The words you are searching are inside this book. To get more targeted content, please make full-text search by clicking here.

دروس العلاج السلوكي المعرفي

Discover the best professional documents and content resources in AnyFlip Document Base.
Search
Published by Kenza, 2020-10-17 19:21:10

دروس العلاج السلوكي المعرفي

دروس العلاج السلوكي المعرفي

‫وحدة ‪ :‬العلاجات السلوكية المعرفية‬

‫الدرس الاول ‪ :‬مبادئ العلاج السلوكي المعرفي‬

‫يعتبر العلاج المعرفي السلوكي اتجاها علاجيا حديثا يعمل على الدمج بين العلاج المعرفي بفنياته‬
‫المتعددة والعلاج السلوكي بما يضمه من فنيات‪ ،‬ويعمد إلى التعامل مع الاضط اربات المختلفة من منظور‬
‫ثلاثي الأبعاد إذ يتعامل معها‪،‬معرفيا‪ ،‬وانفعاليا‪ ،‬وسلوكيا بحيث يستخدم العديد من الفنيات سواء من‬
‫المنظور المعرفي أو الانفعالي أو السلوكي ولقد ظهر الاتجاه المعرفي السلوكي كنتيجة عدة عوامل‬

‫أهمها‪:‬‬

‫• انه كان كرد فعل على الانتقادات الموجة للمدرسة السلوكية وأنها ركزت على تغير السلوك فقط دون‬
‫الاهتمام بالنواحي المعرفية للمسترشد ‪.‬‬

‫• ت ازيد الاهتمام بد ارسة العمليات المعرفية وعلاقتها بالوظائف النفسية‪.‬‬

‫وتعرف‪،‬زينب شقير (‪ )2000‬العلاج المعرفي السلوكي بأنه‪،‬احد أنواع العلاج السلوكي يتم من خلاله تقييم‬
‫وتحديد وتتابع السلوك ويركز على تطور السلوك‪،‬وأيضا نتيجة السلوك غير التكيفي من خلال هذا المدخل‬
‫العلاجي‪ ،‬ويتم تعديل العديد من المشكلات الإكلينيكية‪ ،‬مثل‪ :‬القلق‪،‬والاكتئاب‪ ،‬والعدوان وغيرها من‬

‫الاضط اربات ويستخدم في تعديل سلوك الأشخاص‪ ،‬ويشمل ذلك الأطفال والم ارهقين‪ ،‬والكبار‪.‬‬

‫الفلسفة العامة للعلاج المعرقى السلوكى ‪:‬‬

‫تعتمد النظرية المعرفية في تناول الأم ارض النفسية عل تفسير الكيفية التي تتم من خلالها معالجة‬
‫المعلومات ‪.‬وتفترض هذه النظرية أن الاضط اربات لدى الفرد ناتج وجود أخطاء في معالجة المعلومات‬
‫لديه‪ ،‬مما يترتب عليها وجود أبنية معرفية مخططات كامنة عاجزة عن التكيف تسيطر على المريض‪.‬‬
‫بناء على ما ينتج عنها من أفكار تلقائية تصاحب الاضط ارب وتساعد على استم ارره ‪.‬ونظ اًر للتطو ارت‬
‫السريعة التي تحدث في العلوم المعرفية بصورة عامة وفي نظرية العلاج المعرفي بصورة خاصة‪ .‬فقد تم‬

‫تحديد مبادئ خاصة بالعلاج المعرفي السلوكي الذي يمارس ضمن حدود مسلمات النظرية المعرفي‪.:‬‬

‫‪-‬يعتمد العلاج المعرفي السلوكي على صياغة مشكلة المريض وتنقيحها بصورة مستمرة ضمن الإطار‬
‫المعرفي ويعتمد المعالج في صياغة مشكلة المريض على عوامل متعددة مثل تحديد الأفكار الحالية‬

‫للمريض (أنا فاشل لا أستطيع عمل أي شيء كما ينبغي)‪ ،‬الأفكار التي تساهم في استم ارر الوضع‬
‫الانفعالي للمريض والتعرف على السلوكيات غير المرغوب فيها‪ .‬ثم التعرف على العوامل المرسبة التي‬
‫أثرت على أفكار المريض عند ظهور المرض مثل (حادثة محزنة‪ ،‬تغير شيء مألوف) وبعد ذلك التعرف‬
‫على الأسلوب المعرفي الذي يفسر من خلاله المريض الحوادث التي يتعرض لها مثلاً (عزو النجاح للحظ‬
‫ولوم النفس على الفشل)‪.‬ثم يقوم المعالج بصياغة المشكلة في الجلسات الأولى ولكنه يستمر في إج ارء‬

‫تعديلات عليها كلما حصل على معلومات جديدة‪.‬‬

‫‪-2‬تطلب العلاج المعرفي السلوكي وجود علاقة علاجية جيدة بين المعالج والمريض تجعل المريض يثق‬
‫في المعالج ويتطلب ذلك قدرة المعالج على التعاطف والاهتمام بالمريض وكذلك على الاحت ارم الصادق‬

‫وحسن الاستماع‪.‬‬

‫‪ -3‬يشدد العلاج المعرفي السلوكي على أهمية التعاون والمشاركة النشطة‪ .‬العمل كفريق يشترك في وضع‬
‫جداول عمل للجلسات وفي إعداد الواجبات المنزلية التي يقوم بها المريض بين الجلسات‬

‫‪ -4‬يسعى المعالج إلى تحديد أهداف معينة‪ ،‬يسعى لتحقيقها وحل مشكلات محددة ‪.‬‬

‫‪ -5‬يركز العلاج المعرفي السلوكي على الحاضر‪ .‬حيث يتم التركيز على المشكلات الحالية وعلى مواقف‬
‫معينة تثير القلق لدى المريض‪ .‬ومع ذلك فقد يتطلب الأمر الرجوع إلى الماضي في حالة ‪:‬‬

‫أ ‪ -‬رغبة المريض الشديدة في القيام بذلك ‪.‬ب‪ -‬عدم حدوث تغير يذكر في الجوانب المعرفية والسلوكية‬
‫والانفعالية ‪.‬ج‪ -‬عندما يشعر المعالج بأن هناك حاجة لفهم الكيفية التي تطورت بها الأفكار غير الفعالة‬

‫لدى المريض‬

‫‪ -6‬العلاج المعرفي السلوكي علاج تعليمي‪ ،‬يهدف إلى جعل المريض معالجاً لنفسه كما أنه يهتم كثي ًار‬
‫بتزويد المريض بالمها ارت اللازمة لمنع عودة المرض بعد التحسن (الانتكاس)‬

‫‪-7‬العلاج المعرفي السلوكي علاج مكثف قصير المدى‪ .‬يتم علاج معظم الحالات في مدة تت اروح ما بين‬
‫‪ 4-12‬جلسة و قد يستمر إلى فترة أطول من ذلك‬

‫‪ -8‬تتم الجلسات في العلاج المعرفي السلوكي وفق جدول عمل محدد يحاول المعالج تنفيذه‪ ،‬للتعرف على‬
‫الوضع الانفعالي للمريض؛ ويطلب من المريض تقديم ملخص لما حدث خلال الأسبوع الماضي؛ إعداد‬

‫جدول أعمال الجلسة بالتعاون مع المريض؛ التعرف على رد فعل المريض حول الجلسة السابقة؛ م ارجعة‬
‫الواجبات المنزلية؛ تقديم ملخصات لما تم في الجلسة بين الحين والآخر؛ ثم أخذ أري المريض فيما تم في‬

‫نهاية الجلسة‪.‬‬

‫‪-9‬يعّلم العلاج المعرفي السلوكي المريض كيف يتعرف على الأفكار والاعتقادات غير الفعالة وكيف‬
‫يقّومها ويستجيب لها ‪.‬‬

‫‪ -10‬يستخدم العلاج المعرفي السلوكي فنيات متعددة لإحداث تغيي ارت في التفكير‪ ،‬الم ازج‪ ،‬والسلوك‪.‬‬
‫يستخدم في العلاج المعرفي السلوكي بالإضافة إلى الفنيات المعرفية الأساسية مثل الأسئلة الجدلية‬

‫(السق ارطية) والفنيات السلوكية‪. 11‬‬

‫‪ -11‬يؤكد العلاج المعرفي السلوكي على أن يكون المعالج صريحاً مع المريض ويناقش معه وجهة نظره‬
‫(المعالج) حول المشكلة (الصياغة) و يعترف بأخطائه ويسمح للمريض بمعارضته‪ .‬وعدم القيام بذلك‬

‫يتعارض مع الطبيعة التعاونية بين المعالج والمريض التي يركز عليها العلاج المعرفي السلوكي‪.‬‬

‫‪-12‬يركز المعالج المعرفي السلوكي بصورة عامة على التعامل مع أع ارض الاضط ارب النفسي الذي‬
‫يعاني منه المريض أكثر من تركيزه على العوامل التي تعزي إليها هذه الأع ارض‪.‬‬

‫الدرس الثاني ‪ :‬التحليل الوظيفي ‪:‬‬

‫يعتبر التحليل الوظيفي شاهد على ش اركة النظرية المعرفية و السلوكية في الحقل التجريبي و يعتبر‬
‫التحليل الوظيفي مرحلة هامة في العلاج السلوكي المعرفي و يمكننا تعريفه في كونه التطبيق العيادي‬
‫للأساليب التجريبية‪ ،‬فالمعالج أمام مريضه سيستعمل نفس المنهجية التي يستعملها الباحث أمام موضوع‬

‫بحثه‪.‬‬

‫و قبل التعرف على م ارحل التحليل الوظيفي و نماذجه على الطالب أن يعرف أهمية المقابلات الثلاثة أو‬
‫الأربعة الأولى التي تسبق تطبيق العلاج و تقنياته‪ ،‬حيث يعمل المعالج على إعطاء نظرة واضحة‬
‫لمريضه حول ماهية العلاج السلوكي المعرفي ‪ ،‬و هذا طبعا بعد أن يعرف سبب مجيئه للفحص‪ ،‬و من‬
‫أهم الإج ارءات العيادية المهمة في هذه الحصص الأولى هي جمع معلومات حول تاريخ المريض و‬
‫تاريخ المرض إلى جانب تطبيق اختبا ارت حسب ما يناسب المريض و حالته المرضية ‪ ،‬فهذه المعلومات‬

‫الكيفية كمية هي أساس التحليل الوظيفي ‪.‬‬

‫م ارحل التحليل الوظيفي ‪ :‬يضم التحليل الوظيفي أربعة م ارحل أساسية و هي ‪:‬‬

‫• ملاحظة الأفعال و الحصول على معلومات الكمية و الكيفية‬
‫• وضع فرضيات حول علاقة الأسباب بالأفعال ‪.‬‬

‫• التجريب الموجه نحو اختبار الفرضيات و في المجال لعيادي نجد غالبا التقنيات العلاجية المختارة‬
‫هي التي تختبر الفرضيات المبدئية ‪ ،‬فإذا طبقت بطريقة صحيحة فيعني ان الفرضيات صحيحة و إذا‬

‫فشلت فهذا يعني أن الملاحظات الأولى ناقصة و بالتالي الفرضيات خاطئة‪.‬‬
‫• تفسير النتائج الذي يسمح بقياس التدخل العلاجي‬

‫نماذج التحليل الوظيفي ‪ :‬هناك عدة نماذج لتحليل الوظيفي من أهمها‪:‬‬

‫• نموذج ‪ SORC‬هو من أكثر النماذج بساطة يعود لنموذج السلوكي الموضوع من طرف ‪skinner‬‬
‫• ‪ BASIC IDEA‬اقترح كم طرف ) ‪ Lazarus(1976‬و أكمله )‪ Cottraux (1985‬حيث أضاف‬

‫الحروف الأخيرة ‪IDEA‬‬

‫• نموذج ‪ SECCA‬اقترح هذا النموذج من طرف )‪ Cottraux (1985‬و يعتبر هذا النموذج من أكثر‬
‫النماذج استخدما من طرف المعالجين في العلاج السلوكي المعرفي ‪ ،‬و فائدته لا تكمن فقط في‬
‫التطبيق العلاجي و لكن أيضا يساعد المريض على الوعي بالعلاقة الموجودة بين سلوكاته‪ ،‬انفعالاته‬

‫و أفكاره و محيط‪ .‬و تعني حروفه الأساسية ما يلي ‪:‬‬
‫‪ S‬الوضعية ‪Situation‬‬
‫‪E‬الانفعال ‪Emotion‬‬
‫‪ C‬المعارف ‪Cognition‬‬

‫‪C‬السلوكات ‪Comportement‬‬
‫‪A‬التوقعات ‪Anticipation‬‬
‫يتكون النموذج من قسمين‬
‫القسم ‪synchronique 1‬‬

‫التوقعات‬

‫الوضعية‬

‫الانفعالات‬ ‫تفسيرات‬
‫شخصية‬
‫السلوكات‬
‫الملاحظة‬ ‫معتقدات‬
‫شخصية‬
‫موقف‬
‫المحيط‬ ‫صورة‬
‫عقلية‬

‫القسم‪Diachronique 2‬‬

‫يحتوى على المحاور التالية‪:‬‬

‫• السوابق التاريخية‪ :‬يتم فيها التطرق لشخصية المريض‪ ،‬الأب ‪ ،‬الأم ‪ ،‬الإخوة و الأقارب الذين يلعبون‬
‫دور في حياة المريض‪.‬‬

‫• عوامل الانطلاق‪ :‬الظروف التي أدت إلى ظهور المرض لأول مرة ‪.‬‬
‫• عوامل الاحتفاظ ‪ :‬ظروف عاشها المريض و أدت إلى تمسكه بالأع ارض المرضية‪.‬‬
‫• عوامل التفاقم‪ :‬الظروف التي أدت إلى تفاقم الأع ارض المرضية من حيث الشدة و المدة‬
‫• علاجات سابقة ‪ :‬هل تلقى المريض علاجات نفسية سابقة‪ ،‬هل يتناول أدوية مع تحديد أهدا العلاج‪.‬‬

‫مثال ‪:‬‬
‫مريض يعاني من الفوبيا الاجتماعية يعمل في مؤسسة عمومية‪ ،‬حيث يكون مجب ار على عمل‬

‫اجتماعات دائما‪ ،‬في أحد الاجتماعات أوقفه أحد زملائه عن الكلام بطريقة غير لبقة‪.‬‬

‫المريض يخاف في الوضعيات التي يكون‬
‫عدد الأف ارد كبير‪ ،‬يخاف من عدم الكلام‬

‫بطريقة جيدة‬

‫يتم توقيفه عن الكلام من أحد زملائه‬

‫تعلثم‪ ،‬اختناق‪،‬خجل‪،‬قلق ‪ ،‬غضب‬

‫يخرج من الاجتماع‬ ‫لا استطيع فرض احت ارمي على الآخرين‬
‫يصمت‪،‬‬
‫أنا ناقص ‪ ،‬أنا بلا قيمة‪ ،‬أنا أحمق ‪،‬‬
‫لا يحضر الاجتماعات‪،‬‬ ‫أنا غير كفء‬
‫عدواني مع زوجته و‬
‫يرى زملائه يضحكون عليه‬
‫زملائه‪ ،‬يتجنب الناس‬

‫الدرس الثالث ‪ :‬مجالات تطبيق العلاجات السلوكية و تقنياتها‬

‫وتتمثل تلك المبادئ فيما يلي‬

‫• إن العميل والمعالج يعملان معا في تقييم المشكلات والتوصل إلى الحلول‪.‬‬
‫• إن المعرفة لها دور أساسي في معظم التعلم الإنساني ‪.‬‬

‫• إن المعرفة والوجدان والسلوك‪ ،‬تربطهم علاقة متبادلة على نحو سببي ‪.‬‬
‫• إن الاتجاهات والتوقعات و العزو والأنشطة المعرفية الأخرى لها دور أساسي في إنتاج وفهم كل من‬

‫السلوك وتأثي ارت العلاج والتنبؤ بهما ‪.‬‬
‫• إن العمليات المعرفية تندمج معا في نماذج سلوكية‪.‬‬

‫تتعدد فنيات العلاج المعرفي السلوكي لتعديل وتنمية أساليب مواجهة الضغوط النفسية ‪،‬لدى عينة من‬
‫طلاب الجامعة ممن يشعرون ببعض الاضط اربات السلبية للضغوط النفسية‪ .‬وسوف ينتقى الباحث بعض‬
‫الفنيات التي تتناسب وتعديل أساليب مواجهة الضغوط النفسية‪ ،‬من كافة أشكال العلاج المعرفي السلوكي‪،‬‬

‫ومن الملاحظ ‪،‬أن العلاج المعرفي يساعد المرضى على استخدام الطرق العلمية لحل المشكلات‪ ،‬هذه‬
‫الطرق يستخدمونها في الفت ارت العادية من حياتهم‪ ،‬وصيغة العلاج يمكن توضيحها في مصطلحات‬
‫بسيطة ‪.‬فالمعالج يساعد المرضى على التعرف على تفكيره الملتوي‪ ،‬وعلى تعلم طرق أكثر واقعية في‬
‫صياغة خب ارته‪ ،‬هذا الأسلوب يبدو معقولا للمرضى بسبب استخدامهم المبكر لمعارفهم في تصحيح‬

‫تصو ارتهم وتفسي ارتهم الخاطئة و من أهم هذه التقنيات ‪:‬‬

‫‪ -1‬الاسترخاء ‪:‬‬

‫يعتبر الاسترخاء( ‪ ( relaxation‬واحد من أهم الأساليب المضادة للتوتر والقلق‪ .‬وهناك عدد من أساليب‬
‫الاسترخاء التي عرفتها معظم الشعوب منذ وقت طويل ‪ .‬وتقوم أساليب الاسترخاء الحديثة على جملة من‬
‫التمارين والتدريبات البسيطة التي تهدف إلى إ ارحة الجسم والنفس وذلك عن طريق التنفس العميق وتمرين‬
‫الجسم كله على الارتخاء وزوال الشد العضلي (حسان المالح‪( 2002،‬ويعرف‪،‬عبد الستار إب ارهيم‪1983(،‬‬
‫‪( 89:‬الاسترخاء بأنه‪ ،‬توقف كامل لكل الانقباضات والتقلصات العضلية المصاحبة للتوتر ‪.‬وهدف‬
‫الاسترخاء هو الوصول إلى النفس المطمئنة والتي يمتلكها من تيقن إيمانه باالله والقضاء والقدر‪ ،‬فلا معنى‬

‫لتوتر الأعصاب والقلق إ ازء الأمور التي تخرج عن نطاق إ اردتنا‪ ،‬فإحساس المؤمن بأن زمام الأمور لن‬
‫يفلت أبًدا من يد الله يقذف في نفسه الطمأنينة والسكينة‪ ،‬وهذا ما يؤكده حديث رسول الله ‪ -‬صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ -‬الذي يقول فيه‪" :‬ارض بما قسمه الله لك تكن أغنى الناس ‪" .‬لقد أصبح الاسترخاء ضرورة من‬
‫ضروريات الحياة لابد من تعلمه لمواجهة ضغوط الحياة والتغلب على مشاكلها وضغوطها‪ .‬فعادةً عندما‬
‫يسيطر التوتر النفسي على شخص ما عندئذ لا يستطيع الإنسان أن يفكر بشكل سليم وحينئٍذ تصبح ردود‬
‫أفعاله مبالغ فيها أو غير طبيعية ولهذا يمكن أن تنعكس بشكل سلبي على الصحة الجسمية والنفسية م ًعا ‪.‬‬
‫ويؤدى التعرض المت ازيد للتوتر كل يوم إلى زيادة إف ارز بعض الهرمونات التي ينجم عنها الارتفاع في‬
‫الضغط الدموي والإصابة بنقص الدورة الدموية للأعضاء الحيوية في الجسم كالقلب والمخ وحدوث‬
‫الجلطة‪ ،‬إضافة إلى ذلك يمكن أن يصاب الشخص بـ ‪ :‬الاضط اربات الهضمية‪ ،‬كأم ارض القولون‬

‫والمعدة ‪.‬الاضط اربات النفسية المتعلقة بالنوم والاكتئاب ‪.‬فقدان الرغبة بالعمل‪ ،‬وبالحياة أي ًضا‪.‬‬

‫ويمكننا القول‪ :‬إن القلق والتوتر بمختلف الدرجات والأشكال يرتبط مباشرة بتغي ارت في عدد من الوظائف‬
‫الجسمية الحيوية التي سبق ذكرها ‪،‬والتدريب على الاسترخاء بكافة أشكاله بواسطة جلسات خاصة مع‬
‫الأجهزة أو دونها يعطي الإنسان قدرة على التحكم بنفسه ومساعدته نفسه بنفسه بعد انتهاء التدريب إضافة‬
‫إلى التأثير المباشر والفوري للاسترخاء في ال ارحة العامة وزوال التوتر ‪ .‬وهناك عدد من الحالات التي‬
‫تستفيد من مثل هذه التدريبات والتمرينات والجلسات‪ ،‬ومنها حالات الشدة والضغط النفسي ‪stress‬‬
‫وحالات القلق والتوتر العام والمخاوف والآلام العضلية المتنوعة والحالات الو سواسية واضط اربات‬
‫الوظيفة الجنسية وغيرها ‪.‬وبالطبع فإن الاسترخاء ليس دوا ًء شافياً لجميع الأم ارض‪ ،‬ويمكن له أن يكون‬
‫وسيلة علاجية ناجحة إلى جانب أساليب علاجية أخرى دوائية وغير دوائية سلوكية ومعرفية وتحليلية‬

‫وغيرها‪.‬‬

‫وترجع أهمية الاسترخاء إلى أنه يمكن استثمار نتائجه في عدة أغ ارض منها‬

‫‪ : -1‬إمكانية استخدامه مع تقنية سلب الحساسية المنتظم التدريجي‬

‫‪. -2‬يستخدم الاسترخاء كأسلوب من أساليب العلاج الذاتي وضبط الذات في حالات القلق الفعلي‬

‫‪ -3‬يؤدى إلى نجاح أسلوب تمثيل الأدوار وبالتالي تحييد المشاعر‪،‬والقلق نحو النماذج المهددة أو الداعية‬
‫للقلق كالآباء أو نماذج السلطة بشكل عام‪.‬‬

‫و يقصد بالاسترخاء قدرة المريض على إيقاف مل الانقباضات و التقلصات العضلية المصاحبة للتوتر‬
‫عن طريق التدريب لاكتساب هذه المهارة المهمة و هناك عدة طرق لتدريب على الاسترخاء فتجد طريقة‬

‫جاكبسون و طريقة شولتز و بصفة عامة لإعداد المريض و تهيئته للاسترخاء نتبع الخطوات التالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬يبين المعالج للمريض أنه مقيل على تعلم خبرة جديدة أو مهارة لكنها لا تختلف عم مها ارت تعلمها‬

‫من قبل‪.‬‬
‫‪-2‬يبين المعالج للمريض أنه قد يشعر ببعض الإحساسات الغريبة ‪.‬‬
‫‪ -3‬يبين المعالج للمريض أن يكون كل أفكاره مركزة على اللحظة الحالية ‪.‬‬
‫‪-4‬التدخل من جانب المعالج بين حين و آخر لبث الطمأنينة في نفس المريض‪.‬‬

‫و من أهم شروط تطبيق تقنية الاسترخاء‪:‬‬
‫‪ -1‬الاستلقاء في وضع مريح ‪.‬‬

‫‪ -2‬ليس بالضرورة أن يكون المريض نائما‬
‫‪ -3‬التدريب في البداية يكون على عضو واحد‬

‫‪ -4‬استخدام قوة الإيحاء و التركيز الفكري‬

‫الدرس الرابع ‪ :‬تابع لتقنيات العلاجية السلوكية المعرفية‬

‫‪ -2‬تقنيةاليس ‪ABC‬‬

‫قدم أليس ‪ Ellis‬عام ‪ 1973‬نموذجا يعرف باسم نموذج ‪ ABC‬ليوضح م ارحل تطور الاضط ارب‬
‫الانفعالي‪ ،‬وأستند في بنائه لهذا النموذج على افت ارض أساسي وهو أن الاضط اربات النفسية إنما هي‬
‫‪،‬نتاج للتفكير غير العقلاني الذي تبناه الإنسان ‪ ،‬لهذا فهو يعتقد أن السبيل إلى الحد من المعاناة النفسية‬
‫هو التخلص من أنماط التفكير الخاطئة وغير العقلانية‪ ،‬فالمشكلات النفسية لا تنجم من الأحداث‬
‫والظروف وإنما من تفسير الإنسان وتقيمه لتلك الأحداث والظروف‪ ،‬ويوضح (أليس) ذلك من خلال‬

‫عرض العلاقة بين المكونات ‪ ABCDE‬حيث‪:‬‬

‫• ‪ A‬يمثل الحدث المنشط‪ : évents Activating. ،‬وهى الأحداث الفعالة والتي تسبب للفرد‬
‫اضط اربا انفعاليا‪ ،‬وضغوط نفسية‪.‬‬

‫• بينما تمثل ‪ B‬المعتقدات ‪ Beliefs‬وهى نوعان معتقدات لا عقلانية( )‪ (IB‬ومعتقدات عقلانية)‪:(RB‬‬
‫وهى معتقدات الفرد عن الحدث( ‪(A‬وقد تظهر في صورة أفكار أو حديث داخلي مع الذات أو يردده‬

‫الفرد كتقييم خاطئ أو تفسير مشوه للحدث المثير للضغوط‪.‬‬
‫• بينما تمثل( )‪ (C‬النتائج ‪ Consequences‬وهى نوعان( )‪ :( IC‬نتائج غير عقلانية‪ (RC) ( ،‬نتائج‬
‫عقلانية‪ :‬وهى النتائج أو العواقب التي يعتقد الفرد أنها ناتجة عن الحدث) ‪( A‬ولكنها في الحقيقة‬
‫ناتجة عن)‪ (B‬وقد تكون هذه النتيجة انفعالية أو سلوكية وهى ما يعبر عنه في صورة أع ارض وقلق‬
‫وضغوط نفسية‪ ،‬وهنا يظهر دور المرشد النفسي‪ ،‬في الجزء الآخر من النموذج)‪ (F-E-D‬من خلال‬
‫مناقشة العلاقة الخفية التي يجهلها الفرد بين )‪ (A B‬وأن )‪ (c‬نتجت عن )‪ (B‬وليس عن) ‪ (A‬كما‬

‫يظن الفرد وهى كالتالي‪.‬‬
‫• ‪ .‬بينما تمثل ) ‪ (D‬الدحض ‪ Dispute‬والتنفيذ وتهدف إلى مناقشة العميل لإد ارك العلاقة بين‪(B-‬‬
‫)‪ C‬وتغلبه على معتقداته الغير عقلانية واستبدالها بأخرى‪.‬أما التنفيذ وهى تنفيذ ما في الخطوة السابقة‬
‫وإكساب العميل عقائد جديدة وفلسفة أخرى ليفكر بها بطريقة بناءة ومبتكرة لا تؤدى إلى الاضط ارب‬

‫الانفعالي‪.‬‬
‫• أما )‪ (E‬تمثل الأثر أو التأثير أي التغير الحادث فهناك تأثير معرفي )‪ ، (CE‬وتأثير سلوكي )‪(PE‬‬

‫فالاضط ارب النفسي يضم ) ‪ ( A, IB,IC‬أما العلاج فيضم‪( )ِA-RB-RC-D-CE-PE‬‬

‫• التغذية الرجعية )‪ :Feed Back (F‬هو العائد من الأفكار الجديدة التي يتبناها الفرد لمواجهة الحدث‬
‫النشط المثير للضغط‪،‬ويجب هنا أن يساعد المرشد المعرفي السلوكي الفرد على أن يكون موضوعيا‬

‫في أفكاره ونتائج تلك الأفكار والتي يتوصل إليها‪.‬‬

‫‪ -3‬تقنية النمذجة ‪:‬‬

‫أهم الأساليب المستخدمة في تعلم العديد من المها ارت الاجتماعية‪،‬وذلك من خلال التعرف على النماذج‬
‫الناجحة والسوية‪،‬فالمرشد يقوم بعرض النماذج الم ارد تعلمها في سلوكهم فيقومون بتقليدها بعد ملاحظتها‬
‫مع تعزيز وتدعيم أدائهم للسلوك الايجابي ‪،‬وكذلك إطفاء بعض السلوكيات العدوانية والغير سوية أو ضد‬
‫المجتمع ويمكن عمل مقارنات بين النماذج الايجابية جدا والنماذج السلبية جدا وتوضيح الفارق والهوة‬

‫الشاسعة بين النموذجين‪،‬وإقناع العميل بالنموذج الايجابي‪.‬‬

‫وتعتمد هذه الفنية على نظرية التعلم الاجتماعي ‪ ،‬إذ توجد ثلاث عمليات أساسية لحدوث التعلم بالنمذجة‬
‫وهى ‪.‬أ‪ -‬عملية الانتباه‪ :‬فمن الضروري الانتباه للنموذج السلوكي لكي يتم التعلم بالملاحظة‪ .‬ويجب أن‬

‫يكون النموذج مؤث ار على القائم بالملاحظة كي ينتبه للسلوك الم ارد تعلمه‬

‫‪.‬ب‪-‬عملية الاحتفاظ‪ :‬فمن الضرورة أن يتوفر لدى الفرد القدرة على التعلم فلا يتأثر الفرد بسلوك النموذج‬
‫المشاهد ‪،‬إلا إذا تذكر السلوك الم ارد تعلمه‬

‫ت‪-‬عملية الإد ارك الحركي‪ :‬فالملاحظة فقط لا تؤدى إلى تعلم المها ارت‪،‬كما أن المحاولات والأخطاء لا‬
‫تساعد وحدها في تعلم المها ارت الحركية لهذا الأداء الممارس ‪ ،‬والذي يفيد في معالجة نواحي القصور في‬
‫بعض جوانب السلوك المتعلم ‪.‬حيث يقوم المعالج بتقديم نموذج للسلوك المرغوب في خطوات‬
‫بسيطة‪،‬ويوصى بان يناقش المعالج العميل بتوضيح المهارة المعينة بمعايير مقبولة وليس في شكل ارئع‬
‫وتام ويمكن للعميل أن يقوم بممارسة السلوك داخل الجلسة (مثل مها ارت التواصل) ويقوم المعالج بتقديم‬
‫العائد ‪،‬المساند ‪،‬والبناء‪،‬ويمكن للعميل أن يقوم بتطبيق المهارة في الحياة اليومية الواقعية كمهام بين‬

‫الجلسات على أن يتم مناقشة مدى التقدم في الجلسة التالية ‪.‬‬


Click to View FlipBook Version