد اﻟﻌﺎم ،1968اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻘ ار ارت اﻟﺗﻲ ﺻﱠﺑت ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺢ اﻷﻛ ارد،
رﻏم ﺗﺄرﯾﺦ ﺗﺂﻣر زﻋﺎﻣﺎﺗﻬم ﻋﻠﻰ وﺣدة اﻟﻌ ارق وﺳﯾﺎدﺗﻪ ،وﻣﻧﻬﺎ اﻻﻋﺗ ارف ﺑوﺟودﻫم اﻟﺷرﻋﻲ ،وﻋدد ﻣن
اﻟﻘ ار ارت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻌﻔوﻋن اﻟﻣﺗﻣردﯾن اﻟذﯾن ﺣﺎرﺑوا اﻟدوﻟﺔ ﺳواء ﻛﺎﻧوا ﻣن اﻟﻌﺳﻛرﯾﯾن أو اﻟﻣدﻧﯾﯾن ،ﻛﻣﺎ
ﺗم ﺗﺄﺳﯾس ﺟﺎﻣﻌﺗﻲ ﺻﻼح اﻟدﯾن ﻓﻲ ﻣﺣﺎﻓظﺔ أرﺑﯾل واﻟﺳﻠﯾﻣﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺣﺎﻓظﺔ اﻟﺳﻠﯾﻣﺎﻧﯾﺔ ،وﻛذﻟك
اﻟﻣﺟﻣﻊ اﻟﻌﻠﻣﻲ اﻟﻛردي ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ إﻗ ارر اﻟﺣﻘوق اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ واﻟﻠﻐوﯾﺔ ،ﺣﯾث ﺗﻧﺳب ﺗدرﯾس اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻛردﯾﺔ
ﻓﻲ اﻟﻣدارس واﻟﻣﻌﺎﻫد واﻟﻛﻠﯾﺎت ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ ﻛردﺳﺗﺎن ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﻌﻣﯾم اﻟﻛﺗب واﻟﻣؤﻟﻔﺎت ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف
اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ واﻷدﺑﯾﺔ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻛردﯾﺔ وﺗﺄﺳﯾس إﺗﺣﺎد ﻟﻸدﺑﺎء واﻟﻛﺗﺎب اﻷﻛ ارد واﺳﺗﺣداث ﻣدﯾرﯾﺔ
ﻋﺎﻣﺔ ﻟﻠﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻛردﯾﺔ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ إﺻدار ﺻﺣف وﻣﺟﻼت ﯾوﻣﯾﺔ وأﺳﺑوﻋﯾﺔ وﺷﻬرﯾﺔ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻛردﯾﺔ.
19
اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﺷرﻓت ﻋﻠﻰ ﻣﺑﺎﺣﺛﺎت اﻟﺣﻛم اﻟذاﺗﻲ ﻣطﻠﻊ ﺳﺑﻌﯾﻧﺎت اﻟﻘرن
اﻟﻌﺷرﯾن
ﺑﻌد ذﻟك ﺻدر ﻋن ﻣﺟﻠس ﻗﯾﺎدة اﻟﺛورة ،وﻫو أﻋﻠﻰ ﺳﻠطﺔ ﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌ ارق ،ﺛﻼﺛﺔ ﻗ ار ارت ﻣﻔﺻﻠﯾﺔ
ﺑﺎﻟﻐﺔ اﻷﻫﻣﯾﺔ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻘﺿﯾﺔ اﻟﻛردﯾﺔ ،أوﻟﻬﺎ اﻟﻘ ارر اﻟﻣرﻗم ) (247اﻟذي ﻗﺿﻰ ﺑﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗور اﻟﻣؤﻗت
اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﺑﻼد ،وأﺿﺎف ﻓﻘرة ﺟدﯾدة إﻟﻰ اﻟﻣﺎدة اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ ﻣﻧﻪ وأﺻﺑﺢ "ﺗﺗﻣﺗﻊ اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺗﻲ
ﻏﺎﻟﺑﯾﺗﻬﺎ ﺳﻛﺎﻧﻬﺎ ﻣن اﻷﻛ ارد ﺑﺎﻟﺣﻛم اﻟذاﺗﻲ" ،ﺛم ﺗﻼﻩ ﻗﺎﻧون اﻟﺣﻛم اﻟذاﺗﻲ ﻟﻣﻧطﻘﺔ ﻛردﺳﺗﺎن ﺑرﻗم )(33
ﻟﺳﻧﺔ ،1974وﻗﺎﻧون اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﻟﻣﻧطﻘﺔ ﻛردﺳﺗﺎن رﻗم ) (36ﻟﺳﻧﺔ .1974
واﻟﺣﻘﯾﻘﺔ أﻧﻪ ،ﺑﺎﻋﺗ ارف ﻗﯾﺎدات ﻛردﯾﺔ ﻛﺛﯾرة ،ﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ ﻣﺳﻌود ﺑﺎر ازﻧﻲ وﺟﻼل طﺎﻟﺑﺎﻧﻲ وﻣﺣﻣود
ﻋﺛﻣﺎن ،وﻏﯾرﻫم ،ﻟم ﺗﺣظ اﻷﻗﻠﯾﺎت اﻟﻛردﯾﺔ ﻓﻲ ﻛل ﻣﻧﺎطق اﻟﻌﺎﻟم ﺑﻣﺛل ﻫذﻩ اﻻﻣﺗﯾﺎ ازت ﺳوا ًء ﻓﻲ إﯾ ارن
أو ﺗرﻛﯾﺎ أو ﺳورﯾﺎ.
20
ورﻏم اﻟﺿﻐوط اﻟﺗﻲ ﻣورﺳت ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﻌ ارﻗﯾﺔ ﻹﺟﻬﺎض اﻟﻣﺷروع اﻟﺟدﯾد ،ﻣن ﻗﺑل دول اﻟﺟوار،
ﺧﺷﯾﺔ ﻣطﺎﻟﺑﺎت اﻷﻗﻠﯾﺎت اﻟﻛردﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟدول ﺑﺣﻘوق ﻣﻣﺎﺛﻠﺔ ،إﻻ أن اﻟﻘﯾﺎدة ﻓﻲ ﺑﻐداد ﻣﺿت
ﻓﻲ طرﯾﻘﻬﺎ دون أن ﯾوﻗﻔﻬﺎ أو ﯾﺛّﺑِط ﻣن ﻋزﯾﻣﺗﻬﺎ ﻋﺎﺋق ،ﻓﻘد ﻛﺎﻧت اﺗﺧذت ﻗ ار اًر ﻻ رﺟﻌﺔ ﻓﯾﻪ ﺑﺣل ﻫذﻩ
اﻟﻘﺿﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﺳﺗﻧزﻓت ﻣن ﻣوارد ودﻣﺎء اﻟﻌ ارﻗﯾﯾن اﻟﻛﺛﯾر.
ﻧﺎﺋب رﺋﯾس ﻣﺟﻠس ﻗﯾﺎدة اﻟﺛورة ،ﺻدام ﺣﺳﯾن ،ﻗﺎد ﻣﺑﺎﺣﺛﺎت اﻟﺣﻛم اﻟذاﺗﻲ ودﻋم إﻗ ارر
ﻗﺎﻧوﻧﻪ
ﻟم ﯾﻛد اﻟﻣواطﻧون اﻷﻛ ارد ﯾﻐﻔون ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺣﻠم اﻟﺟﻣﯾل وﯾﺗﻣﺗﻌون ﺑﺎﻻﺳﺗﻘ ارر اﻟذي اﻓﺗﻘدوﻩ ردﺣﺎً ﻣن
اﻟزﻣن ﺑﺳﺑب اﻟﻣﻌﺎرك اﻟﻣﺳﺗﻣرة وﺣروﺑﻬم ﻣﻊ اﻟﺟﯾش اﻟﻌ ارﻗﻲ ،ﺣﺗﻰ ﻗﺎم زﻋﻣﺎء ﺑﻌض اﻷﺣ ازب اﻟﻛردﯾﺔ
ﻋﺎم ،1973ﺑﺗﺣرﯾض إﯾ ارﻧﻲ /ﺻﻬﯾوﻧﻲ )ﻧﻠﻔت ﻧظر اﻟﻘﺎرئ إﻟﻰ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺳﺎﺳﺔ
اﻷﻛ ارد ،ﻣن أﺳرة ﺑﺎر ازﻧﻲ ﺗﺣدﯾداً ،واﻟﻌﺻﺎﺑﺎت اﻟﺻﻬﯾوﻧﯾﺔ ﻣﻧذ أواﺳط اﻷرﺑﻌﯾﻧﺎت ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﻣﺎﺿﻲ،
21
وﺣزب ﺟﻼل طﺎﻟﺑﺎﻧﻲ ﻓﻲ وﻗت ﻻﺣق( ﻋﻠﻰ ﺗﺣوﯾل اﻟﺣﻠم إﻟﻰ ﻛﺎﺑوس ﻣرﻋب ،ﻓﻘد ﺗﻣردوا ﺛﺎﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﻌ ارﻗﯾﺔ ،وﺑدأت اﻟﻣﻌﺎرك ﻣن ﺟدﯾد ،وﻓﻲ اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ ﺗﻣﻛن اﻟﺟﯾش اﻟﻌ ارﻗﻲ ﻣن إﻟﺣﺎق ﻫ ازﺋم
ﻣﻧﻛرة ﺑﺎﻟﻣﺗﻣردﯾن اﻟذﯾن ﻛﺎﻧوا ﻏﺎﻟﺑﺎً ﻣﺎ ﯾﻠﺟﺄون إﻟﻰ إﯾ ارن ﻋﻧد اﺷﺗداد اﻟﺧﻧﺎق ﻋﻠﯾﻬم ،ﻛﻣﺎ واﺟﻪ اﻟﺟﯾش
اﻟوطﻧﻲ ﺧﺳﺎﺋر ﻛﺑﯾرة ﺗﻣﺛﻠت ﺑﺳﻘوط أﻛﺛر ﻣن 50أﻟف ﺿﺣﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﺎرك.
وﻛﺎﻧت اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺟ ازﺋر ﺑﯾن اﻟﻌ ارق ٕواﯾ ارن ﻋﺎم 1975ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ اﻟﺿرﺑﺔ اﻟﻘﺎﺿﯾﺔ ﻟﻠﻣﺗﻣردﯾن ،ﻓﻘد ﺑدأت
أﻋﻣﺎل اﻟﺗﻣرد ﯾﺧف وطﯾﺳﻬﺎ ﺗﺎرة وﯾﺣﻣﻰ ﺗﺎرة أﺧرى ﺣﺳب اﻟﻣوﻗف اﻟداﺧﻠﻲ واﻹﻗﻠﯾﻣﻲ ،إﻟﻰ أن ﺷﱠﻧت
إﯾ ارن ﺣرﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻌ ارق وﺑدأت ﺑﻌدوان واﺳﻊ اﻟﻧطﺎق ﻓﻲ 4أﯾﻠول /ﺳﺑﺗﻣﺑر ،1980ﺣﯾث ﻣﺎرس
ﺑﻌض اﻟﺳﺎﺳﺔ اﻷﻛ ارد دو اًر ﻟﻌﯾﻧﺎً ﺿد أﺑﻧﺎء وطﻧﻬم ﺑﺎﻟوﻗوف ﻣﻊ اﻟﻌدو اﻹﯾ ارﻧﻲ ﺿد اﻟﺟﯾش اﻟﻌ ارﻗﻲ،
وﻟم ﯾﻘﻔوا ﻣوﻗف اﻟﺣﯾﺎد ﻋﻠﻰ أﻗل ﺗﻘدﯾرٕ ،واﻧﻣﺎ ﻗﺎﻣوا ﺑﺗﺷدﯾد ﻫﺟﻣﺎﺗﻬم ﻋﻠﻰ اﻟﻘوات اﻟﻌ ارﻗﯾﺔ ،ﻓﺄﺷﻌﻠوا
ﺟﺑﻬﺔ داﺧﻠﯾﺔ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺟﺑﻬﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ،وﻛﺎﻧت اﻟﻘرى اﻟﺣدودﯾﺔ ﻣﻊ إﯾ ارن ﺗﻣوج ﺑﺎﻟﻘوات اﻟﻛردﯾﺔ
اﻟﻣﻌﺎدﯾﺔ ﻟﻠﻌ ارق ،وﺑﺎﻟﺟواﺳﯾس اﻹﯾ ارﻧﯾﯾن.
ﺑﻌد أن ﯾﺋﺳت اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻣن اﺳﺗﻣﺎﻟﺔ أو ﺗﺣﯾﯾد اﻟﺳﻛﺎن اﻷﻛ ارد ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻣﻧﺎطق ،ﺑﺳﺑب إﺟﺑﺎر ﺳﺎﺳﺗﻬم
وزﻋﻣﺎء اﻟﺑﯾﺷﻣرﻛﺔ ﻟﻬم ﺑدﻋﻣﻬم ﺿد اﻟﺟﯾش اﻟﻌ ارﻗﻲ ،ﺻدر ﻗ ارر ﻣن ﻣﺟﻠس ﻗﯾﺎدة اﻟﺛورة ﺑﺈﺟﺑﺎر
اﻟﻣدﻧﯾﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻧزوح إﻟﻰ ﻋﻣق ) (15ﻛﯾﻠوﻣﺗ ار داﺧل اﻟﺣدود اﻟﻌ ارﻗﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻘرى اﻟﺣدودﯾﺔ ﻣﻊ إﯾ ارن
ﻓﻘط ،وذﻟك ﺑﻐﯾﺔ إﺑﻌﺎد اﻟﻣدﻧﯾﯾن ﻋن ﻣﻧﺎطق اﻟﻘﺗﺎل ﻣن ﺟﻬﺔ ،وﻟﻐرض ﺗﻔوﯾت اﻟﻔرﺻﺔ ﻋن اﻟﻘوات
اﻹﯾ ارﻧﯾﺔ ﻟﻼﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﺳﻛﺎن ﺗﻠك اﻟﻘرى ﻛورﻗﺔ ﺿﺎﻏطﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘوات اﻟﻌ ارﻗﯾﺔ ،وﻣن ﺛم ﺗﺄﻣﯾن اﻟﻣﻧﺎطق
اﻹدارﯾﺔ ﻟوﺣدات اﻟﺟﯾش اﻟﺧﻠﻔﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻗرﯾﺑﺔ ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻘرى ،وﻛذﻟك ﺗﻔوﯾت اﻟﻔرﺻﺔ ﻣن ﺗﺳرب
اﻹﺳ ارر اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ وﺣرﻛﺎت اﻟﺟﯾش إﻟﻰ اﻷﻛ ارد اﻟﻣواﻟﯾن ﻹﯾ ارن ،وأﺧﯾ اًر ﻣن أﺟل ﺗﺣدﯾد ﺣرﻛﺔ
اﻟﻣﺗﻣردﯾن اﻷﻛ ارد اﻟذﯾن ﻛﺎﻧوا ﯾﺗﺧذون ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻘرى أوﻛﺎ ار ﻟﻌﻣﻠﯾﺎﺗﻬم اﻟﻣوﺟﻬﺔ ﺿد اﻟﺟﯾش اﻟﻌ ارﻗﻲ،
ﺧﺎﺻﺔ أن اﻹﯾ ارﻧﯾﯾن ﺗﻣﻛﻧوا ﻣن ﺗدﻣﯾر ﻋدد ﻣن اﻟﻘطﻌﺎت اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ اﻟﻌ ارﻗﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻻﺳﺗﻔﺎدة
ﻣن اﻹﺣداﺛﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﯾﻘدﻣﻬﺎ اﻟﻣﺗﻣردون إﻟﻰ ﻗوات اﻟﻣدﻓﻌﯾﺔ اﻹﯾ ارﻧﯾﺔ ،وﺑﺎﻟرﻏم اﻟﻧداءات اﻟﻣﺗﻛررة
ﻟﺳﻛﺎن ﻫذﻩ اﻟﻘرى ﻓﺈﻧﻬم ﻛﺎﻧوا ﯾرﻓﺿون اﻟﻧزوح إﻟﻰ اﻟﺗﺟﻣﻌﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ اﻟﺗﻲ ﻫﯾﺄﺗﻬﺎ اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﻌ ارﻗﯾﺔ
ﻹﺳﻛﺎﻧﻬم واﻟﺗﻲ ﺳﻣﯾت "اﻟﻘرى اﻟﻌﺻرﯾﺔ" أو "ﻣدن اﻟﻧﺻر" ﺑﺷﻛل ﻣؤﻗت ﻟﺣﯾن اﻧﺗﻬﺎء اﻟﻣﻌﺎرك اﻟﺣرﺑﯾﺔ،
22
وﻫذا أﻣر طﺑﯾﻌﻲ ،ﻓﺎﻟﻛردي ﺗﻌﱠود ﻋﻠﻰ اﻟﺣﯾﺎة اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ وﺻﻌود اﻟﺟﺑﺎل ،وﻣن اﻟﺻﻌب أن ﯾﺣﻠو ﻟﻪ
اﻟﻌﯾش ﻓﻲ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻣﺟﻣﻌﺎت ،رﻏم إﻧﻬﺎ ﺗوﻓر اﻷﻣﺎن واﻟﺳﻼﻣﺔ واﻟﺑﻌد ﻋن أﺗون اﻟﺣرب ،ﻟﻛن ،ﻛﻣﺎ
ﯾﺑدو ،ﻛﺎﻧت ﺗﻬدﯾدات اﻷﺣ ازب اﻟﻛردﯾﺔ اﻟﻌﻣﯾﻠﺔ ﻟﺳﻛﺎن اﻟﻘرى ﻫﻲ اﻟﺳﺑب و ارء رﻓﺿﻬم اﻟرﺣﯾل ﻋن
ﻗ ارﻫم ﻓﻘد ﻛﺎﻧوا ﺑﯾن ﻧﺎرﯾن واﻟﺧﯾﺎ ارت ﻣﺣدودة.
وﺑﻌد ﯾﺄ ٍس ﻛﺑﯾٍر وﻣﺗﻛرٍر وﻧﺗﯾﺟﺔً ﻻﺷﺗداد اﻟﻣﻌﺎرك ﻓﻲ اﻟﺟﺑﻬﺔ اﻟﺷﻣﺎﻟﯾﺔ اﺿطرت اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﻌ ارﻗﯾﺔ إﻟﻰ
إﺧﻼء ﻫذﻩ اﻟﻘرى ﺑﺎﻟﻘوة ،وﻣﻊ ﻫذا ﻓﻘد ﻛﺎن اﻟﺑﻌض وﺧﺎﺻﺔ اﻟرﺟﺎل ﯾﺗﺳﻠﻠون ﻟﻠﻌودة إﻟﯾﻬﺎ ﻟﯾﻼً ،وﻛﺎﻧت
ﻣﻧﺎطق ﺣﻠﺑﺟﺔ وطوﯾﻠﺔ وﺑﯾﺎرة ﻣن اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﻣﺗﺎﺧﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺣدود اﻟﻌ ارﻗﯾﺔ اﻹﯾ ارﻧﯾﺔ ﻟﻣﻧﺎطق
ﻧوﺳود وﻣﯾروان ﻏﯾرﻫﺎ وﻫﻲ ﻋﻠﻰ ﺷﻛل ﻟﺳﺎن ﻣﻣﺗد ﻓﻲ داﺧل اﻷ ارﺿﻲ اﻹﯾ ارﻧﯾﺔ ،ﺑل أن ﺳﻛﺎن اﻟﻘرى
ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺎﻧﺑﯾن اﻟﻌ ارﻗﻲ واﻹﯾ ارﻧﻲ ﺑﯾﻧﻬم أواﺻر ﻗرﺑﻰ وﺗﺻﺎﻫر ،ﻛﺎن ﻣن اﻟﺻﻌب ﻓﺻم ﻋ ارﻫﺎ ،وﻗد ﻓﺗﺢ
ﻫذا اﻹﺧﻼء اﻟﻘﺳري ﺟ ارﺣﺎً ﻋﻣﯾﻘﺔ ﻟدى اﻷﻛ ارد وﺗم ﺗﺳﺧﯾرﻩ ،ﻣن ﻗﺑل ﺳﺎﺳﺗﻬم اﻟﻣﺗﺂﻣرﯾن ،ﻷﻏ ارض
دﻋﺎﺋﯾﺔ ﺑﺗوﺟﯾﻪ اﻟﻠوم إﻟﻰ اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﻌ ارﻗﯾﺔ دون اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ اﻟﻛﺎﻣﻧﺔ و ارء إﺗﺑﺎع
اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻫذا اﻷﺳﻠوب اﻟﻘﺳري!
ﻓﺎﻟﻌ ارق ﻛﺎن ﯾﻌﯾش ﺣﺎﻟﺔ ﺣرب وﻟﻠﺣرب ﺿرو ارت ،وﻛﺎﻧت ﻋﻠﻰ أﺷدﻫﺎ ،واﻟﺟﯾش اﻟﻌ ارﻗﻲ ﯾﺗﺣﻣل اﻟﻣزﯾد
ﻣن اﻟﺧﺳﺎﺋر ﺑﺳﺑب ﺧﯾﺎﻧﺔ اﻟﻣﺗﻣردﯾن اﻷﻛ ارد وﻋﻣﻠﯾﺎﺗﻬم اﻟﺗﻲ ﺗﺻﺎﻋدت ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ،ﺑﺣﯾث ﯾذﻛر
ﺑﻌض اﻟﺿﺑﺎط أن اﻟﺧﺳﺎﺋر اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻛﺑدﻫﺎ اﻟﺟﯾش اﻟﻌ ارﻗﻲ ﺑﺳﺑب ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣﺗﻣردﯾن ﺗزﯾد أﺣﯾﺎﻧﺎ ﻋن
ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻛﺑدﻫﺎ ﺟ ارء اﻟﻘﺗﺎل ﻣﻊ اﻟﻌدو اﻹﯾ ارﻧﻲ ،وﻻ ﺳﯾﻣﺎ اﻷﻟﻐﺎم اﻟﺑﺷرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﺑﺗر أﻗدام ﺟﻧود
اﻟرﺑﺎﯾﺎ )ﺟﻣﻊ رﺑﯾّﺔ( وﻫﻲ ﻧﻘﺎط ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﻠطرق اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ،ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ اﻷﻟﻐﺎم ﺿد اﻟدﺑﺎﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت
ﺗﺳﺗﻬدف اﻟﻌﺟﻼت واﻟﻧﺎﻗﻼت ،وﯾدرك اﻟﻌﺳﻛرﯾون واﻟﻣﺣﻠﻠون اﻻﺳﺗ ارﺗﺟﯾون أﻫﻣﯾﺔ ﺗﺄﻣﯾن ﺧطوط اﻹﻣداد
ﻟﻠﻘطﻌﺎت اﻷﻣﺎﻣﯾﺔ ،وﻛﺎﻧت ﺗﻠك اﻟﺧطوط ﻣﻬددة ﻓﻌﻠﯾﺎً ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺗﻣردﯾن اﻷﻛ ارد.
ﺑﺗﺎرﯾﺦ 18آذار /ﻣﺎرس 1988اﺗﻬﻣت إﯾ ارن اﻟﻘوات اﻟﻌ ارﻗﯾﺔ ﺑﻘﯾﺎﻣﻬﺎ ﺑﻘﺻف ﻣدﯾﻧﺔ ﺣﻠﺑﺟﺔ ﺑﺎﻟﺳﻼح
اﻟﻛﯾﻣﺎوي ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣدﻓﻌﯾﺔ ،ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ ﻣﻘﺗل ﻣﺎ ﺑﯾن ﺛﻼﺛﺔ آﻻف إﻟﻰ ﺧﻣﺳﺔ آﻻف ﻣواطن ﻣن
اﻷﻛ ارد.
23
وﻋﻠﻰ اﻟﻔور ،اﺳﺗدﻋت طﻬ ارن ﻣﺎ ﯾﻘﺎرب ﻣن 100ﺻﺣﻔﻲ ﻣن ﻣﺧﺗﻠف أﻧﺣﺎء اﻟﻌﺎﻟم ﻟﺗﻐطﯾﺔ ﻫذا
اﻟﺣدث ،ﻣﺗﻬﻣﺔ اﻟﻌ ارق ﺑﺎﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬذا اﻟﻘﺻف اﻟوﺣﺷﻲ!
ﻓﯾﻣﺎ ﺗﺗﻧﺎﻗض رواﯾﺔ ﻛردﯾﺔ أﺧرى ﻣﻊ ﻫذﻩ اﻟرواﯾﺔ ،ﻣﺷﯾرة إﻟﻰ أﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟﺣﺎدﯾﺔ ﻋﺷرة و 27
دﻗﯾﻘﺔ ﻣن ﺻﺑﺎح ﯾوم 1988/3/16ﺣﻠﱠﻘت اﻟطﺎﺋ ارت ﻓوق ﻣدﯾﻧﺔ ﺣﻠﺑﺟﺔ )اﻟﻛردﯾﺔ( ﻋﻠﻰ اﻟﺣدود
اﻟﻌ ارﻗﯾﺔ اﻹﯾ ارﻧﯾﺔ وأﻣطرﺗﻬﺎ ﺑﺄﻛﺛر ﻣن ) (500طن ﻣن اﻟﻐﺎ ازت اﻟﻛﯾﻣﺎوﯾﺔ ،وأدى ذﻟك إﻟﻰ ﻗﺗل أﻛﺛر ﻣن
ﺧﻣﺳﺔ آﻻف ﺷﺧص ٕواﺻﺎﺑﺔ أﻛﺛر ﻣن 10آﻻف آﺧرﯾن ،وأﺷﺎرت اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻌ ارﻗﯾﺔ واﻹﯾ ارﻧﯾﺔ إﻟﻰ
إﺻﺎﺑﺎت ﻛﺛﯾرة ﺑﯾن ﺻﻔوف ﻗوات اﻟطرﻓﯾن ،وﺗم أﺧﻼؤﻫم إﻟﻰ اﻟوﺣدات اﻟطﺑﯾﺔ اﻟﻘرﯾﺑﺔ ،وأﺷﺎرت
ﻣﺻﺎدر ﻛردﯾﺔ ﺑﺄن اﻟﺟﯾش اﻟﻌ ارﻗﻲ اﺳﺗﺧدم اﻷﺳﻠﺣﺔ اﻟﻛﯾﻣﺎوﯾﺔ ﺑدءاً ﻣن 15ﻧﯾﺳﺎن /أﺑرﯾل 1987
وﻟﻐﺎﯾﺔ 9أﯾﻠول /ﺳﺑﺗﻣﺑر 1988وﻛﺎﻧت ﺣﻠﺑﺟﺔ آﺧر ﺿرﺑﺔ ﻛﯾﻣﺎوﯾﺔ وﺟﻬﻬﺎ اﻟﻧظﺎم إﻟﻰ اﻷﻛ ارد ﻋﻠﻰ
ﺣد زﻋﻣﻬم ،وﻫو ﺗﺄرﯾﺦ ﻏﯾر ﻣﻧطﻘﻲ ﻷن اﻟﺣرب اﻧﺗﻬت أو ازرﻫﺎ ﻓﻲ 8آب /أﻏﺳطس 1988وﺧرج
اﻟﻌ ارق ﻣﻧﻬﺎ ﻣﻧﺗﺻ اًر.
24
وﻣن أﻫم اﻻدﻋﺎءات اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻻﻋﻼم اﻟﻐرﺑﻲ اﻟﻣﺿﻠل ﺿد اﻟﻌ ارق ادﻋﺎء ﻣﻧظﻣﺔ ﻫﯾوﻣن
ارﯾﺗس ووﺗش "ﻣ ارﻗﺑﺔ ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن" وﻫﻲ ﻣﻧظﻣﺔ أﻣﯾرﻛﯾﺔ ﻏﯾر ﺣﻛوﻣﯾﺔ ﻛﺎﻧت ﻗد ﻧﺎﺻرت اﻻدﻋﺎءات
ﺣول ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﻣﺟﺎزر ﺣﻠﺑﺟﺔ ،واﻹﺑﺎدة اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻸﻛ ارد ﻓﻲ ﺷﻣﺎل اﻟﻌ ارق ،وﻗد ﻧﺷرت اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻓﻲ
11آذار /ﻣﺎرس 1991ﺗﻘرﯾرﻫﺎ ﻋن ﻣدﯾﻧﺔ ﺣﻠﺑﺟﺔ.
ﻓﻘد ذﻛرت اﻟﻣﻧظﻣﺔ أن اﻟﻌ ارق ﻗد اﺳﺗﺧدم اﻷﺳﻠﺣﺔ اﻟﻛﯾﻣﯾﺎوﯾﺔ ﻓﻲ 40ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻟﺷن ﻫﺟﻣﺎت ﻋﻠﻰ
أﻫداف ﻛردﯾﺔ ﺧﻼل ﺣﻣﻠﺔ وﺻﻔﺗﻬﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ إﺑﺎدة ﺟﻣﺎﻋﯾﺔ .وﯾﻌد أﻫم ﻫﺟوم ذﻛر ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﺗﻘﺎرﯾر ﻫو
اﻟﻬﺟوم ﺑﺎﻟﺳﻼح اﻟﻛﯾﻣﯾﺎوي اﻟﻔﺗﺎك اﻟذي وﻗﻊ ﻓﻲ آذار /ﻣﺎرس 1988واﻟذي ذﻫب ﺿﺣﯾﺗﻪ وﻓﻘﺎ ﻟد ارﺳﺔ
أﻋدﺗﻬﺎ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ،أﻛﺛر ﻣن 3200ﺷﺧص أو رﺑﻣﺎ ﯾﺻل ﻋدد اﻟﺿﺣﺎﯾﺎ إﻟﻰ ﺧﻣﺳﺔ آﻻف ﺷﺧص أو
ﺣﺗﻰ إﻟﻰ ﺳﺑﻌﺔ آﻻف ﺷﺧص ،ﻛﻣﺎ ﯾزﻋم ﻏوﺳت ﻫﻠﺗرﻣﺎن ﻛﺎﺗب اﻟﺗﻘرﯾر اﻷﺻﻠﻲ اﻟﺧﺎص ﺑﺣﻠﺑﺟﺔ
اﻟﻣﻘﱠدم ﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻣ ارﻗﺑﺔ ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن.
وﻗد ورد ﻓﻲ اﻟﺗﻘرﯾر اﻟﻔﻘرة اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ﻧﻘﻼً ﻋن أﺣد ﻗﺎدة اﻹﺗﺣﺎد اﻟوطﻧﻲ اﻟﻛردﺳﺗﺎﻧﻲ )ﺣزب طﺎﻟﺑﺎﻧﻲ( ﯾﻘول
ﻓﯾﻬﺎ "إن ﻣﺎ ﺣدث ﻓﻲ ﺣﻠﺑﺟﺔ ﯾوﻣﻲ 16و 17آذار 1988ﻟم ﯾﻛن اﻟﻣرة اﻷوﻟﻰ اﻟﺗﻲ اﺳﺗﻌﻣل ﻓﯾﻬﺎ
اﻟﻌ ارﻗﯾون اﻟﻐﺎ ازت اﻟﺳﺎﻣﺔ ،ﻓﻘد ﺳﺑق ﻟﻬم أن أﺳﻘطوﻫﺎ ﻣن ﻗﺑل ﻋﻠﻰ ﻗرﯾﺔ ﺑﺎﻏﻠو اﻟﺗﻲ ﺗﺑﻌد 30 -20
ﻛﯾﻠوﻣﺗ اًر ﻣن اﻟﺣدود اﻹﯾ ارﻧﯾﺔ ﺣﯾث ﻛﺎن ﻟﺣزب اﻹﺗﺣﺎد اﻟوطﻧﻲ اﻟﻛردﺳﺗﺎﻧﻲ ﻣﻘ ارﺗﻪ ﻫﻧﺎك ﻓﻲ ذﻟك
اﻟوﻗت .ﻗد ﻗﺗل ﺛﻼﺛﺔ أو أرﺑﻌﺔ ﻣن اﻟﻘﺎدة ﺑﻌد ﻣرور ﺧﻣﺳﺔ دﻗﺎﺋق ﻣن اﻟﺗﻌرض ﻟﻠﻐﺎ ازت اﻟﺳﺎﻣﺔ ،وﻟﻛﻧﻲ
ﻗد ﻧﺟوت ﻷﻧﻲ ﻛﻧت ﻋﻠﻰ ﺑﻌد ﺣواﻟﻲ 20ﯾﺎردة ﻣن ﻣوﻗﻊ ﺳﻘوط اﻟﻘﻧﺎﺑل ،وﻛذﻟك ﻟﻛوﻧﻲ ﻛﻧت ﻣرﺗدﯾﺎً
ﻣﻼﺑس واﻗﯾﺔ وواﺿﻌﺎً اﻟﻘﻧﺎع اﻟواﻗﻲ ﻣن اﻟﻐﺎ ازت".
اﻟﻣﻠﻔت ﻟﻠﻧظر ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻔﻘرة ﻣن اﻟﺗﻘرﯾر اﻟﺗﻲ إﻋﺗﺑرﺗﻬﺎ ﻫﯾوﻣن ارﯾﺗس ووﺗش إﺣدى اﻟﺷﻬﺎدات اﻟﻣﻬﻣﺔ
ﺟداً ﻋﻧدﻣﺎ ﺻﺎﻏت ذﻟك اﻟﺗﻘرﯾر ﻫو :ﻛﯾف أن ﻫذا اﻟﺷﺧص )وﻫو ﻗﺎﺋد ﻓﻲ ﺣزب طﺎﻟﺑﺎﻧﻲ( ﻟم ﯾﺳﺗطﻊ
أن ﯾﺣدد ﺑﺎﻟﺿﺑط إن ﻛﺎن ﻗد ﻗﺗل ﺛﻼﺛﺔ أم أرﺑﻌﺔ ﻣن رﻓﺎﻗﻪ اﻟذﯾن ﯾﻌﻣل ﻣﻌﻬم ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﻣوﻗﻊ اﻟﻘﯾﺎدي
ﻟﻠﺣزب ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻘرﯾﺔ )؟!( وﺧﺻوﺻﺎً ﻛﻣﺎ ﯾﻘول أﻧﻪ ﻛﺎن ﻋﻠﻰ ﺑﻌد 20ﯾﺎردة ﻣﻧﻬم؟! واﻟﺷﺊ اﻟﻣﻬم
اﻵﺧر ﻫو ﻛﯾف ﻋﻠم ﻫذا اﻟﻘﯾﺎدي اﻟﻛردي ﺑﺄن اﻟﻌ ارق ﺳﯾﺳﻘط ﻋﻠﯾﻬم اﻟﻐﺎ ازت اﻟﺳﺎﻣﺔ ﻓﻲ ذﻟك اﻟوﻗت
واﻟﺗﺄرﯾﺦ ﺑﺣﯾث ﻛﺎن ﻗد ارﺗدى ﻣﺳﺑﻘﺎً ﻣﻼﺑﺳﻪ اﻟواﻗﯾﺔ واﻟﻘﻧﺎع اﻟذي ﯾﻘﯾﻪ ﻣن اﺳﺗﻧﺷﺎق ﺗﻠك اﻟﻐﺎ ازت
25
اﻟﺳﺎﻣﺔ؟ وﻟﻣﺎذا ﻟم ﯾﻛن رﻓﺎﻗﻪ ﻗد إرﺗدوﻫﺎ أﯾﺿﺎً وﻫم ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺎﻓﺔ اﻟﻘرﯾﺑﺔ ﺟداً ،ﺑﻌﺿﻬم ﻣن اﻟﺑﻌض
اﻵﺧر؟!
* ﻣﻘﺗطﻔﺎت ﻣن ﻣﻘﺎل ،ﺑﺟ أزﯾن ،ﻟﻠﻛﺎﺗب ﻋﻠﻲ اﻟﻛﺎش ﺑﻌﻧوان )ﺣﻠﺑﺟﺔ ﻫوﻟوﻛوﺳت
اﻷﻛ ارد(
26
ﻫل اﻣﺗﻠك اﻟﻌ ارق اﻟﺳﻼح اﻟذي ﻗُ ِﺻﻔت ﺑﻪ ﺣﻠﺑﺟﺔ؟!
ظﻬرت ﻋدة ﻣﻘﺎﻻت ﻓﻲ ﺻﺣف وﻣﺟﻼت أﺧرى ﻧﺎطﻘﺔ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻹﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ أﻛدت ﺑﺷﻛل ﻻ ﯾﻘﺑل اﻟﺟدل
ﺑﺄن اﻟﻌ ارق ﻻ ﯾﻣﻠك اﻟﺳﻼح اﻟﻛﯾﻣﯾﺎوي اﻟذي اﺳﺗﻌﻣل ﻓﻲ ﻗﺻف ﺣﻠﺑﺟﺔ )ﺟﯾري ﻟﯾﻣﯾك :اﻟﻬﺟوم
اﻟﻛﯾﻣﯾﺎوي واﻷﻛ ارد ،ﻓﯾدل اﯾﺳت ارﺑورت ،ﻛﺎﻧون اﻷول .1991وﻋدة ﻣﻘﺎﻻت ﺣول ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ﻓﻲ
ﻧﻔس اﻟﻣﺟﻠﺔ ﻓﻲ ﻋددﻫﺎ رﻗم ،171ﺗﻣوز– آب .(1991
وﻣﻣﺎ ﯾؤﻛد ﻗﯾﺎم إﯾ ارن ﺑﻬذﻩ اﻟﻣﺟزرة ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ﻟﻐﺎز اﻟﺳﯾﺎﻧﯾد ،وﺻول ﻣﺻﺎﺑﯾن ﻋﺳﻛرﯾﯾن ﻋ ارﻗﯾﯾن ،إﻟﻰ
ﻓرﻧﺳﺎ ،ﻛﺎﻧوا ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻔﺗرة ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ ﺣﻠﺑﺟﺔ وﺗم ﻓﺣﺻﻬم ﻓﻲ إﺣدى اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﯾﺎت اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ،وﺑﻌد
ﻓﺣﺻﻬم ﺻﱠرﺣت ﻣدﯾرة ﻓرع اﻟﻌﻧﺎﯾﺔ ﺑﺎﻟﺣروق اﻟﺟﺳدﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺳﺗﺷﻔﻰ "ﻓرﻧﺎن ﻓﯾدال" اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﺟﺎﻣﻌﺔ
ﺑﺎرﯾس اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ ،اﻟدﻛﺗورة "ﺷﺎﻧﺗﺎل ﺑﯾﺳﻣوت" ﺑﺄن "ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌﺳﻛرﯾﯾن اﻟﻌ ارﻗﯾﯾن اﻟﺻﺣﯾﺔ ﻫﻲ ﺟﯾدة ﺑﺷﻛل
ﻋﺎم ﻟﻛﻧﻬم ﯾﻌﺎﻧون ﻣن ﻣﺷﺎﻛل ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎري اﻟﺗﻧﻔﺳﯾﺔ ،وﻓﻲ اﻟﻌﯾون ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﺣروق ﻓﻲ ﺑﻌض ﻣﻧﺎطق
أﺟﺳﺎدﻫم" .وأﺿﺎﻓت "ﺑﺄن ﻫذﻩ اﻟﻌوارض ﺗﻌﻧﻲ إﺻﺎﺑﺗﻬم ﺑﻐﺎز اﻟﺳﯾﺎﻧﯾد.
)ﻟو ﻓﯾﻐﺎرو 1988/4/14 :ﺗﺣت ﻋﻧوان }اﻟﻌ ارق ﯾﻌرض ﺟرﺣﺎﻩ{
وﻟو ﻛوﺗﯾدﯾﺎن دي ﺑﺎري 1988/4/14 :ﺗﺣت ﻋﻧوان }ﺣول اﻟﻣؤﺗﻣر اﻟﺻﺣﻔﻲ اﻟذي ﻋﻘد ﻓﻲ
1988/4/13ﻓﻲ ﻣﻧزل اﻟﺳﻔﯾر{.
ﯾؤﻛد ﺧﺑ ارء ﻣن اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ازروا ﺷﻣﺎل اﻟﻌ ارق أﻧﻬم ﻟم ﯾﺟدوا أي دﻟﯾل ﻻﺳﺗﺧدام اﻟﻌ ارق ﻷي
ﺳﻼح ﻛﯾﻣﯾﺎوي ﺿد اﻷﻛ ارد.
إدﯾو اﻧﺗرﻧﺎﺳﯾوﻧﺎل 1989/8/16 :ﺑﻌﻧوان }ﻗﺿﯾﺔ اﻷﻛ ارد{.
ﻛﻣﺎ ظﻬر ﺗﻘرﯾر ﻣن ﻣرﻛز ﺑﺣوث ﻋﺳﻛري أﻣﯾرﻛﻲ ﯾؤﻛد ﺑﺄن اﻟﻌ ارق ﻟم ﯾﺳﺗﺧدم اﻟﺳﻼح اﻟﻛﯾﻣﯾﺎوي ﺿد
اﻷﻛ ارد ﻓﻲ أﯾﻠول .1988
27
)ﻫﯾ ارﻟد ﺗرﯾﺑون 1990/12/19 :ﺑﻌﻧوان }ﻣﻌﻬد ﺑﺣوث أﻣﯾرﻛﻲ ﯾؤﻛد ﻋدم وﺟود دﻟﯾل ﻻﺳﺗﺧدام
اﻟﻌ ارق اﻟﻐﺎ ازت اﻟﺳﺎﻣﺔ ﺿد اﻷﻛ ارد{.
ٕوادﯾو اﻧﺗرﻧﺎﺳﯾوﻧﺎل ، 1991/4/15 :ﺑﻌﻧوان } ﻛرد ﺳوا ار{(
*اﻧظر اﻟﺗﻔﺎﺻﯾل ﻓﻲ اﻟﻣﻠﺣق رﻗم )(1
ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ،ﯾذﻛر ﺗﻘرﯾر ﻣﺣدود اﻟﺗوزﯾﻊ ﻋن ﺣﻠﺑﺟﺔ ﻟوﻛﺎﻟﺔ اﻻﺳﺗﺧﺑﺎ ارت اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ اﻷﻣﯾرﻛﯾﺔ،
اﻗﺗطﻔت أﺟ از ًء ﻣﻧﻪ ﻣﺟﻠﺔ ِﻓِﻠﺞ ﻓوﯾس Village Voiceاﻷﻣﯾرﻛﯾﺔ اﻟﻣﻌروﻓﺔ ﻓﻲ ﻋددﻫﺎ اﻟﺻﺎدر ﯾوم 1
أﯾﺎر /ﻣﺎﯾو 2002أن "ﻣﻌظم اﻟﺿﺣﺎﯾﺎ ﻓﻲ ﺣﻠﺑﺟﺔ ﺗﺳﺑب ﺑﻣوﺗﻬم ﻣﺣﻠول ﻛﻠورﯾد اﻟﺳﯾﺎﻧوﺟﯾن ﻛﻣﺎ ﺑﻠﻐﻧﺎ،
وﻟﻛن ﻫذا اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻛﯾﻣﯾﺎﺋﻲ ﻟم ﯾﺳﺗﺧدﻣﻪ اﻟﻌ ارق ﯾوﻣﺎً ،ﺑل أن إﯾ ارن ﻫﻲ اﻟﺗﻲ اﻫﺗﻣت ﺑﻪ".
*اﻧظر اﻟﺗﻔﺎﺻﯾل ﻓﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﻠﺣق رﻗم )(2
ﻛﻣﺎ ﻛﺗب ﻛﯾﺳﻲ ﻟﯾو ﻓﻲ "ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ " Dissent Magazineأﻧﻪ " ﻻ أﺣد ﻣن أﺻﺣﺎب ﻫذﻩ
اﻟوﺛﺎﺋق )اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻓﻲ ﻗﺿﯾﺔ ﺣﻠﺑﺟﺔ( ﻟﻪ أي ﺧﺑرة ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻌﻠوم اﻟطﺑﯾﺔ واﻟطب اﻟﺷرﻋﻲ ،وﺗﺧﻣﯾﻧﺎﺗﻬم
ﻻ ﺗرﻗﻰ ﻟﻠﺣد اﻷدﻧﻰ ﻣن اﻟﺗدﻗﯾق واﻟﺑﺣث".
Leo (Summer 2003)."Questioning Halabja".Dissent Magazine. ،Casey
Retrieved 15 November 2011
28
29
وﻟﻠﻣﺧﺎﺑ ارت اﻟﻣرﻛزﯾﺔ واﻻﺳﺗﺧﺑﺎ ارت اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ اﻷﻣﯾرﻛﯾﺔ ﺗﻘﯾﯾﻣﻬﺎ
ﻓﻲ ﺗطور آﺧر ﻣﻬم ﻋن ﻣﺟزرة ﺣﻠﺑﺟﺔ ،ﻧظﱠﻣت وﻛﺎﻟﺔ اﻟﻣﺧﺎﺑ ارت اﻟﻣرﻛزﯾﺔ CIAووﻛﺎﻟﺔ اﻻﺳﺗﺧﺑﺎ ارت
اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ DIAاﻷﻣﯾرﻛﯾﺗﯾن ﻣؤﺗﻣ اًر دام ﯾوﻣﯾن ﻟﻠﻣﻠﺣﻘﯾن اﻟﻌﺳﻛرﯾﯾن ﻓﻲ اﻟﺳﻔﺎ ارت اﻷﻣﯾرﻛﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺷرق
اﻷوﺳط وﻣﺣﻠﻠﯾن ﻋﺳﻛرﯾﯾن وﺳﯾﺎﺳﯾﯾن.
واﻋﺗﻣد اﻟﻣؤﺗﻣر ﻓﻲ ﻧﺗﺎﺋﺟﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻘﺎرﯾر اﻟﻣﯾداﻧﯾﺔ واﻟﻣﺗوﻓرة ﻟﻠﻌﻣوم وﻋﻠﻰ اﻟﺗﻘﺎط اﻟرﺳﺎﺋل اﻟﺳﻠﻛﯾﺔ
واﻟﻼﺳﻠﻛﯾﺔ ﻟﻠﺟﯾﺷﯾن اﻟﻌ ارﻗﻲ واﻹﯾ ارﻧﻲ ﻣن ﻗﺑل وﻛﺎﻟﺔ اﻷﻣن اﻟﻘوﻣﻲ اﻷﻣﯾرﻛﯾﺔ .NSA
وﻗد ﺻدر ﻋن اﻟﻣؤﺗﻣر ﺗﻘرﯾر ورد ﻓﯾﻪ ﺗﻘﯾﯾم ﻣﺎ ﺣدث ﻓﻲ ﺣﻠﺑﺟﺔ ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ "ﻋﻠﻰ اﻓﺗ ارض أن ﻛﻠورﯾد
اﻟﺳﯾﺎﻧوﺟﯾن ﻫو اﻟﻣﺳؤول أﺳﺎﺳﺎً ﻋن أﺳوأ ﺣﺎﻻت اﺳﺗﺧدام اﻟﻛﯾﻣﺎوﯾﺎت ﻓﻲ اﻟﻘﺗل اﻟﺣرﺑﻲ ﻟﻸﻛ ارد ﻓﻲ
ﺣﻠﺑﺟﺔ ،وﺑﻣﺎ أن اﻟﻌ ارق ﻟﯾس ﻟﻪ ﺳﺟل ﻓﻲ اﺳﺗﺧدام ﻫذﯾن اﻟﻌﻧﺻر ،واﻹﯾ ارﻧﯾون ﻟﻬم ﺳﺟل ﻣن ﻫذا
اﻟﻧوع ،ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ أن اﻹﯾ ارﻧﯾﯾن ﻫم اﻟﻣﺳؤوﻟون ﻋن ﻫذا اﻟﻬﺟوم".
وﯾﻣﻛن إﯾﺟﺎد ذﻟك اﻟﺗﻘرﯾر اﻟرﺳﻣﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣوﻗﻊ اﻟﺗﺎﻟﻲ:
/www.fas.org/man/dod-101/ops/war/docs/3203
*اﻧظر اﻟﺗﻔﺎﺻﯾل ﻓﻲ اﻟﻣﻠﺣق رﻗم )(3
30
وﻟﻠﺟﯾش اﻷﻣﯾرﻛﻲ ﻛﻠﻣﺔ ﺣﺎﺳﻣﺔ
ﺑﻌد ﻧﺷوب أزﻣﺔ اﻟﻛوﯾت ﻋﺎم ،1990وﻗﺑﯾل ﺑدء اﻟﺻ ارع اﻟﻌﺳﻛري ﺑﯾن اﻟﻌ ارق واﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة،
ﺷ ﱠﻛﻠت ﻗﯾﺎدة وﺣدة اﻟﻣﺎرﯾﻧز ﻓﻲ اﻟﻘوات اﻟﺑﺣرﯾﺔ اﻷﻣﯾرﻛﯾﺔ ﻟﺟﻧﺔ ﺗﺿم ﺧﺑ ارء ﻓﻧﯾﯾن وﻋﺳﻛرﯾﯾن ،ﻟﺗﻘﯾﯾم
ﻗد ارت اﻟﺟﯾش اﻟﻌ ارﻗﻲ اﻟذي ﻛﺎﻧت اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﺗﺗﺄﻫب ﻟﺧوض ﺣرٍب ﺷﺎﻣﻠﺔ ﺿدﻩ ،ﻣﺎ ﯾﺳﺗﻠزم
أﻋﻠﻰ درﺟﺎت اﻟدﻗﺔ ﻓﻲ ﺗﻘﯾﯾم ﺗﻠك اﻟﻘد ارت اﻟﻌ ارﻗﯾﺔ ،وﻋدم ﺗﺿﻠﯾل اﻟﻘوات اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ اﻷﻣﯾرﻛﯾﺔ ﺿﻣﺎﻧﺎً
ﻟﻌدم وﻗوع ﺧﺳﺎﺋر ﻓﻲ ﺻﻔوف اﻟﺟﯾش اﻷﻣﯾرﻛﻲ.
ﺗ أرس اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻧﺎﺋب ﻗﺎﺋد ﻗﺳم اﻟﺗطوﯾر اﻟﻘﺗﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﻗوات اﻟﻣﺎرﯾﻧز ،اﻟﻣﯾﺟور ﺟﻧ ارل م .ب .ﻛﺎوﻟﻔﯾﻠد
،M.P.CAULFIELDوأﺻدرت ﺗﻠك اﻟﻠﺟﻧﺔ ﺗﻘرﯾ اًر ﺷﺎﻣﻼ وﺗﻔﺻﯾﻠﯾﺎً ﻻﺳﺗﻌ ارض وﺗﺣﻠﯾل ﻛل اﻟﻘد ارت
اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ اﻟﻌ ارﻗﯾﺔ ،ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻘوات اﻟﺟوﯾﺔ واﻟﺑرﯾﺔ واﻷﺳﻠﺣﺔ اﻟﻛﯾﻣﯾﺎﺋﯾﺔ واﻟﺗﻛﺗﯾك اﻟﻌﺳﻛري اﻟﻌ ارﻗﻲ.
ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺗﻘرﯾر ﻓﺻل ﻣﺧﺻص ﻻﺳﺗﻌ ارض واﻗﻊ اﻷﺳﻠﺣﺔ اﻟﻛﯾﻣﯾﺎوﯾﺔ اﻟﻌ ارﻗﯾﺔ ،وﺗﺎرﯾﺦ اﺳﺗﺧدام اﻟﺟﯾش
اﻟﻌ ارﻗﻲ ﻟﻬذﻩ اﻷﺳﻠﺣﺔ ،ﺣﯾث ﯾﺷﯾر إﻟﻰ اﺳﺗﺧدام اﻟﻌ ارق ﻟﺗﻠك اﻷﺳﻠﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﺣرب اﻟﻌ ارﻗﯾﺔ اﻹﯾ ارﻧﯾﺔ،
وﻟﻛن ﻓﻘط ﻷﻏ ارض ﺗﻌوﯾق اﻟﻬﺟﻣﺎت اﻟﻛﺑﯾرة اﻟﺗﻲ ﻛﺎن اﻟﺟﺎﻧب اﻹﯾ ارﻧﻲ ﯾزﱡج ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺑﺄﻋداد ﻛﺑﯾرة ﺟداً
ﻣن اﻟﻣﻘﺎﺗﻠﯾن ﻋﻠﻰ ﺷﻛل ﻣوﺟﺎت ﺑﺷرﯾﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻻﻗﺗﺣﺎم اﻟﺧطوط اﻟدﻓﺎﻋﯾﺔ اﻟﻌ ارﻗﯾﺔ.
وﯾﺷدد اﻟﺗﻘرﯾر ﻋﻠﻰ ان اﻟﻌ ارق ﻟم ﯾﺳﺗﺧدم أﺳﻠﺣﺔ ﻛﯾﻣﺎﺋﯾﺔ ﻗﺎﺗﻠﺔ ﺣﯾﻧﻬﺎ ،ﺑل اﺳﺗﺧدم ﻋواﻣل ﻛﯾﻣﯾﺎوﯾﺔ
ﻷﻏ ارض ﺗﻌوﯾق ﺗﻘدم ﺗﻠك اﻟﻘوات.
ﻟﻛن ﻫذﻩ ﻟﯾﺳت ﻛل اﻟﻘﺻﺔ ،ﻓﺎﻟﺣق ﻣﺎ ﺷﻬدت ﺑﻪ اﻷﻋداء ﻛﻣﺎ ُﯾﻘﺎل..
ﻓﻔﻲ ص 100ﻣن ﻫذا اﻟﻔﺻل ﯾﻘول اﻟﺗﻘرﯾر ،ﺑﻠﻐﺔ واﺿﺣﺔ وﺻرﯾﺣﺔ "وُﯾزﻋم أن ﻋواﻣل اﻟدم ﻣﺳؤوﻟﺔ
ﻓﻲ ﻣﻌظﻣﻬﺎ ﻋن اﻻﺳﺗﺧدام اﻟﺷﺎﺋن ﻟﻠﻣواد اﻟﻛﯾﻣﯾﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺣرب -ﻗﺗل اﻷﻛ ارد ﻓﻲ ﺣﻠﺑﺟﺔ .وﺑﻣﺎ أن
اﻟﻌ ارﻗﯾﯾن ﻟﯾس ﻟدﯾﻬم ﺗﺎرﯾﺦ ﻓﻲ اﺳﺗﺧدام ﻫذﯾن اﻟﻌﻧﺻرﯾن -واﻹﯾ ارﻧﯾون ﻟدﯾﻬم ذﻟك اﻟﺗﺎرﯾﺦ -ﻓﻘد
ﺧﻠﺻﻧﺎ إﻟﻰ أن اﻹﯾ ارﻧﯾﯾن ﻫم ﻣن ارﺗﻛب ﻫذا اﻟﻬﺟوم".
وﻻ ﯾﻛﺗﻔﻲ اﻟﺗﻘرﯾر اﻟرﺳﻣﻲ اﻟﻌﺳﻛري واﻟﻔﻧﻲ اﻷﻣﯾرﻛﻲ ﺑذﻟك ،ﺑل إﻧﻪ ﯾﻣﺿﻲ ﻗُدﻣﺎً ﻓﻲ اﻟﺗﺷﻛﯾك ﺑﺣﺻول
ﻣﺟزرة ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻧﺣو اﻟواﺳﻊ ﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺔ ﺣﻠﺑﺟﺔ ،ﻣﺷﻛﻛﺎً ﺑﺎﻟرﻗم اﻟﻣﺗداول ) 5000ﻗﺗﯾل( ﻓﯾﻘول "ﻣن
اﻟﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر أﯾﺿﺎ أﻧﻪ ﻣن اﻟﺻﻌب اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺗرﻛﯾ ازت اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻘﺎﺗﻠﺔ ﻣن اﻟﺳﯾﺎﻧوﺟﯾن ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺳﺎﺣﺔ اﻟ ُﻣﺳﺗﻬدﻓﺔ .وﻣن ﻫﻧﺎ ﻓﺄن اﻟﺗﻘﺎرﯾر اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺣدث ﻋن ﻣﻘﺗل 5000ﻛردي ﻓﻲ ﺣﻠﺑﺟﺔ
ﻣﺷﻛوك ﻓﯾﻬﺎ".
31
Blood agents were allegedly responsible for the most infamous use
of chemicals in the war—the killing of Kurds at Halabjah. Since the
Iraqis have no history of using these two agents-and the Iranians do-
we conclude that the Iranians perpetrated this attack.
It is also worth noting that lethal concentrations of cyanogen are
difficult to obtain over an area target, thus the reports of 5,000 Kurds
dead in Halabjah are
suspect.
(4) *ﻟﺗﻔﺎﺻﯾل أوﻓﻰ ﯾُرﺟﻰ اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ اﻟوﺛﯾﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻠﺣق رﻗم
32
اﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳﯾﺔ ﺗﺗﺣدث
أدرج ﻫﻧﺎ ﺷﻬﺎدة اﻟﺳﻔﯾر ﻣوﻓق ﺟﺎﺳم اﻟﻌﺎﻧﻲ ،ﻣن و ازرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻟﻌ ارﻗﯾﺔ ﻋن زﯾﺎرة وﻓد
دﺑﻠوﻣﺎﺳﻲ وﻓﻧﻲ واﺳﺗﺧﺑﺎري أﻣﯾرﻛﻲ إﻟﻰ ﻣدﯾﻧﺔ ﺣﻠﺑﺟﺔ ﻋﺎم .1988
ﺣﺿَر وﻓد أﻣﯾرﻛﻲ إﻟﻰ ﺑﻐداد ﻓﻲ اﻟﻧﺻف اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن ﺷﻬر ﻣﺎﯾو /آﯾﺎر ،1988ﺣﯾ ُث ﻗﻣ ُت،
ﺑﺈﻋﺗﺑﺎري ُﻣدﯾ اًر ﻟـﻘﺳم اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻣﻊ ﻛل ﻣن اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣﯾرﻛﯾﺔ وﻛﻧدا واﻟﯾﺎﺑﺎن واﺳﺗ ارﻟﯾﺎ
وﻧﯾوزﯾﻼﻧدا ﻓﻲ و ازرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻟﻌ ارﻗﯾﺔ آﻧذاك ،ﺑﺈﻋداد ﺑرﻧﺎﻣﺞ واﺳﻊ ﻟﻠزﯾﺎرة ﯾﺗﺿ ّﻣن:
إﺟ ارء ُﻣﻘﺎﺑﻼت ﻣﻊ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾن اﻟﻌ ارﻗﯾﯾن ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻧﺑﯾن اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻟﻌﺳﻛري.
زﯾﺎرة ﻣﯾداﻧﯾﺔ ﻟﻠوﻓد إﻟﻰ ﻣدﯾﻧﺔ ﺣﻠﺑﺟﺔ ﻟﻼطﻼع ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﯾﻧﺔ )ﻣوﻗﻌﯾﺎً(.
وﺿم اﻟوﻓد اﻷﻣﯾرﻛﻲ أﻛﺛر ﻣن 40ﻋﺿواً ،ﻣن ﺑﯾﻧﻬم ُﺧﺑ ارء ﻣن و ازرة اﻟدﻓﺎع اﻷﻣﯾرﻛﯾﺔ )ﺑﻧﺗﺎﻏون(
ووﻛﺎﻟﺔ اﻟﻣﺧﺎﺑ ارت اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ) (CIAوﺑﻌض اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﯾن ﻓﻲ ﺷؤون اﻻﺳﻠﺣﺔ اﻟﻛﯾﻣﯾﺎوﯾﺔ.
ﺑدأ اﻟﺧﺑ ارء ﺑﺟﻣﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت وأﺧذ اﻟﻌﯾﻧﺎت ﻣن اﻟﺗُرﺑﺔ ،اﻟﻣﺎء ،اﻻﺷﺟﺎر ،اﻟﻬواء ،ﻣﻼﺑس ﺑﻌض
اﻻﻫﺎﻟﻲ ،وﻣﺳﺣﺎت ﻣن ُﺟد ارن ﺑﯾوت اﻟﻣدﯾﻧﺔ ،ﻛﻣﺎ ﺗَم اﻻﺳﺗﻔﺳﺎر ﻣن ﺑﻌض اﻟﻧﺎﺟﯾن ﻋن اﻟﻛﺛﯾر ِﻣن
اﻷﻣور واﻷﻋ ارض اﻟﺗﻲ ظﻬرت ﻋﻠﻰ أﻫل اﻟﻣدﯾﻧﺔ اﺛﻧﺎء اﻟﺣﺎدث وﻣﺎ ﺗﻼ اﻟﺣﺎدث ،ﺛم ﻋﺎَد اﻟوﻓد إﻟﻰ
اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة.
33
وﻗد ﺗﺎﺑﻌﻧﺎ ﻣﻊ ﺳﻔﺎرﺗﻧﺎ ﻓﻲ واﺷﻧطن ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟزﯾﺎرة واﻟﺗﻘﺎرﯾر اﻟﺗﻲ ﺳﯾُﻘّدﻣﻬﺎ اﻟوﻓد إﻟﻰ اﻟﺟﻬﺎت
اﻷﻣﯾرﻛﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ،وﻛذﻟ َك اﻟﻛوﻧﻐرس اﻷﻣﯾرﻛﻲ ،وﺑﻌد اﻛﺛر ﻣن ﺷﻬرﯾن ﻣن اﻟزﯾﺎرة ،أي ﺑﻌد ظﻬور
ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺗﺣﻠﯾﻼت اﻟﻣﺧﺗﺑ ارت اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﺧ ّﺻﺻﺔ ،ﺗﻘّدَم اﻟوﻓد ﺑﺗﻘرﯾرِﻩ إﻟﻰ اﻟﻛوﻧﻐرس واﻟذي أ ّﻛَد ﻓﯾ ِﻪ:
]إ ﱠن اﻟﺗﺣﻠﯾﻼت اﻟ ُﻣﺧﺗﺑرﯾﺔ أظﻬرت أن اﻟﺳﻼح اﻟﻛﯾﻣﯾﺎوي اﻟﻣﺳﺗﻌﻣل ﻓﻲ ﻣﻌرﻛﺔ ﺣﻠﺑﺟﺔ ﻫو
))ﻫﯾدروﺟﯾن اﻟﺳﯾﺎﻧﯾد(( واﻟذي ﺗﻣﺗﻠﻛﻪُ اﻟﺗرﺳﺎﻧﺔ اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ اﻹﯾ ارﻧﯾﺔ ،وأن اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣﺗوﻓرة ﻟدى
دواﺋر اﻻﺳﺗﺧﺑﺎ ارت اﻷﻣﯾرﻛﯾﺔ ﺗؤّﻛد إ ﱠن اﻟﻌ ارق ﻟم ﯾﺷﺗر ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺳﻼح وﻟم ﯾﺳﺗطﻊ أن ﯾُﻧﺗﺞ
ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺳﻼح[.
وﻫذا اﻟﺗﻘرﯾر ﻣوﺟود ﻓﻲ أرﺷﯾف اﻟﻛوﻧﻐرس اﻷﻣﯾرﻛﻲ إﻟﻰ ﯾوﻣﻧﺎ ﻫذا.
**اﻧظر اﻟﺗﻔﺎﺻﯾل ﻓﻲ اﻟﻣﻠﺣق رﻗم )(5
34
35
ﺑﺎﺣﺛون أﻣﯾرﻛﯾون ﯾﺗﺣدﺛون
ﺟرى ﺗﺣﻘﯾ ٌق ﺛﺎ ٍن ﺑﺎﻟﻣوﺿوع ،ﻗﺎﻣت ﺑﻪ ﻟﺟﻧﺔ ﻣن اﻟﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ اﻷﻣﯾرﻛﯾﺔ ،ﺑﺗﻛﻠﯾف ﻣن و ازرة اﻟدﻓﺎع
اﻷﻣﯾرﻛﯾﺔ ﻟوﺿﻊ د ارﺳﺔ إﺳﺗ ارﺗﯾﺟﯾﺔ ﻣوﺿوﻋﻬﺎ )ﻛﯾ َف ﺳﯾُﻘﺎﺗل اﻟﻌ ارﻗﯾون اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة؟( ،وﻗد ﺗ أرس
ﺗﻠك اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﺑروﻓﺳور ﺳﺗﯾﻔن ﺑﯾﻠﻠﯾﺗر ،Stephen Pelletiereوﻫﻧﺎ ﻓﯾﻠم ﻣﺣﺎﺿرة ﻟﻠﺑروﻓﯾﺳور
ﺑﯾﻠﻠﯾﺗر
http://www.youtube.com/watch?v=H-
rxlWnZsIY&feature=player_embedded
ﺣﯾث ﻗّدﻣت ﻫذِﻩ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﺗﻘرﯾ اًر ﻣؤﻟﻔﺎً ِﻣن 93ﺻﻔﺣﺔ ،ﯾؤﻛد إن اﻟﺟﯾش اﻟﻌ ارﻗﻲ ﻟم ﯾﻛن ﯾﻣﻠك ﻏﺎز
))ﻫﯾدروﺟﯾن اﻟﺳﯾﺎﻧﯾد(( اﻟذي ُﺿرﺑت ﺑﻪ ﺣﻠﺑﺟﺔ.
وﻗد ﻛﺗ َب رﺋﯾس اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﺑروﻓﯾﺳور ﺳﺗﯾﻔن ﺑﯾﻠﻠﯾﺗر Stephen Pelletiereﻣﻘﺎﻻً ﻓﻲ ﺟرﯾدة
ﻧﯾوﯾورك ﺗﺎﯾﻣز ﺑﺗﺎرﯾﺦ ،2003/1/31أي ﻗﺑل أٌﻗل ﻣن ﺷﻬرﯾن ﻋﻠﻰ ﺑدء ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﻌدوان ﻋﻠﻰ
اﻟﻌ ارق ،ﺗﺣت ﻋﻧوان )ﺟرﯾﻣﺔ ﺣرب أم ﻋﻣل ﺣرﺑﻲ؟( ،وﻧص اﻟﻣﻘﺎل ﻣوﺟود ﻓﻲ ﻣوﻗﻊ اﻟﺟرﯾدة ﻋﻠﻰ
ﺷﺑﻛﺔ اﻻﻧﺗرﻧت ﻋﻠﻰ اﻟ ارﺑط اﻟﺗﺎﻟﻲ:
http://www.nytimes.com/2003/01/31/opinion/a-war-crime-or-an-act-
of-war.html
ﯾﻘول اﻟﺑروﻓﯾﺳور ﺑﯾﻠﻠﯾﺗر ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻟﻪ
"ﻟﻘد ﻛﺎ َن َﻣدﻋﺎةً ﻟﻠدﻫﺷﺔ ،ﺑﻌد ﻋدم اﻟﻌﺛور ﻋﻠﻰ ﺑ ارﻣﺞ أﺳﻠﺣﺔ اﻟدﻣﺎر اﻟﺷﺎﻣل اﻟﻌ ارﻗﯾﺔ ِﻣن ﻗﺑل
ُﻣﻔﺗﺷﻲ اﻻﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ،إﺳﺗﻐﻼل اﻟرﺋﯾس ﺑوش ،ﻓﻲ ﺧطﺎﺑ ِﻪ ﻟﻼﻣﺔ ،ﻗﺿﯾﺔ أﺧﻼﻗﯾﺔ ﻟﺗﺑرﯾر ﻏزوِﻩ
ﻟﻠﻌ ارق ،ﺑﺣﺟﺔ إن اﻟدﻛﺗﺎﺗور اﻟذي ُﯾﺣ ّﺷد أﻛﺛر اﻻﺳﻠﺣﺔ ﺧطورة ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ،ﻟم ﯾﺗوان ﻓﻲ اﺳﺗﺧدام
اﻟﻐﺎز ﺿد ﺷﻌﺑ ِﻪ ُﻣﺧﻠﻔﺎً آﻻف اﻟﻘﺗﻠﻰ ﻣن اﻟﻣدﻧﯾﯾن!
36
إن اﺳﺗﺧدام اﻟرﺋﯾس ﺑوش ﻋﺑﺎرة )اﺳﺗﺧدام اﻟﻐﺎز ﺿد ﺷﻌﺑﻪ( وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺣﻠﺑﺟﺔ ﻛﺳﺑب ﻟﻘﻠب ﻧظﺎم
ﺣﻛم ﺻدام ﺣﺳﯾن ،ﻏﯾر ﻣﺑرٍر وﻏﯾر ﺣﻘﯾﻘﻲ ،اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻛﻣﺎ أﻋﻠﻣﻬﺎ ﻋﻠم اﻟﯾﻘﯾن ،إن اﻷﻛ ارد ﺗﻌّرﺿوا
إﻟﻰ ﻫﺟوم ﺑﺎﻻﺳﻠﺣﺔ اﻟﻛﯾﻣﯾﺎوﯾﺔ ﻓﻲ ﯾوم 1988/ 3/16ﻓﻲ ﺣﻠﺑﺟﺔ ،وﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺷﻛل ﻗﺎطﻊ
أن اﻻﺳﻠﺣﺔ اﻟﻛﯾﻣﯾﺎوﯾﺔ اﻟﻌ ارﻗﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﻗﺗﻠت اﻷﻛ ارد.
وﻫذا ﻟﯾس ﻫو اﻟﺗﺣرﯾف أو اﻟﺗﺷوﯾﻪ اﻟوﺣﯾد ﻓﻲ ﻗﺻﺔ ﺣﻠﺑﺟﺔ ،ﺣﯾ ُث أﻧﻧﻲ ﻣطﻠﻊ وأﻋﻠم ﺟﯾدا،
)واﻟﻛﻼم ﻣﺎ ازل ﻟﻠﺑروﻓﯾﺳور (Stephen Pelletiereﻣن ﺧﻼل ﻣوﻗﻌﻲ ﻛﻣﺣﻠل ﺳﯾﺎﺳﻲ ﻟﻠﻣﺧﺎﺑ ارت
اﻟﻣرﻛزﯾﺔ اﻷﻣﯾرﻛﯾﺔ ﻓﻲ ﺷؤون اﻟﻌ ارق ﺧﻼل اﻟﺣرب اﻟﻌ ارﻗﯾﺔ اﻹﯾ ارﻧﯾﺔ وﻛﺑروﻓﯾﺳور ﻓﻲ اﻟﻛﻠﯾﺔ
اﻟﺣرﺑﯾﺔ اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ اﻷﻣﯾرﻛﯾﺔ ﻟﻠﻔﺗرة ) (2000-1998وﻣن ﺧﻼل إطﻼﻋﻲ ﻋﻠﻰ ﻛٍم ﻫﺎﺋ ٍل ﻣن
اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟ ُﻣﺻﻧّﻔﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ اﻟﺳرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗَِرد ﻣن واﺷﻧطن ﺣول )اﻟﺧﻠﯾﺞ اﻟﻔﺎرﺳﻲ( ،ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ
إﻟﻰ ذﻟك ،ﺗرؤﺳﻲ ﻟﻠﺟﻧﺔ ﻋﺳﻛرﯾﺔ ﻋﺎم 1990ﻟﺑﺣث )ﻛﯾ َف ﺳﯾﻘﺎﺗل اﻟﻌ ارﻗﯾون اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة؟(،
وﺷﺎرﻛت ﻓﻲ إﻋداد ﺗﻘرﯾر ﺳري ُﻣﻔ ّﺻل ﻋن اﻟﻣوﺿوع ،ﯾﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺎﺻﯾل ﻛﺛﯾرة ﻋن ﻣوﺿوع
ﺣﻠﺑﺟﺔ ،وﻣن ﺧﻼل اﻟﻛم اﻟﻬﺎﺋل ﻣن اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣﺗوﻓرة ﻟدي ﻋن ﺣﻠﺑﺟﺔ ﯾﻣﻛﻧﻧﻲ اﻻﻓﺻﺎح ﻋن أﻧﻪ
ﺑﻌد اﻟﻣﻌرﻛﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﻗﺎﻣت اﻻﺳﺗﺧﺑﺎ ارت اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ اﻷﻣﯾرﻛﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع وﻗﱠدﻣت ﺗﻘرﯾ اًر
ﺳرﯾﺎً ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ وﻣﺣدود اﻟﺗداول ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻟﻣن ﯾﺣﺗﺎﺟﻬﺎ )،(Need-to-Know Basis
أﻛدت ﻓﯾ ِﻪ ﻋﻠﻰ أن اﻟﻐﺎ ازت اﻟﺗﻲ اﺳﺗﺧدﻣﺗﻬﺎ إﯾ ارن ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﻗﺗﻠت اﻷﻛ ارد ﻓﻲ ﺣﻠﺑﺟﺔ وﻟﯾس اﻟﻐﺎ ازت
اﻟﻌ ارﻗﯾﺔ .ﻛﻣﺎ ﻛﺷﻔت ،أن ِﻛﻼ اﻟطرﻓﯾن اﺳﺗﺧدﻣﺎ اﻟﺳﻼح اﻟﻛﯾﻣﺎوي ﻓﻲ اﻟﻣﻌرﻛﺔ اﻟﺗﻲ دارت ﻓﻲ
أط ارف ﺣﻠﺑﺟﺔ ،وﻟدى ﻓﺣص ٕواﺟ ارء اﻟﻛﺷوﻓﺎت اﻟطﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺿﺣﺎﯾﺎ اﻷﻛ ارد وﺟَد ُﻣﻌّدوا ﺗﻘرﯾر
اﻻﺳﺗﺧﺑﺎ ارت اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ اﻷﻣﯾرﻛﯾﺔ ،أن اﻟﺿﺣﺎﯾﺎ ﺟﻣﯾﻌﺎ ﻗﺗﻠوا ﺑﻌواﻣل ﻛﯾﻣﺎوﯾﺔ ﺗؤﺛر ﺑﺎﻟدم ) Blood
(Agentوﻫﻲ ﻣن ﻣﺷﺗﻘﺎت ﻏﺎز اﻟﺳﯾﺎﻧﯾد ) .(Syanide Gasوﻛﺎن ﻣﻌروﻓﺎ ﻟدى اﻟﺧﺑ ارء ان ﻫذا
اﻟﻐﺎز اﺳﺗﺧدﻣﺗﻪُ إﯾ ارن ﻣ ارت ﻋدة ﺧﻼل اﻟﺣرب .وﻛﺎن ﻣﻌروﻓﺎً أﯾﺿﺎ ﻟﻠ ُﻣﺧﺗﺻﯾن أن اﻟﻌ ارق ﻟم ﯾﻧﺗﺞ
وﻻ ﯾﻣﺗﻠك ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻐﺎز وﻟم ﯾﺳﺗﺧدﻣﻪ ﻓﻲ اﻟﺳﺎﺑق.
وﯾﺧﺗم اﻟﺑروﻓﯾﺳور ﺑﯾﻠﻠﯾﺗر ﻣﻘﺎﻟﻪُ ﺑﺎﻟﻘول:
37
"أﻧﻧﻲ ﻻ أرﯾد أن أُﺣ ّﺳن ﺻورة ﺻدام ﺣﺳﯾن ،وﻋﻠﯾ ِﻪ أن ُﯾﺟﯾ َب ﻋﻠﻰ أﺳﺋﻠﺔ ﻛﺛﯾرة ﻋن ﺧروﻗﺎﺗ ِﻪ
ﻟﺣﻘوق اﻻﻧﺳﺎن ،وﻟﻛن إﺗﻬﺎﻣﻪُ ﺑﺄﻧﻪُ ﻗﺻ َف ﺷﻌﺑﻪُ ﺑﺎﻟﻐﺎ ازت اﻟﺳﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺣﻠﺑﺟﺔ ،ﻛﻔﻌل ﻣن أﻓﻌﺎل
اﻻﺑﺎدة ،ﻏﯾر ﺣﻘﯾﻘﻲ وﺑﺎطل".
اﻧﺗﻬﻰ ﺣدﯾث اﻟﺑروﻓﯾﺳور .Stephen Pelletiere
* اﻧظر اﻟﺗﻔﺎﺻﯾل ﻓﻲ اﻟﻣﻠﺣق رﻗم )(5
*ﻟﻼطﻼع ﻋﻠﻰ ﻧص اﻟﻣﻘﺎل ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻻﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ اﻧظر اﻟﻣﻠﺣق رﻗم )(6
وﻓﻲ اﻟﺳﯾﺎق ذاﺗﻪ ،ﯾؤﻛد اﻟﺑﺎﺣﺛﺎن ﺑﯾﻠﻠﯾﺗر واﻟﻠﯾﻔﺗﻧﻧﺎﻧت ﻛوﻟوﻧﯾل دوﻏﻼس ﺟوﻧﺳون Lt. Col. Douglas
V. Johnson IIIﻣن ﻣﻌﻬد اﻟد ارﺳﺎت اﻻﺳﺗ ارﺗﯾﺟﯾﺔ ﻓﻲ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣرب اﻷﻣﯾرﻛﯾﺔ Strategic Studies
US Army War College ،Instituteأن اﻟﻣﺗﻣردﯾن اﻷﻛ ارد ﻧظﻣوا ﻣؤاﻣرة ﻟﺗﺷوﯾﻪ ﺳﻣﻌﺔ اﻟﻌ ارق.
وﯾﺿﯾف اﻟﺧﺑﯾ ارن اﻟﻌﺳﻛرﯾﺎن اﻷﻣﯾرﻛﯾﺎن أن ﺧﺑ ارء ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣرب أﻛدوا ان اﻷﻋ ارض اﻟﺗﻲ وﺻﻔﻬﺎ اﻷﻛ ارد
اﻟذﯾن ﺗواﺟدوا ﻓﻲ ﻣﺧﯾﻣﺎت اﻟﻧزوح )ﻓﻲ ﺗرﻛﯾﺎ( ﻻ ﺗﺗﻔق ﻣﻊ أي ﻣﺎدة ﻛﯾﻣﯾﺎﺋﯾﺔ ﻣﻌروﻓﺔ أو ﻣزﯾﺞ ﻣن
اﻟﻣواد اﻟﻛﯾﻣﯾﺎﺋﯾﺔ.
*ﻟﻼطﻼع ﻋﻠﻰ ﻧص اﻟﻣﻘﺎل ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻻﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ اﻧظر اﻟﻣﻠﺣق رﻗم )(7
38
ﻗﺎدة اﻟﺟﯾش اﻟﻌ ارﻗﻲ ﯾﺗﺣدﺛون
ﺷﻬﺎدة اﻟﻘﺎﺋد اﻟﻌﺳﻛري اﻟﻌ ارﻗﻲ اﻟﻔرﯾق ﻓوزي اﻟﺑرزﻧﺟﻲ )ﻋﺑدﷲ اﻟﻣؤﻣن( ﺑﺧﺻوص
ﻣﻌرﻛﺔ ﺣﻠﺑﺟﺔ
ﺗو ّﺟﻬت اﻷﻟوﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺷﻣﺎﻟﯾﺔ ،وﺑدأت اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ ﺑﺗﺎرﯾﺦ 27ﺷﺑﺎط /ﻓﺑ ارﯾر 1988
ﻟﻠﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ اﻟﻌوارض اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ذات اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟ ُﻣﻌﻘّدة وَﻣﺳﻛﻬﺎ ﻟﺗﺄﻣﯾن اﻟدﻓﺎع ﻋن ﻣدﯾﻧﺔ اﻟﺳﻠﯾﻣﺎﻧﯾﺔ،
وﻫذﻩ اﻟﻌوارض ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺟﺑﺎل )اﻣﺗداد ﻟﺳﻠﺳﻠﺔ ﺟﺑل ازﻣر ﺑﺎﺗﺟﺎﻩ ﺑﯾرة ﻣﻛرون – ﻋوارض ﺣوض
ﻣﺎﻟوﻣﺔ وﻋوارض ﺣوض ﺟوﻗﻣﺎغ – وﻫﻲ اﻟﻌوارض اﻟﺗﻲ ﺗؤدي إﻟﻰ ﺑﺣﯾرة دوﻛﺎن(.
ﻓﻲ ﻟﯾﻠﺔ 14/13اذار /ﻣﺎرس 1988ﺑدأ اﻟﻌدو اﻹﯾ ارﻧﻲ ﺑﻬﺟوم ﺑﻣﺣورﯾن:
اﻟﻣﺣور اﻻول :ﺑﺎﺗﺟﺎﻩ ﻋﺎرﺿﺔ ﻛو ارن اﻟﺣدودﯾﺔ ﻗﺎطﻊ ﺣﻠﺑﺟﺔ ،واﺳﺗطﺎعَ اﻟﻌدو اﻻﯾ ارﻧﻲ ﻣن اﺣﺗﻼﻟﻬﺎ
ﺑﺳﺑب اﻟدﻋم اﻟذي ﻗدﻣﺗﻪُ )ﺑﯾﺷﻣرﻛﺔ ﺟﻼل طﺎﻟﺑﺎﻧﻲ( ،وﻟﻛون اﻟﻘطﻌﺎت اﻟﻣداﻓﻌﺔ ﻋﻧﻬﺎ ﻗطﻌﺎت ُﻣﺷﺎة
ﺿﻌﯾﻔﺔ ﻧﺳﺑﯾﺎً.
اﻟﻣﺣور اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺑﺎﺗﺟﺎﻩ ﻗطﻌﺎت اﻟﺟﯾش اﻟﻌ ارﻗﻲ اﻟ ُﻣداﻓﻌﺔ ﻓﻲ ﺣوض ﻣوت )ﻋﺎرﺿﺔ ﻛوﺟر(،
واﺳﺗطﺎع اﻟﻌدو اﺣﺗﻼل ﻣوطﺊ ﻗدم ﺑﻣوﺿﻊ اﺣد اﻻﻓواج اﻟﻣداﻓﻌﺔ ﻋن ﻫذﻩ اﻟﻌﺎرﺿﺔ اﻟ ُﻣﻌﻘدة طﺑﯾﻌﯾﺎ
ﺑِﻘﺳﻣﻬﺎ اﻻﻋﻠﻰ ،اي ﻗﻣﺔ ﻛوﺟر.
ﻓﻲ ﻟﯾﻠﺔ 17/16اذار ،ﺻدرت اﻻواﻣر ﻟﻠﻘطﻌﺎت اﻟﻣذﻛورة ﻓﻲ اﻟﻧﻘطﺔ ) (9اﻋﻼﻩ ﺑﺎﻟﺗﻘدم ﻟﯾﻼ ﻹﻧﺟﺎز
ﻣﻬﻣﺎﺗﻬﺎ ﺧﻼﻓﺎً ﻟﻠﺳﯾﺎﻗﺎت اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ اﻟﻣﻌروﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﺟﺑﻠﯾﺔ ]ﺣﯾ ُث ﺗؤﻛد ﻫذﻩ اﻟﺳﯾﺎﻗﺎت ﻋﻠﻰ
ﻋدم ﺗﺣرك اﻟﺟﯾش ﻟﯾﻼ ﻓﻲ أي ﺣﺎل ﻣن اﻻﺣوال[ ،اﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن ﺗﻘﺎرﯾر اﻻﺳﺗﺧﺑﺎ ارت اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ
ﺗؤﻛد زرع اﻟطرق واﻟﻧﯾﺎﺳم ﺑﺎﻻﻟﻐﺎم ،وﻛﺎﻧت اﻟظروف اﻟﺟوﯾﺔ ﺳﯾﺋﺔ ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺄن ﻗوات اﻟﺟﯾش
ﻛﺎﻧت ﺑﻼ إﺳﻧﺎد ﺟوي ﻣن اﻟﻘوة اﻟﺟوﯾﺔ أو ﺣﺗﻰ ِﻣن طﯾ ارن اﻟﺟﯾش؛ ﻣﻣﺎ اﺻﺎ َب اﻟﻘطﻌﺎت ﺑﺈﻧﻬﺎك
39
ﺷدﯾد ﻷﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻘدم ﻣﺳﺗﻣر ﻣﻧذ ﺗﺎرﯾﺦ 27ﺷﺑﺎط إﻟﻰ ظﻬر ﯾوم 17اذار ،أي 20ﯾوﻣﺎ
ﻣﺗواﺻﻠﺔ ﺑدون ارﺣﺔ وﺑظرف ﺟوي ﺳﻲء! وﺑوﺟود أﺧطﺎر ﻛﺑﯾرة ﻻُﯾﻣﻛن ﺗﺻّورﻫﺎ!! ﺣﯾ ُث ﺗم ﺗطﻬﯾر
ﻫذﻩ اﻟﻌوارض ﻣن ﻣﻔﺎرز اﻟﺑﯾﺷﻣرﻛﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﯾن إﻟﻰ )ﺟﻼل طﺎﻟﺑﺎﻧﻲ( ،واﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻌﺗﺑر ﻗواﻋد اﻣﯾﻧﺔ
ﻟﻠﺟﯾش اﻹﯾ ارﻧﻲ ﻋﻧد ﻗﯾﺎﻣﻪ ﺑﺎﻟﻬﺟوم ﻋﻠﻰ اﻻ ارﺿﻲ اﻟﻌ ارﻗﯾﺔ.
ﻓﻲ ﺻﺑﺎح ﯾوم 17اذار ،ﻛﺎﻧت اﻟﻣﻔﺎﺟﺄة اﻟﻛﺑرى ﻟﻛل اﻟﻘﺎدة وآﻣري اﻷﻟوﯾﺔ ،ﺣﯾ ُث أﯾﻘن ﻛل آﻣري
اﻷﻟوﯾﺔ ان اﻟﻘﯾﺎدة اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻛﺎﻧت ﻋﻠﻰ ﺣق ﻋﻧدﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺗطﻠب اﺳﺗﻣ ارر اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ ﻟﯾل ﻧﻬﺎر
ﺑﺳﺑب ﻣﺎ وﺟدﻧﺎﻩ ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ ﺣوض )ﻣﺎﻟوﻣﺔ وﺟوﻗﻣﺎغ( ،ﺣﯾ ُث وﺟدﻧﺎ أﻛداﺳﺎً ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻣن اﻟﻌﺗﺎد
واﻟﺳﻼح واﻟذﺧﯾرة اﻟﺛﻘﯾﻠﺔ ﺑﻣﺧﺗﻠف اﻻﻧواع ،ﻣﻊ أﻛداس ﻣن اﻻر ازق )طﻌﺎم وﻣﺎ إﻟﻰ ذﻟك( ﻣﻊ ﻣﻌدات
ﻫﻧدﺳﯾﺔ ﺛﻘﯾﻠﺔ .وﺗﺑّﯾ َن ﻟﻧﺎ إن ﻫذِﻩ اﻷﻛداس ﺗﻌود ﻟﺟﯾش اﻟﻌدو اﻹﯾ ارﻧﻲ وﻗد ﻧﻘﻠﻬﺎ ﻟﻬم ﺑﯾﺷﻣرﻛﺔ ﺟﻼل
طﺎﻟﺑﺎﻧﻲ اﻟﺗﻲ ﺧّزﻧﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻷﻣﺎﻛن ﻣن أﺟل ﻫدف ﺧطﯾر ﺟداً ﻫذا اﻟﻬدف ﻫو إﺣﺗﻼل ﻣدﯾﻧﺔ
اﻟ ُﺳﻠﯾﻣﺎﻧﯾﺔ!!
ﻟﻘد أ ّﻛدت ﺗﻘﺎرﯾر اﻻﺳﺗﺧﺑﺎ ارت اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ ﻧﯾﺔ اﻟﻌدو اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬﺟوم ﻓﻲ ﻗﺎطﻊ اﻟﻔﯾﻠق اﻻول ﺗﻣﻬﯾداً
ﻻﺣﺗﻼل ﻣدﯾﻧﺔ اﻟﺳﻠﯾﻣﺎﻧﯾﺔ .ﻟﻘد أﱠدت ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﻘّدم اﻟﺟﯾش اﻟﻌ ارﻗﻲ وﺗطﻬﯾر ﺗﻠك اﻟﻣﻧﺎطق اﻟوﻋرة إﻟﻰ
إﻓﺷﺎل ﻧواﯾﺎ اﻟﻌدو اﻹﯾ ارﻧﻲ ﺑﺎﺣﺗﻼل ﻫدف ﺳﺗ ارﺗﯾﺟﻲ ﻛﺑﯾر وﻣﻬم ﺟداً وﯾﻌﺗﺑر أﻫم ﻣن ﻣدﯾﻧﺔ اﻟﻔﺎو.
ﻣﺎذا ﻛﺎﻧت ﻧواﯾﺎ اﻟﻌدو اﻟﻣﺷﺗرك ،إﯾ ارن وﺑﯾﺷﻣرﻛﺔ ﺟﻼل طﺎﻟﺑﺎﻧﻲ ﺑﺎﻟﺗﺣدﯾد؟
ﻫذِﻩ اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺧﻠﻔﯾﺔ اﻟﻘرﯾﺑﺔ ﻣن ﻣدﯾﻧﺔ اﻟﺳﻠﯾﻣﺎﻧﯾﺔ ﻛﺎﻧت ﺧﺎﻟﯾﺔ ﻣن اﻟﻘطﻌﺎت اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ اﻟﺿﺧﻣﺔ،
ﻛﻣﺎ أن وﻋورﺗﻬﺎ ﺗُؤّﻣن طُرق َﻣﺧﻔﯾﺔ ﻟﻠﻌدو ﻣﺣروﺳﺔ وﻣؤﻣﻧﺔ ﻣن ﻗﺑل ﺑﯾﺷﻣرﻛﺔ ﺟﻼل طﺎﻟﺑﺎﻧﻲ،
وﻫذا ﯾﻌﻧﻲ وﺻول ﻗوات اﻟﺟﯾش اﻹﯾ ارﻧﻲ إﻟﻰ اﻟﺳﻠﯾﻣﺎﻧﯾﺔ ﺑﺎﻗل اﻟﺧﺳﺎﺋر وﺑوﻗت ﻗﯾﺎﺳﻲ ﻻ
ﯾﺳﺗﻐرق اﻛﺛر ﻣن 12ﺳﺎﻋﺔ.
ﻫذِﻩ اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺧﻠﻔﯾﺔ ﺗﻘطﻊ ﺧط ﻣواﺻﻼت ﻛﺎﻓﺔ ﻗطﻌﺎت اﻟﺟﯾش اﻟﻌ ارﻗﻲ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗُداﻓﻊ ﻋن
ﻗﺻﺑﺔ ﺟوارﺗﺔ وﺣوض ﻣوت وﻋﺎرﺿﺔ ﻛوﺟر ،وﺑﻣﻌﻧﻰ آﺧر ﻟو ﺗﻘدﻣت اﻟﻘوات اﻹﯾ ارﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ
40
اﻟﻣﻧطﻘﺔ ﺳﺗﻌﻧﻲ ﻛﺎرﺛﺔ ﺗﺣل ﻋﻠﻰ اﻟﺟﯾش اﻟﻌ ارﻗﻲ ﺑﺣﯾث ﺗؤدي إﻟﻰ ﺳﻘوط اﻛﺛرﻣن 15اﻟف
ﺟﻧدي ﺑﺎﻷﺳر ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﺣﺗﻼل اﻟﺳﻠﯾﻣﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﻣدﯾﻧﺔ ﻣﻬﻣﺔ ﺟداً.
ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻔﺷل اﻟﻌدو اﻹﯾ ارﻧﻲ ﺑﺎﻟﺗﻘدم ﻧﺣو اﻟﺳﻠﯾﻣﺎﻧﯾﺔ ،ﻓﻘد ﻟﺟﺄ ﯾوم 16اذار 1988إﻟﻰ ﺿرب
ﻣدﯾﻧﺔ ﺣﻠﺑﺟﺔ ﺑﺎﻷﺳﻠﺣﺔ اﻟﻛﯾﻣﯾﺎوﯾﺔ ﻻﺣ ارج اﻟﻘﯾﺎدة اﻟﻌ ارﻗﯾﺔ وﺗﺷوﯾﻪ ﺻورﺗﻬﺎ اﻣﺎم اﻟ أري اﻟﻌﺎم
اﻟدوﻟﻲ ﺑﺎﻟﺗﻌﺎون ﻣﻊ )اﻟﻌﻣﯾل اﻟﺧﺎﺋن ﺟﻼل طﺎﻟﺑﺎﻧﻲ( و )اﻟﻌﻣﯾل اﻟﺧﺎﺋن ﻛوﺳرت رﺳول(.
*ﻟﻼطﻼع ﻋﻠﻰ ﻧص اﻟﺷﻬﺎدة اﻧظر اﻟﻣﻠﺣق رﻗم )(8
ﺷﻬﺎدة ﺿﺎﺑط ﻋ ارﻗﻲ
ﺑﺗﺎرﯾﺦ 14اذار ،1988اﺣﺗﻠت اﻟﻘوات اﻹﯾ ارﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺣدودﯾﺔ اﻟﻌ ارﻗﯾﺔ اﻟ ُﻣﺷِرﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻬل
ﺣﻠﺑﺟﺔ )اﻟ ُﻣﺳ ّﻣﺎة ﺳﻧﺎن ﻛو ارن( ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ ﻗﺻﺑﺔ ﺣﻠﺑﺟﺔ ،ﺑدﻋم ﻣن وﺣدات اﻟﺑﯾﺷﻣرﻛﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ إﻟﻰ
ﺣزب اﻻﺗﺣﺎد اﻟوطﻧﻲ اﻟﻛردﺳﺗﺎﻧﻲ ﺑﻘﯾﺎدة ﺟﻼل طﺎﻟﺑﺎﻧﻲ اﻟذي ﺗوﻟﻰ ﻓﻲ ظل اﻻﺣﺗﻼل اﻷﻣﯾرﻛﻲ/
اﻹﯾ ارﻧﻲ اﻟﻣﺷﺗرك ﻣﻧﺻب رﺋﯾس ﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﻌ ارق )!( ﺣﯾ ُث ﻗّدَم طﺎﻟﺑﺎﻧﻲ ﻣﻌﻠوﻣﺎت اﺳﺗﺧﺑﺎرﯾﺔ ﻋن
ﺣﺟم وﻧوﻋﯾﺔ ﻗطﻌﺎت اﻟﺟﯾش اﻟﻌ ارﻗﻲ اﻟﻣداﻓﻌﺔ ﻋن ﻫذﻩ اﻟﻌﺎرﺿﺔ ،وأﺻﺑﺢ ﺟﻣﺎﻋﺗﻪ )أدّﻻء( ﻟﻠﻘطﻌﺎت
اﻹﯾ ارﻧﯾﺔ ﺑﺎﺗﺟﺎﻩ اﻫداﻓﻬﺎ ﻣﻊ دﻋم ﺗﻌﺑوي ﻟﻬﺎ ،وﻛﺎﻧت أﻏﻠب ﻗطﻌﺎت اﻟﺟﯾش اﻟﻌ ارﻗﻲ ﻓﻲ ذﻟك اﻟوﻗت
ﺗﺗﺣﺷد ﻟﺗﺣرﯾر اﻟﻔﺎو )ﻣدﯾﻧﺔ ﻓﻲ أﻗﺻﻰ ﺟﻧوب اﻟﻌ ارق ﺗم اﺣﺗﻼﻟﻬﺎ ﻣن ﻗﺑل اﻹﯾ ارﻧﯾﯾن ﻓﻲ ﺷﺑﺎط ﻋﺎم
،(1986ﻟﻛن ﻟواء ﻣﻐﺎوﯾر اﻟﻔﯾﻠق اﻻول اﺳﺗرﺟﻊ ﻣدﯾﻧﺔ ﺣﻠﺑﺟﺔ وطرد ﻋﺻﺎﺑﺎت طﺎﻟﺑﺎﻧﻲ واﻟﺣرس
اﻹﯾ ارﻧﻲ.
وﺑﻌدﻫﺎ ﺿرﺑت إﯾ ارن اﻟﻣﻧطﻘﺔ ﺑﺎﻻﺳﻠﺣﺔ اﻟﻛﯾﻣﯾﺎوﯾﺔ )ﻏﺎز اﻟﺳﺎرﯾن( وﻫو ﺳﻼح ﻻ ﯾﺗوﻓر ﻟدى اﻟﺟﯾش
اﻟﻌ ارﻗﻲ ﻓﻲ ذﻟك اﻟوﻗت وﻻ ﻗﺑل ذﻟك اﻟوﻗت وﻻ ﺣﺗﻰ ﺑﻌد ذﻟك اﻟوﻗت! وِﻣن ﺛم ﺗم ﺗﺻوﯾر اﻟﻔﯾﻠم
41
اﻟﺷﻬﯾر ﻟﻣذﺑﺣﺔ ﺣﻠﺑﺟﺔ واﻟذي أُﻋﺗُﺑَِر دﻟﯾﻼ أﺗُ ِﺧَذ ﺿد اﻟﻧظﺎم اﻟوطﻧﻲ اﻟﺷرﻋﻲ وﻛﺑﺎر اﻟﻘﺎدة اﻟﻌﺳﻛرﯾﯾن
ﺑﺎﻟﺟﯾش اﻟﻌ ارﻗﯾﻠﻼﻧﺗﻘﺎم ﻣﻧﻬم ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﺗﻲ ﺷ ّﻛﻠﻬﺎ اﻟﻣﺣﺗﻠون اﻷﻣﯾرﻛﯾون واﻻﯾ ارﻧﯾون.
*ﻟﻼطﻼع ﻋﻠﻰ ﻧص اﻟﺷﻬﺎدة اﻧظر اﻟﻣﻠﺣق رﻗم )(9
42
ﻛﯾف ﺗﻌﺎﻣل ﻣﺟﻠس اﻷﻣن اﻟدوﻟﻲ ﻣﻊ اﻟﻣﺟزرة؟
ﻗ ارر ﻣﺟﻠس اﻷﻣن ﻓﻲ ﺷﻬر ﻣﺎﯾس 1988ﺑﺷﺄن ﺣﻠﺑﺟﺔ
ﻓﻲ 9ﻣﺎﯾس /ﻣﺎﯾو ﻋﺎم 1988ﻋﻘد ﻣﺟﻠس اﻷﻣن اﻟدوﻟﻲ ﺟﻠﺳﺗﻪ ذات اﻟرﻗم 2813ﺑﺷﺄن ﻣﺎ ﺟرى
ﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺔ ﺣﻠﺑﺟﺔ ،وأﺻدر ﻗ ار اًر ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺧﺻوص ﯾﺣﻣل اﻟرﻗم 613ﻟﺳﻧﺔ .1988
وﻧﺎﻗش اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺑﻧد اﻟﻣﻌﻧون )اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺑﯾن اﻟﻌ ارق ٕواﯾ ارن( وﻋرض ﺗﻘرﯾر اﻟﺑﻌﺛﺔ اﻟﺗﻲ أرﺳﻠﻬﺎ اﻷﻣﯾن
اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ إدﻋﺎءات إﺳﺗﺧدام اﻷﺳﻠﺣﺔ اﻟﻛﯾﻣﺎوﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧ ازع ﺑﯾن ﺟﻣﻬورﯾﺔ إﯾ ارن اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ
واﻟﻌ ارق ،وﻫو اﻟﺗﻘرﯾر اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 25ﻧﯾﺳﺎن /أﺑرﯾل 1988وﯾﺣﻣل اﻟرﻗم ).(S/19823
وأﻋرب ﻣﺟﻠس اﻷﻣن ﻋن ﺟزﻋﻪ ﻣن اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻲ ﺗوﺻﻠت إﻟﯾﻬﺎ اﻟﺑﻌﺛﺔ ،واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ أن اﻷﺳﻠﺣﺔ
اﻟﻛﯾﻣﺎوﯾﺔ ﻻ ﺗ ازل ﺗﺳﺗﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﺻ ارع ،ﺑل إن اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ أﺻﺑﺢ ﻋﻠﻰ ﻧطﺎق أوﺳﻊ ﻣن ذي ﻗﺑل.
وﻫذا اﻟﻘ ارر ﻻ ﯾﺣ ِّﻣل اﻟﻌ ارق ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺿرب ﺣﻠﺑﺟﺔ ﺑﺎﻷﺳﻠﺣﺔ اﻟﻛﯾﻣﺎوﯾﺔ .ورﻏم اﻧﻪ ﺻﱠرح ﺑﺄن اﻷﺳﻠﺣﺔ
اﻟﻛﯾﻣﺎوﯾﺔ اﺳﺗﺧدﻣت ﻓﻲ اﻟﻧ ازع ،وﻟﻛﻧﻪ ﻟم ﯾﺣدد اﻟطرف اﻟذي اﺳﺗﺧدﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻠﺑﺟﺔ أو ﻓﻲ ﻏﯾرﻫﺎ ،ﺑل
إﻧﻪ ﯾﺗوﻗﻊ ﻣن اﻟطرﻓﯾن اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن اﺳﺗﺧدام اﻷﺳﻠﺣﺔ اﻟﻛﯾﻣﺎوﯾﺔ طﺑﻘﺎً ﻻﻟﺗ ازﻣﺎﺗﻬﻣﺎ اﻟدوﻟﯾﺔ ،وﺑﺎﻟطﺑﻊ
ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﯾﺗﻬم إﯾ ارن أﯾﺿﺎً.
وﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻘ ارر 613ﻟﺳﻧﺔ 1988اﻟذي اﻋﺗﻣد ﺑﺎﻻﺟﻣﺎع ﻓﻲ اﻟﺟﻠﺳﺔ ،2813ﺑﻌد اﻟدﯾﺑﺎﺟﺔ ﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ:
إن ﻣﺟﻠس اﻷﻣن ،وﻗد ﻧظر ﻓﻲ ﺗﻘرﯾر اﻟﺑﻌﺛﺔ اﻟﺗﻲ أوﻓدﻫﺎ اﻷﻣﯾن اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ ادﻋﺎءات اﺳﺗﺧدام
اﻷﺳﻠﺣﺔ اﻟﻛﯾﻣﯾﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧ ازع ﺑﯾن ﺟﻣﻬورﯾﺔ إﯾ ارن اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ واﻟﻌ ارق ،اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 25ﻧﯾﺳﺎن /أﺑرﯾل
،1988
ٕواذ ﯾﺷﻌر ﺑﺎﻟﺟزع اﻟﺗﻲ ﺧﻠﺻت إﻟﯾﻬﺎ اﻟﺑﻌﺛﺔ واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ أن اﻷﺳﻠﺣﺔ اﻟﻛﯾﻣﯾﺎﺋﯾﺔ ﻣﺎ ازﻟت ﺗﺳﺗﺧدم ﻓﻲ
اﻟﻧ ازع ﺑل ان اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ أﺻﺑﺢ ﻋﻠﻰ ﻧطﺎق أوﺳﻊ ﻣن ذي ﻗﺑل،
43
.1ﯾؤﻛد اﻟﺿرورة اﻟﻣﻠﺣﺔ ﻟﻠﺗﻧﻔﯾذ اﻟدﻗﯾق ﻟﺑروﺗوﻛول )ورد ﻓﻲ اﻷﺻل ﺑﺑروﺗوﻛول( ﺣظر اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل
اﻟﺣرﺑﻲ ﻟﻠﻐﺎ ازت اﻟﺧﺎﻧﻘﺔ أو اﻟﺳﺎﻣﺔ أو ﻣﺎ ﺷﺎﺑﻬﻬﺎ وﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺣرب اﻟﺑﻛﺗرﯾوﻟوﺟﯾﺔ اﻟﻣوﻗﻊ ﻓﻲ
ﺟﻧﯾف ﻓﻲ 17ﺣزﯾ ارن /ﯾوﻧﯾﻪ ،1925
.2ﯾدﯾن ﺑﺷدة اﺳﺗﻣ ارر اﺳﺗﺧدام اﻷﺳﻠﺣﺔ اﻟﻛﯾﻣﯾﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧ ازع اﻟداﺋر ﺑﯾن ﺟﻣﻬورﯾﺔ إﯾ ارن اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ
واﻟﻌ ارق ﻣﻣﺎ ﯾﺗﻧﺎﻓﻰ واﻻﻟﺗ ازﻣﺎت اﻟﻣﻘررة ﺑﻣوﺟب ﺑروﺗوﻛول ﺟﻧﯾف،
.3ﯾﺗوﻗﻊ أن ﯾﻣﺗﻧﻊ ﻛﻼ اﻟطرﻓﯾن ﻋن اﺳﺗﺧدام اﻷﺳﻠﺣﺔ اﻟﻛﯾﻣﯾﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ،وﻓﻘﺎ ﻻﻟﺗ ازﻣﺎﺗﻬﻣﺎ
اﻟﻣﻘررة ﺑﻣوﺟب ﺑروﺗوﻛول ﺟﻧﯾف،
.4ﯾطﻠب اﻟﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻟدول أن ﺗواﺻل ﺗطﺑﯾق رﻗﺎﺑﺔ دﻗﯾﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺻدﯾر اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻛﯾﻣﯾﺎﺋﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺧدم ﻓﻲ إﻧﺗﺎج اﻷﺳﻠﺣﺔ اﻟﻛﯾﻣﯾﺎﺋﯾﺔ ﻏﻠﻰ طرﻓﻲ اﻟﻧ ازع ،أو أن ﺗﻔرض ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟرﻗﺎﺑﺔ،
.5ﯾﻘرر إﺑﻘﺎء اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﻗﯾد اﻟﻧظر وﯾﻌرب ﻋن ﺗﺻﻣﯾﻣﻪ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻌ ارض ﺗﻧﻔﯾذ ﻫذا اﻟﻘ ارر.
* ﻟﻼطﻼع ﻋﻠﻰ ﻧص ﻗ ارر ﻣﺟﻠس اﻷﻣن اﻟدوﻟﻲ 613ﻟﺳﻧﺔ ،1988اﻧظر اﻟﻣﻠﺣق رﻗم
)(10
*وﻟﻼطﻼع ﻋﻠﻰ ﻧص اﻟﺗﻘرﯾر اﻟﻔﻧﻲ ﻟﺑﻌﺛﺔ اﻷﻣﯾن اﻟﻌﺎم اﻟﻣﻘدم إﻟﻰ ﻣﺟﻠس اﻷﻣن
اﻟدوﻟﻲ ﺑﺷﺄن ﺣﻠﺑﺟﺔ ،اﻧظر اﻟﻣﻠﺣق رﻗم )(11
44
45
ﻣﺎذا ﻗﺎﻟت اﻟﺻﺣف اﻷﻣﯾرﻛﯾﺔ ﻋن ﺣﻠﺑﺟﺔ؟
ﺑﺗﺎرﯾﺦ 4أﯾﺎر /ﻣﺎﯾو ،1990ﻧﺷرت ﺻﺣﯾﻔﺗﺎ واﺷﻧطن ﺑوﺳت وﻫﯾ ارﻟد ﺗرﺑﯾون ،اﻷﻣﯾرﻛﯾﺗﯾﯾن ،ﺗﻘرﯾ اًر ﻋن
ﻣﻌﺎرك ﺣﻠﺑﺟﺔ ﺟﺎء ﻓﯾﻪ "إن اﻟﻬﺟﻣﺎت ﺑﺎﻟﻐﺎ ازت ﺑدأت ﺑﻌد ﺣواﻟﻲ ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎم ﻣن اﻟﻘﺗﺎل اﻟذي ﺑدأ ﺑﯾن
اﻟﻘوات اﻟﻌ ارﻗﯾﺔ واﻹﯾ ارﻧﯾﺔ ﻓﻲ 15ﻣﺎرس ،1988ﻓﻲ اﻟﻬﺟوم اﻹﯾ ارﻧﻲ )اﻟﻔﺟر اﻟﻌﺎﺷر( ،وﻗد اﺳﺗﺧدﻣت
اﻟﻘوات اﻹﯾ ارﻧﯾﺔ أﻛﺛر ﻣن 50ﻗﻧﺑﻠﺔ وﻗذﯾﻔﺔ ﻣدﻓﻊ ﻛﯾﻣﺎوﯾﺔ ﺧﻼل ﺗﻠك اﻟﻣﻌﺎرك ،اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت آﺧر ﻫﺟوم
إﯾ ارﻧﻲ ،ﻗﺑل أن ﯾﺗﺣول ﻣﺟرى اﻟﺣرب ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌ ارق".
وﯾﻘول اﻟﺗﻘرﯾر إﻧﻪ "ﺧﻼل اﻟﯾوم اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﻣﻌرﻛﺔ اﻧﺻ ﱠب ﻋدد ﻏﯾر ﻣﺣدد ﻣن اﻟﻘﻧﺎﺑل واﻟﻘذاﺋف
اﻟﻛﯾﻣﺎوﯾﺔ اﻹﯾ ارﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣدﯾﻧﺔ ﺣﻠﺑﺟﺔ" وﻗد أﻛد ﻣﺳؤول أﻣﯾرﻛﻲ ﻟﻠﺻﺣﯾﻔﺗﯾن أن "اﻹدﻋﺎء اﻹﯾ ارﻧﻲ ﺑﺄن
ﺿﺣﺎﯾﺎ ﺣﻠﺑﺟﺔ ﻣﺎﺗوا ﺑﺳﺑب ﻏﺎز اﻟﺳﯾﺎﻧﯾد ،ﻛﺎن دﻟﯾﻼً ﻋﻠﻰ أن إﯾ ارن ﺗﺗﺳﺗر ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻟذﻟك اﻟﻐﺎز
اﻟﺳﺎم" ﻣؤﻛداً "إﻧﻧﺎ ﻧﻌرف أن اﻟﻌ ارق ﻻ ﯾﺳﺗﻌﻣل ﻏﺎز اﻟﺳﯾﺎﻧﯾد ،ﻟذا ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﻗﺎﻟت اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻹﯾ ارﻧﯾﺔ ﺑوﻗوع
وﻓﯾﺎت ﻛﺛﯾرة ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺳﯾﺎﻧﯾد ﻓﺈن ذﻟك ﺑﺣد ذاﺗﻪ ﻗد أداﻧﻬﺎ".
46
ﻛﯾف ﻛﺎن اﻟﻌ ارق ﯾرﱡد ﻋﻠﻰ اﻻﺗﻬﺎﻣﺎت اﻹﯾ ارﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺎﻓل اﻟدوﻟﯾﺔ؟
ﻗﺎل ﻟﻲ اﻟﻣرﺣوم ،ﺳﻌد ﻗﺎﺳم ﺣﻣودي ،اﻟذي ﻛﺎن ﯾ أرس ﻟﺟﻧﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﻠس اﻟوطﻧﻲ
اﻟﻌ ارﻗﻲ )اﻟﺑرﻟﻣﺎن( ﻋﻠﻰ ﻣدى ﻋدد ﻣن اﻟدو ارت اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﯾﺔ ،إن "اﻟﻣؤﺗﻣ ارت اﻟدوﻟﯾﺔ ،وﺧﺎﺻﺔ اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﯾﺔ
ﻣﻧﻬﺎ ،ﻛﺎﻧت ﺗﺷﻬد ﻧﺷﺎطﺎً ﻣﺣﻣوﻣﺎً ﻣن ﻗﺑل وﻓود اﻟﻧظﺎم اﻹﯾ ارﻧﻲ ،اﻟذﯾن ﻛﺎﻧوا ُﯾﺻّرون ﻋﻠﻰ ﺗوزﯾﻊ ﻣواد
إﻋﻼﻣﯾﺔ ،ﺗﺷﻣل ﻣﻧﺷو ارت وأﻓﻼم وﻣﻠﺻﻘﺎت ،ﺗﺗﻬم اﻟﻌ ارق ﺑﺗﻧﻔﯾذ ﻣذﺑﺣﺔ ﺣﻠﺑﺟﺔ ،وﻛﺎن اﻟﻌ ارق ﯾﺟﺎﺑﻪ ﺗﻠك
اﻻدﻋﺎءات اﻹﯾ ارﻧﯾﺔ ﺑوﺛﯾﻘﺔ ،ﺻﺎدرة ﻋن و ازرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻷﻣﯾرﻛﯾﺔ ،ﺗؤﻛد أن إﯾ ارن ،وﻟﯾس اﻟﻌ ارق ،ﻫﻲ
ﻣن ﻧﻔﱠذت ﺗﻠك اﻟﻣﺟزرة اﻟﺑﺷﻌﺔ".
وﯾﺿﯾف ﻣﺣِّدﺛﻲ ،اﻟﻣرﺣوم ﺳﻌد ﻗﺎﺳم ﺣﻣودي ،أن "اﻟوﻓود اﻹﯾ ارﻧﯾﺔ ﻛﺎﻧت ﺗﻧﻛﻔﺊ ﺑﺳﺑب ﺗﻠك اﻟوﺛﯾﻘﺔ
اﻟﺗﻲ ﯾﺷﻬرﻫﺎ اﻟﻌ ارق ﺑوﺟوﻩ أﻋﺿﺎﺋﻬﺎ".
وﯾؤﻛد ﺷﺎﻫدي ،أن "ﻫذﻩ اﻟوﺛﯾﻘﺔ ﻛﺎﻧت ﻣوﺟودة ﻓﻲ ﻣﻛﺗﺑﻪ اﻟذي ﺗﻌرض ﻟﻠﺗدﻣﯾر واﻟﺣرق ﻓﻲ أﻋﻘﺎب
اﺣﺗﻼل اﻟﻌ ارق ﻋﺎم ."2003
*اﻧظر اﻟﺗﻔﺎﺻﯾل ﻓﻲ اﻟﻣﻠﺣق رﻗم )(12
47
ﻟﻣﺎذا ﻟم ﺗَﻘُْم ﻓرق اﻟﺗﻔﺗﯾش اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻸﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﺑزﯾﺎرة ﺣﻠﺑﺟﺔ؟!
روى ﻟﻲ اﻟﻠواء اﻟﻣﻬﻧدس ﺣﺳﺎم ﻣﺣﻣد أﻣﯾن ،اﻟذي ﻋﻣل ﻣدﯾ اًر ﻋﺎﻣﺎً ﻟداﺋرة اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌ ارق
ﻗﺑل اﻻﺣﺗﻼل اﻷﻣﯾرﻛﻲ ﻋﺎم .2003وﻫﻲ ﺣﻠﻘﺔ اﻟوﺻل ﺑﯾن اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﻌ ارﻗﯾﺔ وﻟﺟﺎن اﻟﺗﻔﺗﯾش ﻋن
أﺳﻠﺣﺔ اﻟدﻣﺎر اﻟﺷﺎﻣل اﻟﻌ ارﻗﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﺷ ﱠﻛﻠت ﺑﻣوﺟب ﻗ ار ارت ﻣﺟﻠس اﻷﻣن اﻟدوﻟﻲ اﻟﺗﺎﺑﻊ ﻟﻸﻣم اﻟﻣﺗﺣدة
ﻋﺎم 1991ﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ:
"أرﺳﻠت اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻓرﯾﻘﺎً ﻛﯾﻣﺎوﯾﺎً ﻣﺗﺧﺻﺻﺎً ازر اﻟﻌ ارق ٕواﯾ ارن ﻋﺎم ،1988و ازر اﻟﺟرﺣﻰ ﻟدى
اﻟطرﻓﯾن ،ﻛﻣﺎ اﻟﺗﻘﻰ ﺑﻌدد ﻣن اﻟﺟرﺣﻰ اﻟذﯾن ﻛﺎﻧوا ﯾﻌﺎﻟﺟون ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﯾﺎت اﻷوروﺑﯾﺔ ﻓﻲ وﻗﺗﻬﺎ،
إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ إﺟ ارﺋﻪ ﺗﺣﻠﯾﻼت ﻣﺧﺗﺑرﯾﺔ ﻟﻌﯾﻧﺎت ﻣن اﻟﺗرﺑﺔ واﻟﺟﺛث واﻷﻋﺷﺎب ﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺔ ﺣﻠﺑﺟﺔ ،وﻗد ﻗُِّدر
ﻟﻲ ﺷﺧﺻﯾﺎً أن أﻟﺗﻘﻲ ﺑرﺋﯾس ﻫذا اﻟﻔرﯾق ،وﻫو أﺳﺗﺎذ ﻓﻲ إﺣدى اﻟﺟﺎﻣﻌﺎت اﻷﺳﺗ ارﻟﯾﺔ )وأﻋﺗﻘد أن اﺳﻣﻪ
اﻟدﻛﺗور دان( ﻓﻲ ﺣزﯾ ارن /ﯾوﻧﯾو ﻋﺎم ،1991ﻋﻧدﻣﺎ ﻛﻧﺎ ﻓﻲ ﺳﯾﺎرة واﺣدة ﻓﻲ طرﯾﻘﻧﺎ إﻟﻰ ﻣﻧﺷﺄة
اﻟﻣﺛﻧﻰ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﺣﯾث ﻛﺎن رﺋﯾﺳﺎً ﻟﻠﻔرﯾق اﻟﻛﯾﻣﺎوي اﻷول اﻟﺗﺎﺑﻊ ﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ،إذ ﺑﺎدرﻧﻲ ﺑﺳؤال
ﻓوﺟﺋت ﺑﻪ وﻫو :ﻫل ﻋرﻓﺗﻧﻲ؟ ﻓﺄﺟﺑﺗﻪ ﺑﺎﻟﻧﻔﻲ ،ﺣﯾﻧﻬﺎ ذﻛر اﺳﻣﻪ ،ﻣﺿﯾﻔﺎ أن ﻫذﻩ اﻟزﯾﺎرة ﻟﻠﻌ ارق ﻫﻲ
اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻟﻪ .وﺣﻛﻰ ﻟﻲ ﻗﺻﺔ ﺗﻛﻠﯾﻔﻪ ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ ﻗﺿﯾﺔ ﺣﻠﺑﺟﺔ ،وأﻧﻪ ازر ﻛﻼً ﻣن اﻟﻌ ارق ٕواﯾ ارن ،وﻛذﻟك
ﻋدة ﻣواﻗﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺣدود اﻟﻌ ارﻗﯾﺔ اﻹﯾ ارﻧﯾﺔ ،ﺑﻌد ﺣدوث اﻟﻣﺟزرة اﻟﺑﺷﻌﺔ ﻓﻲ ﺣﻠﺑﺟﺔ ،وأﻋﱠد ﺗﻘرﯾرﻩ اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ،
اﻟذي أﻛد ﻓﯾﻪ أن إﯾ ارن ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻣت ﺑﻬذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺷﻧﯾﻌﺔ.
48
وﺗﺳﺎءل اﻟﻣﻬﻧدس ﺣﺳﺎم ﻣﺣﻣد أﻣﯾن :ﻟﻣﺎذا ﻟم ﺗﻘم ﻓرق اﻟﺗﻔﺗﯾش اﻟدوﻟﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﺑزﯾﺎرة ﻣدﯾﻧﺔ ﺣﻠﺑﺟﺔ ،ﻋﻠﻣﺎً
ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧت ﺗﻘوم ﺑﯾن ﻓﺗرة واﺧرى ،وﺑﻣ ارﻓﻘﺔ ﻣﻧﺗﺳﺑﻲ داﺋرة اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ،وﻋﻠﻰ ﻣدى ﺳﻧوات ﺑزﯾﺎرة
ﻣواﻗﻊ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﺷﻣﺎل اﻟﻌ ارق ﻛﺎﻟﺟﺎﻣﻌﺎت واﻟﻣواﻗﻊ اﻟﺻﺣﯾﺔ ،وﻏﯾرﻫﺎ ،ﺑﺎﻟﺳﯾﺎ ارت وﺑﺎﻟطﺎﺋ ارت اﻟﺳﻣﺗﯾﺔ؟
*اﻧظر اﻟﺗﻔﺎﺻﯾل ﻓﻲ اﻟﻣﻠﺣق رﻗم )(13
49
ﻣﺎذا ﻗﺎل ﻋزﯾز اﻟﺣﺎج؟
وﻓﻲ ﺳﯾﺎق اﺳﺗﻌ ارض ﻣﺎ ُﻛﺗب ﻣن ﺷﻬﺎدات ﻋن ﻗﺿﯾﺔ ﺣﻠﺑﺟﺔ ،أﺷﯾر إﻟﻰ ﻣﻘﺎﻟﺔ ﻧﺷرﺗﻬﺎ ﺻﺣﯾﻔﺔ اﻟﻘدس
اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺻﺎدرة ﺑﺗﺎرﯾﺦ 1992/7/24ﻟﻠﻛﺎﺗب اﻟﻌ ارﻗﻲ واﻟﻘﯾﺎدي اﻟﺷﯾوﻋﻲ اﻟﻣﻌروف ﻋزﯾز اﻟﺣﺎج ،اﻟذي
ﻟم ﯾﻣﻧﻌﻪ ،ﻋن ﻗول اﻟﺣق ،ﻋﻣﻠﻪ ﻓﻲ ﺻﻔوف ﻋﻣﻼء اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ )اﻟﻌ ارﻗﯾﺔ( ﺑﻌد أن ظل ﻟﺳﻧوات طوﯾﻠﺔ
ﻣﻣﺛل اﻟﻌ ارق اﻟداﺋم ﻓﻲ ﻣﻧظﻣﺔ اﻻﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻟﻠﺗرﺑﯾﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﺔ واﻟﻌﻠوم )اﻟﯾوﻧﺳﻛو( ﻓﻲ ﺑﺎرﯾس.
ﺣﯾث ﯾؤﻛد ﻋزﯾز اﻟﺣﺎج ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﻘﺎل ﻋﻠﻰ أن ﻫﻧﺎك ﺗﻘﺎرﯾر ﺳرﯾﺔ أﻣﯾرﻛﯾﺔ ﺗﺳرﺑت ﺑﻌض ﻣن ﻓﻘ ارﺗﻬﺎ
إﻟﻰ اﻟﺻﺣف اﻷﻣﯾرﻛﯾﺔ ﺗؤﻛد ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻧظﺎم اﻹﯾ ارﻧﻲ ﻋن ﻫذﻩ اﻟﻣﺟزرة ،ﻧظ اًر ﻟﻌدم اﻣﺗﻼك اﻟﻌ ارق
ﻟﻬذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻐﺎ ازت اﻟذي ﺗم اﺳﺗﺧداﻣﻪ ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣذﺑﺣﺔ اﻟرﻫﯾﺑﺔ.
*اﻧظر اﻟﻣﻠﺣق رﻗم )(14
50