The words you are searching are inside this book. To get more targeted content, please make full-text search by clicking here.

استجابة للتحديات القومية وتلبية طموحات التنمية الوطنية

Discover the best professional documents and content resources in AnyFlip Document Base.
Search
Published by nabad.3orouba.moujahida, 2018-07-11 04:22:43

ملف خاص لمنجزات ثورة 17 / 30 تموز

استجابة للتحديات القومية وتلبية طموحات التنمية الوطنية

‫هلف خاص‬
‫لدٌزستث‬

‫ثىرة ‪ ٠٣ - ٧١‬تمىز‬

‫( تستزابت للتحدياث تلمىهيت وتلبيت طوىحاث تلتٌويت تلىطٌيت )‬

‫‪1‬‬

‫تلـوـحـتـىيــاث‬

‫تلصفحت‬ ‫تلدـــىضـــىع‬
‫‪٠‬‬
‫‪٧٣‬‬ ‫ّ تلحلمت تلاولى ّ‬ ‫ّ‬
‫‪9٦‬‬ ‫تلتعلين تلعالي في ظل ثىرة ‪ ٠٣ -٧١‬هي تمىز‪ ،‬حمائك وأرلام‬
‫‪٩9‬‬
‫‪١٣‬‬ ‫تلحلمت تلثاًيت‬
‫‪٦٧‬‬
‫تلتعلين تلعالي في تلعرتق‬
‫‪٧٣١‬‬
‫تلدٌهج وتلرؤي تلاسترتتيزيت ‪٣٣٣٠ - ٧٦٩١‬‬

‫تلحلمت تلثالثت‬

‫جيش تلعرتق تلىطٌي ‪ ،‬جيش تلأهت تلعربيت‬

‫ّ ّّ‬ ‫تلحلمت تلرتبعت‬
‫ّّ‬ ‫ّ‬
‫تلسياست تلخارجيت تلعرتليت ‪ :‬تلأبعاد تلعربيت وتلدوليت‬

‫تحليل لدضوىى تلأفكار وتلدبادئ ‪٣٣٣٠ - ٧٦٩١‬‬

‫تلحلمت تلخاهست‬

‫ثىرة ‪ ٠٣ - ٧١‬تمىز ‪ ..‬وتلتٌويت تلالتصاديت وتلصٌاعيت وتلسرتعيت‬

‫تلحلمت تلسادست‬
‫تلدٌزستث تلاجتواعيت لثىرة تلبعث ‪ ٠٣ / ٧١‬تمىز ‪( :‬حمائك بالىثائك)‬

‫تلحلمت تلسابعت وتلاخيرة‬
‫تزدهار تلخدهاث تلصحيت في تلعرتق في ظل ليادة حسب تلبعث‬

‫وثىرة ‪ ٠٣ - ٧١‬تمىز تلخالدة ‪٣٣٣٠ – ٧٦٩١‬‬

‫‪2‬‬

‫ّ تلحلمت تلاولى ّ‬ ‫ّ‬
‫تلتعلين تلعالي في ظل ثىرة ‪ ٠٣ -٧١‬هي تمىز‪ ،‬حمائك وأرلام‬

‫الأستاذ الدكتور شلال الجبوري‪ ،‬مدير عام البحث والتّطوير قبل الاحتلال ‪،‬‬
‫و ازرة التّعميم العالي والبحث العممي – الع ارق‬

‫عندما قامت ثورة ‪ ٖٓ-ٔٚ‬ت ّموز ‪ ٜٔٙٛ‬لـ يكف في الع ارؽ سوى ثلاث جامعات رسمّية ىي جامعة بغداد وجامعة‬
‫الموصؿ وجامعة البصرة‪ ،‬إضافة إلى كمّّية اليندسة ال ّصناعّية التي حّولتيا الثّورة في سنة ٘‪ ٜٔٚ‬إلى الجامعة‬
‫التّكنولوجّية‪ ،‬والكمّّية الجامعة التي حولتيا الثّورة إلى الجامعة المستنصرّية سنة ٖ‪ ،ٜٔٚ‬كما أ ّف ىناؾ جامعة أجنبيّة‬

‫ىي جامعة الحكمة والتي حّولتيا الثّورة إلى الجامعات الّرسمّية سنة ٓ‪.ٜٔٚ‬‬

‫‪3‬‬

‫الجامعة المستنصرية‬

‫كاف اىتماـ الثّورة بالتّعميـ العالي ييدؼ إلى تخريج كوادر تخدـ خطط التّنمية وذلؾ مف أجؿ بناء ع ارؽ قوّيفي عممو‬
‫واقتصاده وقدرتو عمى مّديد العوف إلى أشقّائو في الوطف العرب ّي‪ ،‬ولأجؿ ذلؾ استحدثت و ازرة التّعميـ العالي والبحث‬

‫العمم ّي سنة ٓ‪ ٜٔٚ‬لكي تكوف ارعية ليذا التّعميـ وتو ّجيو وفؽ أىداؼ الثّورة‪.‬‬
‫إ ّف مف المرتك ازت الأساسّية في تفكير الثّورة كاف عممّية الاستحداث العمم ّي لمتّخ ّصصات الّد ارسّية ووفؽ توفّر‬
‫المستمزمات الماّدّية والبشرّية والتّو ّسع في التّعميـ العالي عمودّيا وأفقّيا بحيث يستوعب ك ّؿ خّريجي الّد ارسة الإعدادّية أو‬

‫الثّانويّة ولذا بدأت خطوات الاستحداث باستحداث أربع جامعات ىي‪:‬‬
‫ٔ‪ .‬جامعة تكريت‬
‫ٕ‪ .‬جامعة الأنبار‬
‫ٖ‪ .‬جامعة الكوفة‬
‫ٗ‪ .‬جامعة بابؿ‬

‫وتوالت مسيرة الاستحداث المتأنّي والمبن ّي عمى الأسس العممّية وبصورة تدريجّية‪ ،‬فاستحدثت جامعة ال ّسميمانّية في‬
‫مدينة السميمانية وجامعة القادسّية في مدينة الّديوانّية ثّـ جامعة ذي قار في مدينة النّاصرّية وجامعة واسط في مدينة‬

‫‪4‬‬

‫الكوت وجامعة كربلاء في مدينة كربلاء إضافة إلى كمّّيتيف في ميساف تمييدا لاستحداث جامعة ميساف ولك ّف العدواف‬
‫في ٖٕٓٓ منع ذلؾ‪.‬‬

‫جامعة كربلاء‬
‫ومف الجدير بالّذكر فقد استحدثت جامعة صّداـ لتكوف قاعدة لتخريج كوادر متمّيزة والقبوؿ فييا لممتمّيزيف بالّد ارسة‬

‫ولتكوف مشروعا وطن ّي اللأذكياء الذيف كاف يعّوؿ عمييـ في بناء ع ارؽ متطّور‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫جامعة صداـ‬

‫وفي جانب التّعميـ الأىمي وفي فترة التّسعينيات فقد استحدثت ثلاث كمّّيات في بغداد ىي كمّّية الّارفديف الجامعة‪ ،‬كمّّية‬
‫المنصور الجامعة‪ ،‬وكمّّية التّ ارث الجامعة كما استحدثت كمّّية المعارؼ في الأنبار وكمّيّة شطّ العرب في البصرة ثّـ‬

‫كمّّية جامعة في ديالى‪.‬‬
‫وكانت عممّيات الاستحداث مستمّرة في الجامعات الّرسمّية لاستحداث كمّّيات جديدة منيا عمى سبيؿ المثاؿ‪ ،‬كمّّيات‬
‫المعمّميف وكمّّية ط ّب ثانية في جامعة بغداد وكمّّية ط ّب أسناف في المستنصرّية وكذلؾ استحداث أقساـ حديثة ذات‬
‫التّخ ّصص المشترؾ مع تخ ّصص آخر في اليندسة وكاف لغرفة العممّيات في مبنى و ازرة التّعميـ العالي والتي‬
‫استحدثت عاـ ٕ‪ ٜٜٔ‬بعد ندوة الّنيوض التي قادىا ال ّشييد المجاىد صّداـ حسيف أثر كبير في التّخطيط الّنوع ّي‬

‫للاستحداث في التّخ ّصصات الطّّبية واليندسّية وم اركز البحث العمم ّي المتخ ّصصة والتي تمثّؿ حافّات العموـ‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫جامعة الأنبار‬
‫في أثناء الحصار الجائر الذي فرضتو دوؿ العدواف عمى الع ارؽ سنة ٔ‪،ٜٜٔ‬واستمّر حتّى الغزو عاـ ٖٕٓٓ‪ ،‬كانت‬
‫ىناؾ جيود جّبارة في عممّية الاستحداث الّنوع ّي بالب ارمج التّعميمّية لمواجية الحصار العمم ّي فتّـ استحداث ب ارمج‬
‫الّد ارسات العميا في كافّة التّخ ّصصات لمنح درجة الماجستير والّدكتو ارة لتغطية التّوقّؼ في البعثات الخارجّية بسبب‬
‫الحصار وذلؾ مف خلاؿ جحفمة جيود الجامعات لإنجاح ىذا المشروع الوطن ّي والذي كانت نتائجو آلاؼ الخّريجيف‪.‬‬
‫ويمكف لمقارئ أف يتصّور حجـ ىذا المشروع وأى ّميتو الاست ارتيجّية مف خلاؿ عدد طمبة الّد ارسات العميا البالغ عدده‬
‫ٕٖ‪ ٚٛ‬في مختمؼ التخ ّصصات في عاـ ٖٕٓٓ وقبؿ العدواف وكانت ح ّصة الييئة الع ارقّية للاختصاصات الطّبّية‬

‫ٕٕٖ طالب بورد كمعدؿ سنو ّي ولولا ىؤلاء لكاف الع ارؽ في خبر كاف‪.‬‬

‫‪7‬‬

‫جامعة الكوفة‬
‫إ ّف حصيمة ىذا المشروع الوطن ّي تجدىا في عدد المتخ ّصصيف المنتشريف في الجامعات العربّية والأجنبّية والع ارقّية‪.‬‬
‫وعندما نتكمّـ عف ىذا المشروع الوطن ّي الّداخم ّي عمينا أف لا ننسى ب ارمج البعثات لمخارج بعد تأميـ الّنفط والذي كانت‬
‫حصيمتو آلاؼ الخرّيجيف مف أرقى الجامعات الأجنبّية مف بريطانيا وأمريكا وفرنسا والياباف وغيرىا مف الّدوؿ‪ ،‬وحسب‬

‫قّوة الب ارمج التعميمية في ىذا البمد أو ذاؾ‪.‬‬
‫ونضرب مثلا عمى ذلؾ فقد بمغ عدد الطمبة المبتعثيف لمّد ارسات العميا في مختمؼ التخصصات والّدرجات العمميّة في‬
‫سنة ٗ‪ ٜٔٛ‬في بريطانيا أكثر مف ٓٓٓ٘ طالب ومثمو في أمريكا وفرنسا‪ ،‬عمما بأ ّف الّدولة كانت تغطّي جميع نفقات‬
‫الطّالب مف الأجور الّد ارسّية والمعيشّية والتّأميف ال ّص ّحي‪ ،‬فضلا عف تأميف تذاكر السفر السنوية لمطالب المبتعث‬

‫وعائمتو‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫جامعة الموصؿ‬
‫ولـ تغفؿ القيادة في الو ازرة أى ّمية استحداث م اركز البحث العمم ّي التي تمثّؿ حافّات العموـ مثؿ م اركز بحوث البحار–‬

‫ال ّسرطاف‪ -‬القمب‪ -‬الفضاء– البيئة‪ ،‬إضافة إلى م اركز البحوث في التّخ ّصصات الإنسانّية والاقتصادّية‪.‬‬
‫أ ّما عمى مستوى ىيئة المعاىد التّقنّية‪ ،‬والتي تحّولت إلى ىيئة التّعميـ التّقن ّي وضمف فمسفة وجود كمّّيات تقنّية ضمف‬
‫ىذه الييئة تمتّد عمى ك ّؿ مساحة الع ارؽ فقد بمغ عدد المعاىد في سنة ٖٕٓٓ اثناف وخمسوف معيدا إضافة إلى (٘)‬
‫كمّّيات تقنّية في تخ ّصصات طّبّية وىندسّية وادارّية‪ ،‬وقد طّورت ىذه الكمّّيات قد ارتيا بحيث قامت بمنح درجات‬

‫الماجستير في تخ ّصصاتيا‪.‬‬

‫‪9‬‬

‫جامعة ذي قار‬

‫ماىي الحقائق التي يمكن استنتاجيا من ك ّل ما تقّدم‪ ،‬فنقول الآتي‪:‬‬
‫۞ عند بدء الثّورة سنة ‪ ٜٔٙٛ‬كاف عدد الأقساـ العممّية لايتجاوز ٓ‪ ٛ‬قسما عممّيا ليبمغ أكثر مف ٕ٘‪ ٙ‬قسما في‬

‫سنة ٖٕٓٓ‪.‬‬
‫۞ عدد الجامعات ‪ ٜٔ‬جامعة إضافة إلى ٘ كمّّيات أىمّية بدلا مف ثلاث جامعات مكتممة فقط‪.‬‬

‫۞ عدد الكادر التّدريس ّي أكثر مف ٕٓٓٓٔ تدريس ّي منيـ ٓٓٓٔ بدرجة أستاذ‪.‬‬
‫۞ وفؽ برنامج القيادة الذي ألزـ الو ازرة بتوفير مقعد د ارس ّي لك ّؿ طالب ينيي د ارستو الثّانوية‪ ،‬لذلؾ‪ ،‬وعمى سبيؿ‬
‫المثاؿ‪ ،‬كاف عدد طمبة جامعة بغداد لوحدىا وفي سنة ٖٕٓٓ ىو أكثر مف ٓٓٓ‪ ٘ٙ‬طالب إضافة إلى‬

‫ٓٓٓ‪ٛ‬طالب د ارسات عميا‪.‬‬
‫۞ كوادر عممّية عالية التّأىيؿ ساىمت في تشكيؿ ىيئة التّصنيع العسكر ّي التي يشيد ليا القاصي والّداني بدورىا في‬

‫درء العدواف الفارس ّي عمى الع ارؽ مف خلاؿ تمبية حاجة القّوات المسمّحة‪.‬‬
‫۞ كمّّية ىندسة عسكرّية متخ ّصصة أعطت لمقّوات المسمّحة صبغة نوعّية‪.‬‬

‫‪10‬‬

‫۞ برنامج وطن ّي لمبحث العمم ّي لإنتاج ٓٓٓٔ بحث في مختمؼ التّخ ّصصات لمواجية الحصار ونذكر مف نتائجو‬
‫أ ّف مجاىدي التّعميـ العالي استطاعوا ف ّؾ أس ارر ٓ‪ ٔٙ‬دواء دخمت منيا في الإنتاج في مصانع سامّارء (‪ )ٙٙ‬نوع‬

‫دواء للأم ارض المستعصية والتي منعت عف الع ارؽ بسبب الحصار مف قبؿ دوؿ العدواف‪.‬‬

‫توسيع وتطوير جامعة بغداد‬
‫۞ بناة أشّداء استطاعوا أف يعيدوا بناء ماد ّمره الغ ازة بوقت قياس ّي شيد لو الأعداء قبؿ الأصدقاء بعد عدواف ٔ‪ٜٜٔ‬‬

‫إضافة إلى بناء جسور نوعيّة مثؿ جسر الطّابقيف‪.‬‬
‫۞ كانت شيادة الجامعات الع ارقّية محترمة في أغمب دوؿ العالـ وتنافس الآخريف بقّوة وليس مثؿ الآف حيث خرجت‬

‫الجامعات الع ارقّية مف التّصنيؼ العالم ّي‪.‬‬
‫۞ تخريج آلاؼ الطّمبة العرب وبدرجات عممّية مختمفة بكالوريوس‪ ،‬وماجستير‪ ،‬ودكتو اره وكانت تدفع ليـ رواتب‬
‫إضافة إلى توفير ال ّسكف عدا أّياـ الحصار ولا يخمو بمد عرب ّي مف خّريجي الع ارؽ وبأعداد لايستياف بيا وخا ّصة‬

‫مف الأشقّاء الفمسطينّييف والأردنييف ومف أقطار المغرب العربي والسوداف‪ ،‬وغيرىا‪.‬‬

‫‪11‬‬

‫تلحلمت تلثاًيت‬
‫تلتعلين تلعالي في تلعرتق‬
‫تلدٌهج وتلرؤي تلاسترتتيزيت ‪٣٣٣٠ - ٧٦٩١‬‬

‫تمييد ‪:‬‬
‫كانت المطالبة بتأميـ النفط الخاـ في الع ارؽ في العاـ ٔ٘‪ ٜٔ‬الش اررة التي مكنت مف الوصوؿ الى إتفاقية تقاسـ‬
‫الع ارؽ لعوائد النفط مع الشركات النفطية الاجنبية عاـ ٕ٘‪ ،ٜٔ‬ومعيا وضع مجمس الاعمار أوؿ خطة طويمة‬
‫الامد لتطوير التعميـ العالي وتحقؽ فييا تقدـ ممموس نتيجة لزيادة عوائد الع ارؽ‪ .‬وخلاؿ الفترة ‪ٜٔٚٓ-ٜٔ٘ٛ‬‬

‫اعتمد قطاع التعميـ العالي است ارتيجية الاستق ارر مع نمو بطئ في بناءه ونشاطاتو‪.‬‬
‫وقد أكد الدستور الع ارقي المؤقت لعاـ ٓ‪ٜٔٚ‬ـ أف الدولة تضمف حؽ التعميـ المجاني في جميع المستويات‬
‫الابتدائي والمتوسط والثانوي والجامعي لجميع المواطنيف‪ ،‬وتعتبر الحكومة مسؤولة عف وضع السياسات التعميمية‬
‫والإش ارؼ عمييا وكذلؾ تمويؿ التعميـ وتطوير وتنفيذ الب ارمج التعميمية‪ .‬ويستطيع الع ارؽ أف يفاخر بامتلاؾ أقدـ‬
‫الجامعات في العالـ‪ ،‬وىي الجامعة المستنصرية‪ ،‬التي تأسست عاـ ٓ‪ٕٔٛ‬ـ‪ .‬ومع أف نشاط الجامعة قد توقؼ‪ ،‬إلا‬

‫أف عادت عاـ ٖ‪ ٜٔٙ‬ولا ازلت قائمة حتى الوقت الحاضر‪.‬‬
‫وفي عاـ ٓ‪ ٜٔٚ‬تقرر استحداث و ازرة التعميـ العالي والبحث العممي كما تقرر استحداث مجمس التعميـ العالي‬

‫ليكوف الييئة العممية العميا في الع ارؽ ويكوف برئاسة رئيس الجميورية وعضوية وزيري التعميـ العالي والبحث‬

‫‪12‬‬

‫العممي‪ ،‬والتربية‪ ،‬ورؤساء الجامعات‪ ،‬ورئيس مؤسسة البحث العممي‪ ،‬ورئيس منظمة الطاقة الذرية‪ ،‬ورؤساء الدوائر‬
‫العممية في الو ازرة‪.‬‬

‫ولقد اكد قانوف الو ازرة عمى رؤية الدولة ليذا القطاع بتأكيده عمى ضرورة قياـ الو ازرة بتنفيذ سياسة الدولة التربوية‬
‫والثقافية والعممية والتكنولوجية في نطاؽ المؤسسات الرسمية والاىمية‪ .‬وتمارس ذلؾ مف خلاؿ تخطيط منيجي عاـ‬
‫يستيدؼ احداث تغيير نوعي في الحركة العممية والتعميـ العالي وبجميع مؤسساتيا واجيزتيا ومناىجيا إلى مستوى‬
‫العصر العممي والفني والتكنولوجي ويجعميا قادرة فعلا عمى اداء رسالتيا المقدسة في تمبية وتغطية جميع‬
‫احتياجات وتطمعات الشعب الوطنية والقومية والانسانية‪ .‬فضلا عف تحقيؽ الانسجاـ والتكامؿ بيف مناىج وأىداؼ‬
‫الحركة العممية والتعميـ العالي وبيف الخطط العامة لمدولة في شتى م ارفؽ نشاطاتيا السياسية والدفاعية والاقتصادية‬

‫والاجتماعية فيما يمبي ويغطي احتياجات الامة عمى المدى الطويؿ‪.‬‬

‫وتؤكد المؤسسات الدولية المستقمة ومنيا اليونسكو اف السنوات ٓ‪ ٜٔٛٗ – ٜٔٚ‬ىي السنوات الذىبية في تاريخ‬
‫التعميـ في الع ارؽ حيث وصؿ الانفاؽ الحكومي عمى التعميـ بواقع ٕٓ‪ ٙ‬دولار لمطالب الواحد‪ ،‬وشكؿ الإنفاؽ في‬
‫مجاؿ التعميـ حوالي ‪ ٝٙ‬مف الناتج القومي الإجمالي وٕٓ‪ ٝ‬مف موازنة الحكومة الع ارقية‪ .‬وكاف النظاـ التعميمي‬

‫في الع ارؽ يوصؼ بأنو قبؿ عاـ ٓ‪ ،ٜٜٔ‬واحد مف الأفضؿ في المنطقة‪.‬‬

‫بدأت رحمة تطوير الجامعات الع ارقية منذ عاـ ٓ‪ ٜٔٚ‬بعقد المؤتمر الاوؿ الذي ناقش المحاور الرئيسية لمعممية‬
‫التعميمية التربوية ‪ .‬وبدأت رحمة التطور والبناء المؤسسي وانطمؽ برنامج الد ارسات العميا وصدر قانوف رعاية‬
‫الكفاءات واستكمؿ استقلاؿ جامعتي الموصؿ والبصرة مف جامعة بغداد ‪ ،‬وتـ خلاؿ السنوات ٓ‪ٜٔٚ٘ - ٜٔٚ‬‬
‫ارساؿ اكبر مجموعة مف طمبة البعثات العممية الى خارج الع ارؽ وخاصة في التخصصات الحاكمة ووصؿ عدد‬
‫طمبة البعثات في مياديف العمـ والتكنولوجيا وطلاب الد ارسة عمى النفقة الخاصة في بريطانيا لوحدىا اكثر مف‬

‫ٕٓٓٓٔ طالب في الد ارسات الاولية والعميا‪.‬‬

‫كما قامت و ازرة التخطيط مطمع عاـ ٘‪ ٜٔٚ‬بالتعاقد مع احدى شركات الخبرة العالمية لوضع است ارتيجية لتطوير‬
‫وتنمية الموارد البشرية لمسنوات ٘‪ ٕٓٓٓ-ٜٔٚ‬ضمف مشروع اطمؽ عميو (مشروع تخطيط الطاقة البشرية العالية)‬
‫‪ ،‬حيث وضعت الشركة العالمية خطط است ارتيجية وتصو ارت لتطوير التعميـ في الع ارؽ بم ارحمو المختمفة التعميـ‬

‫العاـ والتقني والد ارسات الاولية والعميا ‪ ،‬فضلاً عف الاسقاطات السكانية وانعكاساتيا عمى خطط التعميـ‪.‬‬

‫وقد شيد التعميـ العالي خلاؿ السنوات ٘‪ ٜٔٛ٘-ٜٔٚ‬نيضة وتطور كبيريف عمى مختمؼ الأصعدة‪ ،‬الا إف‬
‫الحرب الع ارقية الاي ارنية عطمت جزء كبي ار مف المشروع الوطني لمنيوض الحضاري لأنيا استنزفت اكثر ٕٓٓ‬

‫‪13‬‬

‫مميار دولار مف موارد الع ارؽ عمى مدى السنوات الثماف‪ ،‬فضلاً عف تأثي ارتيا الاخرى نتيجة تحوؿ الاقتصاد‬
‫الع ارقي مف اقتصاد التنمية الى اقتصاد الحرب الذي قمص مف موازنة التعميـ العالي الاستثمارية والجارية وانعكس‬

‫ذلؾ عمى تقميص كبير في قد ارت الجامعات في تطوير وتحسيف عممياتيا وب ارمجيا‪.‬‬

‫ورغـ الركود الذي واجو مؤسسات التعميـ العالي خلاؿ السنوات ٓ‪ ٜٔٛٛ-ٜٔٛ‬الا اف محاولات جادة قد جرت‬
‫لمنيوض بو لأنو يشكؿ أحد أبرز وظائؼ ادارة الموارد البشرية لتمبيتو حاجات اجتماعية تتعمؽ باكتساب المعارؼ‬
‫وتمبية لحاجات اقتصادية التي ترتبط بتكويف الميا ارت اللازمة في سوؽ العمؿ مما يتطمب است ارتيجيات وسياسات‬
‫ناجعة‪ .‬وعقدت في تموز ٔ‪ ٜٔٛ‬ندوة ناقشت واقعو وسبؿ النيوض بو‪ ،‬وخلاؿ الفترة اعلاه شيد القطاع تطو ارت‬
‫كمية استجابة لمحاجة الممحة نتيجة زيادة مخرجات التعميـ الثانوي التي كانت نتيجة منطقية لتطبيؽ ال ازمية التعميـ‪.‬‬
‫فاستحدثت نياية الثمانينيات جامعات بابؿ والانبار والكوفة والقادسية وتكريت‪ .‬ولكنيا جامعات عممت وفؽ‬
‫مستويات الحد الادنى فمبانييا التي خصصت ليا كانت بالأصؿ معاىد تقنية‪ ،‬وكانت الطاقات الاستيعابية‬

‫لمجامعات محدودة في تخصصاتيا وعدد المقبوليف فييا‪.‬‬

‫وفي ظؿ ىذا الواقع عاـ ٔ‪ ٜٜٔ‬أصبح مطمب المواءمة بيف حاجة سوؽ العمؿ لممعارؼ والميا ارت والقد ارت وبيف‬
‫مخرجات التعمـ التي يجب اف تحققيا الب ارمج التعميمية في م ارحؿ التعميـ المختمفة‪ ،‬مطمباً است ارتيجياً‪ ،‬لذا فأف‬
‫تجاىؿ ىذا المطمب يقود إلى تضاءؿ فرص تشغيؿ العمالة الوطنية مف حيث قدرتيا التنافسية لمحصوؿ عمى‬
‫فرص عمؿ تتيحيا أسواؽ العمؿ‪ .‬كما اف التعميـ مف جية اخرى يجب اف يمبي احتياجات الانساف ال ارغب في‬
‫التعميـ‪ .‬في ظؿ ىذه المعطيات كاف عمى الدولة إعادة النظر برؤية ورسالة التعميـ العالي واست ارتيجياتو واىدافو‬

‫مرو ار بسياساتو وب ارمجو وكما يمي‪:‬‬

‫ٔ‪ .‬التحوؿ في رؤية التعميـ العالي ليكوف في متناوؿ جميع ال ارغبيف بدلا مف توفره لمنخبة مف خريجي التعميـ‬
‫الثانوي لسد احتياجات التنمية‪.‬‬

‫ٕ‪ .‬التغير في رسالة مؤسسات التعميـ العالي مف توفير مخرجات مف المتخصصيف والمينييف مف حممة‬
‫البكالوريوس والدبموـ التقني‪ ،‬الى رسالة تؤكد عمى الد ارسات العميا فضلا عمى الد ارسات الاولية والبحث العممي‬

‫وخدمة المجتمع‪.‬‬

‫ٖ‪ .‬رسـ أىداؼ است ارتيجية تعيد النظر بنسب الممتحقيف بالتعميـ العالي مف الفئة العمرية ‪ ٕٖ - ٔٛ‬مف ‪ %ٛ‬عاـ‬
‫ٔ‪ ٜٜٔ‬لتصؿ الى ٕٗ‪ %‬بحموؿ عاـ ٕٓٓٓ وىو ما تحقؽ فعلاً خلاؿ الفترة‪.‬‬

‫‪14‬‬

‫ٗ‪ .‬تحديد أىداؼ است ارتيجية لنسب مخرجات التخصصات الحاكمة ( الطب و اليندسة والطب البيطري وطب‬
‫الاسناف والعموـ وغيرىا الى نسب السكاف لتصؿ الى النسب المتحققة في دوؿ مماثمة لمع ارؽ في النمو‪.‬‬

‫٘‪ .‬المرونة العالية في رسـ سياسات التعميـ العالي وفي نقؿ السياسات الى حيز التطبيؽ الفعمي‪.‬‬

‫‪ .ٙ‬التوسع في موازنات التعميـ العالي ومؤسساتو لتصؿ الى نسبة تزيد عف ٕ‪ %ٔ.‬مف الموازنة التشغيمية السنوية‬
‫لمدولة‪ ،‬بعد اف كانت تقؿ عف ‪. %ٓ.ٓٚ‬وتخصيص موازنة مستقمة لمد ارسات العميا وزيادة حجـ الموازنة‬

‫الاستثمارية لتطوير البنى التحتية‪.‬‬

‫‪ .ٚ‬منح الجامعات صلاحيات واسعة في استخداـ مواردىا البشرية والتي كانت تؤوؿ لمخزينة المركزية لمدولة قبؿ‬
‫عاـ ٕ‪.ٜٜٔ‬‬

‫‪ .ٛ‬وضع نظاـ للاعتماد الاكاديمي لممؤسسات الجامعية الخاصة بيدؼ الارتقاء بجودة التعميـ الخاص‪ .‬وتطبيؽ‬
‫المواصفة العالمية عمى احدى الجامعات الحكومية كنموذج ريادي يعمـ عمى باقي الجامعات بعد استق ارر تطبيقيا‬

‫في النموذج الريادي‪.‬‬

‫‪ .ٜ‬تطبيؽ نظاـ لتقويـ الاداء الجامعي اطمؽ عميو ( الممؼ التقويمي ) لتقويـ مدخلات وعمميات ومخرجات‬
‫المؤسسات التعميمية مف خلاؿ مؤش ارت تفصيمية تزيف عف ٓ٘ مؤشر لمقياس والبدء بتطبيقو منذ العاـ ‪ٜٜٔٙ‬‬

‫لتقويـ اداء الجامعات الع ارقية‪.‬‬

‫ٓٔ‪ .‬وضع است ارتيجية خاصة بالد ارسات العميا والبحث العممي واستحداث ادارة مركزيةعميا في و ازرة التعميـ العالي‬
‫تيتـ بالد ارسات العميا والبحث والتطوير‪.‬‬

‫ٔٔ‪ .‬اعتماد مشاريع ريادية است ارتيجية لمبحث العممي لعؿ ابرزىا مشروع بحوث الادوية‪ ،‬وتخصيص موازنة‬
‫خاصةليذا البرنامج وزج الكوادر التدريسية في تنفيذه بالتعاوف مع الشركاء الاست ارتيجيوف في مؤسسات حقؿ‬

‫العمؿ‪.‬‬

‫ٕٔ‪ .‬الارتقاء بنظاـ تقويـ اداء اعضاء الييئة التدريسية وربط الاداء الفردي بالأداء المؤسسي وتحفيز وتثميف‬
‫اعضاء الييئة التدريسيةمف خلاؿ شموليـ بقوانيف رعاية العمماء ( الذي يتضمف حوافز مادية ومعنوية ) واعتماد‬

‫جائزة الاستاذ الاوؿ عمى الجامعة والكمية‪.‬‬

‫وبذلؾ يمكف القوؿ اف استق ارر منظومة التخطيط الاست ارتيجي قد استكممت مع بداية عاـ ٕٔٓٓ لتضع و ازرة‬
‫التعميـ العالي والبحث العممي است ارتيجيتيا العشرية الثانية لمسنوات ٖٕٓٓ‪ ٕٕٓٔ-‬ورفعيا لمقيادة لاعتمادىا بعد‬

‫‪15‬‬

‫تحميؿ عممي ودقيؽ لمبيئتيف الداخمية والخارجية‪ ،‬تـ بضوئيا صياغة است ارتيجية واضحة المعالـ ترتكز عمى‬
‫سيناريوىات تلائـ كؿ مرحمة وحالة‪ ،‬ومرفؽ بيا موازنة استثمارية تمت مناقشتيا مع ىيئة التخطيط بالدولة فضلاً‬

‫عف نظاـ متكامؿ لتقويـ الاداء الجامعي بعد استكماؿ البنى التحتية لعمميات التخطيط الاست ارتيجي وتقويـ الاداء‪.‬‬

‫جامعة صداـ ‪ ،‬ميداف متقدـ لرعاية الكفاءات العممية‬
‫المحور الأول‪ :‬الادارة الاست ارتيجية لمتعميم العالي ‪:‬‬

‫اىتمت الجامعات الع ارقية بالتخطيط الاست ارتيجي كنتيجة حتمية لتسارع الاكتشافات والاخت ارعات العممية التي ادت‬
‫الى تغير نوعي وكمي في عالـ الاعماؿ والصناعة وما صاحبو مف تغير نوعي في الطمب عمى مخرجات‬
‫الجامعات‪ .‬وقد أثر ذلؾ عمى اشتداد المنافسة بيف الجامعات خاصة في ظؿ ظروؼ العولمة وانتشار الجامعات‬

‫العالمية والاقميمية في منطقتنا العربية‪.‬‬
‫وقد اثر نقص الموارد وتناقص دور الدولة في دعـ الجامعات الحكومية الى اىتماـ الجامعات بموضوع التخطيط‬
‫لمستقبميا في ظؿ قد ارتيا البشرية والمادية‪ .‬كما اف التحولات التي شيدىا العالـ نتيجة العولمة والاتجاه نحو‬
‫اقتصاد المعرفة القت بضلاليا عمى الجامعات واجبرتيا عمى تطوير ب ارمجيا الاكاديمية وتخصصاتيا وانشطتيا‬

‫الاخرى‪.‬‬
‫إف بناء الرؤى والتوجيات المستقبمية بما تتضمنو مف مبادئ حاكمة لممشروع الوطني ىي بالأساس لبناء قوى‬

‫بشرية عالية المستوى ارقية النوعية تستند عمى‪:‬‬

‫‪16‬‬

‫ٔ‪ .‬تأسيس العقمية النقدية وبناء القد ارت الابتكارية وتأميف التعميـ الذاتي‪.‬‬

‫ٕ‪ .‬بناء علاقات قوية بيف الجامعات ومؤسسات المجتمع المدني المحمي بحيث يصبح التعميـ ومشكلاتو ممكاً‬
‫لممجتمع فك ار وممارسة‪ ،‬أجيزة ومواطنيف‪ .‬فضلاً عمى الموائمة بيف مدخلاتو ومخرجاتو مع حاجة قطاع الاعماؿ‬
‫والصناعة بؿ مع حاجة المجتمع ككؿ وىو ما عممت بو الجامعات الع ارقية وو ازرة التعميـ العالي في مسيرتيا عمى‬

‫مدار ثلاثيف عاماً مف ٓ‪.ٕٓٓٓ - ٜٔٚ‬‬

‫وقد مرت عممية التخطيط الاست ارتيجي في و ازرة التعميـ العالي والبحث العممي في الع ارؽ بثلاث م ارحؿ منذ‬
‫استحداثيا عاـ ٓ‪ ٜٔٚ‬حيث يمكف تقسيميا كما يمي‪:‬‬

‫مرحمة السبعينات ‪:‬‬

‫سعت الو ازرة الى وضع خطة است ارتيجية بعد استحداثيا وانطمقت مف د ارسة واقع حاؿ التعميـ العالي في الع ارؽ‬
‫منذ نشأتو بداية القرف العشريف وابرز عوامؿ نجاحو وفقا لمتطور الذي شيده الع ارؽ وفي ضوء ذلؾ حددت‬
‫مجموعة مف النقاط الاساسية في صياغة است ارتيجيتيا ابرزىا كاف تشكيؿ مجمس لمتخطيط الاست ارتيجي اطمؽ عميو‬
‫مجمس التعميـ العالي برئاسة رئيس الجميورية‪ .‬واق ارر الييكؿ التنظيمي لمو ازرة كما تـ وضع تصو ارت لمد ارسات‬

‫العميا والبحث العممي فضلا عف القبوؿ في الد ارسات الاولية والبنية التحتية لمجامعات‪.‬‬

‫وتميزت تمؾ الفترة بدور القد ارت القيادية الجامعية العالية التي لـ تستثمر بشكؿ كامؿ بسبب نقص كبير في‬
‫المستمزمات البشرية خاصة في اعضاء ىيئات التدريس فضلا عف النقص في البنى التحتية لمجامعات‪ .‬ونتيجة‬
‫لمزيادة التي تحققت في اي اردات النفط نتيجة لق ار ارت التأميـ عاـ ٕ‪ ٜٔٚ‬فقد شيدت توسعا في البنى التحتية‬

‫لمجامعات‪.‬‬

‫مرحمة الثمانينيات ‪:‬‬

‫عقدت خلاؿ ىذه الفترة واحدة مف الندوات الفكرية الخاصة بالتعميـ العالي سميت ندوة تموز‪ .‬وقد شخصت فييا‬
‫ابرز التحديات التي واجيت التعميـ بشكؿ عاـ والتعميـ العالي بوجو خاص‪ .‬وقد رسمت رؤية جديدة لمتعميـ العالي‪.‬‬
‫وقد صدرت عمى اثر الندوة ق ار ارت لـ تساىـ في تطور التعميـ العالي مثمما ىدفت‪ ،‬بؿ ادت الى ت ارجعو فبدلاً مف‬
‫تطور النظاـ الد ارسي الفصمي الذي كاف معتمداً الى نظاـ المقر ارت‪ ،‬عادت الجامعات لمنظاـ السنوي‪ .‬كما ازد‬
‫الدور المركزي لمو ازرة عمى حساب دور الجامعات‪ ،‬وتحوؿ دور مجمس الو ازرة مف التخطيط الاست ارتيجي الى دور‬

‫التدخؿ في التنفيذ‪.‬‬

‫‪17‬‬

‫الا اف الحرب الع ارقية الاي ارنية ٓ‪ ٜٔٛٛ - ٜٔٛ‬استنزفت موارد الع ارؽ ووقفت حائلا دوف تنفيذ مشاريع ومباد ارت‬
‫تمؾ الندوة خاصة في السنوات ٓ‪ .ٜٔٛ٘ - ٜٔٛ‬ولكف قطاع التعميـ العالي ونتيجة لمنقص في قد ارتو الاستيعابية‬
‫اضطر لمعمؿ بموجب إدارة الأزمة في توسيع ىذه القد ارت خلاؿ السنوات ‪ ٜٜٔٓ - ٜٔٛٛ‬مف خلاؿ استحداث‬

‫خمسة جامعات في مناطؽ مختمفة لاستيعاب مخرجات التعميـ الثانوي‪.‬‬
‫مرحمة التسعينات‪:‬‬

‫تميزت ىذه الفترة بقياـ الو ازرة بوضع الاست ارتيجية الاولى لمسنوات ٕ‪ ٕٕٓٓ - ٜٜٔ‬والتي استندت في صياغتيا‬
‫عمى تحميؿ معطيات واقع التعميـ العالي لمفترة مف ٓ‪ .ٜٜٔٓ - ٜٔٚ‬ولكف استم ارر فرض الحصار الاقتصادي‬

‫والعممي والتكنولوجي عمى الع ارؽ عطؿ بعض الاىداؼ الاست ارتيجية‪ .‬ويمكف اجماؿ ابرز ما تحقؽ بالاتي‪:‬‬
‫۞ برنامج تطوير البنية التحتية لمجامعات مف خلاؿ موازنة استثمارية كبيرة لتوسيع وتطوير البنية التحتية‪.‬‬
‫۞ برنامج بعثات الداخؿ وما حققو مف حصوؿ اكثر مف ٕٗ الؼ عمى شيادتي الدكتو اره والماجستير والدبموـ‬

‫العالي‪.‬‬
‫۞ برنامج تقويـ الاداء والجودة الجامعية الذي يعد احد ابداعات العامميف في التعميـ العالي‪.‬‬
‫۞ برنامج التعشيؽ (الش اركة) مع حقؿ العمؿ وانعكاساتو عمى تطوير قد ارت اعضاء ىيئة التدريس وتحقيؽ موارد‬

‫اضافية ليـ‪.‬‬
‫ونتيجة لاستم ارر الحصار العممي والتكنولوجي فقد واجيت الجامعات خلاؿ الفترة بعض التحديات ومنيا ‪:‬‬

‫۞ نقص مصادر المعمومات مف كتب ومجلات عممية ومصادر ودوريات حديثة‪.‬‬
‫۞ قمة الفرص المتاحة اماـ ىيئة التدريس لحضور المؤتم ارت العممية في الجامعات العالمية‪.‬‬

‫۞ ضعؼ التبادؿ العممي والثقافي مع الجامعات والمؤسسات البحثية ال ارئدة‪.‬‬
‫۞ تقمص كبير في عدد الطمبة الدارسيف في الجامعات الاجنبية لمحصوؿ عمى شيادات الماجستير والدكتو اره‪.‬‬

‫۞ نقص تخصيصات الجامعات المالية في المجالات الاستثمارية والسمعية‪.‬‬
‫۞ زيادة نسبة ىجرة الادمغة العممية لمخارج‪.‬‬

‫۞ تدني حجـ مخرجات التعميـ الثانوي لمستويات تقؿ عف طاقات القبوؿ في الجامعات والمعاىد الع ارقية‪.‬‬

‫‪18‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬واقع التعميم العالي ‪:8661 - 8691‬‬

‫شيد عاـ ‪ ٜٔ٘ٙ‬تأسيس أوؿ جامعة ع ارقية ىي جامعة بغداد وتـ ضـ جميع الكميات تحت اسميا حيث كانت‬
‫مدرسة الحقوؽ أوؿ كمية تستحدث عاـ ‪ .ٜٔٓٛ‬وفي عاـ ‪ ٜٔٙٚ‬تأسست جامعتا البصرة والموصؿ‪ .‬وبعد انبثاؽ‬
‫ثورة ‪ ٖٓ - ٔٚ‬تموز شيد التعميـ العالي تطو ارت عديدة كاف ابرزىا استحداث و ازرة التعميـ العالي والبحث العممي‬
‫عاـ ٓ‪ ٜٔٚ‬لظيور الحاجة إلى جية تخطيطية تنظيمية توجييية رقابية‪ .‬لقد جرت عدة وقفات لتقويـ مسيرة التعميـ‬
‫العالي في السنوات ٓ‪ ٜٜٔٛ ، ٜٔٛٔ ، ٜٔٚ‬قبؿ ندوة النيوض‪ .‬وكاف واقع التعميـ العالي قبؿ ندوة النيوض‬

‫ٕ‪ ٜٜٔ‬كما يعرضو الجدوؿ رقـ (ٔ)‪.‬‬

‫جدول رقم ) ‪( 8‬‬
‫مؤش ارت التعميم العالي قبل ندوة النيوض عام ‪8661‬‬

‫عدد الجامعات ‪81‬‬

‫عدد الكميات ‪11‬‬

‫عدد المعاىد ‪19‬‬

‫عدد معاىد الد ارسات العميا ‪8‬‬

‫‪ 811‬الف‬ ‫عدد الطمبة الموجودين في الجامعات‬

‫‪ 96‬الف‬ ‫عدد الطمبة الموجودين في المعاىد‬

‫‪88661‬‬ ‫عدد التدريسيين‬

‫‪81 : 8‬‬ ‫نسبة تدريسي ‪ /‬طالب‬

‫نسبة الموجودين إلى الفئة العمرية ‪%81‬‬

‫‪61 : 8‬‬ ‫نسبة الخريجين إلى السكان‬

‫ويعرض الجدوؿ رقـ ( ٕ ) مقارنة بيف مجموعة مف المؤش ارت العالمية لبعض التخصصات وواقعيا في الع ارؽ‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫جدول رقم ) ‪( 1‬‬
‫مؤش ارت أرس المال البشري المتخصص في الع ارق مقارنة بالمؤش ارت العالمية‬

‫التخصص الع ارق العالم‬

‫‪111 : 8‬‬ ‫‪8111 : 8‬‬ ‫الطب‬

‫‪1111 : 8‬‬ ‫‪1961 : 8‬‬ ‫طب الاسنان‬

‫‪1111 : 8‬‬ ‫‪6889 : 8‬‬ ‫الصيدلة‬

‫‪ 811 : 8‬المانيا‬ ‫‪661 : 8‬‬ ‫اليندسة‬
‫‪ 111 : 8‬فرنسا‬

‫‪111 : 8‬‬ ‫‪81861 : 8‬‬ ‫التمريض‬

‫مما يظير الفجوة في اعداد أرس الماؿ البشري في الع ارؽ في التخصصات الحاكمة والضرورية لتحقيؽ التنمية‬
‫الشاممة‪ .‬مقارنة بالمعايير المتحققة في دوؿ العالـ المتقدـ‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬التعميم العالي بعد ندوة النيوض ‪:8661‬‬

‫شيد التعميـ العالي قف ازت خارجة عف المألوؼ في شتى المياديف بد ًء بالد ارسات الأولية والعميا والبحث العممي‪.‬‬
‫ويعرض الجدوؿ رقـ ( ٖ ) واقع التعميـ العالي بداية العاـ الد ارسي ٕٔٓٓ ‪ ٕٕٓٓ /‬ومنو يتضح‪:‬‬

‫ٔ‪ .‬بمغ عدد الجامعات ( ٖٔ ) جامعة إضافة إلى الييئة الع ارقية للاختصاصات الطبية وىيئة التعميـ التقني وىيئة‬
‫الحاسبات والمعمومات‪.‬‬

‫ٕ‪ .‬بمغ عدد الكميات ( ٔٗٔ ) كمية مضافاً إلييا ( ‪ ) ٕٚ‬معيداً تقنياً وبذلؾ بمغ عدد المؤسسات التعميمية في‬
‫مجاؿ الد ارسات الأولية ( ‪ ) ٔٙٛ‬كمية ومعيداً‪.‬‬

‫ٖ‪ .‬بمغ عدد الاقساـ العممية ( ‪ ) ٙٚٛ‬قسماً عممياً‪.‬‬

‫ٗ‪ .‬أما عدد الطمبة فقد اصبح ( ‪ ) ٔٛٛ‬الؼ طالب منيـ ( ٓ٘ٔ ) الؼ طالب في الجامعات و ( ‪ ) ٖٛ‬الؼ‬
‫طالب في ىيئة التعميـ التقني‪.‬‬

‫٘‪ .‬حصؿ تطور في باقي المؤش ارت فقد ازداد عدد التدريسييف بحدود ( ٕٓٓٓ ) تدريسي رغـ التسرب الذي‬
‫حصؿ في عدد ميـ في الاختصاصات‪.‬‬

‫‪20‬‬

‫‪ .ٙ‬ازدادت نسبة الموجوديف مف الطمبة في الفئة العمرية ‪ ٕٖ - ٔٛ‬مف ٕٔ‪ %‬قبؿ ندوة النيوض إلى اكثر مف‬
‫٘ٔ‪ %‬بعد ندوة النيوض واصبحت نسبة مجموع الخريجيف إلى السكاف ٔ ‪ ٕٙ :‬بعد أف كانت ٔ ‪ ٖٕ :‬قبؿ ندوة‬

‫النيوض‪.‬‬

‫‪ .ٚ‬حافظت نسبة تدريس إلى طالب عمى مستواىا بيف ( ٔ ‪ ) ٔ٘ :‬إلى ( ٔ ‪.)ٔٙ :‬‬

‫جدول رقم ) ‪( 6‬‬
‫مؤش ارت التعميم العالي بعد ندوة النيوض‬

‫عدد الجامعات ‪86‬‬
‫عدد الكميات ‪818‬‬

‫عدد المعاىد ‪16‬‬
‫عدد معاىد الد ارسات العميا ‪9‬‬

‫‪ 811‬الف‬ ‫عدد الطمبة الموجودين في الكميات‬
‫‪ 61‬الف‬ ‫عدد الطمبة الموجودين في المعاىد‬

‫‪86111‬‬ ‫عدد التدريسيين‬
‫‪89 : 8‬‬ ‫نسبة تدريسي طالب‬

‫‪%81‬‬ ‫نسبة الموجودين إلى الفئة العمرية‬
‫‪19 : 8‬‬ ‫نسبة الخريجين إلى السكان‬

‫واسترشاداً بتوجييات السيد الرئيس القائد فقد كاف ابرز المتحقؽ بضوء تمؾ التوجييات كما يأتي‪:‬‬
‫ٔ‪ .‬انشاء جامعات أو استحداث كميات تستوعب كؿ ال ارغبيف بالتعميـ العالي ولذلؾ ازداد عدد الكميات مف ( ٓ‪) ٛ‬‬

‫إلى ( ٔٗٔ ) كمية‪.‬‬

‫ٕ‪ .‬البدء بأنماط جديدة كالتعميـ المسائي حيث بدأت الد ارسة في ( ‪ ) ٙٛ‬كمية و ( ٓٔ ) معاىد‪ ،‬إضافة إلى‬
‫استحداث ( ‪ ) ٜ‬كميات أىمية‪.‬‬

‫والاستحداثات أعلاه تفوؽ كؿ الاستحداثات التي تمت في الع ارؽ منذ عاـ ‪ٜٔ٘ٙ‬وحتى عاـ ٕ‪.ٜٜٔ‬‬

‫‪21‬‬

‫ٖ‪ .‬تحسيف نسبة الممتحقيف بالتعميـ العالي مف الفئة العمرية ( ‪ ) ٕٖ - ٔٛ‬سنة والتي كانت (ٓٔ‪ )%‬واصبحت‬
‫الآف اكثر مف (٘ٔ ‪)%‬‬

‫ٗ‪ .‬تحسيف المستوى الاقتصادي لمتدريسييف وكاف آخرىا الق ارر ٖٕٓ لسنة ٕٔٓٓ الذي أدى إلى تحسيف رواتب‬
‫التدريسييف‪.‬‬

‫٘‪ .‬الاىتماـ بالتعميـ التقني ورعايتو والتوسع فيو ‪ ،‬حيث تـ استحداث ( ‪ ) ٜ‬كميات تقنية طبية وىندسية وز ارعية‬
‫وادارية في محافظات القطر كافة ‪.‬‬

‫المحور الثالث ‪ :‬الرؤى الاست ارتيجية لمتعميم العالي في بداية الألفية الثالثة‪:‬‬

‫أولاً ‪ :‬الد ارسات الاولية‪:‬‬

‫شيدت السنوات ٕ‪ ٕٕٓٓ - ٜٜٔ‬نمواً متسارعاً وتطو اًر عممياً وتكنولوجياً وتشابكاً وتداخلاً بيف الاختصاصات‬
‫العممية القت بظلاليا عمى التعميـ العالي‪ .‬ولغرض استكماؿ تحقيؽ الأىداؼ التي جسدتيا ندوة النيوض فأف‬
‫الو ازرة سعت لتحقيؽ التوسع النوعي والكمي خلاؿ السنوات الثلاث المتبقية مف الخطة الا اف الاحتلاؿ الأميركي‬

‫لمع ارؽ عطؿ بعضيا‪.‬‬

‫ٔ‪ .‬استكماؿ استحداث الجامعات في بقية المحافظات‪ ،‬فبعد الموافقة عمى استحداث جامعتي كربلاء وذي قار‪ .‬تـ‬
‫وضع الخطة لاستكماؿ متطمبات استحداث جامعات التأميـ وميساف وواسط والمثنى‪.‬‬

‫ٕ‪ .‬وضع خطة لاستحداث ( ‪ ) ٕٜ‬كمية خلاؿ السنوات القادمة وتركز عمى استحداث الكميات العممية واليندسية‬
‫والطبية والقانوف وعموـ الحاسبات بالإضافة لمتخصصات الأخرى‪ ،‬ويوضح الجدوؿ رقـ ( ٗ ) الكميات المخطط‬

‫استحداثيا لمسنواتٕٕٓٓ – ٕٗٓٓ‪.‬‬

‫ٖ‪ .‬الاىتماـ بالتخصصات الجديدة التي تمثؿ حافات العموـ‪ ،‬حيث استكممت مناقشات الجولة الأولى مع القيادات‬
‫الاكاديمية ليذه التخصصات والتي ستؤدي إلى استحداث تخصصات جديدة منيا عمى سبيؿ المثاؿ‪:‬‬

‫الاقتصاد القياسي والرياضي ‪.‬‬ ‫ىندسة النظـ البايولوجية ‪.‬‬
‫الميزر والكيروبصريات ‪.‬‬ ‫المعمومات ونظـ دعـ الق ارر ‪.‬‬
‫التقانة الز ارعية ‪.‬‬ ‫اليندسة الصناعية وبحوث العمميات‪.‬‬
‫النموذجية النووية ‪.‬‬ ‫إدارة العمميات والتكنولوجيا ‪.‬‬
‫عموـ المياه ‪.‬‬ ‫ىندسة القوى والوقود ‪.‬‬

‫‪22‬‬

‫جدول رقم ) ‪ ( 1‬الاستحداثات المتحققة بعد ندوة النيوض عام ‪8661‬‬

‫الجامعة او المحافظة‬ ‫عدد الكميات المستحدثة عدد الكميات المخطط استحداثيا‬ ‫الكمية‬

‫‪1111 - 1111‬‬ ‫‪1118 - 8666‬‬

‫الموصل‪/‬ديالى‪/‬التأميم‬ ‫‪6‬‬ ‫الطب ‪6‬‬

‫تكريت‪/‬بابل‪/‬البصرة‬ ‫‪6‬‬ ‫طب الاسنان ‪1‬‬

‫الصيدلة ‪ 8 6‬تكريت‬

‫المستنصرية‪/‬البصرة‪/‬التأميم‬ ‫‪6‬‬ ‫التمريض ‪1‬‬

‫بغداد‪/‬الموصل‪/‬القادسية‬ ‫‪6‬‬ ‫اليندسة ‪1‬‬

‫الطب البيطري ‪ 1 1‬الكوفة ‪ /‬ديالى‬

‫التأميم‬ ‫الز ارعة ‪8 6‬‬

‫ميسان‬ ‫العموم ‪8 6‬‬

‫ادارة واقتصاد ‪ 8 1‬ديالى‬

‫التأميم‬ ‫التربية ‪8 6‬‬

‫ديالى‪/‬الكوفة‪/‬الانبار‪/‬ميسان‬ ‫‪1‬‬ ‫القانون ‪6‬‬

‫الفنون ‪- 1‬‬

‫التربية الرياضية ‪- 1‬‬

‫البصرة‪/‬التأميم‪/‬القادسية‪/‬كربلاء‪/‬الانبار‬ ‫‪1‬‬ ‫المعممين ‪1‬‬

‫الآداب ‪- - 1‬‬

‫الموصل‬ ‫العموم السياسية ‪8 8‬‬

‫كميات تقنية ‪- - 6‬‬

‫البصرة‬ ‫العموم البيئية ‪8 -‬‬

‫الحاسبات ‪ 1 -‬تكريت ‪ /‬البصرة‬

‫الأعلام ‪ 8 -‬بغداد‬

‫‪23‬‬

‫واستيدفت خطة القبوؿ لمسنوات ٕٔٓٓ ‪ ٕٕٓٓ /‬ولغاية ٕٗٓٓ ‪ ٕٓٓ٘ /‬إلى قبوؿ ( ٖٓٓ ) الؼ طالب لرفع نسبة‬
‫الطمبة الممتحقيف في التعميـ العالي إلى الفئة العمرية ( ‪ ) ٕٖ - ٔٛ‬سنة مف ٘ٔ‪ %‬إلى ٘‪ . %ٔٙ.‬ليصؿ اجمالي‬

‫الخريجيف لمسنوات ٕٕٓٓ لغاية ٕ٘ٓٓ بحدود (ٓ‪ )ٔٙ‬الؼ خريج كاف يمكف اف يؤدي تخرجيـ إلى تحسيف نسبة‬
‫اجمالي الخريجيف إلى السكاف مف (ٔ ‪ )ٖٕ :‬إلى ( ٔ ‪ ) ٕٙ :‬كما تتحسف المؤش ارت العالمية ل أرس الماؿ البشري في‬

‫التخصصات الحاكمة لتكوف كما يعرضيا الجدوؿ رقـ (٘)‪.‬‬
‫جدول رقم ) ‪( 1‬‬
‫المؤش ارت المتوقعة ل أرس المال البشري المتخصص في الع ارق مقارنة بالمؤش ارت العالمية‬

‫العـــ ارق‬
‫التخصص العالـم‬

‫قبـل الندوة بعد الندوة نيايـة الاست ارتيجية‬

‫‪8111‬‬ ‫‪8111 8111 : 8 111 : 8‬‬ ‫الطـــب‬

‫‪6111‬‬ ‫طب الاسنان ‪1191 1961 : 8 1111 : 8‬‬

‫‪1611‬‬ ‫الصيدلــة ‪9911 6889 : 8 1111 : 8‬‬

‫‪661 111 186 : 8‬‬ ‫‪ 811 : 8‬المانيا‬ ‫اليندســة‬

‫‪ 111 : 8‬فرنسا‬

‫‪9111‬‬ ‫‪81861 18911 : 8 111 : 8‬‬ ‫التمريـض‬

‫ثانياً ‪ :‬الد ارسات العميا والبحث العممي‪:‬‬
‫أ‪ .‬الد ارسات العميا ‪:‬‬

‫بدأت الد ارسات العميا في الع ارؽ مطمع الستينيات باستحداث د ارسة الماجستير في التأريخ عاـ ٓ‪ ٜٔٙٔ / ٜٔٙ‬تمتيا‬
‫اقساـ أخرى في كميات الز ارعة والعموـ واليندسة والقانوف والطب والإدارة والاقتصاد ‪ ،‬لكف عدد الطمبة كاف محدوداً‬
‫وكاف الع ارؽ يعتمد عمى البعثات إلى خارج القطر والزمالات الد ارسية في مختمؼ دوؿ العالـ ‪ ،‬وقد بمغ اجمالي عدد‬

‫طمبة الد ارسات العميا في الع ارؽ في العاـ الد ارسي ‪ ) ٕٔ٘ ( ٜٔٙٛ / ٜٔٙٚ‬طالباً‪.‬‬
‫ورغـ التطور الذي تحقؽ خلاؿ السنوات ٓ‪ ٜٜٔٓ – ٜٔٚ‬إلا أف ظروؼ الحصار الاقتصادي والعممي والتكنولوجي‬
‫اظير الحاجة إلى جيود كبيرة ‪ ،‬إذ أف عدد المقبوليف سنوياً قبؿ ندوة النيوض كاف بحدود (ٓٓٓٔ) طالب لمختمؼ‬

‫‪24‬‬

‫الشيادات ومختمؼ التخصصات وكما يعرضو الجدوؿ رقـ (‪ . )ٙ‬لقد بمغ مجموع طمبة الد ارسات العميا (ٖٓٓٓ) طالب‬

‫وكاف معدؿ الخريجيف سنوياً قبؿ ندوة النيوض (ٓٓٓٔ) طالب ايضاً ويوضح الجدوؿ رقـ (‪ )ٚ‬الخريجيف سنوياً قبؿ‬

‫ندوة النيوض حسب الشيادات‪.‬‬

‫ونتيجة الجيود الوطنية المتميزة بعد ندوة النيوض فقد وصؿ عدد المقبوليف لمسنوات ٖ‪ ٕٓٓٔ – ٜٜٔ‬إلى اكثر مف (‬

‫ٖٓٓٓٓ ) طالب ويعرض الجدولاف ( ‪ ٛ‬و ‪ ) ٜ‬عدد المقبوليف حسب الشيادة والتخصص كما شيدت السنوات ٖ‪ٜٜٔ‬‬

‫‪ ٜٜٔٗ /‬لغاية ٕٓٓٓ ‪ ٕٓٓٔ /‬تخرج حوالي (ٕٓٓٓٓ) مف حممة شيادات الدبموـ العالي والماجستير والدكتو اره ‪،‬‬

‫ويبمغ عدد المستمريف منيـ بالد ارسة اكثر مف (ٖٓٓٓٔ) طالب حالياً‪ .‬ويوضح الجدولاف ( ٓٔ و ٔٔ ) عدد خريجي‬

‫الد ارسات العميا حسب الشيادة والتخصص بعد ندوة النيوض‪.‬‬

‫لقد افرزت ىذه التوسعات معطيات ايجابية اىميا تييئة اعداد كبيرة مف الملاكات التدريسية لتعويض النقص الذي‬

‫حصؿ في البعثات ‪ ،‬وتطوير الأساتذة المشرفيف في مجالات تخصصيـ مف خلاؿ البحوث العممية التي انجزت‬

‫بأش ارفيـ ‪ ،‬وكاف لالتحاؽ اعداد ميمة مف الموظفيف المتميزيف في دوائر الدولة بالد ارسات العميا اثًر ميًـ ساىـ في نقؿ‬
‫التجربة العممية لبعض المؤسسات الإنتاجية إلى الجامعات الع ارقية‪.‬‬

‫أف جيود الو ازرة والجامعات في الاعتماد عمى برنامج الد ارسات العميا الذي اطمقنا عميو بعثات الداخؿ كمصدر لتوفير‬

‫الملاكات التدريسية لمجامعات ‪ ،‬وتوفير الاختصاصييف في دوائر الدولة أدى إلى وضع خطة است ارتيجية لتحقيؽ ىذه‬

‫الاىداؼ ويعرض الجدوؿ رقـ ( ٕٔ ) خطة القبوؿ في الد ارسات العميا لمسنوات الثلاث القادمة‪.‬‬

‫جدول رقم ) ‪( 9‬‬
‫المقبولون في الد ارسات العميا حسب الشيادة والتخصص قبل ندوة النيوض لعام ‪8661‬‬

‫المجموع‬ ‫دكتو اره‬ ‫ماجستير‬ ‫دبموم عال‬ ‫التخصصات‬

‫‪189 819 61 811‬‬ ‫الطبية‬

‫‪111 1 811 81‬‬ ‫اليندسية‬

‫العموم الصرفة ‪811 11 811 -‬‬

‫‪16 61 86 -‬‬ ‫التربوية‬

‫‪191 16 899 88‬‬ ‫الانسانية‬

‫الادارية والاقتصادية ‪11 81 91 9‬‬

‫‪11 1 81 -‬‬ ‫الز ارعية‬

‫‪8816‬‬ ‫‪618 911 181‬‬ ‫المجموع‬

‫‪25‬‬

‫جدول رقم ) ‪( 6‬‬
‫الخريجون في الد ارسات العميا حسب الشيادة والتخصص قبل ندوة النيوض لعام ‪8661‬‬

‫المجموع‬ ‫دكتو اره‬ ‫ماجستير‬ ‫دبموـ عاؿ‬ ‫التخصصات‬

‫ٓٔٔ ٕ‪ٕٖٜ ٘ٚ ٚ‬‬ ‫الطبية‬

‫‪ٕٓٓ ٘ ٔٛٚ ٛ‬‬ ‫اليندسية‬

‫‪ٜٔٙ‬‬ ‫‪ٔٔ ٔ٘ٛ -‬‬ ‫العموـ الصرفة‬

‫‪ٙٔ ٖ ٘ٛ -‬‬ ‫التربوية‬

‫ٓ٘ ‪ٕٜ٘ ٙٚ ٔٚٛ‬‬ ‫الانسانية‬

‫الادارية والاقتصادية ٖ٘ ٗ‪ٔٗٛ ٜٔ ٜ‬‬

‫الز ارعية والبيطرية ‪٘ٗ ٕٔ ٕٗ -‬‬

‫‪ٔٔٙٙ‬‬ ‫ٖٕٓ ‪ٔٚٗ ٜٚٛ‬‬ ‫المجموع‬

‫جدول رقم ) ‪( 1‬‬
‫المقبولون في الد ارسات العميا حسب الشيادة لمسنوات ‪1118 - 8666‬‬

‫المجموع‬ ‫دكتو اره‬ ‫ماجستير‬ ‫دبموـ عالي‬ ‫السنة‬

‫ٖٔٗٓ‬ ‫ٕٖٗٔ‬ ‫‪ٔٗٗٛ‬‬ ‫ٖ‪ٕٜٙ ٜٜٔٗ / ٜٜٔ‬‬

‫‪ٕٜٛٙ‬‬ ‫ٗٗٔٔ‬ ‫ٓ‪ٔ٘ٙ‬‬ ‫ٗ‪ٕٕٛ ٜٜٔ٘ / ٜٜٔ‬‬

‫ٖٗٗٔ‬ ‫ٕٖ‪ٜٗٛ ٔٛ‬‬ ‫٘‪ٖٙٗ ٜٜٔٙ / ٜٜٔ‬‬

‫ٖٓ‪ٖٙ‬‬ ‫‪ٔٓٓٙ‬‬ ‫ٓ‪ٕٔٙ‬‬ ‫‪ٖٗٚ ٜٜٔٚ / ٜٜٔٙ‬‬

‫ٖٓ‪ٗٚ‬‬ ‫‪ٔٔٓٚ‬‬ ‫ٖٗ‪ٕٜ‬‬ ‫‪ٜٙٛ ٜٜٔٛ / ٜٜٔٚ‬‬

‫‪ٙٓ٘ٙ‬‬ ‫ٕ٘ٔٔ‬ ‫٘ٗ‪ٖٜ‬‬ ‫‪ٜٜ٘ ٜٜٜٔ / ٜٜٔٛ‬‬

‫ٓ‪ٜ٘٘‬‬ ‫ٖ‪ٜٔٔ‬‬ ‫ٖٔ‪ٖٙ‬‬ ‫‪ٚٛٗ ٕٓٓٓ / ٜٜٜٔ‬‬

‫‪ٜ٘ٙٙ‬‬ ‫‪ٜٔ٘ٙ‬‬ ‫‪ٖ٘ٛٚ‬‬ ‫ٕٓٓٓ ‪ٖٚٛ ٕٓٓٔ /‬‬

‫‪26‬‬

‫جدول رقم ) ‪( 6‬‬
‫المقبولون في الد ارسات العميا حسب التخصصات لمسنوات ‪1118 - 8666‬‬

‫الز ارعية‬ ‫اليندسية العموـ الصرفة التربية الانسانية الادارية والاقتصادية‬ ‫الطبية‬ ‫السنة‬
‫والبيطرية‬

‫٘‪ٕٙ‬‬ ‫ٕٔٔ‬ ‫ٕ‪٘ٙٗ ٖٜ‬‬ ‫ٗ‪ٖٙ‬‬ ‫ٖ‪ٗٛٓ ٕٚٚ ٜٜٔٗ / ٜٜٔ‬‬

‫ٖٕٔ‬ ‫ٖ‪ٔٛ‬‬ ‫ٔ‪ٕٚٓ ٕٙ‬‬ ‫‪ٕٖٜ‬‬ ‫ٗ‪ٖٗٛ ٚٓٓ ٜٜٔ٘ / ٜٜٔ‬‬

‫ٖٕٓ‬ ‫ٖٕٓ‬ ‫ٗ٘٘ ٘ٗ‪ٙ‬‬ ‫ٖٗ٘‬ ‫٘‪٘ٓٗ ٙ٘ٗ ٜٜٔٙ / ٜٜٔ‬‬

‫‪ٕٗٙ‬‬ ‫ٖ‪ٕٜ‬‬ ‫ٕ٘‪ٚٔٚ ٙ‬‬ ‫‪ٗٔٛ‬‬ ‫‪ٜ٘ٗ ٚٔٓ ٜٜٔٚ / ٜٜٔٙ‬‬

‫ٕٕٖ‬ ‫‪ٖٜٓ‬‬ ‫٘٘‪ٜٜٗ ٜ‬‬ ‫٘‪ٗٛ‬‬ ‫‪ٚٙٛ ٛٗ٘ ٜٜٔٛ / ٜٜٔٚ‬‬

‫ٕٖ٘‬ ‫ٕٖٖ‬ ‫‪ٕٔٚٔ ٕٔ٘ٙ‬‬ ‫‪ٜٖٛ‬‬ ‫‪ٜٜٖ ٜٔٗ ٜٜٜٔ / ٜٜٔٛ‬‬

‫ٖ٘ٓ‬ ‫ٖٔٔ‬ ‫ٓٓ‪ٕٔٗ٘ ٛ‬‬ ‫ٕ‪ٛٙ‬‬ ‫‪ٖٛٗ ٜٖ٘ ٕٓٓٓ / ٜٜٜٔ‬‬

‫ٔ‪ٖٚ‬‬ ‫‪ٕ٘ٚ‬‬ ‫‪ٕٔٗ٘ ٔٓٔٙ‬‬ ‫ٖٕ‪ٛ‬‬ ‫ٕٓٓٓ ‪ٖٛٛ ٔٔ٘ٗ ٕٓٓٔ /‬‬

‫جدول رقم )‪(81‬‬

‫الخريجون في الد ارسات العميا حسب الشيادة لمسنوات ‪ 8666‬لغاية ‪1118‬‬

‫المجموع‬ ‫دكتو اره‬ ‫ماجستير‬ ‫دبموم عالي‬ ‫السنة‬

‫‪8816 166 966‬‬ ‫‪116 8661 / 8666‬‬

‫‪8161 116 611‬‬ ‫‪191 8661 / 8661‬‬

‫‪8111‬‬ ‫‪119 8116‬‬ ‫‪189 8669 / 8661‬‬

‫‪1189‬‬ ‫‪661 8816‬‬ ‫‪191 8666 / 8669‬‬

‫‪1119‬‬ ‫‪686 8189‬‬ ‫‪168 8661 / 8666‬‬

‫‪1116‬‬ ‫‪161 8119‬‬ ‫‪111 8666 / 8661‬‬

‫‪6666‬‬ ‫‪611 1661‬‬ ‫‪681 1111 / 8666‬‬

‫‪1166‬‬ ‫‪691 1661‬‬ ‫‪116 1118 / 1111‬‬

‫‪27‬‬

‫جدول رقم ( ‪) 88‬‬ ‫السنة‬
‫الخريجون في الد ارسات العميا حسب التخصص لمسنوات ‪1118 - 8666‬‬

‫الطبية اليندسية العموـ الصرفة التربية الانسانية الادارية والاقتصادية الز ارعية والبيطرية المجموع‬

‫٘ٔ ٖٗ‪ٜ‬‬ ‫ٗ‪ٛ‬‬ ‫ٖ‪ٜٕٔ ٛ‬‬ ‫ٕ‪ٔٙ‬‬ ‫ٖ‪ٔٙٚ ٕٗٓ ٜٜٔٗ / ٜٜٔ‬‬

‫٘‪ٜٔٗ‬‬ ‫‪ٔٗٛ‬‬ ‫ٖٓٔ‬ ‫‪ٖٕٙ ٜٔٙ‬‬ ‫٘٘ٔ‬ ‫ٗ‪ٕٜٔ ٖٗٛ ٜٜٔ٘ / ٜٜٔ‬‬

‫٘٘‪ٔٚ‬‬ ‫‪ٖٔٛ‬‬ ‫ٗٓٔ‬ ‫ٕٖٓ ‪ٕٜٜ‬‬ ‫‪ٕٕٚ‬‬ ‫٘‪ٕٜ٘ ٕٗٙ ٜٜٔٙ / ٜٜٔ‬‬

‫ٕٕٗٔ‬ ‫٘‪ٔٚ‬‬ ‫‪ٔ٘ٙ‬‬ ‫ٓ‪٘ٓٗ ٖٚ‬‬ ‫ٔ‪ٕٙ‬‬ ‫‪ٖٖٔ ٖٗ٘ ٜٜٔٚ / ٜٜٔٙ‬‬

‫‪ٕٕٗٙ‬‬ ‫‪٘ٔٛ‬‬ ‫ٕٓٗ‬ ‫ٕٖٔ ‪ٖٜٔ‬‬ ‫‪ٜٔٛ‬‬ ‫‪ٖٕٜ ٘ٓٔ ٜٜٔٛ / ٜٜٔٚ‬‬

‫‪ٕٜٛٓ‬‬ ‫ٔٔ‪ٙ‬‬ ‫‪ٗٛٚ‬‬ ‫ٕ‪ٔ٘ٓ ٖٙ‬‬ ‫ٖٕٗ‬ ‫‪ٖٕٗ ٕٖٙ ٜٜٜٔ / ٜٜٔٛ‬‬

‫‪ٖٜٜٜ‬‬ ‫ٔ‪ٛٚ‬‬ ‫ٗ٘‪ٚ‬‬ ‫‪ٕٓٓ ٕٗٛ‬‬ ‫‪ٕٜٙ‬‬ ‫‪ٚٗٓ ٚٔٓ ٕٓٓٓ / ٜٜٜٔ‬‬

‫‪ٜٗٓٚ‬‬ ‫‪ٕٛٛ‬‬ ‫‪ٜٔٙ‬‬ ‫‪ٛٗٛ ٛٛٙ‬‬ ‫ٖٓ٘‬ ‫ٕٓٓٓ ‪ٖٚٚ ٕٙٔ ٕٓٓٔ /‬‬

‫جدول رقم (‪)81‬‬
‫خطة القبول في الد ارسات العميا لمسنوات ‪1111 – 1111‬‬

‫المجموع‬ ‫دكتو اره‬ ‫ماجستير‬ ‫دبموم عالي‬ ‫السنة‬

‫‪9111‬‬ ‫‪8611‬‬ ‫‪6911‬‬ ‫‪611 1116 / 1111‬‬

‫‪9611‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫‪6111‬‬ ‫‪611 1111 / 1116‬‬

‫‪6111‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫‪8111‬‬ ‫‪1111 / 1111‬‬

‫‪18661‬‬ ‫‪9811‬‬ ‫‪88111‬‬ ‫‪1161‬‬ ‫المجموع‬

‫ومف المنج ازت التي تحققت في ىذا المجاؿ الدعـ المادي الذي تحقؽ ابتدا ًء مف العاـ ٕٔٓٓ بتخصيص موازنة خاصة‬
‫مستقمة لمد ارسات العميا لتوفير مستمزمات بحوث الطمبة‪ ،‬وتـ بذؿ جيود إضافية لتوفير الكتب والمجلات العممية وقواعد‬

‫المعمومات ‪ ،‬وادخاؿ خدمات الانترنيت لمعظـ الجامعات وكمياتيا ‪.‬‬

‫‪28‬‬

‫المكتبة المركزية في جامعة الموصؿ‬

‫ب‪ .‬البحث العممي ‪:‬‬

‫يستمد البحث العممي أىدافو مف المنطمقات الفمسفية والاىداؼ التربوية لمتعميـ العالي ‪ ،‬وترتكز الاىداؼ الاساسية‬
‫لمبحث العممي عمى ما يأتي ‪:‬‬

‫ٔ‪ .‬السعي لخمؽ مدارس فكرية عممية ع ارقية قادرة عمى الاستجابة لحاجة المجتمع ومواكبة لمتقدـ العممي في العالـ ‪.‬‬
‫ٕ‪ .‬تبني الابحاث والمشاريع التي يقترحيا الأساتذة لتكوف مشاريع تطبيقية ومنيا مشاريع الأدوية ‪.‬‬

‫ٖ‪ .‬توسيع نطاؽ التعاوف والتنسيؽ مع دوائر الدولة والقطاع الاشت اركي بيدؼ الاستفادة مف نتائج البحوث التطبيقية‬
‫المنجزة ‪.‬‬

‫ٗ‪ .‬ربط البحث العممي بمشاكؿ المجتمع‪.‬‬

‫بمغ عدد م اركز البحث العممي حالياً ( ‪ ) ٕٜ‬مرك اًز بالإضافة إلى ( ‪ ) ٕٚ‬وحدة بحثية تعمؿ وفؽ نظاـ م اركز البحث‬
‫العممي رقـ ( ٔ ) لسنة ٘‪ ٜٜٔ‬حيث تشرؼ ىيئة البحث العممي عمييا وىي ىيئة غير متفرغة تنظـ عمؿ الم اركز‬

‫والوحدات البحثية‪.‬‬

‫وفي مجاؿ البحوث العممية تحقؽ نتاج بحثي ازد عف ( ٖٓٓٓ‪ ) ٙ‬بحثاً لمسنوات التي اعقبت ندوة النيوض ولغاية‬
‫نياية العاـ الد ارسي ‪ . ٕٓٓٓ /ٜٜٜٔ‬وقد قامت الو ازرة بخطوات ىامة تمثمت بمد جسور التعاوف مع القطاعات‬
‫الإنتاجية والخدمية المختمفة ووضع صيغ لمتعاوف ‪ ،‬فصدرت عاـ ٕ‪ ٜٜٔ‬وثيقة آلية التعاوف بيف الجامعات وقطاعات‬
‫العمؿ وىي وثيقة تمت صياغتيا بالاتفاؽ بيف القطاعات التخصصية والجامعات ‪ .‬كما صدر ق ارر مجمس قيادة الثورة‬

‫‪29‬‬

‫رقـ ‪ ٕٜٚ‬لسنة ٕ‪ ٜٜٔ‬الذي اجاز قياـ عضو الييئة التدريسية باج ارء البحوث والد ارسات لصالح الو از ارت لقاء اجور‬
‫يتـ الاتفاؽ عمييا تكوف حصة عضو الييئة التدريسية ٓ‪ %ٛ‬وتخصص ٕٓ‪ %‬لمجامعة‪ .‬وقد بمغ مجموع الأعماؿ التي‬
‫انجزتيا الجامعات منذ ندوة النيوض لغاية نياية عاـ ٕٓٓٓ حوالي ( ‪ ) ٘ٓ٘ٙ‬عملاً كمفة ( ٓٓٓٗ ) منيا ( ٖٔ )‬

‫مميار دينار‪.‬‬

‫وقامت الو ازرة باقت ارح مشاريع رئيسية لمبحوث ‪ Master Project‬فبعد استكماؿ مشروع الأدوية والمواد الكيمياوية‬
‫اقترحت الو ازرة مشاريع البحوث الجيولوجية ومشروع البحوث الز ارعية ومشروع بحوث البيئة‪.‬‬

‫ثالثاً ‪ :‬العمق العممي والاكاديمي وخدمة المجتمع ‪:‬‬
‫تعد خدمة المجتمع احد ثلاثة ركائز لمتعميـ الجامعي إضافة لوظيفة التعميـ والبحث العممي ‪ .‬ولذلؾ اصبحت الجامعات‬
‫التي تمتمؾ أرس الماؿ البشري عالي الكفاءة مف العمماء والتقنييف تؤدي دو اًر ميماً في تقديـ خدماتيا واستشا ارتيا لحقؿ‬

‫العمؿ خاصة أف ىذه الخدمات لـ تعد مجانية بؿ مقابؿ اجور عززت مف موارد الجامعات واعضاء الييئة التدريسية‪.‬‬

‫وكانت ندوة النيوض عاـ ٕ‪ ٜٜٔ‬بداية الانطلاقة الميمة في ىذا المجاؿ‪ ،‬ونستعرض في ادناه اىـ المتحقؽ في مجاؿ‬
‫خدمة المجتمع بالارتكاز عمى العمؽ العممي لمجامعات‪.‬‬

‫أ‪ .‬آلية التعاون ‪:‬‬

‫بدأ بتطبيؽ ىذه الآلية مع بداية عاـ ٖ‪ ٜٜٔ‬وقد حققت آلية التعاوف نتائج ايجابية يمكف تمخيصيا بالآتي‪:‬‬

‫ٔ‪ .‬زيادة التفاعؿ بيف الجامعة ومؤسسات الدولة ‪.‬‬
‫ٕ‪ .‬زيادة اطلاع التدريسييف عمى الجوانب التطبيقية ‪.‬‬

‫ٖ‪ .‬المساىمة في حؿ مشكلات حقؿ العمؿ ‪.‬‬
‫ٗ‪ .‬توجيو بحوث طمبة الد ارسات العميا لحؿ مشكلات حقؿ العمؿ ‪.‬‬

‫٘‪ .‬زيادة مدخولات التدريسييف ‪.‬‬
‫‪ .ٙ‬التعرؼ عمى الامكانات العممية المتوفرة في الجامعات‪.‬‬

‫ب‪ .‬الجامعة المنتجة ‪:‬‬

‫نتيجة اعتماد فمسفة الجامعة المنتجة فقد توسع دور الجامعة في تقديـ الخدمات التي حققت ليا موارد مناسبة لمعالجة‬
‫الاختناقات في موازنتيا الجارية‪ .‬وفي ىذا المجاؿ تحقؽ ما يأتي ‪:‬‬
‫ٔ‪ .‬استحداث الد ارسات المسائية ابتدا ًء مف عاـ ٗ‪.ٜٜٔ‬‬

‫‪30‬‬

‫الد ارسة عمى النفقة الخاصة لمطمبة الوافديف ‪.‬‬ ‫ٕ‪.‬‬
‫النشاط البحثي لمشكلات مؤسسات الدولة ‪ ( .‬لقاء اجور)‬ ‫ٖ‪.‬‬
‫ٗ‪.‬‬
‫خدمات التعميـ المستمر‪.‬‬ ‫٘‪.‬‬
‫المكاتب الاستشارية والعيادات التي وصؿ عددىا إلى ( ٘ٔٔ ) مكتباً‪.‬‬ ‫‪.ٙ‬‬
‫‪.ٚ‬‬
‫النشاطات الإنتاجية في الم ازرع والمعامؿ‪.‬‬ ‫‪.ٛ‬‬
‫نتاجات الورش ‪.‬‬

‫نشاط دور الكتب لمطباعة والنشر‪.‬‬

‫ج‪ .‬معايشة التدريسيين في دوائر الدولة ‪:‬‬

‫تنفيذاً لتوجييات السيد الرئيس القائد صداـ حسيف في مجمس الوز ارء بتأريخ ‪ ٜٜٔٛ/٘/ٔٙ‬بضرورة معايشة التدريسييف‪،‬‬
‫فقد تـ تنفيذ التوجيو في نفس العاـ وبقيت الو ازرة مستمرة بتنفيذ التوجيو‪ .‬وقد ساىمت المعايشة في تحقيؽ الآتي ‪:‬‬

‫الاطلاع عمى أنشطة الدوائر وحاجتيا لمبحوث الضرورية لمتطوير ‪.‬‬ ‫ٔ‪.‬‬
‫المساعدة عمى وضع خطط بحثية مشتركة ‪.‬‬ ‫ٕ‪.‬‬
‫وضع ب ارمج لمتطوير ‪.‬‬ ‫ٖ‪.‬‬
‫ٗ‪.‬‬
‫تعريؼ العامميف بالدوائر بالتوجيات العممية الحديثة ‪.‬‬ ‫٘‪.‬‬
‫توجيو بحوث طمبة الد ارسات العميا ‪.‬‬ ‫‪.ٙ‬‬

‫اطلاع التدريسييف واستفادتيـ مف التقنيات التي تستخدميا دوائر الدولة‪.‬‬

‫د‪ .‬الممارسة الميدانية ‪:‬‬

‫قامت جامعتا بغداد والموصؿ بتوسيع خدماتيا خصوصاً في البيئة المحيطة بموقع الجامعة ‪ ،‬بالمشاركة في توجيو‬
‫خدماتيا نحو المجتمع المحمي مف خلاؿ توظيؼ خبرة ملاكاتيا لخدمتيـ ‪ .‬لقد ساىمت تمؾ الممارسات عمى تشخيص‬

‫الواقع الاجتماعي اقتصادياً وصحياً وثقافياً ومادياً لمقرى التي شيدت الممارسة الميدانية ‪ ،‬وقد استطاع التدريسيوف‬
‫المشاركوف في الممارسات الميدانية مف إج ارء مسوحات ميدانية ساعدتيـ عمى تشخيص المشاكؿ التي تواجو المجتمع‬

‫الريفي مما فسح المجاؿ اماميـ لتطبيؽ الأفكار النظرية في ميداف العمؿ واصبحت الممارسة الميدانية شكلاً لمربط بيف‬
‫النظرية والتطبيؽ‪.‬‬

‫‪31‬‬

‫ىـ ‪ .‬تعشيق العمل مع قطاعات الدولة ‪:‬‬

‫جاءت ىذه المبادرة بتوجيو مف الرئيس القائد صداـ حسيف بجمسة مجمس الوز ارء في ‪ ٕٓٓٓ/ٖ/ٕٛ‬بشأف تعشيؽ عمؿ‬
‫الطمبة مع الو از ارت وخصوصاً طمبة الجامعة التكنولوجية والمعاىد الفنية لممساعدة في تمبية حاجات المعامؿ والمصانع‬

‫‪ ،‬وتصنيع وتجميع بعض الاج ازء الضرورية لممعدات المستخدمة في تمؾ المعامؿ‪.‬‬

‫خامساً ‪ :‬المعالجات الاست ارتيجية لمواجية تحديات الحصار ‪:‬‬

‫منذ بدء الحصار العممي والتكنولوجي عاـ ٓ‪ ،ٜٜٔ‬وبعد بدء نزيؼ الكوادر العممية نتيجة الظروؼ الاقتصادية ‪ .‬بدأت‬
‫الو ازرة بتطبيؽ مجموعة مف المعالجات الاست ارتيجية لمحد مف ىجرة الادمغة والمحافظة عمى الثروة البشرية التي يمتمكيا‬
‫الع ارؽ وبشكؿ خاص الجامعات الع ارقية‪ .‬كما حاولت الو ازرة اعادة النظر بجممة مف القضايا التي احتاجت لمعالجات‬
‫است ارتيجية منيا ما يتعمؽ بحوافز اعضاء ىيئة التدريس ‪ ،‬وضبط الجودة ‪ ،‬والد ارسات العميا والقبوؿ في الجامعات وكما‬

‫يمي‪:‬‬

‫‪ .8‬صندوق التعميم العالي ‪ :‬كانت الجامعات تعاني مف جانبيف الاوؿ نقص التمويؿ بشكؿ عاـ لسد احتياجاتيا‬
‫التشغيمية‪ ،‬والثاني تناقص القيمة الش ارئية لرواتب اعضاء ىيئة التدريس رغـ الزيادات التي ط أرت عمييا‪ .‬وبيدؼ زيادة‬
‫العوائد تقرر انشاء صندوؽ في مركز الو ازرة وفي كؿ جامعة وكمية ومعيد اطمؽ عميو صندوؽ التعميـ العالي ‪ .‬تتكوف‬
‫موارده مف حصة الو ازرة والجامعة والكمية مف اي اردات الد ارسات المسائية والانشطة الانتاجية والرسوـ المستوفاة مف‬
‫تسجيؿ الطمبة والغ ارمات واجور اصدار الوثائؽ واجور الد ارسة لمطمبة العرب والاجانب بالعممة الصعبة ‪ .‬واعتمد‬
‫الصندوؽ نظاـ محاسبي خاص بو لتحريره مف تعقيدات نظـ المحاسبة الحكومية‪ .‬تقوـ الو ازرة والجامعة والكمية بالإنفاؽ‬
‫مف موارد الصندوؽ لمواجية النقص في النشاطات التشغيمية‪ .‬ويوزع الباقي عمى العامميف في الجامعة والكمية وفؽ نظاـ‬
‫لمنقاط يأخذ بالاعتبار الالقاب العممية وسنوات الخدمة ومؤش ارت عممية اخرى‪ .‬وفي ىذا الجانب تمكنت الجامعات مف‬
‫استثمار الامواؿ المتحققة مف رسوـ الد ارسة لمطمبة العرب والاجانب في استي ارد المستمزمات المختبرية والاجيزة والكتب‬

‫وغيرىا عف طريؽ استي اردىا رغـ الظروؼ والقيود المفروضة عمى الع ارؽ‪.‬‬

‫‪ .1‬موازنة الد ارسات العميا ‪ :‬رغـ جمود نظـ المحاسبة الحكومية وعدـ تقبميا التكيؼ مع التغي ارت التي تشيدىا الاجيزة‬
‫الحكومية‪ .‬الا اف التخطيط الاست ارتيجي السميـ لمو ازرة اقنع و ازرة المالية عمى تخصيص موازنة خاصة لمد ارسات العميا‬
‫في الجامعات الع ارقية‪ .‬وكانت ىذه مف المعالجات الاست ارتيجية التي وفرت للأقساـ العممية تمويلا عادلا يتفؽ وطبيعة‬
‫التخصص والموارد اللازمة لنجاح برنامج الد ارسات العميا وبشكؿ يتفؽ مع عدد الطمبة في التخصص‪ .‬وبتعاوف جرى‬
‫بيف و ازرتي التعميـ العالي والمالية وضعت تفاصيؿ ىذه الموازنة لتمحؽ بفصؿ المستمزمات السمعية والخدمية في الموازنة‬
‫لغرض توفير متطمبات نجاح ىذه الب ارمج في الجامعات الع ارقية‪ .‬وساىمت ىذه المعالجة في تحقيؽ اىداؼ برنامج‬

‫‪32‬‬

‫الد ارسات العميا الذي تخرج منو مف ٕ‪ ٕٕٓٓ - ٜٜٔ‬اكثر مف ٕٓٓٓٗ طالب ماجستير ودكتو اره في مختمؼ‬
‫التخصصات واطمؽ عميو برنامج بعثات الداخؿ‪.‬‬

‫‪ .6‬الطاقات الاستيعابية ‪ :‬رغـ التوسع في الطاقات الاستيعابية لمجامعات والمعاىد ‪ ،‬ظمت ىناؾ نسبة مف مخرجات‬
‫التعميـ الثانوي بلا فرصة لمتعميـ العالي‪ .‬وكانت احدى المعالجات الاست ارتيجية ىو تشجيع قياـ تعميـ عالي خاص مف‬
‫قبؿ مؤسسات المجتمع المدني‪ .‬فبدأت الجامعات الخاصة بالظيور ورغـ انيا ركزت عمى التخصصات الانسانية في‬
‫ادارة الاعماؿ والمغات والكومبيوتر بداية الامر‪ .‬الا انيا توسعت فيمؿ بعد لتشمؿ التخصصات الاخرى كاليندسة‬
‫والصيدلة‪ .‬كما كاف استحداث الد ارسات المسائية معالجة مضافة لزيادة الطاقات الاستيعابية التي وسعت مف قد ارت‬
‫الجامعات مف قبوؿ اعداد اكبر مف مخرجات التعميـ الثانوي ‪ .‬وقد ساىمت تمؾ المعالجات بزيادة نسبة الممتحقيف في‬
‫مؤسسات التعميـ العالي لمفئة العمرية ‪ ٕٖ - ٔٛ‬مف ٕٔ‪ %‬ثـ الى ‪ %ٔٛ‬واخي ار الى ٕٗ‪ %‬وىي نسب نموذجية مقارنة‬

‫بمستواىا في الدوؿ النامية‪.‬‬

‫‪ .1‬تقويم الامتحانات ‪ :‬بيدؼ الترصيف العممي والحفاظ عمى جودة العممية التعميمية في الجامعات خاصة بعد‬
‫استحداث مجموعة مف الجامعات الحكومية في معظـ المحافظات ‪ ،‬واستحداث الد ارسات المسائية والجامعات الاىمية‪.‬‬
‫كاف لابد مف معالجات ووسائؿ لضبط النوع ‪ .‬فتـ تبني معالجتيف الاولى انشاء لجنة في مركز الو ازرة تشرؼ عمى‬
‫اختيار مقرريف د ارسييف في التخصصات المتناظرة في الجامعات يقوـ اساتذة تختارىـ المجنة بوضع نماذج لأسئمة‬
‫امتحانيو واجوبتيا النموذجية تقوـ المجنة باختيار احد ىذه النماذج وتقوـ بأرسالو لمجامعات لاعتمادىا ‪ ،‬وترسؿ الاو ارؽ‬
‫الامتحانية لتصحيحيا مركزيا مف اساتذة مختصيف ووضعت ضوابط لمعممية‪ .‬وقد لاقت التجربة اصداء متباينة بيف‬
‫مؤيد ومعارض ليذه المعالجة‪ .‬وقد اعتبر الغالبية مف اعضاء الييئة التدريسية اف ىذه المعالجة تعد تدخلا مف قبؿ‬
‫مركز الو ازرة بشؤوف الجامعات والكميات والاقساـ العممية‪ ،‬التي يفترض انت تكوف الاقدر اف تتولى امتحاناتيا بنفسيا‬
‫واف تتولى بنفسيا المعالجات والاج ارءات التصحيحية في حالة اكتشاؼ خمؿ ما في العممية العممية والتربوية‪ .‬وكانت‬
‫المعالجة الثانية في ىذا المجاؿ ىو ما يطمؽ عميو امتحاف الكفاءة الجامعية حيت تتنافس الجامعات ‪ -‬الحكومية منيا‬
‫والخاصة– في امتحاف لمخريجيف الثلاث الاوائؿ (عمى جائزة رئيس الدولة) في كؿ قسـ مف الاقساـ العممية المتناظرة‬
‫في القطر‪ .‬وتعمف النتائج وتثمف جيود الجامعات وكمياتيا واقساميا واساتذتيا وطمبتيا التي تحقؽ الم ارتب الاولى والثانية‬

‫والثالثة في الامتحانات التي تشرؼ عمييا ىيئة متخصصة برئاسة الجميورية‪.‬‬

‫٘‪ .‬التشابؾ مع حقؿ العمؿ ‪ :‬تعد الش اركة مع حقؿ العمؿ معالجة ارئدة اعتمدت بعد عاـ ٕ‪ .ٜٜٔ‬فقد عقد ندوة لمش اركة‬
‫بيف و ازرة التعميـ العالي و و از ارت الصناعة والنفط وىيئة التصنيع ومنظمة الطاقة الذرية ثـ شممت كؿ و از ارت الدولة‬
‫لاحقا‪ .‬استيدفت تحقيؽ التكامؿ في الامكانات في مجالات البحث العممي والد ارسات العميا وفي معالجة مشكلات‬
‫الانتاج‪ .‬وقد حققت ىذه المعالجة اىدافا عممية وتقنيف ومالية استفاد منو اعضاء ىيئة التدريس والعمماء في حقؿ العمؿ‬

‫‪33‬‬

‫ووسعت مف قد ارت الجامعة في القبوؿ في الد ارسات العميا كما ساىمت في حؿ الكثير مف مشكلات الانتاج في‬
‫مؤسسات مف خلاؿ توجيو بحوث الاساتذة وطمبة الد ارسات العميا لحؿ ىذه المشكلات‪.‬‬

‫سادساً ‪ :‬حوكمة التخطيط الاست ارتيجي ‪:‬‬

‫يتفؽ المختصوف عمى اف الحوكمة تعني اش ارؾ جميع الجيات ذات العلاقة بالتعميـ العالي في عممية اتخاذ الق ارر‪ .‬واف‬
‫لا يكوف الق ارر مقتص ار عمى مجموعة معينة مف التعميـ العالي‪ .‬واف تتوفر المعمومات لجميع الاط ارؼ بشفافية ووضوح‬
‫وتحديد مسؤولية وحقوؽ وواجبات المسؤوليف عف ادارة انشطة الو ازرة والجامعات والمؤسسات التابعة ليا وذلؾ تجنبا‬
‫لحدوث حالات الفساد الاداري‪ .‬وتيدؼ ىذه العوامؿ لمتأكد مف اف الجامعات تدار بطريقة سميمة وانيا تخضع لمرقابة‬

‫والمتابعة والمسائمة‪.‬‬

‫ومف خلاؿ تتبع مسيرة التعميـ العالي نجد اف ىناؾ تطبيقا لفمسفة الحوكمة مف خلاؿ الممارسات الميدانية‪ ،‬ويؤكد ذلؾ‬
‫قانوف و ازرة التعميـ العالي والانظمة والتعميمات التي اصدرتيا و ازرة التعميـ العالي والتي ازدت عف ٓٓٔ مجاؿ والتي‬

‫كانت تحكـ الجامعات ومؤسسات التعميـ العالي وكما يمي‪:‬‬

‫ٔ‪ .‬المشاركة ‪ :‬تبنى قانوف الو ازرة عند تأسيسيا مبدأ المشاركة لأصحاب المصمحة مف داخؿ الو ازرة وخارجيا‪.‬‬
‫فابتداء كاف مجمس التعميـ العالي يضـ وزير التربية ورئيس مجمس البحث العممي ورئيس منظمة الطاقة ونقيب‬
‫المعمميف (واضيؼ ليـ ممثؿ الطمبة لاحقا) وىـ اط ارؼ العممية التعميمية والتربوية‪ .‬ومف الداخؿ كاف رؤساء الجامعات‬
‫ومد ارء الدوائر‪ .‬اف مبدأ مشاركة اصحاب العلاقة في اتخاذ الق ار ارت الاست ارتيجية استمرت حتى بعد الغاء مجمس التعميـ‬
‫العالي وتشكيؿ مجمس الو ازرة او ىيئة ال أري لاحقا‪ .‬وينسحب القوؿ عمى مجالس الجامعات التي تضـ ممثميف لأعضاء‬
‫ىيئة التدريس والطمبة‪ .‬ولأىمية المدربيف الفنييف في التعميـ التقني فقد ضمف قانوف الييئة مشاركة ممثؿ منيـ في‬

‫مجمس المعيد‪ .‬كما منح القانوف حرية لرئاسة الجامعة لمشاركة حقؿ العمؿ في مجالس الكميات والاقساـ‪.‬‬

‫وتضمف المشاركة عدـ انف ارد الادارة العميا باتخاذ الق ارر ‪.‬وتضمف لممجتمع أف الإدارة الجامعية تسعى إلى الارتقاء‬
‫بالتعميـ العالي في الأجؿ الطويؿ‪ ،‬وتكشؼ مدى اىتماـ الإدارة بالمصالح الأساسية لمطمبة واعضاء ىيئة التدريس فضلا‬

‫عمى تحقيؽ مصمحة المجتمع‪ ،‬كما تمكف الدولة واصحاب المصمحة مف رقابة قيادة التعميـ بشكؿ فعاؿ‪.‬‬

‫‪ .1‬اق ارر الاست ارتيجيات ‪ :‬اعتمد الع ارؽ التخطيط المركزي ابتداء مف عاـ ‪ ، ٜٜٔٙ‬حيث ىناؾ الخطط الخمسية ‪.‬‬
‫وكانت تمؾ الخطط ترتكز عمى الاولويات الوطنية والقطاعية ‪.‬وكانت و ازرة التعميـ العالي مسؤولة عف اق ارر الخطط‬
‫الاست ارتيجية لمجامعات وضمف مستويات المسؤولية التي حددىا القانوف‪ .‬فالق ار ارت الاست ارتيجية مثؿ استحداث الجامعة‬
‫يكوف بموافقة رئاسة الجميورية‪ .‬اما استحداث كمية فضمف صلاحية الو ازرة ‪ ،‬واستحداث قسـ ضمف صلاحية الجامعة‪.‬‬

‫وكاف وضع الخطط الاستثمارية يقع ضمف صلاحية الو ازرة التخطيط وفقا للاست ارتيجيات الوطنية المعتمدة‪.‬‬

‫‪34‬‬

‫وكانت الجامعات تتولى تنفيذ المشاريع الاست ارتيجية وفقا لمتخصيصات المرصدة ليا في الخطة الاستثمارية لمدولة‪.‬‬
‫وكانت الو ازرة تقوـ بدور الرصد والمتابعة والدعـ الفني وبطريقة شفافة انطلاقا مف مبدأ المساءلة والتأكد مف جيود‬

‫الجامعات في تحقيؽ الاىداؼ والاولويات القطاعية ودوف تعارض مع الرؤى الوطنية‪.‬‬

‫وقد سعت الو ازرة مف خلاؿ انظمتيا الى قياس الاداء بمجموعة مف مؤش ارت الاداء الرئيسية سواء عمى صعيد الخطط‬
‫العممية او غيرىا لغرض تسييؿ عممية متابعة الاداء وتحقيؽ الاىداؼ الوطنية الخاصة بقطاع التعميـ ‪ .‬وكانت تقوـ‬

‫بارساليا الى جياز الاحصاء الذي يقوـ بنشرىا سنويا‪.‬‬

‫وقد عمدت الو ازرة الى تطبيؽ نظاـ لتقويـ الاداء الجامعي الذي يتضمف مجموعة واسعة مف المؤش ارت لقياس الاداء‬
‫لكؿ مجاؿ مف مجالات العممية العممية والتربوية فضلا عمى مؤش ارت ادارية ومالية‪ .‬ووضعت الو ازرة عدد مف ب ارمج‬
‫المتابعة الدورية لقياس مدى تقدـ الخطط وكانت دائرتي التخطيط والمتابعة والبحث والتطوير وغرفة العمميات تقوـ‬
‫باعداد تقارير دورية شيرية وفصمية وسنوية لرفعيا لمم ارجع العميا لتوضيح مستوى التقدـ المتحقؽ وتحديد نوع وحجـ‬
‫الدعـ المطموب ماديا وبشريا وماديا فضلا عمى قياـ الو ازرة والجامعات بالإج ارءات التصحيحية اللازمة في الوقت‬

‫والمكاف المناسبيف‪.‬‬

‫ٖ‪ .‬توفير المعمومات‪ :‬تميزت عممية التخطيط في و ازرة التعميـ العالي بمشاركة جميع الاط ارؼ المسؤولة في المعمومات‬
‫المتوفرة تسييلا لعممية التخطيط وبشكؿ خاص ما يتعمؽ منيا بخطط القبوؿ في الجامعات وخطط استحداث‬
‫التخصصات والاقساـ والد ارسات العميا والمقاعد المتوفرة وخطط الموارد البشرية وتطويرىا والخطط المالية ضمف‬
‫الموازنتيف السنوية والاستثمارية ‪ ....‬الخ‪ ،‬بيدؼ تمكيف الجامعات مف التخطيط بشكؿ كفوء‪ .‬وكانت الجامعات الع ارقية‬
‫ترسؿ لباقي الجامعات نسخة مف محاضر اجتماعاتيا ضمف منيج اطلاع باقي الجامعات عمى المعمومات وتبادليا‪.‬‬
‫وكانت د ارسات دائرة التخطيط والد ارسات بمركز الو ازرة وكذلؾ الاحصاء الجامعي الذي تنجزه سنوياً يرسؿ لكافة‬
‫الجامعات قبؿ اعلانيا لضماف التحقؽ مف صحة الاحصاءات وقبؿ اعتماد تمؾ الاحصاءات بشكؿ نيائي لموصوؿ الى‬
‫اعمى مستوى مف موثوقية المعمومات التي ستعتمد في دعـ عممية اتخاذ الق ار ارت‪ .‬وكاف التنسيؽ مع و ازرة التربية يجري‬

‫بنفس المستوى لتحقيؽ التكامؿ في تنفيذ الخطط والمشاريع المشتركة‪.‬‬

‫‪ .1‬تحديد المسؤوليات والحقوق‪ :‬يعد قانوف و ازرة التعميـ العالي رقـ ٓٗ لسنة ‪ ٜٔٛٛ‬مف بيف القوانيف المتميزة في‬
‫مجاؿ تحديد مسؤوليات وحقوؽ كؿ الاط ارؼ‪ .‬فيو يحدد مياـ مجمس الو ازرة ( ىيئة ال أري لاحقا ) ومياـ كؿ اداة مف‬
‫الادا ارت المركزية‪ .‬كما حدد مياـ مجمس الجامعة ورئيسيا ومجمس الكمية وعميدىا ومجمس القسـ ومياـ كؿ الحمقات‬
‫العممية في المؤسسة الجامعية‪ .‬وعمى مستوى الجامعات والمعاىد كاف ىناؾ توصيؼ وظيفي دقيؽ لكؿ مسمى عممي‬
‫وظيفي وصلاحياتو وحقوقو‪ .‬وربط جميع ذلؾ بنظاـ تقويـ الاداء‪ .‬وكانت عممية اتخاذ الق ار ارت سيمة ومتسمسمة تنطمؽ‬

‫مف الصلاحيات المحددة لكؿ مستوى عممي ابتداء بالقسـ العممي فالكمية ثـ الجامعة واخي ار الو ازرة‪.‬‬

‫‪35‬‬

‫‪ .1‬الشفافية والمساءلة والفساد الاداري‪ :‬تعد الشفافية الدعامة العامة لضماف الن ازىة والثقة في اج ارءات الادا ارت‬
‫الجامعية‪ .‬وتؤمف ىذه الداعمة ايصاؿ معمومات صحيحة وكاممة الى كؿ الاط ارؼ ذات المصمحة بشكؿ يتيح الوقوؼ‬
‫عمى ق ار ارت الادا ارت في مختمؼ المستويات ‪ .‬لقد كانت تشكيلات المستويات الادارية وطريقة رفع التقارير ( محاضر‬
‫الاجتماعات ) الاقساـ والكميات والجامعات الى المستويات الاعمى وتبادليا بيف الجامعات ( عمى مستوى محاضر‬
‫الجامعات ) مف افضؿ الطرؽ في موضوع الشفافية‪ .‬كما اف وجود ممثؿ لمييئة التدريسية والطمبة في مجالس الكميات‬
‫والجامعات ومجمس الو ازرة يجعؿ جميع الاط ارؼ في العممية التعميمية عمى الاطلاع عمى ما يجري فييا‪ .‬وعمى الرغـ‬
‫مف اف القانوف يسمح بوجود ممثميف عف جيات اخرى تمثؿ حقؿ العمؿ الا اف مشاركة وحضور ىؤلاء كاف شكمياً‪ .‬اما‬
‫موضوع المساءلة والتي تقضي بمحاسبة الذيف يتخذوف الق ار ارت في الجامعات والمؤسسات التابعة ليا فكانت عمى‬
‫نوعيف‪ ،‬الاوؿ الخاص بالشؤوف العممية وتكوف عائديتو وصلاحيتو لمجية العممية كالامتحانات والترقيات العممية وىذه لا‬
‫يجوز حتى لممحاكـ قبوؿ النظر فييا‪ .‬اما الثاني فيتعمؽ بالقضايا المالية والادارية والتي كانت تخضع لنظـ مساءلة‬
‫متنوعة وضمف الية واضحة وشديدة‪ .‬ولذلؾ يمكف القوؿ اف ظاىرة الفساد الاداري في المجتمع الاكاديمي في الع ارؽ‬
‫كانت غريبة وكانت القيادات العميا في الدولة تتابعيا حرصا عمى سمعة الوسط الجامعي‪ .‬وكانت نظـ الرقابة المعتمدة‬
‫بكؿ انواعيا واشكاليا ومصادرىا كفيمة بمنع حالات الفساد ‪ .‬وظؿ المجتمع الجامعي الى وقت قريب جدا بعيدا عنيا‪.‬‬
‫وكانت منظومة حوكمة التخطيط تستخدـ ادوات عديدة لمحد مف الظاىرة وتكوف معالجاتيا ومواجيتيا شديدة جدا خاصة‬

‫تمؾ المتعمقة بالجوانب العممية ‪ .‬وقد وضعت لضماف تحقيقيا آليات متنوعة منيا‪:‬‬

‫ٔ‪ .‬تسمية خب ارء لمتقييـ العممي الخارجي مف جامعات اخرى لحضور مناقشات جميع رسائؿ الدكتو اره ونسبة مف رسائؿ‬
‫الماجستير ‪ ،‬كم ارقبيف لإج ارءات المناقشة ومدى عممية توجياتيا دوف التدخؿ في اج ارءات المناقشة ولا في تقييـ النتيجة‬
‫النيائية‪ .‬ويقوـ ىؤلاء المقوميف برفع تقارير عف سير المناقشة ومدى موضوعيتيا والتقويـ الذي يحصؿ عميو الطالب‪.‬‬
‫وقد ساىمت ىذه الاج ارءات بالإضافة الى الاج ارءات الدقيقة التي تعتمدىا الاقساـ العممية وفؽ لمضوابط والاع ارؼ‬

‫العممية الى الحد مف حالات المجاممة في عمميات التقويـ للأسباب المختمفة‪.‬‬

‫ٕ‪ .‬اعتماد تجربة الخب ارء ال ازئريف مف دوؿ عديدة منيا المممكة المتحدة والاردف لإعادة تصحيح عينات مف اختبا ارت‬
‫طمبة كميات الطب واليندسة والعموـ لموقوؼ عمى مدى شفافية ون ازىة عمميات التقويـ فضلا عمى تقويـ العممية العممية‬

‫اجمالا‪.‬‬

‫ٖ‪ .‬وضع ضوابط لاختيار رؤساء الاقساـ العممية ومدد تكميفيـ برئاسة الاقساـ وبشكؿ يتيح تناوب الكوادر العممية‬
‫الكفؤة عمى رئاسة الاقساـ وعدـ بقائيا لفترة طويمة بيد اساتذة بعينيـ‪.‬‬

‫ٗ‪ .‬بناء منظومة رقابية متقدمة في مجاؿ الشؤوف المالية والادارية ومنظومة تقارير متابعة حسف الاداء كانت كفيمة‬
‫بكشؼ الخمؿ في التصرفات المالية والادارية ‪.‬‬

‫‪36‬‬

‫سابعاً ‪ :‬تقويم الاداء الاست ارتيجي والتميز الاكاديمي وتحسين الجودة ‪:‬‬

‫لقد كاف موضوع التقويـ والمتابعة مف الموضوعات التي شغمت باؿ المخطط الع ارقي في التعميـ العالي ‪ ،‬وقد مرت‬
‫عممية رصد ومتابعة وتقويـ التي اعتمدتيا و ازرة التعميـ العالي والبحث العممي في الع ارؽ بعدة م ارحؿ يمكف اجماليا‬

‫بالاتي‪:‬‬

‫‪.8‬اللامركزية ‪ :‬كانت الجامعات قبؿ انشاء المجمس عاـ ٓ‪ ٜٔٚ‬تتمتع باستقلالية وادارية وعممية كاممة فضلا عمى‬
‫استقلالية ق ار ارتيا العممية وشؤوف بعثاتيا وعلاقاتيا الثقافية ‪ .‬وبعد صدور ق ارر انشاء المجمس وو ازرة التعميـ العالي‬
‫اعتمد ىذا المنيج ‪ ،‬ليتولى المجمس عممية التخطيط ووضع الاىداؼ الاست ارتيجية ‪ ،‬وتتولى و ازرة التعميـ والجامعات‬
‫ميمات التنفيذ ومتابعة الاداء مف خلاؿ رفع التقارير الدورية الى المجمس‪ .‬وكانت العمميات تتابع مف خلاؿ دوائر‬
‫اختصاصية في الو ازرة كؿ منيا يشرؼ عمى قطاع مثؿ دائرة العموـ الطبية ودائرة العموـ اليندسية ودائرة العموـ‬

‫الانسانية‪...‬الخ‪.‬‬

‫‪.1‬المركزية ‪ :‬وتدريجيا سعت و ازرة التعميـ العالي ومف خلاؿ قانوف الو ازرة واستطاعت خلاؿ فترة قصيرة اف تبسط‬
‫ىيبتيا وسمطتيا عمى الجامعات واف تبحث ليا عف ادوار وابتدأت بالتدخؿ التدريجي بشؤوف الجامعات ‪ ،‬ابتداء بسياسة‬
‫القبوؿ وتحديد عدد الطمبة المقبوليف في الجامعات ثـ معالجة المشكلات التي تنشأ عنو‪ .‬ومركزية البعثات واختيار‬

‫طمبتيا وصولا الى صلاحيات اق ارر الترقيات العممية لمرتبة الاستاذية عمى سبيؿ المثاؿ لا الحصر‪.‬‬

‫‪.6‬تقويم الاداء الجامعي ‪ :‬وفي بداية التسعينات وبعد ندوة النيوض بالتعميـ العالي ‪ ،‬كاف لابد مف التفكير بمنيج يتلائـ‬
‫وفمسفة التخطيط الاست ارتيجي التي انتيجتيا الو ازرة‪ .‬فشكمت لجنة مف مجموعة مف الاساتذة المتخصصيف في التقويـ‬
‫لتضع نظاما لتقويـ الاداء الجامعي اطمقت عمية الممؼ التقويمي لمدخلات وعمميات ومخرجات الجامعات وكمياتيا‬
‫واقساميا‪ .‬واعتمت مؤش ارت لتقويـ الاداء لكؿ مؤشر درجة محددة لو واجمالي مف النقاط لكؿ المؤش ارت يتـ في ضوئو‬
‫تصنيؼ الاقساـ في الكمية الواحدة او الكميات في الجامعة او الجامعات عمى مستوى الو ازرة حسب المجموع النيائي‬
‫لمدرجات التي تحصؿ عمييا اعتمادا عمى البيانات والمعمومات التي تقدميا الجامعة والتي يجري تدقييا وفحصيا مف‬

‫قبؿ لجاف متخصصة‪.‬‬

‫‪ .1‬الاعتماد الاكاديمي ونظم الجودة ‪ :‬وفي نياية التسعينات وبداية الالفية الثالثة ابتدأت الو ازرة وبالت ازمف مع صدور‬
‫قانوف الجامعات الاىمية الذي اعطى لمو ازرة صلاحية تدقيؽ توفر الامكانيات لإنشاء الجامعات الاىمية‪ .‬طبقت الو ازرة‬
‫مجموعة مف المؤش ارت العممية والتربوية والادارية اطمقت عمييا مؤش ارت الاعتماد الاكاديمي‪ ،‬الا اف تمؾ المؤش ارت‬
‫كانت تطبؽ عمى الجامعات الخاصة دوف الجامعات الحكومية التي كانت مستثناة منيا‪ .‬لكف الو ازرة وخلاؿ نفس الفترة‬
‫اعتمدت تطبيؽ نظاـ لمجودة الجامعية عمى جامعاتيا القائمة مف خلاؿ تبني المواصفة العالمية الايزو ٔٓٓ‪ ٜ‬وذلؾ‬

‫‪37‬‬

‫بتطبيقيا عمى سبيؿ التجربة في جامعة مختارة عمى اف يعمـ تطبيقيا في حالة استق ارر ونجاح التطبيؽ عمى باقي‬
‫الجامعات وقد استكممت عممية التطبيؽ في الجامعة التكنولوجية ببغداد مع نياية عاـ ٕٕٓٓ‪ .‬الا اف تعميـ النظاـ عمى‬

‫باقي الجامعات لـ يتـ‪.‬‬

‫‪ .1‬تقويم اداء الموارد البشرية ‪ :‬اعتمدت الجامعات الع ارقي نظاميف في تقويـ الموارد البشرية الاوؿ خاص بأعضاء‬
‫ىيئة التدريس والثاني خاص بالموظفيف الادارييف والفنييف‪ .‬ويعد نظاـ تقويـ اعضاء الييئة التدريسية المعتمد في‬
‫منتصؼ الثمانينيات شموليا ويحتوي عمى محاور عدة اىميا الادائيف التدريسي والبحثي ‪ ،‬فضلا عف جوانب اخرى‬
‫تتعمؽ بالتعاوف مع الادارة الجامعية والزملاء والطمبة والمشاركة في الانشطة اللاصفية ‪ .‬ويجري ابلاغ عضو الييئة‬

‫التدريسية بتقويمو وامكانية الاعت ارض عميو‪.‬‬

‫لقد ظمت الجامعات الرئيسية بغداد والبصرة والموصؿ وصلاح الديف والتكنولوجية تضع خططاً طويمة الاجؿ بضوء‬
‫قد ارتيا وامكاناتيا والدعـ المالي المرصود ليا‪ .‬حتى استحدثت و ازرة التعميـ العالي والبحث العممي عاـ ٓ‪ ٜٔٚ‬وشكؿ‬
‫مجمس التعميـ العالي ‪ ،‬ليتولى وضع الاست ارتيجيات الخاصة بالتعميـ العالي والبحث العممي والد ارسات العميا وخدمة‬

‫المجتمع‪.‬‬

‫واستمرت الجامعات بوضع خططيا طويمة الاجؿ ‪ .‬وفي منتصؼ السبعينيات وضعت رؤى لمستقبؿ التعميـ العالي في‬
‫ضوء واقعو بعد زيادة عوائد النفط بعد تأميـ النفط عاـ ٕ‪ .ٜٔٚ‬ونجحت بعض الجامعات في تحقيؽ رؤاىا وفشمت‬

‫اخرى لأسباب تتعمؽ بالقد ارت الجامعية والموارد المتاحة‪.‬‬

‫ولكف ابرز ما يشخص عمى الجامعات انيا لـ تشجع كمياتيا عمى وضع خطط طويمة الاجؿ ‪ ،‬ولذلؾ لـ تشجع الاقساـ‬
‫العممية عمى وضع تصو ارتيا ورؤاىا لربط واقعيا بالتطو ارت العممية في العالـ‪ .‬ورغـ اف اعادة تنظيـ الجامعات وكمياتيا‬
‫وتسمياتيا وتخصصاتيا تـ قبؿ انشاء و ازرة التعميـ العالي‪ ،‬فدمجت العموـ السياسية بالقانوف والاقتصاد بالتجارة‪ .‬ولـ‬
‫تستثمر الجامعات والكميات ذلؾ وظمت انشطتيا وتطورىا مرىوف بمباد ارت القيادات العممية الوافدة مف الخارج في‬

‫استحداث التخصصات والاقساـ العممية‪.‬‬

‫وفي ظؿ ظروؼ التنمية الاقتصادية التي شيدىا الع ارؽ خلاؿ الفترة ٗ‪ ٜٔٛٓ - ٜٔٚ‬تـ التركيز عمى تطوير كميات‬
‫اليندسة والعموـ نتيجة احتياجات خطط التنمية‪ ،‬ورغـ التطور النسبي الذي شيدتو التخصصات الاخرى الا انو لـ يكف‬

‫ضمف خطة است ارتيجية وكاف يجري بخطوات غير منظمة‪.‬‬

‫وقد اثرت الحرب الع ارقية الاي ارنية ٓ‪ ٜٔٛٛ - ٜٔٛ‬عمى قد ارت الجامعات خاصة في مجاؿ استحداث تخصصات‬
‫جديدة او الدخوؿ في الد ارسات العميا‪ ،‬ولكف خطط التنمية دعت الدولة لمتدخؿ ومف اعمى قياداتيا لدعـ بعض‬

‫التخصصات لممبادرة عمى استحداثيا عمى مستوى الد ارسات العميا والد ارسات الاولية‪.‬‬

‫‪38‬‬

‫وكاف حقؿ العمؿ ممثلا بالو از ارت والاجيزة الحكومية الاخرى داعما ودافعا لمجامعات في استحداث بعض التخصصات‬
‫التي تحتاجيا تمؾ الجيات ‪ ،‬واستحدثت بعض التخصصات مف ىذا المنطمؽ‪.‬‬

‫وكاف خيار الاستق ارر خلاؿ فترة السبعينيات ىو ق ارر الجامعات الع ارقية عدا التعميـ التقني الذي شيد طف ارت نوعية‬
‫كبيرة في قد ارتو وبناه التحتية وطاقاتو وتخصصاتو التي ازدت عف ٓ‪ ٙ‬تخصصا ‪ .‬ولكف خيار التوسع والنمو ابتدأ مع‬
‫منتصؼ الثمانينيات وذلؾ باستحداث خمسة جامعات في محافظات الانبار والقادسية وبابؿ وصلاح الديف والنجؼ‪،‬‬
‫ووضع است ارتيجية لاستحداث جامعة في كؿ مدينة يزيد سكانيا عف مميوف نسمة بعد استكماؿ استحداث الجامعات في‬

‫جميع المحافظات‪.‬‬
‫اما خيار خدمة المجتمع مف خلاؿ الفعاليات المتنوعة فكاف يعتمد عمى جيود المكاتب الاستشارية وخاصة اليندسية‬
‫منيا والذي كاف محدودا ومحصو ار بالخدمات الاستشارية والتعميـ المستمر‪ .‬وكاف يعتمد عمى مباد ارت شخصية ليذه‬
‫المكاتب وادا ارتيا وحجـ علاقاىا مع حقؿ العمؿ ‪ .‬الا أف النشاط والتنسيؽ مع قطاع الصناعة والعمؿ لـ ينطمؽ الا بعد‬
‫ٕ‪ ٜٜٔ‬حيث جرى عقد ندوة الش اركة بيف التعميـ العالي والو از ارت الاخرى‪ ،‬والتي مكنت الجامعات مف تحقيؽ اي اردات‬
‫كبيرة مف انشطة خدمة المجتمع وصمت الى ٕ٘‪ %‬مف اجمالي موازنتيا وىذا يشكؿ نسبة كبيرة لـ تتحقؽ مسبقاً مكنيا‬
‫ذلؾ مف تمويؿ بعض انشطتيا التي كانت تعاني مف نقص موازنتيا كما مكنيا مف زيادة دخوؿ اعضاء ىيئات‬

‫التدريس‪.‬‬

‫وكان لمعلاقة بين تنفيذ الاست ارتيجية وصياغتيا اتجاىان ىما ‪:‬‬
‫الاوؿ ‪ :‬يؤكد العلاقة بيف صياغة الاست ارتيجية وتنفيذىا‪ ،‬وىي عمى مستوى التعميـ العالي تتطمب التنسيؽ بؿ التكامؿ‬

‫بيف الو ازرة والجامعات‪.‬‬

‫‪39‬‬

‫والثاني ‪ :‬يؤكد عمى عدـ وجود علاقة بيف صياغة الاست ارتيجية وتنفيذىا وىو ما عممت بو الجامعات الع ارقية اباف‬
‫الخمسينات والستينات وىي الفترة التي لـ تكف قد استحدثت فييا و ازرة التعميـ العالي وكانت الجامعات تتمتع باستقلالية‬

‫كبيرة‪.‬‬

‫ويمكف القوؿ اف نجاح اي است ارتيجية يبقى مرىوف بتكامؿ الصياغة والتنفيذ‪ .‬وىنا لابد مف تأشير مستوى التنسيؽ بيف‬
‫الجامعات والو ازرة وتنفيذ الاست ارتيجية لتحقيؽ جوانب التميز التي سعت ليا وكما يمي‪:‬‬

‫ٔ‪ .‬لـ تواجو الو ازرة صعوبات في صياغة الاست ارتيجية ‪ ،‬لكف تنفيذىا مف قبؿ الجامعات واجو العديد مف الصعوبات‬
‫نتيجة ضعؼ الامكانات احيانا او لاف الجامعات اعتادت اف تبني خططيا بضوء نقاط قوتيا وما تميزت بو في‬
‫السابؽ‪ .‬في حيف اف الاست ارتيجية صيغت بطريقة تحقيؽ نتائج محددة وخاصة الخطط الاست ارتيجية ما بعد ندوة‬

‫ٕ‪.ٜٜٔ‬‬

‫ٕ‪ .‬عممت الو ازرة مف خلاؿ اجيزتيا لرسـ وصياغة است ارتيجية التعميـ العالي في مجالات القبوؿ واستحداث الكميات‬
‫والد ارسات العميا والبحث العممي‪ ،‬وقد كاف وضوح الرؤية لمقيادة العميا دليلا لصياغة الاست ارتيجية في حيف كاف التنفيذ‬
‫صعبا وشاقا لاف تنفيذ الاست ارتيجية اثر عمى بعض الجامعات وكمياتيا والاقساـ العممية فييا التي لـ تكف مستعدة ليذا‬

‫الدور‪ ،‬وتطمب مف الو ازرة تحسيف ادائيا التنظيمي لمقياـ بعمميات الرصد والمتابعة وبناء اليات الرقابة والتنفيذ‪.‬‬

‫ٖ‪ .‬انطمقت صياغة الاست ارتيجية مف رؤية القيادة السياسية لمتطمبات المستقبؿ في ظروؼ متنوعة ( الازدىار‬
‫الاقتصادي – الحرب – الحصار ) ‪ .‬وكانت عممية صياغة الاست ارتيجية مف قبؿ الو ازرة واجيزتيا الفنية تتصؼ‬
‫بالطابع العممي المنيجي ‪ ،‬ومف خلاؿ العصؼ الفكري للأفكار المطروحة‪ .‬ولكف التنفيذ والذي اعتمد عمى وظائؼ‬
‫تشغيمية اكاديمية وفنية وادارية ومالية واجو صعوبات نتيجة لضعؼ القد ارت التشغيمية احيانا مما اضعؼ مستوى‬

‫التنسيؽ بيف القمة والقاعدة‪.‬‬

‫ٗ‪ .‬كاف التنسيؽ سيلاً عمى مستوى صياغة الاست ارتيجية سواء في مرحمة السبعينات والتسعينيات لأنو كاف يتطمب‬
‫التنسيؽ مع عدد محدود مف المختصيف في الجامعات والمعاىد الع ارقية‪ .‬اما مستوى التنسيؽ عمى مستوى التنفيذ فكاف‬
‫صعبا لانو يتطمب التنسيؽ مع اعداد كبيرة مف المختصيف الاكاديمييف والادا ارت الفنية والادارية والمالية والتي كاف‬

‫بعضيا يفتقر لمميا ارت خاصة تمؾ الميا ارت المتعمقة بتحفيز العامميف لموصوؿ الى الاىداؼ المنشودة‪.‬‬

‫ويمكن الاشارة الى بعض المحاور التي كان التنسيق فييا نموذجياً واخرى كان التنسيق والتكامل فييا ضعيفا وكما‬
‫يمي‪:‬‬

‫ٔ‪ .‬خطط القبوؿ ‪ :‬كانت طاقات القبوؿ بداية السبعينات محدودة وكانت ىناؾ حاجة لمتنسيؽ والتكامؿ بيف الجامعات‬
‫ومركز الو ازرة لتحقيؽ اليدؼ الاست ارتيجي وىو قبوؿ جميع مخرجات التعميـ الثانوي‪ .‬وكاف صياغة الخطة يتطمب عدة‬

‫‪40‬‬

‫اشير مف المناقشات بيف القيادات العممية لمجامعات ابتداء برؤساء الاقساـ العممية التي تضع خططيا اولا ثـ خطط‬
‫الكميات فخطط الجامعات‪ .‬وتجري مناقشات الخطة عمى مستوى الجامعة والقطاع وبشكؿ عاؿ مف التنسيؽ قبؿ اق ارر‬
‫الخطة ثـ بعد اعلاف نتائج القبوؿ ثـ استيعاب متغي ارت تغيير الخطة واج ارء التنقلات بيف الجامعات بعد اعلاف القبوؿ‪.‬‬

‫ٕ‪ .‬الموازنة المالية السنوية ‪ :‬تقوـ الجامعات بضوء خططيا العممية بوضع موازناتيا ‪ .‬ثـ تقوـ الو ازرة بتجميع وتوحيد‬
‫تمؾ التقدي ارت وترفعيا لو ازرة المالية‪ .‬ثـ تجري مناقشات تمتد لاشير بيف مركز الو ازرة والجامعات مف جية وو ازرة المالية‬

‫مف جية اخرى تنيي بالاتفاؽ المبدئي عمى سقؼ الموازنة مف خلاؿ التنسيؽ مع و ازرة المالية‪.‬‬

‫ٖ‪ .‬البحث العممي ‪ :‬لقد كاف البحث العممي في التعميـ العالي ميمة الاقساـ العممية ( حيث اف مؤسسة البحث العممي‬
‫ىي مستقمة عف الو ازرة وكاف ليا م اركزىا وخططيا البحثية ) ‪.‬وبعد الغاء مؤسسة البحث العممي وانتقاؿ معظـ كوادرىا‬
‫وبعض م اركزىا لمجامعات الع ارقية‪ ،‬انشأت الو ازرة ىيئة لمبحث العممي غير متفرغة برئاسة احد رؤساء الجامعات‬
‫وضمت في مجمسيا الم اركز البحثية التابعة لمجامعات‪ ،‬وصار التنسيؽ بيف الم اركز البحثية والييئة المستحدثة نموذجا‬
‫لمتنسيؽ اليادؼ للارتقاء بالبحث العممي‪ .‬وصدر نتيجة ليذا التنسيؽ نظاما لم اركز البحث العممي وىيكلا لعمؿ الباحثيف‬
‫فييا ووضعت است ارتيجية لمبحث العممي مكنت الجامعات الع ارقية مف بناء قد ارت عممية ارقية المستوى ‪ ،‬فضلا عف‬

‫الدخوؿ في تخصصات عممية جديدة مثؿ الميزر والبلازما والتقنيات الاحيائية والعقـ والاجنة وغيرىا‪.‬‬

‫ٗ‪ .‬الجامعة المنتجة ‪ :‬كانت ندوة النيوض عاـ ٕ‪ ٜٜٔ‬بداية انطلاقة الجامعة الحقيقية لمتعاوف والتشابؾ مع حقؿ‬
‫العمؿ مف خلاؿ ش اركات حقيقية لاستثمار القد ارت العممية فييا‪ .‬وتمكنت الجامعات خلاؿ فترة قصيرة مف اعادة جدولة‬
‫انشطتيا واستثمار قد ارتيا البحثية والعممية في الورش والحقوؿ والعيادات والمختب ارت والمعامؿ وغيرىا‪ .‬وعممت‬
‫الجامعات بفمسفة الجامعة المنتجة بتشجيع ودعـ مف مركز الو ازرة التي تولت صياغة منيج التشابؾ مع حقؿ العمؿ ‪.‬‬
‫فكاف نموذج التنسيؽ بيف الو ازرة والجامعات احد ابرز نجاح الاست ارتيجية والتكامؿ بيف الصياغة والتنفيذ حيث اكدت‬
‫الو ازرة عمى بناء الاسس التشريعية والتنظيمية بشكؿ يضمف اف تؤوؿ موارد انشطة الجامعة الى العامميف فييا بدلا اف‬

‫تعود الى خزينة الجامعة ثـ و ازرة المالية وىو المنيج الذي كاف مطبقا قبؿ عاـ ٕ‪.ٜٜٔ‬‬

‫٘‪ .‬التعميـ المسائي ‪ :‬بيدؼ اتاحة الفرصة لمف فاتتو فرصة التعميـ سابقا‪ ،‬شجعت الو ازرة ‪ -‬وضمف اولوياتيا‬
‫الاست ارتيجية ‪ -‬الجامعات عمى استثمار قد ارتيا في استحداث ب ارمج لمد ارسات المسائية مقابؿ اجور مقبولة ومعقولة‬
‫يدفعيا الطمبة‪ .‬وقد مكنت ىذه السياسة الجامعات مف تحقيؽ رغبات شريحة واسعة مف المجتمع‪ .‬كما انيا حققت موارد‬
‫اضافية لموازنة الجامعة مكنيا مف توفير موارد لدعـ واسناد العممية التعميمية ‪ ،‬لاف الجزء الاعظـ مف تمؾ الاي اردات‬

‫صار يعود لمجامعة لتستثمره في المجالات التي تعاني مف نقص في التمويؿ فيو‪.‬‬

‫‪41‬‬

‫‪ .ٙ‬جودة المؤسسة الجامعية ‪ :‬كاف مستوى التنسيؽ بيف الو ازرة وجامعاتيا ينطمؽ مف رغبة اكيدة في تحقيؽ شعار "‬
‫النوعية قريف الوطنية" ولذلؾ وبعد نجاح باحثوف في جامعة بغداد بتكييؼ المواصفة العالمية الآيزو ٔٓٓ‪ ٜ‬لتتلائـ مع‬
‫البيئة الجامعية الع ارقية‪ .‬وبتوجيو ودعـ ورغبة مف الو ازرة وقيادتيا عمى الارتقاء بالجودة‪ ،‬وافقت الجامعة التكنولوجية‬
‫لتكوف الجامعة الريادية التي تطبؽ المواصفة‪ .‬وتمكنت الو ازرة مف ادارة العممية وتصميـ منيج يساعد في نياية المطاؼ‬
‫عمى صياغة نموذج واقعي قابؿ لمتطبيؽ في جميع الجامعات‪ .‬واختارت الو ازرة الفريؽ المشرؼ مف الباحثيف الوطنييف‬
‫وبدعـ مادي ومعنوي مف مركز الو ازرة ومتابعة مستمرة تـ اختيار قسـ نظـ الحاسبات في الجامعة لتكوف لو الريادة في‬
‫تطبيؽ المواصفة للارتقاء بالجودة الجامعية في كؿ مجالاتيا العممية والتربوية والبحثية وكاف ذلؾ التطبيؽ نموذجا مف‬

‫نماذج التعاوف والتنسيؽ بيف مركز الو ازرة والجامعات الع ارقية في قضية است ارتيجية‪.‬‬

‫المحور ال اربع ‪ :‬خيا ارت و ازرة التعميم العالي والجامعات ورؤاىا الاست ارتيجية‪:‬‬

‫اتخذت و ازرة التعميـ العالي والبحث العممي خلاؿ السنوات ٓ‪ ٕٖٓٓ - ٜٔٚ‬خيا ارت است ارتيجية متنوعة يمكف تشخيص‬
‫ابرزىا بالتالي‪:‬‬

‫اولاً ‪ :‬خيا ارت مركز الو ازرة ‪:‬‬
‫لقد كاف اساس الخيار الاست ارتيجي واضحا منذ استحداث الو ازرة ‪ ،‬وىو الرصانة العممية واعتماد التوجيات العالمية في‬
‫استحداث التخصصات مع توجو محافظ الى حد ما‪ .‬لكف ىذا التوجو اتسـ بطابع الانفتاح والتوسع في التخصصات بعد‬
‫فرض الحصار العممي والتكنولوجي ‪ ،‬حيث توجيت الو ازرة الى تشجيع جامعاتيا عمى است ارتيجية التنوع في الاستحداث‬
‫عمى مستوى الكميات والتخصصات فاستحدث في اصعب الظروؼ اقساـ مثؿ الميكاترونكس‪ .‬كما تغيرت رسالتيا‬
‫ورؤيتيا اذ كانت تركز في السنوات ٓ‪ ٜٔٛٓ - ٜٔٚ‬عمى توفير احتياجات خطط التنمية‪ ،‬ثـ انتقمت الى رؤية اوسع‬
‫وىو التعميـ مدى الحياة‪ ،‬وتوفيره لكؿ ال ارغبيف في الاست ازدة او الولوج في تخصصات غير التي درسوىا سابقا او توفيره‬
‫لمف فاتتو الفرصة‪ ....‬الخ‪ .‬فتوسعت في التعميـ المسائي ونوعت مسا ارت التعميـ ونوعت فرصة التجسير بيف التعميـ‬
‫التقني والتعميـ العالي وتـ استحداث الكميات التقنية ‪ .‬كما سمح لممتميزيف والمبدعيف مف موظفي الدولة والقطاع الخاص‬
‫مف استكماؿ د ارستيـ العميا ( حتى واف كانت معدلات تخرجيـ مف البكالوريوس تقؿ عف المعدلات في الشروط العامة‬
‫لمقبوؿ بالد ارسات العميا ) ‪ .‬ولكف قدر تعمؽ الامر بالممكية ظؿ التعميـ العالي ومؤسساتو حك اًر لمدولة حتى نياية‬
‫الثمانينيات عندما سمح لمجمعيات والكيانات العممية والثقافية في المجتمع المدني بأنشاء الجامعات والمؤسسات‬

‫التعميمية الخاصة وفؽ ضوابط وشروط محددة‪.‬‬

‫‪42‬‬

‫ثانياً ‪ :‬خيا ارت الجامعات ‪:‬‬

‫ركز الخيار الاست ارتيجي لمجامعات الع ارقية حلاؿ السنوات ٓ‪ ٜٔٛٓ - ٜٔٚ‬عمى تحقيؽ التميز الاكاديمي ‪ .‬وظؿ‬
‫التعميـ العالي محصو ار بعدد محدود مف الجامعات ىي بغداد والموصؿ والبصرة وصلاح الديف والتكنولوجية‬
‫والمستنصرية ( وىي بالاساس جامعة تابعة لنقابة المعمميف اممت عاـ ‪ ) ٜٜٔٙ‬وجامعة اجنبية ( أميركية ) واحدة ىي‬

‫جامعة الحكمة اممت عاـ ‪ ٜٜٔٙ‬مع ق ارر اعادة تنظيـ الجامعات ومؤسسة المعاىد الفنية‪.‬‬

‫وكانت الاست ارتيجية المعتمدة في معظـ ىذا الجامعات ىي است ارتيجية التميز(‪ )differentiation‬لسد احتياجات خطط‬
‫التنمية بالنوعية ال ارقية مف المخرجات‪ .‬اما مؤسسة المعاىد الفني فاعتمدت است ارتيجية التركيز ) ‪ ( Focus‬عمى خمسة‬

‫تخصصات فقط ىي الطبية المساعدة واليندسية المساعدة والادارية الز ارعية والفنوف‪.‬‬

‫و كانت الخيا ارت عمى مستوى الجامعات تركز عمى تطوير تخصصاتيا القائمة مع توجي ٍو عا ٍؿ نحو التركيز‪ .‬ورغـ اف‬
‫الجامعات الع ارقية كانت تمتمؾ خيا ارت الانتشار والتغمغؿ في بعض الدوؿ العربية كما عممت الجامعات المصرية‪ ،‬الا‬

‫اف الجامعات الع ارقية لـ تعتبر ذلؾ مف خيا ارتيا الاست ارتيجية‪.‬‬

‫وخلاؿ السنوات ٓ‪ ٕٖٓٓ - ٜٔٛ‬وىي فترتي الحرب الع ارقية الاي ارنية ٓ‪ ٜٔٛٛ - ٜٔٛ‬وفترة الحصار العممي‬
‫والتكنولوجي ٓ‪ ٕٖٓٓ - ٜٜٔ‬فقد اعتمد است ارتيجية ادارة الازمة لمواجية ظروؼ بالغة التعقيد بسبب تناقص‬
‫الامكانات المادية والبشرية نتيجة توجو الاقتصاد الع ارقي الى اقتصاد الحرب وتقمص تخصيصات التعميـ العالي الى‬
‫حد كبير وانحسار وتقمص البعثات العممية الى الدوؿ المتقدمة وجامعاتيا خاصة في مجاؿ الد ارسات العميا ‪ .‬وبرزت‬
‫خلاؿ ىذه الفترة خيا ارت تعد ارئدة في حينيا لأنيا استوعبت كؿ المتغي ارت والضغوط التي واجيت قطاع التعميـ العالي‬

‫والتالي نماذج ليا‪:‬‬

‫ٔ‪ .‬خيار قبوؿ جميع مخرجات التعميـ الثانوي ‪ :‬كاف مف نتائج سياسة التعميـ الال ازمي ومحو الامية زيادة مخرجات‬
‫التعميـ الثانوي حتى اصبحت الجامعات غير قادرة عمى قبوؿ جميع مخرجات التعميـ الثانوي‪ .‬وكاف ىناؾ بيف ٓٔ‪- %‬‬
‫ٕٓ‪ %‬مف ىذه المخرجات بلا فرص لمتعميـ العالي‪ .‬ورغـ اف ىذا الخيار قد عالج المشكمة اجتماعيا حيث عالج مشاكؿ‬
‫الاؼ الطمبة الذيف يكمموف د ارستيـ الثانوية ولا يجدوف فرصا لمتعميـ والد ارسة ‪ ،‬خاصة بعد إلغاء فرص الد ارسة عمى‬
‫النفقة الخاصة في الخارج لا سباب تتعمؽ بتحويلات العممة الصعبة‪ .‬ولكنو مف جية اخرى ألقى بأعباء كبير عمى‬
‫الجامعات بسبب عدـ قدرتيا عمى قبوؿ اعداد تزيد عف طاقاتيا الاستيعابية‪ .‬وبالرغـ مف اف ىذا التأثير لـ يشمؿ‬
‫الكميات العممية كالطب واليندسة التي لـ توسع طاقاتيا كثي ار‪ ،‬لكنو ألقى بالمشكمة عمى الكميات الانسانية كالآداب‬
‫والادارة وكذلؾ عمى المعاىد التقنية التي استوعبت معظـ الزيادة دوف تحسينات محسوسة في قد ارتيا الاستيعابية مما‬

‫اثر عمى نوع بعض المخرجات‪.‬‬

‫‪43‬‬

‫ٕ‪ .‬زيادة طاقات القبوؿ في الد ارسات العميا‪ :‬كانت معظـ الجامعات الع ارقية تركز في انشطتيا التعميمية عمى الد ارسات‬
‫الاولية‪ .‬ولـ تشكؿ نسبة طمبة الد ارسات العميا لمد ارسات اولية الا نسبا متدنية جدا ‪ .‬حيث كاف الع ارؽ يعتمد عمى خيار‬
‫البعثات العممية الى جامعات الدوؿ المتقدمة وبشكؿ خاص بريطانيا وأميركا وباقي الدوؿ الاوربية ومصر‪ .‬ورغـ اف‬
‫الد ارسات العميا بدأت في تخصصات انسانية محدودة‪ ،‬الا اف ظروؼ الحصار العممي والتكنولوجي عاـ ٓ‪ ٜٜٔ‬اجبر‬
‫الجامعات لمتوجو الى خيار است ارتيجي جديد وىو توسيع قاعدة الد ارسات العميا ‪ .‬فاعتمدت خيا ار يركز عمى تجميع‬
‫القد ارت العممية في الجامعات والو از ارت والاجيزة الاخرى واطمقت برنامجا لمتنسيؽ والتعاوف بيف الجامعات وىذه‬
‫المؤسسات‪ .‬وبدا خيار ما يسمى بالجيد التعاوني والعمؿ المشترؾ خيا ار مقبولا وحقؽ منافع متبادلة بيف الجامعات‬
‫ومؤسسات حقؿ العمؿ امتد لخارج الجامعة في توجيو بحوث الد ارسات العميا لحؿ مشكلات الانتاج مف خلاؿ فمسفة‬
‫الاش ارؼ المشترؾ عمى بحوث طمبة الد ارسات العميا ‪ ،‬وبذلؾ تحققت فوائد وم ازيا عديدة ابرزىا تعزيز وتطوير القد ارت‬
‫العممية لأعضاء ىيئة التدريس واستطاعت الجامعات الع ارقية خلاؿ السنوات ٕ‪ ٕٕٓٓ - ٜٜٔ‬مف تخريج اكثر مف‬
‫ٕٓٓٗ حامؿ دكتو اره وماجستير في جميع الاختصاصات العممية وىو رقـ كبير مقارنة بما كانت تمتمكو الجامعات مف‬

‫اعضاء ىيئة التدريس في الجامعات الع ارقية والذي ازد عف ٖٓٓٓٔ عضو ىيئة تدريس عاـ ٕٕٓٓ‪.‬‬

‫ٖ‪ .‬الدخوؿ بنماذج جديدة مف التعميـ ‪ :‬يستند التعميـ عمى دعائـ اىميا التعمـ لممعرفة والتعمـ لمعمؿ والتعمـ لنعيش‬
‫والتعمـ لنكوف‪ .‬وتستند ىذه الدعائـ عمى فمسفة عدـ كفاية قياـ الانساف بناء قاعدة معرفية بداية حياتو يستمر‬
‫باستخداميا طيمة عمره‪ .‬وانما عميو اف يتعمـ لزيادة كفاءتو مف خلاؿ عممية التأىيؿ والتعميـ المستمر والتدريب فضلا‬
‫عف تجارب حقؿ العمؿ‪ .‬وانطلاقا مف ىذا الفيـ انطمقت فكرة الدخوؿ بنماذج جديدة لمتعميـ يتـ فييا الاستفادة مف قد ارت‬
‫حقؿ العمؿ ‪ .‬وبدأت تجربة التعميـ المتناوب في اكثر مف حقؿ وىو نموذج تعميمي تتناوب الد ارسة فيو بيف الد ارسة في‬

‫الجامعة وبيف التدريب والممارسة في حقؿ العمؿ‪ ،‬وفؽ برنامج تعميمي تدريبي‪.‬‬

‫ٗ‪ .‬وكانت ىيئة التعميـ التقني ىي ال ارئدة في ىذا النمط مف التعميـ وحققت مؤسسات مف خلالو فائدتيف الاولى زيادة‬
‫قد ارت القبوؿ فييا والثاني توفير قوة عمؿ في المؤسسات الانتاجية المتعاونة في تطبيؽ ىذ النمط الد ارسي ‪.‬وقد تمكنت‬
‫المؤسسات التي تعاونت في تطبيقو مف المساىمة في صياغة المنيج وفقا لاحتياجاتيا‪ .‬لقد كاف ىذا النموذج في تناوب‬
‫الد ارسة بيف الجامعة وحقؿ العمؿ بواقع ستة اشير في كؿ منيا دو ار في تطوير القد ارت العممية لأعضاء ىيئة التدريس‬
‫‪ ،‬كما انو م َّكف مف تخريج كوادر عمى مستوى عاؿ مف المعارؼ والميا ارت كما مكف الخريجيف مف توفير فرص عمؿ‬

‫حاؿ تخرجيـ‪.‬‬

‫لقد مكف ىذا الخيار الجامعات والمعاىد الع ارقية مف اعادة ىيكمة الب ارمج الد ارسية مف خلاؿ م ارعاتيا لمواقع العممي‬
‫ومكف الجامعات مف بناء ش اركات في مشروعات التدريب والاستشارة لخدمة الجيات التي تـ التعاوف معيا لبناء ىذه‬
‫الب ارمج الا انيا ظمت مقتصرة عمى التعاوف مع المؤسسات الحكومية دوف مؤسسات القطاع الخاص وظمت تجربة‬

‫‪44‬‬

‫محدودة ‪.‬‬
‫‪ .1‬خيا ارت الانتشار الجغ ارفي والتوسع ‪:‬‬

‫أ‪.‬التوسع الداخمي ‪ :‬كانت العوائؿ الع ارقية تشجع أبناءىا عمى الد ارسة لعبور بوابة الجامعة والحصوؿ عمى شيادة تفتح‬
‫ليـ أبواب المستقبؿ‪ .‬و لذلؾ خرجت الجامعات الع ارقية عمماء ومينييف ومثقفيف وكاف الطمبة الع ارقييف والعرب يشدوف‬

‫الرحاؿ لبغداد والموصؿ والبصرة لمد ارسة في جامعتيا‪.‬‬

‫وكنتيجة لاست ارتيجية التنمية الوطنية بدأ الع ارؽ التوسع في الجامعات حتى صار ىناؾ جامعة في كؿ محافظة‪ .‬وكاف‬
‫ىذا الانجاز الاستثنائي في التوسع في التعميـ العالي يقابمو ىاجس المستوى النوعي لمخرجات الجامعات الحديثة التي‬
‫استحدثت في سنوات كاف الع ارؽ يمر بيا بظروؼ اقتصادية صعبة ‪ .‬ىذا فضلا عمى نقص الخب ارت التدريسية في ىذه‬
‫الجامعات ونقص مستمزماتيا‪ .‬وتوسع حجـ الجامعات الع ارقية بشكؿ كبير حتى وصؿ عدد طمبة جامعة بغداد عاـ‬
‫ٕٕٓٓ اكثر مف ٓ‪ ٙ‬الؼ طالب واكثر مف ٖٓٓٓ عضو ىيئة تدريس وضمت الجامعة ‪ ٕٚ‬كمية و٘ معاىد لمد ارسات‬

‫العميا‪ .‬وينطبؽ القوؿ عمى باقي الجامعات الع ارقية التي شيدت توسعا كميا كبي ار في مجمؿ انشطتيا‪.‬‬

‫ب‪.‬التوسع الخارجي ‪:‬‬

‫ونتيجة لضعؼ جودة التعميـ الحكومي في بعض البمداف العربية برزت ظاىرة جديدة ومثيرة لمجدؿ‪ ،‬وىي استحداث فروع‬
‫لمجامعات الاجنبية ‪ .‬وكاف مؤيدو ىذا الاتجاه يركزوف عمى أف التعميـ في الجامعات الحكومية العربية قائـ عمى التمقيف‬
‫والحفظ بينما يقوـ نظاـ التعميـ الغربي عمى التفكير الانتقادي مف خلاؿ تشجيع الطمبة عمى إبداء آ ارئيـ وتكويف حجتيـ‬

‫الخاصة بيـ؛ وذلؾ لتطوير ميارتيـ الأكاديمية‪.‬‬

‫وعدا تجربة الجامعات المصرية في فتح فروع ليا في السوداف ولبناف‪ .‬تأخرت الجامعات الع ارقية في فتح فروع ليا في‬
‫البمداف العربية رغـ الطمب عمييا وقد ارتيا عمى تحقيؽ ذلؾ الخيار‪ .‬وكانت ىناؾ اصوات تدعو وتشجع عمى فتح فروع‬
‫لجامعة بغداد في اليمف والسوداف واعتبروىا تفتح الباب لمنافسة يستفيد منيا المجتمع لتحسيف نوعية التعميـ نتيجة‬
‫التعميـ ال ارقي الذي يحصؿ عميو طلاب ىذه الجامعات ووسيمة لاستيعاب الأعداد المت ازيدة مف الطلاب الذيف قد لا‬
‫يجدوف مكانا في الجامعات الحكومية‪ .‬وكانت الجامعات الع ارقية ولغاية ٖٕٓٓ تحتضف الطمبة العرب الذيف كانوا‬

‫يشكموف ٓٔ‪ %‬مف طمبتيا‪.‬‬

‫لقد لعبت مجموعة مف العوامؿ دورىا في تحديد الخيا ارت الاست ارتيجية لمجامعات الع ارقية وكذلؾ لو ازرة التعميـ العالي‬
‫خلاؿ الم ارحؿ المختمفة مف مسيرة التعميـ العالي في الع ارؽ والتي يمكف اجماليا بالآتي‪:‬‬

‫‪45‬‬

‫‪ .8‬الييكل والبناء التنظيمي ‪:‬‬

‫يحدد الييكؿ التنظيمي تقسيـ الأعماؿ بيف الادا ارت والجيات المكونة لمو ازرة او الجية كما يقسـ الاعماؿ بيف العامميف‬
‫ويحدد قنوات التنسيؽ الرسمية وتسمسؿ القيادة‪ .‬فالييكؿ التنظيمي ُينظـ العلاقات داخؿ المؤسسة ويحدد المسئوليات‬
‫والصلاحيات لكؿ جية‪ .‬والمتتبع لمسيرة التعميـ العالي يجد اف الجامعات الع ارقية تمتعت باستقلالية كبيرة في المرحمة‬
‫التي سبقت و ازرة التعميـ العالي عاـ ٓ‪ .ٜٔٚ‬ولكف استحداث الو ازرة رغـ انو اعتبر مف الاوساط الجامعية بانو تقييدا‬
‫لحريتيا ‪ ،‬فاف الو ازرة ومف منطمؽ آخر سعت لوضع است ارتيجية شاممة لتطوير التعميـ العالي ‪ ،‬ربما لـ تتحقؽ بكامميا‬
‫بسبب مجمؿ الظروؼ الاقتصادية التي فرضت ضغوطا كبيرة وبشكؿ خاص عمى موازنات التعميـ العالي وتوفير‬
‫مستمزماتو الاساسية‪ .‬كما اف قانوف و ازرة التعميـ العالي رغـ انو كاف يعطي الصلاحية الواسعة لمجامعات ‪ ،‬الا اف‬
‫التعميـ العالي كاف يمر بفت ارت يعتمد بشكؿ كمي عمى سياسة قيادة الو ازرة متمثمة بسياسة الوزير والم ارجع القيادية العميا‪.‬‬

‫‪ .1‬المفاضمة بين خيا ارت التخصص العام والدقيق ‪:‬‬

‫تمتزـ الجامعات في العالـ بحماية التعددية الفكرية والإبداع وحرية التعبير عف ال أري‪ ،‬وتعمؿ عمى الإفادة مف خب ارت‬
‫الجامعات العربية والأجنبية في تطبيؽ مفاىيـ عصرية تخدـ خصوصية المنطقة والتفاعؿ مع احتياجاتيا المرحمية‬

‫والمستقبمية‪ ،‬مف خلاؿ تقديـ حزمة واسعة مف التخصصات العممية في مجاؿ التخصص العاـ والدقيؽ‪.‬‬

‫وظمت الجامعات الع ارقية لغاية ق ارر اعادة ىيكمة الجامعات عاـ ‪ ٜٜٔٙ‬تمتزـ بفمسفة التخصص العاـ‪ .‬فكميتي الحقوؽ‬
‫و التجارة بجامعة بغداد كانتا كمتاىما بتخصص واحد‪ .‬وبعد اعادة الييكمة وتأميـ جامعة الحكمة وتحويؿ الجامعة‬
‫المستنصرية لجامعة حكومية انتقمت الجامعات الى نموذج التخصص الدقيؽ واستفادت في تنفيذ ق ارر التحوؿ الى‬
‫النظاـ الد ارسي الفصمي في تأكيد رغبتيا في التخصص الدقيؽ مف بعد السنة الثانية او الثالثة في الد ارسة‪ .‬وبعد ندوة‬
‫تموز ٔ‪ ٜٔٛ‬تنازلت الجامعات وبق ارر مركزي عف النظاـ الفصمي لتعود لمنظاـ السنوي وتعود الى فمسفة التخصص‬

‫العاـ مجددا‪ .‬اما احتياجات الدولة والمجتمع لمتخصصات الدقيقة فكانت توفرىا مخرجات الجامعات الاجنبية‪.‬‬

‫ونتيجة لمتطو ارت العممية والتكنولوجية التي شيدىا العالـ وجدت الجامعات الع ارقية انيا مضطرة لإعادة د ارسة الموضوع‬
‫فبدأ بتطبيقو عمى ب ارمج الماجستير وكاف مف نتائجيا استحداث معاىد عميا لمد ارسات العميا في الميزر والبلازما‬
‫والمحاسبة القانونية والتقانات الاحيائية‪ ،‬ونشطت الييئات القطاعية بتشجيع ىذا التوجو في الد ارسات الاولية فاستحدثت‬

‫تخصصات تكنولوجيا نظـ المعمومات وىندسة السيا ارت وتكرير النفط والتكييؼ والتبريد وغيرىا‪.‬‬

‫وقد ساىـ خيار التركيز عمى التخصص الدقيؽ الى ربط المناىج بحاجات حقؿ العمؿ واستحدثت نتيجة ذلؾ عدد مف‬
‫الكميات التقنية في ىيئة التعميـ التقني لد ارسات البكالوريوس والماجستير‪ .‬كـ ادى ذلؾ الى تشكيؿ فرؽ عمؿ بحثية‬
‫مشتركة ضمت باحثيف مف الجامعات وحقؿ العمؿ‪ ،‬بشكؿ ساىـ في تبني منيج جديد في خيا ارت البحث العممي‬

‫‪46‬‬

‫وتأسيس مدرسة ع ارقية بحثية وتحويؿ البحث العممي مف شكمو الفردي الى نموذج مؤسسي ساىـ في حؿ العديد مف‬
‫معضلات الانتاج في المؤسسات الانتاجية وتطوير قد ارتيا وفؽ است ارتيجية واضحة المعالـ‪.‬‬

‫ٖ‪ .‬منيج التخطيط الاست ارتيجي ‪:‬‬

‫لعؿ التساؤؿ الذي يشغؿ الكثيريف كاف عف المنيج الذي اعتمده مخططو التعميـ العالي في وضع خططيـ؟ وىنا لابد‬
‫مف الاشارة إلى إف التخطيط طويؿ الأجؿ اعتمد لمفترة مف ٓ‪ ٜٜٔٓ - ٜٔٚ‬مف خلاؿ تبني خطط خماسية ‪ .‬وبعد‬
‫عاـ ٓ‪ ٜٜٔ‬فقد تـ تبني منيػج السيناريػو الذي يعتبر مف أكثر المناىج شيوعاً في أدبيات التخطيط المستقبمي و‬
‫الاست ارتيجي ػ ويعد كذلؾ مف أىـ مناىج التخطيط الاست ارتيجي في التعميـ ‪.‬لقد تـ استخداـ التفكير الحدسي الاست ارتيجي‬

‫وذلؾ عف طريؽ التفكير في المستقبؿ وقياسو عمى الماضي أو الحاضر مف خلاؿ ما يمي‪:‬‬

‫ٔ‪ .‬استخداـ الخياؿ العممي لمتبصر والتوقع المستقبمي والحصوؿ عمى تصور عف المستقبؿ وفقاً لمرؤى الإست ارتيجية‬
‫لمقيادة‪.‬‬

‫ٕ‪ .‬تخيؿ المستقبؿ أو الحمـ المستقبمي لذلؾ عف طريؽ وضع أىداؼ نموذجية وتخيؿ ما يحدث حيف تحقيقيا‪.‬‬
‫ٖ‪ .‬تحديد المؤش ارت الاجتماعية الموضوعية بضوء المقارنات المرجعية مع دوؿ العالـ المتقدـ و التي يمكف في‬

‫إطارىا تخيؿ المستقبؿ وتشمؿ ىذه المؤش ارت التغي ارت السياسية والاقتصادية والاجتماعية‪.‬‬
‫ٗ‪ .‬تحديد الاتجاىات الظاىرة والخفية لتطور المجتمع‪.‬‬

‫٘‪ .‬تحديد النظريات والنماذج النظرية المناسبة لتطوير واستخداـ نماذج وأساليب التخطيط الكمية‪.‬‬

‫و يمكن تمخيص عناصر السيناريو الذي اعتمد في النقاط التالية‪:‬‬

‫أ ـ الوضع الابتدائي ‪ :‬بمعنى أف لكؿ سيناريو نقطة انطلاؽ أو مجموعة شروط أولية قد تكوف ‪:‬‬
‫ٔ‪ .‬مجموعة مف الظروؼ الفعمية الواقعية‪.‬‬

‫ٕ‪ .‬مجموعة مف الظروؼ المفترضة أو المتخيمة‪.‬‬

‫ب ـ الوضع المستقبمي‪ :‬الاستش ارؼ أي وصؼ خصائص الظاىرة موضع الد ارسة في نياية فترة‪.‬‬

‫ج ـ وصف المسا ارت المستقبمية البديمة ‪ :‬أي وصؼ المسار أو المسا ارت التي تؤدي إلى الوضع المستقبمي وذلؾ في‬
‫صورة تداعيات ومشاىد لمظاىرة موضع الد ارسة المستقبمية ويتشكؿ ىذا المسار مف خلاؿ عممية تحميؿ جممة الأحداث‬

‫والتفاعلات المحتممة بينيما‪.‬‬

‫وتبدو أىمية أسموب السيناريو في عممية التخطيط الاست ارتيجي الذي يتطمب عممية مسح مستمرة لمتغي ارت والحوادث‬
‫التي تحدث في البيئة المحيطة بالمنظمة حيث يستخدـ منيج السيناريو في‪:‬‬

‫‪47‬‬

‫تحديد وتعريؼ القضايا الإست ارتيجية الميمة خلاؿ المرحمة القادمة‪.‬‬ ‫ٔ‪.‬‬
‫تحميؿ العوامؿ الرئيسية التي تؤثر عمى القضايا الإست ارتيجية وخاصة الجوانب الاقتصادية‪.‬‬ ‫ٕ‪.‬‬
‫ٖ‪.‬‬
‫إيجاد تطبيقات ومضاميف ومدلولات لمسيناريو‪.‬‬

‫ويتطمب منيج السيناريو مف صانع السيناريو أف يفكر في ما يحتمؿ وما يمكف حدوثو في ظؿ ظروؼ بالغة التعقيد كنا‬
‫نخطط ليا ‪ ،‬ووضعنا بالحسباف ما لا يمكف حدوثو بحيث وضعنا خطوط عريضة لمتغير في عدة أبعاد ومف ثـ أجرينا‬
‫تحميؿ جزئي للأبعاد المحددة كمياً باستخداـ تحميؿ الاتجاىات والسلاسؿ الزمنية ‪ ،‬لمكشؼ عف العلاقة المتوقعة بيف‬

‫الأبعاد السابقة‪ ،‬وبعد الانتياء مف المرحمتيف السابقتيف مف التحميؿ تـ كتابة السيناريو ووضعت التخمينات لكمفتو‪.‬‬

‫ولابد مف الإشارة إلى أف عممية اختيار أبعاد ومجالات ومتغي ارت السيناريو توقفت عمى طبيعة ما كاف يجوؿ بعقوؿ‬
‫المخططيف وطبيعة البيئة والاتجاىات الفكرية السائدة‪.‬‬

‫خاتمة ‪:‬‬
‫إن بناء أرس المال البشري ارقي النوعية كان الميمة التأريخية التي سعت ليا ثورة ‪ 61 - 86‬تموز ‪،8691‬لأن‬
‫خيار الاستثمار في البشر ىو الأىم منطمقين من اعتبارين‪ ،‬الأول معالجة التوسع غير المحسوب والتأكيد عمى‬
‫التوسع في التخصصات اليندسية والعممية الحاكمة عمى حساب التوسع في التخصصات الاخرى‪ ،‬والثاني التصميم‬
‫عمى تميز مؤسسات التعميم العالي خاصة المستحدثة منيا بالنوعية العالية والتنوع والمرونة والتركيز عمى المجالات‬
‫المعرفية المطموبة لمتقدم العممي والتكنولوجي‪ ،‬ووبالفعل فقد كانت الجامعات الع ارقية نموذجاً لمتحدي لموصول الى‬

‫تعميم عاٍل ار ٍق يشيد لو الجميع‪.‬‬

‫‪48‬‬

‫تلحلمت تلثالثت‬
‫جيش تلعرتق تلىطٌي‪ ،‬جيش تلأهت تلعربيت‬

‫انو جيش الع ارؽ الابي الذي لـ ينكسر يوما ولـ تثبت عميو ثممة في سفره الوطني والقومي الخالد عبر سني كفاحو‬
‫المسمح ضد الطغاة والغ ازة‪ ،‬ضد المعتديف والطامعيف بأرض الع ارؽ وارض العرب‪..‬‬

‫انو جيش الع ارؽ ‪ ..‬جيش الامة العربية اينما اقتضت ضرو ارت قتالو ‪ ..‬سيبقى كما كاف رغـ الكبوة التي اصابتو في‬
‫صميـ فؤاده عندما أمر ذلؾ الغريب الشرير بح ِّؿ كيانو بعد أف وطأت اقداـ الغ ازة ارض الع ارؽ عاـ ٖٕٓٓ‪ .‬وسيبقى‬
‫جيش الع ارؽ بالرغـ مف كؿ ذلؾ ىو المدد لكؿ العرب ‪ ..‬فعقيدتو ارسخة وتأريخو عريؽ‪ ،‬وتدريب مقاتميو وخبرتيـ لا‬

‫مثيؿ ليا بيف جيوش الارض في عصرنا ال ارىف‪.‬‬
‫الجيش الع ارقي الباسؿ ‪ ،‬جيش الوطف الغالي ‪ ،‬وجيش الامة العربية المجيدة ‪ ،‬ىو نفسو الجيش البطؿ الذي قاتؿ‬
‫المحتؿ الأميركي الغاشـ بعد اف قدمت جيوشو الج اررة مف اقصى غرب العالـ‪ .‬وىو الجييش الذي رفد المقاومة الوطنية‬
‫الع ارقية‪ ،‬بكؿ اطيافيا‪ ،‬بعوامؿ الحياة والصمود حتى تمكنت مف إلحاؽ اليزيمة المنكرة بأقوى جيوش العالـ عمى‬

‫الاطلاؽ وفرضت عميو اليرب مف ارض ال ارفديف عاـ ٕٔٔٓ‪.‬‬
‫إف مف يستعرض تأريخ جيش الع ارؽ يقؼ مذىولا أماـ ىذا السفر الخالد مف الأمجاد والبطولات وصور العز والمجد‬
‫والفخار وملاحـ الآباء والشمـ التي سطرىا عبر تاريخو المجيد وبسجؿ مميء بأحرؼ مف نور‪ .‬ذلؾ السجؿ الناصع مف‬
‫الوفاء لتربة الع ارؽ وأرضو ومائو وسمائو‪ .‬ويشعر بالفخر والزىو لتمؾ المواقؼ البطولية في الدفاع عف ارض الع ارؽ‬

‫ووحدتو وفي الدفاع عف ارض العروبة وعف المقدسات وقيـ ومبادئ الديف الحنيؼ‪.‬‬

‫‪49‬‬


Click to View FlipBook Version