The words you are searching are inside this book. To get more targeted content, please make full-text search by clicking here.
Discover the best professional documents and content resources in AnyFlip Document Base.
Search
Published by atik_akhouaji, 2019-12-05 15:15:15

ilovepdf_merged-مجموع

ilovepdf_merged-مجموع

‫الربيع‬

‫خالد عبدالقادر خبازة (شاعر من سوريا)‬

‫فأحيا براعي َم الزهو ِر وفتّ َحـــا‬ ‫صحا الفجر عن سحر من النور مفص َحا‬

‫فحن ْت لـلألا ِء الصبا ِح تَفتُّحـا‬ ‫وقد داعب ْت أنسا ُم ُه ور َد رو ِضه‬

‫سفوح ال ُّربـى تُحيي الخضا َر ُمو ُّشــحا‬ ‫ولاحــ ْت تبـاشي ُر الربيــعِ فلـ َّونَ ْت‬

‫تحيــك لها بُرداً من الــ َّزه ِر ُمص ِبحـا‬ ‫سقتْها فأحيــ ْت مهج َة الرو ِض ديمة‬

‫عنــاقيــ ُد مرجــا ٍن بــــــ ُد ٍّر ت َو َّشحــــــا‬ ‫أهلّ ْت ‪ ..‬فتخض ُّل المرو ُج وتزدهي‬

‫فهيـ َج أشجــا َن الـــورود وأفصحـــا‬ ‫وعانــ َق أنســــا َم الديــاجيرِ سحــ ُر ُه‬

‫وتنض ُح عطــ ًرا سائ َغ الروحِ ُمف ِرحا‬ ‫وتزهو الأقاحي والشذا يملأ المدى‬

‫فتوقظ أشــواق الحساســين مفصحــا‬ ‫تســل ُل أمواج الضيـــا دون أيْكــــ ٍة‬

‫وأنش َد طــير في الصباح وسبّــــحا‬ ‫فهيّــ َج أشجــــانا وناحت حمامة‬

‫‪1‬‬

‫خدو َد ذكا ٍء ‪ ..‬تشتكي الشو َق مبرحا‬ ‫ولامس أطيـــا َف البـــدو ِر فقبَّلت‬
‫فزغر َد شــلال ‪ ..‬وغنّى ون ّوحـــا‬ ‫تس ُّح السما ُء القط َر في الأر ِض جدولا‬
‫ويحكي حكايــا الحــ ِّب للي ِل موضحــا‬ ‫جرى الما ُء يحيي مزه َر الرو ِض جن ًة‬
‫لتصنع فجرا‪ ..‬أو تنيــر به الضحى‬ ‫وكم ضاحكت شمس الصباح زهورها‬
‫قـــدو َد عذارى قد رقصــــ َن ترنحـــا‬ ‫تمــايــ ُل أشجار الأرا ِك كأنــها‬

‫وأثملـــها سحر ‪ ..‬شكتــــه الترنُّحا‬ ‫إذا أسكرتها نشوة الفجر مشرقا‬

‫وتجعل من أغصانها الخضر مسرحـا‬ ‫وتلهو بها الأطيار شدوا وملعبا‬

‫تعانــــ َق أحبــا ٍب أرد َن التَّر ُّوحــــــا‬ ‫ترى الغص َن ملتفـًا يعان ُق أغصنًا‬
‫عرائ ُس ‪ ..‬و َّدع َن الحبي َب ‪ ..‬فل ّوحـــــا‬ ‫وتهت ُّز أغصا ُن ‪ ..‬وتشدو بلابل‬

‫فتأتـل ُق الألــوا ُن سحـــ ًرا ُمو َّضحـــــــا‬ ‫تقبّ ُل خ َّد الشم ِس في المرجِ روضة‬

‫إمام تهيّــــا للصــــلا ِة‪ ،‬فسبَّحــــــــا‬ ‫كأن بياض الثلج في هامة الربى‬

‫‪2‬‬

‫حنين‬

‫البشير المشرفي (شاعر من تونس)‬

‫أين الهوى همست به الأهدا ُب؟‬ ‫أين الزمان الحلو والأحبا ُب؟‬

‫أفيائنا‪ ،‬أين السنا المنساب؟‬ ‫أين الرياحين التي انسكبت على‬

‫والأفق حولي رائق خلاب؟‬ ‫أين الحدائق كنت فيها طائرا‬

‫وكأنني في خلوتي زرياب؟‬ ‫أين الأناشيد التي قد صغتها‬

‫وسكبت شوقي والهوى غلاب‬ ‫غنيت من فرط الهوى ما راق لي‬

‫الأعتاب‬ ‫بحنيننا‬ ‫وتعطرت‬ ‫ولى الزمان الحلو كيف أعيده؟‬

‫هربت به الساعات والأحقاب‬ ‫فإذا نظرت رأيت عمرا راحلا‬

‫ومجالسا حفت بها الأتعاب‬ ‫ومسالكا غامت ووردا ذابلا‬

‫من فيئها تتضوع الأطياب‬ ‫وأرى بلادا في اخضرار ساحر‬

‫‪3‬‬

‫كانت لنا الوطن الجميل وملجأ نرتاده وعطورنا تنساب‬

‫نهفو لها وتصدنا الأبواب‬ ‫هي تونس الخضراء رغم جراحنا‬

‫وتقطعت برجائنا الأسباب‬ ‫ضاع الزمان الحلو ولى هاربا‬

‫وحنيننا بين الضلوع سحاب‬ ‫لكننا الأطيار في أفيائها‬

‫ويفيض بالشعر الجميل كتاب‬ ‫وغدا ستطلع شمسنا وهاجة‬

‫فيها الشذا والورد والعناب!‬ ‫ونرى البلاد كما نشاء حديقة‬

‫‪4‬‬

‫في مهب الريح‬

‫مجد أبوراس (شاعر من سوريا)‬

‫وعسع َس هذا اللي ُل فو َق ِك هاما‬ ‫أيا أ َّم َة الأعرا ِب ُصب ُح ِك ناما‬

‫وأر َم َل مخضو ُب الترا ِب َو َخاما‬ ‫وأوش َك شو ُك الأر ِض يأك ُل ور َدها‬

‫فه ْل َب َل َغ الشيطا ُن من ِك مراما‬ ‫عل ْم ُت ال ُمعافى لي َس ُيخ َد ُع ِغي َلة‬

‫َت َس َّد ْي ِت أحلا َس الفخا ِر مقاما‬ ‫أ َما كن ِت في التاري ِخ غ َّر َة ماجد‬

‫وأغرا ِك قي ٌد بال َم َذ َّل ِة داما‬ ‫فماذا جرى اليو َم استب َّد ب ِك الردى‬

‫و ِه ْن ِت وصا َرالأرذلو َن ِكراما‬ ‫ضع ْف ِت ولا ُتجبى ال ُّريو ُع بفتر ٍة‬

‫ينو ُء ب ِه ِفي ٌل ُيزي ُح ُركاما‬ ‫كأني أرى عجفا َء مثقلة بما‬

‫و َج َّر َحها َسو ُط الطغاة َوساما‬ ‫أنا َخ عليها كا ِه ُل الغد ِر فا ْن َثن ْت‬

‫َتناه َبها ق ْم ٌل بها َي َت َنامى‬ ‫جدائ ُل ق ْه ٍر ِمن ثقو ِب خما ِرها‬

‫‪5‬‬

‫على م ْت ِنها ِطف ٌل َتج ُّر ُغلاما‬ ‫كحا ِمل ٍة ِق ْدرا على الرأ ِس حا ِم ٍل‬

‫َتضا َغوا ُعراة ينشدو َن َطعاما‬ ‫َيش ُّد ُذيو َل ال ِمر ِط منها صوا ِد ٌح‬

‫و َتع ِوي ب ِه ِري ٌح ُت َه ْز ِه ُز لاما‬ ‫ِب َوع ٍر يخا ُف الجا َن في ِه ُم َد َّج ٌج‬

‫و ُتلقي عصا الترحا ِل أو َت َتحامى‬ ‫ُت َف ِّت ُش عن مأوى َيل ُّم شتا َتها‬

‫تحو ُم ب ِه العقبا ُن ُم ْن ُذ َترامى‬ ‫وخ َّل ْت َو َراها منزلا ُم َت َر ِّفعا‬

‫وه ْم أخرجوها اليو َم من ُه ِلزاما‬ ‫وق ْد أك َل الساعو َن بالأم ِس خب َزها‬

‫ُي َع ِّت ُق أقذا َر القشاع ِم جاما‬ ‫وبع ٌل هنا َك ار َت َّد واع َت َّد بالغوى‬

‫وليسوا ُأباة يدفعو َن ِصداما‬ ‫َك َذا ِس َم ُة الأنذا ِل ليسوا ِب ُأ ْم َن ٍة‬

‫وليسوا ِفهاما يفقهون كلاما‬ ‫وليسوا فحولا يحملو َن ِرحا َل ُهم‬

‫ويبل ُغ أسبا َب السما ِء يتامى‬ ‫فقد ُي ْح َر ُم الأسبا َب َم ْل ٌك بحر ِص ِه‬

‫يقو ُم بها يوما ويقع ُد عاما‬ ‫وك ُّل ُمسي ٍء في العبا ِد ب َوحش ٍة‬

‫‪6‬‬

‫اِ ْدلب‬

‫ذياب الحاج (شاعر من فلسطين)‬

‫أم صب ُح إدل َب ناز ٌف ك َسماها !‬ ‫جور ُّي من فو ِح ال ّدما ِء َنعاها ؟‬

‫شاه ْت وجو َه القو ِم بي َن أساها‬ ‫َسك َب ْت بدمعتها ال َغضوب ِة فوقنا‬

‫يا ُأ ّما ِتنا عيناها‬ ‫ألهب ِت‬ ‫َذ ّرا كمل ِح ال ّنا ِر من حر ِف ال َخ َنا‬

‫و رباها‬ ‫أكبا َدها و ديا َرها‬ ‫تل َك العجا ُف من الممال ِك أحرق ْت‬

‫ما ك ّحل ْت حط ُب ال ُعرى عيناها‬ ‫إدل ْب م َن القاني ُتخ ّض ُب خ ّدها‬

‫لم َتب َت ِق الأولا َد في فحواها‬ ‫تــــبــــا لنخوا ِت ال ِعتا ِق وإرثها‬

‫نـ ْز ٍر م َن الأشرا ِف فاستبكاها‬ ‫ُر َب َما اسثار ْت ُحمر ُة العيني ِن في‬

‫بي َن الهوى‪ ،‬و مت ّبرا مسعاها‬ ‫ترثي الحرائ َر في الشآ ِم قتيلة‬

‫بدماها‬ ‫كأبي العلا ِء قصائدا‬ ‫و معرة ال ّنعما ِن َمن يكت ْب لها‬

‫‪7‬‬

‫في َخنج ِر الأعرا ِب واستهواها‬ ‫فلقد ترقر َق كال ّندى استعياؤها‬

‫وطوى ال ُخنو ُع شبابها و ِلحاها‬ ‫يا أمة رك َب ال ُبغا ُة ظهو َرها‬

‫وأتى الخص ُّي عفافها يتباهى‬ ‫ل َه ِفي على الأخدا ِر قد َج ِز َع الإبا‬

‫‪8‬‬

‫شذرات‬

‫سيف الهمداني (شاعر من اليمن)‬

‫وأنادي بلوعتي يا حياتي‬ ‫عاشق الحرف أشتهي ذكرياتي‬

‫كيف أسلو بدونها في الجهات‬ ‫كيف أحيا بدون حرف يغني‬

‫أنت روحي وسلوتي وفراتي‬ ‫أنت حبي ولوعتي واشتغالي‬

‫أنت خمري ومن أغنيه آتي‬ ‫أنت شهدي وفي حروفك أسري‬

‫فأنت قلبي وفي البعاد مماتي‬ ‫يا حياتي بدون قربك احتار‬

‫هي أنت الزهور يا أمنياتي‬ ‫هي أنت الربيع يزهر حلما‬

‫أعزف البين راقصا في رفاتي‬ ‫سأغنيك عاشقا في خيالي‬

‫أنت إلهام أبحري يا لغاتي‬ ‫أنا أنت وأنت حرفي دواء‬

‫قرب صمتي ولملمي لي شتاتي‬ ‫يا شعوري ويا ضميري أنيخي‬

‫‪9‬‬

‫شذراتي وبلسمي أغنياتي‬ ‫فيك جمعت أضلعي فاستعيدي‬

‫ق وأنت بحر الدواة‬ ‫أنت لحن الجمال في مغرب العشـ‬

‫في فضائي ليشتكي كالمهاة‬ ‫أنت نظم من الحنين تسامى‬

‫فقد حار في الهوى زنبقاتي‬ ‫يا شذى السحر يا عبير أجيبي‬

‫‪10‬‬

‫هو الشعب‬

‫محمد محمود الدريحيم (شاعر من اليمن)‬

‫َو َو ْع ٍد َتلا ُه ِب ِه َأ ْز َبدا‬ ‫َك َر ْع ٍد َو َبر ٍق إذا َما َغ َدا‬

‫ِل َي ْل َقى ال َم َنايا وثوب الردى‬ ‫َو َز ْح ٍف َش ِد ْي ٍد على َو ْك ِر ِه‬

‫فلا ُظل َم يبقى طويل المدى‬ ‫َف ُي ْغشى على ال ُّظل ِم في دا ِره‬

‫ب ُح ٍب ُت َصا ِف ُح ِتل َك اليدا‬ ‫و َت ْب ُدو الأماني في دربنا‬

‫على من َع َصا ُه أو اس َتع َبدا‬ ‫هو الشع ُب إعصا ُر أ َموا ِج ِه‬

‫على ال َب ِغي َيهوي ولن ُي ْغ َمدا‬ ‫و َس ْي ٌف ُيس ُّل و ِم ْن ِغم ِد ِه‬

‫تكون ثمارا لصب ٍر بدا‬ ‫وصبر له في الدنا غاية‬

‫ِإذا لم يكونوا ُج ُنود ال ِفدا‬ ‫َو ُي ْدني من ال َم ْو ِت ُحكا ُمه‬

‫ندك جحور البغاة العدا‬ ‫مضينا إلى النصر في عزة‬

‫‪11‬‬

‫رأينا المآسي علينا ندى‬ ‫و ُدسنا ال ُخ ُطوب ورغ َم ال ِجراح‬
‫َت ِغي ُث عل ْينا ِبغ ِي ِث ال ُهدى‬ ‫رفعنا ال ُرؤوس َك َأ َّن الغيوم‬

‫ونس َم ُع من ص َا ِنعي ِه الصدى‬ ‫َو ِسرنا َن ُش ُّق درو َب ال ِكفا ِح‬

‫تربى وفي دا ِرنا أربدا‬ ‫فض َّج علينا القطي ُع الذي‬

‫لنا َمو ِع ُد النصر يا شعبنا فآن ِل َن ْس َتن ِج َز ال َمو ِع َدا‬

‫بعزم رجا ٍل يفوق المدى‬ ‫سنحصد نصرا سقته الدما ُء‬

‫‪12‬‬

‫يمرون من جرحي‬

‫عاتكة الطيب (شاعرة من سوريا)‬

‫خفافيش لي ٍل إذ تجوب الخرائبا‬ ‫يمرون من جرحي ثقالا كأنهم‬

‫شتا ٌء فأرخى لي السطورسحائبا‬ ‫وأنت البيان البار من ضلع أحرفي‬

‫فــهــلا تــقــاســمــنــا الــزمــان مــتــاعــبــا‬ ‫للقياك أصبو‪ ....‬يا يباب مواسمي‬

‫لــتــغــوي يــراعــاتــي بشــعــ ٍر مــخــاطــبــا‬ ‫وقدجئتني تجتاحني ألف عتمة‬

‫وتـبـغـي ربـيـعـا مـن حـروفـي مـداعـبـا‬ ‫وترمي سطوري لائما لي سوادها‬

‫ونخفي وراء الرمز ماظل غائبا‬ ‫كفانا نواري سوءة الجرح عنوة‬

‫فإن لم نطف بالماء عز مشاربا‬ ‫سراعا فكل الخطو بالموت غارق‬

‫ونروي ربيع العمر ما لاح شاحبا‬ ‫ونطوي بريق الليل ماكان كاذبا‬

‫فمن صوت أوجاعي غـدا الـحـرف راهـبـا‬ ‫فـدعـنـا نـشدي فـي خشـو ٍع طـوافـنـا‬

‫‪13‬‬

‫فـكـل الأمـانـي قـد تـلاـشـت غـيـاهـبـا‬ ‫عويل اليتامى قد طمى فوق أسطري‬

‫لتنعي بلاد الحب عزت مضاربا‬ ‫خيام عراة قد تدلت شفاهها‬

‫ألا ترعوي! روحي تشظت مصائبا‬ ‫إيا عابرا جفني سهادا مشرقا‬

‫فـلا خـيـر فـي حـرف سـيـأتـي مـواربـا‬ ‫فإن لم يكن حبري على السطر من دمي‬

‫‪14‬‬

‫مواجع الأوطان‬

‫محمد عبد الله الشيخ (شاعر من اليمن)‬

‫وجعلتني ثملا من الألـحـا ِن‬ ‫يا قلب ه َّلا جد ّت بالنسيا ِن‬

‫لـم أخـلط الأفــراح بالأحــزان‬ ‫وأعدتني بالذكريات وحـلـوها‬

‫وتزيدني قربا إلى أوطاني‬ ‫لتزيدني فرحا ببضع قصيد ٍة‬

‫وتحيطني بالــروح والريـحـان‬ ‫وترد لي وطنـا يـفـوح عـبــيـر ُه‬

‫طي ٌر يزقزق من على الأغصان‬ ‫وأعود منس َّي الهموم كـأنني‬

‫أن المواج َع دائما تغشاني‬ ‫فأجـابني ماذا دهاك أما تـرى‬

‫في كل طف ٍل جــائــع ٍ أبكاني‬ ‫أقتات أوجاع البلاد وخافقي‬

‫وتقول هل للموت أن يلقاني‬ ‫فهناك أم تحتسي كوب الأسى‬

‫إذ غابت الأفراح عن بلداني‬ ‫ضاق الفشاد وزادني بضجيج ِه‬

‫‪15‬‬

‫قل ٍب ألمل ُم أحــرفي وبياني‬ ‫فتركت قلبي ع ّلني أسلو بلا‬

‫إلا من الأحزان والأشجان‬ ‫أمشي بلا قـلب كـأن َي مـيـت‬

‫تقضى لنا الأيـام بالــسـلـوان‬ ‫ورجعت ع ّلي أن أرى قلبي وأن‬

‫وصرخت يا لله ما أشقاني‬ ‫فوجدته وسط الجميع مجندلا‬

‫مات القتيل و أهله والجاني‬ ‫قلبي تفطر بالأسى في موطني‬

‫الأوطان‬ ‫بمـواجــ ِع‬ ‫و ّثـقـتـهـا‬ ‫وأنا أعيش مع الزمان حكاية‬

‫إن عشت قرنا أو بقيت ثواني‬ ‫عـنـوانـهـا إن الحياة متاعب‬

‫‪16‬‬

‫نور أحمد‬

‫فاتن حلاق (شاعرة من سوريا)‬

‫وحبك ضمن العروق جرى‬ ‫ســــواك بــــقــــلــــبــــي انــــا لا أرى‬

‫يضـــيء وقـــلـــبـــي إلـــيـــك ســـرى‬ ‫ووجهك في مقلتي والحشا‬

‫أريد أرى وجهك الاقمرا‬ ‫وذكرك شغلي وكل الذي‬

‫فقد أظلمت والضيا أدبرا‬ ‫ســـألـــتـــك هـــب لـــي ولـــو نـــظـــرة‬

‫بـــــنـــــور جـــــمـــــالـــــك قـــــد أزهـــــرا‬ ‫أرى في الدجى كل بدر سما‬

‫عــطــورك والــحــســن مــنــك انــبــرا‬ ‫وكل زهور الربيع بها‬

‫حـــــروف كـــــذلـــــك كـــــل الـــــورى‬ ‫إذا قلت أحمد صلت بها‬

‫فـــطـــيـــبـــتـــهـــا والـــثـــرى اخضـــوضـــرا‬ ‫وطوبى لأرض سكنت بها‬

‫كـــــنـــــار وحـــــظـــــي أن أصـــــبـــــرا‬ ‫لطيبة أشتاق والشوق بي‬

‫‪17‬‬

‫كجمر بقلبي قد سعرا‬ ‫ووجـــــدي لـــــرؤيـــــاك يـــــاســـــيـــــدي‬

‫بوحي جعلتك كي أبصرا‬ ‫ولولاك دنياي قد أظلمت‬

‫والكوثرا‬ ‫الشفاعة‬ ‫ونلت‬ ‫ففي يمنتيك الحصى سبحت‬

‫فهام فشادي قد كبرا‬ ‫رأيــتــك فــي الــحــلــم فــي لــيــلــة‬

‫وإن غاب وجهك تحت الثرى‬ ‫موصولة‬ ‫بروحك‬ ‫وروحي‬

‫وحاشا لغيرك أن أنظرا‬ ‫وشعشع نورك في مهجتي‬

‫عن الناس سبحان من صورا‬ ‫ســـمـــوت بـــخـــلـــق وخـــلـــق مـــعـــا‬

‫‪18‬‬

‫سيغادرونك‪...‬‬

‫محمد عبد الولي الطيب (شاعر من اليمن)‬

‫يا دهـــر فاصــ ِغ حينما اتكــ َّلـ ُم‬ ‫قلمي إذا جارت صروفك أظل ُم‬

‫مـ ّم ْن تبـ ُّش أمامهم وتس ِّلـ ُم‬ ‫أنا شاع ٌر والشعر أعظم ثورة‬

‫ن عليك نسياني و أنت ُم َح َّر ُم‬ ‫هم يأكلونك كالرغيف ويشربو‬

‫في غايتي من بعض ما أتـرن ُم‬ ‫وأنا أصيغك للجياع قـلائدا‬

‫ونسـاء والدنيا هـناك ُتـقَـ َّد ُم‬ ‫فترى شوارعـهم تهـيم قصائدا‬

‫حي ُث النواح أنا وأنت الميت ُم‬ ‫وإلى زقاق الهم يحفـ ُد ليلـهم‬

‫ويسبحون بحـمـد ما أتـجـ َّه ُم‬ ‫يتقاسمون على زجاجك بسمتي‬

‫وأنا لأمثالي تكـــون جــهـ َّن ُم‬ ‫حيث الجنان لهم بح ِّق مواجعي‬

‫سخطي فـإ َّن أخا الردى لا يرح ُم‬ ‫مهـلا بهـم‪ ...‬لاتستزيد بمـقـتـهم‬

‫‪19‬‬

‫فــمـخالب الأيام لا تتـقــ َّل ُم‬ ‫قـرناء زيفك لن يطول مقامهم‬

‫ــ ُث الموت فيهم من سلامك أرحم‬ ‫سيغادرونك والسـلام عل َّي حيــ‬

‫متعمدا ‪ ...‬وأنا الاعــ ُّز الاگــــر ُم‬ ‫صافيتهم يا دهر وأستثـنـيتـني‬

‫‪20‬‬

‫هابيل‬

‫حسام العكش (شاعر من سوريا)‬

‫ومن الذي استل الردى ورماكا‬ ‫هابيل قل لي ما الذي أدماكا‬

‫ما كان ذنب الطير إ ْذ غناكا‬ ‫ما كان ذنبك اذ جبلت بطيبة‬

‫وتموت أنت مسربلا بدماكا‬ ‫ما كان ذنب الورد يذبل فجأة‬

‫فسعت إليك لترتوي ب ِنداكا‬ ‫كم مرة عطشت رياحين الوفا‬

‫أبكى عيونا حلقت ب ُعلاكا‬ ‫لكن قلبا بالسواد قد امتلا‬

‫قابيل ويحك أظلمت عيناكا‬ ‫قابيل أقبل لا مفر لقاتل‬

‫أو ما علمت بما جنته يداكا‬ ‫حسد وحقد بل وفقد بصيرة‬

‫ومعلما ‪ ....‬وبصوته ينعاكا‬ ‫هابيل قد جاء الغراب معزيا‬

‫‪21‬‬

‫كل الملامح أزهرت ذكراكا‬ ‫حتى إذا تحت التراب تغيرت‬

‫‪22‬‬

‫غادر شغافي‬

‫فاطمة صابر (شاعرة من المغرب)‬

‫َق ْولا إلى ما َق ْد َس َل ْف‬ ‫أنا َل ْن َأعو َد َفلا ُت ِض ْف‬

‫إلّا ال َّرحيل و َق ْد أز ْف‬ ‫آ َن ا ْلَأوا ُن ول ْي َس لي‬

‫َف َخ َذ ْل َتني في ا ْل ُم ْن َت َص ْف‬ ‫َي َّم ْم ُت َش ْط َر َك َع ْن رضى‬

‫من ري ِح ُظ ْلم َك َت ْر َت ِج ْف‬ ‫َهذي ُذبا َل ُة ُم ْه َجتي‬
‫َد ْوما ُأسا ِم ُح ما ا ْقت َر ْف ؟؟‬ ‫َه ْل َغ َّر ق ْل َب َك َأ َّنني‬

‫أ ْغرا َك ُح ِّبي وال َّش َغ ْف ؟‬ ‫َأ ْم َق ْد َأ ِل ْف َت ت َص ُّبري‬

‫ف َص َف ْع َت َخ َّد َمشا ِعري وا ْل َج ْف ُن‪َ ..‬ج ْف ُن َك َل ْم َي ِر ْف !!‬

‫حي َن ا ْن َف َع ْل َت و ُق ْل َت ُأ ْف !‬ ‫فا ِرسا‬ ‫َن ْف َسك‬ ‫وحسب َت‬

‫‪23‬‬

‫ت ْع َت ِك ْف‬ ‫ال َقصا ِئ ُد‬ ‫ا َّلتي فيها‬ ‫أ ْوراقي‬ ‫ب ْع َثر َت‬

‫و َل َك ْم على َس ْط ٍر ن َز ْف‬ ‫و َس َك ْب َت ِح ْب َر َيرا َعتي‬
‫كلّا ولا َأ ْرضى ا ْل َج َن ْف‬ ‫أنا ل ْس ُت َأ ْرضى ذلة‬

‫وا ْن َص ِر ْف‬ ‫ِشغا ِفي‬ ‫غاد ْر‬ ‫َكرام ٍة‬ ‫َشتا َت‬ ‫فا ْج َم ْع‬

‫‪24‬‬

‫كل شيء يا حبيبي‬

‫عتيق أخواجي (شاعر من المغرب)‬

‫آ ِســــ ٌر فــــيــــ َك و ُمــــ ْغــــ ٍر و َشــــ ِهــــ ْي‬ ‫ُكـ ُّل ش ـ ْي ٍء ي ـا َح ـبـي ـب ـي‪ُ ،‬ك ـ ُّل َش ـ ْي‬

‫والــ ُعــيــو ُن الــ ُخــ ْضــ ُر أ ْشــجــا ٌر و َفــ ْي‬ ‫َا ْلــــ ُمــــ َحــــ َّيــــا وا َحــــ ٌة مــــ ْن ِفــــ ْتــــ َنــــ ٍة‬

‫يـا حـ ِبـيـبـي أ ْوشـكـ ْت تـ ْقـضـي عـ َلـ ْي‬ ‫وأنـــــا الـــــعـــــا ِشـــــ ُق زادي لـــــ ْوعـــــ ٌة‬

‫أ ْنــ َت‪ ،‬إ ْن ُقــ ْلــ ُت َأمــانــا‪ُ ،‬قــ ْلــ َت َو ْي‬ ‫فــا ِتــ ٌك فــي الــ ُقــ ْر ِب والــ ُبــ ْعــ ِد مــعــا‬

‫ُكــ َّلــمــا طــ ْيــ ُفــ َك وا َفــى ُمــ ْقــلــ َتــ ْي‬ ‫َل ْســـ َت تـــ ْدري أ َّي نـــا ٍر أ ْصـــ َطـــلـــي‬

‫نـــا ُره ِجـــ ْئـــ َت لـــ َكـــ ْي تـــ ْكـــويـــ ِه َكـــ ْي‬ ‫َمــ ْن ِلــ َقــ ْلــ ٍب ُكــ َّلــمــا ُقــ ْلــ ُت َخــبــ ْت‬

‫ظــامــئــا أ ْطــمــ ُع فــي َقــ ْطــر ِة َر ْي‬ ‫ي ْعل ُم الل ُه فإ ِّني ل ْم أز ْل‬

‫يــــا ُفــــشادا كــــ ُّلــــه عــــ ْجــــ ٌز و َعــــ ْي‬ ‫أ ُّيــــهــــا الــــغــــا ِر ُق فــــي لــــ ْوعــــ ِتــــ ِه‬

‫‪25‬‬

‫إ َّنه ال ّدا ُء الذي ُي ْبقي َك َح ْي‬ ‫لا َشفا َك الل ُه م ْن دا ِء ال َهوى‬

‫‪26‬‬

‫عكازة الآلام‬

‫محب الشعر‬

‫َو َج ٌع يمو ُج على قوافيـ ِه‬ ‫ما ال ّشع ُر إلا من معانيـ ِه‬

‫دمعا إذا َع َص َف ْت مآقيـ ِه‬ ‫كالبحر يذر ُف في شواط ِئ ِه‬

‫خوافيـ ِه‬ ‫ُتبدي‬ ‫مرآ ُت ُه‬ ‫حس إذا ينتاب ُه أل ٌم‬

‫وال ّشو ُق يغلي في أغانيـ ِه‬ ‫ماذا سيفع ُل طائ ٌر َت ِع ٌب‬

‫ِخل ُي َض ِّم ُد ما جرى فيـ ِه‬ ‫الجر ُح أوغ َل في الفشا ِد وما‬

‫والجس ُم لا َيقوى على ال ّتيـ ِه‬ ‫بالي ٌة‬ ‫الآلا ِم‬ ‫ع ّكاز ُة‬

‫قلبا َت َج َّع َد من مآسيـ ِه‬ ‫البع ُد يمض ُغ في نواجذ ِه‬

‫ز َف َر ْت على أطلا ِل ماضي ِه‬ ‫وال ّرو ُح قد شا َب ْت جدائ ُلها‬

‫إلا َت َص َّب َب في صحاريـ ِه‬ ‫لم يب َق في شهقا ِتها َو َج ٌع‬

‫‪27‬‬

‫مآقيـ ِه‬ ‫ها َج ْت‬ ‫أورا ُقها‪..‬‬ ‫تل َك الغصو ُن وكيفما لع َب ْت‬

‫تشدو على زه ٍر أمانيـ ِه‬ ‫قد كا َن في أحضا ِنها َط ِربا‬

‫فال ّنأ ُي مو ٌت قد هوى فيـ ِه‬ ‫َم ْن ذا ُيعي ُد اليو َم بسمت ُه‬

‫‪28‬‬

‫الظبية‬

‫عادل غتوري (شاعر من مصر)‬

‫وغـــــدا الـــفــشا ُد مــعـذبـا ولــهـانـا‬ ‫كــا َن الــذي لا لـسـ ُت أرجــو كـانا‬

‫نـقض الـفشا ُد جـميع عـهدي خـانا‬ ‫نـسي الـعهو َد وكـنت قـد أبـرمتها‬

‫كـبـح الـغـرام ِ الـمـستبيح ُ دمـانـا‬ ‫ضــاع الـزمـا ُم فـلـم يـعـد مـقدورنا‬

‫عـــل الــذي سـفـك الـدمـا َء يـرانـا‬ ‫إني على عج ٍل سأحكي لوعتي‬

‫هــلا جـفـانا الـهـج ُر حـيـن رمـانـا؟‬ ‫حـسـنـا ُء فـاتـنـة ٌ رمــانـا سـهـمها‬

‫ســـهــ ٌم أطـــــاح َ ولــيـتـ ُه أبــقـانـا‬ ‫قــد كـنت ألـهو حـين جـاء مـباغتا‬

‫فخـضـع ُت رغـــم تــحـرري إذعـانـا‬ ‫يـا ويح قلبي كان أمري في يدي‬

‫وإلــى الـقصاص ِ ُانـاش ُد الـرحمانا‬ ‫إنــي لأضــرع ُ لـلرحيم ِ شـكايتي|‬

‫بل كــيـف صـــار بـلـحـظ ٍة قـربـانا‬ ‫كــيـف اسـتـبدت ظـبـية ٌ بـقـتيلها‬

‫‪29‬‬

‫والُأسـ ُد فـى الـبيدا ِء تـعرف شـانا‬ ‫هــذا الـمـغام ُر كــان يـمـل ُك أمــره‬

‫مــن رمــش إحـداهـ َن خــر كـلانا‬ ‫حـتـى مــرر َن بــه الـظبا وبـرمي ٍة‪..‬‬

‫‪30‬‬

‫عرائس الضوء‬

‫منصر فلاح (شاعر من اليمن)‬

‫العط ُر وال ّذو ُق والِإح َسا ُس وال ُق َب ُل‬ ‫يا َم ْن ِإ َلى َث ْغ ِر َها ال َم ْع ُسو ِل َيرتح ُل‬

‫َع َرا ِئ ُس ال ّضو ِء ِش ْعرا َد ْأ ُب ُه ال َغ َز ُل‬ ‫َو َت ْح َت َأ ْر َما ِش َها ال ّس ْك َر ْى ُهن َا َن َس َج ْت‬

‫إلى مدى غصنك الريان يبته ُل‬ ‫لاتعذلي شاعرا قد قام مرتجيا‬

‫لعل في حضنها الموعود ينهم ُل‬ ‫يلملم الشوق والآمال تحمله‬

‫تصفو به الروح يا (مايا) وتغتس ُل‬ ‫فالحب نب ٌض الهي ُيخا ِلطنا‬

‫عذا ِب ِه لذ ُة الاشوا ِق تشت ِع ُل‬ ‫نعيمه جنة للعاشقين وفي‬

‫أو أشرقت في شفاه الشاعر ال ُج َم ُل‬ ‫لولاه ماغردت طير على فنن‬

‫َت ْل ُهو َع َل ْى َش ِّط آلا ِم ْي َو َت ْح َت ِف ُل‬ ‫َيا َب ْس َمة ِف ْي َه ِز ْي ِع ال َم ْو ِج َق ْد َس َن َح ْت‬

‫وخطوتي أنكرت دربي فهل أ ِص ُل؟‬ ‫ِغ ْب ِت فغابت ُشمو ُس البو ِح عن ُم ُد ِني‬

‫‪31‬‬

‫تأ ّب َط ال ُّرو َح في ِتهيا ِم ِه الَأ َج ُل‬ ‫ردي مراياك كي أروي بها عطشا‬

‫في َل ْو َع ِة ال ّر ْم ِل َق ْي ٌض َحا ِئ ٌر َك ِس ُل‬ ‫جفت َمآ ِق ْي الهوى في أحرفي وفمي‬

‫لافكرة هاهنا تأتي ولا أم ُل‬ ‫ما عدت أقوى على التبريح ملهمتي‬

‫ستائر الهجر ِبال ِّن ْس َيا ِن تن َس ِد ُل‬ ‫عيناك ديوان أشعاري فلا تدعي‬

‫ُي ِعي ُد َتر ِتي َب تاريخي َو َي ْخ َت ِز ُل‬ ‫ُر ِّدي ِإ َل َّي ان ِه َمارا ِحي َن َيغ ُم ُر ِني‬

‫يهفو لإيقاعها التشبيب وال ّز َج ُل‬ ‫بريق ألحاظك الزرقاء أغنية‬

‫عينك عيناك لا شبه ولا مث ُل‬ ‫لا تعجبي من جنوني لو جننت بها‬

‫‪32‬‬

‫الفهرست‬

‫الربيع ‪2 ...............................................................................................‬‬
‫حنين ‪4 ................................................................................................‬‬
‫دلب ‪6 ..................................................................................................‬‬
‫شذرات ‪8 .............................................................................................‬‬
‫هو الشعب ‪10 ......................................................................................‬‬
‫يمرون من جرحي ‪12 ............................................................................‬‬
‫مواجع الأوطان ‪14 ................................................................................‬‬
‫نور أحمد ‪16 .........................................................................................‬‬
‫سيغادرونك ‪18 ....................................................................................‬‬
‫هابيل ‪20 ............................................................................................‬‬
‫غادر شغافي ‪22 .....................................................................................‬‬
‫كل شيء يا حبيبي ‪24 ..........................................................................‬‬
‫عكازة الآلام ‪26 ......................................................................................‬‬
‫الظبية ‪28 .............................................................................................‬‬

‫‪33‬‬

‫عرائس الضوء ‪30 .................................................................................‬‬
‫في مهب الريح ‪32 .................................................................................‬‬
‫الفهرست ‪34 ........................................................................................‬‬

‫‪34‬‬


Click to View FlipBook Version