The words you are searching are inside this book. To get more targeted content, please make full-text search by clicking here.

صدور العدد 6 من المجلة الالكترونية (صدام أمة في رجل) الخاصة بالإحتفاء بالذكرى الثانية عشرة لإستشهاد الرئيس المناضل القائد صدام حسين

Discover the best professional documents and content resources in AnyFlip Document Base.
Search
Published by nabad.3orouba.moujahida, 2018-12-25 11:34:25

صدور العدد 6 من المجلة الالكترونية (صدام أمة في رجل) الخاصة بالإحتفاء بالذكرى الثانية عشرة لإستشهاد الرئيس المناضل القائد صدام حسين

صدور العدد 6 من المجلة الالكترونية (صدام أمة في رجل) الخاصة بالإحتفاء بالذكرى الثانية عشرة لإستشهاد الرئيس المناضل القائد صدام حسين

‫العدد (‪ 25 )6‬كانون الو ‪2018‬‬
‫صادرة بمناسبة الذكرى ‪ 12‬لاستشهاد القائد‬

‫صدام حسين‬

‫العدد (‪ 25 )6‬كانوف الوؿ ‪2018‬‬
‫صادرة بمناسبة الذكرى ‪ 12‬لاستشياد القائد‬

‫صداـ حسيف‬

‫انم‪ٛ‬بدح انعه‪ٛ‬ب لحضة انجعش انعشث‪ ٙ‬الاشتراك‪ ٙ‬الأسدَ‪ ٙ‬رصذس ث‪ٛ‬بَب‬
‫بمُبسجخ انزكشٖ ‪ 21‬لاسزشٓبد انمبئذ صذاو حسين‬

‫بسـ الله الرحمف الرحيـ‬

‫بياف في الثانية عشر لاستشياد القائد الخالد صداـ حسيف‬
‫يا جماىير شعبنا العظيـ‬
‫أييا المناضموف الاح ارر‬

‫في مثؿ ىذه الياـ قبؿ اثنى عشر عاما امتدت يد الغدر والاج ارـ لتنفيذ جريمة بشعة بحؽ الرفيؽ‬
‫الميف العاـ لمحزب القائد صداـ حسيف في صبيحة يوـ عيد الضحى المبارؾ‪.‬‬

‫ولقد واجو الرفيؽ الشييد صداـ حسيف الفعؿ الغادر لمعملاء الاذلاء بشجاعة نادرة وبسالة مت ّميزة‬
‫وناطقاً بصو ِت مؤمف وىادر بالشيادتيف وىاتفاً باسـ الشعب باسـ الع ارؽ عاشت الامة عاشت‬
‫فمسطيف حرة عربية وبذلؾ تّوج الرفيؽ الشييد صداـ حسيف رحمو الله مسيرتو النضالية الطويمة‬
‫باستشياده قرباناً لمبادئ الحزب وآماؿ واىداؼ الشعب والامة في الوحدة والحرية والاشت اركية فكاف‬
‫البعث بحؽ حزب الشيادة والشيداء الذي قدـ الاؼ الشيداء في مسيرتو النضالية عمى امتداد‬

‫الساحة العربية‪.‬‬
‫لقد ا ارد العداء مف ىذا الفعؿ الجباف أف يسقطوا خيار المقاومة والصمود ويكسروا روح التحّدي‬
‫والكفاح وتشويو وشيطنة صورة قائدنا المحبوب مف جماىير الشعب العربي والاسلامي ولكنيـ خابوا‬

‫‪1‬‬

‫العدد (‪ 25 )6‬كانوف الوؿ ‪2018‬‬
‫صادرة بمناسبة الذكرى ‪ 12‬لاستشياد القائد‬

‫صداـ حسيف‬

‫وخسوا حيث تبيف لمجماىير أىمية وحنكة ىذا القائد العظيـ الذي كاف يسد عف أمة العرب شرور‬
‫وفتف الفرس والصياينة وحمفائيـ مف الانظمة العربية المتخمفة العميمة ‪ ،‬وأصبح ىو المتوج عمى‬
‫قموب الملاييف وصار الجميع يُقبؿ عمى فكر القائد الخالد‪ ،‬واصبحت سيرتو ومواقفة مميمة لممناضميف‬

‫والمجاىديف لمصغار ولمكبار‪.‬‬
‫أييا المناضموف‬

‫اف تواصؿ اعماؿ المقاومة لمجاىدي البعث في الع ارؽ يحدو ركبيـ الرفيؽ القائد المجاىد عزة اب ارىيـ‬
‫الاميف العاـ لمحزب والقائد الاعمى لمجياد والتحرير دليؿ عمى دورىـ المشيود في التصدي الشجاع‬
‫لعمميات القمع الوحشي والاغتيالات والاجتثاث البغيض‪ ،‬واستم ارر اعماؿ المقاومة في فمسطيف‬
‫والاحواز والع ارؽ وعمى امتداد الساحة العربية‪ ،‬استم ار ار لنيج شييدنا القائد في التصدي لعداء‬

‫الامة‪.‬‬
‫المجد والخمود لسيد شيداء العصر الرفيؽ القائد صداـ حسيف ورفاقو‬

‫المجد والخمود لشيداء حزبنا العظيـ‬
‫المجد والخمود لشيداء الردف والع ارؽ وفمسطيف والمة العربية المجيدة‬

‫عاش الردف عزي از قويا‬
‫وعاش الع ارؽ ح ارً عربياً أبياً موحدا‬
‫وعاشت فمسطيف حرة عربية مف النير الى البحر‬

‫والمجد كؿ المجد لمتنا العربية‬
‫والمجد كؿ المجد لحزب البعث العربي الاشت اركي‬
‫وأمينو العاـ الرفيؽ المجاىد عزة اب ارىيـ حفظو الله‬

‫ولرسالة أمتنا المجد والخمود‬
‫القيادة العميا لحزب البعث العربي الاشت اركي الردني ‪/‬عماف‬

‫ٕٗ‪ٕٓٔٛ/ٕٔ/‬‬

‫‪2‬‬

‫العدد (‪ 25 )6‬كانوف الوؿ ‪2018‬‬
‫صادرة بمناسبة الذكرى ‪ 12‬لاستشياد القائد‬

‫صداـ حسيف‬

‫في انزكشٖ انضبَ‪ٛ‬خ عششح لاسزشٓبد انمبئذ صذاو حسين‬
‫سهطخ الحضة … رٕفير يسزهضيبد لٕح الحضة‬

‫أ‪.‬د‪ .‬كاظـ عبد الحسيف عباس‪ /‬نبض العروبة المجاىدة لمثقافة والإعلاـ‬

‫توقؼ كثيروف عند حقيقة أف البعث ليس حزب النظار والعقوؿ عند مختمؼ الم ارحؿ التي مرت‬

‫سمطة‪ ،‬بمعنى أف السمطة ليست ىدفا قائما بيا سمطة الحزب كخط عاـ وكاتجاه مبدئي‪.‬‬

‫بذاتو في إيديولوجية الحزب‪ ،‬بؿ إنيا محض إف تناوؿ ىذا الموضوع بمنيجية وفي إطار‬

‫لفت الانتباه لو يعود لخطورتو وحيويتو لما‬ ‫وسيمة إذا توفرت شروط استلاميا‪.‬‬

‫ولعمنا لا نجافي الحقيقة إف قمنا إف موضوعة يساىـ في رسـ سياسات مستقبمية تستحضر و‬

‫حزب السمطة أو بعبارة أدؽ حضور معايير تستفيد مف الإخفاقات في توؽ اجتيازىا وتيضـ‬

‫الاىتماـ بالحزب مقارنة مع الاىتماـ بالسمطة الإيجابيات وتتمثميا في محاولة تأطير‬

‫في العقؿ البعثي ولمف كانت الرجحية وأيف الموضوع تأطي ار إيديولوجيا‪.‬‬

‫حصؿ قصور أو خمؿ أو شطط في مفاصؿ ىذه أوؿ ما يواجو البحث في صمة الحزب بالدولة‬

‫العلاقة لـ تدرس بعمؽ ولا بحثت بروح منيجية ىو قصور دولنا وضعؼ أدائيا وبطئ مسا ارت‬

‫عممية مبدئية رغـ أف القائد الشييد صداـ التجدد فييا‪ .‬وحيف ينغمس المناضموف في‬

‫حسيف وعدد مف القادة المفكريف البعثييف قد دولة ىذا وصفيا‪ ،‬فإنيـ سيكونوف أماـ مطبات‬

‫توقفوا عندىا لإثارة الانتباه والتذكير بأف الحزب الرضوخ لممسا ارت الرتيبة والروتينية التي‬

‫فرضيا واقع حاؿ تخمؼ مؤسسات الدولة أو‬ ‫فوؽ السمطة وأىـ منيا‪.‬‬

‫وكاف لطروحات الرفيؽ الشييد صداـ حسيف الدخوؿ في ص ارع معيا في تفاصيؿ وجزئيات‬

‫الميف العاـ لمحزب في ضرورة الاىتداء تحكميا العقمية المبدئية العقيدية لممناضؿ‬

‫بمبادئ الحزب في السمطة ونقؿ السموكية المر الذي يمكف أف يؤثر سمبا عمى الإنتاجية‬

‫البعثية لمدولة وليس العكس‪ ،‬دور مفصمي في العامة لمدولة وىذا أمر مرفوض أيضا‪.‬‬

‫إثارة المعادلة وعتلات ات ازنيا ووضعيا أماـ‬

‫‪3‬‬

‫العدد (‪ 25 )6‬كانوف الوؿ ‪2018‬‬
‫صادرة بمناسبة الذكرى ‪ 12‬لاستشياد القائد‬

‫صداـ حسيف‬

‫والمنتشر في دوؿ العالـ الثالث وتقميصو في‬ ‫مف بيف ما أفرزتو التجربة ىو أف يتفرغ كادر‬
‫الع ارؽ إلى ما لا يزيد عمى ٕ بالمائة‪.‬‬ ‫مف الحزب لإدارة بعض المفاصؿ الميمة لمدولة‬
‫وأف ينصرؼ عموـ البعثييف إلى شؤوف الحزب‬
‫ونحف ىنا لا نتحدث عف الدعامات العظيمة‬ ‫التنظيمية والجماىيرية والثقافية المختمفة‪.‬‬
‫التي قدميا الحزب في مجاؿ المف وحماية‬ ‫بمعنى أف الحزب عمؿ عمى تغذية الدولة‬
‫الع ارؽ في مختمؼ الوقائع التي شيدتيا الحقبة‬ ‫بقد ارت كفأة لمناضميف يتمتعوف بمؤىلات كفأة‬
‫المجيدة بؿ ننظر فقط إلى الزوايا المدنية‬ ‫وبالن ازىة والعفة والحماس الوطني والقومي‬
‫ومسا ارت الإنتاج والتعميـ والصحة والخدمات‬ ‫والتفاني والإخلاص‪ ،‬وفي نفس الوقت لـ يفقد‬
‫وبناء الإنساف وتنفيذ خطط التنمية بمختمؼ‬ ‫الحزب ولـ يخسر الجيد والطاقة لمناضميف‬
‫تفرغوا لمعمؿ الحزبي ليديموا صمة الحزب‬
‫روافدىا ومسا ارتيا‪.‬‬ ‫بالشعب ويديموا روافد تقوية الحزب تنظيميا‬

‫وفكريا‪.‬‬
‫إف التداخؿ الحميد ىنا لـ يخمو مف ىنات‬
‫وعث ارت واخفاقات ىنا وىناؾ‪ ،‬لكنيا عمى‬
‫العموـ أخطاء عمؿ وليست أخطاء منيجية‪.‬‬
‫واف البحث في التفاصيؿ والجزئيات في ىذا‬
‫المضمار يمكف أف يثري تجربتي التنظيـ‬

‫والدولة في آف معا‪.‬‬
‫لقد كاف الحزب ىو مصدر قوة الدولة وصماـ‬
‫الماف لن ازىتيا ومحاربة الفساد المعروؼ‬

‫‪4‬‬

‫العدد (‪ 25 )6‬كانوف الوؿ ‪2018‬‬
‫صادرة بمناسبة الذكرى ‪ 12‬لاستشياد القائد‬

‫صداـ حسيف‬

‫انشٓ‪ٛ‬ذ صذاو حسين لبئذ في ح‪ٛ‬برّ ٔثعذ اسزشٓبدِ‬

‫د‪ .‬حسف طوالبة‪ /‬لجنة الاردف‬

‫ومف خلاؿ التجربة‪ ،‬كاف الشييد صداـ حسيف‬ ‫لـ يتعرض زعيـ في العالـ إلى تحديات كبيرة‬
‫القائد والرْمز مف خلاؿ العلاقة الصافية التي‬ ‫كما تعرض ليا الشييد صداـ حسيف‪ .‬فقد أ ارد‬
‫تكونت بينو وبيف أبناء الشعب‪ ،‬وبعيدا عف‬ ‫أعداء المة أف يحطموىا مف خلاؿ النيؿ مف‬
‫اللفاظ الشعرية والنعوت التي غصت بيا لغتنا‬ ‫َرْمز قومي عولت عميو المة آمالا كبيرة‪ .‬فقد‬
‫العربية‪ ،‬فإني أتوقؼ عند نقطة وىي أف صداـ‬ ‫أدرؾ العداء سر قوة صداـ حسيف في ارتباطو‬
‫البعثي العربي الع ارقي قاد الحزب قبؿ الثورة‬ ‫بالشعب وبطموحاتو وقدرتو عمى ترجمتيا إلى‬
‫وبعدىا بكفاءة مميزة وسار بو إلى مسا ارت‬
‫التقدـ والنيضة‪ ،‬كما قاد المقاومة الع ارقية‬ ‫تطبيقات حية‪.‬‬
‫رغـ التشويو ومحاولة العملاء شيطنة البعث‬
‫البطمة حتى استشياده‪.‬‬ ‫ورموزه عبر وسائؿ الإعلاـ العديدة‪ ،‬إلا أف‬
‫كاف الشييد صداـ حسيف النبع الصافي لكؿ‬ ‫صداـ حسيف ظؿ يمثؿ كؿ معاني القيادة‬
‫قيمنا الصمية والحافظ ليا والمدافع عنيا ضد‬ ‫التاريخية بحؽ‪ ،‬وظمت صوره ترعب الجبناء‬
‫كؿ محاولات التشويو والاحتواء أو التقميد‬ ‫الذيف استعانوا بالجنبي لموصوؿ إلى ك ارسي‬
‫العمى لما ىو خارج بيئتنا العربية‪ .‬وفي‬ ‫الحكـ في الع ارؽ‪ .‬ورغـ كؿ ما تبثو وسائؿ‬
‫الوقت نفسو ظؿ صداـ حسيف الضمانة‬ ‫إعلاـ العداء‪ ،‬فإف أبناء العروبة والع ارقييف‬
‫لاستم ارر حيوية الحزب ومبادئو النبيمة‪ ،‬لكي‬ ‫الصلاء يبدوف حبيـ لصداـ حسيف‪ ،‬ويحتفموف‬
‫تتفاعؿ مع الإنساف الجديد المتطور ومع‬ ‫بذكرى استشياده‪ ،‬وينصبوف لو الجداريات في‬
‫مستمزمات الحياة العصرية‪ ،‬والضمانة لإحياء‬ ‫الساحات سواء في مدف العرب أـ في المدف‬
‫تواصؿ المة العربية مع تاريخيا وت ارثيا‬ ‫الجنبية‪ ،‬كما نالت صوره عبر وسائؿ التواصؿ‬
‫العريؽ‪ ،‬والضمانة لاستم ارر التقدـ والرقي للأمة‬ ‫الاجتماعي المرتبة الولى‪ ،‬المر الذي أغاض‬

‫كميا‪.‬‬ ‫زمرة العملاء في المنطقة الخض ارء في بغداد‪.‬‬

‫‪5‬‬

‫العدد (‪ 25 )6‬كانوف الوؿ ‪2018‬‬
‫صادرة بمناسبة الذكرى ‪ 12‬لاستشياد القائد‬

‫صداـ حسيف‬

‫يبرز مف بيف الجماىير‪ ،‬وىو مف تنتظره‬ ‫عرؼ الإنساف منذ القديـ أنماطا مف القيادة‬
‫الجماىير لكي ينقذىا مف حالة التدىور‬ ‫بحيث أصبحت مألوفة في حياتو السياسية‬
‫والانحطاط إلى حالة النيضة والرقي‪ ،‬وىو الذي‬
‫اندمجت مصالحو مع مصالح الجماىير‪ ،‬ومثؿ‬ ‫والاجتماعية‪.‬‬
‫ىذا القائد يوجو التاريخ ويسبؽ الحداث ويرسـ‬ ‫والإنساف الذي يتبوأ القيادة بجدارة ىو الذي‬
‫يبرز مف بيف صفوؼ الجماعة التي ينتمي‬
‫طريؽ المستقبؿ بعقؿ وعزـ وا اردة‪.‬‬ ‫إلييا‪ ،‬ويكوف القدر عمى تحسس آلاميا‬
‫عرؼ الع ارقيوف العديد مف الزعماء والحكاـ‬ ‫ومشكلاتيا ويتجاوب مع طموحاتيا‪ .‬ومثؿ ىذا‬
‫وخضعوا ليـ وأطاعوىـ وىتفوا ليـ في معظـ‬ ‫القائد يتصؼ حتما بالذكاء والثقة بالنفس‬
‫الحياف طواعية أو كرىا‪ ،‬ولكف معظميـ لـ‬ ‫والقدرة عمى التنظيـ‪ ،‬وبيذه المواصفات‬
‫يتركوا أث ار عميقا في نفوسيـ أثناء حكميـ أو‬ ‫والقد ارت يصبح القائد ىاديا ومرشدا لسموؾ‬
‫بعده لنيـ وصموا إلى السمطة بشتى السبؿ‬ ‫جماعتو فيقودىا صفا موحدا لمجابة الصعاب‬
‫ووضعوا فواصؿ كبيرة وعوازؿ بينيـ وبيف‬
‫الشعب‪ ،‬فابتعد الشعب عنيـ لنيـ بالمقابؿ‬ ‫والتحديات‪.‬‬
‫لقد عرؼ القائد معنى القيادة ومارس دور‬
‫ابتعدوا عف أمانيو وىمومو‪.‬‬ ‫القائد في الحياة‪ ،‬وأصبحت القيادة ظاىرة‬
‫وصداـ حسيف عاش آلاـ الناس وىو صغير‪،‬‬ ‫مػألوفة في الحياة السياسية والاجتماعية‪.‬‬
‫ورفض الظمـ وانتفض ضده مف أجؿ الشعب‪.‬‬ ‫القائد الذي يتبوأ مركزه بجدارة في أصعب‬
‫ومنذ صباه رضع حميب القومية العربية ومبادئ‬ ‫المواقؼ‪ ،‬ويممؾ الج أرة عمى استخداـ السمطة‬
‫البعث‪ ،‬كما تربى عمى مبادئ الرجولة‬ ‫في أسوأ الحواؿ‪ ،‬ىذا القائد ىو الذي عرفو‬
‫والشجاعة فأسبغ عمى مبادئو الج أرة والإقداـ‬ ‫البعض بالبطؿ نظ ار لدوره المتميز في قيادة‬
‫والتضحية‪ ،‬ومنذ الصبا وىب نفسو لمبادئ‬ ‫المجتمع وقيادة حركة التاريخ‪ ،‬فيو البطؿ الذي‬
‫حزبو ولوطنو ولخدمة الشعب‪ ،‬فكانت حياتو‬ ‫ينصاع لو الجنس البشري طواعية ويشعروف‬
‫حربا ضد الظمـ وضد الظالميف وضد الفساد‬ ‫بالضرورة الممحة لطاعتو‪ .‬ىذا القائد ىو الذي‬

‫‪6‬‬

‫العدد (‪ 25 )6‬كانوف الوؿ ‪2018‬‬
‫صادرة بمناسبة الذكرى ‪ 12‬لاستشياد القائد‬

‫صداـ حسيف‬

‫يؤكد أف شخصيتو لـ تتطور ولـ تنمو بشكؿ‬ ‫والتخمؼ‪ .‬وعندما اشتد ساعده ومضى سيفو‬
‫طبيعي وفؽ السياقات الخاصة بنمو شخصيات‬ ‫دخؿ أتوف المعارؾ النضالية وكاف يخرج منيا‬
‫الف ارد العادييف‪ ،‬ولكنيا نمت وتطورت ضمف‬ ‫وىو أمضى عودا وأصمب إ اردة وأكثر الت ازما‬
‫تفاعميا مع الظروؼ التي أحاطت بيا‪ ،‬وبيذه‬
‫السمات واجو التحديات والصعوبات‪ ،‬وتصاعد‬ ‫بالمبادئ التي رضعيا‪.‬‬
‫نموىا وتطورىا بمنطؽ العبقريات وليس بمنطؽ‬ ‫خرج صداـ حسيف مف بيف الناس يحمؿ‬
‫الكفاءات العادية ػ كما عبر رفيقو القائد‬ ‫ىموميـ ويتمثميا في نفسو ويصرفيا سموكا‬
‫المؤسس ػ فقد تطورت شخصيتو بقف ازت كبيرة‬ ‫وق ار ارت كانت تمقى تجاوبا مف الناس الشرفاء‪.‬‬
‫تختصر الزمف دوف أف تقفز فوؽ الم ارحؿ‪،‬‬ ‫عرفو الع ارقيوف الباة قبؿ الآخريف‪ ،‬وعرفو‬
‫فكاف تكونيا متينا صمبا خاليا مف الثغ ارت‪،‬‬ ‫البعثيوف منذ عش ارت السنيف وبالذات عندما‬
‫أنقذ الحزب مف كبوتو بعد ردة ‪ ٔٛ‬تشريف عاـ‬
‫تتسـ بالعبقرية الحقة‪.‬‬ ‫ٖ‪ ،ٜٔٙ‬حيث تمكف مف إعادة الرجحاف‬
‫ومف حقائؽ التاريخ المعروفة أف المـ ىي‬ ‫والسيطرة لخط الحزب القومي بعد ردة ٖٕ‬
‫التي تخمؽ القائد العظيـ والعبقري الذي يختصر‬ ‫شباط ‪ ٜٔٙٙ‬في سورية‪ ،‬كما قاد مسيرة‬
‫م ارحؿ الزمف دوف أف يتجاوزىا‪ ،‬والحقيقة‬ ‫الحزب التنظيمية قبؿ ثورة ‪ ٔٚ‬تموز وبعدىا‪،‬‬
‫الخرى التي لا تقؿ أىمية عف الولى ىي‬ ‫وصاغ نظرية العمؿ البعثية‪ .‬عرفو الجميع‬
‫وجود الفرد العبقري الذي يبرز مف بيف الناس‬ ‫مخططا لمثورة وعرفوه قائدا ليا‪ ،‬وحقؽ بفعؿ‬
‫قائدا يطبع الشعب بطابعو ويطبع مرحمة‬ ‫عقمو ال ارجح وعزمو ال ارسخ إنجا ازت كبيرة‬
‫تاريخية باسمو دوف أف يقمؿ مف عظمة‬ ‫وجوىرية عمى طريؽ النيضة والانبعاث‬
‫الشعب‪ ،‬وىكذا فقد نما صداـ حسيف وتطور‬
‫بمنطؽ العبقريات وليس بمنطؽ الكفاءات‬ ‫القومي‪.‬‬
‫إف المسح الشامؿ لمسمات التي اتسـ بيا‬
‫العادية‪.‬‬ ‫الشييد صداـ حسيف وملاحظة الإنجا ازت التي‬
‫حققيا في شتى المجالات وفي أقسى الظروؼ‬

‫‪7‬‬

‫العدد (‪ 25 )6‬كانوف الوؿ ‪2018‬‬
‫صادرة بمناسبة الذكرى ‪ 12‬لاستشياد القائد‬

‫صداـ حسيف‬

‫واف الثقة الكبيرة بالمة العربية‪ ،‬رغـ كؿ‬ ‫لقد برىف صداـ حسيف مف خلاؿ إيمانو العميؽ‬
‫المصاعب والتحديات‪ ،‬متأتية مف أف المة لـ‬ ‫بالمبادئ واستعداده العالي لترجمتيا عمى أرض‬
‫تعش تاريخيا دفعة واحدة وبخط مستقيـ‪ ،‬بؿ‬ ‫الواقع‪ ،‬وبرىف بفكره وسموكو‪ ،‬أنو حمؿ‬
‫مرت بحالات مد وجزر‪ ،‬وحالات ارتفاع‬
‫وانكسار‪ ،‬ومف بيف الركاـ كانت الإ اردة القوية‬ ‫خصوصية البعث في الصدؽ والمانة‪.‬‬
‫أما صمتو الحية والقوية بالمة العربية‬
‫تظير باتجاه تجاوز الحالة المتردية‪.‬‬ ‫وتاريخيا فيي صمة مف نوع خاص‪ ،‬فعمى‬
‫ورغـ مشاغؿ الرجؿ وىو في سدة الحكـ وفي‬ ‫الرغـ مف الصعوبات والمشكلات التي واجيت‬
‫قيادة الحزب وفي إدارة العمميات العسكرية وقت‬ ‫المة وجعمتيا تمر بمرحمة مخاض عسير‪ ،‬إلا‬
‫المواجية مع العداء‪ ،‬فإنو كاف يجد الوقت‬ ‫أف القائد صداـ حسيف لـ ينظر إلى المة مف‬
‫ليمنح الآخريف مف أبناء شعبو الحب والحناف‬ ‫منظار مأساوي‪ ،‬بؿ ظؿ متفائلا يممئ صدره‬
‫والممسة الإنسانية‪ ،‬التي تداوي آلاـ الناس‪.‬‬ ‫الاعت ازز بأمتو وتاريخيا المجيد‪ ،‬وظؿ يؤمف أف‬
‫فكاف يستقبؿ عش ارت منيـ كؿ يوـ وكانت تمؾ‬ ‫المة يجب أف تمعب دورىا الموكؿ إلييا في‬
‫المقابلات تستمر حتى تحيف صلاة الفجر‪،‬‬
‫وكاف يرد عمى مكالمات المواطنيف عبر خط‬ ‫إق ارر المف والسمـ في العالـ‪.‬‬
‫معروؼ‪ ،‬وكاف يزور المواطنيف في بيوتيـ‬ ‫إف ىذه الثقة العالية بالمة العربية متأتية مف‬
‫ويسأؿ عف أحواليـ المعاشية‪ ،‬ويفتح بيديو‬ ‫أنيا أمة غنية بإمكاناتيا وبقد ارتيا عمى النمو‬
‫ثلاجاتيـ ليعرؼ مستوى معيشتيـ‪ ،‬ويأكؿ مف‬ ‫وقدرة أبنائيا عمى التعمـ واستيعاب التقنية‬
‫الحديثة وعمى التواصؿ الثقافي في اتجاىات‬
‫طعاميـ‪.‬‬ ‫التكوف والصيرورة‪ ،‬فيذه العوامؿ إضافة إلى‬
‫لقد أجمع العرب والع ارقيوف عمى أىمية القائد‬ ‫إ اردة الخيريف مف أبناء المة تشكؿ إمكاناتيا‬
‫صداـ حسيف في قيادة المة إلى مسا ارت‬ ‫لمواجية العوامؿ المضادة ليا كما أنيا تحرؾ‬
‫النصر والنيضة‪ ،‬وىذا الإجماع آت مف‬ ‫فييا عوامؿ الحياة والصيرورة للارتقاء بيا نحو‬

‫تجربتيـ معو في قيادة الحزب والثورة‪.‬‬ ‫التقدـ والوحدة‪.‬‬

‫‪8‬‬

‫العدد (‪ 25 )6‬كانوف الوؿ ‪2018‬‬
‫صادرة بمناسبة الذكرى ‪ 12‬لاستشياد القائد‬

‫صداـ حسيف‬

‫برنامجا نيضويا تنمويا يرقى بالمة مف حالة‬ ‫واليوـ وبعد تمؾ السنوات عمى استشياده‪،‬‬
‫التردي إلى حالة النيضة‪ ،‬والوقوؼ عمى قدـ‬ ‫يتذكر الشرفاء وحتى العملاء مواقؼ الشييد‬
‫مف القضايا القومية وخاصة قضية فمسطيف‪،‬‬
‫المساواة مع المـ الناىضة المتقدمة‪.‬‬
‫المطموب أف نعمؿ مف أجؿ المشروع القومي‬ ‫وكذلؾ قضايا النيضة والوحدة‪.‬‬
‫النيضوي التقدمي‪ ،‬وىذه الميمة ىي مف‬ ‫وبمقدار ما أحب شعبو وقدـ لو كؿ مقومات‬
‫مسؤولية الح ازب القومية واليسارية والوطنية‬ ‫الماف والعيش الحر الكريـ‪ ،‬فإنو حرص عمى‬
‫أف يكوف كؿ مواطف ىو ابف الع ارؽ حقا‪ ،‬وابف‬
‫والشخصيات التي تؤمف بيذا المشروع‪.‬‬ ‫الع ارؽ المطموب مف وجية نظره‪ ،‬ىو الإنساف‬
‫الذي يعبر عف حبو لبمده بالعمؿ الجاد‬
‫والتضحية‪ ،‬دفاعا عنو‪ ،‬فيذا الإنساف يستحؽ‬
‫لقب المواطنة‪ ،‬أما الذيف باعوا أنفسيـ للأجنبي‬
‫وتآمروا معو ضد بمدىـ‪ ،‬فيـ خارج حالة‬

‫المواطنة الحقة‪.‬‬
‫في ذكرى استشياد َرْمز مف رموز المة‬
‫التاريخييف‪ ،‬لا نحيي الذكرى لمجرد التمجيد‬
‫والمديح‪ ،‬واف كاف ىذا لا يعجب الحاقديف‬
‫والعملاء مف الطائفييف والانقسامييف‪ ،‬ولكننا‬
‫نتوقؼ عند المنيج والبرنامج الذي وضعو‬
‫الشييد صداـ حسيف قبؿ استشياده وبعده‪،‬‬
‫فيو الذي صاغ مف خلاؿ نظرية البعث برنامجا‬
‫جياديا ضد المستعمر والمحتؿ‪ ،‬وضد الظمـ‬
‫وضد الفساد وضد التخمؼ وضد الفقر‪ ،‬وصاغ‬

‫‪9‬‬

‫العدد (‪ 25 )6‬كانوف الوؿ ‪2018‬‬
‫صادرة بمناسبة الذكرى ‪ 12‬لاستشياد القائد‬

‫صداـ حسيف‬

‫صذاو حسين ٔحشكخ عذو الانح‪ٛ‬بص‬
‫ٔجّ يششق يٍ َضبلاد انشٓ‪ٛ‬ذ عهٗ انصع‪ٛ‬ذ انذٔلي‬

‫تمخضا عف نتائج الحرب العالمية الثانية بأف‬ ‫أنيس اليمامي ‪ /‬لجنة تونس‬
‫برز المعسكر الشرقي بقيادة الاتحاد السوفييتي‬
‫والمعسكر الغربي بزعامة الولايات المتحدة‪،‬‬ ‫مف المعموـ أف حزب البعث العربي الاشت اركي‬
‫نظرة الشؾ والريبة ووقؼ بالضد مف كؿ‬ ‫واستنادا إلى عقيدتو الثورية ومنياجو‬
‫مساعي تمؾ القوتيف الكبرييف وادعاءاتيما‬ ‫الاست ارتيجي والذي يقوـ في أىـ أبعاده عمى‬
‫وايحاءاتيا أنو لا مناص أماـ بقية الدوؿ والمـ‬ ‫محاربة كؿ أشكاؿ الوصاية ورفض استعباد‬
‫إلا السير في ركاب إحداىما وبالتالي تبني‬ ‫الشعوب والمـ وذلؾ بالنضاؿ عمى مستوى‬
‫جميع خيا ارتيا سواء السياسية أو العسكرية أو‬ ‫السياسة الخارجية مف أجؿ تحقيؽ التعايش‬
‫السممي بينيا بعيدا عف أسموب الغطرسة‬
‫الاقتصادية وحتى الاجتماعية والثقافية‪.‬‬ ‫ومناىج الإملاءات وحملات التطويع القسرية‬
‫لدفع المـ والشعوب المستض َعفة عمى السير‬
‫ولمحزب تاريخ مشرؼ وريادي لا عمى الصعيد‬ ‫في ركاب القوى العظمى بما يقتضيو ذلؾ مف‬
‫القومي أو الإقميمي في الدفاع عف مصالح‬ ‫فرض سياسات وأساليب معيشية وثقافية‬
‫الشعوب منذ تأسيسو‪ ،‬بؿ وعمى الصعيد الممي‬ ‫ومفاىيـ اجتماعية وحضارية قد تتعارض في‬
‫أيضا‪ ،‬وكانت البداية برفضو القطعي لحمؼ‬ ‫أغمبيا مع طبيعة تمؾ الشعوب وتتناقض معيا‬
‫بغداد الذي شكمتو بريطانيا‪ ،‬في موقؼ تاريخي‬ ‫وتمحؽ بيا أض اررا متنوعة عمى جميع الصعدة‪،‬‬
‫محفوظ ومشرؼ دفع فيو البعث ثمنا باىضا‪ ،‬ثـ‬ ‫كما آمف الحزب بقدسية استقلالية المـ في‬
‫تتالت المواقؼ مف كؿ ما يشبو حمؼ بغداد‬ ‫اختيار طرقيا الخاصة والمستقمة دوف تدخؿ‬
‫فييا‪ .‬ونظر الحزب إلى سياسات الاستقطاب‬
‫ميما كانت الجية الواقفة و ارءه‪.‬‬ ‫الدولي القائـ عمى محوريف أو قطبيف كبيريف‬

‫‪10‬‬

‫العدد (‪ 25 )6‬كانوف الوؿ ‪2018‬‬
‫صادرة بمناسبة الذكرى ‪ 12‬لاستشياد القائد‬

‫صداـ حسيف‬

‫وكاف الشييد صداـ حسيف مدركا أنو لا يمكف‬ ‫وظؿ ىذا الإيماف بحؽ الشعوب والمـ في‬
‫تحقيؽ الاستق ارر والسمـ العالمي في ظؿ انخ ارـ‬ ‫تقرير مصائرىا‪ ،‬وفي توفر سبؿ العيش الكريـ‬
‫العلاقات الدولية وبقائيا أسيرة لمتجاذبات‬ ‫ليا بعيدا عف التحرشات والتيديدات‬
‫المقتصرة عمى مصالح القوى الكبرى‪ ،‬وسعى‬ ‫والاستيداؼ الخارجي ثابتا مف ثوابت البعث في‬
‫لتوفير مستمزمات نجاح علاقات دولية أكثر‬
‫توازنا عمى جميع المستويات‪ ،‬فمـ يقتصر‬ ‫سياساتو الخارجية‪.‬‬
‫نضالو في سبيؿ ىذه الغاية عمى الع ارؽ أو‬
‫عمى الوطف العربي‪ ،‬بؿ عمؿ عميو عمى‬ ‫ولقد تدعـ ىذا المبدأ الثوري الإنساني مع‬
‫بروز نجـ القائد الشييد صداـ حسيف‪ ،‬الذي‬
‫الصعيد الدولي كمو‪.‬‬ ‫بنى عميو وأضاؼ إليو وكرسو طيمة مسيرتو‬
‫القيادية في حزب البعث العربي الاشت اركي‬
‫وفي الحقيقة‪ ،‬فمقد شمؿ توجو صداـ حسيف‬ ‫ونظامو الوطني في الع ارؽ لغاية حصوؿ‬
‫ىذا‪ ،‬جميع المجالات سياسيا واقتصاديا وحتى‬
‫ثقافيا‪ .‬حيث اعتبر الع ارؽ في زمف حكـ حزب‬ ‫الغزو‪.‬‬
‫البعث العربي الاشت اركي النظاـ الوطني بقيادة‬
‫صداـ حسيف سياسة عدـ الانحياز ثابتا أصيلا‬ ‫كاف إيماف الرفيؽ الشييد صداـ حسيف بخطورة‬
‫وركنا محوريا في سياساتو الخارجية وعلاقاتو‬ ‫الانجرار و ارء الحلاؼ والمحاور وقوى‬
‫الدولية‪ ،‬وكاف دافعو في ذلؾ وموجيو الساسي‬ ‫الاستقطاب بما تنطوي عميو مف جشع‬
‫ىو ما ارتآه وما قدره مف جوىرىا التحرري‬ ‫استعماري ونيـ لا متناىي لشفط خي ارت‬
‫والتقدمي التواؽ إلى ضماف مصالح الشعوب‬ ‫الشعوب المستضعفة وتسخيرىا لخدمة تمؾ‬
‫والدوؿ والمـ خارج منطؽ الييمنة والاستغلاؿ‬ ‫القوى حصر‪ ،‬إيمانا كبي ار‪ ،‬وكانت قناعتو أف‬
‫استقلالية الشعوب والدوؿ والمـ حؽ طبيعي‬
‫والإذلاؿ‪.‬‬ ‫ليا تضمنو الع ارؼ والمواثيؽ الدولية والش ارئع‬

‫فمقد نظر صداـ حسيف إلى حركة عدـ الانحياز‬ ‫كافة سواء الوضعية أو السماوية‪.‬‬
‫عمى أنيا طريؽ ثالث ممكف ومتاح‪ ،‬وىو طريؽ‬

‫‪11‬‬

‫العدد (‪ 25 )6‬كانوف الوؿ ‪2018‬‬
‫صادرة بمناسبة الذكرى ‪ 12‬لاستشياد القائد‬

‫صداـ حسيف‬

‫في حالة وحيدة يتيمة ىي التعدي عمى سيادة‬ ‫وجيو وسميـ وضروري‪ ،‬لنو الضامف الوحيد‬
‫العرب وأمف أقطارىـ وانتياكيا‪.‬‬ ‫لصد أطماع القوى الكبرى التي اغترت بما‬
‫بمغتو مف م ارتب وبما استممكتو خصوصا مف‬
‫وكانت ىذه الدعوة شاممة لغير العرب‪ ،‬فحض‬ ‫قوة عسكرية وتفوؽ تقني وصناعي واقتصادي‬
‫الع ارؽ دوؿ العالـ الثالث عمى السعي لتكويف‬ ‫ونفوذ سياسي‪ ،‬فصور ليا ذلؾ أنو مف حقيا‬
‫قوى لرفض الييمنة ولعدـ الاستسلاـ لآفة‬ ‫بسط ىيمنتيا المطمقة عمى الآخر أنى كاف‪،‬‬
‫التبعية الميينة والقائمة عمى تقسيـ العالـ بيف‬ ‫وأنو ما مف سبيؿ أماـ ذلؾ الآخر إلا الانصياع‬

‫المعسكريف الغربي والشرقي‪.‬‬ ‫لتمؾ الييمنة والتسميـ بيا‪.‬‬

‫ولتعزيز ىذا التوجو السياسي‪ ،‬دعا الع ارؽ‬ ‫ومف الضرورة القصوى التذكير في ىذا الصدد‬
‫لتفعيؿ ذلؾ اقتصاديا نظ ار للارتباط والتشابؾ‬ ‫بالإعلاف القومي في فيفري ٓ‪ ٜٔٛ‬الذي‬
‫الوثيؽ بيف البعديف السياسي والاقتصادي‪ ،‬بأف‬ ‫أصدره الرئيس الشييد‪ ،‬فكاف سياسة عممية‬
‫أكد عمى وجوب تكريس نظاـ اقتصادي عادؿ لا‬ ‫وتفعيلا ميدانيا لا لبس فيو لعدـ الانحياز حيث‬
‫يحرـ دوؿ العالـ الثالث مف حقوقيا فلا يبرر‬ ‫ن ّص عمى رفض الع ارؽ لتواجد الجيوش‬
‫ضعفيا لمقوى الكبرى الاستئثار بمقد ارت‬ ‫والقواعد العسكرية الجنبية في الوطف العربي‪،‬‬
‫الشعوب وعوائدىا ليا وحدىا‪ .‬ولضماف تغيير‬ ‫ولـ يقتصر المر عمى رفض ذلؾ بؿ ن ّص‬
‫السياسات الاقتصادية القائمة بما تنطوي عمييا‬ ‫أيضا عمى عدـ تسييؿ ظروؼ تواجدىا‬
‫مف اختلاؿ كبير‪ ،‬دعا الع ارؽ لإنشاء صندوؽ‬ ‫وأسبابو‪ ،‬ونص بمنتيى الوضوح عمى وجوب‬
‫عالمي طويؿ الجؿ لمساعدة دوؿ العالـ الفقيرة‬ ‫عزؿ أي نظاـ عربي يخرؽ ىذا المبدأ‬
‫تمولو أساسا الدوؿ الصناعية وتشارؾ فيو‬ ‫ومقاطعتو ومحاصرتو سياسيا واقتصاديا‪ ،‬كما‬
‫شدد عمى ضرورة عدـ الانخ ارط في أي حرب‬
‫الدوؿ المنتجة لمنفط‪.‬‬ ‫أو ن ازع أو تصادـ قد يحدث بيف قوى‬
‫الاستقطاب وم اركز التجاذب والمشاركة فيو إلا‬
‫كما دعا الع ارؽ دوؿ العالـ الثالث لاجتناب‬
‫التعويؿ عمى المساعدات المالية والاقتصادية‬

‫‪12‬‬

‫العدد (‪ 25 )6‬كانوف الوؿ ‪2018‬‬
‫صادرة بمناسبة الذكرى ‪ 12‬لاستشياد القائد‬

‫صداـ حسيف‬

‫لقطع دابر التدخؿ السافر في شؤوف الدوؿ‬ ‫مف الدوؿ الكبرى لما لو مف تداعيات كارثية‬
‫الصغيرة والضعيفة والفقيرة مف طرؼ البمداف‬ ‫عمييا باستم ارر الييمنة وديمومة تبعيتيا ليا‪،‬‬
‫وكاف في ذلؾ طمب صريح لاستثمار الموارد‬
‫المتنفذة والمقتدرة‪.‬‬ ‫البشرية والثروات والموارد الطاقية في ىذه‬
‫الدوؿ وتكثيؼ التعاوف فيما بينيا بما يضمف‬
‫إف نضاؿ القائد الشييد صداـ حسيف لـ يكف‬ ‫تقميص الحاجة لمقوى الامبريالية وىي التي‬
‫مطمقا مقتص ار عمى ساحة الوطف العربي رغـ‬ ‫تشكؿ محور التكتلات الكبرى والمعسك ارت‬
‫أىميتو القصوى‪ ،‬ولكنو كاف نضالا مبدئيا‬ ‫المسيطرة عمى العالـ‪ ،‬وذلؾ لسد المنافذ عمييا‬
‫شاملا‪ ،‬استند دوما إلى نزعة إنسانية سامية‬ ‫بما يعيؽ تممكيا ومصادرتيا لمصائر الشعوب‬
‫ىي بنت رسالة المة العربية المجيدة التي‬ ‫في تمؾ الدوؿ الفقيرة أو التي تتممس طريقيا‬
‫تبناىا القائد الشييد واستوعبيا استيعابا تاما‬
‫سيما وأنيا مف المضاميف الفمسفية والروحية‬ ‫لمنمو‪.‬‬
‫والعقائدية والخلاقية التي تميز بيا حزب البعث‬
‫العربي الاشت اركي حزبو والإطار الذي فجر فيو‬ ‫وفي ىذا الإطار‪ ،‬لا يمكف تناسي بادرة الرئيس‬
‫ممكاتو الإبداعية كافة‪ ،‬وىو ما جعؿ يشي بو‬ ‫الشييد صداـ حسيف‪ ،‬وىي المبادرة الشجاعة‬
‫دوره صمب حركة عدـ الانحياز وكفاحو في‬ ‫والجريئة حيث أعمف خلاؿ مؤتمر ىافانا عف‬
‫سبيؿ ضماف أعمى نسب النجاح ليا‪ ،‬فكاف‬ ‫مشروع يمتزـ فيو الع ارؽ تقديـ تسييلات مالية‬
‫انخ ارطو في تمؾ الحركة وحرصو عمى ديمومتيا‬ ‫لمدوؿ المرتبطة معو باتفاقيات وعقود نفطية‬
‫وتحقيؽ أىدافيا‪ ،‬معب ار عف خصمة ثورية‬ ‫ناىيؾ عف منح الع ارؽ ليا لقروض طويمة المد‬
‫إنسانية نادرة ترجمتيا الفعاؿ والممارسات‬ ‫وبلا فوائد‪ ،‬وذلؾ لتوفير مساحة إضافية ليا‬
‫بعيدا عف الشعا ارت الجوفاء والخطب‬ ‫لكي تتخمص مف عبء الارتباط الاقتصادي‬
‫والمالي بالدوؿ والقوى الكبرى‪ ،‬ولتشجيع الدوؿ‬
‫الاستيلاكية‪.‬‬ ‫الخرى مف حركة عدـ الانحياز عمى الاقتداء‬
‫بالع ارؽ وبالتالي تفعيؿ العمؿ المشترؾ المييئ‬
‫ىذا‪ ،‬ولـ يثف الشييد القائد صداـ حسيف‪،‬‬
‫ارتباط عدد مف أعضاء حركة الانحياز بأحد‬

‫‪13‬‬

‫العدد (‪ 25 )6‬كانوف الوؿ ‪2018‬‬
‫صادرة بمناسبة الذكرى ‪ 12‬لاستشياد القائد‬

‫صداـ حسيف‬

‫حسيف عمى الصعيد الدولي وتبياف خصالو‬ ‫معسكري الاستقطاب الدولي‪ ،‬عف الدفع في‬
‫الإنسانية التي لا ينكرىا إلا العداء أو‬ ‫اتجاه فؾ ذلؾ الارتباط أو التقميص مف حجمو‬
‫ومف ثـ مف آثاره‪ ،‬كما لـ يمنعو مف السعي إلى‬
‫بيادقيـ‪.‬‬ ‫تفويت الفرصة عمى كؿ مشاريع استيداؼ‬
‫الحركة سواء مف داخميا أو خارجيا‪ ،‬لف ىمو‬
‫كاف أكبر مف مجرد التوظيؼ السياسي‪ ،‬فغايتو‬
‫أسمى وىدفو أنبؿ بكثير‪ ،‬وىؿ مف غاية أرقى‬
‫مف الإنساف‪ :‬الإنساف بصرؼ النظر عف جنسو‬
‫أو لونو ومعتقده أو طبيعة النظاـ الذي يحكمو‬

‫وطبيعة العلاقة معو؟‬

‫لقد كانت سياسة عدـ الانحياز‪ ،‬صفحة وضاءة‬
‫في تاريخ شييد المة العربية والإنسانية صداـ‬
‫حسيف‪ ،‬تسفو الحملات المغرضة التي تعرض‬
‫ليا حيا وشييدا‪ .‬بؿ إف محاولات طمس دوره‬
‫الريادي في ضماف استم ارر الطريؽ الثالث‬
‫لمتخمص مف الييمنة والوصاية عمى الشعوب‬
‫والمـ المست َضعفة مف المـ الغازية‬
‫والمستضِعفة‪ ،‬ليست إلا مواصمة لتق ّصده‬
‫وتشويو تاريخ النضالي الحافؿ عطاء ومآثر‪،‬‬
‫ولذلؾ ٌرمنا مف خلاؿ ىذه الفسحة المتواضعة‪،‬‬
‫أف نسمط شيئا مف الضوء عمى جانب مف‬
‫نضاؿ الشييد والثائر العربي والممي صداـ‬

‫‪14‬‬

‫العدد (‪ 25 )6‬كانوف الوؿ ‪2018‬‬
‫صادرة بمناسبة الذكرى ‪ 12‬لاستشياد القائد‬

‫صداـ حسيف‬

‫دٔس انمبئذ انشٓ‪ٛ‬ذ صذاو حسين في انزخط‪ٛ‬ط ٔالإعذاد نضٕسح تمٕص انعظ‪ًٛ‬خ‬

‫وفور تحرره مف السر باشر الشييد الرمز في‬ ‫فيد الي ازع ‪ /‬الع ارؽ‬
‫انعقد في نيساف عاـ ٘‪ ٜٔٙ‬المؤتمر القومي‬

‫الثامف لحزب البعث العربي الاشت اركي‪ ،‬والذي عممية إعادة تنظيـ الحزب‪ ،‬والتصدي لمحاولات‬

‫انتخب لوؿ مرة الرفيؽ صداـ حسيف عضواً في النظاـ السوري في السيطرة عمى تنظيـ الحزب‬

‫في الع ارؽ‪ ،‬كما نجح في مجابية المنشقيف‬ ‫القيادة القومية لمحزب وىو في السر وفا ًء‬
‫ومنع تأثيرىـ السمبي عمى الحزب‪.‬‬ ‫وعرفاناً لجيوده في النضاؿ ضد الردة‬

‫وانعقد المؤتمر القطري السادس بجيود‬ ‫التشرينية‪.‬‬

‫ولكف شيد العاـ ‪ ٜٔٙٙ‬وقوع ردة ٖٕ شباط شخصية مف الرفيؽ صداـ حسيف‪ ،‬وتثميناً‬

‫في القطر السوري ضد القيادة القومية لمحزب لدوره الإيجابي في الفترة الماضية انتخبو‬

‫وسمطة البعث‪ ،‬ووفاة عبد السلاـ عارؼ المؤتمر أميناً قطرياً مساعداً لمحزب قبؿ تغيير‬

‫واستلاـ أخيو عبد الرحمف لرئاسة الجميورية ىذا المسمى في وقت لاحؽ إلى نائب أميف سر‬

‫القطر‪.‬‬ ‫في أواسط نيساف‪.‬‬

‫وبعد وقوع نكسة الخامس مف حزي ارف عاـ‬ ‫ومع تولي عبد الرحمف عارؼ لمقاليد الحكـ في‬
‫‪ ٜٔٙٚ‬وىزيمة الجيوش العربية لممرة الثانية‬ ‫الع ارؽ حدثت انف ارجة نسبية‪ ،‬حيث تـ إطلاؽ‬
‫أماـ العدو الصييوني‪ ،‬نبيت قيادة قطر الع ارؽ‬ ‫س ارح الكثير مف المعتقميف البعثييف‪ ،‬وفي ىذه‬
‫إلى الدور السمبي للأنظمة العربية وتسببيا‬ ‫الجواء نجح الرفيؽ القائد صداـ حسيف في‬
‫باليزيمة‪ ،‬كما نوىت بدور النظاـ العارفي في‬ ‫تحرير نفسو مف المعتقؿ في الثالث والعشريف‬
‫اليزيمة وذلؾ بمنعو القطر مف أف يكوف‬
‫مف تموز مف العاـ ذاتو‪.‬‬

‫‪15‬‬

‫العدد (‪ 25 )6‬كانوف الوؿ ‪2018‬‬
‫صادرة بمناسبة الذكرى ‪ 12‬لاستشياد القائد‬

‫صداـ حسيف‬

‫المجتمعيف عممو بمخططيـ ويتمنى ليـ النجاح‬ ‫المعيف والمساند لشقائو العرب وتحوؿ ميمة‬
‫والتوفيؽ في ميمتيـ المنشودة!‬
‫الجيزة المنية إلى قمع القوى السياسية‬
‫نزلت رسالة النايؼ كالصاعقة عمى الحاضريف‪،‬‬
‫ولكف الرفيؽ صداـ حسيف طمأف أعضاء‬ ‫المعارضة لمديكتاتورية الفردية تارك ًة الباب‬
‫القيادة بأف الرجؿ لا ينوي القبض عمييـ وأف‬ ‫مفتوحاً لممخاب ارت الدولية والجواسيس يسرحوف‬
‫رسالتو مجرد مساومة‪ ،‬والحؿ المثؿ ىو إرساؿ‬
‫رسالة مماثمة باسـ الرفيؽ الب القائد تعده‬ ‫ويمرحوف في القطر دوف حسيب أو رقيب‪.‬‬
‫برئاسة الوز ارء وتممح إلى أف ذلؾ سيتـ لو لـ‬
‫يحبط مساعييـ‪ ،‬وقد لاقت ىذه النصيحة تأييد‬ ‫لقد كانت الجماىير في تمؾ المحظات متعطشة‬
‫ومترقبة لمتغيير‪ ،‬نظ ارً لعجز النظاـ عف إصلاح‬
‫جميع الحضور‪.‬‬ ‫نفسو وتشبثو بالديكتاتورية العسكرية ورفضو‬
‫لمتعددية السياسية‪ ،‬وكانت تنظر لمبعث أنو خير‬
‫أدركت القيادة أف النايؼ لـ يعمـ بالمر لولا‬ ‫منقذ لمقطر مف مشكلاتو‪ ،‬وليذا كانت تتابع‬
‫وشاية إب ارىيـ عبد الرحمف الداود قائد الحرس‬ ‫بياناتو بشغؼ وتشارؾ في مسي ارتو ضد الحكـ‬
‫الجميوري الذي وعدتو قيادة الحزب لو كتـ سر‬
‫الثورة ولـ يعترض طريقيا بتولي و ازرة الدفاع‪،‬‬ ‫بحماسة‪.‬‬
‫وليذا عقدت العزـ عمى محاسبة الرجميف فور‬ ‫وضع الرفيؽ الشييد صداـ حسيف بالتفاىـ مع‬
‫الرفيؽ الب القائد أحمد حسف البكر وأعضاء‬
‫نضوج الظروؼ الموضوعية لذلؾ‪.‬‬ ‫قيادة قطر الع ارؽ لمحزب خطة الثورة واستنفروا‬
‫الجياز الحزبي مف أجؿ التييئ ليوـ الحسـ‬
‫لقد أثبتت التجارب فطنة الشييد الرمز صداـ‬
‫حسيف وبعد نظره ويقظتو‪.‬‬ ‫الثوري‪.‬‬
‫وأثناء جمسة لمقيادة القطرية لمحزب ليمة الثورة‬

‫وصمت رسالة مف معاوف مدير الاستخبا ارت‬

‫العسكرية عبد الر ازؽ النايؼ يعمـ فييا‬

‫‪16‬‬

‫العدد (‪ 25 )6‬كانوف الوؿ ‪2018‬‬
‫صادرة بمناسبة الذكرى ‪ 12‬لاستشياد القائد‬

‫صداـ حسيف‬

‫إضبءاد يٍ فكش انمبئذ‪ /‬الجضء انشاثع‬

‫ن ازر الميندس ‪ /‬نبض العروبة المجاىدة لمثقافة والإعلاـ‬

‫وضعتو أماـ تحديات ومعوقات كبيرة‪ ،‬فكاف‬ ‫لقد أكد القائد عمى قاعدة أف الاعتقاد الديني‬
‫لمثؿ تمؾ المعركة تأثي ارت دفعت بمؤسس‬ ‫الت ازـ ذاتي حر‪ ،‬وأف الدعوة إلى الإيماف ليست‬
‫الحزب والقائد صداـ حسيف معاً‪ ،‬إلى إعطاء‬ ‫وظيفة سياسية‪ .‬لذا لا تقاس المواطنة بمقياس‬
‫المفردات الإيمانية دو ارً ميماً في الحاديث‬
‫الانتماء الديني‪ ،‬بؿ بالكفاءة بالعمؿ‪.‬‬
‫وال ُخطب والتوجييات‪.‬‬
‫كما أكد عمى رفض الطائفية‪ ،‬كحركة دينية‬
‫ولما كنا قد أفردنا حي ازً كبي ارً لفكار مؤسس‬ ‫مسي َسة‪ ،‬عمى ألا يمس جوىر الموقؼ مف‬
‫البعث‪ ،‬فسنقصر اىتمامنا ىنا بعرض أفكار‬ ‫الديف‪ ،‬وحذر مف خطورة الطائفية‪ ،‬واستغلاليا‬
‫مف قبؿ القوى المعادية‪ ،‬وتحذيره البعثييف مف‬
‫القائد صداـ حسيف‪.‬‬ ‫أف يمعبوا دور رجؿ الديف‪ ،‬وقناعتو بأف‬
‫التشريعات الدينية لا تصمح لف تكوف تشريعاً‬
‫كانت مواجية تمؾ الدعوات المشبوىة سبباً في‬ ‫لمدولة‪ ،‬وحّذر مف خطورة أف تتدخؿ الدولة‪،‬‬
‫تصعيده الخطاب الإيماني‪ ،‬واب ارزه لإبطاؿ‬ ‫عمى شتى مستوياتيا‪ ،‬في شؤوف الناس‬
‫مفعوؿ السلاح الطائفي الديني السياسي في‬ ‫الإيمانية وطريقة اختيارىـ لطرؽ الإيماف‬
‫معركة المة مع أعدائيا‪ .‬وليذا واجو تمؾ‬
‫المعركة بإثارة مسألتيف الولى خطورة الطائفية‬ ‫الخاصة‪.‬‬
‫والمذىبية‪ ،‬وخطورة الحركات الدينية التي‬
‫تستخدـ الديف لغ ارض سياسية‪ ،‬والثانية إب ارز‬ ‫تمت مواجية نظاـ الحزب السياسي في الع ارؽ‬
‫حقيقة موقؼ حزب البعث الإيجابي مف الديف‪،‬‬ ‫مف قبؿ أكثر مف طرؼ معاٍد للأمة العربية‪،‬‬
‫ورفضو قوننة الإلحاد لتعارضو مع ثقافة‬ ‫استخدموا فييا سلاح الديف عاملاً أساسياً‪،‬‬

‫‪17‬‬

‫العدد (‪ 25 )6‬كانوف الوؿ ‪2018‬‬
‫صادرة بمناسبة الذكرى ‪ 12‬لاستشياد القائد‬

‫صداـ حسيف‬

‫مع الخطاب والإج ارءات‪ ،‬ربط المتابع لما يجري‬ ‫المجتمع العربي ال ُمشَبعة بالت ارث الديني‪،‬‬
‫في الع ارؽ بيف الإيماف‪ ،‬كصفة لمقومية‪،‬‬ ‫وتناقضو مع ثنائية الروح والجسد‪.‬‬
‫والإيديولوجيا الإسلامية‪ ،‬وىذا ما يدفعنا‬
‫لـ يت ارجع القائد صداـ حسيف‪ ،‬في رده عمى‬
‫لمناقشتو‪.‬‬ ‫سلاح الديف الذي رفعتو القوى المعادية‪ ،‬عف‬
‫ثوابتو في النظر إلى علاقة الديف مع الحزب‬
‫مف الواضح عند القائد صداـ حسيف‪ ،‬أف بيف‬ ‫والدولة‪ ،‬لكنو لممزيد مف التأكيد عمى واقعية‬
‫الصفة الإيماف والموصوؼ القومية اربط روحي‬ ‫موقؼ الحزب مف ثنائية الإيماف والإلحاد‪ ،‬دعا‬
‫إنساني عاـ وليس اربطاً دينياً أيديولوجياً‪،‬‬
‫سوا ٌء أكاف إسلامياً أـ كاف غيره‪ ،‬ولف المسألة‬ ‫إلى شعار القومية المؤمنة‪.‬‬
‫الروحية منيج عاـ في حياة البشر‪ ،‬كؿ البشر‪،‬‬
‫ولف منيجيا‪ ،‬عمى صعيد الإيديولوجيات‬ ‫وعمى الرغـ مف اتجاىات القائد الواضحة في‬
‫الدينية متباينة ومتناقضة‪ ،‬يُخشى مف ج ارء‬ ‫عممانية الدولة القومية‪ ،‬وتمؾ مسألة أصبحت‬
‫الجمع بيف الصفة والموصوؼ عمى ىذا الصعيد‬ ‫عمى غاية مف الوضوح بعد تفكيؾ خطابو‬
‫مف سوء التفسير في مضامينو بحيث يتبادر‬ ‫وتركيبو‪ ،‬نرى أف في شعار القومية المؤمنة ما‬
‫إلى الذىف فو ارً أف الإيماف ىوية إيديولوجية‬ ‫يثير بعض الالتباسات لا سيما إذا ما ربطيا‬
‫دينية‪ ،‬وىذا السبب يدفعنا إلى التساؤؿ‪ :‬ىؿ‬ ‫المتابع لمخطاب السياسي وبعض الإج ارءات‬
‫الميدانية في الع ارؽ‪ ،‬بعد العدواف الثلاثيني‬
‫ىناؾ ضرورة لربط طرف ْي المعادلة؟‬ ‫عميو في العاـ ٔ‪ .ٜٜٔ‬إذ وردت في الخطاب‬
‫تعابيٌر ومصطمحا ٌت إسلامية‪ ،‬وكاف للإج ارءات‬
‫مف وجية نظرنا لا نرى أف ىناؾ سبباً يدعو‬ ‫المتخذة مضموف التشريع الإسلامي‪ .‬ولما‬
‫إلى ذلؾ‪.‬‬ ‫أطمؽ القائد شعاره في العاـ ٗ‪ ،ٜٜٔ‬مت ارفقاً‬

‫‪18‬‬

‫العدد (‪ 25 )6‬كانوف الوؿ ‪2018‬‬
‫صادرة بمناسبة الذكرى ‪ 12‬لاستشياد القائد‬

‫صداـ حسيف‬

‫انشٓ‪ٛ‬ذ المُبضم صذاو حسين سحمّ الله‬

‫د‪ .‬عبد الله الكانده ‪ /‬لجنة اليمف‬

‫وىذا ما تناضؿ مف أجمو قيادة الحزب‬ ‫لقد كاف الرفيؽ الشييد صداـ حسيف مناضلا‬
‫اليوـ رغـ كؿ ظروؼ التآمر الدولي التي‬ ‫عبر حياتو الحزبية منذ انتمائو إلى الحزب‪،‬‬
‫فخاض النضاؿ الطلابي وكاف أحد قادتو‪،‬‬
‫نعيشيا‪.‬‬ ‫وواجو أجيزة القمع الفردية والعارفية واستطاع‬
‫ناضؿ مع رفاقو وفجروا ثورة تموز المباركة في‬ ‫بعد لجوئو إلى القاىرة أف يقو د العمؿ الطلابي‬
‫الع ارؽ‪ ،‬لـ يكف ميندسيا بؿ قائدا ميدانيا‬ ‫مع رفاقو‪ ،‬ثـ عاد إلى الع ارؽ ليقود العمؿ‬
‫عاصرىا بكؿ تفاصيميا مع رفاقو ولـ نكف نعرؼ‬
‫الحزبي مع رفاقو حتى تفجير ثورة تموز‪.‬‬
‫أحدا مف ىؤلاء المتبجحيف‪.‬‬ ‫طبعا بعدىا بدأت مرحمة تحقيؽ المشروع‬
‫قاد مع رفاقو كؿ المواجيات ضد النظمة‬ ‫النيضوي العربي‪ ،‬فحزب البعث لـ يدر في‬
‫الديكتاتورية التي حكمت الع ارؽ ومعو كؿ‬ ‫مخيمة قادتو العظاـ الذيف فجروا تمؾ الثورة‬
‫الرفاؽ الذيف استشيدوا في المواجية إباف‬ ‫البحث عف المناصب أو تسمـ الو از ارت والث ارء‪،‬‬
‫الغزو المريكي‪ ،‬ولا ازؿ الرفيؽ أبو أحمد القائد‬ ‫بؿ كانوا يطمحوف لتحقيؽ الغد المنشود ليذه‬
‫عزة إب ارىيـ حفظو الله السيؼ المجرب يقود‬
‫رفاقو في مواجية أشرس ىجمة تمر بيا أمتنا‪.‬‬ ‫المة مف الخميج الثائر حتى المحيط اليادر‪.‬‬
‫أما أولئؾ المدعوف فقد كشفتيـ المواجية‬ ‫جاء في لقاء مع الشييد مع أحد الصحفييف‬
‫الاجانب تعميقا عمى مسألة الخوؼ‪ ،‬حيث أجاب‬
‫واختفوا في م ازبؿ التاريخ‪.‬‬ ‫الرفيؽ بشجاعة البعثي المشيودة أف الرفاؽ‬
‫فيذا ىو الرفيؽ الشييد صداـ حسيف ورفاقو‬ ‫الذيف اقتحموا القصر الجميوري لـ يدر بخمدىـ‬
‫أي مطامع في المناصب والسمطة‪ ،‬وفعلا ىذا‬
‫عندما نتحدث عف نضاليـ‪.‬‬ ‫ما جسدتو كؿ قيادة الحزب التي استشيدت‬
‫رحـ الله الشييد البطؿ صداـ حسيف‪ ،‬فمقد كاف‬

‫مثالا يقتدى في الخلاؽ الفاضمة‪.‬‬

‫‪19‬‬

‫العدد (‪ 25 )6‬كانوف الوؿ ‪2018‬‬
‫صادرة بمناسبة الذكرى ‪ 12‬لاستشياد القائد‬

‫صداـ حسيف‬

‫صذاو حسين عجك انزبس‪ٚ‬خ ٔيهح انشجٕنخ‬

‫الميندس عبد المػو أحمد زيد ‪ /‬لجنة اليمف‬

‫إنما وفوؽ ذلؾ‪ ،‬فما سطره الرفيؽ القائد‬ ‫إف لكؿ شيء ارئحتو التي تميزه عف غيره مف‬
‫الشييد صداـ حسيف مف تاريخ نضالي ذي‬ ‫الشياء‪ ،‬فيناؾ النواع الكثيرة مف الشياء مف‬
‫ارئحة خاصة لو أريجو الخاص المتفرد لـ‬ ‫ذوات ال ارئحة الزكية التي تبيج النفس وتنعش‬
‫يصمو أحد قبمو‪ ،‬والذي توجو بالشيادة بعزة‬ ‫المزجة‪ ،‬وىناؾ أنواع أخرى مف ذوات الروائح‬
‫وشموخ ليس لو مثيؿ في التاريخ القديـ‬ ‫الكريية النتنة التي تزكـ النوؼ وتعكر‬

‫والجديد‪.‬‬ ‫المزجة‪.‬‬

‫لذلؾ فالقائد الشييد صداـ حسيف ىو نفسو‬ ‫والتاريخ واحد مف ىذه الشياء‪ ،‬لكف تكوف‬
‫لق ارءة التاريخ المشّرؼ المشرؽ لحقبة ما‬
‫عبؽ التاريخ‪.‬‬ ‫تميزت عف غيرىا مف الحقب ولعنصر ما تميز‬
‫عف غيره مف العناصر ولرجؿ ما وتميز عف‬
‫وبالمقابؿ‪ ،‬عند استق ارء تاريخ حقبة ما بعد‬ ‫غيره مف الرجاؿ‪ ،‬ارئحة طيبة تنعش القارئ‬
‫العدواف ٖٕٓٓ وما تخمميا مف بشاعة إج ارمية‬
‫للاستعمار الحديث بيجمتو المسعورة التي‬ ‫وتنتشيو بالفخر والاعت ازز‪.‬‬
‫شنت مف قبؿ دوؿ العدواف الاستعمارية‬
‫الجنبية سيئة الصيت وعاونتيا أقطار تسمي‬ ‫وللأمانة التاريخية وبغض النظر عف الانتماء‬
‫نفسيا إسلامية وأخرى عربية‪ ،‬تعتبر بؤرة‬ ‫الدبي والحزبي‪ ،‬فما دونو التاريخ عف الحقبة‬
‫سوداء لـ يشيد ليا التاريخ مثيلا مف حيث‬ ‫البعثية (‪ )ٕٖٓٓ-ٜٔٙٛ‬في ع ارؽ المجاد‪،‬‬
‫بشاعة الإج ارـ والتنكيؿ بكؿ ما ىو إنساني‪،‬‬ ‫تاريخ مشرؼ لو ارئحتو المميزة عف غيره مف‬
‫أحرقوا فييا الشجر والحجر وقتموا الحيواف‬
‫والبشر بأبشع الصور وجمبوا معيـ عمى الدبابة‬ ‫الحقب والفت ارت‪.‬‬

‫‪20‬‬

‫العدد (‪ 25 )6‬كانوف الوؿ ‪2018‬‬
‫صادرة بمناسبة الذكرى ‪ 12‬لاستشياد القائد‬

‫صداـ حسيف‬

‫أس اررىا وكأنو ليا الممح المعدؿ لممذاؽ‪ ،‬فتكوف‬ ‫أقذر عملاء الساعة ليبيعوا الرض والعرض‬
‫أطيب ما تكوف الرجولة بذكره‪ ،‬لذلؾ فصدامنا‬ ‫وينفذوا مخططات أعداء البشرية في رحب‬

‫ممح الرجولة‪.‬‬ ‫القطار العربية‪.‬‬

‫رحـ الله الرفيؽ القائد الشييد ورحـ رفاقو‬ ‫وىذه الحقبة ستبقى ارئحة التاريخ النتنة التي‬
‫الشيداء المياميف‪ ،‬مف القيادات العميا‬ ‫تعكر بذكرىا المزجة وتزكـ أنوؼ المؤرخيف‬
‫والوسطى والدنيا وكؿ الرفاؽ الشيداء‬
‫المناضميف‪ ،‬وأسكنيـ جميعاً فسيح جناتو في‬ ‫وق ارء التاريخ عمى مدى الزماف‪.‬‬
‫عمييف شيداء أب ار ار مع الصديقيف والنبياء‬
‫ولكؿ شيء طعمو ومذاقو المميز لو بيف‬
‫والصالحيف‪.‬‬ ‫الشياء‪ ،‬فيناؾ مذاؽ طيب يستيوي النفس‬
‫وتينأ بو وينعش الروح ويعتدؿ الم ازج لمذاقو‬
‫الطيب الحمو‪ ،‬وبعكس ذلؾ ىناؾ أشياء ليا‬
‫طعميا المستقذر غير المستصاغ بسبب مذاقيا‬

‫السمج القذر‪.‬‬

‫والرجولة واحدة مف ىذه الشياء‪.‬‬

‫فحيف ُيذكر رجاؿ الرجاؿ أمثاؿ الصلاء مف‬
‫أبناء البعث العظيـ مف قادة ومناضميف بشتى‬
‫صفوفيـ وم اركزىـ يعطوف لمعروبة مذاقا خاصا‪.‬‬

‫لكف عندما يذكر التأريخ رجؿ مثؿ الرفيؽ القائد‬
‫الشييد صداـ حسيف المجيد بيف أبناء أمتو‬
‫ورفاقو يعطي لمرجولة تماميا وكماليا وس ار مف‬

‫‪21‬‬

‫العدد (‪ 25 )6‬كانوف الوؿ ‪2018‬‬
‫صادرة بمناسبة الذكرى ‪ 12‬لاستشياد القائد‬

‫صداـ حسيف‬

‫يسيرح لبئذ إلى لبئذ‪ :‬يٍ صذاو حسين إلى عضح إثشاْ‪ٛ‬ى‬

‫ىاجر دمؽ‪ /‬رئيس لجنة تونس‬

‫يستوقفنا اليوـ الثلاثوف مف شير سبتمبر في الإنساف لحظة بمحظة‪ ،‬فكاف القائد الذي لا‬

‫يوـ وفاء متجدد لسيد الرجاؿ ويوـ بيعة مستمر يكذب أىمو‪ ،‬والب الحاني الذي رعى الجميع‬

‫بقمبو الكبير وبتواضع العظماء وشكيمة‬ ‫لقائد معزز مقداـ‪.‬‬

‫وفاء لممعمـ صداـ حسيف طيب الله ث اره الذي القوياء إلى أف لقي وجو الله ارضيا مرضيا‪.‬‬

‫عاش في ضمير ووجداف أبناء وطنو وأمتو واستم ار ار عمى نيج الحكـ الفريد لمدولة الع ارقية‬

‫وكؿ المنصفيف في العالـ إلى أف لاقى وجو الله الذي انتيجو القائد الفذ صداـ حسيف وأسسو‬

‫تعالى وودعو شعبو الوفي والعالـ في موقؼ عمى أرضية صمبة قوية‪ ،‬بايع البعثيوف فارسا‬

‫مييب عز نظيره‪ ،‬فكاف الع ارؽ عاصمة الدنيا مقاوما ألا وىو شيخ المجاىديف عزة إب ارىيـ‪،‬‬

‫ومركز الكوف‪ .‬ىو موقؼ عالمي سجمو والذي أعده ليتسمـ ارية المانة مف بعده‪ ،‬فكاف‬

‫الع ارقيوف والعالـ أجمع بحروؼ مف نور احت ارما في عيوف وقموب البعثييف وأبناء الع ارؽ‬

‫واجلالا لمكانتو وتقدي ار لنيجو الفريد في الحكـ‪ .‬وعقوليـ التي تتجو نحوه ليقود بنا المركب‬

‫ىذا ىو صداـ النقي‪ ،‬الرضي‪ ،‬الذكي الذي ما لمتابعة مسيرة البناء والإنجاز في ع ارقنا الغالي‬

‫ىادف باطلا وما تنازؿ عف حؽ ولا تردد عف والمة جمعاء مكملا مشوار شييدنا العظيـ‬

‫باستش ارؼ آفاؽ المستقبؿ واد ارؾ حجـ‬ ‫نصرة أخ أو شقيؽ‪.‬‬

‫فعاش جؿ حياتو لوطنو وأمتو فكاف سيد المسؤولية بإيماف ووعي لمواجية التحديات‬

‫الرجاؿ‪ ،‬يعتد ب أريو وفكره في كؿ موقؼ وفي عمى كؿ الصعد‪.‬‬

‫المنابر الدولية والعالمية‪ .‬وىو أغمى الرجاؿ‪ ،‬ومنذ لحظة استشياد القائد صداـ حسيف تحمؿ‬

‫يعيش في سويداء قموب كؿ الع ارقييف والعرب الميف العاـ عزة إب ارىيـ أمانة المسؤولية ونذر‬

‫مف خلاؿ سيرتو ومسيرتو التي سطّرت صفحات نفسو لخدمة شعبو وأمتو يوصؿ الميؿ بالنيار‬

‫مضيئة ومشرقة عاشيا الع ارؽ مع صداـ بساحات القتاؿ يقود أقوى وأشجع مقاومة‬

‫‪22‬‬

‫العدد (‪ 25 )6‬كانوف الوؿ ‪2018‬‬
‫صادرة بمناسبة الذكرى ‪ 12‬لاستشياد القائد‬

‫صداـ حسيف‬

‫التنمية الشاممة‪ ،‬مؤمنا دائما بأف تحقيؽ‬ ‫عربية ويجوب الدنيا ينقؿ صورة الوطف ووجيو‬
‫المشرؽ إلى العالـ بحكمة وبصيرة وبفكر‬
‫التنمية الحقيقية يكوف بإحداث نقمة نوعية في‬ ‫ثاقب‪ ،‬يحاور الآخر بوسطية واعتداؿ وقوة‬
‫ضمير ورباطة جأش تنتصر لمحؽ ولا تيادف‬
‫التعميـ في كؿ م ارحمو‪ ،‬ولتأخذ جامعاتنا دورىا‬
‫باطلا أيا كاف مصدره أو دوافعو‪.‬‬
‫المحوري كمنا ارت عمـ وحاضنات وعي وفكر‬ ‫في يوـ الذكرى المتجددة لَرمز سيادتنا وحامي‬
‫ديرتنا‪ ،‬نمتؼ نحف البعثيوف جنودا أوفياء نذرنا‬
‫ونيضة لنرتقي ونحقؽ ما يطمح اليو شيخ‬ ‫أنفسنا لنكوف في خندؽ الوطف ومع قائد‬
‫الوطف وبو ماضوف لنصوف رسالة وطف‬
‫المقاوميف أعزه الله بالعمؿ الصادؽ والجيد‬ ‫الك ارمة والكبرياء ‪،‬ورسالة الحؽ والعدؿ والبناء‪.‬‬
‫ونمتؼ حوؿ قائد عربي ىاشمي يتقد ذكاء‬
‫الدؤوب والتفاني مف أجؿ مستقبؿ الجياؿ‬ ‫وعزيمة وصدقا واخلاصا لبناء شعبو ووطنو‬
‫الكبير وأمتو المجيدة الذيف يبادلونو الحب‬
‫والوطف الذي يشكؿ التعميـ الركف الساسي فيو‬ ‫والولاء‪ ،‬فكانت العلاقة بيف القائد وجيشو‬

‫لمتقدـ والنيضة وبناء الإنساف المؤمف بربو‬ ‫ورفاقو علاقة القمب بالجسد‪.‬‬
‫وت ّميز نيجو بالعمؿ والصمود والكفاح والإيثار‬
‫والمنتمي لوطنو وقيادتو الياشمية‪.‬‬ ‫رغـ التحديات الصعبة والظروؼ القاسية التي‬
‫نعـ‪ ،‬إننا ندرؾ رفيقنا ونق أر توجييات سيادتكـ‬ ‫يواجييا ومضى في تحديث مقاومتنا وبناء‬
‫السامية التي حرصت عمى الاستثمار في‬ ‫البعثي المؤىؿ في كافة المجالات‪ .‬وكاف‬
‫الشباب العربي الذي يتقد حماسا ونشاطا عمى‬ ‫سيادتو بحؽ الحريص عمى وضع الوطف‬
‫جميع الصعد ليساىموا في بناء الوطف العربي‬ ‫العربي وأبنائو عمى قائمة الولويات محور ذلؾ‬
‫المثاؿ‪ ،‬بإعطائيـ المساحة الواسعة لتفجير‬ ‫تنمية القوى البشرية التي تسيـ في عممية‬
‫طاقاتيـ وتوظيفيا في عممية البناء‪ ،‬إضافة‬
‫إلى ضرورة تحصينيـ أماـ التيا ارت التي تقذؼ‬
‫بيـ يمينا وشمالا وتوجيو بوصمتيـ صوب‬
‫قضايا الوطف إعدادا وتأىيلا وانتماء وولاء‬
‫ليكونوا قادريف عمى صياغة مرحمة جديدة‬
‫تنيض بمقد ارت الوطف ومكتسباتو مف خلاؿ‬
‫امتلاكيـ لتصو ارت ورؤى تتعمؽ بطموحاتيـ‬
‫ومستقبميـ الذي ىو طموح الوطف العربي‬
‫ومستقبمو‪ ،‬مترفعيف عف الترسبات الذىنية‬

‫‪23‬‬

‫العدد (‪ 25 )6‬كانوف الوؿ ‪2018‬‬
‫صادرة بمناسبة الذكرى ‪ 12‬لاستشياد القائد‬

‫صداـ حسيف‬

‫ضمف مسيرة الإصلاح وتعزيز الن ازىة ومدونات‬ ‫الخاطئة ومتساميف فوؽ التجارب التي شابتيا‬
‫السموؾ وك ارمة الإنساف وترسيخ القيـ‬ ‫الخطاء ليأخذوا دورىـ وليقولوا كممتيـ بوضوح‬
‫الإيجابية‪ ،‬وكميا نقاط مضيئة حرص الميف‬ ‫إننا لموطف ومع الوطف ومع قائدنا شيخ‬
‫العاـ عمى تطبيقيا نيجا لمنيوض بالع ارؽ وطنا‬ ‫الشباب صاحب اليمة العالية والحكمة السديدة‬
‫عزي از قويا فيو التجديد والتحديث والتأصيؿ‬ ‫وال أري الصائب في كؿ موقؼ مف أجؿ تصويب‬
‫تشارؾ فيو السواعد القوية والمؤمنة بمستقبؿ‬ ‫الخطاء ووضع المور في نصابيا دوف‬

‫ع ارقنا المشرؽ بعوف الله‪.‬‬ ‫مجاممة أحد بشأف أولويات وقضايا الوطف‪.‬‬
‫وبذلؾ يعممنا الرفيؽ القائد شيخ المجاىديف أف‬ ‫وعمى الصعيد الدولي‪ ،‬نجح قائدنا في الدفاع‬
‫الانساف العربي المنتمي ىو الذي يو ّحد ولا‬ ‫عف ديننا الإسلامي الحنيؼ وتوضيح صورتو‬
‫يفّرؽ ويقدـ مصالح المؤسسة ومصالح الوطف‬ ‫الوسطية والمعتدلة الذي يواجو الفكر الظلامي‬
‫العميا فوؽ كؿ الاعتبا ارت‪ ،‬ويعممنا أف بناء‬ ‫وأصحاب العقوؿ المتحجرة التي تشوىو‬
‫الوطف لا يكوف بالتنظير والقواؿ ولا يكوف‬ ‫واسلامنا بريء مف فكرىا المنحرؼ وىمجيتيا‬
‫بالتسويؼ وترحيؿ الزمات‪ ،‬ولكف بالعمؿ الجاد‬ ‫التي تقتؿ الإنسانية وتفتؾ بالإرث الحضاري‬
‫المخمص الذي يترؾ أثره الواضح‪ ،‬وبمواجية‬ ‫والإنساني باسـ الديف‪ ،‬تقودىا عصابات مارقة‬
‫التحديات بصلابة وقوة لف دائرة الوطف ىي‬ ‫مف الفرس المجوس ومف زع ارف العالـ الذيف‬
‫الرحب والكثر اتساعا‪ ،‬ولف الوطف ىو المظمة‬ ‫فاقت أفعاليـ شريعة الغاب‪ ،‬كما كاف سيادتو‬
‫الكبيرة التي نتفيأ ظلاليا جميعا‪ ،‬وأف المقياس‬ ‫قمب المة النابض وضميرىا اليقظ وصوتيا‬
‫الحقيقي للانتماء ىو مقدار ما تعطي وتقدـ‬ ‫القوي والجريء في المقاءات الصحفية يحاور‬
‫بعيدا عف المصالح الآنية والضيقة‪ ،‬فالوطف ىو‬ ‫بفكر ثاقب ولغة خطاب عز نظيرىا دفاعا عف‬
‫قضايا المة وفي مقدمتيا القضية الفمسطينية‪،‬‬
‫البقى والغمى ونحف ذاىبوف‪.‬‬ ‫ولـ يغب عف سيادتو دفاعو المستمر عف‬
‫نعـ‪ ،‬رفيقنا القائد والمعمـ‪ ،‬لقد تصديتـ لمواجية‬ ‫القصى الشريؼ انطلاقا مف حؽ الفمسطينييف‬
‫الخطار والجندة التي تحاوؿ النيؿ مف منعة‬
‫وطننا ليبقى ميابا‪ ،‬وطودا شامخا أماـ الخطار‬ ‫في رعاية المقدسات والحفاظ عمييا‪.‬‬
‫والتحديات‪ ،‬وكنتـ لنا القائد الكبير في عطائو‬ ‫ويستمر التوجيو البعثي السامي بضرورة‬
‫وتواضعو وعدلو وسعة قمبو واستطعتـ أف‬ ‫الم ارجعة والتقييـ المستمر لكؿ ما تـ إنجازه‬

‫‪24‬‬

‫العدد (‪ 25 )6‬كانوف الوؿ ‪2018‬‬
‫صادرة بمناسبة الذكرى ‪ 12‬لاستشياد القائد‬

‫صداـ حسيف‬

‫وحمى الله الع ارؽ وطنا عظيما‪ ،‬وطنا تفديو‬ ‫تضعوا الع ارؽ الوطف الغمى وأبناءه عمى قائمة‬
‫الميج والرواح‪.‬‬ ‫الولويات في كؿ خطواتكـ المباركة تحمموف‬
‫رسالو المة الحرة البية التي تحفظ لموطف‬
‫ودمتـ رفيقنا المجاىد‪ ،‬لنا قائدا عظيما نرفع بؾ‬ ‫سيادتو ومنعتو كما تحفظ للإنساف ك ارمتو‬
‫ىاماتنا عالية تعانؽ السحاب بإ اردة تعشؽ‬ ‫وعزتو‪ ،‬وكنتـ عمى الدواـ‪ ،‬تحرصوف عمى ارحة‬
‫صعود الجباؿ ولا تأبو بمجابية الخطار‪ ،‬ودمتـ‬ ‫أبناء وطنكـ وتوجيوف البوصمة إلى مسارىا‬

‫حاميا لمدار والىؿ‪.‬‬ ‫الصحيح‪.‬‬
‫ومعكـ وبكـ ماضوف لتبقى أسوار أمتنا عالية‬ ‫كمما حؿ الثلاثوف مف ديسمبر ودائما‪ ،‬ستبقى‬
‫روح حبيبنا صداـ حسيف ماثمة أمامنا وسيبقى‬
‫قوية في وجو كؿ التحديات والصعاب‪.‬‬ ‫اسمو محفو ار في العقوؿ والقموب‪ ،‬ورحـ الله أبا‬
‫ويا َرمز سيادتنا‪ ،‬في ىذا اليوـ نق أر الفاتحة‬ ‫عدي القائد الانساف الذي عاش عظيما ورحؿ‬
‫عمى روح سيد الرجاؿ قائدنا المغفور لو بإذف‬ ‫عظيما حيث نذر حياتو لوطنو وأمتو وستبقى‬
‫الله صداـ حسيف‪ ،‬وفي ىذا اليوـ نشد الحزمة‬ ‫الجياؿ تكتب تاريخو بحروؼ مف نور‪ ،‬لنو‬
‫مف جديد جنودا لموطف كؿ في موقعو نحرص‬ ‫تاريخ وطف تـ بناؤه بالصبر والعزيمة وبالجيد‬
‫جميعا عمى أف يبقى الوطف جميلا في صورة‬ ‫المخمص‪ ،‬والتفاني والتضحية‪ ،‬وصدؽ الانتماء‬
‫تكاممية نساىـ جميعا في تكوينيا بأبيى حمة‪،‬‬
‫وليبقى الع ارؽ عاصمة الدنيا تفخر بشييدىا‬ ‫لموطف والمة‪.‬‬
‫الرمز صداـ حسيف وبالقائد الميف العاـ عزة‬ ‫وعمى العيد نمضي مع قائدنا شيخ المجاىديف‬
‫عزة إب ارىيـ‪ ،‬نحافظ عمى عيد الشرفاء‬
‫إب ارىيـ عنوانا لعزتيا ورم از لكبريائيا‪.‬‬ ‫والوفياء الحريصيف عمى كؿ ذرة ت ارب مف ث اره‬
‫ودمتـ رفيقنا القائد ال ارئد الوف ّي لشعبكـ الع ارقي‬ ‫الطيور ليبقى الإنساف العربي كما أ ارد شييدنا‬
‫والعربي عامة‪ ،‬نتر ّسـ خطاكـ ونمتؼ حوؿ‬ ‫صداـ مرفوع ال أرس عالي اليمة يعمؿ ولا‬
‫عرشكـ المفدى ونحف عمى العيد نسير معكـ‬ ‫ي ّسوؼ‪ ،‬ينجز ولا ينتظر‪ ،‬يتطمع إلى الإماـ ولا‬
‫وبكـ ليعمو البنياف بعزيمة ومضاء في مسيرة‬ ‫ييمو وضع العصي في دولاب الحياة مف قبؿ‬

‫عنوانيا " الوفاء والعمؿ والإنجاز "‪.‬‬ ‫أعداء الحياة‪.‬‬

‫‪25‬‬

‫العدد (‪ 25 )6‬كانوف الوؿ ‪2018‬‬
‫صادرة بمناسبة الذكرى ‪ 12‬لاستشياد القائد‬

‫صداـ حسيف‬

‫‪ 03‬كبٌَٕ الأٔل يٕسى الحضٌ ٔانشح‪ٛ‬م‬

‫سعاد العبيدي ‪ /‬نبض العروبة المجاىدة لمثقافة والإعلاـ‬

‫الشعوب‪ ،‬فكنا نفتخر بو في كؿ مكاف‪ ،‬وفي كؿ‬ ‫حزف الع ارؽ والعروبة‪ ،‬وأىمي في بغداد والقدس‬
‫محفؿ‪ ،‬بأف لنا رفيقا وقائدا ىماما‪ ،‬ورجلا يحمؿ‬ ‫والقاىرة ودمشؽ وبيروت وعماف وصنعاء‬
‫والخرطوـ وط اربمس والخميج وفي كؿ بقعة مف‬
‫في ضميره وبيف حدقات عيونو شعَبو وأمتَو‪.‬‬ ‫أرض العرب‪ ،‬ونكست العلاـ بفقداف أبي‬
‫لكؿ منا قصة يروييا اليوـ مع رفيقنا وقائدنا‬
‫في سنيف حياتو العامرة والذاخرة بإنتاج وطني‬ ‫العروبة وقائدىا وحامي حماىا‪.‬‬
‫وعلاقات اجتماعية ارقية وحب خالي مف‬ ‫نفتقده اليوـ وفي ذكرى رحيمو الثانية عشرة‪،‬‬
‫ونحف في وطف عمى مفترؽ طرؽ‪ ،‬يعمو‬
‫الرياء‪.‬‬ ‫الدمار والخ ارب‪ ،‬وتسوده الفوضى‪ ،‬وضحالة‬
‫اليوـ ىو يوـ تقييمو عمى ما قدـ لموطف‬
‫والمة‪ ،‬وما قدـ لمبشرية‪ ،‬وشكؿ أريا عاما‬ ‫الفكر السياسي السائد‪.‬‬
‫نحف اليوـ أكثر حاجة لقيادتو السديدة‬
‫مستني ار في كؿ أنحاء العالـ‪.‬‬ ‫المعروفة بالحرص عمى وحدة الوطف وأىمو‪،‬‬
‫عف البطولة والشجاعة والشيامة أتحدث اليوـ‪،‬‬ ‫نفتقد قيادتو الحكيمة ورصانتو وىيبتو وكبريائو‬
‫فيؿ أتحدث عف البطؿ الثوري أـ الإنساف‬
‫وتواضعو‪.‬‬
‫المتواضع أـ القائد الشيـ أـ المجاىد؟‬ ‫كاف أسمو ىو الوطف‪ ،‬ىو الع ارؽ الدولة ذات‬
‫لف أستطيع ميما أوتيت أف أوفيو حقو‪ ،‬فاليوـ‬ ‫التاريخ والحضارة العريقة في عمؽ الزماف‪.‬‬
‫لا بد لي مف أكتب عنو وعف مآثره العظيمة‬ ‫وكاف اسمو محؿ احتراـ الجميع الذيف شيدوا‬
‫ونضالو مف أجؿ وطنو وأمتو وجياده‬
‫نضالو وصموده وتحديو‪.‬‬
‫وتضحياتو‪.‬‬ ‫وبو وبمجيوده الذي بذلو في كؿ المحافؿ نمنا‬
‫فيذا ىو رفيقنا وقائدنا صداـ حسيف اسما‬ ‫أسمى التقدير والاحت ارـ مف الكثير مف‬

‫ومعنى‪.‬‬

‫‪26‬‬

‫العدد (‪ 25 )6‬كانوف الوؿ ‪2018‬‬
‫صادرة بمناسبة الذكرى ‪ 12‬لاستشياد القائد‬

‫صداـ حسيف‬

‫انمبئذ انشيض صذاو حسين ٔمحكًخ احزلال ْض‪ٚ‬م‬

‫أكرـ محمد ‪ /‬لجنة الع ارؽ الداخؿ‬

‫إف الاحتلاؿ الدولي والإي ارني لمع ارؽ أثبت حقده لمحاكمة القائد مع رفاقو مف العسكرييف‬

‫التاـ عمى الع ارؽ وتاريخو وحضارتو مف خلاؿ والمدنييف وأعضاء القيادة والطعف بالشخوص‬

‫فصوؿ محكمة احتلاؿ ىزيؿ غير مرتبط بقانوف الوطنية مف خلاؿ الاتيامات الباطمة التي تـ‬

‫أو شرع سائد عميو بقدر أنيا صورة إعلامية حصرىا في ممؼ واحد دوف التطرؽ إلى ممفات‬

‫تبث إلى ال أري العاـ العالمي والع ارقي والعربي كانت أمريكا قد أعمنتيا عمى لساف بريمر في‬

‫مف أجؿ إسقاط شخصية الع ارقي والعربي تصريح سابؽ قبؿ تشكيؿ المحكمة‪.‬‬

‫والإنساني وتشويييا المتمثمة بالقائد الرمز ولا بد مف التذكير بتأكيد أميف عاـ المـ‬

‫المتحدة عمى بطلاف المحاكمة لبطلاف الاحتلاؿ‬ ‫صداـ حسيف‪.‬‬

‫كاف صداـ حسيف يخوض قتالا قانونيا قؿ وقوانينو بعد خروجو منيا عند انتياء ميامو‪،‬‬

‫نظيره في ساحة القانوف في الع ارؽ بعد وشدد عمى أف كؿ ما جرى لـ يكف بق ارر مف‬

‫الاحتلاؿ مف خلاؿ إثبات بطلاف المحاكمة المجتمع الدولي بؿ مف أمريكا وبريطانيا‬

‫وقضاتيا وادعائيا العاـ وكوف أف قانوف ومشاركة دوؿ أخرى‪.‬‬

‫لقد جعؿ القائد الرمز مف المحكمة وقضاتيا‬ ‫المجتمع الدولي الذي تعتبر أمريكا أحد‬
‫أضحوكة الشارع الع ارقي بوقفتو التي عبرت‬ ‫الموافقيف والموقعيف عميو يقضي بأف كؿ ما‬
‫عف قوة شخصيتو وتأثيره عمى رئيس المحكمة‬ ‫يصدر مف قوانيف وأنظمة وش ارئع بظؿ احتلاؿ‬
‫وأعضائيا والادعاء العاـ‪ ،‬والدليؿ أف القائد‬ ‫دولة لدولة تكوف باطمة‪ ،‬فتعمدت أمريكا في‬
‫كسب ود القاضي البطؿ رزكار حتى بدا أمامو‬ ‫تشكيميا الاستيانة والتقميؿ مف شخصيتو مف‬
‫القائد كأنو جبؿ ع ارقي‪ ،‬ولـ تستطع المحكمة‬ ‫خلاؿ مجرياتيا‪ ،‬ونصبت القضاة والمعاونيف مع‬
‫القياـ بواجبيا حتى غدا القائد الّرمز صداـ‬ ‫الادعاء العاـ ‪ ،‬وسط غياب حكومة ع ارقية‬
‫حسيف القاضي ورفاقو الادعاء العاـ‪ ،‬بينما‬ ‫وطنية تمثؿ الشعب والع ارؽ ودستوره‪ ،‬وعمدت‬

‫القضاة والادعاء العاـ متيموف‪.‬‬

‫‪27‬‬

‫العدد (‪ 25 )6‬كانوف الوؿ ‪2018‬‬
‫صادرة بمناسبة الذكرى ‪ 12‬لاستشياد القائد‬

‫صداـ حسيف‬

‫القطار العربية كما في ألمانيا وغيرىا‪ ،‬إلا أف‬ ‫وأدت رجولة القائد إلى افشاؿ كؿ المخطط الذي‬
‫التحفظ عمى ممؼ حمبجة رغـ تقديـ طمبات مف‬ ‫أ ارد عبره عملاء الع ارؽ وخونتو وجواسيسو‬
‫المحاميف الذيف دفعتيـ الح ازب الكردية العميمة‬ ‫ولصوصو التأثير في سير المحكمة لصالح‬
‫لـ توافؽ عمييا أمريكا خشية أف القائد قد‬ ‫الاحتلاؿ‪ ،‬حيث كانوا مرعوبيف بسبب الحضور‬
‫يكشؼ حقائؽ دامغة وتضطر أمريكا المحتمة‬ ‫المريكي المسيطر عمى جمسات المحكمة مف‬
‫لمتضحية بعدد مف عملاء الصياينة والفرس‬
‫والقاء القبض ما سيؤدي لتشويو سمعة‬ ‫العدؿ والقوات الدولية المتواجدة في الع ارؽ‪.‬‬
‫وأثبت القائد الرمز صداـ حسيف مف خلاؿ‬
‫الحكومة المريكية‪.‬‬ ‫الحوار مع القاضي اليزيؿ رؤوؼ أف وجوده‬
‫ىذا واف ممؼ حمبجة‪ ،‬تظير كؿ يوـ حقيقة‬ ‫في رئاسة المحكمة مخجؿ لنو أعفي مف‬
‫جديدة تتعمؽ بو بعد عممية الاغتياؿ لمقائد‬
‫الّرمز صداـ حسيف‪ ،‬وتكشفت السباب الحقيقية‬ ‫العقوبات بق ارر مف القائد قبؿ الاحتلاؿ‪.‬‬
‫لمتدخؿ الامريكي في الشأف الع ارقي‪ ،‬وكميا أدت‬ ‫عمت الحيرة كؿ الشارع الع ارقي نظ ار لمجريات‬
‫إلى حصر فصوؿ مسرحية المحاكمة في‬ ‫المحاكمة وتمؾ الفصوؿ النشاز مف التمثيؿ‬
‫الدجيؿ لعدـ أىميتيا لدى امريكا وىو ما يؤكد‬ ‫المريكي وعملائو مف خلاؿ حصرىا في ممؼ‬
‫قضية الدجيؿ‪ ،‬وتساءؿ عما إذا كاف رئيس‬
‫أف ما جرى كاف بضغط مف اي ارف آنذاؾ‪.‬‬ ‫أمريكا قد تعرض لعممية الاغتياؿ‪ ،‬ألـ يكف مف‬
‫وبعد مرور أعواـ عمى الاغتياؿ تعاظـ تعاطؼ‬ ‫المؤكد اتخاذ الجيزة المنية لتمؾ الاج ارءات‬
‫الشارع الع ارقي مع القائد صداـ حسيف وحاجتو‬
‫الممحة لعودة القيادة السياسية لمبعث العربي‬ ‫وأكثر؟‬
‫ثـ إف الاسماء التي وردت وحضرت مف عوائؿ‬
‫الاشت اركي إلى إدارة الع ارؽ وتحريره مف الغ ازة‪.‬‬ ‫وشيود ضد القائد الرمز وأعضاء القيادة‬
‫فكر القائد الشييد صداـ حسيف يبقى‬ ‫والرفاؽ الآخريف تـ كشؼ بطلانيا مف القائد‬
‫منياجا ودليلا إلى حركات التحرر العربية‬ ‫وىيئة الدفاع‪ ،‬وىي فوؽ ىذا تعيش برخاء بظؿ‬
‫التواجد الإي ارني المخاب ارتي والعسكري وأسماؤىـ‬
‫لاستنباط الدروس منيا‪.‬‬ ‫معروفة لمجميع في الدجيؿ وبغداد ومنيـ في‬

‫‪28‬‬

‫العدد (‪ 25 )6‬كانوف الوؿ ‪2018‬‬
‫صادرة بمناسبة الذكرى ‪ 12‬لاستشياد القائد‬

‫صداـ حسيف‬

‫صذاو حسين ‪ٚ‬مبرم ثعذ اسزشٓبدِ‬

‫خمية الإعلاـ المقاوـ‬

‫{ إف المة التي تنجب في فترة عشريف عاما قائديف تاريخييف مثؿ جماؿ عبد الناصر وصداـ‬
‫حسيف‪ ،‬ىي أمة تطرؽ أبواب النيضة وأبواب المستقبؿ وأبواب الخمود بكؿ ثقة وايماف واقتدار ولف‬

‫تمنع نيضتيا أية قوة في العالـ } أحمد ميشيؿ عفمؽ‬

‫خاضت المقاومة مواجيات في نفس الفترة‬ ‫عمّمنا الشييد صداـ حسيف دروسا كثيرة قادرة‬
‫تقريبا والمقاومة الع ارقية تسجؿ ممحمة بطولية‬ ‫عمى تعديؿ بوصلات كؿ مف اختؿ بو التوازف‪.‬‬

‫في مواجيتيا للاحتلاؿ وطرده مف الع ارؽ‪.‬‬ ‫لقد وضعنا ىذا الشييد العظيـ فوؽ ربوة‬
‫قامت العديد مف الكتابات بالتركيز عمى‬ ‫نكتشؼ مف خلاليا كؿ ق ارءاتنا الخاطئة كما‬
‫شخصية الشييد صداـ حسيف القائد السياسي‬ ‫نرى منيا في المقابؿ صحة المواقؼ التي‬
‫والرمز والبطؿ وأنصفتو كشخصية ميمة في‬ ‫شككنا فييا والتي طالما نبينا القائد الشييد إلى‬
‫تاريخ أمتنا‪ ،‬إلا أف الشييد صداـ حسيف‬
‫صوابيا‪.‬‬
‫المفكر لـ يحض بالاىتماـ الكافي‪.‬‬ ‫ما كاف بمقدورنا أف نميز المواقؼ الصحيحة‬
‫لـ تكف أفكار الشييد صداـ حسيف محؿ اىتماـ‬ ‫مف الخاطئة ونحف في زحمة بيانات الانتصار‬
‫كبير خلاؿ فترة السمـ‪ ،‬لكنيا بدأت تجمب ليا‬
‫الاىتماـ خلاؿ العشرية الماضية حيف وضعت‬ ‫الصادرة عف مختمؼ المقاومات ضد الاحتلاؿ‪.‬‬
‫عمى محؾ أكبر المواجيات التاريخية مع أعداء‬ ‫كنا في عشرية التسعينات‪ ،‬عشرية المساومات‬
‫نشتاؽ إلى أي بياف عف مواجية مسمحة مع‬
‫المة‪.‬‬ ‫العدو‪ ،‬وحيف تعددت جبيات المواجية في‬
‫فيذه الفكار لـ يقع امتحاف نجاعتيا بوصفيا‬ ‫العشرية الولى مف القرف الحالي احتضناىا‬
‫معادية للامبريالية والصييونية والصفوية‬
‫فحسب‪ ،‬بؿ تـ اختبارىا كذلؾ مقارنة مع‬ ‫جميعا رغـ ما كانت تخبئو مف تناقضات‪.‬‬

‫‪29‬‬

‫العدد (‪ 25 )6‬كانوف الوؿ ‪2018‬‬
‫صادرة بمناسبة الذكرى ‪ 12‬لاستشياد القائد‬

‫صداـ حسيف‬

‫ىؿ يمكف الفصؿ بيف ىتافو أماـ حبؿ المشنقة‬ ‫مرجعيات فكرية تقود مقاومات عربية أخرى ىي‬
‫بحياة الع ارؽ وفمسطيف والمة وبيف حقيقة‬ ‫الفمسطينية والحوازية‪.‬‬
‫أفكاره حوؿ قضايا الع ارؽ وفمسطيف والمة؟ ىؿ‬
‫يمكف فصؿ ىذا الموقؼ البطولي عف ق ار ارتو‬ ‫وضع الشييد صداـ حسيف أفكاره محؿ محاسبة‬
‫الكبرى سواء تمؾ المتعمقة بإلقاء الصواريخ‬ ‫حيف قرر أف يقود أعتى مواجية ضد عدو‬
‫عمى الكياف الصييوني أو خوض معركة‬ ‫أمريكي صييوني فارسي لـ يشيد التاريخ مثيلا‬
‫القادسية المجيدة أو مواجية أعداء المة في‬ ‫لش ارستو‪ ،‬وقرر وضع القيـ التي يؤمف بيا‬
‫عمى محؾ الاختبار حيف اختار أف تمتحف‬
‫أـ المعارؾ؟‬ ‫صدقية أفكاره وىو في وضع خارج إطار التحمؿ‬
‫لقد تـ التخطيط لكي تؤوؿ قيادة ىذه الحركة‬ ‫البشري‪ ،‬اختار أف تكوف منصة الإعداـ ىي‬

‫إلى ممثمي الإسلاـ السياسي‪.‬‬ ‫مربع الامتحاف‪.‬‬
‫كؿ المخططات تـ الإعداد ليا عمى أساس‬ ‫اختار أف يواجو الموت بوصفو قوة إيمانية‬
‫العمؿ عمى إلغاء فكر الشييد صداـ حسيف‬ ‫جبارة تتحدى اللامعقوؿ‪ .‬وىذا الاختيار متعمد‬
‫خاصة وأنو صادر عف شخص يمثؿ رئيس‬
‫وممئ الف ارغ المنجر عف ذلؾ‪.‬‬ ‫دولة عظيمة وقائد مقاومة يسمح لو مركزه‬
‫وكؿ شيء تـ ترتيبو لكي تحتؿ تيا ارت الإسلاـ‬ ‫بالمفاوضة والمساومة مف أجؿ تفادي حبؿ‬
‫السياسي مكاف فكر صداـ حسيف في ذىنية‬
‫المواطف العربي بعد تنفيذ المؤامرة المتمثمة في‬ ‫المشنقة‪.‬‬
‫احتلاؿ الع ارؽ واسقاط النظاـ الوطني واجتثاث‬ ‫‪ ‬قراءات الشييد صداـ حسيف الخلاقة‬

‫البعث واعداـ قائده الشييد‪.‬‬ ‫لواقع وآفاؽ الوضع العربي والدولي‪.‬‬
‫كاف الرىاف بعد ىوؿ اليجمة عمى كؿ ما ىو‬ ‫وىؿ يمكف الفصؿ بيف وقفة الشييد صداـ‬
‫بعثي وصّدامي أف يتياوى البعثيوف الواحد تمو‬ ‫حسيف البطولية والمواقؼ مف القضايا الكبرى‬
‫الآخر ويرفعوا ال ارية البيضاء أو عمى القؿ‬
‫الدخوؿ في مفاوضات مع المحتؿ لممساومة‬ ‫التي اعترضنو؟‬

‫‪30‬‬

‫العدد (‪ 25 )6‬كانوف الوؿ ‪2018‬‬
‫صادرة بمناسبة الذكرى ‪ 12‬لاستشياد القائد‬

‫صداـ حسيف‬

‫اختلاؼ الىداؼ والب ارمج ىو الذي حاؿ دوف‬ ‫عمى حياتيـ أو في أقصى الحالات الدخوؿ في‬
‫تحقيؽ الوحدة المنشودة‪.‬‬ ‫العممية السياسية التي أنشأىا الاحتلاؿ‪.‬‬

‫لقد حققت كؿ المقاومة نص ار عسكريا‪ ،‬لكف‬ ‫لكف شيئا مف ىذا لـ يحصؿ‪ ،‬وبقي رفاقنا‬
‫بقيت العناؽ مشرئبة لمعرفة برنامج كؿ طرؼ‬ ‫السرى صامديف وبقيت القيادة العسكرية‬
‫والسياسية التي يتزعميا خميفة الشييد صداـ‪،‬‬
‫لفترة ما بعد ذلؾ الانتصار‪.‬‬ ‫المجاىد عّزة إب ارىيـ متماسكة وثابتة ومتمسكة‬
‫واضح أننا الآف في حضور ص ارع مف أجؿ‬ ‫بكؿ بنود برنامج تحرير الع ارؽ وبنود برنامج‬
‫تحرير فمسطيف مف النير إلى البحر وتوحيد‬
‫قيادة حركة التحرر العربي‪.‬‬
‫وفي ىذا الظرؼ بالذات تـ اغتياؿ الشييد‬ ‫المة‪.‬‬
‫صداـ حسيف‪ ،‬وكاف اليدؼ مف ىذه الجريمة‬ ‫الشييد صداـ حسيف جعمنا نكتشؼ حقائؽ كاف‬
‫إلغاء كؿ احتماؿ قيادة حركة التحرر العربية‬
‫يعرؼ تفاصيميا مسبقا‪.‬‬
‫مف طرؼ التيار القومي العربي‪.‬‬ ‫فحيف ص ّعد مف حدة الص ارع مع العداء وألحؽ‬
‫وىنا تكمف عظمة فكر الشييد صداـ حسيف‬ ‫بيـ ى ازئـ منكرة‪ ،‬عندىا تفتتت جبية العداء‬
‫وأىميتو‪ .‬ىو ليس فقط فكر صمود ومقاومة‪،‬‬ ‫وانكشفت تلاويف المخططات التي أعدوىا‪ ،‬منيا‬
‫بؿ فكر ب ارمج وخطط تيدؼ إلى تحقيؽ‬ ‫ما ىو واضح ومنيا ما ىو مخفي‪ ،‬كما‬
‫انكشفت حقيقة الجبية التي سميت جبية‬
‫طموحات المة‪.‬‬
‫ىذا الفكر الذي امتحف صدقو وثباتو وعمقو‪،‬‬ ‫الصدقاء‪.‬‬
‫ىو أرقى ما وصؿ إليو العقؿ المدبر العربي في‬ ‫وجبية المقاومات التي بقيت تغمي بالتناقضات‪،‬‬
‫المرحمة ال ارىنة‪ ،‬وبالتالي ىو المؤىؿ لقيادة‬ ‫لقد التقت ىذه المقاومات في تمسكيا بالكفاح‬
‫بقية الم ارحؿ التحررية للأمة‪ .‬فالمة بحاجة‬ ‫المسمح لكنيا لـ تتوصؿ إلى التوحد‪ ،‬وىذا‬
‫إلى مف يجمع بيف الكفاح المسمح طريقا‬ ‫يعني بكؿ بساطة أف البندقية غير كافية‬
‫لتحقيؽ وحدة المقاومات‪ ،‬ومعنى ذلؾ أف‬
‫لمتحرير وبرنامجا قوميا عربيا كيدؼ لمتحرير‪.‬‬

‫‪31‬‬

‫العدد (‪ 25 )6‬كانوف الوؿ ‪2018‬‬
‫صادرة بمناسبة الذكرى ‪ 12‬لاستشياد القائد‬

‫صداـ حسيف‬

‫فقط بسبب ما يتعرض لو مف مؤام ارت‪ ،‬بؿ‬ ‫ليست المة بحاجة لاستشيادييف يؤسسوف‬
‫وخاصة لنو يحمؿ كؿ مواصفات مرشد الثورة‬ ‫لمجتمع طائفي يرتكز عمى الفتف‪ ،‬كما ىي‬
‫العربية‪ ،‬ولنو دليؿ المة في رسـ برنامج‬ ‫ليست بحاجة إلى انتحارييف يحمموف برنامج‬
‫تحررىا وسلاحيا في معارؾ المصير‬ ‫يشرع التسوية مع العدو‪ ،‬وىي كذلؾ ليست‬
‫القادمة‪ ،‬ولنو الدواء الشافي لما تعانيو حركة‬ ‫بحاجة لكفاح مسمح يوظؼ لخدمة مصالح‬
‫التحرر العربية مف تشرذـ وتذبذب وقصر نظر‪.‬‬
‫خلاصة الكلاـ نقوؿ إف فكر الشييد صداـ‬ ‫إقميمية غير عربية‪.‬‬
‫حسيف ىو الفكر الذي يختزؿ كؿ الثوابت‬ ‫فكر الشييد صداـ حسيف ىو الوحيد الذي‬
‫القومية التي بنت عمييا المة طواؿ عش ارت‬
‫تتوفر فيو كؿ الشروط لقيادة مسيرة المة‪.‬‬
‫السنيف برنامجيا القومي‪.‬‬ ‫نريد أف نؤكد‪ ،‬ونحف نحيي الذكرى الثانية‬
‫لكؿ ىذه السباب‪ ،‬فإنو مف واجب كؿ قومي‬ ‫عشرة لاستشياد القائد المجيد‪ ،‬أف فكر الشييد‬
‫أصيؿ أف يتفانى في الدفاع عف مبادئ الشييد‬ ‫صداـ حسيف ىو المستيدؼ الآف بعد أف‬
‫صداـ حسيف وقيمو وأفكاره‪ ،‬ومف واجب‬ ‫تخطى كؿ عقبات إلغائو مف الوجود‪ ،‬وبعد أف‬
‫المثقفيف القومييف أف يتعمقوا في إنتاجاتو‬ ‫أثبت جدارتو في شحف المقاوميف بروح‬
‫ومواقفو وق ار ارتو‪ ،‬ومف واجب المنظمات‬ ‫الصمود والوحدة وأكد قدرتو عمى لؼ أعداد‬
‫والح ازب القومية تشكيؿ فرؽ عمؿ وانشاء‬ ‫مت ازيدة مف النصار عمى مدى كامؿ الوطف‬
‫م اركز د ارسات تيتـ بتحميؿ مواقؼ الشييد‬
‫صداـ حسيف المبدعة وق ارءاتو الخلاقة ونظرتو‬ ‫العربي حولو‪.‬‬
‫ىو مستيدؼ بكؿ أشكاؿ الشيطنة والتشويو مف‬
‫الثاقبة‪ ،‬وأف تتعمؽ في فكره الاست ارتيجي‪.‬‬ ‫خلاؿ حملات الإساءة المتعمدة لرجاؿ الشييد‬
‫صداـ الذيف بقوا أوفياء لمع ارؽ‪ ،‬لذلؾ عمينا‬
‫توخي كؿ الشكاؿ لمدفاع عف ىذا الفكر ليس‬

‫‪32‬‬

‫العدد (‪ 25 )6‬كانوف الوؿ ‪2018‬‬
‫صادرة بمناسبة الذكرى ‪ 12‬لاستشياد القائد‬

‫صداـ حسيف‬

‫صذاو حسين َٔفط انعشة نهعشة‪ :‬مخبٔف غشث‪ٛ‬خ‬

‫احتياطي لمنفط بعد السعودية‪ ،‬وىو ما يعادؿ‬ ‫باباه ولد الت ارد ‪ /‬لجنة موريتانيا‬
‫ٕٔ‪ %‬مف الاحتياطي العالمي‪.‬‬
‫ىيمنت شركات البتروؿ الغربية عمى النفط‬
‫غير أف نزعة القيادة الع ارقية الجامحة لموحدة‬ ‫العربي وأصبحت عمالقة بتروؿ وسياسة في‬
‫والحرية والاشت اركية‪ ،‬مع وجود الثروة النفطية‬ ‫نفس الوقت‪ ،‬وكأنيا دوؿ كبرى‪ ،‬تسقط‬
‫اليائمة في المنطقة‪ ،‬كؿ ذلؾ سيجعؿ الولايات‬ ‫الحكومات مثؿ ما حدث بالضبط مع حكومة "‬
‫المتحدة عمى استعداد دائـ لمحرب ضد الع ارؽ‪،‬‬ ‫مصدؽ " الإي ارنية‪ ،‬وتحقؽ لنفسيا الرباح‬
‫خصوصا أنيا تعودت عمى نيب البتروؿ مف‬ ‫الخيالية حيث كاف دخؿ " أرمكو " مف البتروؿ‬
‫دوؿ " الوبؾ " والتحكـ في أسعاره حتى وصؿ‬ ‫يزيد ثلاث م ارت عمى دخؿ السعودية‪ ،‬ونتيجة‬
‫في بعض السنوات إلى أقؿ مف ٓٔ دولا ارت‬ ‫لذلؾ تـ إنشاء مؤسسة " أوبؾ " في بغداد يوـ‬
‫لمبرميؿ الواحد مع أف كؿ نقص في سعر برميؿ‬ ‫‪ ،ٜٔٙٓ/ٜٓ/ٜٓ‬غير أف ىذه المؤسسة لـ‬
‫البتروؿ بمقدار دولار واحد يعني خسارة لدوؿ‬ ‫تستطع أف تؤكد نفسيا بسبب السيطرة الغربية‬
‫الوبؾ تقدر بحوالي ‪ ٛ‬مميا ارت دولار في‬ ‫عمى المنطقة‪ .‬إلا أنو ابتداء مف سنة ‪ٜٔٙٛ‬‬
‫رفع الع ارؽ بقيادة صداـ حسيف ورفاقو في‬
‫السنة‪.‬‬ ‫حزب البعث شعار (نفط العرب لمعرب) وأردفو‬
‫وقد اعترؼ بعض القادة المريكييف بأف أحد‬ ‫بشعار آخر نابعا منو ىو‪( :‬استخداـ النفط‬
‫دوافعيـ الحقيقية و ارء عدوانيـ عمى الع ارؽ‬ ‫كسلاح) الذي تقدـ بو في اجتماع مجمس‬
‫سنة ٔ‪ ٜٜٔ‬ىو استم ارر السيطرة عمى منابع‬ ‫الدفاع العربي المشترؾ في ‪ٜٖٔٚ/ٓٔ/ٕٚ‬‬
‫النفط والمحافظة عمى تدني أسعاره‪ ،‬ففي‬ ‫وىي الفترة التي كاف الع ارؽ يخوض فييا معركة‬
‫المقابمة التي أج ارىا مع الممؾ حسيف بعد أقؿ‬ ‫التأميـ الذي شمؿ حصة أمريكا في شركة نفط‬
‫مف أسبوعيف مف دخوؿ الع ارؽ لمكويت قاؿ‬ ‫البصرة‪ ،‬ومعموـ أف الع ارؽ يممؾ أكبر مخزوف‬

‫‪33‬‬

‫العدد (‪ 25 )6‬كانوف الوؿ ‪2018‬‬
‫صادرة بمناسبة الذكرى ‪ 12‬لاستشياد القائد‬

‫صداـ حسيف‬

‫السعار‪ ،‬أما السبب الآخر فيكمف في حصوؿ‬ ‫بوش‪( :‬اسمعني يا حسيف‪ ،‬إف البتروؿ بالنسبة‬
‫عممية خنؽ فعمي لمعالـ الصناعي)‪.‬‬ ‫لنا أكثر مف ضرورة‪ ،‬ىو أسموب حياة‪ ،‬وأنا لف‬
‫أسمح لنفسي أف أترؾ صداـ حسيف يضع يده‬
‫لقد تبيف مف خلاؿ ىذا الكـ اليائؿ مف‬ ‫عمى شرياف حياتنا وأنتـ العرب تعيشوف عمى‬
‫التصريحات لكبار المسؤوليف وصناع الق ارر في‬ ‫برميؿ بارود ولكف لنا في المنطقة مصالح‬
‫الإدا ارت المريكية‪ ،‬أف النفط كاف سببا حقيقيا‬ ‫حيوية ونحف ىناؾ لحمايتيا)‪ .‬ولكف بوش لـ‬
‫ومباش ار في الحرب ضد ع ارؽ صداـ حسيف‪،‬‬ ‫يكف ىو المسؤوؿ المريكي الوؿ الذي اعتبر‬
‫رغـ أف الولايات المتحدة تدرؾ أف شعار الحرب‬ ‫أف الع ارؽ يشكؿ خط ار عمى تمويف البتروؿ‪،‬‬
‫مف أجؿ النفط لـ يكف شعا ار نبيلا‪ ،‬ومع ذلؾ‬ ‫ففي شير نيساف ٓ‪ ٜٜٔ‬كاف "شوارزكوؼ"‬
‫فغالبا لا يوجد أي ص ارع يمكف نسبتو بالكامؿ‬ ‫يدلي بشيادتو في مجمس الشيوخ ويقوؿ‪( :‬إف‬
‫إلى عنصر واحد‪ ،‬وانما بت اركـ عوامؿ عديدة‬ ‫الخطر الكثر جدية عمى تمويف نفطنا يكمف‬
‫ومتنوعة يحدث الانفجار بسبب وجود لحظة‬ ‫في الع ارؽ)‪ .‬غير أف أىـ تصريح في ىذا‬
‫الشأف ىو ما قالو الرئيس المريكي السبؽ‬
‫حرجة‪.‬‬ ‫"نيكسوف" الذي جاء فيو (إنو مف الرياء‬
‫الإيحاء بأننا نأمؿ إقامة الديمق ارطية في‬
‫الكويت‪ .‬إف النفط ىو سبب مجيئنا إلى الخميج‪،‬‬

‫وليس عمينا أبدا الاعتذار)‪.‬‬
‫وفي ىذا الصدد يقوؿ "ىنرى كسنجر" الذي كاف‬
‫مستشا ار لسرة "روكفيمر" التي تممؾ شركة‬
‫"موبيؿ" قبؿ أف يصبح وزي ار لمخارجية (إف أحد‬
‫أىـ أسباب استخداـ القوة ىو ظيور ن ازع حوؿ‬

‫‪34‬‬

‫العدد (‪ 25 )6‬كانوف الوؿ ‪2018‬‬
‫صادرة بمناسبة الذكرى ‪ 12‬لاستشياد القائد‬

‫صداـ حسيف‬

‫صـذاو أيـخ فـ‪ ٙ‬سجـم‬

‫الثائر العربي‪ /‬نبض العروبة المجاىدة لمثقافة والإعلاـ‬

‫صداـ كاف أمة في رجؿ‪ ،‬وكاف زعيما لمة عز فمنجعؿ يوـ استشياد القائد دروسا مميمة لكؿ‬

‫أف تمد كؿ يوـ زعيما بمثمو‪ ،‬فخسرت برحيمو شبابنا العربي لكي نصنع منيـ جيشا لممقاومة‬

‫رجلا وبطلا وزعيما لا يمكف تعويضو إلا بعد والتحرير لمع ارؽ ولمشعب العربي الصيؿ‪.‬‬

‫استميـ دروس البعث عمى أيدي قادتو ومفكريو‬ ‫زمف‪.‬‬

‫يعمـ الله متى ييب للأمة زعيما بمستوى صداـ‪ ،‬الصلاء الذيف تحصنوا بمبادئ المة العربية‬

‫فقد عاش بطلا ومات شييدا‪ ،‬فانظروا ماذا ونيموا مف فكر رسالتيا الخالدة‪ ،‬فكاف البعث‬

‫فك ار وأصالة ترسخت في عقمية المجاىد الشييد‬ ‫أصاب المة بعده‪.‬‬

‫فباستشياده كانت خسارة أمة‪ ،‬وبتغييبو غيبت صداـ حسيف وجسدىا في أعمالو البطولية‬

‫والنضالية وكانت منيجا لفكره الفذ في صياغة‬ ‫الرجولة‪.‬‬

‫واف استشياده فاصؿ تاريخي في حياة المة‪ ،‬العمؿ الجماعي لممناضميف مف رفاقو الذيف‬

‫كانوا معو‪.‬‬ ‫اختمؼ ما بعدىا عما قبميا كميا‪.‬‬

‫صداـ حسيف ليس قائدا لمع ارؽ فحسب بؿ بطؿ وكانت أوؿ تجربة لو أف يقود بنفسو عممية‬

‫قومي لكؿ العرب والإنسانية‪ ،‬وىو بحؽ مثاؿ اغتياؿ عبد الكريـ قاسـ‪ ،‬رغـ أنو كاف الصغر‬

‫البطولة والتضحية والفداء لكؿ حركات التحرر عم ار مف بيف أق ارنو مف رفاؽ البعث المياميف‬

‫وىذه حقيقة لا ينكرىا التاريخ الحقيقي لنضاؿ‬ ‫العالمية ولكؿ شعوبيا الطامحة لمحرية والبناء‪.‬‬

‫رحؿ صداـ حسيف ولكنو ظؿ في نبض عروؽ حزب البعث العربي الاشت اركي منذ نشأتو إلى‬

‫الدـ العربي إلى البد‪ .‬ولنو رجؿ وفكر وقائد الاف فكاف البعث ميداف البطولة والفداء في كؿ‬

‫وانساف عربي غيور عمى الشرؼ والرض ساحات النضاؿ العربي‪ ،‬فقاـ الرفيؽ القائد‬

‫والديف الإسلامي وكؿ مقدسات المة العربية‪ ،‬الشييد صداـ حسيف بعمؿ بطولي عاـ ‪ٜٜٔ٘‬‬

‫‪35‬‬

‫العدد (‪ 25 )6‬كانوف الوؿ ‪2018‬‬
‫صادرة بمناسبة الذكرى ‪ 12‬لاستشياد القائد‬

‫صداـ حسيف‬

‫صداـ حسيف‪ ،‬المناضؿ القومي العربي‪ ،‬البعثي‬ ‫بضرب الدكتاتور عبد الكريـ قاسـ في خطة‬
‫المؤمف بربو وبأمتو‪.‬‬ ‫محكمة ومدروسة مف قيادة البعث ونفذىا‬
‫برجولة وببطولة عالية الدقة في كؿ تفاصيميا‬
‫كؿ ىذه الحداث التي نتذكرىا جمعيا منذ‬
‫العدواف الفارسي وصولا إلى احتلاؿ وتدنيس‬ ‫وما تمقاه مف عذاب السجف آنذاؾ‪.‬‬
‫أرض ال ارفديف وحتى ىذه المحظات التي سبقت‬ ‫وبعد ذلؾ غادر الرفيؽ صداـ حسيف الع ارؽ إلى‬
‫وتبعت استشياد المجاىد البطؿ صداـ حسيف‪،‬‬ ‫سوريا في رحمة شاقة وصعبة لمغاية عندما‬
‫أكدت جميعا بما لا يدعو مجالا إلى الشؾ‬ ‫ىجر أرض الوطف مرغما عمى ظير جواد ومف‬
‫مصداقية ما قالة القائد والمفكر البعثي الوؿ‬ ‫ثـ عبوره لنير دجمة في ظلاـ دامس لمتخفي‬
‫في حؽ رفيقو وواحد مف أبنائو المناضميف‪،‬‬ ‫عف سمطة الجلاديف في حكومة الخونة‬
‫وأنو كلاـ نابع مف خلاؿ ما عايشو مف تجسيد‬ ‫والعملاء وقتيا حتى وصؿ القطر السوري‬
‫حي لفكار و مبادئ الحزب عمى أرض الواقع‬ ‫وعاش ىناؾ تحت لحظات مف القير والحرماف‬
‫ممثمة في مناضؿ شجاع ولد عمى أرض‬ ‫لبعده عف أىمو ولمعاناتو الصعبة جدا‪ ،‬ثـ‬
‫الرسالات والحضا ارت الإنسانية العريقة‪ ،‬أرض‬ ‫غادرىا إلى مصر ليكوف ىناؾ رغـ دقة المرحمة‬
‫ال ارفديف‪ ،‬مناضؿ بعثي اسمو صداـ حسيف‬ ‫والظروؼ الصعبة‪ ،‬فخاض الحياة الجامعية في‬
‫المجيد‪ ،‬وعبر الممارسات النضالية ليذا‬ ‫مصر‪ ،‬وكاف رجؿ عمـ ونضاؿ وعينو ترنو عمى‬
‫وطنو الع ارؽ إلى جانب عممو النضالي مف أجؿ‬
‫المجاىد البطؿ حتى آخر لحظة في حياتو‪.‬‬ ‫إنقاذ الوطف مف أش ارر السمطة وعمالتيا مع‬
‫تمؾ المحظات التي ىزت الكوف بما فيو وما‬
‫عميو‪ ،‬لحظات أغضبت واستفزت أعداءه‬ ‫القوى الاستعمارية المعادية لمعرب‪.‬‬
‫وأعداء المة وأفرحت كؿ المناضميف والشرفاء‬ ‫ولقد تأكدت ىذه الوقفات مف خلاؿ الحداث‬
‫الجساـ التي مر بيا الع ارؽ‪ ،‬والبعث والمة‬
‫في كؿ بقعة عمى وجو الرض‪.‬‬ ‫العربية في السنوات القميمة الماضية‪ ،‬وما شكمو‬
‫قاؿ الرفيؽ المؤسس‪ " :‬الآف تنطوي صفحة مف‬
‫تاريخ نيضتنا العربية وصفحة جديدة تبدأ‪،‬‬

‫‪36‬‬

‫العدد (‪ 25 )6‬كانوف الوؿ ‪2018‬‬
‫صادرة بمناسبة الذكرى ‪ 12‬لاستشياد القائد‬

‫صداـ حسيف‬

‫تفوقو بشريا وعسكريا‪ ،‬بؿ مكنو مف الانتصار‬ ‫تنطوي صفحة الضعفاء الذيف يقابموف مصائب‬
‫عمى ىذه القوة الغاشمة‪ ،‬ومف الصمود أكثر‬ ‫الوطف بالبكاء وبأف يقولوا "لا حوؿ ولا قوة إلا‬
‫مف عقد ونصؼ في مواجية مؤام ارت معقدة‬ ‫بالله"‪ ،‬وصفحة النفعييف الذيف ممؤوا جيوبيـ ثـ‬
‫قادتيا الدوؿ العظمى في العصر الحديث حتى‬ ‫قالوا (لا داعي لمعجمة‪ ،‬كؿ شيء يتـ بالتطور‬
‫وصمت المور إلى لحظة لـ تعد فييا ىذه‬ ‫البطيء)‪ ،‬صفحة الجبناء الذيف يعترفوف بفساد‬
‫القوى قادرة عمى المزيد مف المكائد والحابيؿ‬ ‫المجتمع إذا ما خموا لنفسيـ حتى إذا خرجوا‬
‫فقررت إن ازؿ جيوشيا واحتلاؿ الع ارؽ بقوة‬ ‫إلى الطريؽ كانوا أوؿ مف يطأطىء أرسو ليذه‬
‫السلاح والتدمير البربري الذي شيد ج ارئمو‬
‫المفاسد"‪.‬‬
‫العالـ أجمع‪.‬‬ ‫ىذه المقولة تـ تحقيقيا وانجازىا عبر تجربة‬
‫نعـ ىذا الحزب‪ ،‬وىذه القيادة التاريخية التي‬ ‫الحزب في الع ارؽ‪ ،‬رغـ كؿ المعوقات والمؤام ارت‬
‫درست بتمعف صفحات المبر ارت الخائبة التي‬ ‫التي لـ تتوقؼ لحظة واحدة ضد مشروع الحزب‬
‫عادة ما تجر إلى الي ازئـ والارتماء في أحضاف‬ ‫الساعي لنيضة المة والدخوؿ بيا العصر‬
‫الجنبي قررت إقفاؿ صفحة الضعفاء والخوافيف‬ ‫الحديث عمى جميع المستويات الاقتصادية‬
‫والجبناء وتحمؿ المسؤولية التاريخية في‬
‫التصدي لممشاريع الاستعمارية الصييونية‬ ‫والعممية والاجتماعية والفكرية والفنية‪.‬‬
‫الامبريالية الرجعية‪ ،‬ووضع المة بكامميا عمى‬ ‫منذ البداية تـ اكتساح كؿ شبكات التجسس في‬
‫الع ارؽ‪ ،‬وتـ وضع اليد عمى ثروتو النفطية‬
‫الطريؽ الصحيح‪.‬‬ ‫والمائية‪ ،‬وتـ وضع الاست ارتيجيات بعيدة المدى‬
‫وقاؿ القائد المؤسس‪ " :‬وتبدأ صفحة جديدة‪،‬‬ ‫لبناء جيش عصري‪ ،‬قوي‪ ،‬ممتزـ بمبادئ المة‪،‬‬
‫صفحة الذيف يجابيوف المعضلات العامة‬ ‫مستقؿ في إ اردتو ومصادر تسميحو‪ ،‬وتـ‬
‫ببرودة العقؿ ولييب الايماف‪ ،‬ويجاىروف‬ ‫الاستثمار في أكبر أسطوؿ مف العمماء‬
‫بأفكارىـ ولو وقؼ ضدىـ أىؿ الارض جميعا‪،‬‬ ‫الع ارقييف في التخصصات العممية كافة‪ .‬ىذا‬
‫ويسيروف في الحياة ع ارة النفوس‪ .‬ىؤلاء ىـ‬ ‫الحشد وىذا البناء المدروس عمى أسس عممية‬
‫مكف الع ارؽ ليس فقط مف صد عدواف دولة‬
‫الذيف يفتتحوف عيد البطولة"‪.‬‬

‫‪37‬‬

‫العدد (‪ 25 )6‬كانوف الوؿ ‪2018‬‬
‫صادرة بمناسبة الذكرى ‪ 12‬لاستشياد القائد‬

‫صداـ حسيف‬

‫بطولة وشجاعة نادرة وبقي طودا شامخا حتي‬ ‫وما أريناه متجسدا في المواقؼ العممية لمشييد‬
‫في أحمؾ المحظات وأقساىا عمى أي مخموؽ‪.‬‬ ‫البطؿ صداـ حسيف المجيد تمثؿ شيادة حية‬
‫فكـ كاف برود عقمو ولييب إيمانو ساطعا‬ ‫وتأكيدا إنسانيا متألقا ليذا النص الفكري‪ .‬فمقد‬
‫كالشمس في عز سماء العرب وىـ يمفوف حبؿ‬ ‫وقؼ بفكره وممارساتو مع تحرير فمسطيف‬
‫المشنقة عمى رقبتو‪ ،‬في تمؾ المحظات كاف يرد‬ ‫العربية وتحمؿ كؿ حملات التشيير والظمـ‬
‫عمى الخونة والمجرميف بكؿ وعي وشجاعة‬ ‫لشخصو ولحزبو ولمتو ج ارء ىذه المواقؼ‬
‫وبسالة وىو يردد‪ :‬عاشت المة العربية‪ ،‬عاش‬ ‫الفكرية والعمنية‪ .‬وأكد عمييا ودعميا بالعمؿ‬
‫الع ارؽ‪ ،‬عاشت فمسطيف عربية‪ .‬ولينيي ىذا‬ ‫عمى تحقيقيا مف خلاؿ الدعـ المادي‬
‫المشيد السطوري مبتسما وىو يردد‬ ‫والإعلامي والنفسي لمشعب الفمسطيني عمى‬
‫الشيادتيف ولكي يغادر ىذه الدنيا الفانية بطلا‬ ‫الرغـ مف الحصار الطويؿ والظالـ لمع ارؽ دولة‬
‫أسطوريا في زمف خمى مف الساطير الحقيقية‪.‬‬ ‫وشعبا‪ ،‬وىو حصار قؿ نظيره في التاريخ‬
‫تحية إلى روح شييد الحج الكبر القائد صداـ‬
‫الإنساني‪.‬‬
‫حسيف رحمو الله‪.‬‬ ‫ففي أحمؾ الظروؼ وأقساىا كاف يتصرؼ‬
‫تحية إلى أرواح رفاقو الشاوس رحميـ الله‪.‬‬ ‫"ببرودة العقؿ ولييب الايماف"‪ ،‬فحيف جاءت‬
‫تحية إلى أرواح شيداء الع ارؽ والمة كافة‬ ‫صفحة الغدر بعد الاعتداء الثلاثيني عمى‬
‫الع ارؽ وسيطر الغوغاء عمى أغمب المحافظات‬
‫رزقيـ الله تعالى جناف الفردوس العمى‪.‬‬ ‫الع ارقية باستثناء بغداد‪ ،‬لـ يرتعب وييتز رغـ‬
‫والخزي والعار لمخونة والعملاء والمأجوريف‪.‬‬ ‫أف كؿ شبر في الع ارؽ كاف ينزؼ دما‪،‬‬
‫وتحية لقائدنا العظيـ المييب الركف عزة‬ ‫فاستطاع برباطة جأش وشجاعة أف يطرد‬

‫إب ارىيـ‪.‬‬ ‫الغوغاء وينيييـ‪.‬‬
‫والسير خمؼ قيادتو وجياده ضد أعداء المة‬ ‫وفي المحكمة السافمة التي نصبيا الاستعمار‬
‫وعملائو طامعيف في تشوييو وقتمو معنويا‬
‫التاريخيف‪.‬‬ ‫وانسانيا قبؿ تصفيتو جسديا‪ ،‬وقؼ ليـ بكؿ‬
‫ولرسالة أمتنا المجد والخمود‪.‬‬

‫‪38‬‬

‫العدد (‪ 25 )6‬كانوف الوؿ ‪2018‬‬
‫صادرة بمناسبة الذكرى ‪ 12‬لاستشياد القائد‬

‫صداـ حسيف‬

‫خٕاطش يسترسهخ عٍ انشٓ‪ٛ‬ذ المج‪ٛ‬ذ صذاو حسين‪5/‬‬

‫ولكي لا يبقى الشعب العربي الفمسطيني وحيدا‬ ‫إسماعيؿ أبو البندورة ‪ /‬لجنة الاردف‬
‫بمواجية الكياف الصييوني وتعسفو ووحشيتو‪.‬‬ ‫كانت صورة فمسطيف التي حاوؿ الشييد المجيد‬
‫أف يرسميا في العقؿ والخياؿ والواقع العربي‬
‫كانت فمسطيف بالنسبة لمشييد مقياسا لموطنية‬ ‫مختمفة في مضمونيا وجوىرىا ومنطوقيا وذلؾ‬
‫وصدؽ وصحة المبادئ وموقفاً لا بد أف يتجسد‬ ‫مف خلاؿ جعميا أولاً ومرك از في سمـ القضايا‬
‫بأدلة وممارسات ووفقاً لذلؾ كانت حرية‬ ‫وبداية في كؿ المناحي لتصير موقفاً يومياً‬
‫فمسطيف وتحريرىا ومعاداة الكياف الصييوني‬ ‫ممتزماً بيا ومعاناة دائمة لمعربي يشعر بيا‬
‫عقيدة لمجيش وكانت عمى أرس أولوياتو وكاف‬
‫يركز عمى ىذه البعاد في تكويف وبناء عقيدة‬ ‫داخؿ كيانو وفي كؿ مظاىر وجوده وحالاتو‪.‬‬
‫الجيش ويذكر ببطولاتو وشيدائو عمى ثرى‬
‫فمسطيف لتكوف ىذه البعاد حاضرة دائماً في‬ ‫وكانت تمؾ مف إبداعات عقمو التي حاوؿ أف‬
‫مقدمة التوجيات والتطمعات والاستعدادات‬ ‫يضعيا عمى أرس جدوؿ أعماؿ حكـ البعث في‬
‫لخوض معركة التحرير الكبرى ضد الكياف‬ ‫الع ارؽ وفي صميـ الحياة اليومية لممواطف‬
‫الع ارقي وفي بؤرة التفكير العربي القومي بشكؿ‬
‫الصييوني الغاصب‪.‬‬ ‫عاـ‪ ،‬وكانت كؿ ممارسات وخطوات الحكـ تسير‬
‫بيذا الاتجاه ووفقاً لاستحقاقاتو ومتطمباتو لا‬
‫وكاف نضاؿ الشعب العربي الفمسطيني الممحمي‬ ‫رغبة في ركوب موجة أو ادعا ًء مجردا وانما‬
‫الذي امتد وتصاعد عمى مدى القرف مثالا‬ ‫نيجاً وطريقاً يوسع الدروب نحو تحرير‬
‫يرتكز إليو الشييد أيضاً في استنياض الإ اردة‬ ‫فمسطيف ويدمج المعاناة العربية لتكوف واحدة‬

‫‪39‬‬

‫العدد (‪ 25 )6‬كانوف الوؿ ‪2018‬‬
‫صادرة بمناسبة الذكرى ‪ 12‬لاستشياد القائد‬

‫صداـ حسيف‬

‫الاست ارتيجي لمدولة وفي كؿ مفاصؿ الحياة‬ ‫والقد ارت‪ ،‬وكاف يق أر في ىذا النضاؿ صورة‬
‫اليومية لممواطف وتكونت عمى ضوئو مركزية‬ ‫مثمى لما يجب أف يكوف عميو الشعب في‬
‫القضية في ممارسات الدولة أياـ الحكـ الوطني‬ ‫التحدي والتصدي وتقبؿ المعاناة والعسؼ دفاعاً‬
‫فعلا لا قولا وايماناً والت ازما نابعاً مف صميـ‬ ‫عف حريتو واستقلالو‪ ،‬وبقي الشييد حتى لحظة‬
‫استشياده يحترـ ىذا الشعب وبطولاتو‬
‫عقيدة الحزب وأفكاره الكبرى‪.‬‬ ‫ويستشيد في كؿ لحظات المحاصرة والحصار‬
‫بإ اردة الشعب الفمسطيني في تحديو لمجبروت‬
‫وامتمؾ الشييد المجيد تعريفاً واضحاً لا يتغير‬
‫لمحركة والكياف الصييوني بأنو عدو غاصب‬ ‫الصييوني وقوتو الغاشمة‪.‬‬
‫وواقع استعماري‪ ،‬وكانت فمسطيف بكميتيا‬
‫وليس بأبعاضيا ىي خريطتو الثابتة التي‬ ‫آمف الشييد بأف معركة فمسطيف ىي الفاصمة‬
‫يندمج فييا التاريخ والجغ ارفيا العربية الواضحة‬ ‫والحاسمة في حياة العرب‪ ،‬وأف فمسطيف طريؽ‬
‫والشعب المناضؿ والتي لا تقبؿ القسمة‬ ‫الوحدة والوحدة ىي الطريؽ إلى فمسطيف‪،‬‬
‫والتغيير ولا حتى التسميات المتداولة التي تقزـ‬ ‫وعمى ضوء ذلؾ تكونت الخريطة الفكرية‬
‫فكرة الوطف وتشتت معناه الكبير والشمولي‬ ‫القومية ومدونة السموؾ السياسي لديو وذلؾ‬
‫فيي كما قاؿ لحظة استشياده مف البحر إلى‬ ‫بجعؿ فمسطيف في مركز الق ارر والعقائد ومف‬
‫خلاؿ دمج قضية فمسطيف في البرنامج‬
‫النير!‪.‬‬

‫‪40‬‬

‫العدد (‪ 25 )6‬كانوف الوؿ ‪2018‬‬
‫صادرة بمناسبة الذكرى ‪ 12‬لاستشياد القائد‬

‫صداـ حسيف‬

‫انهجُخ انزحضير‪ٚ‬خ انذٔن‪ٛ‬خ نلاحزفبء ثبنزكشٖ ‪ 21‬لاسزشٓبد انمبئذ صذاو حسين‬

‫صالح الدليمي ‪ /‬كتاب المقاومة الع ارقية‬

‫إف التضحية مف أجؿ القيـ العظيمة لا يقدميا التي تتفوه بالنضاؿ مفردة وتنفر منو في‬

‫إلا القوياء وأىؿ العزيمة والقادروف عمى السير الممارسة وتحمؿ المآلات الحتمية لمف يتبع‬

‫في طريؽ السؤدد والك ارمة الذي لو تبعات ذات ىكذا سبيؿ‪.‬‬

‫أحيى ىذا البطؿ المقداـ في نفس كؿ شريؼ‬ ‫تكمفة باىظة تصؿ بالإنساف لف يقدـ في‬
‫وكريـ أصيؿ جذوة الحمية لاسترداد المجد‬ ‫سبيميا روحو دونما تردد أو تأرجح‪.‬‬

‫التميد‪ ،‬وكاف استشياده إخ ارساً لكثير مف‬ ‫واف مشوار النضاؿ والكفاح لف يتوقؼ أبداً‬
‫اللسف التي نيقت ورددت كممات مثؿ الحرية‬ ‫طالما أف ىنالؾ مف قوى الشر تقؼ حائلاً بيف‬
‫والك ارمة والإباء دونما تقديـ مير ليا‪ ،‬فما ازلت‬ ‫الشعوب وتحقيؽ طموحيا في الحياة الشريفة‪،‬‬

‫ومثؿ ىذه القوى تميـ الضعفاء والمغموبيف عمى ىذه البواؽ تتممؽ قوى الشر وتفتح ليا‬

‫أمرىـ المبادئ الكبيرة التي يعمموف عمى تنزيميا أوطانيا دوف إعارة أدنى اىتماـ لحرمة الوطف‬

‫إلى واقع الحواؿ المستعصية والمحيطة بيـ البيت الذى يمثؿ مصير ومنتيى كؿ أماني‬

‫في كؿ عصر تيب حواء ىذه المجتمعات الانساف وتطمعاتو‪.‬‬

‫وتت ارءى أمامنا في الذكرى الثانية عشرة ليذه‬ ‫المقيورة فارساً يمثؿ نب ارسا يضيئ لبنائيا أزقة‬
‫التضحية الكبرى المآسي التي أعقبت ىذا‬ ‫أحيائيا وحا ارتيا المعتمة بالظمـ والاستغلاؿ‬
‫الحدث مف شلالات لمدماء انيمرت مف أوردة‬
‫والاستغفاؿ والاستن ازؼ‪.‬‬

‫تمر الذكرى الثانية عشرة لاستشياد القائد وش ارييف الكادحيف مف شعب الع ارؽ المسمـ‬

‫المفدى الشييد صداـ حسيف وكؿ الوفياء والآلة الامبريالية ذاىبة في غييا وظمميا مف‬

‫غير رحمة تدوس كؿ يوـ عمى جماجـ الطفاؿ‬ ‫يستذكروف لحظات استشياده التي تعتبر تمرداً‬
‫والنساء والعجزة‪.‬‬ ‫عمى المعيود مف سموؾ كثير مف الزعامات‬

‫‪41‬‬

‫العدد (‪ 25 )6‬كانوف الوؿ ‪2018‬‬
‫صادرة بمناسبة الذكرى ‪ 12‬لاستشياد القائد‬

‫صداـ حسيف‬

‫يقوؿ الشاعر ( كؿ ابف انثى واف طالت سلامتو‬ ‫ميما بذؿ أعداء القائد المفدى مف حنؽ وحقد‬
‫يوماً عمى آلة حدباء محموؿ )‪ ،‬فالموت مصير‬ ‫لإلحاؽ الذى بو قبؿ استشياده‪ ،‬فمـ يحظوا إلا‬
‫كؿ حي‪ ،‬لكف تختمؼ النيايات باختلاؼ‬ ‫بالخيبة والعار‪ ،‬ولـ يفمحوا في أف يشفوا غميـ‬
‫المقامات‪ ،‬فلا بد لمف سار عمى درب النضاؿ‬ ‫مف ذلؾ السد اليصور الذي لـ يرتجؼ لو‬
‫والكفاح أف تكوف نيايتو نص ارً وارغاماً لنوؼ‬
‫جفف وىو يقابؿ الموت‪.‬‬
‫المتجبريف والظالميف‪.‬‬
‫لقد كانت ىزيمة لمجبناء ونص ار للأقوياء وختاما‬
‫فأف أبا عدى ىزميـ ووضع تاجا مف العز‬ ‫مشرفا لحياة رجؿ أثار حفيظة جبابرة القرف‬
‫والفخار عمى أرس المة بنطقو لمشيادة في‬ ‫الواحد والعشريف وطغاتو الممسكيف بتلابيب‬
‫طمأنينة وأناة خارجاً مف حياة قصيرة وداخلاً‬
‫إلى حياة سرمدية لا يتذوؽ طعميا إلا مف قدـ‬ ‫مصائر الشعوب الفقيرة‪.‬‬

‫روحو فداء لمشعوب المقيورة‪.‬‬ ‫إف المربى لف يكوف صادقاً في تمقيف تلامذتو‬
‫قيـ الحؽ إلا بعد أف يكوف ىو محو ارً ليذه‬
‫وا صداماه‪ ..‬ولا صداـ بعدؾ لمعرب اليوـ!‬ ‫القيـ التي يطالبيـ بيا بالاقتداء بيا‪ .‬ولقد‬
‫سنحت لمقائد المفدى كثير مف الفرص لكى‬
‫يخرج مف أرضو ويعيش في أي منفى يختاره‪،‬‬
‫لكنو رفض كؿ العروض المقدمة لو وأبى إلا أف‬
‫يدفف في الرض التي أحبتو وأنبتتو نبتاً قوياً‬
‫استعصى عمى أعدائو اقتلاعو واستئصالو‪،‬‬
‫فكاف ذلؾ الدرس المعروؼ والذى أصبح معمماً‬
‫في طريؽ الح ارر الذيف تأبى نفوسيـ الذلة‬

‫والانكسار‪.‬‬

‫‪42‬‬

‫العدد (‪ 25 )6‬كانوف الوؿ ‪2018‬‬
‫صادرة بمناسبة الذكرى ‪ 12‬لاستشياد القائد‬

‫صداـ حسيف‬

‫لحظخ الاسزشٓبد لحظخ اَجعبس أيخ ٔرشس‪ٛ‬خ ل‪ٛ‬ى‬

‫د‪.‬عبدالله الذيفاني‪ /‬لجنة اليمف‬
‫لحظة استشياد القائد المجاىد صداـ حسيف لحظة انبعاث أمة ؛ وصرخة حؽ في فضاءات الرسالة‪،‬‬

‫وايقاظ لروح شعب ممتد مف المحيط إلى الخميج‪.‬‬
‫نعـ إنيا لحظة أ ارد الله سبحانو وتعالى ليا أف تكوف لحظة إيمانية عميقة وذات دلالات رسالية تنتمي‬

‫إلى منيج الله في الثبات في وقت ينيار الكثيروف إذا ىددوا بيا عف بعد‪.‬‬
‫نعـ لـ تكف لحظة عادية‪ ،‬كما أنيا ليست لحظة ظيرت لتأفؿ وتغيب بؿ لترسخ في ذاكرة الإنساف‬
‫والتاريخ‪ ،‬بمعنى أنيا لـ تكف لحظة عابرة في تاريخ لحظوي خافت وعقابي كما تصوره البغاة الجناة‬
‫الذيف اعتقدوا واىميف أنيـ سيطمسوف بيا تاريخا ارسخا مف حقائؽ وقيـ ومبادئ؛ فكانت لحظة‬

‫ارتدت عمييـ بالوباؿ والعار والخزي بكؿ المعاني والدلالات‪.‬‬
‫لحظة انتقمت إلى زمف ممتد‪ ،‬وحدث ىز وجداف الإنسانية‪ ،‬وتداخؿ مع أداء الحجيج لشعائرىـ فصموا‬
‫صلاة الغائب عمى الشييد الذي حضر في وجدانيـ وفي ابتيالاتيـ‪ ،‬كما حضر في بيت وممتقى عمى‬

‫الخارطة‪ .‬وظؿ وستبقى ممتدة إلى ما شاء الله‪.‬‬
‫ىنيئا لمشييد لحظة الخمود؛ وىنيئا للأمة بو رم از لمسيرة انبعاثيا‪.‬‬

‫والله مف و ارء القصد‪.‬‬

‫‪43‬‬

‫العدد (‪ 25 )6‬كانوف الوؿ ‪2018‬‬
‫صادرة بمناسبة الذكرى ‪ 12‬لاستشياد القائد‬

‫صداـ حسيف‬

‫علايبد يض‪ٛ‬ئخ فبسلخ‬

‫أسفر عف مصرع ‪ ٖٚ‬ملاحا مف طاقميا‬ ‫ميند أبو فلاح ‪ /‬لجنة الاردف‬
‫العلامات المضيئة الفارقة في مسيرة الشييد‬

‫القائد صداـ حسيف أكثر مف أف تعد أو واصابة العش ارت الآخريف بج ارح متفاوتة‪ ،‬وىي‬

‫تحصى‪ ،‬لكف بعضيا لـ يحظ بالاىتماـ الكافي ضربة قاصمة لـ تتعرض لمثميا أي قطعة‬

‫لاعتبا ارت مختمفة لسنا في وارد الخوض فييا حربية بحرية أمريكية لا في الحرب الكورية بيف‬

‫في ىذا المقاؿ‪ ،‬بيد أننا معنيوف في ىذا عامي ٓ٘‪ ٜٔ‬وٖ٘‪ ٜٔ‬ولا في حرب فيتناـ‬

‫التوقيت الذي يتعرض فيو ىذا البطؿ العربي بيف عامي ٘‪ ٜٔٙ‬و٘‪.ٜٔٚ‬‬

‫وتتمثؿ القيمة البارزة لاستيداؼ الفرقاطة‬ ‫الصيؿ إلى حممة تشويو مسعورة عمى يد‬
‫ستارؾ في تمؾ الآونة في كونيا دليلا دامغا‬ ‫المرتزقة المأجوريف ممف يدوروف في فمؾ‬
‫عمى غياب أي تنسيؽ عسكري ع ارقي أمريكي‬ ‫الشعوبييف الحاقديف مف ملالي طي ارف‪ ،‬لذا‬
‫خلاؿ قادسية صداـ المجيدة وردا عمميا مفحما‬ ‫ارتأينا أف نسمط الضواء عمى حدثيف ميميف‬
‫عمى التخرصات التي يطمقيا سدنة ولاية‬
‫في ىذا الصدد‪.‬‬

‫يرجع الحادث الوؿ إلى السابع عشر مف أيار السفيو في إي ارف في ىذا الصدد بيف الفينة‬

‫‪ /‬ماي مف العاـ ‪ ٜٔٛٚ‬في أوج قادسية صداـ والخرى لاسيما في الشير القميمة الماضية‪.‬‬

‫أما الحدث الثاني فيتمثؿ في القصؼ‬ ‫المجيدة حيث استيدفت طائرة حربية ع ارقية‬
‫الصاروخي الع ارقي المزلزؿ لوكار العدو‬ ‫مقاتمة الفرقاطة البحرية المريكية ( يو اس‬
‫الصييوني في عمؽ فمسطيف المحتؿ في مطمع‬ ‫ستارؾ ) التابعة للأسطوؿ المريكي الخامس‬
‫العاـ ٔ‪ ٜٜٔ‬خلاؿ ممحمة أـ المعارؾ الخالدة‪،‬‬ ‫المبحرة في عرض مياه الخميج العربي مما‬

‫‪44‬‬

‫العدد (‪ 25 )6‬كانوف الوؿ ‪2018‬‬
‫صادرة بمناسبة الذكرى ‪ 12‬لاستشياد القائد‬

‫صداـ حسيف‬

‫النشاز بلا خجؿ ولا وجؿ مف شعبنا العربي‬ ‫حيث أشار الباحث العربي المصري المرموؽ‬
‫الواعي بقذارة ودناءة ىؤلاء الذيف رىنوا أقلاميـ‬ ‫البروفيسور عبد الوىاب المسيري المتخصص‬
‫لمعدو الغاشـ لقاء ثمف بخس‪ ،‬وىذا ما يزيدنا‬ ‫في الشؤوف الصييونية خلاؿ ندوة متخصصة‬
‫إص ار ار و تصميما عمى المضي قدما في نضالنا‬ ‫حوؿ حرب الخميج عقدت عمى ىامش أعماؿ‬
‫مف أجؿ تقديـ الحقيقة إلى جماىير أمتنا‬ ‫مؤتمر القاىرة الدولي لمكتاب في دورتو‬
‫العربية المجيدة بما يخرس كؿ ألسنة البيتاف‬ ‫السنوية عاـ ٕ‪ ٜٜٔ‬أف ٓٓ٘ صييوني قد‬
‫والزور مصداقا لقوؿ رب العزة و الجلاؿ في‬ ‫لقوا مصرعيـ خلاؿ القصؼ الصاروخي الع ارقي‬
‫محكـ تنزيمو العربي المجيد " بؿ تقذؼ بالحؽ‬ ‫العنيؼ المركز عمى فمسطيف المحتمة أثناء ىذه‬
‫عمى الباطؿ فيدمغو فإذا ىو ازىؽ و لكـ الويؿ‬ ‫الحرب وىو رقـ يفوؽ بكثير ما اعترؼ بو حكاـ‬
‫تؿ أبيب الذيف سعوا جاىديف إلى التقميؿ‬
‫مما تصفوف "‪.‬‬ ‫والتيويف مف شأف اليجمات الصاروخية‬

‫الع ارقية المدوية في حينيا‪.‬‬

‫الرقاـ الحقيقية لمخسائر البشرية الصييونية‬
‫التي كشؼ النقاب عنيا المرحوـ المسيري‬
‫صاحب المصداقية العالية تفند وتدحض بما لا‬
‫يدع مجالا لمشؾ والريب تمؾ السطوانة‬
‫المشروخة التي يرددىا كؿ أولئؾ الق ازـ الذيف‬
‫لـ يتورعوا عف العزؼ عمى أنغاـ حكاـ تؿ أبيب‬

‫‪45‬‬

‫العدد (‪ 25 )6‬كانوف الوؿ ‪2018‬‬
‫صادرة بمناسبة الذكرى ‪ 12‬لاستشياد القائد‬

‫صداـ حسيف‬

‫فهسطين في لهت انشٓ‪ٛ‬ذ صذاو حسين‬

‫تشريف ٖ‪ ٜٔٚ‬في إنقاذ دمشؽ مف السقوط‬ ‫عادؿ شبات ‪ /‬فمسطيف‬
‫وفي نفس الوقت كانت القوات الجوية الع ارقية‬ ‫حظيت القضية الفمسطينية بأولوية خاصة في‬
‫أوؿ مف دؾ خط برليؼ عمى الجبية المصرية‪،‬‬ ‫تفكير وسموؾ وممارسات الشييد صداـ حسيف‪،‬‬
‫كما شاركت القوات الع ارقية في فؾ الحصار عف‬ ‫بؿ طغت عمى تصرفاتو ورؤيتو لممستقؿ‬
‫مقاطعو بحر الغ ازؿ في السوداف‪ ،‬رغـ المعارؾ‬ ‫وايمانو العميؽ بمبادئ البعث وسياستو‬
‫الحادة في قاطع البصرة أثناء الحرب العدوانية‬ ‫ومواقفو القائمة عمى اعتبار فمسطيف قضية‬
‫الحزب المركزية والساسية‪ ،‬بما تشكمو مف‬
‫الفارسية‪.‬‬ ‫واجية حقيقية لص ارع الوجود الحضاري للأمة‬
‫وبعد الانتصار الحاسـ في قادسية الشييد‬ ‫العربية مع كؿ أعدائيا سواء الطامعيف في‬
‫صداـ حسيف‪ ،‬وفشؿ مشروع الخميني لتصدير‬ ‫السيطرة أو النظمة الحاكمة المتواطئة‪ ،‬بؿ ىي‬
‫الرعب والفتنة الطائفية‪ ،‬تآمرت قوى العدواف‬ ‫مفتاح التخمص مف التبعية والتجزئة التي تشكؿ‬
‫والدوائر الاستعمارية لشف حرب عالمية ثالثة‬ ‫بدورىا عائقا وحاج از مفروضا لتعطيؿ دور‬
‫عمى الع ارؽ واحتلالو وتدمير وتخريب كؿ بناه‬ ‫الإنساف العربي والغائو وشؿ طاقاتو وامكانياتو‪.‬‬
‫التحتية‪ ،‬بتحالؼ دموي مع النظاـ الفارسي‬ ‫فكانت فمسطيف حاضرة في وجداف الشييد وكاف‬
‫وعبر ميميشياتيـ الطائفية ناىيؾ عف تشريد‬ ‫تحريرىا موجو سياساتو ذات البعاد القومية‪،‬‬
‫الع ارقييف وتقتيميـ سيما الرفاؽ المناضميف دوف‬ ‫ولمحصر كانت اىتماـ الشييد بدعـ كامؿ‬
‫وشامؿ لكؿ فصائؿ المقاومة مف تدريب وسلاح‬
‫تناسي نشر الفساد والإفساد‪.‬‬ ‫وأمواؿ‪ ،‬واحتمت قضيو الشيداء في فمسطيف‬
‫وما ن اره الآف مف تقيقر لمقضية الفمسطينية‬ ‫واسناد عائلاتيـ موضع اىتماـ خاص‪ .‬ومف‬
‫وتيويد فمسطيف وتردي أوضاع العرب‬ ‫أىـ الخطوات في المواجية الحاسمة لمصياينة‪،‬‬
‫وتشرذميـ وأجواء الخوؼ والقمؽ التي تسيطر‬ ‫التأميـ والتصنيع وبناء جيش عقائدي‪ ،‬واقترنت‬
‫عمييـ ‪ ،‬ليس إلا نتيجة حتمية لاحتلاؿ الع ارؽ‬ ‫كؿ الحداث والمعارؾ بدور وأداء ع ارقي قومي‬
‫مشرؼ‪ ،‬منو خاصة دور الع ارؽ في حرب‬
‫والقضاء عمى تجربتو الوطنية‪.‬‬
‫واف المخرج الحقيقي يكمف في الكفاح المسمح‪.‬‬

‫‪46‬‬

‫العدد (‪ 25 )6‬كانوف الوؿ ‪2018‬‬
‫صادرة بمناسبة الذكرى ‪ 12‬لاستشياد القائد‬

‫صداـ حسيف‬

‫الى اثب عذ٘ في ركشٖ اسزشٓبدِ ‪ :‬ايير انشٓذاء‬

‫د‪.‬سالـ سرية ‪ /‬الع ارؽ‬

‫بمعوؿ الصفوييف وحثالات عربا‬ ‫كيؼ ارثي والقمب يعتصر غضبا‬
‫وفتكوا بالعباد والثروات تغتصبا‬ ‫والحزف مزقني مف ىوؿ مف نكبا‬
‫فقاتمتيـ بعزـ الاجداد ولـ ترتيبا‬ ‫والقير شؽ صدري وحز العصبا‬
‫فنصبوا المقاصؿ فتبا لمف نصبا‬ ‫ابا عدي لا تمـ امة تركع فلا عتبا‬
‫ووقفت كغضنفر يزمجر مخاطبا‬ ‫تالقت في سماء العروبة كالكوكبا‬
‫تحيي فمسطيف وقامة اىميا العجبا‬ ‫واضئت درب المناضميف كالشيبا‬
‫وتنطؽ الشيادة بعزـ محمد طنبا‬ ‫وكنت فارسا شجاعا ومفك ار نجبا‬
‫فتبمؿ حبؿ الشنؽ خجلا متصببا‬ ‫وكنت في السجوف كالصخر صمبا‬
‫وقاؿ ما جئت لقتؿ رم از متوثبا‬ ‫ومناضلا فر امامو الموت منتحبا‬
‫واىتزت الاعواد تموج بالغضبا‬ ‫فاسقيت المجوس كاس السـ نخبا‬
‫وىويت شييدا لتفتدي امة يعربا‬ ‫وقصفت كياف المسخ حمما تمتيبا‬
‫فنـ قرير العيف في الجنة محتسبا‬
‫فانت بعث للاجياؿ حتما ومرتقبا‬ ‫وجعمتو كالجربوع متسارعا ىربا‬
‫متالقا بالامجاد عاليا فوؽ السحبا‬ ‫وعدلت بحزـ كالفاروؽ في الكتبا‬
‫و رم از متلألئا عمى مدار الحقبا‬ ‫وانصفت الفقير برحمة كأخ او أبا‬
‫ولف تنحني ارية ابا عدي ليا لقبا‬ ‫وجعمت مف العروبة منيجا لننقمبا‬
‫وقفزت ضباع الكوف لتدمر القببا‬

‫‪47‬‬

‫العدد (‪ 25 )6‬كانوف الوؿ ‪2018‬‬
‫صادرة بمناسبة الذكرى ‪ 12‬لاستشياد القائد‬

‫صداـ حسيف‬

‫نسذ أسص‪ٛ‬ك " سائعخ انشبعش عجذ انشصاق عجذ انٕاحذ‬

‫في رثاء سيد شيداء العصر الحديث شييد الحج الاكبر الرئيس الشييد باذف الله صداـ حسيف رحمو‬

‫الله واسكنو فسيح جناتو آميف‪.‬‬

‫وأمػيػػ ارً حػَفػػ ْت بػِوِ َدىػمػػػػػػػا ُء‬ ‫لػَسػ ُت أرثيػ َؾ‪ ..‬لا َيجػوُز الػِّرثػا ُء‬
‫َوىَو كالفػَجِر ُمسػِْفُر الَوج ِو ‪َ ،‬صمػْ ٌت‬ ‫كي َؼ يُػرثى ال َجػلا ُؿ والػ ِكػبػريػػا ُء ؟ !‬

‫بػَيػنػَما الػكػػُُّؿ أو ُجػػػوٌ سػَػػود ا ُء‬ ‫لػَسػػ ُت أرثػيػ َؾ يا كػبػيػَر ال َمعػػالي‬
‫ىػكػذا َوقػفػَةُ الػمػَعػػالي تػَشػػػػا ُء‬ ‫ىػكػذا َوقػْػفػػَةُ ال َمعػالي تػَشػػػػا ُء !‬
‫كي َؼ أبػكيػ َؾ ؟‪..‬لا يػَمػيػ ُؽ الػبػُكػػا ُء‬
‫أفػَػتػُػْبػكى وأنػ َت نػَجػـٌ تػػػَػلالا ؟‬ ‫ىػكػذا تػَص َعػُد البػُطولػَةُ لػِمػػػػػ ِو‬
‫كي َؼ يػُبكى إذا اسػتػَقػاَـ الضِػّيػا ُء ؟ !‬ ‫َوفػيػيػػا ِمػف مػَجػْػػد ِه للا ُء !‬
‫أفػَػتػػُْبػكى وأنػت تػػَشػػ َيػ ُؽ َرمػ ازً‬
‫حػَد أ ْف أشػفػَقػَ ْت عػَمػَيػ َؾ السػػما ُء‬ ‫ىػكػذا في َمػد اِرِه َيػسػػػتػَقػُِّر الػ‬
‫فػَْرطَ ما كػُنػ َت تػَدفػَعُ المو َت لػِمػ‬ ‫نػَجػُْـ‪ ..‬تػَرتػَ ُّج َحػولػَػوُ الرجػػا ُء‬
‫وىَو َيعػمو‪ ..‬تػَبقى ال َمحاجػُِر غػَرقى‬
‫في سػَػػناهُ َوكػػُمػُػّيػػا أنػْػػػػػػدا ُء !‬
‫أرضِ َوتػَرقى‪َ ..‬يفي ُض من َؾ الَبيا ُء ؟ !‬ ‫لػَسػ ُت أرثيػؾ‪ ..‬كي َؼ ُيرثى جنو ُح الػ‬
‫لػَسػ ُت أبكي عػَمي َؾ يا ألػَ َؽ الػُّدنيػا‬ ‫روح ِِلػِمػ ُخػمػْػِد َوى َي َضوٌء َومػا ُء‬
‫لا اختػِلا ٌج بػػِيػا ‪َ ،‬ولا كػََدٌر فػييػا‬
‫أتػُبػكى في مػَجػػػػِدىػا الػعػَمػيػػػػا ُء ؟ !‬ ‫َرؤوٌـ‪ ..‬نػَقػيػػػة‪ ..‬عػَصػمػػػا ُء‬
‫أنا أبػكي الػعػ ارؽ ‪ ..‬أبكي بػِلادي‬ ‫ضػَخػْمػَة‪ ..‬فػَْرطَ كػِْبِرىا َوتػُقػاىػا‬
‫كي َؼ في لػَحػظػَةٍ طػَواىػا الػَوبػػا ُء ؟‬
‫كي َؼ في لػَحظػَة يُطأ ِطي ُء ذا َؾ الػ‬ ‫يػَسػتػَوي الػ َمو ُت عنػَدىػا والبػَقػا ُء !‬
‫كػنػ ُت أرنػُو إلػيػ َؾ يػوَـ الػتػ َجػمِػّي‬
‫َمجػُد ىػامػاتػِوِ ‪َ ،‬ويػَيػوي الإبػػػا ُء ؟ !‬ ‫كػنػ َت شػَمسػاً تػُحيػطػُيػا ظػَممػا ُء‬
‫بػَيػ َف يػَوـٍ َولػَيػمػػَػ ٍة يا بػػِلادي‬ ‫أ سػَػد اً كػنػ َت طػََوقػػَتػْوُ قػػُرودٌ‬

‫يػَتػػَداعى لػِلأرضِ ذا َؾ الػبػِنػػػػا ُء ؟ !‬

‫‪48‬‬

‫العدد (‪ 25 )6‬كانوف الوؿ ‪2018‬‬
‫صادرة بمناسبة الذكرى ‪ 12‬لاستشياد القائد‬

‫صداـ حسيف‬

‫فػَإذا البػعػػػَػػدوف مػَ ْحػ َض أكػػُ ٍّؼ‬ ‫بػَيػ َف يػَوٍـ َولػَيػمػػػَػ ٍة تػَػتػَػلاشػَى‬
‫والػسػػػكػاكػيػ ُف كػُػمُػّيػا أقػِربػػػػػا ُء !‬ ‫فػيػ ِؾ تػِمػ َؾ الػوجػػوهُ والسػػػما ُء ؟‬
‫أيُػّيػا الػيػػاِئػػ ُؿ الػذي كػا َف سػَػػد اً‬ ‫كػ ُّؿ ذا َؾ الػتػػػاريخ‪..‬بػابػ ُؿ‪..‬آشػػػوُر‬
‫في وجوهِ الػغػُ ازةِ ِمف حػَيػ ُث جا ُءوا‬ ‫أريػػػػدو ‪ ..‬وأور ‪ ..‬والػَوركػػػػػػا ُء‬
‫كػا َف مػَحػْ ُض اسػػ ِم ِو إذ ا ذَ كػَػُروهُ‬
‫تػَتػَعػَرى ِمف َزْيػفػِيػػػا الشػػػػػيػا ُء !‬ ‫كػُػمػُػّيػا بػَيػ َف لػَيػمػَػ ٍة َوضػُحػػاىػػػا‬
‫َويػَكػاُد الػ ُمػريػ ُب ‪ ،‬لػَولا الػتػػَوقػِػّي‬ ‫َوطػِئػػَ ْت فػػَو َؽ ىػامػِيػا العػػػدا ُء ؟ !‬
‫َويػَكػاُد الػمػُنػيػ ُب ‪ ،‬لػَولا الػرجػػػا ُء‬ ‫َو إ ذَ ْف أ ُّي حػُرمػَةٍ لػِمػذي يػأتي ؟ ‪..‬‬
‫كػُنػ َت َرمػز اً لػِفػػاِرسٍ عػََربػ ٍّي‬
‫حػَمػَمػَ ْت عػُمػَرىػػا بػِوِ البػنػػػػػا ُء‬ ‫َومػاذا أبػقػى لػػََديػنػا الػفػَنػػػػػػا ُء ؟‬
‫كػُػ ُّؿ بػَيػ ٍت ِمف الػعػُػروبػػػَػ ِة فػػيػػ ِو‬ ‫ِذمػػةً ؟؟‪ ..‬أ ُّي ِذمػػةٍ يػػا بػِلادي‬
‫مػِنػ َؾ سػِتػٌْر ‪َ ،‬وشػَمعػَةٌ ‪َ ،‬وغػِطػا ُء‬
‫فػَػتػَلاقػػَ ْت عػَمػَيػػ ِو أبػوا ُب أىػػمػي‬ ‫بػَقػيػَ ْت فػيػ ِؾ لـ تػَطػأىػا الػِّدمػػػػا ُء ؟‬
‫لا ِوقػػاءاً ‪ ..‬فػَأي َف منػيػا الػ ِوقػػػا ُء ؟‬ ‫أ ُّي نػَفسٍ ما أُ زِىقػَ ْت ؟‪..‬أ ُّي ِعرضٍ‬
‫أغػمػَقػُوىػػا عػَمػَيػ َؾ َدىػ ارً َو لػَمػا‬
‫فػَتػَحػُوىػا اقػشػَػعػَر حتى الػيػَػوا ُء‬ ‫لػَـ يػَمػِغْ في عػَفػافػِػػوِ الدنػيػػػػا ُء ؟‬
‫سػا َؿ غػا ٌب ِمف الػدبى والػثػػعػابيفِ‬ ‫أ ُّي نػَكػ ار َء لػَـ تػُمػاَر ْس إلى أ ْف‬
‫لػِبػغػػداد ضػا َؽ عػنػػوُ الػفػَضػػا ُء‬
‫لـ تػََد ْع شا ِخصاً عػمى الرضِ إلا‬ ‫نػَسػ َي الػػنػػػا ُس أنػػيػػا نػَكػػػػػ ار ُء ؟ !‬
‫لػََدغػَتػْوُ ‪ ،‬حػتى الصُػّوى الصػما ُء‬ ‫ىػكػذا ؟‪ ..‬بػَعػَد كػُِّؿ ذا َؾ الػتػعػالي ؟‬
‫ثػـ ىػِي َضػ ْت بػِنػا َملا ِس ُعيا الػسُػّوُد‬ ‫َبعػَد عػَيػنػَي َؾ‪ ..‬ىكػذا الػنػا ُس سػا ُءوا ؟ !‬
‫بػِمػا ىػػا َج حػِقػػَدىػػػػا الُ جػَػػ ار ُء‬ ‫أـ ى َي الحػِكمػَةُ العػَظيػ َمةُ شػا َء ْت‬

‫لػِبػِلادي أ ْف يػَحػتػَويػيػػا الػبػَػػلا ُء‬
‫لػِػيػَػػرى أىػمػػُيػػػا إ لى أ ِّي ذ ٍّؿ‬
‫بػَعػَد ذا َؾ الػزىػْػوِ العػَظيػـِ أفػػا ُءوا ؟ !‬
‫لػِيػََروا كػَيػ َؼ لػَحػمػُيػُـ يػَتػَعػػػاَوى‬
‫حػػَولػَوُ القػػِربػػػػػا ُء والػغػَُربػػػػا ُء‬

‫‪49‬‬


Click to View FlipBook Version