The words you are searching are inside this book. To get more targeted content, please make full-text search by clicking here.

أنا علاء، أبلغ التاسعة من عمري، أعيش مع جدي وجدتي في بيتنا البسيط بعيدًا عن صخب العالم الحديث، فلا نسمع الأخبار إلا من المذياع أو التلفاز القديم.

وأنا عماد ابن عمة علاء، أملك صديقًا واحدًا فقط وهو جهازي الإلكتروني، وسآتي في هذا الأسبوع إلى بيت جدي لأكتشف أنني نسيت جهازي، يا إلهي ماذا سأفعل؟! كم أشعر بالملل!

Discover the best professional documents and content resources in AnyFlip Document Base.
Search
Published by Hawraa Alaali, 2023-05-28 11:02:21

كم أشعر بالملل!

أنا علاء، أبلغ التاسعة من عمري، أعيش مع جدي وجدتي في بيتنا البسيط بعيدًا عن صخب العالم الحديث، فلا نسمع الأخبار إلا من المذياع أو التلفاز القديم.

وأنا عماد ابن عمة علاء، أملك صديقًا واحدًا فقط وهو جهازي الإلكتروني، وسآتي في هذا الأسبوع إلى بيت جدي لأكتشف أنني نسيت جهازي، يا إلهي ماذا سأفعل؟! كم أشعر بالملل!

كم أشعر بالملل! كم أشعر بالملل! نص وتصميم: حوراء عباس تصور الأطفال: علي سلمان، كوثر عباس، مريم خلف إشراف وتحرير: د. سماء الهاشمي


َ لى َ درسة بيان البحرين ع ُجوم م ُ ر ن َشك ن َّ ة. ُّ ِ ر القص َ و َص َ ة في ت ّ اق ر َ َ ِمت ِهم الب ُ ساه م


أنا علاء: أبلغ التاسعة من عمري، أعيش مع جدي وجدتي في بيتنا الرائع. ً ا سأخبركم، قد تتساءلون أين أنا الآن؟ حسن يهمس: ٍ (أنا في مغامرة خطيرة!) َّ إنها جدتي! علي الخروج من هنا بسرعة. ٢


علاء ١


ٌ كبيرة، فقد كنت أنتظر هذا اليوم بفارغ الصبر، َ ت على وجهي ابتسامة ً ا؟ أم هل طال أشرق يا تر￯ هل تغير شكله عن آخر مرة رأيته فيها؟ هل أصبح سمين أنفه؟ ً وعينين واسعتين، تنقص ً ا طويلا ٌ ونحيف، يملك أنف ًى طويل عماد هو فت وجهه فقط ابتسامة. ٤


ذهبت إلى حيث يجلس جدي وجدتي، وأثناء تناولنا للغذاء قال جدي: لا تنسى يا علاء! سيأتي ابن عمتك عماد اليوم، وسيبقى معنا لمدة أسبوع. ٣


ً ا كما في عصر ذلك اليوم وصل عماد واستقبلناه أنا وجدي وجدتي، إنه تمام ً ا أكثر من ذي قبل، ولا أعلم ما السبب؟ ً ا، ولكنه بدا عابس وصفته، لم يتغير أبد ً َّ ا عماد! هل تذكرني؟ أنا علاء. فرد علي ً ا إياه، وقلت: مرحب مددت يدي مصافح ٍ بوجه عابس: أذكرك. ًا؟ ُ له شيئ ما الذي أزعجه يا تر￯؟ هل فعلت ٦


ً ا، ً ا، سأريه مكتبة جدي، سنقرأ مع ً بالأشياء التي سننجزها مع ُ قائمة كتبت ً ا، ربما نطعم حيوانات المزرعة، ونجمع ويمكننا أن نسقي النباتات، أو نبني بيت ً ا سيكفي! ً ا واحد البيض. نستطيع فعل الكثير من الأمور. لا أظن أن أسبوع ٥


ُ ٍ الجريدة وقلت له: هل تعرف لعبة الكلمات المتقاطعة؟ أول كلمة هي: أحضرت ً ثم قلت: بل إنه الصائغ! ُ قليلا َ ِوهر. ضحكت ُ ج (صانع المجوهرات)، قال عماد: م ٌ مملة! َّ عماد بغضب: إنها لعبة فرد ٨


ً ٍ ا: آه َ ر صائح ِ جلس عماد وهو على وشك الانفجار، وبعد ثلاث ٍ ثوانانفج ُ بالملل! كم أشعر ُ الآن، إنه يشعر بالملل، وهذه المشكلة حلها سهل! قلت له: لقد فهمت َّ َّ علي بجفاء: لا أريد! أريد جهازي! ً ا؟ فرد لما لا نلعب مع ٧


ً ا، حتى أنه ساعد جدتي في تحضير ً ا، كان هادئ في اليوم التالي تغير حال عماد كثير الفطور. بعد الفطور قال جدي لعماد: لما لا تذهب أنت وعلاء لتجمعا البيض؟ ١٠


أخذت بيده وقلت: هيا تعال معي لأريك مكتبة جدي العجيبة. قال عماد وهو يمشي معي: أنا أكره الكتب. فقلت: تكره الكتب! مستحيل! ما رأيك أن تقرأ هذا ً الكتاب؟ إنه كتابي المفضل، ومنه عرفت كلمة الصائغ. نظر عماد إلى الكتاب قليلا ثم قال بغضب: قلت لك إنني أكره الكتب! لم أفهم سبب غضبه هكذا. ٩


ٍ قمنا أنا وعماد بعمل منافسة بيننا، ومن يقوم بجمع أكبر عدد من البيض هو ِ الفائز. اندهشت عندما رأيت حماس عماد فقد تمكن من جمع ٍ عدد كبير من البيض، وكان هو الفائز! ١٢


في الحقيقة، هذه المهمة من أصعب المهام بالنسبة لي، فدجاجتنا سلو￯ لا ٍ تبيض في مكان واحد، بل يمكننا العثور على بيضها في كل مكان، في القن، بين ً ا! الحشائش، بين الحبوب ولو أمكنها الطيران لباضت فوق الغيوم أيض ١ ١


ٍ قمنا أنا وعماد بعمل منافسة بيننا، ومن يقوم بجمع أكبر عدد من البيض هو ِ الفائز. اندهشت عندما رأيت حماس عماد فقد تمكن من جمع ٍ عدد كبير من البيض، وكان هو الفائز! أنا عماد، واليوم هو أسوأ يوم في حياتي! سيسافر والداي لمدة أسبوع ولذلك سيتحتم علي أن أذهب إلى بيت جدي، هل تعلمون ما معنى هذا؟ يعني لا يوجد إنترنت وهذا أسوأ مافي الأمر. ١٤


عماد ١٣


يا إلهي كيف حصل ذلك؟! لقد نسيته في البيت! طلبت من أبي الرجوع للمنزل ً من ً ا كاملا ً ا! كيف سأعيش أسبوع لآخذ جهازي ولكنه رفض. غضبت كثير غيره؟! ١٦


ً ا. كل ما في الأمر أنهم مملون! على الأقل أستطيع اللعب بجهازي العزيز، لحظة ٍ لا تفهموني بشكل خاطئ، أحب جدي وجدتي، ولا بأس بعلاء ابن خالي أيض أين جهازي؟! ١٥


ُ ٍ : آه كم أشعر بالملل! ً ا ولكنني كنت أريد جهازي وجهازي ٍ جلست وأنا أكاد أغلي من الغضب، وبعد قليل صحت اقترب مني علاء واقترح علي أن نلعب مع فقط! ١٨


ً ا طوال الطريق، وعندما وصلت إلى بيت جدي استقبلوني ُ عابس بقيت جميعهم، رحب بي علاء وسألني إن كنت أذكره أم لا؟ ولكنني كنت لا أزال ً ا. غاضب ١٧


َ ِوهر. فبدأ علاء بالضحك علي ثم قال الإجابة ُ ج صانع المجوهرات؟ قلت: م الصحيحة: وهي (الصائغ ) مما جعلني أغضب أكثر فأكثر. ٢٠


بعد قليل أتى علاء وبيده جريدة وقال: لنلعب لعبة الكلمات المتقاطعة. لا بأس سأجاريه في هذا. قال علاء: أول كلمة هي (صانع المجوهرات). ١٩


٢٢ ُ في أنه ً ا على الطاولة، وفكرت ًا لذيذ عندما مررت بغرفة المعيشة لمحت شيئ ً ا لآخذ قطعة. يجب علي أن أعود لاحق ٢٢


بعدها أخذني علاء إلى مكتبة جدي وأعطاني كتابه المفضل، نظرت في داخله ولكنني أكره الكتب؛ وذلك لأنني أجد صعوبة في القراءة وأتعرض للسخرية في ً أخر￯، المدرسة بسبب ذلك. عندما تذكرت ذلك انتابني شعور بالغضب مرة ً ا. ولكن ما كان علي فعل ذلك ؛ فهو يحاول فقط وصرخت في وجه علاء مغادر مساعدتي. ٢١


فتحت العلبة، وإذا بي أر￯ مجموعة خيوط وإبر! لم أستطع تصديق الأمر، قلت بخيبة أمل: إنها علبة الخياطة الخاصة بجدتي! ٢٤


٢٢ في المساء، وعندما حان وقت النوم، لم يتسلل النعاس إلى عيني، تذكرت علبة البسكويت، فهرعت إلى مكانها. لم أتوقع أن أجد بسكويتي المفضل هنا! ٢٣


فتحت العلبة، وإذا بي أر￯ مجموعة خيوط وإبر! لم أستطع تصديق الأمر، قلت بخيبة أمل: إنها علبة الخياطة الخاصة بجدتي! ابتسم جدي إلي وقال: تعال! اجلس بقربي يا بني! اقتربت منه، واستمر في تلاوة القرآن. ثم نظر إلي وقال: والآن حان دورك. ٢٦


ً ا من غرفة جدي، اقتربت منها ًا قادم قررت العودة للنوم ولكنني سمعت صوت فاتضح أنه جدي، إنه يتلو القرآن بصوته الجميل، وقفت استمع إليه، ولكنه توقف فجأة يبدو أنه لاحظ وجودي، هل سيغضب مني؟ ٢٥


ً قصيرة، حتى تمكنت بدأ جدي بتعليمي سورة من قراءتها بمفردي. قال جدي: أرأيت؟ أنت ً ا! ً ا جد تتعلم بسرعة. كنت سعيد ٢٨


ً ا حتى سألني جدي عن السبب، ً بقيت صامت فقلت له: أنا لا أجيد القراءة. ابتسم جدي مرة ً بخطوة ً ا خطوة أخر￯ وقال: لا بأس سنتعلم مع وستر￯ أنك تستطيع أن تقرأ بصورة ممتازة! ٢٧ ٢٧


ُ أبحث في كل مكان عن البيض، إنها كلعبة البحث التي في جهازي، إلا بدأت ُ أكبر قدر ممكن من البيض وكنت أنا الفائز، صافحني ٌ أكثر. جمعت أنها ممتعة علاء وقال: في المرة القادمة سأكون أنا الفائز، ضحكت وقلت: سنر￯. ٣٠


وفي اليوم التالي استيقظت منذ الصباح وساعدت جدتي في تحضير الفطور، ثم طلب جدي مني ومن علاء الذهاب لجمع بيض الدجاج، قمنا أنا وعلاء بعمل ٍ منافسة فيما بيننا، من يجمع أكبر عدد من البيض يكون الفائز. ٢٩


٣٢


مضى باقي الأسبوع بسرعة، تطورت قراءتي، وفعلت الكثير من الأمور، حتى ً ً وفائدة ً ا أكثر متعة ُ أنه يوجد في الحياة أمور أنني نسيت أمر جهازي، حيث عرفت منه. ٣١


أنا علاء، أبلغ التاسعة من عمري، أعيش مع ً ا عن جدي وجدتي في بيتنا البسيط بعيد صخب العالم الحديث، فلا نسمع الأخبار إلا من المذياع أو التلفاز القديم. ً ا فقط ً ا واحد وأنا عماد ابن عمة علاء، أملك صديق وهو جهازي الإلكتروني، وسآتي في هذا الأسبوع إلى بيت جدي لأكتشف أنني نسيت جهازي، يا إلهي ماذا سأفعل؟! كم أشعر بالملل!


Click to View FlipBook Version