The words you are searching are inside this book. To get more targeted content, please make full-text search by clicking here.

استجابة للتحديات القومية وتلبية طموحات التنمية الوطنية

Discover the best professional documents and content resources in AnyFlip Document Base.
Search
Published by nabad.3orouba.moujahida, 2018-07-11 04:22:43

ملف خاص لمنجزات ثورة 17 / 30 تموز

استجابة للتحديات القومية وتلبية طموحات التنمية الوطنية

‫إف ىذا السفر البطولي الخالد لـ تثممو المممات والخطوب‪ ،‬ولـ يس َّجؿ عمى ىذا الجيش أي موقؼ شائف حتى واف‬
‫تكاثرت الخطوب والنوائب‪ ،‬فيذا الجيش كاف عنوانا لموطف ‪ ،‬بؿ انو بات م اردفا لمع ارؽ‪ ،‬فلا يذكر اسـ الع ارؽ إلا وذكر‬

‫معو جيشو الوطني الباسؿ‪.‬‬
‫وعمى الرغـ مف أف ىذا الجيش تشكؿ في ظؿ الاحتلاؿ البريطاني‪ ،‬إلا انو لـ يرضخ يوما لإ اردة المحتؿ‪ .‬كما لـ يسجؿ‬
‫التاريخ انو كاف يوما تابعا لو‪ ،‬أو انو كاف يأتمر بأوامره‪ ،‬أو انو وقؼ مع المحتؿ ضد إ اردة شعب الع ارؽ‪ .‬بؿ عمى‬
‫العكس مف ذلؾ تماما كاف جيش الع ارؽ في طميعة المخمصيف مف أبناء الشعب لمقاومة الاحتلاؿ وقيادة انتفاضاتو‬
‫وحركاتو المسمحة ضد المحتؿ البريطاني وعملائو‪ ،‬وقدـ في سبيؿ ذلؾ كوكبة مف الشيداء في حركات مايس عاـ‬
‫ٔٗ‪ .ٜٔ‬كما واصؿ ىذا الجيش كفاحو لمتحرر مف الاستعمار وطرد المحتميف وقد تـ لو ذلؾ في ثورة ٗٔ تموز‬

‫‪.ٜٔ٘ٛ‬‬
‫إف جيش الع ارؽ بتأريخو المشرؼ ومواقفو المبدئية الثابتة عمى الحؽ كاف عنوانا دائما لموطف ودرعاً لوحدتو وحمايتو‬
‫ووعا ًء كبي اًر لمكِّونات الشعب التي انصيرت لتكِّوف جيش الع ارؽ الذي كاف وما ي ازؿ يمثؿ كؿ الع ارقييف‪ .‬وقد ارتقت‬
‫مياـ القوات المسمحة الع ارقية إلى أعمى وأسمى المياـ الوطنية والقومية‪ ،‬حيث أوكؿ ليا عبر م ارحؿ سفرىا التاريخي‬
‫الخالد ميمة الدفاع عف حياض الوطف ضد كؿ أنواع التيديدات الخارجية لمحفاظ عمى حدوده وسلامة أ ارضيو‬

‫واستقلالو وسيادتو الوطنية‪ .‬واينما دعت الحاجة القومية لو‪.‬‬

‫فكانت القوات المسمحة الع ارقية سور الوطف العالي وسياجو المتيف وحصف الأمة المنيع‪ .‬وكانت الأدوار الداخمية‬
‫وواجبات الامف الداخمي التي كمفت بيا المؤسسة العسكرية الع ارقية تت اربط وتتكامؿ لتجعؿ الجميع بمختمؼ الرتب‬
‫والمناصب ذوي أىمية ومسؤولية ميمة ميما كاف الدور‪ ،‬صغي اًر عمى مستوى القاعدة أو كبي اًر في أعمى اليرـ‪ .‬فالقوات‬
‫المسمحة الع ارقية قامت عمى اسس أخلاقية متينة ارتكزت عمى النُبؿ والمينية والفروسية والقيـ الأخلاقية العالية‪ ،‬وعمى‬
‫أساس تنظيمي ىرمي‪ ،‬فالرتب العسكرية الممنوحة لممستويات القيادية المختمفة كانت تعتمد عمى المينية والتميز في‬

‫‪50‬‬

‫الاداء والانتماء الوطني بغية تحقيؽ الأىداؼ الوطنية ضمف سياقات وأنظمة العمؿ المعتمدة في ىذه المؤسسة الوطنية‬
‫الكبيرة التي تقع عمييا المسؤولية الأولى والميمة الكبرى في الدفاع عف حياض الوطف والأمة‪ .‬وىنا لابد مف الاشارة الى‬

‫نقطتيف ميمتيف في ىذا المجاؿ وىما‪:‬‬
‫‪1.‬الدور البارز لمقيادة السياسية الع ارقية في وضع وتحديد الاىداؼ الوطنية والقومية لمجيش الع ارقي خاصة في بداية‬
‫عقد السبعينات مف القرف الماضي وكما يشير الييا واحد مف ابرز قادة القوات المسمحة الع ارقية‪ ،‬وىو الفريؽ الاوؿ‬
‫الركف عبدالجبار شنشؿ يرحمو ا﵀‪ ،‬حيث يشير الى اف التحديد الدقيؽ والواضح لأىداؼ ومياـ وواجبات القوات‬
‫المسمحة ساىـ في الق ارر عمى حجـ القوات المسمحة واساليب اعدادىا ونوعية الاسمحة الملائمة لتنفيذ تمؾ المياـ‬

‫والاىداؼ اضافة الى عقيدة القتاؿ‪.‬‬
‫‪2.‬الجيد الواسع والكبير لمقيادة السياسية في تأميف الامواؿ والامكانيات لش ارء وتأميف الاسمحة والمعدات والتجيي ازت‬
‫اللازمة لعمؿ القوات البرية والجوية والبحرية مف مختمؼ المناشئ وىي ال ارئدة في رفع الشعار الحاسـ في الحرب بأننا‬

‫(نربح المعركة عندما نييئ مستمزماتيا وعندما تكوف ادارتيا صحيحة(‪.‬‬

‫كما إف التدريب والضبط العسكري كانا يمثلاف الأساساف ال ارسخاف في بناء القوات المسمحة الع ارقية‪ .‬فالتدريب العسكري‬
‫يخمؽ الشخصية العسكرية ‪ ،‬ويحقؽ التفاعؿ الحي بيف المقاتؿ وسلاحو ومعداتو العسكرية مف ناحية ‪ ،‬مثمما يطور‬
‫الميا ارت المتعددة والمتنوعة ‪ ،‬وىو احد أىـ مقومات النصر‪ ،‬فكاف ضمانة لتحقيؽ الاقتدار والانتصار‪ .‬وكذلؾ فقد كاف‬
‫الانضباط العسكري يمثؿ العمود الفقري لمجيش الع ارقي‪ .‬كما إف الولاء لممؤسسة العسكرية وعبر الولاء لموطف ‪ ،‬كاف‬
‫ولاء كامؿ ومطمؽ ‪ ،‬فحيف يقسـ العسكري عمى وضع حياتو في خدمة وطنو لا يعود بإمكانو تجزئة ىذا الولاء أو جعؿ‬
‫الالت ازـ بو نسبيا تبعاً لمصمحة ما أو لظرؼ أو طرؼ ما ‪ ،‬فأي ولاء ناقص أو مجت أز يشكؿ خيانة لمقسـ ولمشرؼ‬

‫العسكري ‪ ،‬بؿ خيانة لموطف‪.‬‬

‫‪51‬‬

‫ىكذا كاف السفر الخالد لجيش الع ارؽ الوطني الذي استميـ عقيدتو مف اتجاىات عديدة ‪ ،‬ومنيا الاتجاىات الايمانية‬
‫والتاريخية والقومية والوطنية‪ .‬ولعؿ أىميا انبثاقيا مف العقيدة الايمانية للإسلاـ الحنيؼ ومف التاريخ المجيد لمجيش‬
‫الع ارقي منذ أقدـ العصور ومرو ار بت ارث الجيش العربي الاسلامي في عيد الفتوحات الاسلامية ومآثره الخالدة ومنظومة‬

‫أخلاقو المثالية وصولا الى تجاربو المتميزة في العصر الحديث‪.‬‬

‫ونجد ملامح ىذه العقيدة الايمانية حتى في تسميات قيادات الفيالؽ والفرؽ والالوية والوحدات‪ ،‬وتركيز القيادة العامة‬
‫لمقوات المسمحة عمى تفيـ منتسبي الوحدات لتمؾ المعاني والدلالات التي تمثميا ىذه التسميات‪.‬‬

‫فمنذ تأسيسو اعتمد جيش الع ارؽ الوطني تسميات الرموز الدينية والتاريخية اللامعة في ت ارثنا الثر وتأريخ امتنا المجيد‪،‬‬
‫فقد سمي أوؿ فوج تشكؿ فيو عاـ ٕٔ‪ ٜٔ‬بفوج موسى الكاظـ‪ .‬وخلاؿ م ارحؿ نمو وتطور الجيش الع ارقي أخذت‬
‫مسميات وحداتو تسمى بأسماء القادة العظاـ في الاسلاـ ومسميات المعارؾ الكبرى التي كانت بمثابة الفاصمة في تأريخ‬
‫حركات التحرير والفتوحات الاسلامية‪ .‬فكاف اسـ الفيمؽ الاوؿ ( قيادة عمميات الرشيد ) ‪ ،‬والفيمؽ الثاني ( قيادة عمميات‬
‫اليرموؾ ) ‪ ،‬والفيمؽ الثالث ( قيادة عمميات القادسية ) ‪ ،‬والفيمؽ ال اربع ( قيادة عمميات حطيف ) ‪ ،‬والفيمؽ الخامس‬
‫(قيادة عمميات عمورية) ‪ .‬اما عمى صعيد قوات الحرس الجميوري‪ ،‬فكاف الفيمؽ الاوؿ لمحرس الجميوري باسـ (قيادة‬

‫عمميات ا﵀ اكبر) ‪ ،‬بينما تـ تسمية الفيمؽ الثاني باسـ ( قيادة عمميات الفتح المبيف)‪.‬‬

‫وأخذت قيادات الفرؽ تسميات مختمفة منيا‪ ،‬قيادات ابو عبيدة الج ارح‪ ،‬خالد بف الوليد‪ ،‬صلاح الديف‪ ،‬القعقاع‪ ،‬محمد‬
‫بف القاسـ‪ ،‬سعد بف ابي وقاص‪ ،‬المثنى بف حارثة‪ ،‬المقداد‪ ،‬طارؽ بف زياد‪ ،‬سارية الجبؿ‪ ،‬المدينة المنورة‪ ،‬وغيرىا‪ .‬وتـ‬
‫تسمية بعض الالوية والوحدات بمسميات رمزية مثؿ لواء ابف الوليد وكتيبة دبابات عمي‪ ،‬الحسف‪ ،‬الحسيف‪ ،‬والمنصور‪،‬‬

‫وغيرىا‪.‬‬

‫المعايير الاساسية في بناء الجيش الع ارقي الوطني‬
‫البناء الاجتماعي‬

‫كانت القوات المسمحة الع ارقية الوطنية تمثؿ قّوة الع ارؽ ومبدأ صموده‪ ،‬وىي تتقدـ طميعة المؤسسات الوطنية في تطبيؽ‬
‫مبادئ العدالة والمساواة بيف صفوفيا ‪ ،‬ىذه المؤسسة التي انبثقت مف الشعب وضمت في ثناياىا أبناء الوطف مف‬
‫مختمؼ الش ارئح والمناطؽ ‪ ،‬تتساوى بينيـ الحقوؽ والواجبات‪ ،‬ويتعزز فييـ الانتماء لموطف‪ .‬ويأتي دور ىذه المؤسسة‬
‫الكبرى في ترسيخ ىذا الانتماء مف خلاؿ تحقيؽ التفاعؿ الحي والتواصؿ المتيف بيف أبناءىا مف جية وبيف عموـ أبناء‬

‫الشعب مف جية أخرى باعتبارىا طميعتيـ في الدفاع عنيـ‪.‬‬

‫‪52‬‬

‫فقد كانت حياة العسكري داخؿ معسكره حياة الجياد المستمر الذي لا يميف ولا يستكيف ‪ ،‬فيو مشروع دائـ للاستشياد‬
‫مف اجؿ بقاء الوطف عزي از مستق ار‪ ،‬ومف اجؿ ضماف عزتو وأمنو والحفاظ عمى استقلالو وتاريخو وت ارثو وضماف مستقبؿ‬
‫أطفالو‪ .‬ومف ىنا كاف ابناء الشعب عموما يقدروا حجـ المسؤولية الملاقاة عمى عاتؽ ىذا البطؿ الذي كاف يؤدي بكؿ‬
‫جوارحو تمؾ المياـ الجساـ ‪ ،‬كما كاف الجميع يقفوف إلى جانبو لما يبذلو مف قساوة وشدة وضغط وسير‪ .‬وكانت‬
‫ميمتيما تكمف في تأميف سلامة كياف الدولة وحماية سيادتيا‪ .‬ومف ىذا الدور استمدت الجندية سمو رسالتيا وشرؼ‬

‫ىالتيا القدسية‪.‬‬
‫المؤسسة العسكرية الع ارقية كانت إحدى أىـ المؤسسػات التي يتكوف منيا البنػاء الاجتمػاعي في أعمى مستوياتو‪.‬‬
‫فتتفاعؿ مع بقية النظـ الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لتحقيؽ أىداؼ المجتمع‪ .‬ولقد كاف الشعار الوطني الجامع‬
‫لكؿ الع ارقييف ىو الذي تتزيف بو كؿ ثكنات الجيش مف ساحات التدريب الى اماكف ال ارحة‪ ،‬ذلؾ الشعار الذي يشير الى‬
‫أف ( الع ارؽ وطف الجميع وحماية امنو وسيادتو مسؤولية الجميع ) وبالرغـ مف إف لكؿ است ارتيجية فنونيا‪ ،‬وأساليبيا‪،‬‬
‫ووسائميا‪ ،‬وسبؿ عمميا‪ ،‬وأىدافيا الخاصة التي تخدـ الأىداؼ والمصالح الوطنية العميا‪ ،‬إلا أف الدور الذي كانت تتولاه‬
‫المؤسسة العسكرية الع ارقية في مجالات الدفاع والأمف يعطييا مف الخصوصية والأىمية والقد ارت ما يفوؽ تمؾ المعطاة‬

‫لسائر المؤسسات الأخرى في البلاد خاصة في ظروؼ التحديات والتيديدات الخارجية‪.‬‬
‫فالقوات المسمحة الع ارقية الوطنية كانت ممزمة بالدفاع عف الع ارؽ وعف كافة مؤسساتو‪ ،‬بؿ انيا صممت لمدفاع عف‬
‫الامة كميا اينما يتطمب الامر ذلؾ‪ .‬وىي بذلؾ لـ تكف تقوـ بتأميف الحماية لأشخاص بذاتيـ أو مجموعة معينة في‬

‫الدولة أو الحزب‪ ،‬إنما في موقع الدفاع عف الشعب ومنج ازتو وممتمكاتو لأنيا أصلا منبثقة مف إ اردة ىذا الشعب‪.‬‬

‫‪53‬‬

‫كانت المؤسسة العسكرية الع ارقية تتمتع بقدسية خاصة بسبب طبيعة الرسالة السامية التي كاف يتمسؾ بيا أبناء ىذه‬
‫المؤسسة الوطنية الكبرى المتمثمة في استعدادىـ الدائـ لمتضحية دفاعا عف الوطف والامة العربية المجيدة‪ ،‬فيذه العقيدة‬
‫كانت ارسخة في عقوؿ وضمائر وقموب كافة ابناء القوات المسمحة‪ .‬وتأتي ىذه القدسية أيضا مف طبيعة العمؿ‬
‫العسكري ‪ ،‬ومف طبيعة العلاقات التي تسود بيف منتسبي ىذه المؤسسة داخؿ معسك ارتيـ ‪ ،‬ومف السمات والخصاؿ التي‬
‫يتمسكوف بيا‪ .‬فكانوا أىؿ الشجاعة والإيثار والتعاوف وحب العمؿ الجماعي وروح الفريؽ الواحد ‪ ،‬وىـ أىؿ النخوة‬
‫والرجولة التي كانوا يجسدونيا في سموكيـ اليومي ‪ ،‬والتي تتميز بيذه الكيفية والصورة ال ارئعة عف باقي مؤسسات الدولة‬
‫التي تقدـ الخدمات المختمفة لممجتمع‪ .‬فالجندية ىي اكبر مف وظيفة أو وسيمة لكسب العيش ‪ ،‬إنما ىي رمز لسمو‬
‫النفس في شرؼ التعاوف والحرص والاندفاع لتحقيؽ الأىداؼ الوطنية السامية في الذود عف الوطف والشعب ومقومات‬
‫وجودىما بعيدا عف المنافع الذاتية والمطامح الشخصية‪ .‬فالجيش الع ارقي كاف يجمع أبناء المجتمع عمى اختلاؼ‬
‫مناطقيـ وانتماءاتيـ ويصيرىـ في وحدة تستند إلى القيـ الكريمة ‪ ،‬والمبادئ القويمة ‪ ،‬والمثؿ السامية ‪ ،‬والأىداؼ‬
‫المشتركة لأبناء الوطف الواحد ‪ ،‬وىي في ذلؾ كانت تعتمد التربية القاسية والنظاـ القوي لتجعؿ مف المنضويف تحت‬
‫لوائيا مثالاً لمرجولة ‪ ،‬فتمكنوا مف الحفاظ عمى شرؼ الوطف وك ارمتو حتى جاء المحتؿ الأميركي الغاشـ بقواتو الجبارة‬

‫والج اررة تسنده كؿ قوى الشر في العالـ لاستيدافو‪.‬‬

‫‪54‬‬

‫البناء التربوي‬

‫كاف لمتنشئة العسكرية دور كبير في تأىيؿ المقاتميف لمقياـ بالمياـ الموكمة إلييـ‪ .‬وكاف التدريب مف أىـ مستمزمات ىذه‬
‫التنشئة بما تزود بو أبناء ىذه المؤسسة الوطنية الكبرى مف معارؼ وميا ارت وقد ارت‪ .‬ىذه التنشئة تضمنت الإبعاد‬
‫الخمقية والمعنوية‪ .‬فالميا ارت والمعارؼ قد تصنع مقاتلاً جيداً لكنيا لا تكفي لإعداد المقاتؿ العسكري الممتزـ بولائو‬

‫المطمؽ لمؤسستو ووطنو‪ ،‬والمستعد لبموغ أقصى درجات التضحية في سبيؿ الدفاع عنو‪.‬‬

‫واستمدت القوات المسمحة ركائز تنشئة وترسيخ وتأجيج مبدأ الولاء في نفوس أبنائيا مف القيـ العميا لممجتمع ‪،‬‬
‫فالمجتمع العسكري واف كاف متماي اًز عف المجتمع المدني ‪ ،‬متمتعاً بخصوصيات عدة ‪ ،‬فيو في الوقت نفسو كاف‬
‫يتكامؿ مع عموـ المجتمع الع ارقي ‪ ،‬ويتفاعؿ معو ‪ ،‬ويعمؿ انطلاقاً مف القيـ العميا التي تسوده والمبادئ التي كرستيا‬
‫قوانينو وأع ارفو ومؤسساتو‪ .‬وكذلؾ استمدت القوات المسمحة الع ارقية ركائز ىذه التنشئة مف خصوصية ىذه المؤسسة‬
‫التي تنبع مف قدسية دورىا الوطني ومف خصائصيا القيمية الكبيرة‪ .‬والسياسة التوجييية والمعنوية والفكرية والتثقيفية ‪،‬‬
‫فكانت واحدة مف أساسيات ترسيخ مفيوـ الولاء الوطني في نفوس المقاتميف‪ .‬كما لعب القادة بمختمؼ مستويات القيادة‬
‫دو ار محوريا ىاما في ىذه التنشئة‪ .‬فمادتيـ الأساسية تمثمت في منتسبييـ الذيف كانوا يأتوف مف مختمؼ الش ارئح‬
‫والمناطؽ والمحافظات والقبائؿ والعوائؿ ‪ ،‬ومف مختمؼ المذاىب والأطياؼ‪ .‬ىؤلاء الذيف شكموا وحداتيـ العسكرية بالرغـ‬
‫مف الاختلافات العديدة في تنشئتيـ البيئية والتعميمية والثقافية والبدنية والاجتماعية‪ .‬فمنيـ مف كاف يحمؿ الشيادة‬
‫الجامعية ومنيـ الأقؿ مف ذلؾ ‪ ،‬ومنيـ مف كاف يجيد السباحة والرماية قبؿ التحاقيـ لمجيش ‪ ،‬ومنيـ مف غير ذلؾ ‪،‬‬
‫ومنيـ مف كاف متعمؽ في الالت ازـ الديني ‪ ،‬ومنيـ الأقؿ مف ذلؾ ‪ ،‬ومنيـ مف كاف يحمؿ الكثير مف المعارؼ الأدبية‬
‫والعممية ‪ ،‬ومنيـ مف ىو عكس ذلؾ ‪ ،‬ومنيـ مف كاف يحمؿ مواىب متنوعة ‪ ،‬ومنيـ مف لا يحمؿ أية موىبة‪ .‬وىنا كاف‬
‫يبرز الدور التأثيري لمقادة في صقؿ شخصيات وحداتيـ العسكرية وجعميـ في بوتقة واحدة مف خلاؿ عناصر التنشئة‬
‫التربوية والتأىيؿ الميني والعلاقات الإنسانية وتممس ىموميـ ومتابعة شئونيـ وخمؽ الشخصية العسكرية الواحدة‬
‫الموحدة لدى الجميع بغض النظر عف خصائصيـ الشخصية والذاتية‪ .‬والتأكيد باف المؤسسة العسكرية التي كانوا‬
‫ينتموف إلييا ىي الحاضنة الأساسية التي يولونيا كؿ ولائيـ‪ .‬وبالتالي فاف الولاء ليذه المؤسسة كاف يمثؿ أعمى درجات‬

‫الولاء لموطف‪.‬‬

‫وكانت التربية العسكرية تحقؽ التغمب عمى الخوؼ في نفوس المقاتميف ‪ ،‬فإذا تسرب الخوؼ إلى نفسية المقاتميف‬
‫وتغمغؿ في أفكارىـ فإنو يقمؿ مف عزيمتيـ ويحبط شجاعتيـ ‪ ،‬ولذا كاف مف الميـ جداً أف تنمي التربية العسكرية في‬
‫شخصية المقاتؿ الشعور بالقوة بيف رفاقو ويجعؿ مف نفسو جزءاً مف وحدتو وعدـ الشعور بالوحدة بؿ يكوف فخو ًار‬
‫بجماعتو ووحدتو ورفاؽ سلاحو ‪ ،‬وبيذه الطريقة يتغمب الضبط عمى الخوؼ وينييو ‪ ،‬والشعور الجماعي كاف يساعد‬
‫المقاتميف عمى مواجية المخاطر والأىواؿ بلا خوؼ أو تردد ‪.‬وقد تميز النظاـ العسكري الع ارقي أيضا باستثمار الوقت‬

‫‪55‬‬

‫بدقة متناىية‪ .‬فكاف ىناؾ برنامج يومي دقيؽ لمعمؿ العسكري في المعسك ارت يبدأ منذ النيوض الصباحي وحتى النوـ‬
‫بنشاطات متنوعة ومحددة ضمف توقيتات معينة‪ .‬وكانت وسائؿ الثقافة العسكرية المقروءة والمرئية والمسموعة تمعب‬
‫دو ار ميما في الإسياـ ببناء شخصية المقاتؿ القادر عمى مواكبة مياـ الحاضر والمستقبؿ بكؿ أبعادىا التقنية والمعرفية‬
‫العسكرية ‪ ،‬والتي لا يمكف بموغيا ما لـ يكف المقاتؿ يتمتع بروح انضباطية عالية ‪ ،‬وفي ىذا تكمف أىمية الانضباط‬
‫العسكري باعتباره حجر ال ازوية الذي يبنى عميو الجيش لتحقيؽ النصر في المعركة والنجاح في التدريب والتعمـ والمياـ‬
‫الموكمة‪ .‬تمؾ الوسائؿ الثقافية التي انطمقت بمضامينيا التربوية مف تعاليـ عقيدتنا الإسلامية السمحة ‪ ،‬وأىداؼ ومبادئ‬
‫ثورة تموز العملاقة والدستور والموائح والأنظمة والقوانيف العسكرية النافذة دو اًر فاعلاً في تعزيز وترسيخ مفاىيـ السموؾ‬
‫الانضباطي لدى أبناء القوات المسمحة الذي مف خلالو تجمت النجاحات التحديثية المتواصمة ‪ ،‬والاحت ارـ المتبادؿ بيف‬

‫المقاتميف وعموـ مؤسسات المجتمع‪..‬‬
‫وكانت أىمية الوسائؿ الثقافية العسكرية في التربية العسكرية تأتي مف خلاؿ التعبئة النفسية والقاء المحاض ارت وعقد‬
‫الندوات التوجييية الوطنية والدينية وذلؾ لتوعية المقاتؿ بأىمية القوات المسمحة وأىمية تنفيذ الأوامر بدقة واخلاص وما‬
‫يتحممو الواجب الوطني مف العناء والاستشياد مف أجؿ الوطف وحياتو وك ارمتو‪ .‬والتأكيد عمى غرس الاعت ازز بالنفس‬
‫والافتخار بالوحدة ‪ .‬كما كاف يتـ فييا تعريؼ المقاتؿ بالمآثر والملاحـ البطولية والسفر الخالد لمقوات المسمحة عبر‬

‫سني كفاحيا المجيد ومآثرىا الجمة والملاحـ البطولية التي خاضتيا دفاعا عف الوطف وعف الامة العربية جمعاء‪.‬‬

‫‪56‬‬

‫الكفاءة المينية‬

‫الجيش الع ارقي الوطني كاف يعتمد عمى منظومة كفؤة في اختيار قادة الجيش بمختمؼ مستويات القيادة العسكرية ابتدا ًء‬
‫مف آمر الحضيرة وآمر الفصيؿ صعودا الى قائد الفرقة والفيمؽ ‪ ،‬حيث كاف لا بد لأي منيـ أف يدخؿ الدو ارت التدريبية‬
‫الحتمية والتطويرية التي تؤىمو الى تبوء الموقع القيادي فضلا عف التدرج واختبار الخبرة والكفاءة والتقييـ‪ .‬وكاف لابد‬
‫لأي قائد أف يتمتع بسمات الابداع ‪ ،‬والمبادرة ‪ ،‬والمرونة ‪ ،‬والانضباط النفسي ‪ ،‬والثقة ‪ ،‬والبت في الأمور ‪ ،‬والتحمؿ ‪،‬‬
‫والصبر ‪ ،‬والبساطة ‪ ،‬ورعاية رجالو رعاية نفسية‪ .‬وىو بعد ذلؾ كمو القائد العادؿ ‪ ،‬الذي لا تأخذه في الحؽ لومة لائـ ‪،‬‬
‫ولا تغويو مغريات السمطة التي وضعت أمانة في عنقو ‪ ،‬فلا تصده عف السمات النبيمة‪ .‬وىو الذي لا يتأثر بالظروؼ‬
‫الخارجية كافة عمى حساب تحقيؽ العدالة بيف صفوؼ رجالو ‪ ،‬والقائد الناجح في جيش الع ارؽ الوطني ىو الذي كاف‬
‫يمتمؾ ميارة الثواب والعقاب ‪ ،‬ويعرؼ كيؼ يصرفيا عندما يتطمب أي منيما التطبيؽ ‪ .‬وأخي اًر فيو القائد الذي كاف‬

‫ينيؿ مف سجايا وصفات قادة الامة العربية الذيف افرزىـ التاريخ المجيد كؿ سمات القيادة لمقائد الناجح‪.‬‬

‫ويعتبر الابداع واحدا مف أىـ السمات التي كانت تؤكد عميو منظومة اختيار القائد العسكري‪ .‬والابداع ىو الرغبة والقدرة‬
‫عمى الخمؽ الفكري والعممي الناجح‪ .‬وانو احد النتائج الفعالة والمباشرة لمثقة بالنفس وقوة الا اردة ‪ ،‬وىما الصفتاف الاكثر‬
‫تألقاً في شخصية وسموكية القائد الناجح‪ .‬ففي المنظور العسكري‪ ،‬لا يوجد شيء يرفع مف معنويات القطعة العسكرية‬
‫اكثر مف احساس وقناعة المقاتميف بأف قائدىـ مبدع ‪ ،‬وقادر عمى قيادتيـ في ظروؼ غير متوقعة ‪ ،‬ويعمؿ بسرعة‬

‫عندما تدعو الحاجة لتدارؾ المواقؼ بعمؿ فوري وحازـ وسميـ‪.‬‬

‫ومف السمات التي غمبت عمى غالبية القادة العسكرييف في الجيش الع ارقي الوطني ‪ ،‬تمثمت في التأثير الانعكاسي‬
‫الفاعؿ في نفوس مقاتمييـ مف خلاؿ سموكياتيـ التفصيمية‪ .‬فكاف القائد دقيقاً في تصرفاتو وسموكو الشخصي اليومي ‪،‬‬
‫ولعؿ الاعتناء بمظيره الجيد في الاوقات كافة ‪ ،‬حلاقة ذقنو ‪ ،‬اسموب جموسو ‪ ،‬وطريقة تناوؿ الطعاـ ‪ ،‬أولى تمؾ‬
‫السموكية التي كانت تعبر عف دقتو في التصرؼ ‪ ،‬ومدى تأثيره في نفوس معيتو الذيف كانوا يقتدوف بو‪ .‬كما اتسمت‬
‫اعماؿ القائد وحركاتو باليقظة والنشاط وتدؿ دوماً عمى اىتماماتو بالقيـ والمثؿ العسكرية‪ .‬وكانت طبيعة وأسموب القائد‬
‫في الكلاـ مع رجالو ‪ ،‬تترؾ اث اًر بالغاً في نفوسيـ‪ .‬فكاف يتفيـ الاسموب الامثؿ في ىذا الصدد ويمارسو بالفعؿ‪ .‬ولكف‬
‫في جميع الاحواؿ كاف ينتقي التعابير البسيطة ‪ ،‬القصيرة ‪ ،‬الايجابية والمباشرة ‪ ،‬مع الابتعاد عف المغة الخشنة والبذيئة‬
‫أو الميينة ‪ ،‬وعدـ السماح لمقادة المرؤوسيف في اعتمادىا جممة وتفصيلاً‪ .‬مع وضع الضوابط الصارمة والعممية لتجاوز‬

‫السب أو الضرب ميما كانت الاسباب‪.‬‬

‫‪57‬‬

‫البناء العقائدي‬

‫العقيدة العسكرية ىي ظؿ السياسة في الميداف‪ ،‬وىي الايماف المطمؽ لدى المقاتميف بعدالة القضية التي يقاتموف مف‬
‫اجميا وبذؿ الارواح في سبيؿ الدفاع عنيا‪ ،‬وحرصيـ السديد عمى تنفيذ الاىداؼ التي تنتيجيا بلادىـ واستعدادىـ لمذود‬

‫عنيا والموت في سبيميا‪.‬‬

‫وكانت العقيدة العسكرية الع ارقية‪ ،‬عقيدة وطنية وقومية‪ ،‬لا شرقية ولا غربية‪ ،‬تستمد قوتيا ومقوماتيا مف العقيدة‬
‫السياسية‪ ،‬وىي عقيدة عسكرية لـ تكف تركف إلى الانتماءات الضيقة‪ ،‬بؿ تسمو إلى مستوى الخيمة الحاضنة لموحدة‬

‫الوطنية بيف صفوؼ أبناء القوات المسمحة والأمف باعتبارىا حزب الوطف الكبير‪.‬‬

‫واذا ما نظرنا الى الجيش الع ارقي الوطني ومنذ تأسيسو عاـ ٕٔ‪ ٜٔ‬وعبر سني كفاحو ومسيرتو الجيادية العملاقة ‪،‬‬
‫نجد اف كافة وحداتو العسكرية تشكؿ فسيفساء جميمة متنوعة ‪ ،‬ولكنيا متحدة باليدؼ‪ ،‬يسود أبنائيا الإخاء والمودة‬
‫والحب‪ ،‬يجمعيـ حب الوطف والولاء ﵀ ثـ لو وعرض أرواحيـ مشاريع للاستشياد مف اجؿ الحفاظ عمى شموخو وىيبتو‬
‫وسيادتو واستقلالو واستق ارره‪ .‬وتجد ابف البصرة الى جنب ابف الانبار والسميمانية والمثنى ونينوى وكركوؾ وديالى‬
‫وميساف وكؿ المحافظات‪ ،‬يناموف في قاعة واحدة‪ ،‬وينيضوف لمتدريب الصباحي معا‪ ،‬يتناولوف الطعاـ عمى طاولة‬
‫واحدة‪ ،‬ويتحدثوف مع بعض بإخوة صادقة وصداقة حميمة‪ ،‬ويؤدوف الف ارئض الدينية سوية دوف اف يعرؼ احدىـ عف‬
‫الآخر او يسألو عف مذىبو او يناقشو في تفاصيؿ مؤذية تخرج عف حدود الحاضنة الوطنية‪ .‬وبيذا التنوع كانت القوات‬
‫المسمحة قد حققت أعمى وأغمى وساـ ليا‪ ،‬بانبثاقيا مف الشعب ورسـ الصورة المصغرة لو‪ ،‬والتعبير عف طموحاتو‪ ،‬وىي‬
‫بذلؾ أدركت عاليا مياميا الوطنية والقومية الحقيقية المناطة بيا كقوة ضاربة بيد الشعب لا تأتمر إلا لو لمذود عف‬

‫حياض الوطف وسيادتو وأمنو والذود عف الامة العربية اينما يتطمب الموقؼ ذلؾ‪.‬‬

‫محطات من المآثر الوطنية‬

‫الحرب الع ارقية الإي ارنية‬

‫في الوقت الذي كاف يعد فيو الخميني لغزو الع ارؽ ودوؿ عربية أخرى ‪ ،‬استطاع الجيش الع ارقي صد ىجمات الجيش‬
‫الإي ارني و الحرس الثوري‪ .‬فالحرب أخذت مدتيا لثماف سنوات ‪ ،‬استطاع الجيش الع ارقي أف يدخؿ الى عمؽ الأ ارضي‬
‫الإي ارنية حتى وصؿ الى مشارؼ كرمنشاه‪ .‬واستطاع الجيش الع ارقي السيطرة عمى مدينة المحمرة وعباداف و كثير مف‬

‫مدف عربستاف التي تقع في اقميـ الاحواز ذات الغالبية العربية‪.‬‬

‫واثناء الحرب قاـ الجيش الع ارقي بالاستيلاء عمى المعسك ارت الاي ارنية في المناطؽ التي سيطر عمييا و اخذ اسمحتيا‬
‫مف دبابات ومدرعات ‪ ..‬الخ‪ .‬حيث كوف اسطولا جديدا مف الدبابات الاي ارنية نوع جيفتيف ‪ Chieftain‬البريطانية‬

‫‪58‬‬

‫الصنع‪ ،‬وفي نياية الحرب استطاع الع ارؽ الاستيلاء عمى ما يقارب مف ٓٓ‪ ٚ‬دبابة مف النوع المذكور وأىداىا الى‬
‫القطر الاردني الشقيؽ‪.‬‬

‫وكانت الحرب قد استمرت سجالا بيف الطرفيف حتى شير نيساف ‪ /‬ابريؿ عاـ ‪ ٜٔٛٛ‬حيث شيدت تطبيقاً حياً‬
‫للاست ارتيجية العسكرية الع ارقية المعتمدة عمى العقيدة الدفاعية التعرضية‪.‬‬

‫فبعد اف تمكنت اي ارف مف احتلاؿ مناطؽ واسعة وشاسعة وميمة مف الا ارضي الع ارقية الحدودية مثؿ مثمث الفاو‬
‫ومنطقة الشلامجة وجزر مجنوف النفطية ومنطقة الزبيدات ومناطؽ اخرى في القاطعيف الاوسط والجنوبي مف جبيات‬
‫القتاؿ‪ ،‬فإف الع ارؽ ومف عقيدتو الدفاعية التي كانت لا تسمح بأي اخت ارؽ او احتلاؿ لشبر واحد مف الارض أعد خطة‬
‫عسكرية تعرضيو طموحة كانت مف افضؿ ما شيدتو الاست ارتيجية العسكرية الع ارقية مف تطبيؽ لمبادئ الحرب وخاصة‬
‫مبادئ المباغتة والتحشد والعمميات التعرضية والامف والشؤوف الادارية وغيرىا ليبدأ تنفيذىا في السابع عشر مف نيساف‬
‫عاـ ‪ٜٔٛٛ‬باليجوـ عمى القوات الاي ارنية اليائمة التي رتبت دفاعاتيا بصورة وبصيغة وبأسموب وحجـ لا يمكف لأي‬
‫م ارقب او محمؿ او قائد عسكري في النظر بعيف المنطؽ العسكري الاست ارتيجي الى إمكانية اخت ارؽ الدفاعات والقطعات‬
‫الاي ارنية المحتشدة والمدافعة في منطقة الفاو لما شممتو تمؾ الدفاعات مف تحصينات طبيعية واصطناعية متتالية‬
‫وصعبة ‪ ،‬ولما تضمنتو الدفاعات الاي ارنية مف حشد ناري وبشري ىائؿ الا اف القوات الع ارقية تمكنت مف تحقيؽ نصر‬

‫عسكري سريع ومباغت خلاؿ مدة قياسية لـ تتجاوز ‪ ٖٙ‬ساعة فقط‪..‬‬
‫ففي اليوـ الاوؿ مف شير رمضاف المبارؾ انطمقت القوات الع ارقية مف خطوط شروعيا وانجزت مياميا قبؿ غروب‬

‫اليوـ التالي ثـ توالت العمميات التعرضية الع ارقية في المناطؽ الاخرى المحتمة‪،‬‬

‫‪59‬‬

‫حتى انتياء الحرب بالنصر الع ارقي المؤزر في الثامف مف شير اغسطس آب عاـ ‪ ٜٔٛٛ‬بعد أف فرض عمى اي ارف‬
‫قبوؿ ق ارر مجمس الأمف الدولي ‪ ٜ٘ٛ‬وتـ اعلاف وقؼ إطلاؽ النار‪.‬‬

‫المؤامرة الكبرى ومعركة ام المعارك‬

‫انتجت الحرب الع ارقية الاي ارنية مميوف مقاتؿ ع ارقي مدرب ومجرب يتحموف بروح معنوية عالية شكمت مف وجية النظر‬
‫الصييونية خط اًر محدقاً حقيقياً عمى تواجد كياف العدو برمتو عمى ارض العرب‪ ،‬والذي ادى الى إثارة ريبة الصييونية‬

‫مف المتغير الجديد ‪ ،‬لتقرر الانتقاؿ الى مرحمة استيداؼ الع ارؽ‪..‬‬

‫ويبدو اف الموساد الصييوني قد اعتمد عمى ىذه الطروحات ليبدأ في عممية ضغط سياسي واعلامي واسعة النطاؽ ضد‬
‫الع ارؽ وقيادتو مف خلاؿ التركيز عمى امتلاكو لأسمحة الدمار الشامؿ‪ .‬ثـ بدأت خيوط ىذه العممية تتحرؾ بكافة‬
‫الاتجاىات وتحرؾ كؿ الاوساط الدولية والاقميمية ضد الع ارؽ ولعؿ واحداً مف اىميا كاف التحرؾ الأميركي والبريطاني ‪،‬‬
‫حيث اعتمد التحرؾ الأميركي عمى الضغط الاقتصادي بإيقاؼ صفقة الحبوب المتفؽ عمييا والمدفوع ثمنيا وما تمتيا‬

‫مف ضغوطات اقتصادية‪.‬‬

‫أما الموقؼ البريطاني فتمثؿ بإرساؿ الجواسيس الى الع ارؽ والذي سرعاف ما اكتشؼ امرىـ وما آؿ اليو الحاؿ في إعداـ‬
‫الجاسوس البريطاني مف اصؿ اي ارني المدعو ( بازوفت ) والذي خمقت بريطانيا بعد اعدامو ازمة سياسية ضاغطة ضد‬
‫الع ارؽ‪ ،‬واسند الموقفيف الأميركي والبريطاني بدعـ مف بعض الجيات العربية للأسؼ‪ .‬واخذت الحرب الاعلامية الخبيثة‬
‫بتشويو صورة الع ارؽ والتركيز والتضخيـ لقد ارت الع ارؽ العسكرية وتيديدىا لما سمي بأمف منطقة الشرؽ الاوسط‪ ،‬وكأف‬

‫العدو الصييوني لا يمتمؾ شيئاً يذكر!‬

‫وأدى كؿ ذلؾ‪ ،‬وملابسات أخرى إلى دخوؿ الجيش الع ارقي حربا غير متوازنة مع ٖ٘ دولة أوليا الولايات المتحدة‬
‫الأميركية التي خشيت تنامي نفوذ الع ارؽ وسعت لتأميف مصالحيا في المنطقة‪ ،‬الامر الذي أدى إلى خسارة الجيش‬
‫الع ارقي في ىذه الحرب التي اخذت نحو شي اًر ونصؼ مف القتاؿ المستمر‪ .‬فالخسارة كانت كبيرة مف قواتو‪ ،‬مف جنود‬
‫ودبابات وطائ ارت اضافة لنزع الصواريخ البعيدة المدى التي ضرب بيا العدو الصييوني مف نوع الحسيف والعباس‬

‫اضافة إلى فرض عقوبات عمى الع ارؽ ومنعو مف التسمح مف جديد‪.‬‬

‫وعمى الرغـ مف الخسارة التي تكبدىا الجيش الع ارقي في ىذه المعركة ‪ ،‬الا اف القوات الأميركية ايضا تكبدت خسائر‬
‫اثناء المعركة بالقتاؿ البري‪ .‬ففي المعارؾ البرية في الكويت و جنوب الع ارؽ نجحت قوات الحرس الجميوري الع ارقي‬
‫بتدمير الكثير مف الدبابات و المدرعات الأميركية عمى ايدي ابطاؿ رجاؿ الميمات الصعبة مف الحرس الجميوري ‪.‬‬
‫لذلؾ لجأت أميركا الى استخداـ السلاح الجوي بكثافة ىائمة والتركيز فيو عمى قوات الحرس الجميوري ولمدة تجاوزت‬

‫‪60‬‬

‫الاربعيف يوما ليلا ونيا ار وبشكؿ متواصؿ ‪ ،‬مما ادى الى خسارة الجيش الع ارقي وانسحابو مف الكويت الى الصح ارء‬
‫الع ارقية انسحابا غير منظـ‪.‬‬

‫واستمر بعد ذلؾ الحصار الشامؿ عمى الع ارؽ وقواتو المسمحة الباسمة لمدة ٖٔ عاما تخممو تبني ما يسمى بخطي‬
‫العرض ٕٖ و‪ ٖٙ‬لتنفيذ ضربات جوية يومية عمى الع ارؽ خارج اطار موافقة مجمس الامف الدولي حتى تـ ليـ غزو‬
‫واحتلاؿ الع ارؽ في التاسع مف نيساف‪ /‬ابريؿ عاـ ٖٕٓٓ بجيوشيـ الج اررة في محاولة بائسة لإطفاء شعمة الجيش‬
‫الع ارقي الباسؿ الذي تمكف بعد أف نزع بزتو العسكرية وبالتعاوف مع مختمؼ فصائؿ المقاومة الوطنية مف طرد المحتؿ‬

‫الأميركي بعد تكبده الخسائر اليائمة في الارواح والاسمحة والمعدات عاـ ٕٔٔٓ‪.‬‬

‫محطات من المآثر القومية‬

‫كاف جيش الع ارؽ بحؽ جيش الأمة العربية فجعؿ مف قضية فمسطيف تاجاً عمى أرسو وارتبط اسـ فمسطيف باسـ جيش‬
‫الع ارؽ ولـ يتخمؼ عف الجياد ضد الصياينة الغاصبيف وما ت ازؿ ارض جنيف تحتضف بكؿ حب ووفاء رفات شيداء‬

‫جيش الع ارؽ‪ ،‬فيما يعبؽ دـ الشيداء بعطره أرض الجولاف وجبؿ الشيخ وسيناء‪.‬‬
‫شارؾ الجيش الع ارقي في حرب فمسطيف عاـ ‪ ٜٔٗٛ‬وكاف ىو أحد الجيوش العربية التي أبمت بلا ًء حسنا إلى جانب‬
‫إخوانيـ الفمسطينييف ‪ ،‬فألحؽ الي ازئـ بالعصابات الصييونية وشارؾ في تحرير قسـ كبير مف فمسطيف وكاف عمى وشؾ‬
‫إسقاط تؿ أبيب لولا المؤامرة الدولية التي أوقفت القتاؿ يوـ ٔٔ حزي ارف‪ /‬يونيو ‪ ٜٔٗٛ‬مما فسح المجاؿ أماـ العصابات‬
‫الصييونية لإعادة تنظيميا مف جديد وبعد استئناؼ القتاؿ بقي الجيش الع ارقي يحارب ببسالة إلى جانب قوات الجياد‬
‫المقدس الفمسطيني وعندما انتيت الحرب رفض الع ارؽ توقيع اتفاؽ اليدنة مع الصياينة‪ ،‬وقد اجمع الم ارقبوف انو لولا‬

‫الجيش الع ارقي لكاف الصياينة قد احتموا كؿ فمسطيف عاـ ‪ ٜٔٗٛ‬ولما بقيت الضفة الغربية في يد الأردف آنذاؾ‪.‬‬
‫ويستذكر الفمسطينيوف بطولات الجيش الع ارقي حيث توجد في جنيف شماؿ فمسطيف بالضفة الغربية مقبرة لشيداء الجيش‬
‫الع ارقي التي قاتؿ فييا الع ارقيوف‪ .‬ونظ ار للاحت ارـ الفائؽ والاىتماـ الكبير مف قبؿ الشييد المييب الركف صداـ حسيف‬
‫يرحمو ا﵀ بالشيداء فقد أمر في عاـ ٕٕٓٓ بتشكيؿ لجنة تتولى إعادة أعمار مقبرة الشيداء في جنيف بالرغـ مف‬

‫سيطرة الكياف الصييوني عمى المنطقة‪.‬‬
‫ووجو يرحمو ا﵀ باتخاذ كافة السبؿ اللازمة لتنفيذ ىذا الأمر بالاتفاؽ مع السمطة الفمسطينية‪ .‬ورصدت المبالغ لذلؾ وتـ‬

‫رسـ الخ ارئط التصميمية إلا إف المشروع لـ يكتمؿ بسبب الاحتلاؿ الأميركي الغاشـ لمع ارؽ‪.‬‬

‫‪61‬‬

‫كما اف مقبرة الشيداء في منطقة المفرؽ بالأردف ستبقى شاخصة وشاىدة عمى أف جيش الع ارؽ ىو جيش الأمة العربية‬
‫اينما يتطمب ذلؾ‪..‬‬

‫وفي حرب ‪ ٜٔٙٚ‬أشاد الم ارقبوف لمسار الحرب باستبساؿ الجيشيف العربييف الأردني والع ارقي حيث كاف الأوؿ متمرك اًز‬
‫في القدس فيما تمركزت القطعات الع ارقية شماؿ الضفة الغربية ‪ ،‬لكف عدـ وجود التخطيط المسبؽ والتنسيؽ المباشر‬
‫بيف ىذه الجيوش والجيوش العربية الأخرى ادى إلى ىزيمة الخامس مف حزي ارف المنكرة وسقوط كؿ مف الضفة الغربية‬
‫و قطاع غزة والقدس الشرقية بالإضافة لشبو جزيرة سيناء المصرية وىضبة الجولاف السورية بيد العدو الصييوني‪ .‬أما‬
‫في حرب تشريف الأوؿ‪ /‬أكتوبر ٖ‪ ٜٔٚ‬فقد قاـ الجيش الع ارقي بدور بطولي عندما ساىـ في إيقاؼ التقدـ الصييوني‬
‫تجاه العاصمة السورية‪ ،‬بعد أف زحؼ بدباباتو عمى السرؼ ( الجنازير ) وتوجيت كؿ مف الفرقتيف المدرعتيف الثالثة‬
‫والسادسة مف أعماؽ الع ارؽ إلى الجبية السورية لعدـ توفر ناقلات الدبابات الكافية لنقؿ كامؿ القوات التي قررت القيادة‬

‫‪62‬‬

‫الع ارقية المشاركة بيا في القتاؿ‪ ،‬مما أدى إلى تغيير في موازيف القوى‪ ،‬فألحؽ بالجيش الصييوني خسائر فادحة‪ .‬أما‬
‫عمى الجبية المصرية فكاف رئيس ىيئة اركاف الحرب المصرية‪ ،‬المرحوـ الفريؽ سعد الديف الشاذلي‪ ،‬قد ازر الع ارؽ قبؿ‬

‫الحرب بثمانية أشير طالبا امكانية الدعـ الع ارقي لمحرب دوف الاشارة الى موعد نشوبيا‪.‬‬
‫وبالحاؿ ارسؿ الع ارؽ السربيف ‪ ٙٙ‬و‪ ٕٜ‬مف طائ ارت ىوكرىنتر والمذيف شاركا في الضربة الاولى فأصابت الطائ ارت‬
‫الع ارقية اىدافيا بشكؿ دقيؽ ودمرت مدافع مقاومة الطائ ارت والعديد مف الدبابات الصييونية في المحور الاوسط مف‬

‫شبو جزيرة سيناء‪ ،‬وفييا ارتقى ثلاثة مف الضباط الطياريف شيداء خالديف عند ربيـ يرزقوف‪.‬‬

‫وحاؿ بدء الحرب ازر الشييد صداـ حسيف فرنسا وقدـ لمفرنسييف شيكاً مفتوحاً لدعـ مصر في مجاؿ المعدات‬
‫العسكرية‪ ،‬كما قدمت القيادة الع ارقية مبمغ سبعة ملاييف جنية استرليني لمقيادة المصرية لدعـ مجيودىا الحربي‪.‬‬

‫وختاماً‪ ،‬لابد مف القوؿ ىكذا كاف جيش الع ارؽ الوطني الباسؿ جيشا لمنصر وجيشا لمشيادة وجيشا لمع ارؽ وجيشا للأمة‬
‫العربية بأسرىا‪ ،‬وىذا ما يشيد بو تاريخو المجيد عبر سنينو المجيدة‪.‬‬

‫‪63‬‬

‫ّ ّّ‬ ‫تلحلمت تلرتبعت‬
‫ّّ‬ ‫ّ‬
‫تلسياست تلخارجيت تلعرتليت ‪ :‬تلأبعاد تلعربيت وتلدوليت‬

‫تحليل لدضوىى تلأفكار وتلدبادئ ‪٣٣٣٠ - ٧٦٩١‬‬

‫السفير الدكتور غازي فيصل حسين‬
‫الموضوع ‪ :‬محاولة لتحميؿ المبادئ والقواعد الإيديولوجّية لمقومّية العربّية إضافة للأىداؼ التّطبيقّية‪ ،‬والمتغّي ارت‬
‫ال ّسياسّية العربّية والّدولّية‪ ،‬بمعنى آخر ‪ :‬تحميؿ المضموف الّنظر ّي‪ ،‬واد ارؾ عناصر واتّجاىات ال ّسياسة الخارجّية لمع ارؽ‪،‬‬

‫التي ميّدت لظيور دولة جوىرّية لمتّوازف الإقميم ّي‪.‬‬
‫ٔ‪ .‬المبادئ الوطنيّة والقومّية لم ّسياسة الخارجّية‪:‬‬

‫مف المؤّكد‪ ،‬أ ّف ثورة ‪ ٖٓ - ٔٚ‬ت ّموز ‪ ،ٜٔٙٛ‬عكست أبرز تحّوؿ سياس ّي ميّـ في تاريخ الع ارؽ الحديث‪ .‬حيث تطّور‬
‫الفكر ال ّسياس ّي عمى صعيد الّدولة‪ ،‬عبر الّربط الح ّي‪ ،‬بيف الأيديولوجّية العربّية والأحداث ال ّسياسّية‪ ،‬وبرزت مسألتاف ‪:‬‬

‫اقتصادّية‪ ،‬ىيمنة شركات الّنفط الأجنبّية‪ ،‬اجتماعّية‪ ،‬المسألة الكردّية‪ ،‬الوحدة الوطنيّة‪.‬‬

‫‪64‬‬

‫عممت قيادة الثورة عمى التوصل إلى حل سممي وطني لمقضية الكردية‬

‫لذا جاء الأداء ال ّسياس ّي لمّدولة ليعكس الاىتماـ بالّربط بيف الاستقلاؿ ال ّسياس ّي والتّنمية الاقتصادّية‪ ،‬لأ ّف ال ّسياسة‬
‫الخارجّية لمّدولة تمثّؿ حصيمة العلاقات التّفاعميّة بيف الحقائؽ والمتغّي ارت المكّونة لمبيئتيف الّداخمّية والخارجّية لمّدولة‪ .‬لقد‬

‫تأ ّسست الاست ارتيجّية ال ّسياسّية الع ارقّية عمى قاعدتيف متفاعمتيف‪:‬‬

‫الأولى‪ ،‬أيديولوجّية حزب البعث العرب ّي الاشت ارك ّي‪ ،‬والثّانية‪ ،‬التّجربة الواقعّية والميدانّية‪ ،‬لما يبمور رؤية منطقّية‬
‫لجميورّية الع ارؽ حياؿ القضايا الّدوليّة‪.‬‬

‫اختمفت نظرة حزب البعث إلى ال ّسياسة الخارجيّة عف نظرة الّنظـ والأح ازب التّقميدّية‪ ،‬التي لا تؤّدي إلاّ لمتّناقض‬
‫"والغموض والتّذبذب الّدائـ وتسمح بتسخير ال ّسياسة القومّية للأغ ارض والمصالح ال ّشخصّية"‪ ،‬ورفض حزب البعث‬
‫الانطلاؽ مف سياسة تع ّصبّية عقائدّية مصطنعة‪ ،‬تقع خارج دائرة الأ ّمة العربّية‪ ،‬وشّدد عمى ضرورة استناد ال ّسياسة‬
‫العربّية عمى القومّية‪ ،‬وأف تعمؿ "بوحي مف مصمحة الأ ّمة العربّية‪ ،‬ورسالتيا الإنسانّية" لمّدفاع عف حّرّية ال ّشعب العرب ّي‬
‫وال ّشعوب المستعمرة‪ ،‬ورفض حزب البعث مفيوـ "ال ّسياسة الواقعّية"‪ ،‬لأّنيا تقود إلى ميادنة الإمبريالّية‪ .‬لقد طالب‬
‫ال ّشعب العرب ّي "بالتّحرر مف الاستعمار والاستثمار‪ ( ،‬وأ ّكد أ ّف ) معركتو‪ ،‬معركة شعب لا معركة طبقة" وفي ىذا‪،‬‬

‫يمتقي العرب مع اتّجاه العصر‪ ،‬اتّجاه ال ّشعوب والأمـ‪ ،‬ومع التّقّدـ البشر ّي العاّـ‪.‬‬

‫لقد نظرت الأيديولوجّية إلى سياسة ال ّص ارع بيف المعسك ارت "نظرة حياد واستقلاؿ"‪ ،‬وأ ّكدت عمى رفض الانحياز لمقوى‬
‫الكبرى‪ ،‬ورفضت تقسيـ العالـ إلى كتؿ متصارعة وطالبت بالعمؿ عمى ‪" :‬فسح المجاؿ لتعيش ال ّشعوب‪ ،‬ضمف الأنظمة‬
‫المختمفة"‪ ،‬وىذا يعني رفض الارتباط بمعاىدات مع الّدوؿ الاستعمارّية‪ ،‬لأّنيا تتعارض مع حّريّة واستقلاؿ ووحدة الأ ّمة‬
‫العربّية‪ .‬إ ّف سياسة عدـ الانحياز كما ي ارىا القائد المؤ ّسس "لا تعني رفض التّعامؿ مع الغرب بؿ رفض احتكار الغرب‬

‫‪65‬‬

‫ليذا التّعامؿ‪ ،‬وتقبؿ بالتّعامؿ مع الغرب وال ّشرؽ عمى ال ّسواء لتحقيؽ مصمحة شعوبيا" عبر الّدعوة لإق ارر سلاـ عالم ّي‬
‫مبن ّي عمى المساواة بيف ال ّشعوب‪ ،‬مف أجؿ بناء الّديمق ارطّية وتحقيؽ الازدىار‪" .‬لأ ّف الفقر والحرب ييّدداف ال ّسمـ والّرخاء‬
‫العالمّييف"‪ ،‬لذا يتو ّجب عمى الّدوؿ الكبرى العمؿ بجّديّة لوضع حموؿ جذرّية لمشكلات الّدوؿ الّنامية وتوفير مستوى لائؽ‬
‫لكؿ الأمـ‪ ،‬يضمف الحّرّية ويحقّؽ الوحدة ويمنع اندلاع الحروب‪ ،‬لذا طالب حزب البعث لتحقيؽ التّوازف في العلاقات‬
‫الّدولّية بالعمؿ عمى ‪ :‬إلغاء جميع المعاىدات مع الّدوؿ الأجنبّية‪ ،‬رفض الأحلاؼ واجلاء القواعد‪ ،‬تأميـ الّنفط واستثمار‬

‫الثّروة القومّية‪ ،‬التّم ّسؾ بمبادئ عدـ الانحياز‪.‬‬
‫ما تقّدـ يعني باختصار ‪ :‬صيانة الاستق ارر لتأكيد الخصوصّية‪ ،‬مع ضرورة "الانفتاح عمى العالـ وتجاربو المعاصرة"‬
‫ىذه ىي أبرز عناصر ال ّسياسة الخارجّية العربّية‪ ،‬والعلاقات الّدولّية‪ ،‬والتي بقيت متحّررة مف الجمود العقائد ّي أو‬
‫الّدوغمائّية‪ ،‬لأ ّف الأفكار الحّية كما يقوؿ القائد المؤ ّسس‪ ،‬المرحوـ احمد ميشيؿ عفمؽ‪ ،‬تكوف دائما "في حالة إعادة‬
‫بناء"‪ .‬بناء عمى ىذه المبادئ الأيديولوجّية القومّية العربّية وضعت أىداؼ ال ّسياسة الخارجّية الع ارؽ بعد ‪ٖٓ - ٔٚ‬‬

‫ت ّموز ‪.ٜٔٙٛ‬‬
‫‪ .1‬أىداف ال ّسياسة الخارجّية لمع ارق‪:‬‬
‫نجحت جميورّية الع ارؽ في مواجية التّحّديات عبر ‪ :‬تأميـ عممّيات شركة نفط الع ارؽ ٔ‪ ،ٜٕٔٚ/ٙ/‬استثمار الكبريت‬
‫وطنّيا‪ ،‬إعادة تشغيؿ المصانع ووضع خطط استثمارّية لبناء القاعدة ال ّصناعّية ‪ /‬الّز ارعّية المتطّورة‪ ،‬فتح الحوار مع‬
‫الأح ازب ال ّسياسّية واعلاف الميثاؽ الوطن ّي‪ ،‬وتشكيؿ الجبية الوطنيّة والقومّية التّقدمّية عاـ ٖ‪ ،ٜٔٚ‬التّو ّصؿ لح ّؿ‬
‫المسألة الكردّية مف خلاؿ بياف ٔٔ آذار ٓ‪ ٜٔٚ‬ثـ قانوف الحكـ الّذات ّي ٔٔ آذار ٗ‪ .ٜٔٚ‬إ ّف ما تحقّؽ عمى صعيد‬
‫الاستقلاؿ ال ّسياس ّي والاقتصاد ّي جاء تطبيقا لدستور ٓ‪ ،ٜٔٚ‬الذي عّد الع ارؽ جميورّية ديمق ارطّية شعبيّة ذات سيادة‪،‬‬
‫ىدفو الأساس تحقيؽ دولة عربّية مو ّحدة واقامة الّنظاـ الاشت ارك ّي‪.‬‬

‫الأب القائد المرحوم احمد حسن البكر يعمن ق ارر التاميم الخالد‬

‫‪66‬‬

‫‪ .8.1‬العلاقة بين الوطن ّي والقوم ّي‪:‬‬
‫إ ّف الع ارؽ في رؤية ال ّسيد الّرئيس الّارحؿ صّداـ حسيف‪ ،‬جزء مف الأرض الأوسع‪ ،‬الوطف العرب ّي‪ ،‬ولو دوره عمى‬
‫ال ّصعيديف الإقميم ّي والبشر ّي في تحقيؽ حالة الوحدة وتصفية حالة التّجزئة‪ .‬إ ّف العمؿ الوحدو ّي في رؤية سيادتو يستند‬
‫إلى عامميف ‪" :‬العامؿ الاقتصاد ّي بحركتو ودوره المؤثّريف في ىدؼ الوحدة‪ ،‬العامؿ الثّاني ىو التّأثير المتبادؿ بيف‬
‫نظامنا القوم ّي‪ ،‬واتّجاىات وحركة ال ّسياسة الّدولّية"‪ .‬ولتحقيؽ ىذا اليدؼ‪ ،‬لا بّد مف الوصوؿ إلى الاكتفاء الّذات ّي عبر‬
‫التّنمية ال ّشاممة لتحرير الاقتصاد الع ارق ّي مف اعتماده عمى الّنفط‪ ،‬لأ ّف "الّنفط محكوـ بتقمّبات ال ّسوؽ الّأرسمالية‬
‫واست ارتيجيّتيا" وىذا ما يؤّدي إلى إلحاؽ الاقتصاد الع ارق ّي وتبعيّتو للاقتصاد الّأرسمال ّي‪ .‬فلا سبيؿ للاستقلاؿ ال ّسياس ّي‬

‫إلاّ عبر تحقيؽ التّنمية ال ّشاممة‪ ،‬لكي يكوف الاقتصاد الع ارق ّي مستق ار ومزدى ار‪.‬‬
‫لقد وضع ال ّسّيد الّرئيس صداـ حسيف ثلاثة ثوابت لتحقيؽ است ارتيجيّة التّنمية ‪ :‬تحرير الّنفط‪ ،‬بناء الاقتصاد عمى‬
‫ركيزتيف صناعة‪ /‬ز ارعة‪ ،‬التّ اربط بيف التّنمية الّز ارعّية وال ّصناعّية‪ .‬وىذا يتطمّب الاىتماـ بالبحث العمم ّي واستيعاب‬
‫العموـ والتّكنولوجيا‪ ،‬في إطار است ارتيج ّي شامؿ وطن ّي ‪ /‬قوم ّي‪ ،‬بإمكانو تغيير المجتمع بصورة جذرّية في إطار مفيوـ‬

‫اشت ارك ّي يضمف ‪ :‬الحّرّية الاقتصادّية‪ ،‬والحّرّية الاجتماعيّة وال ّسياسّية‪ ،‬والعدالة‪ ،‬والتّحّرر مف التّبعّية لمّأرسمالّية الّدولّية‪.‬‬
‫ولتحقيؽ ىذه الغايات‪ ،‬عقد "المؤتمر القوم ّي لاست ارتيجّية العمؿ الاقتصاد ّي المشترؾ" في مايس ‪ ،ٜٔٚٛ‬حيث رّكز‬
‫سيادة الّرئيس عمى العلاقة بيف مستقبؿ العرب والتّنمية مف خلاؿ استثمار الأمواؿ الّنفطّية‪ ،‬لأّنيا تش ّكؿ عنصر قّوة‪.‬‬
‫ودعا العرب لمتّنسيؽ والتّعاوف بما يجعؿ عممّية التّنمية في خدمة المصمحة العربّية العميا والتّكامؿ الاقتصاد ّي‪ ،‬والابتعاد‬

‫عف التّنافس بيف الأقطار العربّية في مجاؿ الإنتاج‪.‬‬
‫وخلاؿ مؤتمر الق ّمة العرب ّي العاشر في تونس‪ ٜٜٔٚ ،‬دعا الّرئيس لعقد ق ّمة اقتصادّية عربيّة‪ ،‬متخ ّصصة في ال ّشؤوف‬
‫الاقتصادّية وسبؿ التّعاوف المثمر‪ ،‬لتعزيز العمؿ الوحدو ّي‪ ،‬ولإلغاء مظاىر التّمايز الطّبق ّي الحاّدة في الأ ّمة الواحدة بيف‬
‫دوؿ شبعانة إلى حّد التّخمة‪ ،‬وبيف دوؿ فقيرة إلى حّد الانسحاؽ‪ ( .‬قّدـ الع ارؽ مساعدات وقروضا خلاؿ ٖ‪- ٜٔٚ‬‬
‫ٔ‪ ٜٔٛ‬لمبلاد العربّية بقيمة ‪ ٗ.ٛ‬مميار دولار‪ ،‬وىذا ما يكوف ‪ % ٗٔ.٘ٙ‬مف المعّدؿ ال ّسنو ّي لما قّدمتو الّدوؿ الّنفطيّة‬

‫العربّية مجتمعة‪ ،‬كما يبمغ مجموع ما قّدمو الع ارؽ مف ٘‪ ٜٜٔٛ - ٜٔٛ‬ما مجموعو ٗ‪ ٚ.‬مميار دولار)‪.‬‬

‫‪67‬‬

‫عمؿ الع ارؽ عمى تعزيز العمؿ العربي المشترؾ وتفعيؿ اجتماعات القمـ العربية‬
‫ولتعزيز الأمف الوطن ّي والقوم ّي‪ ،‬جاء إعلاف ميثاؽ الأمف القوم ّي‪ ،‬مف لدف ال ّسيد الّرئيس الّارحؿ صّداـ حسيف في ‪ٛ‬‬
‫شباط ٓ‪ ،ٜٔٛ‬الذي حّدد وسائؿ تفعيؿ است ارتيجّية قومّية شاممة تنظّـ العلاقات بيف الّدوؿ العربّية وبيف دوؿ الجوار‬
‫ودوؿ العالـ الكبرى والوسيطة‪ .‬ودعا الإعلاف ‪ :‬إلى منع استخداـ القّوة المسمّحة في الّن ازعات التي تنشأ بيف الّدوؿ‬
‫العربّية‪ ،‬ودعا إلى حمّيا في إطار العمؿ العرب ّي المشترؾ وأ ّكد عمى أى ّمية احت ارـ حقوؽ ال ّسيادة مع دوؿ الجوار‪ ،‬وعدـ‬
‫المّجوء لاستخداـ القّوة‪ ،‬ورفض انتشار القواعد العسكرّية والجيوش الأجنبّية لأ ّف في ذلؾ إخلالا بالحقوؽ ال ّسيادّية‬

‫والاستقلاؿ‪ ،‬ويعّرض الأمف القوم ّي العرب ّي لانتياكات خطيرة‪.‬‬
‫ومف ىذه المنطمقات كاف اىتمامو بانشاء مجمس التعاوف العربي مع مصر والأردف واليمف‪ ،‬في خطوة عممية لتعزيز‬

‫التكامؿ العربي وترسيخ المبادئ الوحدوية‪.‬‬

‫الاجتماع الثاني لمجمس التعاوف العربي في عماف ٓ‪ٜٜٔ‬‬

‫‪68‬‬

‫‪ .1.1‬ال ّص ارعات الّدولّية‬

‫بعد انتياء الحرب الباردة‪ ،‬وسقوط جدار برليف عاـ ‪ ،ٜٜٔٛ‬نشأ وضع دول ّي جديد‪ ،‬انفردت فيو الولايات المتّحدة‪،‬‬
‫معتمدة مبدأ استخداـ القّوة بدلا عف القانوف والّنظاـ‪ ،‬لانت ازع الامتيا ازت لم ّسيطرة عمى م اركز الطّاقة والمواّد الأّولّية‬
‫والأسواؽ لمنتجاتيا العسكريّة والمدنّية‪ ،‬حيث تش ّكؿ صناعاتيا العسكرّية ٓٗ ‪ %‬مف الّدخؿ القوم ّي لأمريكا‪ ،‬وىذا ما‬

‫يدفعيا لتشجيع تجارة ال ّسلاح واندلاع الحروب‪.‬‬

‫وىنا تعود لتبرز فكرة ال ّسّيد الّرئيس الّارحؿ حوؿ مستقبؿ العلاقات الّدولّية‪ ،‬التي ستشيد ظيور م اركز قوى جديدة تؤثر‬
‫في ال ّسياسة الّدولّية تأثي ار اقتصادّيا ( اليند‪ ،‬ال ّصيف‪ ،‬الياباف‪ ،‬الب ارزيؿ‪ ،‬أوروبّا‪ ،‬روسيا‪ ،‬الوطف العرب ّي)‪.‬‬

‫لذا ستشيد العلاقات الّدولّية‪ ،‬متغّي ارت واحتمالات عديدة‪ ،‬بديلا عف التّفّرد الأمريك ّي‪ ،‬ولقد أ ّكد سيادة الّرئيس في خطابو‬
‫في ‪ ٔٚ‬ت ّموز ‪ ٜٜٔٙ‬وجود بعض الظّواىر المي ّمة التي تش ّكؿ نيوضا نسبّيا في الحياة الّدولّية‪:‬‬

‫ٔ‪ .‬تنامي روح الاستقلاؿ‪.‬‬

‫ٕ‪ .‬تنامي نزعة التّخمص مف الييمنة ومناىضة الإمبريالّية‪.‬‬

‫ٖ‪ .‬بروز سياسات في الّدوؿ ال ّصناعّية معارضة لمييمنة الأمريكّية‪ ،‬وىذا قد يدفع بالتّأثير إيجابّيا عمى "ال ّسياسة‬
‫الّدولّية‪ ،‬واحت ارـ القانوف الّدول ّي بما يوفّر سلاما حقيقّيا" لبناء العلاقات بيف الّدوؿ عمى أساس التّكافئ والحّرّية‬
‫والإنصاؼ واحت ارـ ال ّسيادة‪ ،‬والعمؿ مف أجؿ "الّدعوة لم ّسلاـ" بصورة "صادقة وسميمة" عبر احت ارـ ميثاؽ الأمـ‬

‫المتّحدة‪.‬‬

‫‪ .6.6‬عدم الانحياز‪:‬‬

‫مفيوـ عدـ الانحياز في منيج الّرئيس الّارحؿ صّداـ حسيف يعني ‪ :‬عدـ التّد ّخؿ في ال ّشؤوف الّداخمّية ليذه الّدوؿ‪،‬‬
‫وسموؾ طريؽ الحوار لبناء علاقات قائمة عمى روح مبادئ باندونغ لمقضاء عمى التّخمّؼ وتدعيـ الاستقلاؿ ورفض‬
‫سياسة الأحلاؼ والقواعد العسكرّية الأجنبيّة‪ ،‬وتحريـ المّجوء إلى القّوة لف ّض الّن ازعات‪ ،‬واستخداـ الوسائؿ ال ّسممّية لح ّؿ‬
‫الّن ازعات‪ ،‬والعمؿ عمى إ ازلة جميع أنواع "الاستغلاؿ أو التّمييز عمى ال ّصعيد الاقتصاد ّي ‪ ..‬لموصوؿ إلى إقامة نظاـ‬
‫اقتصاد ّي عادؿ ‪ ..‬والإيماف بح ّؽ ال ّشعوب في ال ّسيطرة الكاممة والف ّعالة عمى ثرواتيا الطّبيعّية واستثمار مواردىا لصالح‬

‫التّنمية المستقمّة‪".‬‬

‫في إطار ما تقّدم‪ ،‬وبغية تطوير العلاقات بين دول الجنوب الّنامية أ ّكد ال ّسّيد الّرئيس عمى‪:‬‬

‫أى ّمية تطوير العلاقات بيف دوؿ عدـ الانحياز‪ ،‬اقتصاديّا وتكنولوجّيا وسياسّيا‪ .‬لكي تتم ّكف الّدوؿ النامية مف المساىمات‬
‫بصورة جّدّية في بناء ال ّسلاـ العالم ّي‪ .‬لأ ّف التّطّور والتّقّدـ يحّرر ىذه الّدوؿ مف الييمنة الّأرسمالية‪.‬‬

‫‪69‬‬

‫نستنتج عمى صعيد التّطبيؽ أ ّف الع ارؽ أثبت عبر مثالو المستق ّؿ‪ ،‬أ ّف التّنمية ممكنة‪ ،‬بؿ وحتمّية لمحفاظ عمى الإ اردة‬
‫الحّرة‪ ،‬وأ ّف تطبيع التّكنولوجيا مسألة جوىرّية لتحقيؽ التّقّدـ‪.‬‬
‫‪ 1.1‬ال ّسلام والأمن‪:‬‬

‫لمواجية تحّديات الّنيضة‪ ،‬واستقلاؿ ال ّسياسة الخارجيّة لمع ارؽ‪ ،‬عممت الّأرسمالّية العالمّية عمى تحويؿ الّنفط مف عامؿ‬
‫لمقّوة إلى عامؿ لمتّجزئة‪" .‬فبدلا مف جعمو عنص ار ماّدّيا يغّذي الاعتبا ارت الّروحّية‪ ،‬حّوؿ إلى عامؿ لتقسيـ العرب‬
‫اقتصادّيا وسياسّيا‪ ،‬فوضعوا الّنفط في أيدي القمّة فأفسدوىا‪ ،‬وحرموا الكثرة مف مصدر القّوة ليضعفوىا" ومف أجؿ أف‬

‫يكوف ك ّؿ العرب أقوياء‪ ،‬يفترض إلغاء ىذا التّبايف‪ ،‬بيف مف يممؾ الّنفط‪ ،‬ومف لا يمتمكو‪.‬‬
‫إ ّف ال ّسلاـ والأمف‪ ،‬في فكر القائد يتخطّياف المفاىيـ التّقميدّية‪ ،‬أي أّنيما لا ٌيبنياف فقط عمى علاقات القّوة العسكرّية‪ ،‬بؿ‬
‫ي ارىما في مدياتيما الإنسانّية والاجتماعّية والثّقافّية مف خلاؿ إ ازلة الفوارؽ الحاّدة بيف الأغنياء والفق ارء في العالـ عبر ‪:‬‬
‫توزيع عادؿ لمثّروة‪ ،‬وضماف حّرّية انتقاؿ العموـ والتّكنولوجيا لبناء عالـ متوازف ومتوافؽ‪ .‬ال ّسلاـ والأمف في فكر القائد‬
‫الّارحؿ يرتبطاف بالبيئة والأمف البيئ ّي‪ ،‬الميّدد بفعؿ الاستثما ارت الّأرسمالّية الواسعة‪ ،‬ال ّسلاـ يرتبط بالتّفاعؿ بيف العناصر‬
‫الاجتماعيّة والاقتصادّية للأزمات‪ ،‬والبحث عف مخارج وحموؿ مف خلاؿ تحميؿ أسباب ودوافع الأزمة‪ ،‬فلا يمكف تجزئة‬
‫مشكلات ‪ :‬كالطّاقة أو المياه‪ ،‬أو التّمّوث‪ ،‬أو شعب فمسطيف‪ ،‬عف ظاىرة انعداـ الاستق ارر في المنطقة‪ ،‬لذا يفترض‬
‫البحث عف حموؿ جّديّة لجميع ىذه المشكلات‪ ،‬إف "ال ّسلاـ مكسب كبير وميّـ" وفؽ تصّور ال ّسّيد الّرئيس الّارحؿ‪ ،‬فمف‬

‫ال ّضرور ّي قياـ الأط ارؼ المعنّية إقميمّيا ودولّيا‪ ،‬بتقديـ تضحيات مف أجؿ تحقيؽ ال ّسلاـ دفاعا عف الحّرّية وال ّسيادة‪.‬‬

‫وزير خارجية الع ارؽ الدكتور ناجي الحديثي يعمف عاـ ٕٕٓٓ عودة مفتشي السلاح الدولييف في الأمـ المتحدة في بادرة‬
‫سلاـ ع ارقية‬

‫‪70‬‬

‫إ ّف الحوار‪ ،‬كما يؤّكد سيادتو ىو "الطّريؽ ال ّصحيح لم ّسلاـ‪ ،‬واف ال ّسلاـ يجب أف يكوف شاملا ونيائّيا" عندىا سيكوف‬
‫بّنا ًء‪ ،‬لأّنو مبن ّي عمى التّوازف والتكافئ في العلاقات الّدولّية‪ ،‬وعمى أساس الاحت ارـ المتبادؿ‪ ،‬لمتّمييد لبناء علاقات‬
‫تعاوف بيف الّدوؿ صغيرىا وكبيرىا‪ ،‬غنّييا وفقيرىا "عمى أساس العدؿ والإنصاؼ والمساواة" بتطبيؽ ق ار ارت الأمـ المتّحدة‬

‫"بروحّية واحدة" لخدمة قضّية الإنسانّية في الحّرّية والعدالة والتّقّدـ والازدىار‪.‬‬

‫‪71‬‬

‫تلحلمت تلخاهست‬
‫ثىرة ‪ ٠٣ - ٧١‬تمىز ‪ ..‬وتلتٌويت تلالتصاديت وتلصٌاعيت وتلسرتعيت‬

‫نقؼ اليوـ عمى اعتاب خمسة عشر سنة مف الفشؿ الاقتصادي فضلا عف السياسي الذي اتصفت بو مرحمة ما بعد‬
‫العدواف عمى الع ارؽ مف قبؿ إدارة بوش الابف المتوحشة‪ ،‬واحتلالو وتسميمو الى مجموعة مف الفاشميف الذيف ساقيـ‬
‫فشميـ السياسي والاقتصادي ليقبموا بشروط المستعمر الغازي وليكونوا جزءا مف عممية سياسية محكوـ عمييا بالفشؿ‬
‫لعدـ توفر أدوات النجاح تخطيطا وتنفيذا‪ ،‬وم ارقبة واصلاحا‪ .‬فكانت النتيجة فشؿ مركب‪ ،‬معقد ومأزوـ‪ .‬يدفعنا ىذا‬
‫الفشؿ اف ندرس ونتدارس‪ ،‬نبحث ونتباحث ثـ نقّوـ تجربة الع ارؽ السابقة للاحتلاؿ لتكوف نب ارسا لجيؿ الشباب امؿ‬
‫الع ارؽ والأمة‪ ،‬لأف ىذا الجيؿ يحتاج اليوـ الى امريف رئيسييف أوليما انو بحاجة الى اف يعرؼ وىو يعيش وسط ركاـ‬
‫الفشؿ الحكومي انو قادر عمى اف يصنع تجربتو الاقتصادية والإنسانية الفريدة‪ ،‬وثانيا اف ىذا الفشؿ الظاىر البيف اليوـ‬
‫لا يعد ولا يمكف اعتباره فشلا ذاتيا يخص الع ارقييف كأف ارد وانما ىو فشؿ موضوعي توفرت لو أسباب الخارجية وىي‬
‫الا اردة السياسية الدافعة لتخريب الع ارؽ وايقاؼ تجربتو الفريدة بالتنمية‪ ،‬وأسباب داخمية تمثمت بإعادة انتاج الفاشميف‬
‫القادميف مف خارج الع ارؽ بعد احتلالو‪ .‬وعندما تحيف الفرصة لإعادة انتاج نموذج الفرد الع ارقي الناجح‪ ،‬سيكوف الشباب‬
‫بأم ِس الحاجة لمعرفة وتفحص كؿ ظروؼ النجاح والفشؿ التي ارفقت تجارب الع ارؽ لمنصؼ قرف الفائت‪ ،‬خمسة‬
‫وثلاثوف عاما مف حكـ البعث وتجربتو في التنمية الاقتصادية والبشرية منذ ثورة تموز الثانية والى التاسع مف نيساف‬
‫ٖٕٓٓ‪ ،‬وخمسة عشر سنة مف تجربة الاحتلاؿ الأمريكي الصييوصفوي لمع ارؽ‪ .‬تجربتاف تحتاجاف الى التعمؽ والد ارسة‬
‫لتكوف نتائجيا عب ار ومعايي ار يتخذىا الشباب الع ارقي المؤىؿ الى كؿ نجاح في وقت لـ يعد بعيدا اليوـ عمى وفؽ‬

‫المتغي ارت التي يلاحظيا كؿ ذي لب‪.‬‬

‫‪72‬‬

‫وعمى أساس ما سبؽ فأننا سنتناوؿ ىنا بعض انجا ازت ثورة تموز الثانية الاقتصادية‪ ،‬لاسيما التنموية منيا‪ .‬فقد مرت‬
‫التجربة الاقتصادية لمع ارؽ بعد ثورة تموز بثلاث م ارحؿ‪ ،‬التنمية والبناء ( ‪ ، ) ٜٔٛٓ - ٜٔٙٛ‬الحرب والتنمية‬
‫(ٓ‪ )ٜٜٔٓ - ٜٔٛ‬ثـ مرحمة الحصار ( ٓ‪ ) ٕٖٓٓ - ٜٜٔ‬التي أدى فشمو أي الحصار الى ق ارر استعمار الع ارؽ‬
‫مف جديد بعد فشؿ واني ازـ المستعمر الإنجميزي وخروجو التاـ مف الع ارؽ بثورة تموز الأولى‪ .‬تعد كؿ تمكـ الم ارحؿ ميمة‬
‫جدا تُستنبط منيا الدروس العظيمة والمفيدة‪ ،‬ولكف إذا أردنا اف نركز عمى دور الفرد الع ارقي في التنمية المبنية عمى‬
‫شروط نجاحيا‪ ،‬فأننا سنكوف اماـ الحاجة الى د ارسة المرحمة الاولى لتجربة الع ارؽ الاقتصادية في عيد ثورة تموز‬
‫الثانية وىي تجربة التنمية والبناء‪ .‬والتي يمكف أيضا تقسيميا الى ثلاث م ارحؿ ثانوية ىي مرحمة السيطرة عمى الق ارر‬

‫الاقتصادي ثـ مرحمة التييئة ثـ مرحمة البناء‪.‬‬

‫إذ لطالما صرح الثوار الاوائؿ اف التنمية ىي مف بيف اىـ اىداؼ ثورة ‪ ٔٚ‬تموز مف اجؿ انتشاؿ الع ارؽ مف الفقر‬
‫والجيؿ والأمية والمرض والتخمؼ الى المعرفة والتطور والتقدـ‪ .‬ولـ يكف ذلؾ ممكنا مف غير تدابير وخطط تنموية‬
‫طموحة سميت حينيا بالخطط الانفجارية‪ .‬وبقيت ثورة تموز تنموية او ىكذا يمكف اف يطمؽ عمييا مف حيث سبؽ‬
‫واولوية أىدافيا حتى عاـ ٓ‪ ٜٔٛ‬التي اشتعمت فييا الحرب الع ارقية الإي ارنية بتدبير استعماري امبريالي بامتياز وبتنفيذ‬
‫حاقد مف حكاـ اي ارف المتوشحيف بػ "الصفوية الجديدة او الخمينية" التي اجمت وعرقمت عجمة التنمية في الع ارؽ تمؾ‬
‫التنمية النموذج‪ ،‬التي كادت اف تخرج الع ارؽ مف عنؽ الزجاجة بتوفر فائض كبير في المي ازنية الذي كاف يقدر في ذلؾ‬
‫الوقت ب ٘‪ ٙ‬مميار دولار والذي تحقؽ مف خلاؿ الق ارر الع ارقي الجريء بتأميـ النفط ومف خلاؿ الاستخداـ الأمثؿ‬
‫لثروة الع ارؽ المتحققة عف العائدات النفطية فضلا عف العائدات الأخرى‪ .‬لكف الحرب الع ارقية الاي ارنية لـ تضع او ازرىا‬
‫الا والع ارؽ مديف والفائض وقد اقتص منو الأنفاؽ العسكري المت ازيد لمواجية متطمبات الحرب القاسية ليتحوؿ الع ارؽ‬
‫مف بمد دائف الى بمد مديف‪ ،‬فضعؼ زخـ التنمية مف اجؿ مواجية الاندثار الحاصؿ في مخرجات التنمية لممرحمة‬
‫السابقة للإبقاء عمى أثرىا الايجابي عمى الاقتصاد الع ارقي‪ .‬وكاف جيدا جبا ار ذلؾ الذي تطمبو إبقاء الع ارؽ في سباؽ‬
‫التنمية الذي نافسو فيو في الم ارحؿ الاولى كؿ مف كوريا الجنوبية وماليزيا وسنغافو ار وبعض الاقتصادات الصاعدة‬
‫الأخرى في الوقت الذي لـ يكف أي مف الاقتصادات العربية مف منافسيو في تمؾ المرحمة‪ .‬تجربة التنمية تمؾ ينبغي اف‬
‫تدرس بما ليا وما عمييا لتكوف بيف ايدي أبناء ىذا الجيؿ المكمؼ بمياـ بناء الع ارؽ بعد إخ ارجو مف وحؿ الاحتلاؿ‬

‫وام ارضو التي تؤجؿ التنمية وتعرقميا وتتفتح المنافذ لكؿ عوامؿ الجيؿ والأمية والتخمؼ‪.‬‬

‫لـ تبدأ عممية التنمية الاقتصادية في الع ارؽ بق ارر التأميـ الذي ميد ليا بالتأكيد ووفر ليا الغطاء المالي‪ ،‬ولكف بدأت مع‬
‫ق ارر الثوار وعمى أرسيـ الاب القائد احمد حسف البكر رحمو ا﵀ تعالى بوضع اجتثاث آفات المجتمع والمتمثمة بالفقر‬
‫والأمية والمرض التي كانت تفتؾ بالإنساف الع ارقي في أولى اولوياتيـ‪ ،‬ووضع الثوار أيضا مسألة السيطرة عمى ثروات‬
‫البلاد التي كانت تنيبيا شركات النفط العملاقة عمى أرس قائمة اىداؼ الثورة‪ .‬أدرؾ الثوار انو لا يمكف اف تنجح اية‬

‫‪73‬‬

‫ثورة سياسية مف غير اف يمسؾ الثوار بمقودىا الاقتصادي الذي يعد الشرط الضروري لنجاح أي تغيير سياسي لا سيما‬
‫الثو ارت‪ .‬لقد كاف الاستقلاؿ الاقتصادي عمى أرس قائمة اىداؼ الثورة باستم ارر الى اف حانت الفرصة بتأميـ ثروة‬
‫الع ارؽ الأولى بحسب القياسات المادية في حينيا في آذار مف عاـ ٕ‪ ٜٔٚ‬ليدخؿ الاقتصاد الع ارقي مرحمة التحدي‬
‫الحقيقي الذي ارىف عميو الغرب المتضرر مف عممية تأميـ النفط‪ ،‬وىو تمنيات الغرب بعدـ قدرة الع ارقييف الفنية في‬
‫الاستم ارر بتصدير النفط بعد اف تُطرد الشركات الأجنبية العملاقة المسيطرة عمى انتاج وتصدير النفط الع ارقي‪ .‬نجح‬
‫التأميـ واحتاج الع ارؽ الى مدة تعد قصيرة في مفاىيـ الاست ارتيجيات الاقتصادية لإعادة تأىيؿ الصناعة النفطية ورفع‬
‫انتاج وانتاجية النفط الخاـ الع ارقي‪ .‬نجح الع ارقيوف في تسخير الثروة الع ارقية لصالح ق ارر التنمية الذي اتخذه الثوار قبؿ‬
‫اعلاف البياف رقـ ٔ لمثورة لكنيـ أجموا مناقشتو الى اف يتمكنوا مف السيطرة عمى وسيمة التنمية الاولى وىو عائدات‬
‫النفط‪ .‬بعد اف سيطر الشعب الع ارقي عمى ثروتو لـ يعد ىناؾ فاصؿ يفصؿ الع ارؽ عف حقو بالتنمية الاقتصادية الا‬
‫الفقر والجيؿ والمرض والتي كانت قد استشرت في المجتمع الع ارقي عمى نحو مخيؼ‪ ،‬لا سيما في الريؼ الع ارقي الذي‬
‫كاف يمثؿ أكثر مف ٓ‪ ٝٚ‬مف المجتمع الع ارؽ آنذاؾ‪ .‬انتيت مرحمة السيطرة عمى الق ارر الاقتصادي بنجاح وأصبح‬
‫الع ارؽ ممسكا بثرواتو الطبيعية وبإمكانو اف يستخدميا في خدمة عجمة التنمية‪ .‬فانتقمت إدارة التنمية في الع ارؽ الى‬
‫المرحمة الأخرى وىي تييئة مستمزمات التنمية قبؿ الخوض فييا ومف اىـ مستمزماتيا بعد توفر التمويؿ اللازـ مف خلاؿ‬
‫استثمار عائدات النفط داخؿ الع ارؽ ىو الانساف الع ارقي الذي يشكؿ وسيمة وىدؼ التنمية في الع ارؽ‪ ،‬ولـ يكف ممكنا‬
‫لإدارة التنمية اف تتخذ الق ارر بتأجيؿ التنمية حتى يتـ تنقية المجتمع الع ارقي مف آفاتو المرض والفقر والجيؿ‪ ،‬فقد قررت‬
‫إدارة التنمية في الع ارؽ اف يتـ العمؿ عمى نحو متوازي في المرحمتيف الاخرييف وىما مرحمة التييئة والتنمية‪ ،‬فقد اعدت‬
‫خطط طموحة وجريئة لانتشاؿ المجتمع مف آفات الأمية بالمشروع العظيـ الذي اطمؽ عميو "محو الأمية" والذي تكمؿ‬
‫في نيايتو في أواخر السبعينات باعت ارؼ منظمة الامـ المتحدة "اليونسكو" بفضؿ البرنامج الع ارقي لمحو الامية في إ ازلة‬
‫واجتثاث الامية كمياً في الع ارؽ حيث منح الع ارؽ وقتيا جائزة افضؿ دولة حاربت الامية‪ .‬كانت إدارة التنمية ترفد خطط‬
‫التنمية بالمتخرجيف مف مدارس محو الامية ليكونوا جزءا مف عممية البناء الجديد لمع ارؽ‪ .‬ولـ تكتؼ إدارة التنمية في‬
‫الع ارؽ بمحو الامية الذيف اعتبرتو شرطا ضروريا لبدء عجمة التنمية الحقيقية ولكف ليس شرطا كافيا‪ .‬اذ اف توفير ما‬
‫تتطمبو فنيا خطط التنمية ىي الاولوية ىنا‪ ،‬لذلؾ كاف اوؿ قطاع اقتصادي استيدفتو الثورة ىو قطاع التعميـ الذي يوفر‬
‫مادة التنمية الأساسية ىو العنصر البشري المتعمـ والماىر‪ ،‬فأنشأت آلاؼ المدارس في كؿ مناطؽ الع ارؽ لا سيما في‬
‫المناطؽ النائية التي كانت محرومة مف التعميـ في كؿ العيود التي سبقت الثورة‪ .‬وافتتحت الجامعات وأرسؿ عش ارت‬
‫الالاؼ مف طمبة الد ارسات العميا ليكمموا مشوار العمـ في أفضؿ الجامعات الأجنبية المرموقة‪ ،‬ولعؿ أفضؿ ما قامت بو‬
‫الإدارة الاقتصادية الناجحة لمبمد في ذلؾ الوقت ىو انشاء المدارس المينية‪ ،‬المتمثمة في المئات مف مدارس الصناعة‬
‫والز ارعة والتجارة لتخريج مئات الألوؼ ممف تحتاجيـ عجمة التنمية في قطاعاتيا الصناعية والز ارعية والخدمية‪ .‬ولـ‬
‫تكتؼ بذلؾ بؿ اتجيت إدارة التنمية الاقتصادية الى انشاء عش ارت المعاىد المتخصصة التي ترفد القطاعات الصناعية‬

‫‪74‬‬

‫والز ارعية والخدمية بكوادر وسطية كفؤة فانتشرت ما سميت حينيا بالمعاىد الفنية وانضوت جميعيا تحت لواء مؤسسة‬
‫كبيرة وعظيمة اسميا مؤسسة المعاىد الفنية التي تـ تغيير اسميا بعد الاحتلاؿ الى مؤسسة التعميـ التقني ‪ .‬وخلاؿ‬
‫مرحمة التييئة لتوفير العنصر البشري الكفوء فنيا وعمميا أنشأ الع ارؽ مئات المصانع الكبيرة لإنتاج مختمؼ انواع‬
‫المنتجات الصناعية ولكف بييمنة شبو كاممة لمقطاع العاـ وعدـ تشجيع القطاع الخاص والذي قد يكوف اضعؼ مف‬
‫معدؿ التنمية العاـ‪ ،‬والذي يتكوف عادة مف أولا‪ ،‬التنمية المدارة مف قبؿ القطاع العاـ‪ ،‬وثانيا‪ ،‬النمو الطبيعي الذي يقوده‬
‫القطاع الخاص في أي اقتصاد‪ ،‬والذي انتبيت لخطورتو لاحقا إدارة الاقتصاد والتنمية بالع ارؽ عندما واجو الع ارؽ‬
‫ضعؼ قدرة القطاع العاـ عمى إدارة عجمة التنمية في الع ارؽ في ظؿ الحرب في المرحمة الثانية التي سنكتب عنيا في‬
‫وقت ومقالة أخرى‪ .‬والذي أدى الى انفتاح عمى القطاع الخاص وتشجيعو عمى الدخوؿ في قطاعات إنتاجية ُمنع عنيا‬
‫سابقا‪ ،‬وعّوض ذلؾ مرحميا النقص الحاصؿ في الإنتاج المادي الذي سببو انشغاؿ الاقتصاد الع ارقي في تمويؿ الحرب‬

‫الع ارقية الإي ارنية‪.‬‬

‫لـ يب َؽ تقريبا اي قطاع اقتصادي ثانوي لـ تتداولو عجمة التنمية في المرحمة الثانوية الثالثة التي تحدثنا عنيا سابقا وىي‬
‫مرحمة البناء والتنمية‪ .‬وشمؿ ذلؾ انشاء مئات المصانع لإنتاج وتجميع عدد كبير جدا مف المنتجات الثقيمة والمتوسطة‬
‫والخفيفة ض ّمت عربات النقؿ الكبيرة ومشاريع تجميع السيا ارت ومصانع الحديد والسمنت ومصانع انتاج كؿ أنواع‬
‫المنتجات الغذائية والمنتجات التي تسد حاجات المجتمع الع ارقي‪ .‬ودخؿ القطاع العاـ بقوة الى قطاع البناء والانشاءات‬
‫وتكونت لدى القطاع العاـ خب ارت كبيرة جدا في مجاؿ البناء ساىمت فيما بعد في إعادة بناء الع ارؽ في المرحمة الثالثة‬
‫عندما تعرض الع ارؽ الى التدمير بسبب حرب الخميج الثانية ودخوؿ الع ارؽ الى الكويت‪ .‬حتى وصؿ الامر الى‬
‫الاعتماد الكمي عمى الذات مف خلاؿ توفير اغمب مستمزمات التنمية مف الاقتصاد المحمي في ظؿ انقطاع الاستي ارد في‬
‫قطاعات اقتصادية ميمة‪ .‬وقبؿ ذلؾ كانت الصناعة قد شيدت تطو ار كبي ار خلاؿ الحرب الع ارقية الاي ارنية لحاجة الع ارؽ‬
‫لتوفير مستمزمات الحرب مف قطاع الصناعة المحمي فأسس التصنيع العسكري وُدعـ ماليا وماديا وبشريا عمى نحو‬

‫غير محدود لتكوف الصناعة العسكرية واحدة مف أفضؿ الصناعات العسكرية في الاقميـ والأمة العربية‪.‬‬

‫دخؿ الع ارؽ بعد عاـ ٔ‪ ٜٜٔ‬مرحمة الحصار الاقتصادي ‪ ،‬ومعو بدأت مرحمة تمبية قطاع الصناعة العسكرية لحاجات‬
‫المجتمع الع ارقي المدنية وكاف ىذا القطاع عونا كبي ار في سد احتياجات الع ارؽ الاساسية التي تـ منعو مف الحصوؿ‬
‫عمييا لا سيما الخاصة بالتنمية فضلا عف حاجات المجتمع الأساسية‪ .‬وكاف تحويؿ قطاع الصناعة العسكرية الى‬
‫قطاع يخدـ الاغ ارض المدنية بحاجة الى تغيي ارت ىيكمية كبيرة وعميقة في ىيكؿ الصناعة العسكرية‪ ،‬ولـ يكف ذلؾ‬
‫ممكنا لولا وجود م اركز د ارسات ومختب ارت كبيرة ومتخصصة في قطاعي الصناعة المدنية والعسكرية يساعدىا ويشاركيا‬

‫أساتذة الجامعات الع ارقية وم اركز الد ارسات الممحقة بالجامعات الع ارقية‪.‬‬

‫‪75‬‬

‫اما قطاع الز ارعة فقد كاف فكر الثوار أكثر فيما لعمؿ ىذا القطاع مف قطاع الصناعة‪ ،‬وذلؾ ببساطة لاف الع ارؽ قبؿ‬
‫ثورة تموز الاولى عاـ ‪ ٜٔ٘ٛ‬ـ كاف يعد بمدا ز ارعيا مف حيث نسبة الإنتاج الز ارعي الى مجموع الناتج المحمي‬
‫الإجمالي‪ .‬ولـ يتغير الأمر كثي ار خلاؿ الفترة ‪ ٜٔ٘ٛ‬الى ‪ ٜٔٙٛ‬فقد بقي القطاع الاقتصادي المادي المييمف ىو‬
‫القطاع الز ارعي‪ .‬لذلؾ فاف كؿ ق ار ارت الإصلاح الز ارعي خاصة والق ار ارت الخاصة بالقطاع الز ارعي عامة لـ تكف تمس‬
‫ممكية القطاع الخاص للأ ارضي والمشاريع الز ارعية الا في تخفيؼ تركيز الأ ارضي واعادة توزيعيا عمى العامميف في‬
‫القطاع الز ارعي‪ .‬لذلؾ تطور القطاع الز ارعي بدعـ حكومي مف خلاؿ توفير المستمزمات الز ارعية‪ .‬اضاؼ الى ذلؾ ‪،‬‬
‫وحرصا مف قيادة الثورة عمى مواكبة اىـ التطو ارت العممية والتقنية العالمية ودعـ البحث والاكتشاؼ والتطوير في ىذا‬
‫القطاع الحيوي ‪ ،‬فقد قامت بتأسيس العديد مف م اركز البحوث الز ارعية ومنيا مركز إباء لمبحوث الز ارعية اضافة الى‬
‫تطوير عش ارت الم اركز البحثية المرتبطة بالجامعات وكميات الز ارعة والبيطرة في عموـ الع ارؽ بيدؼ تطوير المحاصيؿ‬
‫الز ارعية والثروة الحيوانية ومكافحة مموحة وجفاؼ التربة والآفات الز ارعية ‪ ،‬أدت كميا الى زيادة الانتاجية الز ارعية‬
‫والإنتاج الز ارعي والحيواني عمى نحو ممحوظ في مرحمة الحصار الاقتصادي والذي أدى الى مرحمة قريبة مف الاكتفاء‬
‫الذاتي المطمؽ وذلؾ بالاعتماد عمى الإنتاج المحمي لا سيما في السنوات الخمسة الاولى مف الحصار وقبؿ الوصوؿ‬
‫الى مرحمة النفط مقابؿ الغذاء في نياية عاـ ٘‪ .ٜٜٔ‬كما وخفت حدة ازمة السكف الكبيرة التي كانت المدف الع ارقية‬

‫تعاني منيا وذلؾ بفعؿ اطلاؽ بناء الوحدات السكنية الكبيرة في المجمعات السكنية‪.‬‬

‫القطاعين الصناعي والز ارعي‪:‬‬

‫لقد آمنت قيادة الثورة بأف نقؿ الع ارؽ مف التخمؼ والتبعية السياسية والاقتصادية يتطمب بناء قاعدة صناعية وز ارعية‬
‫متطورة‪ ،‬وتطوير اقتصاد الوطني بحيث يصبح قاعدة ارسخة يستند عمييا الاستقلاؿ السياسي‪.‬‬

‫لقد كانت نسبة مساىمة القطاع الصناعي في الناتج المحمي الاجمالي لا تزيد عمى ‪ % ٜ‬خلاؿ السنوات التي سبقت‬
‫ثورة ‪ ٔٚ‬تموز‪ .‬الى جانب اف معظـ الصناعات التحويمية القائمة اقتصرت عمى الصناعات الغذائية والنسيجية‪ ،‬وانعداـ‬

‫الت اربط بيف الصناعة الوطنية والقطاع الز ارعي‪ ،‬وانخفاض انتاجية اليد العاممة وانتاجية ارس الماؿ‪.‬‬

‫لقد فشمت جيود بناء قاعدة صناعية خلاؿ العقود التي سبقت انبثاؽ الثورة عمى الرغـ مف تبني الحكومات الع ارقية‬
‫ب ارمج وسياسات لتحقيؽ ذلؾ اليدؼ‪ ،‬وبالرغـ مف توفر امكانيات قياـ صناعة وطنية متقدمة‪.‬‬

‫لذا فكاف مف الاىداؼ الاساسية لخطة التنمية القومية التي تبنتيا قيادة الثورة " مواصمة العناية بالقطاع الصناعي باتجاه‬
‫ا ازلة كافة المعوقات والعمؿ عمى تطويره بالتركيز عمى زيادة وتحسيف نوع الانتاجية‪ ،‬وايصاليا الى مدياتيا القصوى‪،‬‬

‫لكي يأخذ ىذا القطاع دوره المتوازف مع بقية القطاعات في ضوء الضوابط التي تحددىا اتجاىات الخطة واولوياتيا‪".‬‬

‫وكاف مف ابرز التحديات التي واجيتيا في مجاؿ التنمية الصناعية ىي‪:‬‬

‫‪76‬‬

‫ٔ‪ .‬انخفاض انتاجية العامميف فيو لاسباب عديدة‪.‬‬
‫ٕ‪ .‬عدـ توفر الموارد المالية الازمة لتمويؿ الاستثما ارت الصناعية ‪.‬‬
‫ٖ‪ .‬انعداـ التوازف بيف حجـ التوسع الافقي لمقطاع الصناعي وتأميف مشاريع البنى الاساسية‪.‬‬
‫ٗ‪ .‬عدـ وضوح السياسات المحددة لمياـ النشاط الخاص والقطاعيف المختمط الاشت اركي‪.‬‬
‫٘‪ .‬احجاـ النشاط الخاص عف الدخوؿ في الكثير مف الصناعات الغذائية والتحويمية‪.‬‬
‫‪ .ٙ‬انعداـ النظـ الادارية المتطورة وضعؼ اساليب الم ارقبة والسيطرة النوعية‪.‬‬

‫اىداف خطة التنمية الصناعية‬

‫حددت القيادة جممة مف الاىداؼ التي تضمنتيا خطة التنمية القومية وىي ‪ :‬ايجاد ت اربط وثيؽ بيف السياسة التصنيعية‬
‫لمع ارؽ‪ ،‬وسياسات تطوير القطاعيف الز ارعي والنفطي وتحقيؽ معدؿ نمو في القيمة المضافة لمقطاع الصناعي لا يقؿ‬
‫عف ( ‪ ) ٔٚ.ٛ‬خلاؿ سنوات الخطة‪ .‬اضافة الى تطوير الصناعات التحويمية ورفع مستوى إنتاجية العمؿ‪ ،‬واحلاؿ‬
‫منتجات الصناعة الوطنية محؿ السمع المستوردة‪ ،‬و الاستغلاؿ الامثؿ لمموارد الطبيعية والمعدنية وتطوير وتعزيز‬

‫القطاع الاشت اركي في الصناعة‪ ،‬وجعمو القطاع ال ارئد الى جانب تطوير القطاعيف المختمط والخاص‪.‬‬

‫است ارتيجية التصنيع في الع ارق‬

‫لتنفيذ اىداؼ الثورة الاقتصادية‪ ،‬فقد تبنت الدولة السياسات التالية‪:‬‬

‫ٔ‪ .‬زيادة نسبة مساىمة القطاع الصناعي في تكويف الدخؿ القومي‪ .‬وزيادة نسبة مساىمة الصناعات التحويمية في‬
‫تكويف القيمة المضافة المتولدة عف النشاط الصناعي‪.‬‬

‫ٕ‪ .‬اقامة الصناعات التي تعتمد عمى التكنولوجيا الحديثة كالصناعات البتروكياوية الحديثة والصناعات الفولاذية‪ .‬واقامة‬
‫صناعات متوسطة وخفيفة وتطوير الصناعات المطموبة لبناء اليياكؿ الارتكازية والبنى التحتية‪ ،‬كصناعات الاسمنت‬

‫ومحطات الطاقة الكيربائية‪.‬‬

‫ٖ‪ .‬تطوير الصناعات الاستيلاكية لمواجية الطمب الاستيلاكي المت ازيد‪.‬‬

‫ٗ‪ .‬تطوي ارلاجيزة الادارية والاقتصادية لمقطاع‪ ،‬وتطبيؽ الاساليب الادارية والنظـ الحديثة‪.‬‬

‫وتطوير التخطيط عمى مستوى وحدات الانتاج الصناعي‪ .‬والتأكيد عمى دور الرقابة الصناعية‪ ،‬وضبط النوعية وم ارقبة‬
‫الانتاج‪.‬‬

‫٘‪.‬زيادة كفاءة ارس الماؿ المستثمر ووضع ضوابط لتطوير ونقؿ التكنولوجيا وتكييفيا‪ .‬ومنح القروض لمقطاع الخاص‪،‬‬
‫وتنظيـ نشاطو ضمف اطار خطة التنمية القومية وشروطيا في تحقيؽ توازف النموالقطاعي‪.‬‬

‫‪77‬‬

‫الانجا ازت الصناعية – القطاع العام‬

‫لقد حقؽ القطاع الصناعي في ضؿ ثورة ‪ – ٔٚ‬تموز نجاحات كبيرة ‪،‬فتـ تأسيس المئات مف المشاريع الصناعية‬
‫وبمختمؼ الطاقات الانتاجية‪ ،‬وحققت زيادات عالية في قيمة الانتاج والقيمة المضافة‪ ،‬ونوعية المنتج الوطني بشكؿ‬
‫اقمؽ الدوائر المعادية لمع ارؽ‪ ،‬بالإضافة الى نجاح القيادة في بناء علاقات اشت اركية‪ ،‬وتمكيف القطاع الصناعي‬

‫الاشت اركي مف قيادة الانشطة الصناعية الاساسية‪ .‬وقد تمثؿ النمو المضطرد فيما يمي‪:‬‬
‫ٔ‪ .‬زيادة الاستثما ارت المخصصة لمقطاع الصناعي الى ( ٖ‪ ) ٖٖٕٛ.‬مميوف دينار لمفترة مف ٘‪،ٜٔٛٔ – ٜٔٚ‬‬

‫وبمعدؿ نمو سنوي بمغ ‪%.ٕٖٔ.ٙ‬‬
‫ٕ‪ .‬دخوؿ القطاع العاـ في مياديف صناعية عديدة جديدة وطموحة‪ ،‬ولا سيما الصناعات الثقيمة كصناعة الحديد‬
‫والصمب‪ ،‬الصناعات اليندسية والكيربائية والصناعات الاستخ ارجية‪ .‬بالإضافة الى انشاء الصناعة الاست ارتيجية‪،‬‬

‫كصناعة الفوسفات والكبريت‪ ،‬مع توسيع وتطوير الصناعات القائمة‪.‬‬

‫‪78‬‬

‫ٖ‪ .‬النمو المستمر في معدلات الانتاج ولاسيما معدلات نمو الصناعات التحويمية‪ .‬فارتفعت قيمة الانتاج مف‬
‫(‪ )ٕٙٙ.ٜ٘ٓ‬مميوف دينار عاـ ‪ ٜٔٙٛ‬لتصؿ الى ( ‪ ) ٜٔٚٚ.ٜ‬مميوف دينار عاـ ٔ‪ .ٜٔٛ‬وارتفع الناتج الاجمالي‬
‫لقطاع الصناعات التحويمية مف ‪ ٜٗ.ٙ‬مميوف دينار عاـ ‪ ٜٔٙٛ‬الى ‪ ٜ٘ٗ.ٛ‬مميوف دينار عاـ ٔ‪.ٜٔٛ‬‬
‫ٗ‪ .‬توسع القطاع الصناعي الاشت اركي واحتلالو مكانة ارئدة في مجمؿ النشاط الصناعي‪ .‬فارتفعت الاىمية النسبية مف‬

‫ٖٔ‪ %.‬عاـ ‪ٜٔٙٛ‬الى ٔ٘‪ %‬عاـ ٔ‪ .ٜٔٛ‬وارتفاع مستوى الاجور في القطاع الصناعي ‪ /‬الاشت اركي‪.‬‬
‫٘‪ .‬ارتفاع حجـ الاستثمار الصناعي بدرجة كبيرة‪ ،‬حيث تجاوز اجمالي الكمؼ الكمية لممشروعات الصناعية ٔٓ‪ٙ‬‬
‫مميوف دينار ع ارقي خلاؿ فترة خطة التنمية القومية الاولى لمثورة‪ ،‬ىذا المبمغ يزيد عمى كؿ ما خصص لمقطاع خلاؿ‬

‫السنوات الخمس السابقة لمثورة بمقدار ٖٗ‪% ..‬‬

‫‪79‬‬

‫بعض المشاريع المنجزة ‪:‬‬

‫تـ توسيع وانشاء المئات مف المشاريع الصناعية توزعت عمى انشطة متنوعة وانتشرت في مناطؽ الع ارؽ المختمفة‬
‫وبشكؿ يخدـ تحقيؽ تنمية شاممة عادلة ومتوازنة‪ .‬ومف المشاريع الصناعية التي تـ انشائيا مف قبؿ القطاع العاـ ىي‬

‫المبينة في الجدوؿ التالي‪.‬‬

‫المشروع‬ ‫‪8‬‬
‫معمل سكر السميمانية‬ ‫‪1‬‬
‫معمل تعميب الفواكو في دىوك‬ ‫‪6‬‬
‫توسيع معمل الألبان ‪ /‬بغداد‬ ‫‪1‬‬
‫الغزل والنسيج القطني في الديوانية‬ ‫‪1‬‬
‫مشروع الغزل والنسيج في الناصرية‬ ‫‪9‬‬
‫الغزل والنسيج الصوفي في اربيل‬ ‫‪6‬‬
‫مشروع الأقمشة في دىوك‬ ‫‪1‬‬
‫توسيع معمل نسيج الموصل‬ ‫‪6‬‬
‫مصنع سمنت الفموجة‬ ‫‪81‬‬
‫معمل النورة في حمام العميل‬ ‫‪88‬‬
‫مصنع طابوق ‪ 81‬تموز بغداد‬ ‫‪81‬‬
‫مصنع الطابوق الجيري ‪ /‬البصرة‬ ‫‪86‬‬
‫مصنع الطابوق الجيري ‪ /‬نينوى‬ ‫‪81‬‬
‫معمل طابوق كربلاء‬ ‫‪81‬‬
‫‪89‬‬
‫معمل طابوق بابل‬ ‫‪86‬‬
‫طابوق ‪ 61‬تموز‬ ‫‪81‬‬
‫معمل الانابيب الاسبستية كركوك‬ ‫‪86‬‬
‫معمل الخشب المضغوط‬ ‫‪11‬‬
‫معمل الواح الاسبست بغداد‬ ‫‪18‬‬
‫توسيع معمل الزجاج في الرمادي‬
‫الكتل الكونكيريتية في الموصل‬

‫‪80‬‬

‫الكتل الكونكيريتية في البصرة‬ ‫‪11‬‬
‫معمل الانابيب البلاستيكية ‪ /‬بغداد‬ ‫‪16‬‬
‫‪11‬‬
‫مشروع المجمع البتروكيمياوي‬ ‫‪11‬‬
‫الحديد والصمب‬ ‫‪19‬‬
‫‪16‬‬
‫معمل تجميع الالات الثقيمة‬ ‫‪11‬‬
‫مشروع الاسكندرية ‪ -‬توسعات‬ ‫‪16‬‬
‫‪61‬‬
‫معمل المصابيح الكيربائية‬ ‫‪68‬‬
‫توسيع معمل الاسمدة الكيمياوية‬ ‫‪61‬‬
‫اطا ارت وانابيب مطاطية لمدرجات‬ ‫‪66‬‬
‫انابيب واطا ارت مطاطية لمسيا ارت‬ ‫‪61‬‬
‫‪61‬‬
‫معمل الاسفنج المطاطي‬ ‫‪69‬‬
‫معمل المعدات والات الز ارعية في الاسكندرية‬ ‫‪66‬‬
‫‪61‬‬
‫معمل ادوية سام ارء‬ ‫‪66‬‬
‫معمل النسيج االقطني قي الكوت‬ ‫‪11‬‬
‫‪18‬‬
‫معمل الورق في اليارثة‬ ‫‪11‬‬
‫معمل استخلاص الكبريت من الغاز الطبيعي‬ ‫‪16‬‬
‫‪11‬‬
‫توسيع معمل الادوية في سام ارء‬
‫مصفى الموصل‬

‫معمل الحرير الصناعي في سدة اليندية‬
‫مشروع سكر القصب‬
‫كبريت المش ارق‬

‫معمل الاسمدة الكيمياوية في البصرة‬
‫مصفى البصرة‬

‫‪81‬‬

‫اما التنمية الصناعية المتحققة في القطاع الخاص فقد شممت‬
‫تييئة العوامؿ المساعدة لقياـ القطاع الصناعي الخاص في دوره المطموب‪ ،‬فأفردت الدولة استثما ارت لغرض انشاء‬
‫ٕٓ‪ ٛ‬مشروعا صناعيا في مختمؼ ارجاء القطر‪ .‬مف بيف تمؾ المشاريع‪ ٕٔ٘ ،‬مشروعا في قطاع الصناعات الغذائية‬
‫و٘‪ ٔٛ‬مشروعا في صناعات الغزؿ والنسيج‪ ،‬ؤٕٖ مشروعا في الصناعات المعدنية‪ ،‬وٓ‪ ٙ‬مشروعا في صناعات‬

‫الجمود‪ ،‬وٗ٘ مشروعا في مجاؿ الصناعات الانشائية والزجاجية‪.‬‬
‫كما واصدرت حكومة الثورة العديد مف التشريعات القانونية لتشجيع ارس الماؿ الوطني عمى تحمؿ المخاطر‪ ،‬وتأسيس‬
‫المشاريع الصناعية‪ ،‬مف اىـ تمؾ التشريعات " قانوف تنمية وتنظيـ الاستثمار الصناعي رقـ ٕٕ لسنة ٖ‪.ٜٔٚ‬اضافة‬
‫الى التسييلات المالية والقروض التي قدميا المصرؼ الصناعي‪ .‬فمقد رفعت حكومة الثورة ارس ماؿ المصرؼ بشكؿ‬

‫ساعد عمى المصرؼ عمى زيادة حجـ قروضو‪ ،‬وتقديـ تسييلاتو بأسعار فائدة مشجعة‪.‬‬
‫التنمية الز ارعية‬

‫لقد ورثت الثورة قطاعا ز ارعيا متخمفا يعاني مف معضلات معقدة وتحديات جسيمة بالرغـ مف المنج ازت التي حققتيا‬
‫ثورة ٗٔ تموز ‪ ،ٜٔ٘ٛ‬إلا إف السمطات الز ارعية الع ارقية لـ تتمكف مف النيوض بالقطاع الز ارعي بشكؿ يمكنو مف‬

‫لعب دو ار ارئدا وفعالا في تطوير الاقتصاد الوطني‪.‬‬
‫وبعد تموز ‪ ٜٔٙٛ‬شيد القطاع الز ارعي تغيي ارت جذرية وعمى مختمؼ أنشطة القطاع وميادينو ولاسيما عمى صعيد‬
‫تنظيـ العلاقات الإنتاجية داخؿ القطاع‪ ،‬وحسـ إشكالية الممكية الز ارعية بشكؿ يخدـ التحولات الاشت اركية‪ ،‬بالإضافة إلى‬

‫‪82‬‬

‫تحقيؽ انجا ازت كمية ونوعية جذرية اىميا ‪ ،‬زيادة معدلات الإنتاج عف طريؽ إنشاء المشاريع الإنتاجية الكبيرة‪ ،‬وتطوير‬
‫الريؼ الع ارقي ثقافيا واجتماعيا‪.‬‬
‫أىداف خطة التنمية الز ارعية‬

‫لقد ارعت خطط التنمية الز ارعية تحقيؽ الاىداؼ التالية‪:‬‬
‫ٔ‪ .‬زيادة الإنتاج النباتي والحيواني لمواجية الطمب الاستيلاكي والصناعي المت ازيد عمى المنتجات الز ارعية وتحقيؽ‬

‫التكامؿ الاقتصادي‬
‫ٕ‪ .‬تفعيؿ دور القطاع في تحقيؽ النمو الاقتصادي المطموب مف خلاؿ التوسع في استخداـ منتجات القطاع الصناعي‬

‫الوطني ‪ ،‬وتمبية احتياجات القطاع الصناعي مف السمع الز ارعية‪.‬‬
‫ٖ‪ .‬تغيير الواقع الاجتماعي لمريؼ بما ينسجـ ومستمزمات التحوؿ الاشت اركي‪ ،‬عف طريؽ تحقيؽ أقصى ما يمكف مف‬
‫التجانس والعدالة في درجة تطور سكاف القطر جغ ارفياً وقطاعيا وطبقيا وتسريع خطوات التطوير الحضاري في المجتمع‬
‫الريفي‪ ،‬وتطوير الخدمات الاجتماعية المقدمة‪ ،‬وبشكؿ يقمؿ مف حجـ التفاوت بيف الريؼ والمدينة والتوسع في توفير‬
‫الخدمات الأساسية في الريؼ والبنى الأساسية بشكؿ خاص‪ ،‬والعمؿ عمى توفير شبكات المواصلات والطرؽ الريفية‬

‫وربطيا بالطرؽ العامة‪ ،‬بشكؿ يؤمف ربط م اركز الانتاج في قنوات وم اركز التسويؽ‪.‬‬
‫ٗ‪ .‬التركيز عمى تطوير الثروة الحيوانية وتوفير مستمزمات تطوير الانتاج الحيواني وفقا لضوابط خطة التنمية القومية‬
‫٘‪ .‬التوسع في استخداـ التقنيات الحديثة‪ ،‬واستخداـ الأسمدة والمبيدات الكيماوية‪ ،‬والمحافظة عمى خصوبة التربة‬

‫ومعالجة ظواىر المموحة والتعرية بالإضافة إلى معالجة الأوبئة الحيوانية‪.‬‬
‫‪ .ٙ‬تييئة الكوادر الفنية والقيادية القادرة عمى النيوض بالقطاع الز ارعي وتأسيس م اركز البحوث‪ ،‬وتشجيع البحث العممي‬

‫الز ارعي‪ .‬مع تييئة الكوادر البيطرية والز ارعية المطموبة‪.‬‬
‫‪ .ٚ‬إكماؿ عمميات استصلاح الأ ارضي وانجاز شبكات الري والبزؿ وفقا لمخطة الطويمة المدى ‪.‬‬

‫‪83‬‬

‫المنج ازت الز ارعية لثورة ‪ 61 - 86‬تموز ‪:‬‬

‫لـ تقتصر المنج ازت عمى الجوانب الكمية بؿ شممت أيضا الجوانب النوعية والعممية وتطوي ار لطاقات البشرية‪ ،‬وتنظيـ‬
‫العلاقات الإنتاجية لمقطاع وتطوير الريؼ اجتماعيا‪.‬‬

‫ومن اىم ما تم تحقيقو ىو‪:‬‬

‫‪ .8‬حسم إشكالية الممكية الز ارعية وتطوير العلاقات الز ارعية‪ ،‬وتقديـ علاقات إنتاجية جديدة ساعدت في تغيير ىيكؿ‬
‫القطاع وتطويره‪ .‬عب ارصدار قيادة الحزب والثورة قانوني الإصلاح الز ارعي رقـ ‪ ٔٔٚ‬لسنة ٓ‪ ٜٔٚ‬والقانوف رقـ ٓ‪ٜ‬‬
‫لسنة ٘‪ ، ٜٔٚ‬حيث تـ بموجبيما إعادة تنظيـ الحيازة الز ارعية‪ ،‬وتصفية الممكية الإقطاعية الكبيرة بشكؿ نيائي لصالح‬

‫الطبقة الفلاحية‪.‬‬

‫‪ .1‬إنشاء المشاريع الز ارعية الكبرى‪ :‬تعد المشاريع التي أنجزتيا ثورة تموزفي القطاع الز ارعي متميزة حيث مضت‬
‫بوتائر لـ تشيدىا أي تجربة مف تجارب الدوؿ النامية‪ .‬ويبيف الجدوؿ أدناه أىـ المشاريع الز ارعية المنجزة ومساحتيا‬

‫الكمية ‪.‬‬

‫المساحة الكمية‬ ‫المشروع‬
‫‪ 661‬ألف دونم‬ ‫الدجيمة‬
‫‪ 61681‬دونم‬ ‫الحويجة‬
‫‪ 11‬ألف دونم‬ ‫المطيفية‬
‫‪ 66611‬ألف دونم‬ ‫شيرزور‬
‫‪ 16‬ألف دونم‬ ‫الوحدة‬
‫‪ 1911‬ألف دونم‬ ‫‪ 81‬رمضان‬
‫‪ 881‬ألف دونم‬ ‫‪ 61‬تموز‬
‫‪ 111‬ألف دونم‬ ‫الدلمج‬
‫‪ 91‬ألف دونم‬ ‫‪ 86‬تموز‬
‫‪ 91‬ألف دونم‬ ‫‪ 6‬نيسان‬
‫‪ 66116‬الف دونم‬ ‫ابو بشوت‬
‫‪ 91‬ألف دونم‬ ‫الشحيمية‬
‫‪ 111‬ألف دونم‬ ‫الخالص‬
‫‪ 61‬ألف دونم‬ ‫نير سعد‬
‫‪ 61‬ألف دونم‬ ‫المثنى‬
‫‪ 661‬ألف دونم‬ ‫المسيب‬

‫‪84‬‬

‫‪ .6‬إنشاء السدود ومشاريع الري واستصلاح الأ ارضي‬

‫لقد أولت خطط الثورة الز ارعية العلاقة بيف الز ارعة والري والبزؿ أىمية كبير‪ ،‬وسعت الأجيزة الز ارعية لتطوير نظـ‬
‫الري والبزؿ وتأسيس شبكة متطورة مف القنوات والسدود لضماف الاستخداـ الأمثؿ لمموارد المائية ‪ ،‬مف خلاؿ إنشاء‬
‫مشاريع اروائية كبرى وبناء سدود وخ ازنات لمسيطرة عمى الفيضانات تاميف احتياجات الز ارعة الصيفية‪ ،‬بالإضافة إلى‬

‫إنشاء شبكة مبازؿ رئيسية وحقمية‪.‬‬

‫يبيف الجدوؿ أدناه اىـ مف المشاريع إلاروائية التي تـ انشائيا خلاؿ الفترة مف عاـ ‪ ٜٔٙٛ‬إلى ٓ‪.ٜٔٛ‬‬

‫المساحة المروية‬ ‫المشروع‬ ‫ٔ‬
‫ٓ‪ ٙ‬ألؼ دونـ‬ ‫قناة المغيشي ‪ /‬محافظة البصرة‬ ‫ٕ‬
‫ٗٔٔ ألؼ دونـ‬ ‫قناة الدواية ( مع اسكاف ٓٓ٘‪ ٚ‬عائمة )‬ ‫ٖ‬
‫ٕ٘ٗ ألؼ دونـ‬ ‫ٗ‬
‫ٓٗ ألؼ دونـ‬ ‫جدوؿ الحي الجديد‬ ‫٘‬
‫ٓٓٗ ألؼ دونـ‬ ‫اسكي كمؾ ‪ /‬محافظة اربيؿ‬ ‫‪9‬‬
‫ٓ٘ ألؼ دونـ‬ ‫‪ٚ‬‬
‫ٕٓٓ ألؼ دونـ‬ ‫الدممج ‪ /‬محافظة واسط‬ ‫‪ٛ‬‬
‫ٓ‪ ٜ‬ألؼ دونـ‬ ‫ارواء مندلي‬ ‫‪ٜ‬‬
‫ٕٕٓ ألؼ دونـ‬ ‫ٓٔ‬
‫‪ ٖٚ‬ألؼ دونـ‬ ‫‪ ٚ‬نيساف وسمماف باؾ‬ ‫ٔٔ‬
‫ٓٓٓ٘‪ ٔٔٙ‬دونـ‬ ‫نير سعد ‪ /‬محافظة ميساف‬ ‫ٕٔ‬
‫ٓٓ‪ ٜ‬ألؼ دونـ‬
‫ناظـ صد ارليوسفية‬
‫الصدر المشترؾ ‪ /‬محافظة ديالى‬

‫مشروع ري كركوؾ‬
‫مشروع مبازؿ ابي غريب واليوسفية‬

‫‪85‬‬

‫ٓٓٗ ألؼ دونـ‬ ‫مشروع مبازؿ الدجيمة‬ ‫ٖٔ‬
‫‪ ٕٓٙ‬ألؼ دونـ‬ ‫مشروع بزؿ الحمة –الديوانية ‪ -‬الدغارة‬ ‫ٗٔ‬
‫ٓ٘ٔ ألؼ دونـ‬ ‫٘ٔ‬
‫مشروع بزؿ الرمادي‬ ‫‪ٔٙ‬‬
‫متعدد الاغ ارض‬ ‫مشروع سد الموصؿ ‪ /‬اسكي موصؿ‬ ‫‪ٔٚ‬‬
‫ٓٔ ملاييف دينار‬ ‫‪ٔٛ‬‬
‫متعدد الاغ ارض‬ ‫مشروع قناة الثرثار‬ ‫‪ٜٔ‬‬
‫طاقة خزف تقدر ب ٗ مميارمتر مكعب‬ ‫المصب العاـ‬ ‫ٕٓ‬
‫طاقة خزف ٕ‪ ٛ.‬مميار متر مكعب‬ ‫شط البصرة‬ ‫ٕٔ‬
‫سد حمريف‬ ‫ٕٕ‬
‫مميوف دونـ‬ ‫سد حديثة‬ ‫ٖٕ‬
‫مميوف دونـ‬ ‫ٕٗ‬
‫‪ ٙٛٚ‬ألؼ دونـ‬ ‫ابو غريب الاروائي‬
‫شرؽ الغ ارؼ‬

‫الاسحاقي الاروائي‬

‫‪86‬‬

‫‪ .1‬زيادة قيمة وكمية الإنتاج الز ارعي‬

‫شيد الإنتاج الز ارعي زيادة ممحوظة خلاؿ العقد الأوؿ لمثورة‪ ،‬فارتفعت قيمة الإنتاج مف ( ‪ ) ٕٓٓ.ٛ‬مميوف دينار عاـ‬
‫‪ ٜٔٙٛ‬إلى ( ٓ‪ ) ٕٔٛ‬مميوف دينار عاـ ٔ‪.ٜٔٛ‬وارتفع الناتج المحمي الإجمالي لمقطاع الز ارعي مف ( ‪) ٔٙٚ.ٜ‬‬

‫مميوف دينار عاـ ‪ٜٔٙٛ‬الى ( ‪ ) ٜٚٚ‬مميوف دينار عاـ ٔ‪ٜٔٛ‬‬

‫‪ .1‬تطوير الثروة الحيوانية‬

‫تمعب الثروة الحيوانية دو ار استثنائيا في توفير الامف الغذائي لمقطر وتحتؿ أىمية خاصة في مكونات انتاج القومي‬
‫الاجمالي‪ .‬وقد حققت الثورة نجاحا ممحوظا‪ ،‬فازداد عدد الحيوانات المنتجة بشكؿ كبير خلاؿ العقد الاوؿ لمثورة وكما‬

‫موضح في الجدوؿ ادناه والذي يوضح نتائج مسح الثروة الحيوانية لعامي ٔ‪ ٜٔٚ‬و‪.ٜٔٚٛ‬‬

‫‪1978‬‬ ‫‪1971‬‬ ‫الاغناـ‬
‫‪9723301‬‬ ‫‪5579766‬‬ ‫الماعز‬
‫‪2058500‬‬ ‫‪1793430‬‬ ‫الابقار‬
‫‪1697665‬‬ ‫‪1337355‬‬ ‫الجاموس‬

‫‪170352‬‬ ‫‪123044‬‬ ‫الابؿ‬
‫‪41234‬‬ ‫‪38349‬‬ ‫الدواجف‬

‫‪11453675‬‬ ‫‪6500000‬‬

‫‪87‬‬

‫‪ .9‬تطوير المحاصيل الز ارعية عمى اسس عممية‬

‫تـ انشاء م اركز البحوث والد ارسات المتخصصة في تطوير المحاصيؿ الز ارعية‪ ،‬والتي قامت بانجاز الالاؼ مف‬
‫البحوث منيا ‪،‬واىتمت السمطات الز ارعية في تطويرنوعية التربة ورفع انتاجيتيا وحمايتيا مف الآفات الز ارعية‪ .‬فاقدمت‬
‫عمى استي ارد البذور والاسمدة الكيمياوية وتوزيعيا عمى الفلاحيف وشجعتيـ عمى استخداميا‪ ،‬مع تقديـ الارشادات‬
‫الخاصة باستخداميا بشكؿ سميـ‪ .‬ىذه الاج ارءات قادت الى زيادة كبيرة في استخداـ الاسمدة‪ ،‬فعمى سبيؿ المثاؿ ازداد‬
‫استخداـ سمفات الامونيا بنسبة تجاوزمعدليا خلاؿ فترة البحث الى ٖٔٔ‪ ،%‬في حيف بمغت نسبة استخدامالاسمدة‬

‫الازوتية ‪%.ٕٔٛ‬‬

‫‪ .6‬تأمين المواد الخام للأغ ارض الصناعية‬

‫مف الاىداؼ الاساسية لخطة التنمية القومية التي تبنتيا قيادة الحزب والثورة ‪ ،‬تأميف الارتباط المباشر بيف الانتاجيف‬
‫الز ارعي والصناعيف والعمؿ عمى خمؽ قطاع ز ارعي قادر عمى تأميف المواد الخاـ لمقطاع الصناعي‪ .‬وتحقيقا ليذا‬

‫اليدؼ نجحت السمطات الز ارعية في تحقيؽ المنج ازت الميمة التالية‪:‬‬

‫‪ ‬استصلاح ا ارض واسعة بمغت مساحتيا ٖٓٓ٘ٔ الؼ دونـ في محافظة ميساف لز ارعة قصب السكر‪ ،‬وبقدرة‬
‫انتاجية تقدر بػ ٓٓ‪ ٖٜٖٙ‬طف مف القصب‬

‫‪ ‬زيادة مساحة الا ارضي المخصصة لز ارعة البنجر‪ ،‬فارتفع حجـ المساحة المزروعة مف ٗ‪ ٖٚٚ‬دونـ عاـ‬
‫‪ ٜٔٙٛ‬الى اكثر مف ٕٓٓٓٗ دونـ عاـ‬

‫‪88‬‬

‫‪ ‬زيادة المساحات المزروعة بالغمؿ المستخدمة في الانتاج الصناعي‪ .‬فوصمت مساحة الارض المخصصة‬
‫لز ارعة الكتاف ٗ‪ ٖٙٛٛ‬دونما‪ ،‬ولز ارعة السمسـ تـ تخصيصٖ‪ ٔٓٛٓٙ‬دونـ ‪ ،‬وخصص ‪ ٕٕٔٓٛ‬دونما‬

‫لز ارعة بذور عباد الشمس‪ ،‬و ٗ‪ ٔٓٓٚ‬دونما لز ارعة الجوت‪.‬‬
‫‪ ‬زيادة المساحة المخصصة لز ارعة التبوغ وحجـ انتاجيا بالإضافة الى تطوير انواعيا المنتجة ‪.‬‬

‫منحت الدولة اىتماما كبي ار لز ارعة القطف‪ .‬فتـ توسيع المساحات المخصصة لز ارعة ىذه الغمة‪ ،‬كما وىو موضح في‬
‫الجدوؿ ادناه‪.‬‬

‫الانتاج ‪ /‬الاؼ الاطناف‬ ‫المساحة ‪ /‬الاؼ الدونمات‬ ‫السنة‬
‫‪32‬‬ ‫‪135‬‬ ‫‪1965‬‬
‫‪41‬‬ ‫‪182‬‬ ‫‪1968‬‬
‫‪42‬‬ ‫‪135‬‬ ‫‪1970‬‬
‫‪45‬‬ ‫‪143‬‬ ‫‪1973‬‬
‫‪61‬‬ ‫‪182‬‬ ‫‪1978‬‬
‫‪111‬‬ ‫‪233‬‬ ‫‪1980‬‬

‫‪ .1‬زيادة الدعم السعري والمالي لمنشاط الز ارعي‬

‫سعت حكومة الثورة الى توفير الموارد المالية والتي شكؿ شحتيا عائقا ميما اماـ تطور القطاع الز ارعي خلاؿ المرحمة‬
‫التي سبقت الثورة‪.‬‬

‫فعممت عمى زيادة ارس ماؿ المصرؼ الز ارعي مف ٓٔ ملاييف دينار عاـ ‪ ٜٔٙٛ‬الى ٘ٔ مميوف دينار عاـ ٗ‪،ٜٔٚ‬‬
‫والى ٖٓٓ مميوف دينار عاـ ٔ‪.ٜٔٛ‬‬

‫وسيمت شروط الحصوؿ عمى القروض‪ ،‬وخفضت اسعار الفائدة بشكؿ قاد الى زيادة حجـ المبالغ المسمفة لمفلاحيف‬
‫مفٗ‪ ٕ٘.‬مميوف دينار عاـ ٘‪ ٜٔٚ‬الى ‪ ٔٛٙ‬مميوف دينار عاـ ٓ‪.ٜٔٛ‬‬

‫نستنتج اف ثورة تموز كانت ثورة تنموية بامتياز وأدت خططيا الى زيادة الإنتاج المادي وتطوير الخب ارت الإنتاجية‬
‫البشرية ‪ ،‬كما وأدت ايضا الى اجتثاث الفقر والمرض‪ .‬وكاف محو الامية الشامؿ مف اىـ إنجا ازتيا‪ .‬كما وتطورت‬
‫الصناعة تطو ار كبي ار وأصبحت الصناعة الع ارقية لا سيما في جانبيا العسكري تضاىي مثيلاتيا في الدوؿ الصاعدة‪.‬‬

‫‪89‬‬

‫اضافة الى تطور الز ارعة في عيد التنمية والبناء وقد شارؾ فييما كؿ مف القطاع العاـ والقطاع الخاص بدور بارز‬
‫ومتوازف‪.‬‬

‫‪ -‬المصدر‪:‬‬

‫۞ سعد داود قرياقوس ‪ ،‬شبكة البصرة‬
‫۞ الدكتور محمود المسافر‪ ،‬باحث واكاديمي‬

‫‪90‬‬

‫تلحلمت تلسادست‬
‫تلدٌزستث تلاجتواعيت لثىرة تلبعث ‪ ٠٣ / ٧١‬تمىز ‪( :‬حمائك بالىثائك)‬

‫الاستاذ الدكتور عبد السلام الطائي‪ ،‬استاذ عمم الاجتماع السابق بجامعة بغداد‬
‫باحث اكاديمي بجامعة ستوكيولم‪ ،‬الامين العام المساعد الاسبق لاتحاد الاجتماعين العرب‬

‫مقدمة‬

‫تميزت ثورة ‪ ٖٓ / ٔٚ‬تموز البيضاء بالطابع السممي لعدـ ا ارقتيا اية قطرة دـ واحدة حيف اندلاعيا ‪ ،‬كما اقترنت‬
‫انجا ازتيا بالطابع العربي القومي الانساني والقطري النابعة مف مبادئ حزب البعث العربي الاشت اركي القومية ‪/‬‬
‫الانسانية‪ .‬كما شممت رعاية ثورة ‪ ٖٓ / ٔٚ‬تموز ‪ ٜٔٙٛ‬المباركة جميع ش ارئح وفئات المجتمع الع ارقي والعربي بغض‬
‫النظر عف دينيا ومذىبيا وعرقيا بما فييا الفئات الاجتماعية السوية ذات التماسؾ الاسري وغير السوية التي تعاني مف‬
‫حالات التصدع الاسري والتي ينجـ عنيا زيادة عدد الايتاـ والأرمؿ وأبناء الشيداء والمعاقيف اضافة لمعالجة حالات‬
‫التفكؾ الاسري بسبب الطلاؽ والإدماف عمى المسك ارت والمخد ارت وىمـ ج ار‪ .‬وانطلاقا مف مبادئ الحزب القومية لثورة‬

‫البعث في الع ارؽ‪ ،‬سوؼ تتضمف ىذه الد ارسة عمى محوريف ىما المحور القومي والمحور القطري‪.‬‬
‫المحور الاول‬

‫المنج ازت الاجتماعية عمى الصعيد العربي‬
‫لقد تجسدت تمؾ الرعاية وذلؾ الاىتماـ بإصدار العديد مف الق ار ارت والقوانيف والتعميمات القاضية بمعاممة المواطف‬
‫العربي معاممة الع ارقي حيث جسدت ذلؾ قيادة الحزب والثورة عمميا بمؤتم ارت القمة العربية منذ القرف الماضي او‬
‫بطرحيا لمشروع است ارتيجية العمؿ الاجتماعي ‪ /‬الاقتصادي العربي المتوازف والمشترؾ ‪ ،‬او بعقد اتفاقيات التعاوف‬
‫العربي لمعمؿ الاجتماعي المشترؾ في مياديف التضامف الاسري والتعميـ ورعاية الم أرة والاىتماـ بالطفولة ورعاية‬
‫المعاقيف ورسـ سياسة الاصلاح الاجتماعي لمن لزاء والمودعيف الاحداث ورعاية اسر شيداء الع ارؽ وأطفاؿ الحجارة‬

‫بفمسطيف ولبناف وغيرىا‪.‬‬
‫وبيذا الصدد يشير الدكتور أوميد مدحت مبارؾ وزير الصحة ‪ ،‬وزير العمؿ والشؤوف الاجتماعية عمى الدور‬
‫الاجتماعي العربي والإقميمي والدولي المتميز المناط بو ازرة العمؿ والشؤوف الاجتماعية كجية معنية بتنفيذ الخطط‬

‫والأىداؼ الاجتماعية الاست ارتيجية لثورة ‪ ٖٓ / ٔٚ‬تموز ‪.ٜٔٙٛ /‬‬

‫‪91‬‬

‫الصورة ( ٔ ) ‪ :‬الدكتور اوميد مدحت – وزير العمؿ والشؤوف الاجتماعية‬
‫حيث اكد معالي الوزير ما يمي ‪ " :‬كانت لمو ازرة انشطة فعالة ومؤثرة عمى صعيد الدوؿ العربية والإقميمية والدولية‪.‬‬
‫وكانت متميزة مقارنة بالدوؿ العربية الاخرى ( حتى المصرية والسعودية والسورية ) ‪ .‬كانت الو ازرة بتوجيو ودعـ مف‬
‫لدف المغفور لو الرئيس الشييد صداـ حسيف ( رحمو ا﵀ ) تشارؾ بفعاليات متميزة ضمف المؤسسات والتنظيمات‬

‫العربية الاتية‪:‬‬
‫• مجمس وز ارء الشؤوف الاجتماعية العرب ( القاىرة و تونس)‬

‫• مجمس وز ارء الشؤوف الاجتماعية لدوؿ الخميج العربية‪.‬‬
‫• مجمس وز ارء الشؤوف الاجتماعية لدوؿ عدـ الانحياز ‪.‬‬
‫• نشاطات اليونيسيؼ في الوطف العربي لرعاية الطفولة‪.‬‬

‫• النشاطات ذات العلاقة بمنظمة الصحة العالمية‪.‬‬
‫• مساعدة الدوؿ الشقيقة بإعداد وتدريب كوادر البحث الاجتماعي‪.‬‬
‫• مساعدة الدوؿ الشقيقة بتدريب وتأىيؿ المدربيف لذوي الاحتياجات الخاصة‪.‬‬
‫• اقامة المعارض النوعية او المشاركة بتمؾ التي تقيميا المؤسسات المتناظرة‪.‬‬
‫• مساعدة الدوؿ الشقيقة بإعارة خدمات خب ارئنا ليا لفت ارت مناسبة‪.‬‬
‫كما اكد معالي الوزير الدكتور اوميد مدحت ما نصو ‪ " :‬اف مف الانشطة المتميزة جدا وبأمر مباشر مف المغفور لو‬
‫الشييد صداـ حسيف ( رحمو ا﵀ ) قياـ و ازرة الصحة والعمؿ الشؤوف الاجتماعية بتخصيص جناح خاص لجرحى‬
‫انتفاضة الحجارة مف الاطفاؿ واليافعيف الفمسطينييف في مستشفى الاردف بعماف‪ ،‬وارساؿ مجموعة مف الكوادر الع ارقية‬

‫لمشاركة اخوانيـ كوادر مستشفى الاردف‪".‬‬

‫‪92‬‬

‫عمى صعيد القمة العربية‪:‬‬
‫ففي قمة عماف ( مؤتمر القمة العربية الػ ٔٔ المنعقد بيف ٕ٘ ‪ ٕٚ -‬نوفمبر ٓ‪ ) ٜٔٛ‬حيث طرحت قيادة الحزب‬
‫القومية إست ارتيجية العمؿ الاجتماعي ‪ /‬الاقتصادي العربي المشترؾ والتي نجـ عنيا دعـ الع ارؽ ماديا ومعنويا لكؿ‬
‫مياديف العمؿ والتنمية الاجتماعية العربية الشاممة والمتوازنة رغـ ظروؼ الحرب الع ارقية – الاي ارنية ٓ‪ .ٜٔٛٛ - ٛ‬كما‬
‫اكدت قيادة الع ارؽ عمى مواصمة تنفيذ تمؾ الاست ارتيجية الاجتماعية لمعمؿ المشترؾ عمى ضوء مقر ارت ( مؤتمري قمة‬
‫المغرب بمدينة فاس و مؤتمر القمة العربي المنعقد عاـ ٔ‪ ٜٔٛ‬وقمة الدار البيضاء الاستثنائية لمؤتمر القمة العربي‬
‫لعاـ ٘‪ ) ٜٔٛ‬والدعوة لتقديـ الرعاية لأطفاؿ واسر انتفاضة الحجارة الفمسطينية ( ماديا ومعنويا ) اسوة بشيداء القادسية‬
‫الثانية المقدمة مف قبؿ رئاسة ديواف رئاسة الجميورية وبإش ارؼ مباشر مف الرئيس الشييد صداـ حسيف يرحمو ا﵀‬
‫وبمتابعة السيد احمد حسيف السام ارئي رئيس ديواف رئاسة الجميورية لمحفاظ عمى تماسؾ الاسرة العربية وعمى ابناء‬

‫الشيداء مف العوز والانح ارؼ الاجتماعي مف النواحي التربوية والتعميمية والصحية‬
‫ولتحقيؽ تمؾ الاست ارتيجية العربية لرعاية الاطفاؿ وحماية الاجياؿ سواء بشموليـ بالرعاية الاسرية او الرعاية اللاحقة‬
‫والرعاية ب"اسر بديمة " لفاقدي الاسر او ممف يعانوف مف حالات التصدع الاسري بسبب وفاة الوالديف او احدىما او‬
‫اولئؾ المذيف يعانوف مف حالات التفكؾ الاسري بسبب الطلاؽ بعد تأىيميـ مف خلاؿ ب ارمج الاصلاح الاجتماعي‬

‫ورفدىـ بالكوادر التدريبية الع ارقية وصندوؽ دعـ الاسرة العربية عف طريؽ‪:‬‬
‫أ‪ -‬الورش التدريبية الجوالة وتبادؿ الخب ارت‬

‫استنادا الى توجييات قيادة الدولة النابعة مف الفكر العربي القومي لمحزب والثورة فقد تـ القياـ بالعديد مف الدو ارت‬
‫التدريبية منذ مطمع السبعينات حتى بداية التسعينات داخؿ وخارج القطر مثؿ ‪ ( :‬الأردف و لبناف و المغرب وتونس‬

‫والبحريف والإما ارت وغيرىا ) وكذلؾ تـ‪:‬‬
‫• تقديـ الدعـ المادي والمعنوي لمخب ارء العرب مف الصوماؿ والسوداف واليمف وموريتانيا‪.‬‬
‫• وعقد الندوات والمقاءات العربية التنسيقية مع وزير العمؿ المبناني لرعاية الاطفاؿ الايتاـ ضحايا الحرب الاىمية‬

‫المبنانية لتقديـ الدعـ الاستشاري والمالي‪.‬‬
‫• التعاوف مع و ازرة العمؿ والشؤوف الاجتماعية المبنانية بتطوير مؤسسات رعاية الاطفاؿ لضحايا الحرب الاىمية‬

‫المبنانية ٔ‪ . ٜٔٛ‬انظر الصور ادناه‪.‬‬

‫‪93‬‬

‫الصورة (‪ : (1‬مبعوث مجمس قيادة الثورة‬
‫يزور اطفال ضحايا الحرب الاىمية المبنانية ‪ 8618‬برفقة المستشار الثقافي بسفارة الع ارق ببيروت من عمى يمينو‬

‫والدكتور محمد بركات رئيس مؤسسة المقاصد الاسلامية لرعاية الايتام عمى اليسار‬

‫الصورة (ٖ) و (ٗ) ‪ :‬زيارة ايتاـ الحرب الاىمية المبنانية‬

‫‪94‬‬

‫الصورة (‪ )1‬افتتاح الورش الانتاجية المحمية لممعوقين ببيروت‬

‫ب ‪ -‬عمى صعيد الو از ارت والمنظمات العربية والدولية‬

‫• قياـ و ازرة العمؿ والشؤوف الاجتماعية بإعداد الد ارسات لمنظمة اليونسكو عف اوضاع الم أرة الع ارقية العاممة في‬
‫مجاؿ المعاقيف والأيتاـ‪.‬‬

‫قياـ مركز التدريب المتخصص بو ازرة العمؿ والشؤوف الاجتماعية بإعداد الدو ارت الخاصة في مجاؿ القيادات‬ ‫•‬
‫الادارية لمؤسسات العمؿ الاجتماعي شارؾ فييا متدربوف مف ‪ :‬السعودية والبحريف ومصر والأردف والمغرب‬

‫وتونس‪.‬‬

‫• تقديـ الد ارسات والخبرة لمكتب العمؿ الاجتماعي لدوؿ الخميج العربي منيا ما يخص السياسة الاصلاحية‬
‫لرعاية الاحداث الجانحيف‪.‬‬

‫• المشاركة بتقديـ د ارسات متخصصة وأو ارؽ عمؿ لتبادؿ الخب ارت بمؤتم ارت اليونيسيؼ لرعاية الطفولة في لبناف‬
‫والأردف‪.‬‬

‫قياـ و ازرة العمؿ والشؤوف الاجتماعية الع ارقية وبالتنسيؽ مع منظمة العمؿ العربية بإعداد دو ارت خاصة لمكوادر‬ ‫•‬
‫النسوية العربية مف المشرؽ والمغرب لرفع مستواىف الثقافي ولتدريبيف عمى اساليب رعاية الطفولة والمعاقيف‬
‫نفسيا وتقنيا باعتماد المعينات السمعية والبصرية والشفاىية لمصـ والبكـ نظ ار لتميز الكوادر الاجتماعية الع ارقية‬

‫برعاية المعاقيف وحصوؿ الع ارؽ عمى ب ارءة اخت ارع في مجاؿ ( تدريب وتعميـ الصـ لمصـ‪) .‬‬

‫‪95‬‬

‫قياـ اتحاد الاجتماعيف العرب وو ازرة العمؿ وبدعـ مف مجمس قيادة الثورة ( دائرة المستشار الاجتماعي )‬ ‫•‬
‫وم اركز البحوث والكميات ذات الصمة بالأمف القومي بعقد ندوات مختصة بالأمف الاجتماعي الغذائي‬

‫والاقتصادي عاـ ٔ‪ ٜٔٛ‬حضرتيا شخصيات اكاديمية عربية مختصة في ىذا المجاؿ‪.‬‬

‫• قياـ الجامعة العربية ‪ ،‬ادارة التنمية الاجتماعية‪ ،‬بعقد ندوة عف إست ارتيجية العمؿ الاجتماعي العربي في عاـ‬
‫ٔ‪ ٜٔٛ‬ووضع اليات تنفيذ ىذه الاست ارتيجية‪.‬‬

‫• قياـ منظمة العمؿ العربية دو ارت تدريبية متخصصة لمكوادر النسوية بالوطف العربي بمعيد العمؿ العربي‬
‫ببغداد ‪.‬‬

‫الصورة (‪ :)ٙ‬جانب مف ت ارس الم أرة الع ارقية البعثية لممؤتم ارت العربية لمناقشة واقع الم ارة والطفولة في الوطف العربي‬
‫خلاؿ القادسية الثانية‬

‫• ارساؿ الكوادر الاجتماعية الع ارقية المتخصصة بمجاؿ رعاية الطفولة والأيتاـ والمعاقيف الى دوؿ الخميج العربي‬
‫للاطلاع عمى التجارب وتقديـ الخبرة اللازمة في ىذا المجاؿ بالتنسيؽ مع مكتب المتابعة التابع لدوؿ الخميج ‪،‬‬

‫والمساىمة بإعداد الد ارسات لتقديـ العوف والمشورة حوؿ مخاطر الخادمات الاجنبيات عمى التنشئة الاسرية‪.‬‬
‫• قياـ اتحاد الاجتماعيف العرب وبالتنسيؽ مع و ازرة العمؿ والشؤوف الاجتماعية التعاوف مع اتحاد الاخصائييف‬

‫الاجتماعيف في ليبيا لتطوير الكوادر الاجتماعية الميبية‪ .‬في التسعينات‪.‬‬
‫• ق ارر مجانية التعميـ القومي لمطمبة العرب مف مرحمة رياض الاطفاؿ حتى مرحمة الجامعات والد ارسات العميا‬

‫• منح الطمبة العرب البعثات والزمالات الد ارسية عمى حساب القيادة القومية‪.‬‬

‫‪96‬‬

‫• القياـ بعمميات التعريب بعدد مف الاقطار العربية مثؿ الج ازئر وفتح العديد مف المدارس لأبناء الجاليات العربية‬
‫بالخارج وقبوؿ ابنائيـ مجانا‪.‬‬

‫• تشغيؿ ما يزيد عمى ثلاث ملاييف عامؿ مصري وعش ارت الالوؼ مف العرب غيرىـ‪.‬‬

‫ج ‪ -‬عمى صعيد المنظمة العربية لمدفاع الاجتماعي ضد الجريمة‬

‫تمؾ المنظمة التي كاف الع ارؽ مف اىـ مؤسسييا وداعمييا ماديا ولوجستيا مف قبؿ كوادر البحث الاجتماعي والقانوني‬
‫لو از ارت العمؿ والشؤوف الاجتماعية والعدؿ وضباط الشرطة بو ازرة الداخمية لغرض تطبيؽ قواعد الحد الادنى وغيرىا مف‬
‫الاتفاقيات الدولية لعلاج واصلاح المجرميف بغية تحويميـ مف طاقة مستيمكة الى طاقة منتجة لممساىمة بخطط التنمية‬
‫واعادة تأىيميـ ودمجيـ بالمجتمع الخارجي مف خلاؿ تدريبيـ عمى مينة معينة بالورش التشغيمية داخؿ السجوف تمييدا‬
‫لمسماح لمن لزاء والمودعيف نسا ًء ورجالاً قبؿ اطلاؽ س ارحيـ بالعمؿ الخارجي ‪ ،‬حيث كاف الع ارؽ البمد العربي الذي ينفرد‬

‫بتطبيؽ السياسة الاصلاحية بحؽ السجناء‪.‬‬

‫المحور الثاني‬

‫الانجا ازت الاجتماعية في القطر الع ارقي‬

‫فقد اولت قيادة الحزب وثورة ‪ ٖٓ / ٔٚ‬تموز اىتماما خاصا لمطفولة والم أرة خاصة الا ارمؿ والأيتاـ والمعاقيف وكبار‬
‫السف وغيرىـ ‪ ،‬حيث تجسد ذلؾ الاىتماـ وتمؾ الرعاية بتشريع العديد مف القوانيف الاجتماعية ذات الصمة بتحسيف‬
‫الحالة الاجتماعية لممواطنيف دوف تمييز ديني او عرقي او مذىبي كما جرى ويجري بعد الاحتلاؿ لسنة ٖٕٓٓ ‪ ،‬حيث‬

‫اصدرت قيادة الحزب والثورة القوانيف الاجتماعية الاتية‪:‬‬

‫‪ .8‬ق ار ارت في التماسك الاسري‬

‫بيذا الصدد تـ تعديؿ قانوف الاحواؿ الشخصية عاـ ٓ‪ ٜٔٛ‬حسبما جاءت بو كتب الشريعة والفقو الاسلامي لتحقيؽ‬
‫العدالة وعدـ الاك اره في الزواج بيف الجنسيف ‪ ،‬كما وضعت ثورة ‪ ٖٓ / ٔٚ‬تموز قوانيف و قواعد تنظيـ تكويف الاسرة‬

‫وفؽ م ارحؿ دورة حياة الاسرة التالية‪:‬‬

‫الخطبة ‪ ،‬العقد وأركانو ‪،‬الاىمية ‪ -‬اي السف القانوني ‪ ،‬تسجيؿ عقد الزواج ‪ ،‬الحقوؽ الزوجية ‪ ،‬التفريؽ الاختياري‬
‫والقضائي ‪ ،‬الطلاؽ والتفريؽ النيائي‪ .‬ما تجدر الاشارة لا يحؽ إقامة عقد الزواج لفاقدي الاىمية بسبب ‪ :‬كوف احد‬
‫المتعاقديف مصابا بالعقـ او الام ارض النفسية او دوف السف القانوني ‪.‬عمما باف ىناؾ محاولات لا شرعية ولا قانونية‬
‫لتجاوز ىذا الشرط بعد الاحتلاؿ مف خلاؿ الدعوة بالسماح لمزواج لمطفمة البالغ عمرىا ‪ ٜ‬سنوات‪ .‬كما رفض القانوف‬

‫الزواج القسري العرفي ( النيوة ) او ( الفصؿ)‪.‬‬

‫‪97‬‬

‫وبيذا الشأف قاـ المركز القومي لمبحوث الاجتماعية والجنائية بإج ارء العديد مف الد ارسات الميدانية لمحد مف الظواىر‬
‫الاجتماعية السمبية كظاىرة زواج النيوة والفصؿ القسري ‪ ،‬الطلاؽ والعزوؼ عف الزواج وغلاء الميور وتشغيؿ الصبية‬

‫المبكر والتسوؿ والمسك ارت والتحرش بالفتيات وغيرىا‪.‬‬
‫‪ .1‬رعاية الاطفال القاصرين‬

‫نظ ار لكوف الابناء يشكموف ثروة الامة ونصؼ الحاضر وكؿ المستقبؿ ‪ ،‬وقد صدؽ مف قاؿ" حدثني عف أطفاؿ أية امة‬
‫‪ ،‬أحدثؾ عف ماضييا واصؼ لؾ حاضرىا وأنبئؾ بمستقبميا" فالأطفاؿ اساس الحياة وتطورىا لذلؾ اولت القيادة اىتماما‬
‫خاصا بيذه الفئة فقامت بإصدار قانوف رعاية القاصريف رقـ ‪ ٚٛ‬لسنة ٓ‪ ٜٔٛ‬لحماية امواليـ ورعايتيـ تربويا واسريا‬
‫بواسطة مكاتب البحث الاجتماعي لمتابعة سموؾ وشروط انطباؽ مبدأ الولاية بأنواعيا الذاتية والأصمية والنيابية او‬
‫القياـ بسمب الولاية عند مخالفتيـ لإحكاـ رعاية القاصريف مف اجؿ ضماف مستقبؿ الاطفاؿ القاصريف قرة عيوف الع ارؽ‬

‫‪.6‬تأسيس الييئة العميا لرعاية الطفولة في الع ارق‬
‫نظ ار " للاىتماـ المت ازيد برعاية الطفولة قررت القيادة السياسية في عاـ ٕ‪ ٜٔٛ‬تشكيؿ (ىيئة رعاية الطفولة في الع ارؽ)‬
‫تحت اش ارؼ نائب رئيس الجميورية المرحوـ طو محي الديف معروؼ وبرئاسة وزير العمؿ والشؤوف الاجتماعية‬
‫وعضوية ممثميف ( بدرجة مدير عاـ ) مف و از ارت العمؿ والشؤوف الاجتماعية والصحة والثقافة والإعلاـ والتربية‬
‫والتخطيط والاتحاد العاـ لطمبة وشباب الع ارؽ واتحاد نساء الع ارؽ وفي عاـ ٕٓٓٓ تـ اضافة ممثؿ عف و ازرة الخارجية‬
‫ايضا ‪ ..‬تـ الاتفاؽ مع اميف بغداد تخصيص صرح بلاط الشيداء الواقع بمنطقة الدورة مق ار لمييئة والذي كاف قد تمت‬
‫اقامتو تخميدا لشيداء القصؼ الصاروخي الاي ارني الغادر واستشياد اعداد كبيرة مف الطلاب الدارسيف في المدرسة‬
‫الابتدائية المجاورة لقطعة الارض التي بني عمييا الصرح حيث قامت الييئة بالقياـ بكافة نشاطاتيا في الصرح بأسموب‬

‫متطور وحضاري كانت تناؿ اعجاب ال ازئريف والمشاركيف والمنظمات الدولية‪".‬‬
‫ىكذا كاف حاؿ الطفولة مف الرقي الحضاري والانساني قبؿ الاحتلاؿ‪ ،‬وىكذا اصبح اليوـ كما ىو في الصورة (‪)ٚ‬الحية‬

‫الناطقة لمطفمة الموصمية الميجرة والنازحة قس ار ادناه‪.‬‬

‫‪98‬‬

‫الصورة(‪: )ٚ‬مونالي از الموصؿ‬
‫عيف تبكي عمى الحدباء ‪ ..‬واخرى عمى وطف قد ضاع‬
‫ىكذا اصبح حاؿ الطفولة بعد الاحتلاؿ ‪ ،‬الموصؿ ‪ٕٓٔٚ‬‬

‫‪.1‬القيادة تصدر تشريعات وطنية وقائية وعلاجية تنموية منيا ‪:‬‬
‫۞ قوانيف رعاية ذوي الشيداء – الخالدوف ‪ -‬والأسرى والمفقوديف‪.‬‬
‫۞ قانوف العمؿ رقـ ٔ‪ ٚ‬لسنة ‪ ، ٜٔٛٚ‬والذي بموجبو تـ تشغيؿ ثلاث ملاييف عامؿ عربي رغـ ظروؼ الحرب‬
‫الع ارقية الاي ارنية وىي حالة نادرة الحدوث اف دلت عمى شيء لتدؿ عمى عمؽ ايماف حزب البعث بمبادئو القومية‪.‬‬

‫۞ قانوف التعاوف المرقـ ‪ ٘ٛ‬لسنة ٕ‪.ٜٔٛ‬‬
‫۞ قانوف الرعاية الاجتماعية رقـ ‪ ٕٔٙ‬لسنة ٓ‪ .ٜٔٛ‬لرعاية الايتاـ والمعاقيف وكبار السف والأسر المتعففة ‪..‬الخ‬
‫۞ قانوف الاصلاح الاجتماعي رقـ ٗٓٔ لسنة ٔ‪ ٜٔٛ‬لتقويـ سموؾ السجناء وتحويميـ مف طاقة مستيمكة الى طاقة‬

‫منتجة ‪.‬‬
‫۞ قانوف رعاية الاحداث رقـ ‪ ٚٙ‬لسنة ٖ‪ ٜٔٛ‬لإصلاح وتعميـ وتأىيؿ الاحداث الجانحيف في مدارس اصلاحية‬

‫۞ قانوف رعاية القاصريف رقـ ‪ ٚٛ‬لسنة ٓ‪.ٜٔٛ‬‬
‫‪ .1‬ق ار ارت وقائية في الرعاية الاجتماعية للأسر المتعففة‬
‫تجسدت قيـ ومبادئ ثورة ‪ ٖٓ / ٔٚ‬السامية برعاية المجتمع بؿ العديد مف الاىداؼ منيا ‪ ،‬رعاية الطفولة لفاقدي‬
‫الوالديف لاف الاطفاؿ ىـ مستقبؿ الامة ‪ ،‬وكذلؾ الاىتماـ بالمسنيف والأسر المنخفضة والمعدومة الدخؿ ورعاية الا ارمؿ‬

‫‪99‬‬


Click to View FlipBook Version