الربيع
خالد عبدالقادر خبازة (شاعر من سوريا)
فأحيا براعي َم الزهو ِر وفتّ َحـــا صحا الفجر عن سحر من النور مفص َحا
فحن ْت لـلألا ِء الصبا ِح تَفتُّحـا وقد داعب ْت أنسا ُم ُه ور َد رو ِضه
سفوح ال ُّربـى تُحيي الخضا َر ُمو ُّشــحا ولاحــ ْت تبـاشي ُر الربيــعِ فلـ َّونَ ْت
تحيــك لها بُرداً من الــ َّزه ِر ُمص ِبحـا سقتْها فأحيــ ْت مهج َة الرو ِض ديمة
عنــاقيــ ُد مرجــا ٍن بــــــ ُد ٍّر ت َو َّشحــــــا أهلّ ْت ..فتخض ُّل المرو ُج وتزدهي
فهيـ َج أشجــا َن الـــورود وأفصحـــا وعانــ َق أنســــا َم الديــاجيرِ سحــ ُر ُه
وتنض ُح عطــ ًرا سائ َغ الروحِ ُمف ِرحا وتزهو الأقاحي والشذا يملأ المدى
فتوقظ أشــواق الحساســين مفصحــا تســل ُل أمواج الضيـــا دون أيْكــــ ٍة
وأنش َد طــير في الصباح وسبّــــحا فهيّــ َج أشجــــانا وناحت حمامة
1
خدو َد ذكا ٍء ..تشتكي الشو َق مبرحا ولامس أطيـــا َف البـــدو ِر فقبَّلت
فزغر َد شــلال ..وغنّى ون ّوحـــا تس ُّح السما ُء القط َر في الأر ِض جدولا
ويحكي حكايــا الحــ ِّب للي ِل موضحــا جرى الما ُء يحيي مزه َر الرو ِض جن ًة
لتصنع فجرا ..أو تنيــر به الضحى وكم ضاحكت شمس الصباح زهورها
قـــدو َد عذارى قد رقصــــ َن ترنحـــا تمــايــ ُل أشجار الأرا ِك كأنــها
وأثملـــها سحر ..شكتــــه الترنُّحا إذا أسكرتها نشوة الفجر مشرقا
وتجعل من أغصانها الخضر مسرحـا وتلهو بها الأطيار شدوا وملعبا
تعانــــ َق أحبــا ٍب أرد َن التَّر ُّوحــــــا ترى الغص َن ملتفـًا يعان ُق أغصنًا
عرائ ُس ..و َّدع َن الحبي َب ..فل ّوحـــــا وتهت ُّز أغصا ُن ..وتشدو بلابل
فتأتـل ُق الألــوا ُن سحـــ ًرا ُمو َّضحـــــــا تقبّ ُل خ َّد الشم ِس في المرجِ روضة
إمام تهيّــــا للصــــلا ِة ،فسبَّحــــــــا كأن بياض الثلج في هامة الربى
2
حنين
البشير المشرفي (شاعر من تونس)
أين الهوى همست به الأهدا ُب؟ أين الزمان الحلو والأحبا ُب؟
أفيائنا ،أين السنا المنساب؟ أين الرياحين التي انسكبت على
والأفق حولي رائق خلاب؟ أين الحدائق كنت فيها طائرا
وكأنني في خلوتي زرياب؟ أين الأناشيد التي قد صغتها
وسكبت شوقي والهوى غلاب غنيت من فرط الهوى ما راق لي
الأعتاب بحنيننا وتعطرت ولى الزمان الحلو كيف أعيده؟
هربت به الساعات والأحقاب فإذا نظرت رأيت عمرا راحلا
ومجالسا حفت بها الأتعاب ومسالكا غامت ووردا ذابلا
من فيئها تتضوع الأطياب وأرى بلادا في اخضرار ساحر
3
كانت لنا الوطن الجميل وملجأ نرتاده وعطورنا تنساب
نهفو لها وتصدنا الأبواب هي تونس الخضراء رغم جراحنا
وتقطعت برجائنا الأسباب ضاع الزمان الحلو ولى هاربا
وحنيننا بين الضلوع سحاب لكننا الأطيار في أفيائها
ويفيض بالشعر الجميل كتاب وغدا ستطلع شمسنا وهاجة
فيها الشذا والورد والعناب! ونرى البلاد كما نشاء حديقة
4
في مهب الريح
مجد أبوراس (شاعر من سوريا)
وعسع َس هذا اللي ُل فو َق ِك هاما أيا أ َّم َة الأعرا ِب ُصب ُح ِك ناما
وأر َم َل مخضو ُب الترا ِب َو َخاما وأوش َك شو ُك الأر ِض يأك ُل ور َدها
فه ْل َب َل َغ الشيطا ُن من ِك مراما عل ْم ُت ال ُمعافى لي َس ُيخ َد ُع ِغي َلة
َت َس َّد ْي ِت أحلا َس الفخا ِر مقاما أ َما كن ِت في التاري ِخ غ َّر َة ماجد
وأغرا ِك قي ٌد بال َم َذ َّل ِة داما فماذا جرى اليو َم استب َّد ب ِك الردى
و ِه ْن ِت وصا َرالأرذلو َن ِكراما ضع ْف ِت ولا ُتجبى ال ُّريو ُع بفتر ٍة
ينو ُء ب ِه ِفي ٌل ُيزي ُح ُركاما كأني أرى عجفا َء مثقلة بما
و َج َّر َحها َسو ُط الطغاة َوساما أنا َخ عليها كا ِه ُل الغد ِر فا ْن َثن ْت
َتناه َبها ق ْم ٌل بها َي َت َنامى جدائ ُل ق ْه ٍر ِمن ثقو ِب خما ِرها
5
على م ْت ِنها ِطف ٌل َتج ُّر ُغلاما كحا ِمل ٍة ِق ْدرا على الرأ ِس حا ِم ٍل
َتضا َغوا ُعراة ينشدو َن َطعاما َيش ُّد ُذيو َل ال ِمر ِط منها صوا ِد ٌح
و َتع ِوي ب ِه ِري ٌح ُت َه ْز ِه ُز لاما ِب َوع ٍر يخا ُف الجا َن في ِه ُم َد َّج ٌج
و ُتلقي عصا الترحا ِل أو َت َتحامى ُت َف ِّت ُش عن مأوى َيل ُّم شتا َتها
تحو ُم ب ِه العقبا ُن ُم ْن ُذ َترامى وخ َّل ْت َو َراها منزلا ُم َت َر ِّفعا
وه ْم أخرجوها اليو َم من ُه ِلزاما وق ْد أك َل الساعو َن بالأم ِس خب َزها
ُي َع ِّت ُق أقذا َر القشاع ِم جاما وبع ٌل هنا َك ار َت َّد واع َت َّد بالغوى
وليسوا ُأباة يدفعو َن ِصداما َك َذا ِس َم ُة الأنذا ِل ليسوا ِب ُأ ْم َن ٍة
وليسوا ِفهاما يفقهون كلاما وليسوا فحولا يحملو َن ِرحا َل ُهم
ويبل ُغ أسبا َب السما ِء يتامى فقد ُي ْح َر ُم الأسبا َب َم ْل ٌك بحر ِص ِه
يقو ُم بها يوما ويقع ُد عاما وك ُّل ُمسي ٍء في العبا ِد ب َوحش ٍة
6
اِ ْدلب
ذياب الحاج (شاعر من فلسطين)
أم صب ُح إدل َب ناز ٌف ك َسماها ! جور ُّي من فو ِح ال ّدما ِء َنعاها ؟
شاه ْت وجو َه القو ِم بي َن أساها َسك َب ْت بدمعتها ال َغضوب ِة فوقنا
يا ُأ ّما ِتنا عيناها ألهب ِت َذ ّرا كمل ِح ال ّنا ِر من حر ِف ال َخ َنا
و رباها أكبا َدها و ديا َرها تل َك العجا ُف من الممال ِك أحرق ْت
ما ك ّحل ْت حط ُب ال ُعرى عيناها إدل ْب م َن القاني ُتخ ّض ُب خ ّدها
لم َتب َت ِق الأولا َد في فحواها تــــبــــا لنخوا ِت ال ِعتا ِق وإرثها
نـ ْز ٍر م َن الأشرا ِف فاستبكاها ُر َب َما اسثار ْت ُحمر ُة العيني ِن في
بي َن الهوى ،و مت ّبرا مسعاها ترثي الحرائ َر في الشآ ِم قتيلة
بدماها كأبي العلا ِء قصائدا و معرة ال ّنعما ِن َمن يكت ْب لها
7
في َخنج ِر الأعرا ِب واستهواها فلقد ترقر َق كال ّندى استعياؤها
وطوى ال ُخنو ُع شبابها و ِلحاها يا أمة رك َب ال ُبغا ُة ظهو َرها
وأتى الخص ُّي عفافها يتباهى ل َه ِفي على الأخدا ِر قد َج ِز َع الإبا
8
شذرات
سيف الهمداني (شاعر من اليمن)
وأنادي بلوعتي يا حياتي عاشق الحرف أشتهي ذكرياتي
كيف أسلو بدونها في الجهات كيف أحيا بدون حرف يغني
أنت روحي وسلوتي وفراتي أنت حبي ولوعتي واشتغالي
أنت خمري ومن أغنيه آتي أنت شهدي وفي حروفك أسري
فأنت قلبي وفي البعاد مماتي يا حياتي بدون قربك احتار
هي أنت الزهور يا أمنياتي هي أنت الربيع يزهر حلما
أعزف البين راقصا في رفاتي سأغنيك عاشقا في خيالي
أنت إلهام أبحري يا لغاتي أنا أنت وأنت حرفي دواء
قرب صمتي ولملمي لي شتاتي يا شعوري ويا ضميري أنيخي
9
شذراتي وبلسمي أغنياتي فيك جمعت أضلعي فاستعيدي
ق وأنت بحر الدواة أنت لحن الجمال في مغرب العشـ
في فضائي ليشتكي كالمهاة أنت نظم من الحنين تسامى
فقد حار في الهوى زنبقاتي يا شذى السحر يا عبير أجيبي
10
هو الشعب
محمد محمود الدريحيم (شاعر من اليمن)
َو َو ْع ٍد َتلا ُه ِب ِه َأ ْز َبدا َك َر ْع ٍد َو َبر ٍق إذا َما َغ َدا
ِل َي ْل َقى ال َم َنايا وثوب الردى َو َز ْح ٍف َش ِد ْي ٍد على َو ْك ِر ِه
فلا ُظل َم يبقى طويل المدى َف ُي ْغشى على ال ُّظل ِم في دا ِره
ب ُح ٍب ُت َصا ِف ُح ِتل َك اليدا و َت ْب ُدو الأماني في دربنا
على من َع َصا ُه أو اس َتع َبدا هو الشع ُب إعصا ُر أ َموا ِج ِه
على ال َب ِغي َيهوي ولن ُي ْغ َمدا و َس ْي ٌف ُيس ُّل و ِم ْن ِغم ِد ِه
تكون ثمارا لصب ٍر بدا وصبر له في الدنا غاية
ِإذا لم يكونوا ُج ُنود ال ِفدا َو ُي ْدني من ال َم ْو ِت ُحكا ُمه
ندك جحور البغاة العدا مضينا إلى النصر في عزة
11
رأينا المآسي علينا ندى و ُدسنا ال ُخ ُطوب ورغ َم ال ِجراح
َت ِغي ُث عل ْينا ِبغ ِي ِث ال ُهدى رفعنا ال ُرؤوس َك َأ َّن الغيوم
ونس َم ُع من ص َا ِنعي ِه الصدى َو ِسرنا َن ُش ُّق درو َب ال ِكفا ِح
تربى وفي دا ِرنا أربدا فض َّج علينا القطي ُع الذي
لنا َمو ِع ُد النصر يا شعبنا فآن ِل َن ْس َتن ِج َز ال َمو ِع َدا
بعزم رجا ٍل يفوق المدى سنحصد نصرا سقته الدما ُء
12
يمرون من جرحي
عاتكة الطيب (شاعرة من سوريا)
خفافيش لي ٍل إذ تجوب الخرائبا يمرون من جرحي ثقالا كأنهم
شتا ٌء فأرخى لي السطورسحائبا وأنت البيان البار من ضلع أحرفي
فــهــلا تــقــاســمــنــا الــزمــان مــتــاعــبــا للقياك أصبو ....يا يباب مواسمي
لــتــغــوي يــراعــاتــي بشــعــ ٍر مــخــاطــبــا وقدجئتني تجتاحني ألف عتمة
وتـبـغـي ربـيـعـا مـن حـروفـي مـداعـبـا وترمي سطوري لائما لي سوادها
ونخفي وراء الرمز ماظل غائبا كفانا نواري سوءة الجرح عنوة
فإن لم نطف بالماء عز مشاربا سراعا فكل الخطو بالموت غارق
ونروي ربيع العمر ما لاح شاحبا ونطوي بريق الليل ماكان كاذبا
فمن صوت أوجاعي غـدا الـحـرف راهـبـا فـدعـنـا نـشدي فـي خشـو ٍع طـوافـنـا
13
فـكـل الأمـانـي قـد تـلاـشـت غـيـاهـبـا عويل اليتامى قد طمى فوق أسطري
لتنعي بلاد الحب عزت مضاربا خيام عراة قد تدلت شفاهها
ألا ترعوي! روحي تشظت مصائبا إيا عابرا جفني سهادا مشرقا
فـلا خـيـر فـي حـرف سـيـأتـي مـواربـا فإن لم يكن حبري على السطر من دمي
14
مواجع الأوطان
محمد عبد الله الشيخ (شاعر من اليمن)
وجعلتني ثملا من الألـحـا ِن يا قلب ه َّلا جد ّت بالنسيا ِن
لـم أخـلط الأفــراح بالأحــزان وأعدتني بالذكريات وحـلـوها
وتزيدني قربا إلى أوطاني لتزيدني فرحا ببضع قصيد ٍة
وتحيطني بالــروح والريـحـان وترد لي وطنـا يـفـوح عـبــيـر ُه
طي ٌر يزقزق من على الأغصان وأعود منس َّي الهموم كـأنني
أن المواج َع دائما تغشاني فأجـابني ماذا دهاك أما تـرى
في كل طف ٍل جــائــع ٍ أبكاني أقتات أوجاع البلاد وخافقي
وتقول هل للموت أن يلقاني فهناك أم تحتسي كوب الأسى
إذ غابت الأفراح عن بلداني ضاق الفشاد وزادني بضجيج ِه
15
قل ٍب ألمل ُم أحــرفي وبياني فتركت قلبي ع ّلني أسلو بلا
إلا من الأحزان والأشجان أمشي بلا قـلب كـأن َي مـيـت
تقضى لنا الأيـام بالــسـلـوان ورجعت ع ّلي أن أرى قلبي وأن
وصرخت يا لله ما أشقاني فوجدته وسط الجميع مجندلا
مات القتيل و أهله والجاني قلبي تفطر بالأسى في موطني
الأوطان بمـواجــ ِع و ّثـقـتـهـا وأنا أعيش مع الزمان حكاية
إن عشت قرنا أو بقيت ثواني عـنـوانـهـا إن الحياة متاعب
16
نور أحمد
فاتن حلاق (شاعرة من سوريا)
وحبك ضمن العروق جرى ســــواك بــــقــــلــــبــــي انــــا لا أرى
يضـــيء وقـــلـــبـــي إلـــيـــك ســـرى ووجهك في مقلتي والحشا
أريد أرى وجهك الاقمرا وذكرك شغلي وكل الذي
فقد أظلمت والضيا أدبرا ســـألـــتـــك هـــب لـــي ولـــو نـــظـــرة
بـــــنـــــور جـــــمـــــالـــــك قـــــد أزهـــــرا أرى في الدجى كل بدر سما
عــطــورك والــحــســن مــنــك انــبــرا وكل زهور الربيع بها
حـــــروف كـــــذلـــــك كـــــل الـــــورى إذا قلت أحمد صلت بها
فـــطـــيـــبـــتـــهـــا والـــثـــرى اخضـــوضـــرا وطوبى لأرض سكنت بها
كـــــنـــــار وحـــــظـــــي أن أصـــــبـــــرا لطيبة أشتاق والشوق بي
17
كجمر بقلبي قد سعرا ووجـــــدي لـــــرؤيـــــاك يـــــاســـــيـــــدي
بوحي جعلتك كي أبصرا ولولاك دنياي قد أظلمت
والكوثرا الشفاعة ونلت ففي يمنتيك الحصى سبحت
فهام فشادي قد كبرا رأيــتــك فــي الــحــلــم فــي لــيــلــة
وإن غاب وجهك تحت الثرى موصولة بروحك وروحي
وحاشا لغيرك أن أنظرا وشعشع نورك في مهجتي
عن الناس سبحان من صورا ســـمـــوت بـــخـــلـــق وخـــلـــق مـــعـــا
18
سيغادرونك...
محمد عبد الولي الطيب (شاعر من اليمن)
يا دهـــر فاصــ ِغ حينما اتكــ َّلـ ُم قلمي إذا جارت صروفك أظل ُم
مـ ّم ْن تبـ ُّش أمامهم وتس ِّلـ ُم أنا شاع ٌر والشعر أعظم ثورة
ن عليك نسياني و أنت ُم َح َّر ُم هم يأكلونك كالرغيف ويشربو
في غايتي من بعض ما أتـرن ُم وأنا أصيغك للجياع قـلائدا
ونسـاء والدنيا هـناك ُتـقَـ َّد ُم فترى شوارعـهم تهـيم قصائدا
حي ُث النواح أنا وأنت الميت ُم وإلى زقاق الهم يحفـ ُد ليلـهم
ويسبحون بحـمـد ما أتـجـ َّه ُم يتقاسمون على زجاجك بسمتي
وأنا لأمثالي تكـــون جــهـ َّن ُم حيث الجنان لهم بح ِّق مواجعي
سخطي فـإ َّن أخا الردى لا يرح ُم مهـلا بهـم ...لاتستزيد بمـقـتـهم
19
فــمـخالب الأيام لا تتـقــ َّل ُم قـرناء زيفك لن يطول مقامهم
ــ ُث الموت فيهم من سلامك أرحم سيغادرونك والسـلام عل َّي حيــ
متعمدا ...وأنا الاعــ ُّز الاگــــر ُم صافيتهم يا دهر وأستثـنـيتـني
20
هابيل
حسام العكش (شاعر من سوريا)
ومن الذي استل الردى ورماكا هابيل قل لي ما الذي أدماكا
ما كان ذنب الطير إ ْذ غناكا ما كان ذنبك اذ جبلت بطيبة
وتموت أنت مسربلا بدماكا ما كان ذنب الورد يذبل فجأة
فسعت إليك لترتوي ب ِنداكا كم مرة عطشت رياحين الوفا
أبكى عيونا حلقت ب ُعلاكا لكن قلبا بالسواد قد امتلا
قابيل ويحك أظلمت عيناكا قابيل أقبل لا مفر لقاتل
أو ما علمت بما جنته يداكا حسد وحقد بل وفقد بصيرة
ومعلما ....وبصوته ينعاكا هابيل قد جاء الغراب معزيا
21
كل الملامح أزهرت ذكراكا حتى إذا تحت التراب تغيرت
22
غادر شغافي
فاطمة صابر (شاعرة من المغرب)
َق ْولا إلى ما َق ْد َس َل ْف أنا َل ْن َأعو َد َفلا ُت ِض ْف
إلّا ال َّرحيل و َق ْد أز ْف آ َن ا ْلَأوا ُن ول ْي َس لي
َف َخ َذ ْل َتني في ا ْل ُم ْن َت َص ْف َي َّم ْم ُت َش ْط َر َك َع ْن رضى
من ري ِح ُظ ْلم َك َت ْر َت ِج ْف َهذي ُذبا َل ُة ُم ْه َجتي
َد ْوما ُأسا ِم ُح ما ا ْقت َر ْف ؟؟ َه ْل َغ َّر ق ْل َب َك َأ َّنني
أ ْغرا َك ُح ِّبي وال َّش َغ ْف ؟ َأ ْم َق ْد َأ ِل ْف َت ت َص ُّبري
ف َص َف ْع َت َخ َّد َمشا ِعري وا ْل َج ْف ُنَ ..ج ْف ُن َك َل ْم َي ِر ْف !!
حي َن ا ْن َف َع ْل َت و ُق ْل َت ُأ ْف ! فا ِرسا َن ْف َسك وحسب َت
23
ت ْع َت ِك ْف ال َقصا ِئ ُد ا َّلتي فيها أ ْوراقي ب ْع َثر َت
و َل َك ْم على َس ْط ٍر ن َز ْف و َس َك ْب َت ِح ْب َر َيرا َعتي
كلّا ولا َأ ْرضى ا ْل َج َن ْف أنا ل ْس ُت َأ ْرضى ذلة
وا ْن َص ِر ْف ِشغا ِفي غاد ْر َكرام ٍة َشتا َت فا ْج َم ْع
24
كل شيء يا حبيبي
عتيق أخواجي (شاعر من المغرب)
آ ِســــ ٌر فــــيــــ َك و ُمــــ ْغــــ ٍر و َشــــ ِهــــ ْي ُكـ ُّل ش ـ ْي ٍء ي ـا َح ـبـي ـب ـيُ ،ك ـ ُّل َش ـ ْي
والــ ُعــيــو ُن الــ ُخــ ْضــ ُر أ ْشــجــا ٌر و َفــ ْي َا ْلــــ ُمــــ َحــــ َّيــــا وا َحــــ ٌة مــــ ْن ِفــــ ْتــــ َنــــ ٍة
يـا حـ ِبـيـبـي أ ْوشـكـ ْت تـ ْقـضـي عـ َلـ ْي وأنـــــا الـــــعـــــا ِشـــــ ُق زادي لـــــ ْوعـــــ ٌة
أ ْنــ َت ،إ ْن ُقــ ْلــ ُت َأمــانــاُ ،قــ ْلــ َت َو ْي فــا ِتــ ٌك فــي الــ ُقــ ْر ِب والــ ُبــ ْعــ ِد مــعــا
ُكــ َّلــمــا طــ ْيــ ُفــ َك وا َفــى ُمــ ْقــلــ َتــ ْي َل ْســـ َت تـــ ْدري أ َّي نـــا ٍر أ ْصـــ َطـــلـــي
نـــا ُره ِجـــ ْئـــ َت لـــ َكـــ ْي تـــ ْكـــويـــ ِه َكـــ ْي َمــ ْن ِلــ َقــ ْلــ ٍب ُكــ َّلــمــا ُقــ ْلــ ُت َخــبــ ْت
ظــامــئــا أ ْطــمــ ُع فــي َقــ ْطــر ِة َر ْي ي ْعل ُم الل ُه فإ ِّني ل ْم أز ْل
يــــا ُفــــشادا كــــ ُّلــــه عــــ ْجــــ ٌز و َعــــ ْي أ ُّيــــهــــا الــــغــــا ِر ُق فــــي لــــ ْوعــــ ِتــــ ِه
25
إ َّنه ال ّدا ُء الذي ُي ْبقي َك َح ْي لا َشفا َك الل ُه م ْن دا ِء ال َهوى
26
عكازة الآلام
محب الشعر
َو َج ٌع يمو ُج على قوافيـ ِه ما ال ّشع ُر إلا من معانيـ ِه
دمعا إذا َع َص َف ْت مآقيـ ِه كالبحر يذر ُف في شواط ِئ ِه
خوافيـ ِه ُتبدي مرآ ُت ُه حس إذا ينتاب ُه أل ٌم
وال ّشو ُق يغلي في أغانيـ ِه ماذا سيفع ُل طائ ٌر َت ِع ٌب
ِخل ُي َض ِّم ُد ما جرى فيـ ِه الجر ُح أوغ َل في الفشا ِد وما
والجس ُم لا َيقوى على ال ّتيـ ِه بالي ٌة الآلا ِم ع ّكاز ُة
قلبا َت َج َّع َد من مآسيـ ِه البع ُد يمض ُغ في نواجذ ِه
ز َف َر ْت على أطلا ِل ماضي ِه وال ّرو ُح قد شا َب ْت جدائ ُلها
إلا َت َص َّب َب في صحاريـ ِه لم يب َق في شهقا ِتها َو َج ٌع
27
مآقيـ ِه ها َج ْت أورا ُقها.. تل َك الغصو ُن وكيفما لع َب ْت
تشدو على زه ٍر أمانيـ ِه قد كا َن في أحضا ِنها َط ِربا
فال ّنأ ُي مو ٌت قد هوى فيـ ِه َم ْن ذا ُيعي ُد اليو َم بسمت ُه
28
الظبية
عادل غتوري (شاعر من مصر)
وغـــــدا الـــفــشا ُد مــعـذبـا ولــهـانـا كــا َن الــذي لا لـسـ ُت أرجــو كـانا
نـقض الـفشا ُد جـميع عـهدي خـانا نـسي الـعهو َد وكـنت قـد أبـرمتها
كـبـح الـغـرام ِ الـمـستبيح ُ دمـانـا ضــاع الـزمـا ُم فـلـم يـعـد مـقدورنا
عـــل الــذي سـفـك الـدمـا َء يـرانـا إني على عج ٍل سأحكي لوعتي
هــلا جـفـانا الـهـج ُر حـيـن رمـانـا؟ حـسـنـا ُء فـاتـنـة ٌ رمــانـا سـهـمها
ســـهــ ٌم أطـــــاح َ ولــيـتـ ُه أبــقـانـا قــد كـنت ألـهو حـين جـاء مـباغتا
فخـضـع ُت رغـــم تــحـرري إذعـانـا يـا ويح قلبي كان أمري في يدي
وإلــى الـقصاص ِ ُانـاش ُد الـرحمانا إنــي لأضــرع ُ لـلرحيم ِ شـكايتي|
بل كــيـف صـــار بـلـحـظ ٍة قـربـانا كــيـف اسـتـبدت ظـبـية ٌ بـقـتيلها
29
والُأسـ ُد فـى الـبيدا ِء تـعرف شـانا هــذا الـمـغام ُر كــان يـمـل ُك أمــره
مــن رمــش إحـداهـ َن خــر كـلانا حـتـى مــرر َن بــه الـظبا وبـرمي ٍة..
30
عرائس الضوء
منصر فلاح (شاعر من اليمن)
العط ُر وال ّذو ُق والِإح َسا ُس وال ُق َب ُل يا َم ْن ِإ َلى َث ْغ ِر َها ال َم ْع ُسو ِل َيرتح ُل
َع َرا ِئ ُس ال ّضو ِء ِش ْعرا َد ْأ ُب ُه ال َغ َز ُل َو َت ْح َت َأ ْر َما ِش َها ال ّس ْك َر ْى ُهن َا َن َس َج ْت
إلى مدى غصنك الريان يبته ُل لاتعذلي شاعرا قد قام مرتجيا
لعل في حضنها الموعود ينهم ُل يلملم الشوق والآمال تحمله
تصفو به الروح يا (مايا) وتغتس ُل فالحب نب ٌض الهي ُيخا ِلطنا
عذا ِب ِه لذ ُة الاشوا ِق تشت ِع ُل نعيمه جنة للعاشقين وفي
أو أشرقت في شفاه الشاعر ال ُج َم ُل لولاه ماغردت طير على فنن
َت ْل ُهو َع َل ْى َش ِّط آلا ِم ْي َو َت ْح َت ِف ُل َيا َب ْس َمة ِف ْي َه ِز ْي ِع ال َم ْو ِج َق ْد َس َن َح ْت
وخطوتي أنكرت دربي فهل أ ِص ُل؟ ِغ ْب ِت فغابت ُشمو ُس البو ِح عن ُم ُد ِني
31
تأ ّب َط ال ُّرو َح في ِتهيا ِم ِه الَأ َج ُل ردي مراياك كي أروي بها عطشا
في َل ْو َع ِة ال ّر ْم ِل َق ْي ٌض َحا ِئ ٌر َك ِس ُل جفت َمآ ِق ْي الهوى في أحرفي وفمي
لافكرة هاهنا تأتي ولا أم ُل ما عدت أقوى على التبريح ملهمتي
ستائر الهجر ِبال ِّن ْس َيا ِن تن َس ِد ُل عيناك ديوان أشعاري فلا تدعي
ُي ِعي ُد َتر ِتي َب تاريخي َو َي ْخ َت ِز ُل ُر ِّدي ِإ َل َّي ان ِه َمارا ِحي َن َيغ ُم ُر ِني
يهفو لإيقاعها التشبيب وال ّز َج ُل بريق ألحاظك الزرقاء أغنية
عينك عيناك لا شبه ولا مث ُل لا تعجبي من جنوني لو جننت بها
32
الفهرست
الربيع 2 ...............................................................................................
حنين 4 ................................................................................................
دلب 6 ..................................................................................................
شذرات 8 .............................................................................................
هو الشعب 10 ......................................................................................
يمرون من جرحي 12 ............................................................................
مواجع الأوطان 14 ................................................................................
نور أحمد 16 .........................................................................................
سيغادرونك 18 ....................................................................................
هابيل 20 ............................................................................................
غادر شغافي 22 .....................................................................................
كل شيء يا حبيبي 24 ..........................................................................
عكازة الآلام 26 ......................................................................................
الظبية 28 .............................................................................................
33
عرائس الضوء 30 .................................................................................
في مهب الريح 32 .................................................................................
الفهرست 34 ........................................................................................
34