The words you are searching are inside this book. To get more targeted content, please make full-text search by clicking here.

تصدرهانبض العروبة المجاهدة للثقافة والاعلام
للاطلاع على باقي الاعداد زورو موقع المجلة
www.alssadaa.net

Discover the best professional documents and content resources in AnyFlip Document Base.
Search
Published by nabad.3orouba.moujahida, 2018-03-23 13:32:07

صدر العدد (61) من مجلة صدى نبض العروبة الاسبوعي

تصدرهانبض العروبة المجاهدة للثقافة والاعلام
للاطلاع على باقي الاعداد زورو موقع المجلة
www.alssadaa.net

‫الـعـدد(‪ 23 )61‬اذار ‪2018‬‬ ‫صـحـة ومـجـتمع‬

‫تعّرفوا إلى فوائد التبّرع بالّدم!‬

‫طريق التبرع بالدم‪ ،‬وذلك لأنو من خلال التبرع بالدم‪ ،‬يمكن‬

‫لمرجال خفض مستويات الحديد والوقاية من مخاطر تصمب‬

‫الش اريين‪.‬‬

‫وبما أ ّن مخزون الحديد عادة ما يكون أقل عند النساء‪،‬‬ ‫يخشى كثيرون من التبّرع بالّدم‪ ،‬إذ أ ّن البعض منيم يخاف‬
‫فمن الأفضل لمم أرة التحدث مع طبيبيا قبل أن تتبرع‪.‬‬ ‫من وخز الإبر والبعض لا يحب النظر إلى المّون الأحمر‬
‫لمدم‪ ،‬فيما يخ َشى آخرون من أّنيم قد يفقدون الكثير من‬
‫‪ -1‬تجديد كريات الدم الحم ارء‬ ‫الدم أو قد يغمى عمييم‪ .‬إلا أّنو من الأمور المثيرة لمدىشة‪،‬‬
‫أ ّن ىناك العديد من الفوائد الصحية لمتبرع بالدم‪ ،‬بحسب ما‬
‫في ك ّل زيارة لمتبرع بالدم‪ ،‬يمكنك التبرع بنحو نصف لتر من‬ ‫نقل موقع “طبيبي” عن موقع “كير ‪ ”1‬المعني بالصحة‪،‬‬
‫الدم‪ .‬يؤّدي فقدان الدم إلى بدء العظام في عممية التجديد‪.‬‬
‫تعود البلازما في الدم خلال ‪ 18‬ساعة‪ ،‬ولكن الأمر‬ ‫وأبرز ىذه الفوائد‪:‬‬

‫يستغرق من ‪ 8‬إلى ‪ 1‬أسابيع لإعادة خلايا الدم الحم ارء‪.‬‬ ‫‪ -8‬الوقاية من خطر الإصابة بأم ارض القمب‬

‫ويبمغ متوسط دورة حياة خلايا الدم الحم ارء حوالي ‪880‬‬ ‫من المعروف أ َّن أم ارض القمب ىي السبب الأول لموفاة في‬
‫يوماً‪ .‬ومن خلال التبرع بالدم‪ ،‬فإّنك تمّرر خلايا الدم‬ ‫العديد من دول العالم‪ ،‬بما فييا دول الغرب المتقدم عممياً‬
‫الحم ارء وتشجع جسمك عمى تكوين خلايا دم حم ارء جديدة‪،‬‬ ‫وطبياً‪ .‬لذلك‪ ،‬أ ّي شيء يمكننا القيام بو لمحّد من ىذا‬
‫ك ّل ذلك في منتصف دورة الحياة‪ .‬ويثمر ذلك عن استعادة‬
‫الخطر يعتبر عامل وقاية وحماية لو أولوية‪.‬‬
‫الدم مستوياتو المثمى‪.‬‬
‫بين الجنسين‪ ،‬تكون عوامل خطر الإصابة بأم ارض القمب‬
‫‪ -3‬تحسين تدفق الدم‬ ‫عمى الم أرة أقل بسبب انخفاض مستويات الحديد خلال‬
‫سنوات الإنجاب‪ .‬وبما أ ّن الرجال لا يحيضون‪ ،‬فإ ّن‬
‫إ ّن حبوب منع الحمل‪ ،‬وتعاطي ىرمون الأستروجين وال ارحة‬ ‫مخزونيم من الحديد عادة ما يكون أعمى‪ ،‬م ّما يضعيم في‬
‫في الف ارش أو الخمول والالتيابات والسكري والسمنة‬
‫والسرطان والتقدم في العمر تعد جميعيا عوامل مشتركة‬ ‫خطر مت ازيد للإصابة بأم ارض القمب‪.‬‬
‫يمكن بسببيا أن يصبح الدم كثيفا وبطيئا‪ .‬وىذا يمكن أن‬
‫يؤِّدي إلى زيادة خطر الإصابة بأزمة قمبية أو السكتة‬ ‫ولكن إحدى الد ارسات أظيرت أن غير المدخنين من الرجال‬
‫يمكن أن تقل عندىم مخاطر الإصابة بأم ارض القمب عن‬
‫الدماغية نتيجة لتكوين جمطات الدم‪.‬‬

‫‪55‬‬

‫الـعـدد(‪ 23 )61‬اذار ‪2018‬‬ ‫صـحـة ومـجـتمع‬

‫تعتبر الجذور الحرة جزءاً طبيعياً من خمق الطاقة‪ .‬ولكن‬ ‫عند التبرع بالدم ينخفض حجم الدم‪ .‬وتتجدد “البلازما” في‬
‫عندما تخرج عن التوازن‪ ،‬فإنيا تسبب الأكسدة وتكسير‬ ‫‪ 18‬ساعة وتضاف السوائل مرة أخرى إلى الدم بدون‬
‫أج ازء من الجسم‪ .‬وىذا يعني انييار الأنسجة الذي يسبب‬ ‫المزوجة التي تسببيا خلايا الدم الحم ارء‪ .‬وبمرور الوقت‪،‬‬
‫تتجَّدد خلايا الدم الحم ارء‪ ،‬واذا استمر الجسم في تحمل ىذه‬
‫ظيور الخلايا المارقة وتكوين السرطان‪.‬‬
‫الضغوط نفسيا‪ ،‬فإنو سيعود إلى حالة الثخانة والبطء‪.‬‬
‫وتشير الد ارسات إلى أ ّن المشاركين الذين يتبرعون بالدم‬
‫ويقممون من مخزون الحديد لدييم الفرصة ليكونوا بمنأى‬ ‫‪ -8‬تقميل مخزون الحديد الضار‬

‫عن الإصابة بالسرطان‪.‬‬ ‫قد لا تظن أ ّن الحديد ضار‪ .‬بل كثي ارً ما يكافح الأشخاص‬
‫النباتيون (آكمو النباتات والخض اروات فقط) لتجديد مخزونيم‬
‫من الحديد أو تسعى النساء لمحفاظ عمى مستويات مناسبة‬

‫خلال سنوات الإنجاب‪.‬‬

‫ولك َّن الأطباء كثي ارً ما يقترحون عدم تناول مكملات الحديد‬
‫من دون وصفة طبية‪ ،‬إلا إذا كان ىناك ضرورة لمقيام‬
‫بذلك‪ .‬إ ّن الكثير من الحديد في الجسم يمكن أن يؤدي إلى‬

‫مشاكل في القمب‪ ،‬وأم ارض في الكبد‪ ،‬وأيضا السكري‪.‬‬

‫ىناك بعض الأف ارد تقوم أجساميم بطبيعة الحال بتخزين‬
‫الحديد ال ازئد‪ .‬ويسمى ىذا المرض الموروث ترسب الأصبغة‬
‫الدموية‪ .‬وبالنسبة ليؤلاء الأف ارد‪ ،‬يستخدم الأطباء التبرع‬

‫بالدم كوسيمة لتفريغ الحديد ال ازئد‪.‬‬

‫‪ -0‬تقميل مخاطر الإصابة بالسرطان‬

‫يعمّق الحديد عمى الييموغموبين في خلايا الدم الحم ارء‬
‫ويحمل الأوكسيجين إلى جميع أنحاء الجسم‪ .‬عندما لا يعمق‬
‫الحديد عمى الييموغموبين فإّنو يطفو في مجرى الدم‪،‬‬

‫ويسبب تطور الجذور الحرة‪.‬‬

‫‪56‬‬

‫الـعـدد (‪ 23 )61‬اذار ‪2018‬‬ ‫مـنـبـر المـاجـدة‬

‫بمناسبة عيد الام‪ :‬نقف اجلالا واكبار للاميات الع ارقيات الصاب ارت المحتسبات‬

‫د‪ .‬فضيمة عباس حميدي‪ /‬الع ارق‬

‫يعني الاحتفال بعيد الأم ليس موحدا في عموم العالم بل‬
‫حسب ما يتناسب مع كل بمد ‪.‬‬

‫الأم الع ارقية لا تريد التياني والتبريكات بمناسبة عيد الأم‬ ‫الأم ىي أعز مخموق عمى الإطلاق بالنسبة‬
‫بل تريد الاحساس بالأمان تريد وطن أمن تعيش فيو وتربي‬ ‫لأبنائيا‪ ،‬وىي القمب الحنون الذي يضم أبناءه ويحمييم من‬
‫أبناءىا بأمان ودون خوف عمى حياتيا وعرضيا وشرفيا‬ ‫كل شر وىي نبع الحنان وسر الأمان ولقد كرمتيا كل‬
‫ولا تعيش بقمق من التفجي ارت الإرىابية والقتل والاغتيالات‬ ‫الش ارئع السماوية‪ .‬ويختمف تاريخ عيد الأم من دولة لأخرى‬
‫والاغتصاب والتيجير والسجن التي ىي سائدة في الع ارق‬ ‫فمثلا في الدول العربية يكون في ‪12‬مارس‪/‬أذار‪ .‬أما في‬
‫منذ خمسة عشر سنة ‪،‬تريد الم أرة أن يتوفر ليا العيش‬ ‫النرويج فيحتفل بو في ‪ 1‬فب ارير ‪/‬شباط والأرجنتين في ‪3‬‬
‫الكريم ولا تذل من أجل لقمة العيش‪ ،‬تريد الم أرة الع ارقية‬ ‫أكتوبر ‪/‬تشرين الأول ‪.‬وجنوب أفريقيا تحتفل بو في‬
‫أن يستمر أبناءىا في الد ارسة ولا يتركون د ارستيم بسبب‬ ‫‪2‬مايو‪/‬مايس والولايات المتحدة الأمريكية يكون الاحتفال‬
‫الظروف الاقتصادية‪ ،‬تريد الم أرة أن توفر ليا ولأبنائيا‬ ‫في الأحد الثاني من شير مايو ‪/‬مايس من كل عام‪ .‬وىذا‬
‫فرص العمل ‪ ،‬تريد الم أرة ان لا ترى أختيا الم أرة ميجرة في‬
‫مخيمات النزوح وتعيش في حالة بائسة‪ ،‬تريد الم أرة‬
‫مجتمع تسوده قيم الحرية والعدالة والمساواة والتقدم‪،‬‬
‫مجتمع تتمكن أن تنال حقيا فيو‪،‬حق العمل والتعميم‬
‫والنضال السياسي ‪ ،‬وتريد الم أرة ترسيخ القيمة الوطنية‬
‫والإنسانية لمفرد والمجتمع‪ ،‬دون التمييز عمى أساس‬
‫الطائفة أو المنطقة أو غيرىا‪ .‬وأن يتاح لمم أرة‪ ،‬النضال‬
‫والعمل‪ ،‬لتنشأ فردا مستقلا‪ ،‬معتمدا عمى ذاتو فكريا ومعنويا‬

‫‪46‬‬

‫الـعـدد (‪ 23 )61‬اذار ‪2018‬‬ ‫مـنـبـر المـاجـدة‬

‫عملاء الع ارق الذين أتوا بالمحتل لاحتلال بمدىم وحماقات‬ ‫وماديا‪ ،‬فتصبح ىي المتحكم الرئيس بق اررىا ومصيرىا‬
‫وأخطاء وانتيازية ونيب وسرقة كل ما يسمى بالحكومات‬ ‫‪،‬فعندما خمق الله تبارك وتعالى الذكر والأنثى‪ ،‬خمق الم أرة‬
‫المتعاقبة في الع ارق‪ ،‬وكانت في مقدمة من دفع الثمن‪،‬‬ ‫إنسانا كاملا‪ ،‬مكمفا مسؤولا عن ذاتو سيحاسب عمى ما فعل‬
‫الميمة لا ت ازل صعبة أمام أميات الع ارق نتيجة الإىمال‬ ‫بنعم الله والقد ارت التي منحيا ليا‪ ،‬فلا يجوز ان ننتقص‬
‫الحكومي لشتى نواحي الحياة وخصوصا ممف الأ ارمل الذي‬ ‫منيا‪ ،‬بل يجب توعيتيا عمى حقوقيا وتثويرىا ضد الظمم في‬
‫يحتاج إلى وقفة جادة‪ .‬إضافة إلى التعذيب والانتياكات‬ ‫الع ارق منذ الاحتلال الأمريكي الغاشم ولحد الان لكي تساىم‬
‫التي تتعرض ليا الأميات الع ارقيات في السجون‪ .‬وللأسف‬ ‫في إنياء الاحتلالين الأمريكي والصفوي واذنابيم من أجل‬
‫من المضحك حقا الاحتفال بعيد الأم أي عيد تحتفل‬ ‫بناء وطن موحد ديمق ارطي حقيقي يتعايش أىمو في سلام‪.‬‬
‫الأميات وىن يعشن مآسي لا توصف‪ .‬فمنقف اجلالا واكبا ار‬ ‫وطن عصري تقدمي يرتقي ببنيو ويأخذ مكانو في مصاف‬

‫للأميات الع ارقيات الصاب ارت المحتسبات‪.‬‬ ‫الدول المتقدمة‪ .‬ىذا ما تريده الأم الع ارقية الماجدة‪.‬‬

‫تحية خاصة للاميات في مخيمات النازحين ‪ ...‬تحية لكل‬
‫أميات الشيداء وأميات الع ارق وىن يدفعن فاتورة ما قام بو‬

‫‪47‬‬

‫الـعـدد (‪ 23 )61‬اذار ‪2018‬‬ ‫مـنـبـر المـاجـدة‬

‫الأم‬ ‫ام صدام العبيدي‪ /‬الع ارق‬

‫الأم‪ ..‬ىي قسيمة الحياة‪ ،‬وموطن الشكوى‪ ،‬وعماد الأمر‪،‬‬ ‫( إلى والدتي المناضمة‪ ..‬والى كل ماجدات الع ارق والأمة‬
‫وعتاد البيت‪ ،‬وميبط النجاة‪.‬‬ ‫أىدي ىذه الكممات المتواضعة )‪.‬‬

‫وىي آية الله ومنتو ورحمتو لقوم يتفكرون‪.‬‬

‫الأم‪ ..‬صفاء القمب ونقاء السريرة‪ ،‬ووفاء وولاء‪ ،‬وحنان‬ ‫الأم مدرسة إذا أعددتيا **** أعددت شعبا طيب الأع ارق‬
‫واحسان‪ ،‬وتسمية وتأسية‪.‬‬ ‫الأم ‪ ..‬وما أد ارك ما الأم!!‬

‫وىي غياث المكروب ونجدة المنكوب‪ ،‬وعاطفة الرجال ومدار‬ ‫إنيا إحساس ظريف‪ ،‬وىمس لطيف‪ ،‬وشعور نازف بدمع‬
‫الوجدان‪ ،‬وسر الحياة‪،‬ومياج الغضب‪ ،‬ومقعد الألفة‪،‬‬ ‫جارف‪.‬‬

‫ومجتمى القريحة‪ ،‬ومطمع القصيدة وموطن الغناء‪ ،‬ومصدر‬ ‫الأم‪ ..‬جمال وابداع‪ ،‬خيال وامتاع‪ ..‬وجوىرة مصونة ولؤلؤة‬
‫اليناء ومشرق السعادة‪.‬‬ ‫مكنونة‪.‬‬

‫الأم‪ ..‬أشد أمم الأرض بأسا‪ ،‬وأسماىا نفسا‪ ،‬وأدقيا حسا‪،‬‬ ‫الأم ‪ ..‬كنز مفقود لأصحاب العقوق‪ ،‬وكنز موجود لأىل البر‬
‫وأرسخيا في المكرمات أقداما‪ ،‬وأرفعيا في الحادثات أعلاما‪،‬‬ ‫والودود‪.‬‬
‫وأقرىا في المشكلات أحلاما‪ ،‬وأمدىا في الكرم باعا وأرحبيا‬
‫الأم‪ ..‬تبقي كما ىي‪ ،‬في حياتيا وبعد موتيا‪ ،‬وفي صغرىا‬
‫في المجد ذ ارعا‪.‬‬ ‫وكبرىا‪.‬‬

‫الأم‪ ..‬كوكب مضي ء بذاتو‪ ،‬يسمو في صورتو وسماتو‪.‬‬ ‫فيي عطر يفوح شذاه‪ ،‬وعبير يسمو في علاه‪ .‬وىي زىر‬
‫يشم ارئحتو الأبناء‪ ،‬وأريج يتلألأ في وجوه الآباء‪..‬‬
‫وىي أجمل بمسما في صفاتو وليا منظر أحمى من نب ارتو‪،‬‬
‫ونفسا زكية طاىرة بصلاتو‪ ،‬وجسما غريبا يبير في حجابو‪،‬‬ ‫ىي دفء وحنان‪ ،‬وجمال وأمان‪ .‬ومحبة ومودة‪ ،‬ورحمة‬
‫وألفة‪ ،‬وأعجوبة ومدرسة‪.‬‬
‫وعيونا تذرف الحب بزكاتو‪.‬‬
‫إنيا شخصية ذات قيم ومبادئ‪ ،‬وعمو وىمم‪.‬‬
‫جدىا عبرة‪ ،‬ومزحيا نزىة‪ ،‬وىي نخمة عذبة‪ ،‬وشجرة طيبة‪.‬‬ ‫وىي المربية الحقيقية للأجيال الناشئة‪.‬‬

‫إنيا مخزن الودائع‪ ،‬ومنبع الصنائع‪.‬‬

‫الأم‪ ..‬نعم الجميس‪ ،‬وخير الأنيس‪ ،‬ونعم القرين في دار‬
‫الغربة‪ ،‬ونعم الحنين في ساعة القربة‪.‬‬

‫‪48‬‬

‫الـعـدد (‪ 23 )61‬اذار ‪2018‬‬ ‫مـنـبـر المـاجـدة‬

‫في عيد الأم‪ ..‬ماذا كتب الأدباء والشع ارء عنيا؟‬

‫عبد الرحمن الأبنودي (‪)1022 -2131‬‬

‫«أنا ابن أمي فاطمة قنديل وجدتي ست أبوىا» ىكذا كان‬ ‫الروائي المصري نجيب محفوظ(‪)1002-2122‬‬
‫يعرف الشاعر عبد الرحمن نفسو‪ ،‬وىو يعد من أشير‬
‫شع ارء العامية في الوطن العربي‪ ،‬وكأنو حارس لمت ارث و ارو‬ ‫الروائي الحاصل عمى جائزة «نوبل» في الأدب عام ‪،2111‬‬
‫لمسيرة اليلالية والروايات الشعبية عن أمو يقول‪« :‬أمي ىي‬ ‫حظيت معو الأم بمكانة بالغة الأىمية؛ حيث يقول‪« :‬لعبت‬
‫مميمتي الأولى التي صنعت مخزوني المغوي والشعري‪،‬‬ ‫أمي دو ارً إيجابياً في تشكيل شخصيتي‪ ،‬وتحديد مساري‬
‫لاتجيد الق ارءة والكتابة ولكن في ذاكرتيا تحفظ كل أغاني‬ ‫الأدبى‪ ،‬رغم أنيا لم تكن تجيد الق ارءة والكتابة‪ ،‬فمقد عممتني‬
‫الت ارث والحكايات؛ في قريتي لا يوجد فعل لا يصاحبو غناء‪،‬‬ ‫الحياة؛ كانت مخزناً لمثقافة الشعبية؛ دائماً ما تأخذني معيا‬
‫وفي بيتنا الفقير بالذات كانت أمي تغني ليل ونيار‪ ،‬كانت‬ ‫في زيارتيا لممتاحف ومشاىدة الآثار الإسلامية والقبطية‬
‫تيدىدني طفلاً صغي ارً في حجرىا بالأغاني؛ حتى بات‬ ‫دون فرق‪ ،‬وأنا طفل صغير بعد ‪1-‬سنوات‪ ،-‬فضلاً عن‬
‫صوتيا وصورتيا جزءاً من تكويني‪ ،‬وضيفاً في الكثير من‬ ‫غ ارميا بسماع الأغاني القديمة‪ ،‬وكانت علاقتي بيا أوثق‬
‫من علاقتي بأبي؛ نظ ارً لأنني لازمتيا وأقمت معيا‪ ،‬وىي‬
‫قصائدي‪..‬‬ ‫التي امتد عمرىا حتى تجاوزت المئة»‪ ..‬وىل ينسى أحد منا‬
‫« أمينة» الأم في ثلاثية نجيب المشيورة‪ -‬بين القصرين‪،‬‬
‫محمود درويش (‪)1001-2192‬‬ ‫زقاق المدق‪ ،‬السكرية‪ -‬التي رسميا بقممو نموذجاً للأميات‬
‫الطيبات الوديعات المتسامحات المتفانيات في خدمة الأسرة‬
‫شاعر الأرض والوطن والمقاومة الفمسطينية‪ ،‬في دواوينو‬
‫مزج بين حب الوطن والأم؛ حيث كان يرى أمو وطناً يتسع‬ ‫والأبناء؟!‬
‫لمجميع‪ ،‬نور الشمس تغطي الجميع‪ ،‬القمب الذي لا يعرف‬
‫الحقد ويمتمئ بالفرح المطمق والحب المتناىي‪ ،‬وحدث أن‬
‫اُعتقل درويش بسبب حبو لموطن‪ ،‬عندىا اكتشف كم تحبو‬
‫أمو‪ ،‬وعندما ازرتو وىو و ارء القضبان ومعيا الخبز والقيوة‬
‫احتضنتو بقوة ليعمم من جديد أن حضن أمو وطنو الآمن‪،‬‬

‫‪49‬‬

‫الـعـدد (‪ 23 )61‬اذار ‪2018‬‬ ‫مـنـبـر المـاجـدة‬

‫سافرت أمو السيدة كاممة رحمة مع جب ارن واخوتو إلى‬ ‫ومن بعدىا كتب قصيدتو الشييرة «إلى أمي»‪ :‬أحن إلى‬
‫أمريكا وامتينت الخياطة‪ ..‬وىذه الحياة صنعتو‪ ..‬وعن ذلك‬ ‫خبز أمي‪ ..‬وقيوة أمي‪ ..‬ولمسة أمي‪ ..‬ويكبر في الطفولة‬
‫قال‪ :‬أمي تخاف عم ّي من الحياة وأنا أخاف الحياة من دون‬ ‫يوماً عمى صدر أمي‪ ..‬أعشق عمري لأني إذا مت يوماً‬
‫حام‪ ،‬وقال‪ :‬أمي أجمل ثلاث نساء في العالم؛ أمي وظميا‬
‫وانعكاس مرآتيا‪ ،‬ولما رحمت وجب ارن في شبابو تركت قمبو‬ ‫أخجل من دمع أمي»‪.‬‬
‫فارغاً وبفمسفتو لخص وجود الأم في كل بيت كالنور فقال‪:‬‬
‫كل البيوت مظممة إلى أن تستيقظ الأم‪ ،‬وعمى صفحاتو‬ ‫ن ازر قباني (‪)2111-2113‬‬
‫كتب‪ :‬لم أنتظر منك أي شيء‪ ،‬لم أطمب عطفاً ولا بكا ًء ولا‬
‫ع اركاً‪ ،‬ولا حتى أن تقاتل الدنيا معي‪ ..‬كنت أحتاج أن أشعر‬ ‫الشاعر الذي أحب وكتب عن الم أرة بكل تفاصيميا وقال‪:‬‬
‫«تعممت ىذا العشق في حضن أمي التي باتت نموذج‬
‫بقمبك معي‪ ..‬لا أكثر‪.‬‬ ‫الأنثى في حياتي‪« .‬في معظم قصائده يمزج بين حنينو‬
‫لدمشق ولصدر أمو‪ ،‬وظل دوماً يرى نفسو طفلاً مميئاً‬
‫بالشغف ناحية أمو؛ فصوّرىا في العديد من أشعاره‪ ،‬وظل‬
‫شعور الطفل مسيط ارً عميو يلازمو حتى السبعين من عمره‪،‬‬
‫حيث يقول‪ :‬وطفت اليند‪ ،‬وطفت السند‪ ،‬طفت العالم‬
‫الأصفر‪ ،‬ولم أعثر عمى ام أرة تمشط شعري الأشقر‪ ،‬وتحمل‬
‫في حقيبتيا إل ّي ع ارئس السكر‪ ،‬وتكسوني إذا أعرى‪،‬‬
‫وتنشمني إذا أعثر‪ ،‬أيا أمي‪ ،‬أنا الولد الذي أبحر ولا ازلت‬
‫بخاطره تعيش عروسة السكر‪ ...‬فكيف يا أمي غدوت أباً‬

‫ولم أكبر؟‪.‬‬

‫جب ارن خميل جب ارن (‪)2132 - 2131‬‬

‫شاعر الميجر الذي كان يعتبر أمو ىي السكن والوطن في‬
‫بلاد الميجر‪ ،‬فيي الأم التي قررت أن تبحث عن مستقبل‬
‫أطفاليا في آخر الدنيا‪ ..‬ربما يجدون سعادتيم ىناك‪،‬‬

‫‪50‬‬

‫الػعػدد(‪ 23 )61‬اذار ‪2018‬‬ ‫تكنولوجيا ومعلومات‬

‫تسجيؿ أكبر عممية خرؽ لمبيانات في تاريخ فيسبوؾ‬

‫لعمؿ برنامج كمبيوتر لمتنبؤ والتأثير عمى خيا ارت الناخبيف‬
‫في م اركز الاقت ارع‪.‬‬

‫ونقمت الصحيفة عف مبمغ عف المخالفات مف "كامبريدج‬ ‫‪‬‬
‫أناليتيكا" يدعى كريستوفر ويمي‪ ،‬عمؿ مع أكاديمي في‬
‫جامعة كامبريدج لمحصوؿ عمى البيانات‪( ،‬نقمت) قولو إف‬ ‫ذكرت صحيفة "نيويورؾ تايمز" الأميركية وصحيفة‬
‫البرنامج يستطيع أف يقدـ معمومات عف الناخبيف‬ ‫"الأوبزرفر" البريطانية‪ ،‬أف شركة "كامبريدج أناليتيكا" لتحميؿ‬
‫البيانات جمعت معمومات خاصة عف أكثر مف ‪ 05‬مميوف‬
‫لاستيدافيـ بإعلانات سياسية شخصية‪.‬‬ ‫مستخدـ لموقع فيسبوؾ مف أجؿ تطوير تقنيات لدعـ‬

‫أضافت الصحيفة أف الأشخاص الذيف تـ استيدافيـ‬ ‫الحممة الانتخابية لمرئيس دونالد ترمب في عاـ ‪.6502‬‬
‫والحصوؿ عمى بياناتيـ وعددىـ أكثر مف ‪ 05‬مميوف‬
‫مستخدـ عمى فايسبوؾ يمثموف نحو ثمث المستخدميف‬
‫النشطيف لمموقع في أميركا الشمالية وتقريباً ربع الناخبيف‬

‫الأميركييف المحتمميف في ذلؾ الوقت‪.‬‬

‫مف ناحيتيا‪ ،‬قالت النائب العاـ بولاية ماساتشوستس‬ ‫وأوردت الصحيفتاف‪ ،‬نقلاً عف موظفيف سابقيف بشركة‬
‫الأميركية‪ ،‬يوـ السبت‪ ،‬إف مكتبيا فتح تحقيقاً بعد نشر‬ ‫"كمبريدج أناليتيكا" ومساعديف ووثائؽ‪ ،‬أف ىذه الواقعة‬

‫تقارير في حادثة الخرؽ‪.‬‬ ‫واحدة مف أكبر عمميات خرؽ البيانات في تاريخ فيسبوؾ‪.‬‬

‫وغردت ماو ار ىيمي‪ ،‬عمى تويتر ‪"،‬مواطنو ماساتشوستس‬ ‫وأوضح فيسبوؾ‪ ،‬يوـ الجمعة‪ ،‬أنو قرر تعميؽ حساب شركة‬
‫يستحقوف الحصوؿ عمى إجابات فورية مف فايسبوؾ‬ ‫"كامبريدج أناليتيكا" بعد أف تأكد مف انتياؾ سياسات‬
‫وكمبردج أناليتيكا‪ .‬لقد فتحنا تحقيقاً"‪ .‬وأرفقت ىيمي التعميؽ‬
‫ب اربط خاص بتقرير نشرتو صحيفة نيويورؾ تايمز عف ىذه‬ ‫خصوصية البيانات‪.‬‬

‫القضية‪.‬‬ ‫وقالت الأوبزرفر‪ ،‬إف كامبريدج أناليتيكا استخدمت البيانات‬
‫التي حصمت عمييا بدوف تفويض في أوائؿ عاـ ‪6502‬‬

‫‪57‬‬

‫الػعػدد(‪ 23 )61‬اذار ‪2018‬‬ ‫تكنولوجيا ومعلومات‬

‫مزيد مف الوسائؿ التقنية المفيدة = الكثير مف العادات السيئة المكتسبة!‬

‫فعمى سبيؿ المثاؿ نجد أ ّف الخوارزميات التي تعمؿ في موقع‬ ‫سيمت التكنولوجيا بجميع تفرعاتيا الكثير مف الأمور في‬
‫فيسبوؾ تميؿ دائ ًما إلى ترشيح ودفع المحتوى الذي يتوافؽ‬ ‫حياتنا‪ ،‬وجعمتيا تسير بسلاسة وسيولة‪ ،‬وأصبح بالإمكاف‬
‫مع اتجاىات واىتمامات المستخدـ‪ ،‬مما يؤدي بدوره إلى‬ ‫الوصوؿ إلى أي شيء بضغطة زر‪ ،‬ومع أ ّف التقنية أتت‬
‫منع الأف ارد مف متابعة مايجري في أماكف أخرى‪ ،‬وآ ارء أخرى‬ ‫لتسيؿ لنا الكثير مف الأمور في الحياة اليومية‪ ،‬ولكف في‬
‫المقابؿ ليا أي ًضا آثار سمبية عديدة‪ ،‬خاصة التقنية التي‬
‫خارج حمقة مايتابعونو‪.‬‬ ‫نستخدميا بشكؿ يومي‪ ،‬فقد غيرت الكثير مف العادات التي‬

‫ومثاؿ آخر عمى ذلؾ عندما أثارت الانتخابات الرئاسية عاـ‬ ‫كنا نقوـ بيا وشخصياتنا بطريقة لـ نعيدىا مف قبؿ‪.‬‬
‫‪ 6502‬في الولايات المتحدة تياًار مف الخطاب حوؿ غرفة‬
‫الصدى في وسائؿ الإعلاـ‪ ،‬وكاف المجتمع الأمريكي أكثر‬ ‫وىذه بعض العادات التي أثرت عمييا التكنولوجيا بشكؿ‬
‫عرضة لاستيعاب المعمومات حوؿ مواضيع مثؿ‪ :‬السيطرة‬ ‫ممحوظ في حياتنا اليومية…‬
‫عمى السلاح‪ ،‬واليجرة التي تتماشى مع معتقداتيـ الموجودة‬
‫مسبقًا‪ ،‬حيث كانوا أكثر عرضة لعرض المعمومات التي‬ ‫مواقع التواصؿ الاجتماعي وال أري الواحد‬

‫اتفقوا عمييا بالفعؿ‪.‬‬

‫وىذا الأمر كاف لو تأثير بالغ في عرض وجية النظر‬
‫الواحدة عمى وسائؿ التواصؿ الاجتماعي بدًلا مف مناقشتيا‬
‫بأوجييا المختمفة‪ ،‬ويعتقد البعض أ ّف ىذا الأمر كاف السبب‬
‫الأوؿ في فوز المرشح الجميوري دونالد ت ارمببرئاسة‬

‫الولايات المتحدة‪.‬‬

‫تقنية ‪ GPS‬وتأثيرىا عمى الذاكرة‬

‫ربما يعتقد الكثيروف أ ّف وسائؿ التواصؿ الاجتماعية‬
‫بمختمؼ أنواعيا قد جاءت لتعطي معنى آخر لمتواصؿ مف‬
‫حيث سيولتيا وسرعتيا‪ ،‬ولا خلاؼ عمى ذلؾ‪ ،‬ولكف في‬
‫نفس الوقت أصبح ال أري المتعصب والمائؿ لاتجاه واحد ىو‬

‫السائد‪.‬‬

‫‪58‬‬

‫الػعػدد(‪ 23 )61‬اذار ‪2018‬‬ ‫تكنولوجيا ومعلومات‬

‫بمثؿ أ ّف الثورة المعموماتية والموارد عمى الإنترنت مف‬ ‫أصبح نظاـ تحديد المواقع والملاحة ‪ GPS‬موجوًدا في‬
‫شأنيا أف تجعؿ الأفكار الناتجة أكثر إبدا ًعا‪ ،‬إلاّ أ ّف ىذا‬ ‫جيب كؿ منا‪ ،‬مف السيا ارت إلى اليواتؼ الذكية‪ ،‬وأصبح‬
‫الأمر يبدو معكو ًسا بشكؿ كبير حسب د ارسة تـ إج ارؤىا‬ ‫الكثيروف لا يتذكروف الاتجاىات وطريقة الوصوؿ إلى أحد‬
‫في جامعة إلينوي‪ ،‬وجدت أ ّف الموارد الوفيرة تؤدي في‬ ‫الأماكف بشكؿ طبيعي‪ ،‬وىذا يرجع لأ ّف النظاـ يكفي أف‬
‫الواقع إلى فكر أقؿ إبدا ًعا‪ ،‬وعندما تكوف الموارد شحيحة‬ ‫تعطيو المكاف المطموب ليقوـ إرشادؾ بشكؿ أوتوماتيكي‬

‫فإّنيا تستخدـ بشكؿ أكثر إبدا ًعا‪.‬‬ ‫بدوف مجيود منؾ عمى مستوى الذاكرة‪.‬‬

‫وقد عزؿ الباحثوف ديناميكية يطمقوف عمييا “عقمية‬ ‫ووجد الباحثوف في جامعة ‪ McGill‬أ ّف الإف ارط في الاعتماد‬
‫القيد”‪ ،‬وىي عممية عقمية تحفيزية‪ ،‬وجدوا أنّو عندما تكوف‬ ‫عمى نظاـ تحديد المواقع يمكف أف يكوف في الواقع ضاًار‬
‫ىناؾ موارد أقؿ‪ ،‬ىناؾ حاجة إلى حموؿ أكثر إبدا ًعا لإنتاج‬ ‫لمذاكرة عمى المدى الطويؿ خاصة إذا تـ الاعتماد عمييا في‬
‫النتيجة المنشودة‪ ،‬كما لاحظت الد ارسة أّنو في حيف أ ّف‬ ‫سف صغيرة‪ ،‬وبينت الد ارسة أ ّف الأشخاص الذيف اعتمدوا‬
‫درجات التفكير الإبداعي قد انخفضت باستم ارر منذ عاـ‬ ‫عمى الملاحة المكانية بشكؿ فعمي بدًلا مف الاعتماد عمى‬
‫‪ ،0995‬كاف ىنالؾ ارتفاع ممحوظ في معدلات الذكاء‪،‬‬ ‫‪GPS‬في تحديد وجيتيـ قد ازدت عندىـ القدرة عمى التذكر‬

‫خاصة عند الفئة العمرية ما بيف ‪ 0‬و ‪ 05‬عاـ‪.‬‬ ‫بشكؿ فعاؿ في المنطقة المسؤولة عف الذاكرة في الدماغ‪.‬‬

‫اليواتؼ الذكية وتغيير عادات النوـ‬ ‫وحذر الباحثوف مف أ ّف الاعتماد عمى نظاـ تحديد المواقع‬
‫‪GPS‬بشكؿ متكرر ومكثؼ يمكف أف يؤدى إلى مشاكؿ‬
‫عديدة في الدماغ مف حيث عدـ القدرة عمى التذكر بشكؿ‬
‫فعاؿ‪ ،‬وبالتالي سيكوف سبًبا مف أسباب الإصابة بالخرؼ‬

‫المبكر والضعؼ الإد اركي‪.‬‬

‫مزيد مف التكنولوجيا يؤدي إلى قمة التفكير الإبداعي‬

‫في عاـ ‪ 6506‬وجدت مجمة تايـ الأمريكية في استطلاع‬

‫لنحو ‪ 20755‬شخص‪ ،‬أ ّف العديد مف المستطمعيف موافقوف‬
‫عمى فقرة واحدة ىي“ أنا لا أنام مثل السابق لأّنني مرتبط‬
‫بالتقنية في كل وقت“‪ ،‬ومعظـ مف وافقوا عمى ىذه الفقرة‬

‫كانت أعمارىـ تت اروح بيف ‪.62-01‬‬

‫‪59‬‬

‫الػعػدد(‪ 23 )61‬اذار ‪2018‬‬ ‫تكنولوجيا ومعلومات‬

‫في المعرفة‪ ،‬ولكف بشكؿ عكسي حيث تعتبر المعمومات‬ ‫ووجد الاستطلاع أ ّف الكثيريف قد اعتادو عمى الضوء‬
‫التي نتحصؿ عمييا مؤقتة‪ ،‬ولف نستطيع تذكرىا في قادـ‬ ‫الأزرؽ المنبعث مف اليواتؼ الذكية عند الخمود أو‬
‫الم ارت مع اتجاه المستخدميف في التفكير في الإنترنت‬ ‫الاستيقاظ مف النوـ‪ ،‬وىذا الأمر كاف لو أثاًار سمبية عديدة‬
‫باعتبارىا جزًءا مف العممية المعرفية الخاصة بيـ بدًلا مف‬ ‫أثرت عمى المستطمعيف بشكؿ أو آخر في القياـ بأعماليـ‬
‫اعتبارىا مجرد أداة لمحصوؿ عمى المعرفة‪ ،‬وبالتالي‬
‫انخفضت الميوؿ في تذكر المعمومات وتخزينيا للاستفادة‬ ‫عمى الوجو الأكمؿ‪.‬‬

‫منيا مستقبًلا‪.‬‬ ‫محرؾ بحث جوجؿ والعممية المعرفية‬

‫ق ارءة الأخبار عمى الإنترنت والشؾ الدائـ‬

‫ربما لـ يعرؼ العالـ موجة مف الأخبار الكاذبة والمضممة‬ ‫في ىذه الأياـ أي معمومة ولو كانت صغيرة ببحث بسيط‬
‫مثؿ التي عرفيا في العاـ السابؽ مع المنافسة الحامية‬ ‫يمكف أف تجدىا في محرؾ بحث جوجؿ بدوف مجيود يذكر‪،‬‬
‫التي شيدتيا انتخابات الرئاسة الأمريكية‪ ،‬ىذه الأخبار‬ ‫ربما ىذا الأمر مفيد ولكنو في نفس الوقت مشكمة عويصة؛‬
‫الكاذبة انتشرت بسرعة كبيرة حتى أصبح مف الصعب عمى‬ ‫لأ ّف العممية المعرفية أصبحت لدينا عبارة عف ذاكرة‬
‫عشوائية ‪ RAM‬بمجرد الحصوؿ عمى المعمومة واستخداميا‬
‫المستخدـ التفريؽ بينيا وبيف الأخبار الصحيحة‪.‬‬
‫يتـ نسيانيا بنفس سرعة الحصوؿ عمييا‪.‬‬
‫ومع اتخاذ المواقع الكبرى عمى الإنترنت ق ار ارت صارمة لمحد‬
‫مف ىذه الموجة وانيائيا عمى الإنترنت‪ ،‬إلاّ أ ّف‬ ‫يؤكد عمماء جامعة ىارفارد وجامعة ويسكونسف في ورقة‬
‫د ارسة أجرتيا جامعة ستانفورد وجدت أف ىذا الأمر أصبح‬ ‫بحثية حديثة أ ّف ىذا أدى إلى“ تأثير غوغؿ ‪Google‬‬
‫مشكمة عويصة بالفعؿ‪ ،‬فمف مجموعة كبيرة مف طلاب‬ ‫”‪Effect‬حيث أ ّف التعامؿ مع الإنترنت أصبح كنوع مف‬
‫المد ارس الثانوية والابتدائية وجد الباحثوف أ ّف ‪ %15‬منيـ‬ ‫الأق ارص الصمبة الخارجية لأدمغتنا‪ ،‬مما يتطمب منا‬
‫الاحتفاظ بمعمومات أقؿ‪ ،‬ووجد الباحثوف أ ّف استخداـ‬
‫الإنترنت لمعثور عمى إجابات عمى الأسئمة وفرت دفعة كبيرة‬

‫‪60‬‬

‫الػعػدد(‪ 23 )61‬اذار ‪2018‬‬ ‫تكنولوجيا ومعلومات‬

‫المحادثات اليومية‪ ،‬ويقمؽ بعض عمماء النفس التنموي أ ّف‬ ‫لـ يتمكنوا مف التفريؽ بيف الأخبار الكاذبة والصحيحة عمى‬
‫نقص الخبرة عند الشباب يمكف أف يكوف ضاًار بشكؿ خاص‬ ‫الإنترنت‪.‬‬

‫في التنشئة الاجتماعية لدييـ‪.‬‬ ‫وىذا الأمر جعؿ الجميع في شؾ دائـ حوؿ المعمومة‬
‫المتداولة عمى الإنترنت‪ ،‬وىذا يرجع لأ ّف أغمب المواقع‬
‫بعكس معظـ البالغيف الذيف دخموا عصر اليواتؼ الذكية مع‬ ‫التي تبث أخبار كاذبة ومضممة دائ ًما ما تسعى لتكوف نسخة‬
‫ميا ارتيـ الاجتماعية التي تشكمت لدييـ بالفعؿ‪ ،‬وىذا ليس‬ ‫طبؽ الأصؿ مف المواقع الموثوقة في التصميـ‪ ،‬والمحتوى‬
‫ىو الحاؿ بالنسبة للأطفاؿ والم ارىقيف الذيف قد يواجيوف‬ ‫الإخباري بشكؿ يجعؿ المستخدـ بعاني صعوبة بالغة في‬
‫معضمة عميقة في المستقبؿ في قدرتيـ عمى إج ارء محادثة‬
‫تمقى المعمومة الصحيحة‪.‬‬
‫وج ًيا لوجو مف الأجياؿ السابقة‪.‬‬
‫الإنترنت وتأثيره عمى الاىتماـ‬ ‫الرسائؿ النصية وتدمير التواصؿ‬

‫في حيف أنّو قد لا يكوف مفاجًئا أ ّف سرعة وتيرة استيلاؾ‬ ‫أصبح تبادؿ الرسائؿ النصية الشكؿ الرئيسي للاتصاؿ‬
‫وسائؿ الإعلاـ الرقمية أدى إلى فترة اىتماـ متوسط‬ ‫اليومي لمجميع تقريًبا‪ .‬حتى الفئات العمرية الأكبر سًنا الآف‬
‫أقصر‪ ،‬مشروع بحثي كندي بتمويؿ مف مايكروسوفت يضع‬ ‫لـ يسمموا مف إرساؿ المزيد مف الرسائؿ النصية في اليوـ‬
‫ىذا أي ًضا في منظور مخيؼ‪ ،‬وباستخداـ المسوحات‬ ‫الواحد بدًلا مف إج ارء مكالمات ىاتفية‪ ،‬وىذا الأمر يبدو‬
‫التفصيمية وعمميات مسح الدماغ‪ ،‬تـ قياس مدى الاىتماـ‬ ‫مزع ًجا بشكؿ كبير؛ لأ ّف الرسائؿ النصية لف تستطيع ميما‬
‫لأكثر مف ‪ 6555‬مف الكندييف مرتيف مرة واحدة في عاـ‬ ‫أدخمت عمييا مف رموز تعبيرية أف تنقؿ الإحساس الفعمي‬
‫‪ 6555‬تقريًبا في بداية عصر المحموؿ‪ ،‬ومرة واحدة في‬
‫لممرسؿ‪.‬‬
‫عاـ ‪.6500‬‬
‫وتشير الأبحاث الجديدة إلى أ ّف الرسائؿ النصية قد تحرمنا‬
‫وكانت النتيجة انخفض متوسط فترة الاىتماـ مف ‪ 06‬ثانية‬ ‫ببطء مف قدرتنا عمى ق ارءة الانفعالات العاطفية في‬
‫إلى ‪ 1‬ثواف – تآكؿ مذىؿ مف ثمث فترة اىتمامنا في ‪00‬‬ ‫الآخريف؛ لأ ّف الإشا ارت غير المفظية ىي عنصر حاسـ في‬

‫‪61‬‬

‫الػعػدد(‪ 23 )61‬اذار ‪2018‬‬ ‫تكنولوجيا ومعلومات‬

‫سياسة جديدة ومشددة لػ«تويتر»‪ ..‬أفعاؿ تُغمؽ‬ ‫عا ًما فقط – وعمى الرغـ مف أ ّف التقرير يشير إلى أ ّف ىناؾ‬
‫الحساب تمقائياً‬ ‫زيادة مقابمة في القدرة عمى تعدد المياـ بشكؿ فعاؿ‪ ،‬فإّنو‬
‫يشير أي ًضا إلى أ ّف ثماني ثواف أقؿ مف المدى المتوسط‬

‫للاىتماـ‪.‬‬

‫التقنية وتأثيرىا عمى الصحة العامة‬

‫أكد المدوف التقني‪ ،‬أسامة الضاوي‪ ،‬أف موقع التواصؿ‬ ‫ىنالؾ اتجاه في أ ّف التقنية الحديثة قد ساىمت بشكؿ فعاؿ‬
‫الاجتماعي “تويتر” بدأ في تطبيؽ سياسة جديدة ومشددة‪،‬‬ ‫في زيادة معدلات السمنة بشكؿ كبير خاصة في الدوؿ‬
‫المتقدمة‪ ،‬فمع وجود اليواتؼ الذكية والموحية وأجيزة‬
‫موضحاً أربعة أفعاؿ تؤدي لإغلاؽ الحساب تمقائياً‪.‬‬ ‫التمفاز‪ ،‬وأجيزة الألعاب في كؿ مكاف‪ ،‬جعمت المستخدـ أقؿ‬
‫وقاؿ “الضاوي” عبر حسابو عمى موقع “تويتر”‪“ :‬إف‬
‫(تويتر) بدأ في استعماؿ نظاـ جديد يغمؽ الحساب‬ ‫حركة وأكثر انشغاًلا بيذه الأجيزة‪.‬‬

‫أوتوماتيكياً إذا قاـ صاحبو بعدة أفعاؿ”‪.‬‬ ‫وفي د ارسة واسعة النطاؽ مف قبؿ معيد ميمكف في الولايات‬
‫وسرد المدوف التقني الأفعاؿ‪ ،‬وىي‪:‬‬ ‫المتحدة‪ ،‬نظرت في معدلات السمنة في ‪ 67‬بمًدا‪ ،‬وجاء مع‬
‫عدد ثابت بشكؿ مفاجئ حيث وجدت أ ّف لكؿ زيادة بنسبة‬
‫‪ -0‬تسويؽ لمنتج‪.‬‬ ‫‪ ٪05‬في المبمغ الذي تنفقو البلاد عمى الأجيزة التقنية‪،‬‬
‫ىناؾ عثرة بنسبة ‪ ٪0‬في معدلات السمنة‪ ،‬وىذا يبيف أ ّف‬
‫‪ -6‬عممية سحب عمى جوائز‪.‬‬ ‫التقنية قد غيرت الكثير مف عاداتنا الصحية ومنيا الأكؿ‬

‫‪ -3‬التيديد بأذى النفس أو شخص آخر (ولو عمى سبيؿ‬ ‫عمى وجو الخصوص‪.‬‬
‫المزح)‪.‬‬
‫ىؿ عمينا التفكير بطرؽ لتقنيف استخدامنا لمتكنولوجيا‬
‫‪ -2‬توجيو اتيامات وشتائـ لشخ ٍص ما‪.‬‬ ‫لتجنب أض اررىا؟ أـ أّنيا أصبحت أمًار واق ًعا عمينا التعايش‬

‫معو؟‬

‫‪62‬‬

‫الـعـدد(‪ 23 )61‬اذار ‪2018‬‬ ‫واحــة الشـعـر‬

‫(كفكف دموعك وانسحب يا عنترة!!)‬

‫ممحمية لمشاعر المصري مصطفى الج ازر‬

‫لو كا َن يدري ما المحاورةُ اشتكى‬ ‫ىـل َن ْيُر عبم َة تُستبا ُح ِميا ُى ُو‬ ‫َك ْف ِكف دمو َع َك وانس ِح ْب يا عنترة‬
‫ولَصا َح في وج ِو القطي ِع وحَّذَره‬ ‫وكلا ُب أمريكا تُدِّنس كوثَره؟‬ ‫فعيو ُن عبم َة أصب َح ْت ُمستع َمَرة‬
‫لا ترُج بسم َة ثغِرىا يوماً‪ ،‬فقْد‬
‫يا وي َح عب ٍس‪ ..‬أسمَ ُموا أعدا َءىم‬ ‫يا فار َس البيدا ِء‪ِ ..‬صر َت فريس ًة‬
‫مفتا َح خيمِتيم‪ ،‬وَمُّدوا القنطرة‬ ‫سق َطت مـن الِعقِد الثمي ِن الجوىرة‬
‫فأتى العدُّو ُمسّمَحاً‪ ،‬بشقاِقيم‬ ‫عبداً ذليلاً أسوداً ما أحقَره‬
‫ونفاِقيم ‪ ،‬وأقام فييم ِمنبَره‬ ‫متطِّرفاً‪ ..‬متخّمِفاً‪ ..‬ومخالِفاً‬ ‫قِّب ْل سيو َف الغاصبي َن‪ ..‬ليصفَحوا‬
‫ذاقوا َوَبا َل ركوِعيم و ُخنوِعيم‬ ‫واخِف ْض َجَنا َح ال ِخْزِي وارُج المعذرة‬
‫نسبوا ل َك الإرىا َب ِصر َت ُمعس َكَره‬
‫فالعي ُش ُمٌّر‪ ..‬والي ازئُم ُمن َكَرة‬ ‫َعْب ٌس تخمّت عن َك‪ ..‬ىذا دأُبيم‬ ‫وْلتبتمع أبيا َت فخِرَك صامتاً‬
‫ىِذي يُد الوطا ِن تجزي أىمَيا‬ ‫ُح ُمٌر ـ لَعمُرَك ـ كّمُيا مستنِفَرة‬ ‫فالشعُر في عصِر القنابِل ثرثرة‬
‫في الجاىمي ِة‪ ..‬كن َت وحد َك قاد ارً‬ ‫والسي ُف في وج ِو البناد ِق عاجٌز‬
‫َمن يقتر ْف في حقّيا شّار‪َ ..‬يَره‬ ‫أن تيِزَم الجي َش العظيَم وتأ ِسَره‬
‫ضاعت ُعَبيم ُة‪ ..‬والنيا ُق‪ ..‬وداُرىا‬ ‫لن تستطي َع الآ َن وحد َك قيَرهُ‬ ‫فقَد ال ُيوّي َة والقُوى والسيطرة‬
‫فالزح ُف موٌج‪ ..‬والقناب ُل ممطرة‬ ‫فاجم ْع َمفا ِخَرَك القديم َة كّمَيا‬
‫لم يب َق شي ٌء َبعَدىا كي نخسَره‬ ‫واجع ْل ليا ِمن قا ِع صدِرَك مقبرة‬
‫فَدعوا ضميَر ال ُعرِب يرقُد ساكناً‬ ‫وحصاُن َك ال َعَرب ُّي ضا َع صييمُ ُو‬
‫في قبِرِه‪ ..‬واْدعوا ل ُو‪ ..‬بالمغفرة‬ ‫بي َن الدو ِّي وبي َن صرخ ِة ُمجبَرة‬ ‫وابع ْث لعبم َة في الع ار ِق تأ ُّسفاً!‬
‫َع َجَز الكلاُم عن الكلاِم‪ ..‬وريشتي‬ ‫ىلاّ سأل ِت الخي َل يا ابن َة مال ٍك‬
‫لم تُب ِق دمعاً أو دماً في المحبرة‬ ‫وابع ْث ليا في القد ِس قب َل الغرغرة‬
‫كي َف الصموُد؟ وأي َن أي َن المقدرة!‬
‫وعيو ُن عبم َة لا ت از ُل دمو ُعيا‬ ‫اكت ْب ليا ما كن َت تكتبُو ليا‬
‫تترّقَ ُب ال ِج ْسَر البعيَد‪ِ ..‬لتَعُبَره‬ ‫ىذا الحصا ُن يرى ال َمداف َع حولَ ُو‬ ‫تح َت الظلا ِل‪ ،‬وفي الميالي المقمرة‬
‫متأىببا ٍت‪ ..‬والقذائ َف ُمش َيَرة‬
‫يا داَر عبم َة بالع ار ِق تكمّمي‬
‫ىل أصب َح ْت جّنا ُت بابل مقفرة؟‬

‫‪63‬‬

‫الـعـدد(‪ 23 )61‬اذار ‪2018‬‬ ‫واحــة الشـعـر‬

‫والقم ُب يع ِصُرهُ الغيا ْب‬

‫ثريا نبوي‬

‫القم ُب في ناِر ال ّشناشيِل احتر ْق‬
‫والآن ُيشِعمُنا الحني ُن م اركبا وم ارفئا‪..‬‬

‫شجًار خريفًّيا تُساكُن ُو َحساسي ُن ال َيَوى‬ ‫والعمُر أر ِصف ٌة تَُمُّد إلى الِغواي ْة‬
‫ونبي ُت تجِمُدنا تباري ُح الَّنوى‪:‬‬ ‫والقَو ُس يوِغ ُل في تفاصيِل الحكاي ْة‬
‫بغداُد ِمن كأ ِس الخيان ِة أُشِرَب ْت‬
‫نمضي ُيَدحِرُجنا الطري ُق إلى النياي ْة‬
‫حتى تَخ ّثََر في دماىا ال َكْرُم وانبثق ْت عناقيُد ال َغَوى‬ ‫فَن ُص َّب لو َعتَنا عمى و ْج ِو السني ْن‬
‫بغداُد تنِز ُف ِمن مآقييا الّنخي َل بل الحصو َن بل الَّدما‬
‫ِعجا ٌف وال َحماُم ُم َشَّرٌد والُبرُج يسكنُ ُو الحني ْن‬
‫والَوأُْد ما عادت ت ارهُ يُد التّتاِر ُمحَّرما!‬ ‫وصيي ُل أسئم ٍة يُزم ِجُر‪ :‬كيف ىان ْت قص ُة الح ِّب الَبي ِّي لر ِض‬
‫بغداُد أو فيحا ُء‪ُ ..‬جورٌّي ُييا ُل عمى َمدامِع ِو التّ ار ْب!‬
‫ِمن أ ّي نافذ ٍة تُدا ِى ُمنا ال ِّسياُم؛ نغو ُص في ال ُجرِح ال ُممََّبِد‬ ‫باب ْل؟‬

‫بال َح َس ْك؟‬ ‫‪-‬أر ِض الحضارِة والّنضارِة وال ّسناب ْل‪-‬‬
‫وج ارءةُ الطما ِع َح ّطَ َمت ال َم اريا في ِخ َضِّم ال ُمعتََر ْك‬
‫وَرذاُذىا ينثا ُل في عي ِن الصبايا في غيا ٍب لم َفمَ ْك‬ ‫و َغَد ْت ُيطِّرُزىا ال َّش َج ْن‬
‫رَّباهُ وا ّتَشحت بألوا ِن الغرو ِب قُدوُد ُى َّن‪ ..‬وأمنيا ٌت تُرتَ َي ْن‬ ‫بخيو ِط أىوا ِء الوث ْن‬
‫ومواسُم التّغري ِب تمف ُح بالعذا ِب ُخدوَد ُى َّن ُمضَّرجا ٍت بالوط ْن‬
‫بغداُد والجولا ُن والقد ُس… انكسا ار ُت الضيا ِء عمى مدا ار ِت الوَى ْن‬ ‫ودموِع أزىاِر البنف َس ِج حين يحتِدُم العتا ْب!‬
‫يا ُكح َل أعُيِننا وِمروَدىا إذا َجَّنت ُغلالا ُت ال َغ َس ْق‬
‫وعمى كفو ِف الميِل تَنتص ُب ال ِم َح ْن‬
‫والقم ُب يع ِصُرهُ الغيا ْب!‬

‫‪64‬‬

‫الـعـدد(‪ 23 )61‬اذار ‪2018‬‬ ‫واحــة الشـعـر‬

‫الجرح الكبير‬ ‫ُحْمماهُ يا شم َس الع ار ِق ِل َمشِر ٍق ُعودي…‬
‫فإ َّن الشم َس في وط ِن العروب ِة يبتدي إش ارقُيا…‬
‫‪‎‬مكي الن ازل‬
‫يا أم ًة ُذبحت عمى العتا ِب‬ ‫إ ْن فَّتَ َحت أجفاَنيا بغداُد وابتسَم الَّرشيْد ‪.‬‬
‫في يوٍم نح ٍس طار باللبا ِب‬ ‫ُعودي؛ ففي ِك تُرّتِ ُل الىدا ُب أو ارَد ال َيَوى؛‬
‫يا ذات مجٍد في السماء فروعو‬
‫عّزت ذوائبو عمى الطلاّ ِب‬ ‫بعد انشطاِر الميِل عن فجٍر وليْد ‪.‬‬
‫عقروك واتخذوا اليوى رًبا ليم‬ ‫وُيَرِّدُد القم ُب النشيْد‪:‬‬

‫وتعمّقوا بتوافو الربا ِب‬ ‫بَّواَب َة الشر ِق استعيدي مجَد ِك الماضي التميْد‪..‬‬
‫عشٌر مضين وأنت دافق ٌة د ًما‬ ‫تَ ْشُد العصافيُر الجميم ُة بين أغصا ِن الإيا ْب!‬
‫بغداُد إ َّن القادسي َة في الطري ِق إلى عيوِن ِك‪-‬في تَ َحد‪-‬ترتَِق ْب‬
‫تتمزقين بمخم ٍب وبنا ِب‬ ‫قمٌر ع ارق ٌّي رآىا ِمن جدائِم ِك الطويم ِة تقتِر ْب‬
‫و أرى ابتساما ِت الصبا ِح عمى جبيِن ِك تنس ِك ْب‬
‫وبياِر َق النصِر ال ُمبي ِن ت ُش ُّق أفئدةَ السحا ْب !‬

‫===‬

‫مفردات‪:‬‬

‫الشناشيل‪ :‬الزقة البغدادية القديمة‬

‫فيحاء‪ :‬من أسماء دمشق‬

‫ال ُجور ّي‪ :‬وردة دمشق الشييرة‬

‫‪65‬‬

‫الػعػدد(‪ 23 )61‬اذار ‪2018‬‬ ‫الاسـتـراحـــة‬

‫"ذكاء العرب"‬

‫قاؿ لو الحجاج وىو يبتسـ بخبث‬ ‫يحكى اف كمثوـ بف الأغر" المعروؼ بدىائو وذكائو"‬

‫اختر واحده ‪-‬‬ ‫كاف قائداً في جيش عبدالممؾ بف مرواف وكاف الحجاج بف‬
‫فابتسـ كمثوـ !‬ ‫يوسؼ يبغض كمثوـ فدبر لو مكيده جعمت عبدالممؾ بف‬
‫واختار ورقو وقاؿ ‪:‬اخترت ىذه وقاـ ببمعيا دوف أف يق أرىا‪...‬‬
‫فاندىش الوالي وقاؿ ما صنعت يا كمثوـ ‪:‬‬ ‫مرواف يحكـ عمى كمثوـ بف الأغر بالإعداـ بالسيؼ فذىبت أـ‬
‫كمثوـ إلى عبدالممؾ بف مرواف تمتمس عفوه فاستحى منيا‬
‫لأف عمرىا جاوز المائو عاـ‪..‬‬

‫لقد أكمت الورقة دوف أف نعمـ ما بيا !‬ ‫فقاؿ ليا ‪:‬‬

‫فقاؿ كمثوـ‪:‬‬ ‫سأجعؿ الحجاج يكتب في ورقتيف الأولى يعدـ وفي الورقة‬
‫يا مولاي اخترت ورقو وأكمتيا دوف أف أعمـ ما بيا ولكي نعمـ‬ ‫الثانية لا يعدـ ونجعؿ ابن ِؾ يختار ورقو قبؿ تنفيذ الحكـ فإف‬

‫ما بيا ‪ ،‬انظر لمورقة الأخرى فيي عكسيا‪...‬‬ ‫كاف مظموـ نجاه الله‪...‬‬
‫فنظر الوالي لمورقة الباقية فكانت { يعدـ }‬
‫فقالوا لقد اختار كمثوـ أف لا يعدـ‬ ‫فخرجت والحزف يعترييا فيي تعمـ أ ّف الحجاج يكره ابنيا‬
‫الحكمة ‪:‬‬ ‫والأرجح أّنو سيكتب في الورقتيف يعدـ‪..‬‬

‫بقميؿ مف التفكير نستطيع صنع أشياء عظيمة ‪..‬‬ ‫فقاؿ ليا ابنيا لا تقمقي يا أماه‪،‬‬
‫فإذا أردنا صنع الاشياء العظيمة عمينا "التفكير بعمؽ‬
‫ودعي الأمر لي ‪..‬‬
‫وىدوء "‬
‫وفعلا قاـ الحجاج بكتابو كممة (يعدـ) في الورقتيف‪...‬‬

‫تجمع الملأ في اليوـ الموعود ليروا ما سيفعؿ الحجاج‬
‫بكمثوـ ‪..‬‬

‫ولما جاء كمثوـ في ساحة القصاص‬

‫‪66‬‬

‫الػعػدد(‪ 23 )61‬اذار ‪2018‬‬ ‫الاسـتـراحـــة‬

‫أكرـ العرب‬

‫فقاؿ ‪ :‬يا سبحاف الله ‪ ،‬تستطيب شيئاً أممكو فأبخؿ عميؾ بو‬
‫‪ ،‬إف ذلؾ ل ُسبة عمى العرب قبيحة !‬

‫قيؿ يا حاتـ ‪ :‬فما الذي عوضتو ؟‬

‫قاؿ ‪ :‬ثلاثمائة ناقة حم ارء ‪ ،‬و خمسمائة أرس مف الغنـ‪.‬‬

‫فقيؿ ‪ :‬إذاً أنت أكرـ منو؟‬

‫فقاؿ ‪ :‬بؿ ىو أكرـ ‪ ،‬لأنو جاد بكؿ ما يممؾ ‪ ،‬وانما جدت‬ ‫سأؿ رجؿ حاتـ الطائي (وىو مضرب أمثاؿ العرب في الكرـ)‬
‫بقميؿ مف كثير‪.‬‬

‫قوـ مضوا كانت الدنيا بيـ نزىا‬ ‫فقيؿ ‪ :‬يا حاتـ ىؿ غمبؾ أحد في الكرـ ؟‬

‫والدىر كالعيد والأوقات أوقات‬ ‫قاؿ ‪ :‬نعـ غلاـ يتيـ مف طي نزلت بفنائو‬

‫عدؿ وأمف واحساف وبذؿ ندى‬ ‫وكاف لو عشرة رؤوس مف الغنـ ‪ ،‬فعمد إلى أرس منيا‬
‫وخفض عيش نقضيو وأقوات‬ ‫فذبحو‪ ،‬و أصمح مف لحمو ‪ ،‬و قدـ إلي ‪ ،‬و كاف فيما قدـ‬
‫إلي الدماغ ‪ ،‬فتناولت منو فاستطبتو ‪ ،‬فقمت ‪ :‬طيب و الله!!‬
‫ماتوا وعشنا فيـ عاشو بموتيـ‬
‫ونحف في صور الأحياء أموات‬ ‫فخرج مف بيف يدي و جعؿ يذبح أرساً أرساً و يقدـ لي الدماغ‬
‫و أنا لا أعمـ ‪ ،‬فمما خرجت لأرحؿ نظرت حوؿ بيتو دماً‬

‫عظيماً و إذا ىو قد ذبح الغنـ بأسره‪.‬‬

‫فقمت لو ‪ :‬لـ فعمت ذلؾ ؟‬

‫‪67‬‬

‫الػعػدد(‪ 23 )61‬اذار ‪2018‬‬ ‫الاسـتـراحـــة‬

‫حكاكة الجدر !‬

‫وقؼ جدي فوؽ أرس جدتي وىو يسمع حديثيا معي ويبتسـ‬ ‫احمد لعيبي‬
‫وىو يقوؿ ليا(خايبة إسكينة باجر شنكوؿ لله مف يكمي‬
‫عبدالحسيف شبعت تمف عنبر وجي ارنؾ ماضاي َكينو ‪..‬وداعت‬ ‫في إحدى الم ارت جاءت(صوغة ) مف أىمنو بالمشخاب إلى‬
‫جدي وىي عبارة عف كيس (تمف عنبر ) وزع قسـ منو عمى‬
‫سبع الدجيؿ استحي مف الله ‪َ ..‬كوـ أحميد جدي ‪..‬‬ ‫إخوتو ولـ يبؽ منو إّلا ما طبخناه في البيت وكانت ارئحتو قد‬

‫باجر مف تكبر لا تأكؿ َكداـ جوعاف‬ ‫ممئت الشارع‪...‬‬

‫ولا تمدحمؾ نير َكداـ عطشاف ‪....‬‬ ‫دخؿ جدي مباشرة إلى المطبخ بعد أف كاف خارج الدار وقاؿ‬
‫بصو ٍت عاؿ ( خايبة إسكينة ىذا التمف ريحتو ش َكت خشمي‬
‫الغريب في الأمر أف عبدالحسيف العظيـ وسكينتو المقدسة‬
‫كانوا لايق أروف ولا يكتبوف ولا يقمدوف مرجعاً ولـ يسمعوا‬ ‫شموف نأكؿ وحدنو وزعي منو لسابع جار)‪..‬‬
‫بأقتصادنا أو فمسفتنا ولـ يق أروا كتب ارنست ىنغواي ولـ‬
‫لازلت أتذكر جدتي (سكينة ) العظيمة وىي توزع صحوف‬
‫يق أروا مسرحيات عبدالرحمف الشرقاوي وشكسبير ‪...‬‬ ‫التمف العنبر المخموط بالدىف الحر عمى بيوت الجي ارف وىي‬

‫بعد كؿ ىذه الأعواـ كثيروف مثؿ جدي يأكموف العنبر والأحمر‬ ‫تقوؿ لمجي ارف ىذا ثواب ناذره ابو لعيبي لوجو الله تعالى ‪..‬‬
‫والمشمر والمفطح ولكنيـ ساسة يق أروف ويكتبوف فمـ يكونوا‬
‫مثؿ جدي أمييف ليـ ضمير ‪..‬يوزعوف الرز العنبر عمى‬ ‫الطريؼ في الأمر اننا لـ يتبؽ لنا في جدر الطبخ حبة رز‬
‫واحدة بعد أف فََزع عمينا الصغار بجدورتيـ ظناً منيـ انو فعلاً‬
‫جي ارنيـ واىميـ لأنيـ يخافوف الله‪...‬‬
‫ثواب كما قالت جدتي لمجي ارف‪..‬‬

‫عندما مات جدي كاف يحتضر بحجر عمتي الكبرى التي‬ ‫كنت صغي ارً يوميا لكف الحدث كاف عالقاً في بالي وذىبت‬
‫صارت الاف تشبو جدتي‪ ..‬فقاؿ ليا وىو ينظر في أعمى‬ ‫لجدتي باكياً باحثاً عف الرز فقالت لي وىي تخرج مف جيبيا‬
‫عممة معدنية (حبوبة إلؾ الله ىذا جدؾ (المويمف) وكانت‬
‫الغرفة ‪:‬‬ ‫تقصد (المؤمف) وزع التمف كمو وظمت بس الاحكاكو بالجدر‬

‫َكولي لحمودي لا يطبخ تمف عنبر بفاتحتي وىو يعرؼ ليش‬ ‫‪...‬‬
‫)‪!!...‬‬

‫‪70‬‬

‫العدد(‪ 23 )61‬اذار ‪2017‬‬ ‫مـلـحـق‬

‫مـلـحـق خـاص‬
‫بالذكرى الخامسة عشر‬

‫لغزو العراق‬

‫‪71‬‬

‫العدد(‪ 23 )61‬اذار ‪2017‬‬ ‫مـلـحـق‬

‫بيان قيادة قطر الع ارق في الذكرى الخامسة عشرة لمعدوان الغاشم عمى الع ارق‬
‫يا ابناء شعبنا المجاىد‬

‫تمر عمينا اليوم الذكرى الخامسة عشر لمعدوان الغاشم عمى الع ارق الذي شّنو الحمف الاميركي الاطمسي الصييوني الفارسي في‬
‫التاسع عشر من اذار من عام ٖٕٓٓ وتوج بغزو الع ارق في نيسان وتعمد الاحتلبل تدمير البنى التحتية وىياكل ومكونات دولة‬
‫الع ارق وابرزىا حل جيشو الباسل وأجيزتو الامنية واصدار ق ارر اجتثاث البعث سيئ الصيت ذو المقاصد والاىداف الشريرة ‪،‬كل‬
‫ذلك قاموا بو لايجاد البيئة المناسبة لتدمير الع ارق شعبا ووطنا ودولة وكانت النتيجة المرسومة ىي تجويع الشعب وافقاره‬
‫وسرقة اموالو وثروتو النفطية فأرتفعت معدلات البطالة والفقر وتدنى مستوى خدمات الماء والكيرباء والوقود وحمت الفوضى‬
‫والتموث في كل مكان وكانت الفوضى ىذه خير بيئة لييمنة الميميشيات التابعة لاي ارن وللبحتلبل الامريكي في ان واحد والتي‬

‫تولت عمميات تعميم الفوضى والارىاب واغتيال الناس ونشر الكوارث ‪.‬‬
‫وتمبية لنداء الوطن المحتل قام مجاىدو البعث والمقاومة بالتصدي للبحتلبل ومقاومتو بالسلبح وكانت نتيجة تضحيات الشعب‬
‫والبعث والمقاومة ىي الحاق اليزيمة المنكرة بالمحتمين الاميركان‪ ..‬وحينذاك وكما شخص ذلك بدقة الرفيق المجاىد عزة اب ارىيم‬
‫الامين العام لمحزب القائد الاعمى لمجياد والتحرير قامت امريكا بتقديم الع ارق لقمة سائغة لاي ارن من اجل اكمال اىداف الاحتلبل‬

‫وابرزىا تدمير الع ارق تمييدا لتقسيمو والغاء ىويتو الوطنية ‪.‬‬
‫وكما قاوم البعث ومقاومتو والقوى الوطنية الع ارقية الاحتلبل الامريكي واجبروه عمى سحب قواتو فان الشعب وقواه الوطنية‬
‫ومقاومتو قاوموا الاحتلبل الاي ارني وتركات المحتمين الاميركان والتمدد الاي ارني الفارسي الصفوي التوسعي الذي اجتاح الع ارق‬
‫وسوريا ولبنان واليمن وييدد اقطار الخميج العربي بل ييدد الامة العربية كميا وأمنيا القومي وما ازل ابناء شعبنا يقاومون‬

‫الاحتلبل الاي ارني ببسالة واص ارر لا يمين ‪.‬‬
‫يا أبناء امتنا العربية المجيدة وأح ارر العالم أجمع‬
‫بعد كل ما حل بالشعب الع ارقي فأن امريكا واي ارن وعملبئيما يتصارعون عمى المصالح ومناطق النفوذ والسرقات مع اقت ارب‬
‫موعد الانتخابات مصرين عمى المحافظة عمى امتيا ازتيم ومصالحيم غير المشروعة ولكي يظل ابناء شعبنا يرسفون في‬
‫معاناتيم لشظف العيش وسوء الخدمات والحرمان من ابسط الحقوق وبنفس الوقت يعززون الاحتلبل الاي ارني لمع ارق ‪.‬لكن‬
‫شعبنا الذي قاوم الاحتلبل والمحتمين من كل صنف ولون يتصدى اليوم ببسالة لمحكومة العميمة ويتلبحم مع مجاىدي البعث‬
‫والمقاومة لاسقاط ىذه الحكومة مستميمين دروس العدوان الغاشم لكي يت ارصوا في جبية نضالية متماسكة لتحرير الع ارق من‬
‫الغزو الاي ارني وأقامة حكم الشعب الديمق ارطي التعددي الحر المستقل ومواصمة مسيرة النيوض الوطني والقومي والانساني‬

‫لأعلبء الصرح الحضاري للبنسانية جمعاء‪.‬‬

‫المجد لشيداء البعث والمقاومة والع ارق والامة الاب ارر‪.‬‬

‫ولرسالة امتنا المجد والخمود‪.‬‬

‫قيادة قطر الع ارق‬

‫في العشرين من اذار ‪ٕٓٔٛ‬‬
‫الاثنين ٕ رجــب ‪ ٖٜٔٗ‬ىـ ۞۞۞ الموافق ‪ / ٜٔ‬أذار ‪ ٕٓٔٛ /‬م‬

‫‪72‬‬

‫العدد(‪ 23 )61‬اذار ‪2017‬‬ ‫مـلـحـق‬

‫بيان رقم ( ‪ ) ٖٔٚ‬القيادة العامة لمقوات المسمحة‬
‫بمناسبة الذكرى الخامسة عشرة لمعدوان الامريكي عام ٖٕٓٓ‬

‫يا ابناء شعبنا العظيم‬
‫يا ابناء امتنا العربية المجيدة‬
‫اييا النشامى في قواتنا المسمحة الباسمة‬

‫اييا الاح ارر في كل مكان‬
‫تمر عمينا ىذه الايام ذكرى بدء العدوان الامريكي عمى بلبدنا في التاسع عشر من أذار عام ٖٕٓٓ ىذا العدوان الذي شنتو‬
‫قوات الاحتلبل الامريكية والبريطانية ومن تحالف معيا تحت ذ ارئع وحجج واىية اثبتت الايام زيفيا وكذبيا ‪ ،‬فكانت ليست سوى‬
‫غطاءا واضحا لأىداف استعمارية معمومة بعيدة عن كل الش ارئع السماوية والقيم الانسانية والقوانين والأع ارف الدولية ‪ ،‬حيث‬
‫يعمم الجميع بان الأسباب المعمنة لمحرب كانت وكما حددىا الغ ازة ىي امتلبك الع ارق لأسمحة الدمار الشامل وعلبقتو بتنظيم‬
‫القاعدة الارىابي ‪ ،‬وقد تبين عدم صحة ىذه الافت ارءات بعد الاحتلبل تماما بل اعترف بيا قادة دول العدوان أنفسيم ‪ .‬ثم تم‬
‫إضافة اسباب وحجج اخرى لمغزو والعدوان منيا أن الع ارق يمثل تيديدا لجي ارنو ‪ ،‬وغيرىا من الم ازعم ال ازئفة ‪ .‬وان الرد عمى‬
‫ىذه الحجج والذ ارئع لمعدوان لا تحتاج الى م ارقب منصف وحصيف ليعرف زيفيا وكذبيا ‪ ،‬حيث يعمم الجميع أن الحصار الظالم‬
‫المطمق والمطبق الذي فرض عمى الع ارق بعد العدوان الثلبثيني في العام ٔ‪ ٜٜٔ‬قد استنزف قد ارت الع ارق وعناصر قوتو‬
‫العسكرية والاقتصادية بشكل كبير وبذلك فأنو لا يمكن أن يشكل تيديدا حقيقا لأحد من جي ارنو ‪ ،،‬كما أن واقع اليوم يبين لنا‬
‫المعايير المزدوجة لسياسة دول العدوان والمتمثمة في تدمير الع ارق لتمكين اي ارن وميميشياتيا وأعوانيا من السيطرة عمى مقد ارت‬

‫الع ارق وتطوير قد ارتيا التسميحية والسماح ليا بالتمدد في دول المنطقة جميعا‪.‬‬
‫اييا الاح ارر في كل مكان‬

‫ان دول العدوان وبعد احتلبليا لمع ارق اصدرت القوانين المجحفة بحق شعب الع ارق وجردتو من عناصر قوتو حيث قامت بحل‬
‫اجيزة الدولة السيادية بالكامل وسن القوانين التي ساىمت في تدمير النسيج الاجتماعي المتماسك لشعب الع ارق كقوانين‬
‫الاجتثاث وحل الجيش والأجيزة الامنية ودوائر الدولة ذات الصمة بمصالح الشعب ‪ .‬كما فرضت عممية سياسية جمعت فييا‬
‫عملبئيا واتباعيا الذين كان ليم الدور الابرز في اكمال مشروع الاحتلبل البغيض لتدمير الع ارق وسحق شعبو واذلالو وتجويعو‬
‫وتيجيره بذات الوقت الذي باشروا بسرقة ثرواتو ليضحى الع ارق اغنى بمد بأفقر شعب ‪ .‬فضلب عمى اصدار الق ار ارت الجائرة بحق‬

‫الصف الأول من قادة الع ارق ‪ ،‬فاعدم البعض وزج الآخرين في السجون ظمما وعدوانا ‪.‬‬
‫اييا الاح ارر في كل مكان‬

‫واذ نستحضر معركة صد العدوان وما تلبىا فأننا نستذكر القتال الباسل لمقاتمي جيش الع ارق الاشاوس يساندىم شعب الع ارق‬
‫العظيم ومواصمة القتال في صفوف المقاومة الوطنية الباسمة التي انطمقت حال انتياء صفحة العدوان العسكرية الاولى ‪ ،‬فكان‬
‫ليم الدور البارز والميم في الاعداد والتدريب والتخطيط والإدارة ‪ ،‬وقدموا تضحيات واسعة ‪ ،‬حتى تمكنوا من أجبار قوات الغزو‬
‫والاحتلبل عمى سحب قواتيا من الع ارق ‪ ،،‬ليحل محميم الاحتلبل الاي ارني الذي ىيمن عمى مقد ارت وطننا الجريح وشعبنا العظيم‬

‫‪73‬‬

‫العدد(‪ 23 )61‬اذار ‪2017‬‬ ‫مـلـحـق‬

‫بعدما تكالبت كل قوى الشر لتفتح الابواب واسعة لإي ارن لتنفذ الى الع ارق ومنيا الى سوريا ولبنان واليمن في مشروعيا‬
‫التوسعي الصفوي لمييمنة عمى امة العرب في محاولة بائسة ويائسة لإعادة ما يسمى بالإمب ارطورية الفارسية بعد تيديم البوابة‬

‫الشرقية لموطن العربي التي كانت السد المنيع والسياج العالي ضد ىذا المشروع ‪.‬‬
‫يا ابناء قواتنا المسمحة الجسورة‬
‫اييا الاح ارر في كل مكان‬

‫ان ما يدور عمى أرض بلبدنا اليوم من ص ارع دولي واقميمي ىو بسبب الغزو الامريكي لمع ارق في العام ٖٕٓٓ ومن ثم‬
‫الاحتلبل الاي ارني لبلبدنا ‪ ،‬الذي انتج ملبيين الميجرين والنازحين والقتمى والمعوقين وآلاف اليتامى والأ ارمل ‪ ،‬كما أن ىنالك‬
‫مئات المميا ارت من الدولا ارت المنيوبة والانتشار المفزع لمفساد المالي والإداري الذي ينخر جسد الدولة بكل مفاصميا من خلبل‬
‫ما يسمى بالعممية السياسية العرجاء التي مزقت نسيج المجتمع الع ارقي الذي عرف بوحدتو وتماسكو وتعاونو ‪ ،‬بعدما انشئوا‬
‫دكاكين لمتجارة وليس أح ازبا سياسية تتمسك بأىداف ومصالح البلبد العميا بل تيدف الى جني الاموال والسعي لتحقق مصالحيم‬
‫الخاصة عمى حساب مصالح الشعب العميا ‪ ،‬يساندىم في ذلك قوات الاحتلبل والغزو الامريكي والاي ارني التي تسيرىم وفقا‬

‫لمشاريعيا‪.‬‬
‫أييا الاح ارر في كل مكان‬
‫اننا في القيادة العامة لمقوات المسمحة نرى انو لا خلبص لمع ارق وشعبو العظيم الا بالتوحد والعمل بجد وتعاون لإنقاذ الع ارق‬
‫من خلبل التمسك بخيار الكفاح والمقاومة الوطنية ميما كانت التضحيات لاستعادة استقلبلو واستق ارره وأمنو ووحدة شعبو ‪..‬‬
‫وسيبقى الع ارق ( جمجمة العرب وكنز الرجال ومادة الامصار ورمح الله في الارض )) رغم أنف المعتدين‬
‫ولا يفوتنا في ىذه الذكرى إلا أن نحيي ارواح الشيداء البواسل من ابناء شعبنا الع ارقي العظيم والقوات المسمحة الع ارقية الذين‬
‫دافعوا عن امنو وسيادتو ونكبر الروح الوطنية لكل الجرحى والمفقودين والمغيبين قس ار والميجرين ممن كان ليم شرف العمل‬
‫والمساىمة في التصدي لمشاريع الغزو والاحتلبل ‪ ،،‬كما اننا نحيي ونبارك جيد وجياد النشامى الم اربطون عمى تربة بلبدنا وىم‬
‫يتصدون لكل عدوان دول الغزو والاحتلبل وذيوليم وعملبئيم‪.‬‬
‫التحية والمجد والرفعة لكل قادة الجياد والتحرر الوطني في بلبدنا قادة وآمرين ومقاتمين وليم منا كل التقدير والاعت ازز والفخر‬
‫تحية الى شعبنا الع ارقي العظيم من اقصى شمالو الى اقصى الجنوب‬
‫تحية الى رجال القوات المسمحة البواسل عنوان مجد الع ارق ووحدتو‬
‫تحية الى شيداء الع ارق العظيم‬
‫والتقدير والاعت ازز لكل من آمن بالع ارق العظيم واحدا موحدا مستقلب‪ ..‬والله المستعان‬

‫القيادة العامة لمقوات المسمحة‬
‫بغداد المنصورة بأذن الله‬
‫‪ / ٜٔ‬أذار ‪ٕٓٔٛ /‬‬

‫‪74‬‬

‫العدد(‪ 23 )61‬اذار ‪2017‬‬ ‫مـلـحـق‬

‫المؤتمر الشعبي العربي في ذكرى الغزو البربري الامريكي الدولي لع ارق البطولات والامجاد‬
‫بسم الله القوي العزيز‬

‫الى الرفيق المجاىد الصادق عزة اب ارىيم نصره الله‬

‫تحيو عربيو نضاليو خالصة وبعد‪:‬‬

‫في ذكرى الغزو البربري الامريكي الدولي لع ارق البطولات والامجاد نستحضر اليوم بطولات كل المجاىدين تحت ارية العروبة‬
‫والاسلبم منذ الفتح مرو ارً بكل معارك الجياد والنصر‪.‬‬

‫وفي ىذه الذكرى لمغزو المؤلمة وما ترتب عمييا من تدمير وقتل وتشريد وما افرزتو مخططات المجرمين الغ ازة واعوانيم الذي‬
‫جرى تسميطيم عمى مقد ارت الع ارق العظيم ودعميم من قبل القوى الدولية الغاشمة والإقميمية والصييونية الطامعة المتآمرة‬
‫تحت شعا ارت وتسميات المشاريع السوداء التي دبرتيا وخططت ليا تمك القوى مثل الشرق الاوسط الكبير والفوضى الخلبقة او‬

‫(الربيع العربي) وزرع الفتن والتحريض لخدمة تمك المؤام ارت‪،‬‬

‫لا بد لنا ان نتطمع بتفاؤل الى شعاع النور والنصر في آخر النفق المظمم وىو ما شكمتو وتشكمو المقاومة الع ارقية تحت لوائكم‬
‫والتي انتصرت وىزمت تحالف الغ ازة الاش ارر بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية واجبرتيم عمى الاعت ارف باليزيمة تاركة اعوانيا‬
‫المارقين عملبء الفرس الصفويين لقدرىم بمواجية قوى الارىاب وما ترتب بعد كل ذلك من استن ازف ونيب ثروات البلبد وتقتيل‬

‫وتشريد ابناء الشعب الع ارقي تحت كل سماء‪.‬‬

‫الرفيق المجاىد اعزه الله ونصره‬

‫اننا عمى ثقو بالنصر تحت اريات البعث العظيم وىو آت لا ريب فيو بعون الله وتحت لوائكم وجياد وصمود كل الرفاق والأخوة‬
‫لأن الظمم باطل الاباطيل والخيانات ميزومة قطعاً كما تسجل الصفحات المشرقة من تاريخ كفاح الامم‪ ،‬وامتنا العربية أمة‬
‫حضارية ولود تقف عمى أرس الأمم الحيو عبر التاريخ ماضيو وحاضره لتستعيد مكانتيا المرموقة وتواصل سعييا لموحدة‬

‫والحرية وعطاءىا الحضاري لخير جماىيرىا ولخير العالم المتمدن‪...‬‬

‫‪ -‬أعزكم الله واعز شعبنا في ع ارق الامجاد بالنصر بمواجية كل الاعداء والمتآمرين‪.‬‬

‫‪ -‬المجد وفي عميين لكل شيداء الامو وعمى أرسيم شييد الحج الاكبر وفارس الامو الخالد صدام حسين‪.‬‬

‫الامين العام لممؤتمر الشعبي العربي‬ ‫‪ -‬والموت لمخونة والمارقين والمتآمرين‪.‬‬
‫المحامي احمد النجداوي‬ ‫والله اكبر‪ ...‬الله اكبر‪ ...‬الله اكبر وليخسأ الخاسئون‪.‬‬
‫ٕٔ‪/‬آذار‪ٕٓٔٛ/‬‬

‫‪75‬‬

‫العدد(‪ 23 )61‬اذار ‪2017‬‬ ‫مـلـحـق‬

‫في ذكرى غزو الع ارق ‪ :‬سقط الزيف وبقت الجريمة ماثمة‬

‫أ‪.‬د‪ .‬كاظم عبد الحسين عباس‬

‫ٔ ‪-‬تحرير الع ارق من الدكتاتورية‬ ‫الاجتماعي معب ار عنو بالاشت اركية‬ ‫نعيد للؤذىان مجددا ان خطط‬
‫وتحويمو الى واحة يغبطيا الشرق‬ ‫من جية أخرى ‪.‬‬ ‫غزو الع ارق قد بدأت في أوائل‬
‫سبعينيات القرن الماضي وتحديدا‬
‫والغرب لازدىارىا وديمق ارطيتيا‪!!!.‬‬ ‫من ىناك بدأت م اركز البحوث‬ ‫بعد نجاح الع ارق بحل المشكمة‬
‫الاست ارتيجية وغرف العمل‬ ‫الكردية بإصدار بيان اذار وقانون‬
‫ٕ ‪-‬لان الع ارق يمتمك ويطور‬ ‫المخاب ارتي تشتغل لإسقاط النظام‬ ‫الحكم الذاتي وبعد نجاح ق ارر تأميم‬
‫أسمحة دمار شامل تيدد أمن‬ ‫الوطني الع ارقي ولم تتوقف‬ ‫النفط وطرد الشركات الاحتكارية من‬
‫وسلبم العالم الذي تكمفت أميركا‬ ‫المحاولات بصيغيا المختمفة حتى‬ ‫الع ارق ‪ .‬فاحتواء الدولة الوطنية‬
‫بح ارستو بتفويض من وحدانية‬ ‫اضطرت أميركا لتجنيد عش ارت‬ ‫لأسباب التمرد في الشمال قد قطع‬
‫الدول معيا لإنجاز الميمة بنفسيا‬ ‫عمى الامبريالية والصييونية‬
‫قطبيتيا ‪.‬‬ ‫بعد أن قطعت عام ٔ‪ ٜٜٔ‬شمال‬ ‫وأدواتيا في المنطقة نسغ التدخل‬
‫الع ارق وحولتو الى محمية أمريكية‬ ‫في شؤون الع ارق وامتلبك مفاتيح‬
‫ٖ ‪-‬لان الع ارق يقيم علبقات مع‬ ‫وجعمت منو منطمقا لبناء وتنفيذ‬ ‫اقلبق أمنو واستق ارره وتيديد‬
‫منظمات أرىابية كقاعدة اسامة بن‬ ‫خطط الغزو التي تمكنت القيادة‬ ‫سيادتو ووحدة أ ارضيو من جية‬
‫الع ارقية وبعد طمب من السيد‬ ‫والتأميم قطع دابر الاحتكار‬
‫لادن ‪.‬‬ ‫مسعود بار ازني لمتدخل في أربيل‬ ‫الامبريالي لثرواتنا ووضعيا في‬
‫عام ‪ٜٜٔٛ‬م تمكنت من تمزيق‬ ‫مسا ارت تطور البلبد وخدمة‬
‫غير ان اميركا وحمفاءىا لم‬ ‫الكثير من أوكارىا وخلبياىا وغرف‬ ‫المواطن الع ارقي خاصة والعربي‬
‫يجدوا سلبحا محرما في الع ارق ولم‬ ‫عموما تحت سيطرة دولة يقودىا‬
‫تجد أكيركا مصنعا قاد ار عمى انتاج‬ ‫عممياتيا‪.‬‬ ‫حزب قومي يتصدى لمشروع العرب‬
‫ىذا السلبح لان فرق التفتيش‬ ‫في النيضة والوحدة والحرية والعدل‬
‫التابعة للبمم المتحدة قد دمرت‬ ‫أدعت الولايات المتحدة وحمفيا‬
‫السلبح والمصانع والمواد الاولية‬ ‫العدواني بأن لغزو الع ارق أسباب‬
‫التي كانت تشكل قد ارت الع ارق‬
‫الصناعية العامة ومنيا العسكرية‬ ‫أىميا‪:‬‬
‫بشكل خاص والتي كانت بالأعم‬

‫‪76‬‬

‫العدد(‪ 23 )61‬اذار ‪2017‬‬ ‫ثم بدأت بتأسيس دولة‬ ‫مـلـحـق‬
‫(الديمق ارطية في الع ارق المحرر)‬
‫لجعل الع ارق (المحرر) محكوم‬ ‫الاغمب صناعات تقميدية ‪ .‬والعالم‬
‫بالموت وبالفشل ‪.‬‬ ‫عمى أسس‪:‬‬ ‫كمو يعرف ىذه الحقيقة غير ان‬
‫انييار الادعاء بعد الغزو والاعت ارف‬
‫وبانت ملبمح الحياة اليانئة‬ ‫المحاصصة المذىبية والعرقية‬ ‫الضمني بالفشل بالعثور عمى‬
‫المترفة المرفية التي زعموا انيم‬ ‫التي دمرت دولة الع ارق تدمي ار تاما‬ ‫سلبح محرم قد أسقط أحد أىم‬
‫سيوفرونيا عمى أنقاض الدولة‬
‫الوطنية من خلبل تدمير مشاريع‬ ‫عمى عكس ادعاءاتيا‪.‬‬ ‫الادعاءات الكاذبو لمغزو المجرم ‪.‬‬
‫الانتاج وضخ مئات الالاف من‬
‫العاطمين عن العمل ممن كانوا‬ ‫تمكين أح ازب اي ارن التي أدخمتيا‬ ‫وباشرت أميركا فو ار بالسيطرة عمى‬
‫يشتغمون في ىذه المشاريع وانياء‬ ‫مع ميميشياتيا بعد أحتلبل بغداد‬ ‫و ازرة النفط الع ارقية التي بقت وحيدة‬
‫خدمات ملبيين الع ارقيين لبمدىم‬ ‫مباشرة من مسك رقاب الع ارقيين‬ ‫خارج خطط التدمير الشامل لمو از ارت‬
‫نتيجة ق ار ارت الحل والاقصاء‬ ‫وثروات البلبد وكانت تمك ىي بداية‬ ‫والمؤسسات الع ارقية وسيطرت عمى‬
‫وانغلبق فرص التعيين والتشغيل‬ ‫كافة مؤسساتيا الانتاجية وفتحت‬
‫تمكين اي ارن من احتلبل الع ارق‪.‬‬ ‫انابيب النفط الع ارقي لمضخ بلب‬
‫لألاف الخريجين ‪.‬‬ ‫عدادات في الغاء فوري لق ارر‬
‫اصدار قوانين حل القوات‬
‫ونجحت أميركا في انتاج الارىاب‬ ‫المسمحة الع ارقية وو از ارت‬ ‫التأميم ‪.‬‬
‫وتيديم مدن الع ارق وخاصة الغربية‬
‫التي شيدت مقاومة بطمة لمغزو‬ ‫متخصصة أخرى‪.‬‬ ‫ثم باشرت بانتاج واحتيا‬
‫ونجحت نجاحا باى ار في بث أنواع‬ ‫الموعودة لمديمق ارطية بمداىمة‬
‫الفساد الاخلبقي والمالي والاداري‬ ‫اصدار قوانين الاجتثاث التي‬ ‫بيوت الع ارقيين العزل وقتل واعتقال‬
‫شممت ملبيين الع ارقيين وخمقت‬ ‫مئات الالاف بل ملبيين وتعريض‬
‫في الع ارق ‪.‬‬ ‫شروخا في البنية الاجتماعية‬ ‫الاسرى والمعتقمين الى شتى أنواع‬
‫التعذيب الوحشي وباشر جنودىا‬
‫واذا كان ىذا ىو حصاد الغزو‬ ‫والسياسية والاقتصادية لمبلبد‪.‬‬ ‫بيتك أع ارض الع ارقيين بعمميات‬
‫الامريكي لمع ارق قتل ما يزيد عمى‬ ‫الاغتصاب لمنساء ولمرجال عمى حد‬
‫مميوني ع ارقي وتيجير ق اربة ستة‬ ‫وبدأت ملبمح دولة الحرية‬
‫ملبيين ونزوح ملبيين أخرى بعد‬ ‫المزعومة تبان جميا بتيجير ملبيين‬ ‫سواء‪.‬‬
‫ىدم بيوتيم عمى رؤوسيم وىدر‬ ‫الع ارقيين نتيجة قطع أر ازقيم وتيديد‬
‫حياتيم وعوائميم ونشر المميشيات‬
‫الطائفية وخاصة اي ارنية الولاء‬

‫‪77‬‬

‫العدد(‪ 23 )61‬اذار ‪2017‬‬ ‫الوجود الاحتلبلي العنصري‬ ‫مـلـحـق‬
‫الاج ارمي لفمسطين الحبيبة من قبل‬
‫الخمفية المعفنة لعواصم العالم وىم‬ ‫الحركة الصييونية العالمية‬ ‫ترليونات الدولا ارت عمى يد سمطة‬
‫عتاة المجرمين والمرتزقة وعديمي‬ ‫فاسدة تنتجيا وتدورىا انتخابات‬
‫الاخلبق والذين صارت الرذيمة ديدنا‬ ‫المجرمة ‪.‬‬ ‫باطمة ومزوره وبث الفتن المذىبية‬
‫ليم والفاحشة والاج ارم جمد ثخين‬ ‫والعرقية التي جعمت الع ارق عمى‬
‫ونحن اذ نتوقف ىذه الايام عند‬ ‫حافات التشظية ومكنت اي ارن من‬
‫وسمات رديئة ‪.‬‬ ‫الذكرى الخامسة عشرة لج ارئم غزو‬ ‫احتلبل الع ارق فان ما نتج من غزو‬
‫الع ارق فاننا نقف باعت ازز واكبار‬ ‫الع ارق عمى مستوى الوطن العربي‬
‫المجد في عميين لشيداء الع ارق‬ ‫أمام بطولة الع ارق وشعبو التي‬ ‫لا يقل كارثية ويمثل أعمى درجات‬
‫يتقدميم بطل الأمة وصانع تاريخيا‬ ‫تمثمت بمقاومة الغزو مقاومة‬
‫بطولية شرسة قبل وبعد حصولو‬ ‫ما تمنت الصييونية أن يتحقق‪:‬‬
‫الحديث صدام حسين رحمو الله‪.‬‬ ‫وىي المقاومة التي أفسدت وعطمت‬
‫الكثير من خطط الغزو وأرغمت‬ ‫فغزو ليبيا وتدميرىا والحرب‬
‫العز والنصر لقائد الجياد والتحرير‬ ‫الجيوش الغازية عمى اليرب واحدة‬ ‫الدموية المستمرة في سوريا واليمن‬
‫الأمين العام لحزب البعث العربي‬ ‫تمو الأخرى وأجبرت أميركا عمى‬ ‫ما ىي الا نتاج مباشر لإسقاط‬
‫الاشت اركي الرفيق القائد البطل عزة‬ ‫الركون عمى الشريك الفارسي في‬ ‫السد الع ارقي الذي جاء بعده‬
‫ادارة الع ارق المحتل والمضي في‬
‫اب ارىيم ‪.‬‬ ‫قتل الع ارقيين وتدمير بلبدىم‬ ‫الطوفان ‪.‬‬
‫وأجبرتيا عمى الاختباء في قواعد‬
‫تحية لكل ع ارقي لم ينسحب الى‬ ‫محصنة ستدكيا قبضات الشجعان‬ ‫كما ان أحداث ما يسمى بالربيع‬
‫ش ارك الغ ازة والى كل ع ارقي يستطيع‬ ‫بأذن الله ‪ .‬واننا عمى يقين بأن‬ ‫العربي التي حاول القائمون بيا‬
‫الافلبت منيا والعودة الى حظن‬ ‫المقاومة الع ارقية الباسمة ستتواصل‬ ‫والممولون ليا أعطاءىا صبغات‬
‫وتتصاعد مع العري الفاضح‬ ‫ثورة شعبية عربية قد ىزت كيانات‬
‫ع ارق المجد والحضارة والذرى ‪.‬‬ ‫لمنتجات الاحتلبل والفساد المخزي‬ ‫مصر وتونس وعبثت بأمنيا‬
‫لمن وظفيم من العملبء والخونة‬ ‫وعرضت سيادتيا الوطنية لمخطر‬
‫الله أكبر وان فجر التحرير ات‬ ‫وجاء بيم من مواخير الازقة‬ ‫وما ازلت ‪ .‬ونحن نرى ان جميع‬
‫وقبر الباطل يحفره الاباة الشجعان‬ ‫ىذه الاحداث قد صممت لاستكمال‬
‫الصامدون المؤمنون بالله وبالع ارق‬ ‫‪78‬‬ ‫جريمة غزو الع ارق لتشظية العرب‬
‫وبلبدىم التي ىي أصلب ناتج تقسيم‬
‫وبالأمة‪.‬‬ ‫استعماري قيري جائر حصل ليؤمن‬

‫العدد(‪ 23 )61‬اذار ‪2017‬‬ ‫مـلـحـق‬

‫في ذكرى غزو الع ارق‪ :‬نتائج وتداعيات‪..‬‬

‫أنيس اليمامي‪ /‬تونس‬

‫مستحدثة تظير لأول مرة؛ عن الوجو‬ ‫حيث ضربت عرض الحائط بكل‬ ‫في مثل ىذه الأيام سنة ٖٕٓٓ‬
‫القبيح الحقيقي ليذا الغرب‬ ‫الش ارئع والمواثيق والأع ارف مندفعة‬ ‫باشرت جحافل البغي والشر معاودة‬
‫اللبديمق ارطي المتأصل في الوحشية‬ ‫لما بين النيرين بنيم في التقتيل‬ ‫جريمتيا الكبرى بحق الع ارق الأشم‬
‫والك ارىية والانحطاط الروحي‬ ‫والتشريد والاغتصابات وزرع الفتن‬ ‫أرضا وشعبا وجيشا ونظاما وتاريخا‬
‫والمستيتر بأبسط حقوق الشعوب‬ ‫بتلبوينيا المختمفة والمتخمفة معا‬ ‫وحضا ارت لتصب جام حقدىا‬
‫عمى شاكمة الن ازعات المذىبية‬ ‫العنصري الوحشي عبر استيداف‬
‫والأمم الأخرى‪.‬‬ ‫والطائفية والعرقية وغيرىا من الخمطة‬ ‫بلبد ال ارفدين عمى كل العرب؛ ولقد‬
‫استنفذ الطغاة البغاة مخزونيم‬
‫لقد ىيأ الأمريكان بقد ارتيم الإعلبمية‬ ‫الفسيفسائية التي تميز الع ارق‪.‬‬ ‫الحربي القاتل وجيزوا مختمف‬
‫اليائمة ال أري العام الدولي وحتى‬ ‫قد ارتيم التدميرية الفتاكة لتمزيق‬
‫العربي لتقبل غزو الع ارق وتدميره بعد‬ ‫فمم تتورع عواصم الحداثة‬ ‫الع ارق وتقطيع أوصالو وأثخنوا‬
‫أن فبركت علبقة نظامو وقيادتو‬ ‫والحضا ارت الكاذبة ومن رفعوا‬
‫بالإرىاب خصوصا بعد مسرحية‬ ‫الشعا ارت الب ارقة الرنانة طويلب ؛ عن‬ ‫ج ارحو‪.‬‬
‫أحداث سبتمبر أيمول ٕٔٓٓ؛ وخيل‬ ‫استخدام الأسمحة المحرمة دوليا من‬
‫لممتابعين أن إدارة المجرم بوش‬ ‫يوارنيوم وأسمحة إشعاعية شديدة‬ ‫لقد ارتكبت قوى الاستعمار المتكالبة‬
‫ذاىبة لخوض حرب مقدسة بأمر من‬ ‫الفتك يضيق المجال لتعدادىا ولكن‬ ‫في الع ارق ما لم يخطر ببال بعد‬
‫الرب وقد ازره في المنام؛ لذلك ورغم‬ ‫يكفي التذكير بأنيا كانت معدة‬ ‫نجاح الامبريالية والصييونية في‬
‫مساعي الأح ارر في العالم لمعارضة‬ ‫لمنازلة الاتحاد السوفييتي وىي ما‬ ‫تغييب الضمير الإنساني وتركيز‬
‫تمك اليجمة الشعواء؛ أقدم الأمريكان‬ ‫تعرف بالأسمحة الاست ارتيجية؛‬ ‫النظام العالمي الجديد أحادي القطبية‬
‫عمى ما عزموا عميو ليغرق الع ارق‬ ‫وتفصح أعداد الشيداء الخيالية‬ ‫بعد تفتيت الاتحاد السوفييتي وتحييد‬
‫في بحور من الدماء وسمسمة من‬ ‫المفزعة وما نتج عن ذلك العدوان‬ ‫كل الأقطاب المزعجة ولو باستحياء‬
‫البربري الغادر من أم ارض سرطانية‬ ‫كالصين والب ارزيل واليند وغيرىما؛‬
‫الفوضى والمآسي التي لا تنتيي‪.‬‬

‫‪79‬‬

‫العدد(‪ 23 )61‬اذار ‪2017‬‬ ‫يترددون عن ت ارشق الاتيامات فيما‬ ‫مـلـحـق‬
‫بينيم ويعير بعضيم بعضا فيقارنون‬
‫يعدم صدام حسين ولم يستبح الع ارق‬ ‫بينيم وبين صدام حسين ورفاقو‬ ‫وبالعودة لحيثيات تمك الجريمة؛‬
‫ولو تكف آمريكا عن انتياكيا‬ ‫ليقروا بخستيم ووضاعتيم ودناءتيم‬ ‫نستذكر تبري ارت إدارة بوش الصغير‬
‫لمقوانين وتحترم سيادة الدول‬ ‫معترفين بسمو خصوميم وبطولاتيم‬ ‫وذ ارئعيا حيث بشرت الع ارقيين بنعيم‬
‫من الديمق ارطية والرفاىية والحداثة‬
‫وخيا ارت الشعوب‪.‬‬ ‫وأمانتيم‪..‬‬ ‫والحرية؛ كما وعدت المجتمع الدولي‬
‫بعالم أكثر أمنا ورخاء برحيل صدام‬
‫أطمق الأمريكان عنوان "الصدمة‬ ‫وبالقدر ذاتو؛ اكتشف العالم بعربو‬ ‫حسين ونظامو الديكتاتوري الدموي‪.‬‬
‫والترويع" رىانا منيم عمى العامل‬ ‫وعجمو حجم التضميل والخداع الذين‬ ‫وبعد ىذه السنوات؛ ما الذي جناه‬
‫النفسي لكسر روح شعب الع ارق‬ ‫مارستيما الامبريالية الأمريكية‬ ‫الع ارقيون وكيف غدا حال العالم؟‬
‫وحممو عمى الاستسلبم؛ لكنيم فوجئوا‬ ‫والصييونية العالمية والدوائر‬ ‫ببساطة واقتضاب شديدين؛ تتحدث‬
‫بأن الع ارقيين جيشا وقيادة وشعبا لم‬ ‫السابحة في أفلبكيما؛ وقد تأكدت‬ ‫حالة الع ارقيين أفضل من كل الكتابات‬
‫يستقبموا الغ ازة وعموجيم بأكاليل‬ ‫فضيحة تقرير المجرم باول في الأمم‬ ‫والتحميلبت وتكشف قوافل الموتى‬
‫الغار والورد كما زعموا؛ بل عمى‬ ‫المتحدة وعلبقة نظام الع ارق‬ ‫وأعداد الثكالى والأ ارمل والأيتام‬
‫العكس تماما عالجيم نشامى بلبد ما‬ ‫بالقاعدة؛ ويكفي لمتدليل عمى ىمجية‬ ‫والأسرى والنازحين والميجرين‬
‫بين النيرين وح ارئرىا بالبنادق والنار‬ ‫ق ارر غزو الع ارق؛ الإحالة عمى‬ ‫والمنفيين عن الحقيقة عارية؛ وىو‬
‫وش ارسة المقاومين الصابرين‬ ‫الممصقات الدعائية الانتخابية‬ ‫ما ثبت حالة من الحس ارت والندم‬
‫المؤمنين فتساقطت جيف عموج‬ ‫العملبقة لمحزب الديمق ارطي يجرم من‬ ‫الكبير لدى عموم الع ارقيين الذين‬
‫المعتدين وتناثرت وتبعثرت أعناقيم‬ ‫خلبليا الحزب الجميوري وسياساتو‬ ‫باتوا يحنون لأشد أياميم سوء (إن‬
‫عمى امتداد سواد أرض بابل‬ ‫وىي ممصقات لصور شييد الع ارق‬ ‫وجدت) مع نظام صدام حسين؛ بل‬
‫وحمو اربي وأكاد من أم قصر ل ازخو‪..‬‬ ‫والعرب والعالم الحر صدام حسين‪.‬‬ ‫ويا لسخرية الأيام؛ فأعتى معارضي‬
‫وانطمقت كتائب مقاومة الع ارق العظيم‬ ‫وتتحدث تمك الممصقات عن أن العالم‬ ‫نظام الع ارق الوطني بل ومبغضوه‬
‫منذ اليوم الأول لمغزو تسطر‬ ‫كان سيكون حقا أكثر أمنا لو لم‬ ‫باتوا يعضون أنامميم أسفا لما‬
‫الممحمة تمو الممحمة في بغداد‬ ‫ارتكبوه بحق بمدىم وأنفسيم ولا‬
‫والأنبار والفموجة وصلبح الدين‬ ‫‪80‬‬

‫العدد(‪ 23 )61‬اذار ‪2017‬‬ ‫مـلـحـق‬

‫لا غرو في القول ولا شطط إن أكدنا‬ ‫وديالى وبعقوبة وواسط وسام ارء‬
‫عمى أن الدمار والخ ارب المفزع الذي‬ ‫والكوت وغيرىا ما دفع الأمريكان رغم‬
‫ضرب أمصار الأمة الأخرى وان كانت‬ ‫الاختلبل في موازين القوى اختلبلا لا‬
‫نتيجة حتمية لاستباحة الع ارق فإنيا‬ ‫لبس فيو لمف ارر من جحيم المستنقع‬
‫تكممة طبيعية لتمك الخطة المبتكرة‬ ‫الع ارقي ليوكموا ميمة إتمام المخطط‬
‫بمسمى الصدمة والترويع‪ .‬وان‬ ‫الجينمي لمفرس الصفويين المجرمين‬
‫الفوضى العارمة التي تجرف سورية‬ ‫الحاقدين‪ .‬وبالقدر الذي تحولت‬
‫وليبيا واليمن وبقية الأقطار بدرجات‬ ‫است ارتيجيات العدو وتكتيكاتو؛ كانت‬
‫أقل عنفا ليي الحجة الدامغة عمى‬ ‫المقاومة تتفاعل بثبات ومرونة‬
‫ذلك؛ حيث شكمت التنظيمات‬ ‫واد ارك وذكاء أسطوري لتثخن في‬
‫الارىابية الدموية الغادرة أدوات‬ ‫الفرس ونغوليم كالج ارح غائرة‬
‫الترويع وآلة الصدمة بيد رعاة‬
‫الجريمة الدولية وخصوصا داعش‬ ‫ومفتوحة أبديا‪..‬‬
‫وما سيتولد من رحميا‪ .‬ولكن وكما‬
‫امتص الع ارقيون الصدمة والترويع‬ ‫إنو من الضرورة بمكان أن نقف عند‬
‫وأجيضوا م ارمييا فإن جماىير شعبنا‬ ‫الصدمة والترويع عنوان حممة الغدر‬
‫العربي ستمتص تمك الدسيسة‬ ‫الجديدة التي انطمقت في ٖٕٓٓ؛‬
‫وستتجاوز مخمفاتيا ميما غمت‬ ‫فيي لم تكن تعني أبدا الع ارق ولا‬
‫تتوقف عند حدوده وىذا ما حذر منو‬
‫التضحيات‪.‬‬ ‫الع ارق وحزب البعث العربي الاشت اركي‬
‫دون استثمار ذلك ولا التدبر فيو؛‬
‫فالصدمة والترويع كانت أشمل وأكبر‬
‫وأوسع مدى وىي حممة مخصصة‬

‫للؤمة العربية كان الع ارق منطمقيا‪..‬‬

‫‪81‬‬

‫العدد(‪ 23 )61‬اذار ‪2017‬‬ ‫مـلـحـق‬

‫بمناسبة العدوان السياسي ‪ -‬العسكري الأمريكي‪/‬البريطاني الشامل عمى الدولة الع ارقية‬
‫البداية المجَّدَدة لمسرطان السياسي الغربي في الوطن العربي‬

‫باقر الص ارف‬

‫الثلبث سنوات لينتيي في العام‬ ‫سياسًيا تاريخًيا كبيًار عمى كل الأمة‬ ‫العدوان العسكري الأمريكي ـ‬
‫‪.ٜٔٓٚ‬‬ ‫العربية‪ ،‬وأعاَد بالمنطقة العربية‬ ‫البريطاني‪ ،‬علبوة عمى مشاركة‬
‫القيقرى إلى الم ارحل الأولى من‬ ‫بعض الأع ارب من حكـّام الخميج‬
‫لندقق ـ ابتداء ـ وبتمعن مركز وشديد‬ ‫القرن العشرين الميلبدي‪ ،‬غداة‬ ‫العربي والجزيرة العربية الأوباش‬
‫في بنود وتفاصيل ذلك البرنامج‬ ‫ىزيمة الإمب ارطورية العثمانية عمى‬ ‫مشارك ًة مباشرة ‪ +‬الدور التحريضي‬
‫السياسي الذي كان جوىره السياسي‪،‬‬ ‫أيدي جيوش الحمفاء‪ ،‬وبداية‬ ‫السياسي والأمني والمعموماتي‬
‫وبشكٍل أساسي‪ ،‬تجزئة الوطن العربي‬ ‫إستيلبء الييمنة الأوربية‬ ‫الفارسي‪ ،‬والإتفاق الأمريكي ـ الإي ارني‬
‫في م ارحل لاحقة عبر خطة "سايكس‬ ‫الإستعمارية ـ الإمبريالية عمى الوطن‬ ‫بشخص مندوبيا في الأمم المتحدة ـ‬
‫ـ بيكو" السياسية الخبيثة‪ ،‬والذي كان‬ ‫وزير الخارجية الحالي ـ جواد ظريف‪،‬‬
‫ذلك الوطن موحًدا تقريًبا آنذلك تحت‬ ‫العربي‪.‬‬ ‫كما يروى أزوالد خميل ازد السفير‬
‫ظل الييمنة السياسية العثمانية‪،‬‬ ‫الأمريكي لدى "الع ارق المحتل" بعد‬
‫وتنتظم تمك السياسة الإج ارمية‬ ‫وتطبيق البرنامج السياسي‬ ‫الغزو‪ ،‬بالإضافة إلى تبعية العديد من‬
‫الأوربية الغربية المعالم الأساسية‬ ‫لممنتصرين ـأسا ًساـ الذي تم رسم‬ ‫الأح ازب الطائفية ممن تعمل في‬
‫الاقتصادية والاجتماعية وكل السمات‬ ‫معالمو ومبناه بعد د ارسة عينية‬ ‫ركابيا‪ ،‬وعملبئيا في السير و ارء‬
‫الأساسية لتطو ارتو‪ ،‬طوال أعوام‬ ‫ووافية ومتكاممة لممنطقة العربية‬
‫الماثمة آنذاك‪ ،‬وقد انبثق ذلك‬ ‫دبابات العدوان الغربي‪...‬‬
‫القرن العشرين الماضية‪.‬‬ ‫البرنامج السياسي الرىيب عما جرى‬
‫بحثو في "مؤتمر كامبل بانرمان"‬ ‫أقول العدوان العسكري الشامل عمى‬
‫ليغدو الوطن العربي اليوم‪ ،‬وفي‬ ‫الذي التأم شممو في العام ٗٓ‪،ٜٔ‬‬ ‫الدولة الع ارقية في اليوم العشرين من‬
‫القرن الحادي والعشرين عمى وجو‬ ‫بالعاصمة البريطانية لندن‪ ،‬ودامت‬ ‫آذار من العام ٖٕٓٓ‪ ،‬والذي انتيى‬
‫التحديد‪ ،‬سائًار عمى سكة "التفتيت‬ ‫جمساتو البحثية والحوارية حوالي‬ ‫في ‪ ،ٕٖٓٓ/ٗ/ٜ‬قد ش ّكل منعطفًا‬
‫المجتمعي" البغيض‪ ،‬التي لم تُستكمل‬

‫‪82‬‬

‫العدد(‪ 23 )61‬اذار ‪2017‬‬ ‫جيمن جيمس مؤلف كتاب البحوث‬ ‫مـلـحـق‬
‫التاريخية المشيورة وزوال‬
‫الذي أمكن الإطلبع عمية[ٕ]‪ ،‬وما‬ ‫الإمب ارطورية الرومانية‪ ،‬ولوي مادلين‬ ‫للآن‪ ،‬عبر الرؤية السياسية الأثنية‬
‫بعدىا‪ ،‬حيث يورد ذلك التقرير الن َص‬ ‫الأستاذ في السوربون ومؤلف كتاب‬ ‫لمتكوينات الاجتماعية القزمية أو‬
‫نشوء وزوال إمب ارطورية نابميون‪،‬‬ ‫الطائفية المذىبية السياسية‪ ،‬وىو‬
‫التالي‪:‬‬ ‫وليستر الأستاذ في جامعة لندن‪،‬‬ ‫تحول سياسي ارتدادي نوعي باٍد‬
‫ولتسنخ‪ ،‬وسميث‪ ،‬ودرتنج‪ ،‬وزىروف‬ ‫لمعيان ولكل متبصر في شؤونو‬
‫"إ ّن الخطر ضد الإستعمار في آسيا‬ ‫وغيرىم‪ ،‬من مشـاىير العمماء‬ ‫العامة‪ ،‬يستكمل فيو "الغرب السياسي‬
‫وفي أفريقيا ضئيل‪ ،‬ولكن الخطر‬ ‫والأسـاتذة"[ٔ]‪ ،‬في ذلك الزمن وتمك‬ ‫الأمريكي المتعولم" ما بدأه أسلبفو‬
‫الضخم يكمن في البحر المتوسط‪،‬‬ ‫المرحمة التاريخية من النمو‬ ‫الأوربيون الاستعماريون من مداميك‬
‫وىذا البحر ىو ىمزة الوصل بين‬ ‫ال أرسمالي ودخول العصر الإمبريالي‪.‬‬ ‫"الاست ارتيجية السياسية" الغربية‪،‬‬
‫الغرب والشرق‪ ،‬وحوضو ميد الأديان‬ ‫وىي "است ارتيجية سياسية" ىا ّمة‪ ،‬لا‬
‫والحضا ارت‪ ،‬ويعيش عمى شواطئو‬ ‫وىذه الدول الأوربية الغربية عزمت‬ ‫تسقط بالتقادم الزمني أبًدا‪ ،‬طالما لا‬
‫الجنوبية والشرقية بوجو خاص شع ٌب‬ ‫عمى "تشكيل جبية إستعمارية مو َّحدة‬ ‫تستنفد "ميمتيا السياسية"‬
‫واحٌد تتوافر لو وحدة التاريخ والدين‬ ‫من الدول ذات المصالح المتوافقة‬
‫والمسان‪ ،‬وكل مقومات التجمع‬ ‫في العالم آنذاك وىي ‪ :‬بريطانيا‬ ‫الاست ارتيجية المطموبة منيم‪.‬‬
‫والت اربط‪ ،‬وىذا فضلبً عن نزعاتو‬ ‫وفرنسـا وبمجيكا وىولندا والبرتغال‬
‫الثورية وثرواتو الطبيعة‪ ،‬فماذا تكون‬ ‫وايطاليا وأسبانيا"‪ ،‬فيما غابت ألمانية‬ ‫لقد نص تقرير "المؤتمر المندني"‬
‫النتيجة لو نقمت إلى ىذه المنطقة‬ ‫عنو بسبب إفت ارق مصالحيا الخاصة‬ ‫ذاك‪ ،‬والذي حضره وأَلّف مجمل‬
‫الوسائل الحديثة وامكانيات الثورة‬
‫الصناعية الأوروبية‪ ،‬وانتشر التعميم‬ ‫عن مصالحيم الإست ارتيجية‪.‬‬ ‫وثائقو السياسية‪:‬‬
‫فييا وارتفعت الثقافة"؟! أي لو تسَمّح‬
‫وأكد أولئك العمماء المؤتمرون عمى‬ ‫"مشاىير المؤرخين وكبار عمماء‬
‫بعناصر الوعي السياسي‪.‬‬ ‫حقيقة كون الشعب العربي الواحد‬ ‫الإجتماع والجغ ارفية والإقتصاد‬
‫والأمة الواحدة عبر النص التالي‬ ‫والتاريخ والنفط والز ارعة والإسـتعمار‬
‫"إذا حدث ما سمف فستحل الضربة‬ ‫في دول الإتحاد" الأوربي‪ ،‬مثمما‬
‫القاصمة حت ًما بالإستعمار الغربي"‪،‬‬ ‫حضره العديد من المفكرين‬
‫ومن ثم يقترح عمماء ومؤرخو‬ ‫الإست ارتيجيين من قبيل‪ ،‬البروفيسور‬

‫‪83‬‬

‫العدد(‪ 23 )61‬اذار ‪2017‬‬ ‫في العصر الحديث والمعاصر‪،‬‬ ‫مـلـحـق‬
‫خصو ًصا وأ َّن قيادتيا العدوانية‬
‫المنطوية تحت لواء منظمة جامعة‬ ‫العسكرية المتصيينة تمتمك‬ ‫وسياسيو المؤتمر "برنامجاً سياسًيا‬
‫الدول العربية]‪.‬‬ ‫"برنامجيا السياسي الخاص" بيا‪،‬‬ ‫وعممًيا ينبغي عمييم تطبيقو بغية‬
‫والتدميري عمى المستوى العالمي‪،‬‬ ‫الحفاظ عمى التخمف وتمزيق‬
‫ويحدد التقرير أىمية المنطقة‬ ‫وليس المتعمق في المنطقة العربية‬ ‫المنطـقـة واقـامة حاجـز بشــري يفصـل‬
‫لمولايات المتحدة بأكثر من سبب‪:‬‬ ‫فقط‪ ،‬وىو ما إستجابت "ىيئة قيادة‬ ‫المشــرق العربـي عن المغرب‬
‫أركان قواتيا المسَمّحة لطمب القيادة‬ ‫العربـي‪ ،‬قـوي وغريـب‪ ...‬قـوة صديقة‬
‫ٔـ لوجود إس ارئيل [الدولة التي‬ ‫السياسية {الكمية فعقدت} ورشة‬ ‫للئستعمار وعدوة لسكان المنطقة"‬
‫تربطنا بيا إتفاقيات كثيرة وىي‬ ‫عمل (وورك شوب) لمدة أربعة أيام‬ ‫العربية‪ ،‬وُيفضل "أ ْن يكون من‬
‫موجودة في وسط تمك المنطقة‬ ‫في الفترة ما بين ٕ٘ و‪ ٕٛ‬يناير‬
‫وتفصل بكيانيا القائم جغ ارفياً‬ ‫(كانون الثاني) ٕٗٔٓ لبحث‬ ‫الييود"‪ ،‬كما جاء ذلك بالنص[ٖ]‪.‬‬
‫المنطقة [العربية] وتقسميا إلى‬ ‫الخيا ارت المتاحة في الشرق‬
‫منطقتين بلب جسر يربطيما‪ ...‬ولا‬ ‫الأوسط‪ ...‬وفي اليوم الأخير‪...‬‬ ‫إ َّن القوة السياسية المييمنة‬
‫شك أ َّن لإس ارئيل دو ارً وتأثي ارً‬ ‫شارك قادة الأسمحة المختمفة في‬ ‫الأساسية عمى المنطقة العربية في‬
‫مباشرين في السياسة الداخمية‬ ‫الزمن ال ارىن‪ ،‬كما ىو ممموس‪ ،‬ىي‬
‫النقاش وساىموا في الحوار"[ٗ]‪.‬‬ ‫الولايات المتحدة الأمريكية‪ ،‬والبحث‬
‫الأمريكية]‪.‬‬ ‫التاريخي في القضية السياسية‬
‫و"يمخص التقرير السري الذي خرج‬ ‫المحددة يقتضي التتبع التاريخي ليا‪،‬‬
‫وىنا عمينا ذكر ملبحظة قواميا تذ ُّكـر‬ ‫عن جن ارلات الجيش الأمريكي‬ ‫من أجل سبر غورىا السياسي‬
‫ق ار ارت الخطة السياسية لبرنامج‬ ‫الجغ ارفية السياسية لممنطقة‪ ،‬بأنيا‬ ‫الإست ارتيجي‪ ،‬والتدبر في سيروؤتيا‬
‫مؤتمر "كامبل بنرمان" الأوروبي الذي‬ ‫‪-‬ىكذا تقول وجية نظرىم‪[ :-‬تضم‬ ‫العممية خلبل ما يزيد عمى القرن‪،‬‬
‫تحدثنا عنو في الحمقة الأولى‪ ،‬والذي‬ ‫إس ارئيل ومجموعة الدول العربية‬ ‫بكل ما ينطوي عميو من تقمبات‬
‫جرى فيو التركيز عمى فصل الجزء‬ ‫ومقاجئات ومنعطفات تاريخية‪،‬‬
‫الأسيوي عن الجزء الأفريقي من‬ ‫والتفكير في رؤيتيا السياسية‬
‫الوطن العربي‪ ،‬فالمسائل السياسية‬ ‫الإست ارتيجة لمدولة الغربية المسيطرة‪،‬‬
‫الإست ارتيجية عندىم لا تسقط بالتقادم‬

‫‪84‬‬

‫العدد(‪ 23 )61‬اذار ‪2017‬‬ ‫سوكارنا وتشو إن لاي في إرساء‬ ‫مـلـحـق‬
‫نيج سياسية "الحياد الإيجابي" العالم‬
‫الوطن العربي‪ ،‬المتمثل "بالتحرير‬ ‫ثالثية بين العالمين المتنافسين‪:‬‬ ‫ـ وعند غيرىم من الواعين سياسيا ـ‬
‫العربي والمناداة بالوحدة العربية‪.‬‬ ‫الغربي والشرقي‪ ،‬وتطبيقو في القطر‬ ‫إلا بعد إستنفاد أغ ارضيا السياسية‪،‬‬

‫‪-ٖ-‬‬ ‫المصري خصو ًصا‪..‬‬ ‫كما قمنا في الحمقة السابقة‪.‬‬

‫ويؤكد الباحثون الأمريكيون‬ ‫لقد أري المعسكر الغربي الذي قادتو‬ ‫ٕ ـ موقع المنطقة الإست ارتيجي‬
‫الإست ارتيجيون العسكريون في‬ ‫الولايات المتحدة الأمريكية في ذلك‬ ‫المميز عند ممتقى ثلبث قا ارت (آسيا‬
‫تقريرىم السري ذاك عمى الإستخلبص‬ ‫الإتجاه السياسي "الباب دونجي" ـ إ ْن‬
‫التالي‪ ،‬إ َّن‪" :‬المطموب بحث الخيا ارت‬ ‫ص َح التعبير ـ العالم ثالثي‪ ،‬خلبل تمك‬ ‫وأفريقيا وأوروبا)‪.‬‬
‫المتاحة لمولايات المتحدة في المنطقة‬ ‫المرحمة من م ارحل الص ارع أو الن ازع‬
‫المستيدفة عمى ضوء أولوياتنا‬ ‫العالمي بين المعسكرين ال أرسمالي‪،‬‬ ‫ٖ ـ لإحتواء المنطقة عمى أىم‬
‫الجديدة‪ ..‬خاصة أ َّن ىذه المنطقة‬ ‫من جية‪ ،‬والمعسكر الإشت اركي‪ ،‬من‬ ‫إحتياطي نفط وغاز في العالم‪.‬‬
‫تشيد تقمبات حربية جديدة‪ ..‬يدين‬ ‫جية أخرى‪" ،‬أنو مجرد حمقة في‬
‫فييا حمف شمال الأطمنطي لإس ارئيل‬ ‫الحرب الباردة‪ ،‬بل ربما من ألاعيب‬ ‫وبالنسبة لياتين الفقرتين الثانية‬
‫بإبتكارتيا في الفكر الإست ارتيجي‪..‬‬ ‫موسكو"‪ ،‬في حين‪" ،‬أ َّن الُبعد‬ ‫والثالثة من البرنامج السياسي‬
‫فقد خمقت إس ارئيل نم ًطا حربًيا جديًدا‬ ‫الحقيقي ليذه الموجة الأولى من‬ ‫تنسحب عمييما ذات الملبحظة‬
‫ىو حرب المجتمعات فرض نفسو‬ ‫حركات التحرر في آسيا وأفريقيا قد‬ ‫السياسية التي ذكرناىا بعد الفقرة‬
‫عمى أزمات الشرق الأوسط منذ‬ ‫أقنعت موسكو بدعميا"[ٍ‪ ،]ٙ‬لذلك‬
‫سقوط نظام مبارك في مصر"[‪،]ٚ‬‬ ‫بقي شعار الأمة العربية منذ التحرر‬ ‫الأولى أعلبه‪ :‬رقم واحد‪.‬‬
‫ولكن ما ىو مفيوم "حرب المجتمعات‬ ‫من العثمانيين وحمول ال اربطة‬
‫الإس ارئيمي"؟ الذي يتحدث عنو‬ ‫القومية محل ال اربطة الإسلبمية‪ ،‬التي‬ ‫ٗ ـ لقدرة دوليا عمى الإض ارر‬
‫برر فييا الطو ارنيون ىيمنتيم عمى‬ ‫بمصالحتنا مثمما فعمت كتمة عدم‬
‫التقرير ذاك؟‪.‬‬ ‫الانحياز أيام الحرب الباردة"[٘]‪،‬‬
‫والتي لعب فييا الرئيس جمال عبد‬
‫الناصر ‪ :‬الرمز السياسي للؤمة‬
‫العربية دوًار سياسًيا بارًاز و ارئًدا إلى‬
‫جانب الزعماء السياسيين جواىر لال‬
‫نيرو وجوزيف بروز تيتو وأحمد‬

‫‪85‬‬

‫العدد(‪ 23 )61‬اذار ‪2017‬‬ ‫"ىا آرتز" الإس ارئيمية حول السبب‬ ‫مـلـحـق‬
‫الذي يدفعو لوصف تمك الحرب‬
‫ن ارىم يؤكدون خلبلو عمى الرصد‬ ‫الأمريكية العدوانية الشاممة عمى‬ ‫الدور السياسي الجديد لكيان‬
‫السياسي التالي‪:‬‬ ‫الع ارق‪ ،‬بالقول أنيا "حرب‬ ‫الإغتصاب الصييوني‪:‬‬
‫شارون"‪ ...‬يجيب عمى ذلك السؤال‬
‫"إ َّن فترة الثمانية عشر شي ارً المقبمة‬ ‫قبل التطرق لتوضيح ذلك المفيوم‪،‬‬
‫فترة حرجة بالنسبة لمولايات‬ ‫عمى الشكل التالي ‪:‬‬ ‫وىو مفيوم جديد في م ارحل الص ارع‬
‫المتحدة‪ ...‬تستوجب ق ارءة أشد‬ ‫العربي الصييوني المتواصل‬
‫وضوحاً لسياستنا المسـتقبمية فييا‬ ‫"أنا مقتنع بأ َّن إس ارئيل قدمت‬ ‫والمستمر‪ ،‬عمينا الإجابة عمى السؤال‬
‫مع الحاجة لمرونة شـديدة تستوجبيا‬ ‫مساىمة كبيرة في إتخاذ الق ارر بشن‬
‫التحولات الثورية في المنطقة‪...‬‬ ‫ىذه الحرب‪ .‬أعرف ذلك قبل بدء‬ ‫التالي‪:‬‬
‫وتفرض عمينا التوقف عند حرب‬ ‫الحرب‪ ،‬حيث قال [أرئيل] شارون في‬
‫المجتمعات لتحديد مصالحنا‪...‬‬ ‫حديث مغمق مع أعضاء في مجمس‬ ‫لماذا نردد دائ ًما التحالف الأمريكي‬
‫والأخطار التي تنجم عن الإستم ارر‬ ‫الشيوخ [الأمريكي] بأنيم إذا نجحوا‬ ‫الصييوني الإس ارئيمي المشترك‪،‬‬
‫في التخمص من صدام حسين‪ ،‬فإ َّن‬ ‫عندما نضع القضايا السياسية للؤمة‬
‫في تطبيقيا"[‪.]ٜ‬‬ ‫ذلك سيحل مشاكل إس ارئيل الأمنية‪،‬‬ ‫العربية ومياميا المفروضة‪ ،‬تحت‬
‫كانت إس ارئيل ال اربح الأكبر في‬ ‫مبضع التشريح التحميمي السياسي‪،‬‬
‫عمى أن المفيوم الساسي الشامل‬ ‫اليجوم الإرىابي قي ٔٔ أيمول‬ ‫وذلك عمى ضوء البعد العالمي‬
‫لـ"حروب المجتمعات" الإس ارئيمي الذي‬ ‫ٕٔٓٓ‪ .‬فيي منذ ذلك الحين تتمتع‬ ‫لمص ارعات السياسية الكبرى‪ ،‬ينبغي‬
‫يتعمق بموضوعنا المعنون ‪ :‬بمناسبة‬ ‫بحرية مطمقة في التصرف في‬ ‫التفكير بالدور الإس ارئيمي في الحرب‬
‫العدوان السياسي ـ العسكري‬ ‫الأ ارضي [المحتمة]"‪ .‬ـ روبرت نوفاك‪،‬‬ ‫العدوانية عمى الع ارق التي وقعت في‬
‫الأمريكي‪/‬البريطاني الشامل‪ ،‬عمى‬
‫الدولة الع ارقية‪ ،‬البداية المجَّدَدة‬ ‫ىا آرتز‪ ٔ٘ ،‬نيسان ‪ ٕٓٓٚ‬ـ[‪.]ٛ‬‬ ‫العشرين من شير آذار ٖٕٓٓ؟‪.‬‬
‫لمسرطان السياسي الغربي في الوطن‬
‫العربي‪ ،‬والتي ىي تطوير ‪ :‬أي‬ ‫وبالعودة إلى تقرير العسكريين‬ ‫يجيب أحد السياسيين المتابعين‬
‫الجرب تمك‪ ،‬نوعي للئست ارتيجية‬ ‫الأمريكيين الذي تطرفنا إليو أعلبه‪،‬‬ ‫والنبييين‪ ،‬وىو صحافي أمريكي‬
‫السياسية البريطانية التي سادت في‬ ‫محافظ مؤيد لإس ارئيل‪ُ ،‬يعرف بإسم‬
‫روبرت نوفاك‪ ،‬عمى سؤاٍل لصحيفة‬

‫‪86‬‬

‫العدد(‪ 23 )61‬اذار ‪2017‬‬ ‫واستخدم ْت فييا كل ما تممك أجيزتيا‬ ‫مـلـحـق‬
‫من خب ارت في إثارة النع ارت الطائفية‬
‫الأوربية الغربية‪ ،‬المطروحة منذ‬ ‫والخلبفات المذىبية والتوت ارت‬ ‫فترة إستعمارىا المباشر للؤوطان‬
‫مفتتح القرن العشرين عمى ضوء‬ ‫العرقية‪ ..‬فمم يعد أبناء الدولة‬ ‫الممتدة من "الشرق إلى الغرب"‬
‫وثيقة "كامبل بانرمان" ‪ :‬التجزيئية‪،‬‬ ‫الواحدة الذين عاشوا مئات السنين‬ ‫العالمي‪ ،‬يوم كانت إمب ارطورية‬
‫أوًلا‪ ،‬ويستجيب كمًيا لمرؤية‬ ‫م ًعا في سلبم ووئام يطيقون بعضيم‬ ‫عالمية لا تغيب عنيا الشمس‪ ،‬وىذه‬
‫الصييونية الإس ارئيمية السياسية في‬ ‫البعض‪ ..‬ودعت كل جماعة‬ ‫الإسترتيجية ‪ :‬المسماة "فُرق ت ًسد"‪،‬‬
‫بدايات القرن الحادي والعشرين‬ ‫متجانسة فييا إلى الإستقلبل‬ ‫فبالإستناد إلى كتاب "لعبة الشيطان"‬
‫لجية "التفتيت المجتمعي الماثل في‬ ‫والإنفصال فكان التفتيت والإنقسام‪.‬‬
‫الأقطار العربية"‪ ،‬ثانًيا‪ ،‬وكل ذلك‬ ‫مما ضمن لأس ارئيل السيطرة عمى‬ ‫لمؤلفو روبرت دريفوس‪ ،‬فإ َّن ‪:‬‬
‫يكثف "الوعي السياسي الغربي‬ ‫المنطقة وحدىا‪ ..‬بجانب التخمص‬
‫من مصادر القوة التي‬ ‫{"حروب المجتمعات ليست ككل‬
‫التاريخي" بصدد المنطقة العربية‪.‬‬ ‫الحروب‪ ..‬نطمق عمييا أحياًنا [لجيل‬
‫تيددىا"}[ٓٔ]‪.‬‬ ‫ال اربع من الحروب]‪ ..‬وبعد نجاحيا‬
‫الجواب السياسي الدقيق النابع من‬ ‫في فمسطين}‪[ ،‬وىناك شرح تفصيمي‬
‫الضمير السياسي الصافي‪ ،‬وكذلك‬ ‫الآن فقط يمكننا‪ ،‬إذا تمتعنا بح ِس‬ ‫لمكيفية السياسية والإست ارتيجية‪ ،‬التي‬
‫الصادق‪ ،‬الذي يتمتع بو المواطن‬ ‫المسؤولية والإنصاف والمصداقية مع‬ ‫تعاممت بيا مع القضية الفمسطينية‪،‬‬
‫العربي المخمص‪ ،‬ىو المطموب من‬ ‫الذات ومع الآخر‪ ...‬الآن فقط‬ ‫التي تمكنت عمرىا من "صناعة‬
‫يمكننا‪ ...‬القول المتأ ِن والصادق‬ ‫الرؤية الدينية الطائفية" لسيرورتيا‪،‬‬
‫كل واحد‪.‬‬ ‫التالي‪ ،‬أ َّن إج ارء أية نظرة متفحصة‬ ‫بديلبً عن الرؤية السياسية الوطنية‬
‫مدققة حول مجريات الواقع السياسي‬ ‫القومية التي تنتظميا فصائل م‪ .‬ت‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫ال ارىن‪ ،‬لكل أج ازء الوطن العربي‪،‬‬ ‫ف‪ ،‬وىي بعيدة عن موضوعنـا‬
‫"يتسق وبشكٍل دقيق"‪ ،‬مع الرؤية‬ ‫المباشـر ارىناً]‪{ ،‬نقمتيا إسـ ارئيل‬
‫اليوامش والم ارجع‬ ‫السياسية الإست ارتيجية الكمية‬ ‫بتوسـع إلى الدول العربية‪ ،‬ثم دول‬

‫[ٔ] ـ ارجع كتاب العرب والييود في‬ ‫المنطقة‪..‬‬
‫التاريخ‪ ،‬الذي سيمي التفصيل‬

‫المعموماتي عنو ص ‪ ٕٚٚ‬ـ ‪.ٕٚٛ‬‬

‫‪87‬‬

‫العدد(‪ 23 )61‬اذار ‪2017‬‬ ‫المذكورة الذي من بينيا النص‬ ‫مـلـحـق‬
‫المستشيد بو آنفًا‪ ،‬تجاه الوطن‬
‫[‪ ]ٛ‬ـ ارجع كتاب الفوضى التي‬ ‫العربي والشعب العربي والأمة‬ ‫[ٕ] ـ المصدر السابق‪ ،‬ـ كما يرد ذلك‬
‫نظموىا‪ ،‬الشرق الأوسط بعد الع ارق‪،‬‬ ‫في الكتاب الضخم المؤلف من‬
‫تأليف جوين دايار‪ ،‬ترجمة بسام‬ ‫العربية‪.‬‬ ‫ٗٔٓٔ صفحة‪ ،‬وعمى الصفحة‬
‫شيحا‪ ،‬إصدار الدار العربية لمعموم‬
‫ناشرون‪ ،‬الطبعة الأولى ‪ ٕٜٔٗ‬ىـ ـ‬ ‫[ٗ] ـ ارجع كتاب الأستاذ عادل‬ ‫ٖٓ‪.ٚ‬‬
‫‪ ٕٓٓٛ‬م‪ ،‬بيروت ـ لبنان‪ ،‬ص‬ ‫حمودة المعنون خريف ىيكل‪:‬‬
‫أسطورة شاخت في موقعيا‪ ،‬طباعة‬ ‫[ٖ] ـ ارجع كتاب العرب والييود في‬
‫‪.ٕٓٛ‬‬ ‫كنوز لمنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة‬ ‫التاريخ ‪ :‬حقائق تاريخية تظيرىا‬
‫الثانية‪ ،‬يوليو ٕٗٔٓ‪ ،‬القاىرة ـ‬ ‫المكتشفات الآثارية‪ ،‬تأليف الدكتور‬
‫[‪ ]ٜ‬ـ ارجع كتاب خريف ىيكل‪،‬‬ ‫جميورية مصر العربية‪ ،‬ص ٖ٘ٔ‪.‬‬ ‫العربي الع ارقي الميندس أحمد‬
‫مصدر سبق ذكره‪ ،‬ص ٗ٘ٔ ـ‬ ‫سوسة‪ ،‬الطبعة السابعة‪ ،‬الصادرة‬
‫[٘] ـ المصدر السابق‪ ،‬الصفحة‬ ‫عن العربي لمطباعة والنشر‬
‫٘٘ٔ‪.‬‬ ‫ذاتيا‪.‬‬ ‫والتوزيع‪ ،‬دمشق سوريا‪ ،‬دون أ ْن‬
‫تذكـُر الدار الذي أصدرتو تاريخ‬
‫[ٓٔ] ـ ارجع كتاب خريف ىيكل‪،‬‬ ‫[‪ ]ٙ‬ـ ارجع كتاب ثورة مصر وعلبقتيا‬
‫مصدر سبق ذكره‪ ،‬ص ٘٘ٔ ـ‬ ‫بالأزمة العالمية‪ ،‬تأليف سمير أمين‪،‬‬ ‫النشر‪ ،،‬ص ٖٔ‪.ٚ‬‬
‫إصدار دار العين لمنشر‪ ،‬الطبعة‬
‫‪.ٔ٘ٙ‬‬ ‫الأولى‪ ٖٕٔٗ/‬ىـ ـ ٕٔٔٓ م‪،‬‬ ‫ففي الفصل الثامن والمعنون ‪:‬‬
‫القاىرة ـ جميورية مصر العربية‪،‬‬ ‫فمسطين في خطط الِاستعمار‬
‫الأوروبي ـ مقر ارت مؤتمر كامبل‬
‫ص ٓ‪.ٔٛ‬‬ ‫بنرمان لسنة ٘ٓ‪ ٜٔ‬أو مؤتمر‬
‫لندن‪ ،‬القسم الخامس‪ ،‬الذي يبتديء‬
‫[‪ ]ٚ‬ـ ارجع كتاب خريف ىيكل‪،‬‬ ‫من الصفحة ٕ٘‪ ٚ‬وحتى ٖٔ‪،ٚ‬‬
‫مصدر سبق ذكره‪ ،‬ص ٗ٘ٔ‪.‬‬ ‫يورد العالـِم الكبير المرحوم الدكتور‬
‫أحمد سوسة نص "البرنامج‬
‫السياسي" لدول أوربا الغربية‬

‫‪88‬‬

‫العدد(‪ 23 )61‬اذار ‪2017‬‬ ‫مـلـحـق‬

‫في الذكرى السنوية الخامسة عشر لغزو واحتلبل الع ارق‬
‫لابد من القصاص من المجرمين المحميين والدوليين‬

‫ماجد مكي الجميل‬

‫ك ارمتو‪ ،‬وشموخو‪ ،‬وعزتو‪ .‬فقد بدأ‬ ‫وطنيم مع أجيزة المخاب ارت الأمريكية‬ ‫في مثل ىذا الايام من عام ٖٕٓٓ‪،‬‬
‫الجنود الأمريكان توجيو ىجمات ضد‬ ‫والبريطانية والإي ارنية‪.‬‬ ‫شرعت الولايات المتحدة‪ ،‬إلى جانب‬
‫المدنيين ال ُعَّزل‪ ،‬والسعي عمداً إلى‬ ‫”قوات التحالف”‪ ،‬المكَّونة أساساً من‬
‫إىانة المواطن الع ارقي‪ ،‬إذ كانوا‬ ‫وبدعٍم تام من الأمم المتحدة‪ ،‬عبر‬ ‫بريطانيا‪ ،‬بانتياك سافر لمقانون‬
‫ُيجبرون الع ارقي عمى الانبطاح أرضاً‬ ‫ُممثميا الذي عَّينتو لمع ارق ال ُمحتل‪،‬‬ ‫الدولي‪ ،‬والشرعية الدولية‪ ،‬بشنيا‬
‫ووضع بساطيميم عمى أرسو‪ .‬ثم‬ ‫سيرجيو فيي ار دي ميمو‪ ،‬بدأت قوات‬ ‫عدوان عسكري مسمح ضد حكومة‬
‫سارعوا بإقامة م ارفق احتجاز تديرىا‬ ‫الاحتلبل وعملبؤىا في تنفيذ أبشع‬ ‫الع ارق الشرعية‪ ،‬استخدمت خلبلو‬
‫القوات الأمريكية مباشرةً‪ ،‬استخدمت‬ ‫عممية تدمير شامل لمبنى الدستورية‪،‬‬ ‫”الأسمحة المحَّرمة” وأسمحة الدمار‬
‫والقانونية‪ ،‬والإجتماعية‪،‬والإقتصادية‪،‬‬ ‫الشامل‪ ،‬بحجة امتلبك الع ارق أسمحة‬
‫اشكالاً بشعة من التعذيب‪.‬‬ ‫والُنظُم الصناعية‪ ،‬والز ارعية لبمٍد‬
‫مستقل كان شعبو عنيداً في عدم‬ ‫محَّرمة وأخرى لمدمار الشامل‪.‬‬
‫شمل التعذيب في سجن ”أبو‬ ‫المساومة عمى سيادة وطنو‪ ،‬أو‬
‫غريب”‪ ،‬عمى سبيل المثال‪ ،‬الإيذاء‬ ‫التنازل عن ك ارمتو رغم ظروف‬ ‫ورغم أنف الأمم المتحدة‪ ،‬وتقارير‬
‫البدني‪ ،‬مثل المكم‪ ،‬والصفع‪ ،‬وركل‬ ‫معيشتو الصعبة في ظل حصار دولي‬ ‫المفتشين الدوليين‪ ،‬التي أكدت خمو‬
‫المحتجزين‪ ،‬واطلبق الكلبب الشرسة‬ ‫الع ارق من أسمحة الدمار الشامل‪،‬‬
‫عمييم‪ ،‬وتغطيس رؤوسيم في‬ ‫جائر دام ٖٔ عاماً‪.‬‬ ‫طَّور ”التحالف” عدوانو الجوي ـ‬
‫أحواض ماء لفترة قريبة جداً من‬ ‫الصاروخي إلى غزو بري شامل‬
‫الموت‪ ،‬فضلبً عن تعرية ال ُمعتَقمين‬ ‫بعد ساعات معدودات من دخول‬ ‫لمع ارق قادتو الولايات المتحدة‬
‫الذكور‪ ،‬وترتيبيم في كومة ثم جموس‬ ‫قوات الاحتلبل عاصمة الرشيد‪،‬‬ ‫وبريطانيا لإ ازحة حكومتو الوطنية‬
‫الس َّجانين عمييم نسا ًء ورجالاً‪ ،‬دون‬ ‫اتضح جمياً أن عداء قوى العدوان لم‬ ‫وتنصيب حاكم عسكري أمريكي يحكم‬
‫أن ينسى ىؤلاء الجلبوزة الابتسام‬ ‫يكن من َّصباً عمى الحكم الوطني في‬ ‫الع ارق بصورة مباشرة‪ ،‬قبل تسميمو‬
‫أمام عدسات التصوير‪ .‬ىذا السمو ٌك‬ ‫الع ارق وحده‪ ،‬بل كان المواطن‬ ‫لحكومة محمية‪ ،‬عمل جميع أعضائيا‬
‫وصفتو أبحاث طبية دولية في وق ٍت‬ ‫الع ارقي العادي الذي التف حول‬ ‫بدون استثناء سنوات طويمة ضد‬
‫لاحق أنيا تنم عن أم ارض نفسية‬ ‫قيادتو‪ُ ،‬مستيَدفاً ىو الآخر في‬

‫‪89‬‬

‫العدد(‪ 23 )61‬اذار ‪2017‬‬ ‫المحافظات منذ تأسيس الدولة‬ ‫مـلـحـق‬
‫الع ارقية الحديثة عام ٕٔ‪.ٜٔ‬‬
‫ىناك بعض الأح ازب التي جاءت مع‬ ‫مرتبطة بالك ارىية والحقد‪ ،‬وروح‬
‫بريمر وعممت معو‪ ،‬تعمن ص ارحة‬ ‫وفي دستور‪ ،‬نوح فيمدمان‪ ،‬تم ابتكار‬ ‫الانتقام‪ .‬وكانت ىناك أيضاً أحدا ٌث‬
‫ارتباطيا بدول أجنبية‪ ،‬حيث ىناك‬ ‫”الع ارق دولة اتحادية”‪ ،‬ىكذا بقفزة‬ ‫موَثّقة طبياً عن اعتداءات جنسية‬
‫نصو ٌص في النظامين الداخميين‬ ‫واحدة دون مقدمات‪ ،‬وىو الدولة‬
‫لحزب الدعوة‪ ،‬والمجمس الأعمى‬ ‫المَو َّحدة طوال تاريخو‪ .‬ون َّص أيضاً‪:‬‬ ‫واغتصاب في السجن‪.‬‬
‫لمثورة الإسلبمية في الع ارق‪ ،‬ينصان‬ ‫”المواطنون العرب في الع ارق جزء‬
‫من دون مواربة عمى أن أحد‬ ‫من الأمة العربية”‪ ،‬وليس الع ارق‬ ‫بعد سبعة شيور من الاحتلبل‪ ،‬شرع‬
‫أىدافيما تأسيس جميورية إسلبمية‬ ‫ذاتو‪ ،‬ولا كل الشعب الع ارقي جزء من‬ ‫الحاكم الأمريكي‪ ،‬بول بريمر‪ ،‬مع َمن‬
‫في الع ارق عمى ُىدى أىداف ومبادئ‬ ‫جاء معو لتدنيس بغداد الرشيد‪،‬‬
‫”جميورية إي ارن الإسلبمية”‬ ‫الأمة العربية‪.‬‬ ‫بكتابة دستور جديد لمع ارق أنِي َطت‬
‫ومؤسسيا‪ ،‬سيد روح الله موسوي‬ ‫ميمتو إلى‪ ،‬نوح فيمدمان‪ ،‬وىو‬
‫وِمن دونيات دستور الاحتلبل‪ ،‬الذي‬ ‫أمريكي ـ إس ارئيمي‪ ،‬تم تعيينو‬
‫خميني ـ حسب التسمية الفارسية‪.‬‬ ‫ُكِت َب بمباركة إي ارنية تامة ِعبر‬ ‫مستشا ارً لمجمس الحكم ُيعاونو في‬
‫عناصرىا في مجمس الحكم‪ ،‬أنو‬ ‫ذلك‪ ،‬سالم الجمبي‪ ،‬وىو مغترب‬
‫في السنوات الخمس عشرة التي‬ ‫وضع في صمبو حظ ارً عمى حزب‬ ‫ع ارقي كان يعيش بين بريطانيا‬
‫انقضت منذ غزو الع ارق واحتلبلو‬ ‫البعث العربي الاشت اركي الذي يؤمن‬
‫بقيادة الولايات المتحدة‪ ،‬لم تكن‬ ‫وُيدافع عن الأىداف القومية العميا‬ ‫والولايات المتحدة‪.‬‬
‫ىناك سوى محاولة جدية واحدة‬ ‫للؤمة العربية‪ ،‬في حين أجيز العمل‬
‫لمساءلة القادة المسؤولين عن ىذه‬ ‫لكافة الأح ازب والتشكيلبت التي‬ ‫أُريَد من ىذا الدستور الذي تم إق ارره‬
‫"الجريمة الدولية العميا”‪ ،‬أحِبطت ِمن‬ ‫جاءت مع الاحتلبل‪ ،‬العممانية‬ ‫في وقت لاحق (عام ٕ٘ٓٓ) أن‬
‫ِقبل محكمة أمريكية‪ .‬وحاول‬ ‫والدينية عمى حد سواء‪ ،‬جميعيا‪،‬‬ ‫يكون عنص ارً ُمعجلبً لتمزيق الع ارق‬
‫مواطنون ع ارقيون فُ اردى ِم َمن‬ ‫دون استثناء‪ ،‬لم يكن ليا وجوٌد‬ ‫وتقسيمو وشرذمتو‪ ،‬إذ تضمن‬
‫تضرروا من الحرب أن يحاسبوا‬ ‫داخل الع ارق‪ ،‬وكميا مرتبطة بأجيزة‬ ‫مصطمحات جديدة ما عرفيا‬
‫المسؤولين في عيد الرئيس‬ ‫مخاب ارت دول أجنبية‪ ،‬خاصة‬ ‫الع ارقيون ولا عرفتيا دساتيره‬
‫الأمريكي جورج بوش‪ ،‬ورئيس‬ ‫الأمريكية والبريطانية والإي ارنية‬ ‫المتعاقبة من قبل‪ ،‬مثل‪ :‬تعبير‬
‫الوز ارء البريطاني‪ ،‬توني بمير‪ ،‬أمام‬ ‫”المناطق المتنازع عمييا” بين‬
‫المحاكم الأمريكية والبريطانية‬ ‫وعممت معيا في تحقيق الغزو‪.‬‬ ‫المحافظات الع ارقية‪ ،‬ولم يكن ىناك‬
‫أي ن ازع إداري أو قانوني بين‬

‫‪90‬‬

‫العدد(‪ 23 )61‬اذار ‪2017‬‬ ‫العالم الذي يتمتع فيو المسؤولون‬ ‫مـلـحـق‬
‫الحكوميون بالحصانة من التحقيق‬
‫الذي لا ُيعاقب سوى البمدان الفقيرة‬ ‫القضائي عن ج ارئم بينة ارتكبوىا‬ ‫بموجب مبدأ ”جريمة العدوان” التي‬
‫وغير الغربية المسؤولة عن الج ارئم‬ ‫ضد أمم وشعوب أخرى‪ ،‬إنما ىو‬ ‫تنتيك القانون الدولي‪ ،‬غير أنيم لم‬
‫الدولية‪ ،‬مع تجاىل ج ارئم القوى‬ ‫عالم يسوده الاستبداد‪ ،‬ويسمح أن‬ ‫يصموا إلى نتيجة‪ ،‬ولم يثر ىذا‬
‫يكون ىناك َمن ىو فوق القانون‪،‬‬
‫الغربية‪.‬‬ ‫وىذا بحد ذاتو ضد قيم التح ّضر‬ ‫استغ ارب أحد‪.‬‬

‫من أجل تحقيق ذلك‪ ،‬ينبغي عمى‬ ‫والإنسانية‪.‬‬ ‫عمى الرغم ِمن أن القوانين المحمية‬
‫كافة القوى الضغط لإنشاء محكمة‬ ‫الأمريكية تمنح المسؤولين‬
‫دولية مستقمة‪ ،‬ليا اختصاص‬ ‫عميو‪ ،‬عمينا أن نواصل حث الدول‪،‬‬ ‫الأمريكيين حصانة من التحقيق‬
‫التحقيق وتوجيو الاتيام إلى القادة‬ ‫والحكومات‪ ،‬والأح ازب‪ ،‬والمنظمات‪،‬‬ ‫المدني في الج ارئم المرتكبة‪ ،‬بما في‬
‫البريطانيين والأمريكيين وغيرىم‬ ‫والنقابات‪ ،‬والييئات القانونية‬ ‫ذلك الج ارئم الدولية البشعة‪ .‬وعمى‬
‫الذين قادوا الغزو وارتكبوا جريمة‬ ‫والدستورية‪ ،‬والشخصيات الفاعمة في‬ ‫الرغم من أن الالت ازمات القانونية‬
‫العدوان‪ ،‬وج ارئم الحرب‪ ،‬وج ارئم ضد‬ ‫مجال القضاء‪ ،‬والقانون الدولي‪،‬‬ ‫الدولية في الولايات المتحدة اليوم‬
‫الإنسانية‪ .‬وأن تُنيي ىذه المحكمة‪،‬‬ ‫والمحاماة‪ ،‬والدبموماسية‪ ،‬عربياً‬ ‫أدنى بكثير من الت ازمات الدول‬
‫بصورة محايدة ونيائية‪ ،‬مسألة‬ ‫ودولياً لمعمل عمى تقديم المسؤولين‬ ‫الأخرى‪ ،‬حتى عندما يرتكب ىؤلاء‬
‫حصانة المسؤولين الدوليين الذين‬ ‫عن جريمة الحرب العدوانية عمى‬ ‫القادة ج ارئم خطيره ضد الدول‬

‫يرتكبون ج ارئم دولية خطيرة‪.‬‬ ‫الع ارق إلى العدالة الدولية‪.‬‬ ‫والشعوب‪.‬‬

‫دون ذلك ستتحمل كافة دول‬ ‫تأتي ىذه الدعوة انتصا ار لمبادئ‬ ‫إلا أن ِمن واجبنا جميعاً أن نبقى‬
‫وحكومات العالم مسؤولية السكوت‬ ‫القانون الدولي‪ ،‬بيدف إقامة نظام‬ ‫متمسكين في حقوقنا حتى وان كانت‬
‫عن نحو ثلبثة ملبيين ع ارقي ارحوا‬ ‫دولي قائم عمى سيادة القانون‪ ،‬أولاً‪.‬‬ ‫صعبة التنفيذ‪ ،‬وأن ُنذكر جميع القوى‬
‫ضحية الحرب العدوانية عمى الع ارق‬ ‫وضمان عدم تك ارر جريمة إعدام‬ ‫في العالم‪ ،‬رسمية وغير رسمية‪ ،‬أ َّن‬
‫خلبل فترة احتلبلو‪ ،‬المباشر أو غير‬ ‫دولة مستقمة ذات سيادة‪ ،‬وتمزيقيا‪،‬‬ ‫مبدأ ”منع العدوان” ىو قاعدة من‬
‫المباشر‪ .‬نكوص المجتمع الدولي‬ ‫وتشتيتيا‪ ،‬والييمنة عمييا بواسطة‬ ‫القواعد الآمرة في القانون الدولي‪،‬‬
‫عن مساءلة ومعاقبة المجرمين الذين‬ ‫عملبء تابعين لمدول المعتدية‪ ،‬ثانياً‪.‬‬ ‫وىو معيار لا ُيسمح بالانتقاص منو‪،‬‬
‫شنوا عدوانيم عمى الع ارق يعني‬ ‫ووضع حد لتحُّيز القانون الدولي‬ ‫والدول والحكومات ُممزمة بالتمسك‬

‫تخميو عن أخلبقو وأدميتو‪.‬‬ ‫بو‪.‬‬

‫‪91‬‬

‫العدد(‪ 23 )61‬اذار ‪2017‬‬ ‫مـلـحـق‬

‫أرقام واحصاءات مفزعة في الذكرى الخامسة عشرة لغزو الع ارق‬

‫بمقتل (ٗ‪ )ٕ,‬مميون إنسان ع ارقي‬ ‫الكشف عن أعداد الضحايا من‬

‫منذ سنة ٖٕٓٓ ولغاية الآن‪ ،‬مؤكدة‬ ‫الع ارقيين الذي سقطوا جّارء الحرب‬
‫أن عدد الضحايا الع ارقيين ليس‬ ‫وما تبعيا من تداعيات الاحتلبل‪.‬‬

‫مجرد بحث تاريخي عابر؛ لأن القتل‬ ‫وتنقل الد ارسة عن الجن ارل (تومي‬

‫ىناك ما ي ازل مستمًار حتى اليوم‪.‬‬ ‫ف ارنكس) الذي وصفتو بأنو الرجل‬ ‫الييئة نت ـ متابعات |في الوقت الذي‬
‫وتقول تقارير إخبارية وأخرى‬ ‫المسؤول عن الغزو الأولي؛ قولو‬ ‫تحل الذكرى الخامسة عشرة لمعدوان‬
‫عسكرية؛ إن الولايات المتحدة التي‬ ‫أثناء مؤتمر صحفي في وقت سابق‪:‬‬ ‫الأمريكي البريطاني وحمفائيما عمى‬
‫جددت عدوانيا عمى مدن ومحافظات‬ ‫(نحن لا نقوم بإحصاء الجثث)‪،‬‬ ‫الع ارق؛ الذي نجمت عنو حرب‬
‫ع ارقية في شمالي البلبد وغربيا منذ‬ ‫ليؤكد حقيقة المنيجية التي اتبعيا‬ ‫تدميرية شاممة أفضت إلى احتلبلو‬
‫سنة ٕٗٔٓ؛ قادت أقسى حممة‬ ‫الاحتلبل في تعمية الحقائق والتمويو‬ ‫ثم الإجياز عميو واحالتو إلى ما‬
‫قصف ممنيج منذ الحرب الأمريكية‬ ‫عمى مجريات الأحداث‪ ،‬بغية تصوير‬ ‫يقرب من مستوى العدم؛ تظير‬
‫في فيتنام بعد منتصف القرن‬ ‫الجزء الذي يخدم مصالح وسياسة‬ ‫إحصاءات وأرقام ت اركمت عمى مدى‬
‫الماضي‪ ،‬إذ أسقطت (ٓٓٓ‪)ٔٓ٘,‬‬ ‫الولايات المتحدة وعرضو عمى ال أري‬ ‫عقد ونصف؛ تكشف عن فداحة‬
‫قنبمة وصارو ًخا‪ ،‬وأحالت معظم مدينة‬ ‫العام لتمرير مخطط مشروع واشنطن‬ ‫الج ارئم التي لحقت بالع ارقيين‪ ،‬وحجم‬
‫الموصل والرمادي وبيجي وغيرىا من‬ ‫في الع ارق خاصة والمنطقة بشكل‬ ‫المأساة التي طّوقتيم وما ت ازل تطبق‬
‫المدن الع ارقية والسورية إلى أنقاض‪.‬‬
‫وبموجب تقرير وصف بأنو‬ ‫عام‪.‬‬ ‫عمى حياتيم‪.‬‬
‫استخبا ارتي كردي؛ فإن ما لا يقل عن‬ ‫)‪ (2,4‬مميون قتيل في الع ارق‬ ‫وفي ىذا الصدد تؤكد د ارسة خاصة‬
‫(ٓٗ) ألف مدني قتموا في قصف‬ ‫وبحسب الد ارسة نفسيا؛ فإن أحد‬ ‫أج ارىا موقع (أوبدي نيوز) الإخباري‬
‫مدينة الموصل وحدىا‪ ،‬التي ما ت ازل‬ ‫استطلبعات ال أري وجد أن معظم‬ ‫؛ أن الشعب الأمريكي ليست لديو‬
‫فييا العديد من الجثث مدفونة تحت‬ ‫الأمريكيين يعتقدون أن القتمى من‬ ‫أدنى فكرة حقيقية عن فداحة الكارثة‬
‫الأنقاض‪ ،‬وقد أظير تقرير نشر‬ ‫الع ارقيين جّارء الغزو والاحتلبل ُيقّدر‬ ‫التي تسبب بيا غزو بلبدىا لمع ارق‪،‬‬
‫حديثًا صدر عن فرق إ ازلة الأنقاض؛‬ ‫بعش ارت الآلاف فقط‪ ،‬لكن الحسابات‬ ‫ولاسيما مع الرفض المستمر الذي‬
‫وجود (ٖ٘٘‪ )ٖ,‬جثة في حي واحد‬ ‫التي رصدىا الموقع وأحصى أحداثيا‬ ‫يبديو جيش الاحتلبل الأمريكي في‬
‫فقط بالمدينة‪ ،‬علبوة عمى أن ما يزيد‬ ‫اعتماًدا عمى أفضل المعمومات‬
‫المتاحة لديو تُظير تقدي ارت كارثية‬

‫‪92‬‬

‫العدد(‪ 23 )61‬اذار ‪2017‬‬ ‫عن وفيات أكثر من (٘) إلى (ٕٓ)‬ ‫مـلـحـق‬
‫مرة من الأرقام المنشورة سابقًا عمى‬
‫علبوة عمى (ٓٓٓ‪ )ٗ٘,‬آخرين في‬ ‫أساس تقارير الصحفيين أو‬ ‫عن (ٓٓٓ‪ )ٔٔ,‬شخص آخرين من‬
‫أحداث عنف ليا صمة مباشرة‬ ‫المنظمات غير الحكومية أو‬ ‫أىالي الموصل أي ًضا مدرجون في‬
‫بالحرب‪ ،‬وعمى الرغم من رفض‬ ‫عداد المفقودين ولا يعرف ذوىم شيًئا‬
‫الولايات المتحدة وبريطانيا ليذه‬ ‫الحكومات المحمية نفسيا‪.‬‬
‫التقارير وتبنييما حممة تشويو‬ ‫وبالنظر إلى ذلك؛ فإن الواقع الع ارقي‬ ‫عن مصيرىم‪.‬‬
‫لسمعة المجمة؛ بعدما عّدت واشنطن‬ ‫يؤكد أن تداعيات استخدام الأسمحة‬
‫منيجيتيا ليست بذات مصداقية وأن‬ ‫المحرمة في قصف مناطق الع ارق‬ ‫جندي أمريكي قتل مدنًيا ع ارقًيا بدم بارد ـ ٕٗٓٓ‬
‫الأرقام مبالغ فييا؛ إلا أنيا عادت‬ ‫المختمفة؛ تفاقمت إلى حد فظيع؛‬
‫وقبمت بد ارسات مماثمة أجريت في‬ ‫وتظير آثار ذلك في الولادات‬ ‫وبالعودة إلى آثار الغزو ومالاتو بعد‬
‫بمدان شيدت حروًبا لم تشارك فييا‬ ‫المشّوىة ونسبتو المتصاعدة التي‬ ‫عقد ونصف من السنين؛ يشير تقرير‬
‫القوات العسكرية الغربية‪ ،‬وتم‬ ‫تدعو إلى الفزع‪ ،‬فضًلب عن تمويث‬ ‫موقع (أوبدي نيوز) إلى أن الع ارق‬
‫الاستشياد بيا عمى نطاق واسع‬ ‫اليواء‪ ،‬ومياه الشرب‪ ،‬وفساد‬ ‫باعتباره واحًدا من بين الدول التي‬
‫دون سؤال أو خلبف‪ ،‬قبل أن يعترف‬ ‫الأ ارضي الز ارعية‪ ،‬وانتشار الأم ارض‬ ‫كانت الولايات المتحدة الأمريكية‬
‫مستشارون لدى حكومة بريطانيا بأن‬ ‫الوبائية في المناطق التي تمقت قنابل‬ ‫وحمفاؤىا يخوضون فييا حرًبا منذ‬
‫تقرير مجمة (لانسيت) في ‪ٕٓٓٙ‬‬ ‫الفسفور الأبيض وغيرىا من وسائل‬ ‫عام ٕٔٓٓ؛ شيد قيام عمماء‬
‫يحتمل أن يكون صحي ًحا‪ ،‬وىو ما‬ ‫التدمير؛ كالفموجة وما حوليا من‬ ‫الأوبئة بإج ارء د ارسات شاممة حول‬
‫تأكد لاحقًا سنة ٕ٘ٔٓ في تقرير‬ ‫الوفيات عمى أساس أفضل‬
‫لأطباء من أجل المسؤولية‬ ‫نوا ٍح وقرى‪.‬‬ ‫الممارسات التي طورتيا في مناطق‬
‫الاجتماعية حمل عنوان‪( :‬عدد‬ ‫حقائق مغّيبة‬ ‫الحرب مثل‪ :‬أنغولا‪ ،‬والبوسنة‪،‬‬
‫الجثث‪ :‬أرقام الحوادث بعد عشر‬ ‫وكانت مجمة (لانسيت) الطبية‬ ‫الدومنيك‪ ،‬والكونغو‪ ،‬وغواتيمالا‪،‬‬
‫سنوات من الحرب عمى الإرىاب)؛‬ ‫المعروفة قد أصدرت تقريرين في‬ ‫وكوسوفو‪ ،‬ورواندا‪ ،‬والسودان‪،‬‬
‫بأن د ارسة (لانسيت) لعام ‪ٕٓٓٙ‬‬ ‫سنتي ٕٗٓٓ‪ ،‬و‪ٕٓٓٙ‬؛ بشأن‬ ‫وأوغندا؛ وبّينت التقرير أن جميع‬
‫أكثر موثوقية من د ارسات الوفيات‬ ‫أعداد وفيات المدنيين؛ وقد أظير‬ ‫ىذه البمدان ـ والع ارق منيا ـ كشفت‬
‫آخرىما أن حوالي (ٓٓٓ‪)ٙٓٓ,‬‬ ‫نتائج الد ارسات الوبائية الشاممة فييا‬
‫الأخرى التي أجريت في الع ارق‪.‬‬ ‫ع ارقي قتموا في الأشير الأربعين‬
‫ولم ت ُك ّف الد ارسات من ىذا النوع‬ ‫الأولى من حرب واحتلبل الع ارق‪،‬‬
‫المتعمق بأعداد الضحايا الع ارقيين‬

‫‪93‬‬

‫العدد(‪ 23 )61‬اذار ‪2017‬‬ ‫وخلبل السنوات العشر الأخيرة؛ لا‬ ‫مـلـحـق‬
‫توجد إحصاءات دقيقة يمكن أن‬
‫القوات الحكومية الميميشيات‪ ،‬تجري‬ ‫تكشف عن حقيق الرقم الذي بمغو‬ ‫جّارء الحرب وتداعيات الاحتلبل؛ إذ‬
‫خلبليا عمميات اعتقال وتغييب‬ ‫عدد القتمى الع ارقيين؛ ولكن التقدي ارت‬ ‫أظيرت د ارسة لشركة استطلبع‬
‫قسري يفضي بالمحصمة إلى الإعدام‬ ‫التي رّجحت بموغو حاجز المميونين‬ ‫بريطانية حممت عنوان (أعمال‬
‫والنصف؛ استندت إلى تقدي ارت‬ ‫أبحاث ال أري) سنة ‪ٕٓٓٚ‬؛ أن عدد‬
‫أو الوفاة ج ارء التعذيب الممنيج‪.‬‬ ‫مستقاة من المعمومات التي وردت‬ ‫القتمى الع ارقيين ُيقّدر بـ‬
‫ما ح ّل بالع ارق جّارء العدوان عميو ثم‬ ‫في المجلبت والتقارير المختصة‪،‬‬ ‫(ٓٓٓ‪ )ٔ,ٖٖٓ,‬شخص‪ ،‬بينما‬
‫احتلبلو‪ ،‬وسرقة موارده والاستيلبء‬ ‫وبرغم منطقية ىذه التقدي ارت‬ ‫وثقت د ارسة أخرى نتائج العنف‬
‫عمى مقد ارتو؛ أحالو إلى بمد مغطى‬ ‫والمنيجية التي سارت عمييا؛ إلا‬ ‫المت ازيد باط ارد في الع ارق المحتل بين‬
‫بالركام المصطبغ بالدماء؛ حتى‬ ‫أنيا ما ت ازل بحاجة إلى تدقيق أكثر‬ ‫سنتي (ٖٕٓٓ‪ )ٕٓٓٙ-‬إذ بمغ عدد‬
‫تجاوزت مأساتو في تفاقيما ما حل‬ ‫لموصول إلى الحقيقة‪ ،‬لاسيما وأن‬ ‫الوفيات في العام الأخير‬
‫ببمدان مشيورة تمقت حروًبا وقنابل‬ ‫المعطيات تشير إلى أن العدد قد‬ ‫(ٓٓٓ‪ )ٖٕٛ,‬شخص‪ ،‬وأن‬
‫تدميرية دّونيا التاريخ عمى مدى‬ ‫يكون أكبر من ذلك‪ ،‬خاصة أن‬ ‫(ٓٓٓ‪ )ٖٗٓ,‬شخص قتموا في‬
‫العقود الماضية‪ ،‬إذ أن الأخيرة انتيت‬ ‫مناطق محافظات‪ :‬نينوى‪ ،‬والأنبار‪،‬‬ ‫أواخر ‪ ،ٕٓٓٙ‬ومطمع سنة ‪.ٕٓٓٚ‬‬
‫ولم يبق لآثارىا سوى توثيقات‬ ‫وصلبح الدين‪ ،‬وديالى‪ ،‬وأحزمة‬
‫ومقالات وممفات أرشيفية‪ ،‬بينما‬ ‫بغداد؛ شيدت وما ت ازل تشيد‬ ‫غيتي‪ :‬جنود من المارينز يطالعون جثتي مدنيين قتلب‬
‫الع ارق ما ت ازل فصول تدميره سارية‬ ‫عمميات عسكرية‪ ،‬وج ارئم ترتكبيا‬ ‫بسبب العدوان عمى مدينة الفموجة ـ ٕٗٓٓ‬
‫المفعول‪ ،‬وسط صمت عالمي واغفال‬
‫حقيقي عن النظر في تدوين كارثتو‪.‬‬

‫‪94‬‬

‫العدد(‪ 23 )61‬اذار ‪2017‬‬ ‫مـلـحـق‬

‫‪95‬‬

‫العدد(‪ 23 )61‬اذار ‪2017‬‬ ‫مـلـحـق‬

‫‪96‬‬

‫العدد(‪ 23 )61‬اذار ‪2017‬‬ ‫مـلـحـق‬

‫‪97‬‬

‫العدد(‪ 23 )61‬اذار ‪2017‬‬ ‫مـلـحـق‬

‫‪98‬‬

‫العدد(‪ 23 )61‬اذار ‪2017‬‬ ‫مـلـحـق‬

‫‪99‬‬

‫العدد(‪ 23 )61‬اذار ‪2017‬‬ ‫مـلـحـق‬

‫‪100‬‬

‫العدد(‪ 23 )61‬اذار ‪2017‬‬ ‫مـلـحـق‬

‫‪101‬‬


Click to View FlipBook Version