The words you are searching are inside this book. To get more targeted content, please make full-text search by clicking here.

ماذا يقولون عن التبرك وتقبيل اليد

Discover the best professional documents and content resources in AnyFlip Document Base.
Search
Published by maldubasi, 2016-12-09 22:22:02

ماذا يقولون عن التبرك وتقبيل اليد

ماذا يقولون عن التبرك وتقبيل اليد

‫وأما قول ابن خطار عن هذا الحديث في الحاشية‪( :‬وحكم الحافظ في‬
‫الفتح على الإسناد بأنه جيد) فهذا دليل يضاف إلى الأدلة التي مرت‬
‫معي في كتاب ابن خطار والتي تدل على جهله وقلة بضاعته في علم‬
‫الحديث والمصطلح لأن ابن حجر في الفتح (‪ )77/66‬قال‪(( :‬وقد جمع‬
‫الحافظ أبو بكر بن المقرئ جزءاً في تقبيل اليد سمعناه ‪ ,‬أورد فيه‬
‫أحاديث كثيرة وآثاراً ‪ ,‬فمن جيدها حديث الزارع العبدي وكان في وفد‬
‫عبد القيس‪ ))...‬هذا هو نص كلام الحافظ نقلته لك من نفس الموضع‬
‫الذي أحال إليه ابن خطار ‪ ,‬فالحافظ لم يقل‪( :‬إسناده جيد) وإنما قال‪:‬‬
‫(فمن جيدها) وهذه العبارة لا تعتبر تصحيحاً أو تجويداً للإسناد وإنما‬
‫يحتمل أنه أراد الحكم النسبي لهذا الحديث بالنسبة للأحاديث التي ذكرها‬
‫الحافظ أبو بكر بن المقرئ‪ ,‬قال السيوطي في تدريب الراوي (‪:)17/6‬‬
‫(( وقال المصنف‪ 1‬في الأذكار ‪ :‬لا يلزم من هذه العبارة صحة الحديث‬
‫فإنهم يقولون‪ :‬هذا أصح ما جاء في الباب وإن كان ضعيفاً ومرادهم‬
‫أرجحه وأقله ضعفاً‪ ))...‬ولهذا لا نستطيع الجزم بتجويد الحافظ للإسناد‬
‫‪ ,‬وممايؤيد هذا الاحتمال أن الحافظ في نفس الموضع السابق قال‪:‬‬
‫((فمن جيدها حديث الزارع العبدي وكان في وفد عبد القيس‪ ...‬ومن‬
‫حديث جابر أن عمر قام إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقبل يده )) ‪,‬‬
‫وحديث جابر الذي ذكره ابن حجر أنه من جيدها فيه عبيد الله بن سعيد‬
‫قائد الأعمش قال عنه ابن حجر في التقريب (ص‪(( :)376‬ضعيف)) ‪,‬‬
‫وهذا يدل على أنه أراد أنها أجود ما ذكره ابن المقرئ أي أنها أقل‬

‫ضعفاً من غيرها ‪.‬‬

‫‪ 1‬المراد به هو النووي قال ذلك في كتابه الأذكار (ص‪. )412‬‬

‫‪100‬‬

‫ومع هذا فليس في هذا الحديث ـ على ما فيه من مقال ـ إلا أنهم قبلوا يد‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم ورجله فهو كالأحاديث السابقة ‪.‬‬

‫استدلاله بتقبيل ثابت ليد أنس ‪: ‬‬

‫ثم قال ابن خطار ‪ " :‬وعن ابن جدعان ‪ ،‬قال ثابت لأنس ‪ :‬أمسست‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم بيدك ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ,‬فقبلها " ‪.‬‬

‫نقول ‪ :‬هذا الأثر قد مر معنا (ص‪ )76‬وذكرنا هناك أنه ضعيف ‪.‬‬

‫استدلاله بتقبيل سواد بن غزية لبطن النبي صلى الله عليه‬

‫وسلم ‪:‬‬

‫ثم قال ابن خطار ‪ " :‬وعن سيدنا حبان بن واسع عن أشياخ من‬
‫قومه ‪ : ‬أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ع ّدل الصفوف يوم بدر‬
‫وفي يده قدح ‪ ،‬فمر بسواد بن غز َّية فطعن في بطنه ‪ ،‬فقال ‪ :‬أوجعتني‬
‫فأقدني ‪ ،‬فكشف صلى الله عليه وسلم فاعتنقه وقبل بطنه ‪ ،‬فدعا له‬

‫بخير " ‪.‬‬

‫نقول ‪ :‬هذا الحديث رواه محمد بن إسحاق عن حبان بن واسع بن حبان‬
‫ولم يذكر أحد ـ فيما أعلم ـ ممن ترجم لابن إسحاق أنه سمع من حبان بن‬
‫واسع ‪ ,‬قال الذهبي في الكاشف (‪ )671/4‬عن ابن إسحاق‪ (( :‬كان‬
‫صدوقاً من بحور العلم وله غرائب في سعة ما روى ُتستنكر ‪ ,‬واخ ُتلِف‬

‫في الاحتجاج به وحديثه حسن وقد صححه جماعة )) ‪.‬‬

‫‪101‬‬

‫ولم يذكر أحد ـ فيما أعلم ـ ممن ترجم لحبان بن واسع أن ابن إسحاق‬
‫ممن أخذ عنه ‪ .‬ولهذا فلا أرى أن هذه القصة تثبت بهذا السند ‪.‬‬

‫ولو ثبتت هذه القصة ففيها التبرك بملامسة جلد النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم وتقبيله وليس فيها ذكر لتقبيل اليد ‪.‬‬

‫تـنـبـيـه ‪ :‬هذا الحديث سبق أن ذكره ابن خطار عند كلامه على‬
‫التبرك وقال عنه في الحاشية‪(( :‬أخرجه ابن إسحاق كذا في البداية‬

‫(‪. )) )408/0‬‬

‫وأما في هذا المـوضع فقال عنه في الحـاشـية ‪ (( :‬أخرجه الإمام‬
‫أحمد (‪ 640/4‬ـ ‪ )) 1)699‬وليس هذا الحديث في مسند أحمد ولم‬
‫يخرجه أحد من أهل السنن ‪ ,‬والموضع المشار إليه في مسند أحمد فيه‬
‫تقبيل أبي هريرة ‪ ‬لبطن الحسن بن علي رضي الله عنهما وقد ذكره‬
‫الإمام أحمد في موضعين وإسناده ضعيف ‪ ,‬فإن كان ابن خطار يعلم‬
‫ذلك فهو غش وخداع لأنه يوهم القارئ غير ما هو صواب ‪ ,‬وإن كان‬
‫نقلها عن غيره فهذا يؤيد ما ذكرته عنه سابقاً أنه حاطب ليل يجمع من‬
‫هنا ومن هنا ما يؤيد رأيه دون علم بالمصدر وبالتالي فهو لا يعلم صحة‬

‫ما نقله من ضعفه ‪.‬‬

‫‪ 1‬وضع ابن خطار لهذه الإشارة ( ـ ) بين الرقمين يفهم منه القارئ أن الحديث يوجد من صفحة ‪ 420‬إلى صفحة ‪, 411‬‬
‫وابن خطار لا يريد هذا وإنما يريد أنه موجود في موضعين الأول في ص‪ 420‬والثاني في ص‪ , 411‬فكان الأولى به أن‬

‫يضع فاصلة بين الرقمين هكذا (‪. )420 , 411‬‬

‫‪102‬‬

‫استدلاله بتقبيل عمر ‪ ‬ليد النبي صلى الله عليه وسلم ‪:‬‬

‫ثم قال ابن خطار ‪ " :‬وعن سيدنا جابر ‪ : ‬أن سيدنا عمر ‪ ‬قبل يد‬
‫النبي " ‪.‬‬

‫نقول ‪ :‬هذا الحديث أخرجه ابن القرئ في تقبيل اليد (‪ )66‬كما ذكر‬
‫ابن خطار وفي سنده عبيد الله بن سعيد قائد الأعمش قال عنه ابن حجر‬
‫في التقريب (ص‪(( :)376‬ضعيف))‪ .‬وأخرجه أيضاً ابن مردويه في‬

‫جزء أحاديث ابن حيان (‪ )77‬وفيه عبيد الله بن سعيد أيضاً ‪.‬‬

‫فهذا الأثر ضعيف وليس فيه مع ضعفه إلا تقبيل يد النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم وليس على سبيل الدوام والاستمرار وإنما ُيفعل أحياناً ‪.‬‬

‫استدلاله بتقبيل زيد ليد ابن عباس ‪: ‬‬

‫ثم قال ابن خطار ‪ " :‬وعن الشعبي ‪ :‬أن زيد بن ثابت ‪‬صلى على‬
‫جنازة ‪ ,‬فقربت إليه بغلته ليركبها فجاء سيدنا عبد الله بن عباس رضي‬
‫الله عنهما ‪ ،‬فأخذ بركابها فقال زيد بن ثابت ‪ : ‬خل عنك يا ابن عم‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سيدنا ابن عباس ‪ : ‬هكذا‬
‫ُأمرنا أن نفعل بالعلماء والكبراء فق َّبل زي ُد بن ثابت ي َد عبد الله وقال ‪:‬‬

‫هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم " ‪.‬‬

‫نقول ‪ :‬قال ابن خطار في الحاشية ‪( :‬أخرجه الحاكم (‪ , )7101‬وابن‬
‫المقرئ في تقبيل اليد )وبالرجوع إلى الحاكم في المستدرك وجد أنه‬
‫أخرج القصة في نفس الموضع لكن بدون ذكر التقبيل وإليك نص ما‬

‫‪103‬‬

‫أخرجه بسنده‪ :‬قال ‪...(( :‬أن ابن عباس وزيد بن ثابت شهدا جنازة ‪,‬‬
‫فلما أراد زيد أن يركب أخذ ابن عباس بركابه ‪ ,‬فقال‪ :‬تنح يا ابن أخي ‪,‬‬
‫فقال‪ :‬هكذا يصنع بالعلماء)) ‪ ,‬وكذلك أخرجه في مواضعين آخرين في‬
‫مستدركه إليك أرقامهما ‪ , )7671( , )7717( :‬لم يذكر فيهما التقبيل‬

‫‪.‬‬
‫والحديث قد أخرجه أيضاً البيهقي في السنن الكبرى (‪ )66671‬وليس‬

‫فيه ذكر التقبيل ‪.‬‬

‫فكان من الأمانة العلمية ألا يحيل ابن خطار إلى الحاكم لأن موضع‬
‫الشاهد وهو التقبيل لم يذكره ‪.‬‬

‫فأضف أيها القارئ هذا إلى ما سبق لتعلم كيف يفعل اتباع الهوى بأهله ‪,‬‬
‫يحملهم على الكذب والتدليس والغش والخداع ‪ ,‬نسأل الله‬

‫تعالى العافية‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى المصدر الثاني الذي ذكره ابن خطار وجد أنه قد أورد‬
‫هذه الزيادة في الحديث رقم (‪ )30‬عن عمار بن أبي عمار وليست عن‬
‫الشعبي وفي آخر القصة‪(( :‬فقال زيد‪ :‬أرني يدك ‪ ,‬فأخرج يده ‪ ,‬فقبلها‬
‫فقال‪ :‬هكذا أُمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا صلى الله عليه وسلم )) ‪ ,‬وهذه‬

‫الزيادة قد ذكرها ابن حجر في الإصابة (‪ )621/2‬عن الشعبي ‪.‬‬

‫قال ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله عن هذه الزيادة بعد ذكره‬
‫لهذا الحديث (‪(( :)107‬وهذه الزيادة من أهل العلم من ُينكرها)) ولعله‬

‫‪104‬‬

‫لذلك ـ والله أعلم ـ لم يذكره ابن حجر عندما قال‪(( :‬فمن جيدها ‪1)) ...‬‬
‫وذكر أحاديث ولم يذكر تقبيل زيد لابن عباس ‪. ‬‬

‫ومع هذا نقول ‪ :‬قول زيد ‪(( : ‬هكذا أمرنا أن نفعل)) إما أن يكون‬
‫نقل لشرع شرعه النبي صلى الله عليه وسلم حيث أمر بتقبيل أيدي أهل‬
‫البيت ‪ ,‬أو يكون فعله هذا فهم منه لما ورد عن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم من احترام أهل البيت ومعرفة حقهم لقربهم من نبينا صلى الله‬

‫عليه وسلم ‪.‬‬

‫وبالنظر في كتب الأحاديث والسنن لا نجد فيها الحث على تقبيل أيدي‬
‫أهل البيت ‪ ,‬وبتأمل واقع الصحابة وسيرهم لا نجد أنهم كانوا يقبلون‬
‫أيدي أهل البيت فلم ينقل عن أبي بكر ولا عمر ولا عثمان ولا غيرهم‬
‫من العشرة المبشرين أنهم قبلوا يد علي ‪ ‬وهو أفضل أهل البيت مما‬
‫يدل على أن هذا فهم من زيد ‪ ‬لما ورد في فضل أهل البيت ‪ ,‬وهذا‬
‫الفهم يخالفه فيه من هو أفضل منه من أصحاب النبي صلى الله عليه‬

‫وسلم ‪.‬‬

‫ويمكن أن ُيقال‪ :‬إن زيد بن ثابت ‪ ‬إنما فعل ذلك مكافأة لابن عباس‬
‫لأنه تواضع له فأمسك بركابه وعلل فعله هذا بقوله‪ (( :‬هكذا يصنع‬
‫بالعلماء )) ‪ ,‬فكافأه زيد فتواضع له وقبل يده وعلل فعله بقوله‪(( :‬هكذا‬
‫أُمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا صلى الله عليه وسلم )) فكان هذا التوضع‬
‫مكافأة على التوضع والقول مكافأة على القول ويدل على ذلك أنه لم يرد‬
‫عن زيد أنه فعل مثل ذلك قبل هذه الحادثة لا مع ابن عباس ولا مع‬

‫غيره من أهل البيت ‪.‬‬

‫‪ 1‬انظر (ص‪ )100‬من هذا الكتاب ‪.‬‬

‫‪105‬‬

‫وعلى هذا فلو ثبتت هذه الزيادة فهي دليل على جواز تقبيل اليد لمن هم‬
‫أهل للتعظيم والاحترام ولا تدل على أن هذا سنة مستحبة دوماً معهم‬
‫بدليل أن كبار الصحابة لم يكونوا يقبلون يد النبي صلى الله عليه وسلم‬

‫كلما رأوه وهو من هو صلى الله عليه وسلم ‪.‬‬
‫ولأن زيداً لم يكن يفعل ذلك دوماً معهم بل لم يرد عنه ذلك إلا في هذه‬

‫الحادثة على القول بثبوتها ‪.‬‬

‫استدلاله بتقبيل ثابت ليد أنس ‪ ‬كلما دخل عليه ‪:‬‬

‫ثم قال ابن خطار ‪ " :‬وعن ثابت قال ‪ :‬كنت إذا أتيت أنساً ‪ ُُ ‬خبر‬
‫بمكاني فأدخل عليه ‪ ،‬فآخذ بيديه فأقبلها فأقول ‪ :‬بأبي هاتين اليدين‬
‫اللتين م َّستا رسول الله صلى الله عليه وسلم و ُأق ِّبل عينيه وأقول ‪ :‬بأبي‬

‫هاتين العينين اللتين رأتا رسول الله " ‪.‬‬
‫نقول ‪ :‬قد سبق ذكر هذا الأثر (ص‪ )13‬وبينا هناك أنه ضعيف لا‬

‫يصح ‪.‬‬
‫وليس فيه على ضعفه إلا تقبيل يد وعين من رأى رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم محبة وتعظيماً للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ‪ ,‬وليس‬
‫فيه أن أنساً أمره بذلك ولا أنه يمد يده إليه ليقبلها بل ثابت هو الذي يبادر‬

‫إلى تقبيلها فيدل ذلك على جواز التقبيل لكنه لا يدل على استحبابه ‪.‬‬

‫‪106‬‬

‫استدلاله بتقبيل أبو مالك الأشجعي ليد ابن أبي أوفى ‪: ‬‬

‫ثم قال ابن خطار ‪ " :‬وعن أبي مالك الأشجعي قال ‪ :‬قلت لابن أبي‬
‫أوفى ‪ : ‬ناولني يدك التي بايعت بها رسول الله صلى الله عليه وسلم‬

‫‪ ،‬فناولنيها ‪ ،‬فقبلتها " ‪.‬‬
‫نقول ‪ :‬هذا الأثر أخرجه ابن المقرئ ‪ ,‬كما ذكر ابن خطار ‪.‬‬
‫أبو مالك الأشجعي هو سعد بن طارق بن أشيم الراوي عنه هو خالد بن‬
‫يزيد ‪ ,‬ولم أر عند من ترجم لأبي مالك الأشجعي ذكر لخالد هذا ‪.‬‬
‫والراوي عن خالد بن يزيد هو يوسف بن سعيد بن مسلم ‪ ,‬وفي تهذيب‬
‫الكمال (‪ )230/34‬ذكر أن يوسف بن سعيد روى عن خالد بن يزيد‬

‫البجلي القسري ‪.‬‬
‫وهذا الراوي وهو خالد بن يزيد قال عنه ابن حجر في لسان الميزان‬
‫(‪ ..(( :)366/4‬ثم ساق ابن عدي له جملة وقال‪ :‬أحاديثه كلها لا يتابع‬
‫عليها لا إسناداً ولا متناً ‪ ,‬ولم أر لهم فيه قول ًا بل غفلوا عنه ‪ ,‬وهو‬

‫عندي ضعيف‪. ))..‬‬
‫فهذا الأثر ضعيف السند لضعف خالد هذا ‪.‬‬
‫وهو مع ضعفه ليس فيه إلا ما في الحديث السابق عن ثابت البناني مع‬

‫أنس ‪.‬‬

‫‪100‬‬

‫وهم ابن خطار أو تدليسه ‪:‬‬

‫ثم قال ابن خطار ‪ " :‬وعن سيدنا الوزاع بن عامر ‪ ‬قال ‪ :‬قدمنا‬
‫فقيل‪ :‬ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذنا بيديه ورجليه نقبلها‬

‫"‪.‬‬
‫نقول ‪ :‬أيها القارئ لست أدري هل أقول لك‪ :‬اضحك عجباً ‪ ,‬أم أقول‬

‫لك‪ :‬ابك حزناً ؟‬

‫لا شك أنك ستسألني لماذا ؟‬

‫أقول ‪ :‬لأن هذا الحديث قد ذكره ابن خطار وتكلمنا عنه (ص‪ )66‬فلماذا‬
‫يذكره مرة أخرى ؟ هل يريد أن يوهم القارئ لكتابه أن أدلته كثيرة ؟ أم‬

‫أنه لا يدري أن هذا الحديث هو نفس الحديث السابق ؟‬

‫أيها القارئ ستعرف الجواب إذا علمت أنه قال هناك في الحاشية‪:‬‬
‫((أخرجه البخاري في الأدب المفرد (‪ , ))...)677‬وهذا الحديث الذي‬

‫ذكره هنا أيضاً أحال إلى نفس المرجع ونفس الرقم ‪.‬‬

‫وقد سبق الكلام عليه وأن سنده ضعيف ‪.‬‬

‫استدلاله بتقبيل علي ‪ ‬ليد عمه العباس ‪ ‬ورجله ‪:‬‬

‫ثم قال ابن خطار ‪ " :‬وعن صهيب قال ‪ :‬رأيت علياً يقبل يد العباس‬
‫ورجليه " ‪.‬‬

‫نقول ‪ :‬سبق في (ص‪ )10‬بيان ضعف إسناده ‪ .‬وتكلمنا عليه هناك ‪.‬‬

‫‪101‬‬

‫استدلاله بتقبيل يزيد بن الأسود ليد واثلة ‪: ‬‬

‫ثم قال ابن خطار ‪ " :‬وقال حيان أبو النصر‪ : 1‬قال لي واثلة بن الأسقع‬
‫‪ :‬قدني إلى يزيد بن الأسود فإنه بلغني أنه ألـ َّم به ـ أي مرض ـ فقدته ‪،‬‬
‫فلما دخل عليه قلت ‪ :‬إنه ثقيل ‪ ،‬قد وجه إلى القبلة وذهب عقله ـ غاب‬
‫من سكرات الموت ـ فقال ‪ :‬نادوه ‪ ،‬فقلت ‪ :‬هذا أخوك واثلة فجعلتها‬
‫في يده فجعل يقبل كفه ويضعها مرة على فؤاده ومرة على وجهه‬

‫وعلى فيه " ‪.‬‬

‫نقول ‪ :‬سبق أن ذكر ابن خطار هذا الحديث وتكلمنا عنه في (ص‪)14‬‬
‫فمن أخرج هذا الحديث ممن ذكرناهم هناك وكذلك من لم نذكرهم مثل‬
‫أبو تمام في الفوائد (‪ , )10/6‬وحسن الظن لابن أبي الدنيا (ص‪)67‬‬
‫وغيرهما ‪ ,‬كلهم لم يذكروا تقبيل الكف وإنما الذي فيه هو وضع اليد‬

‫على الوجه والصدر والفم وليس فيها مطلقاً ذكر للتقبيل ‪.‬‬

‫ولذلك لم يذكر ابن خطار المصدر الذي أخذ منه هذه الرواية وهوإنما‬
‫أوردها من أجل قوله‪(( :‬فجعل يقبل كفه)) هذا هو الشاهد له في هذا‬
‫الموضع وهو لا يعلم مصدره ‪ ,‬فهل هو الذي كذب فوضع هذه اللفظة أم‬

‫أنه نقلها من غيره ولم يذكر هذا الغير كعادته ؟‬

‫كلاهما مر ومصيبة عظيمة أن يكذب من يدعي نصر السنة ومحبتها‬
‫ومحبة صاحبها ‪ ,‬يكذب لينصر رأيه ومذهبه ‪ ,‬لماذا تفعل ذلك ؟!‬

‫كان يكفيك أن تنقل ما صح وثبت ففيه كفاية إن كنت تريد الحق ‪.‬‬

‫‪ 1‬هكذا في كتاب ابن خطار وهو خطأ والصواب (أبو النضر) ‪.‬‬

‫‪101‬‬

‫أيها المسلم احذر من مثل هذا المسلك فإنه مسلك خطير مهلك عفانا الله‬
‫وإياكم من كل سوء ‪ ,‬ونسأل الله تعالى الهداية للجميع ‪.‬‬

‫استدلاله بتقبيل يد سلمة بن الأكوع ‪: ‬‬

‫ثم قال ابن خطار ‪ " :‬وعن عبدالرحمن بن رزين قال ‪ :‬مررنا بالربذة‬
‫‪ ،‬فقيل لنا ههنا سلمة بن الأكوع ‪ ‬فأتيته فسلمنا عليه ‪ ،‬فأخرج يده‬
‫فقال ‪ :‬بايعت بهاتين نبي الله صلى الله عليه وسلم فأخرج كفاً له‬

‫ضخمة كأنها كف بعير ‪ ،‬فقمنا إليها فقبلناها " ‪.‬‬
‫نقول ‪ :‬هذا الحديث قد مر معنا سابقاً (ص‪ )71‬وذكرنا أنه حديث حسن‬

‫‪.‬‬
‫وما فيه مثل ما في الأحاديث التي مرت معنا قريباً ‪.‬‬

‫استدلاله بتقبيل أبولبابة وكعب وصاحبيه ‪ ‬ليد النبي × ‪:‬‬

‫ثم قال ابن خطار ‪ " :‬وجاء في (فتح الباري) للعسقلاني ‪ :‬أن أبا‬
‫لبابة وكعب بن مالك وصاحبيه ‪ ‬قبلوا يد النبي صلى الله عليه وسلم‬

‫حين تاب الله عليهم " ‪.‬‬

‫نقول ‪ :‬من الذي أخرج هذا الخبر ؟ وأين جاء ؟‬

‫كان الواجب على ابن خطار أن يتثبت من صحة هذا الخبر قبل أن يحتج‬
‫به إن كان فعلاً باحث عن الحقيقة مريد للحق ـ كما يزعم ـ ‪ ,‬لكن‬
‫تصرفه يؤيد ما ذكرناه عنه أنه ينقل كل ما يرى أنه يوافق أهواءهم ولو‬

‫‪110‬‬

‫كان ضعيفاً بل ولو كانوا لا يعلمون قائله ولا مصدره ‪ ,‬عاملهم الله بما‬
‫يستحقون ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬قصة الثلاثة الذين خلفوا قصة ثابتة في الصحيحين وغيرهما‬
‫وهذا لا شك فيه ‪ ,‬أما هذه الزيادة التي نقلها ابن حجر وهي تقبيلهم يد‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم فقد أخرجها ابن عساكر في تاريخ دمشق‬
‫(‪ , )401/70‬بل جاء أنهم قبلوا ركبتيه أيضاً كما في كتاب الرخصة‬
‫في تقبيل اليد (‪ , )6‬فهذه الزيادة مدارها على إسحاق بن عبد الله بن أبي‬
‫فروة وهو متروك‪ 1‬كما قال ابن حجر في التقريب (ص‪ , )604‬ولهذا‬
‫قال الحافظ العراقي في تخريج الإحياء (‪ )617/4‬عن هذه الزيادة‪:‬‬
‫((أخرجه أبو بكر ابن المقرئ في كتاب الرخصة في تقبيل اليد بسند‬

‫ضعيف)) ‪.‬‬

‫وهذا الحديث على ضعفه ليس فيه إلا تقبيل يد النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم وقدمه عندما نزلت توبتهم ‪ ,‬وليس فيه أنهم يفعلون ذلك دوماً ‪.‬‬

‫استدلاله بتقبيل أبو عبيدة ‪ ‬ليد عمر ‪: ‬‬

‫ثم قال ابن خطار ‪ " :‬وقال ابن كثير في كتابه (البداية والنهاية) في‬
‫فتح بيت المقدس على يد عمر بن الخطاب ‪ .. : ‬فلما وصل عمر بن‬
‫الخطاب إلى الشام تلقاه أبو عبيدة ورؤوس الأمراء ‪ .‬كخالد بن الوليد‬
‫‪ ،‬ويزيد بن أبي سفيان ‪ ،‬فترجل أبو عبيدة وترجل عمر ‪ ،‬فأشار أبو‬

‫‪ 1‬انظر كلام العلماء فيه في تهذيب التهذيب (‪. )210/1‬‬

‫‪111‬‬

‫عبيدة ليقبل يد عمر ‪ ،‬فهم عمر بتقبيل رجل أبي عبيدة ‪ ،‬فكف أبو‬
‫عبيدة فكف عمر " ‪.‬‬

‫نقول ‪ :‬وهذا من الغرائب أيضاً ‪ ,‬ابن خطار يحتج بلفظة في قصة‬
‫وهو لايعرف صحتها من ضعفها ‪ ,‬ولم أجد من أخرج هذه اللفظة‬
‫بسندها ليمكن دراستها ‪ ,‬فقد أخرج الحاكم في مستدركه قصة خروج‬
‫عمر إلى الشام (‪ )407‬وليس فيها ذكر للتقبيل ‪ ,‬وأخرجه المنذري في‬
‫الترغيب والترهيب (‪ )2363‬من طريق الحاكم وليس فيها ذكر للتقبيل‪.‬‬

‫فهذه اللفظة وهي الشاهد في القصة على موضوع التقـبـيـل إن ثـبـتـت ‪,‬‬
‫فهي محتملة ‪ ,‬وذلك أنه يمكن أن ُيستدل بها على مشروعية التقبيل ‪,‬‬

‫وعلى هذا فيكون مثلها مثل ما سبق ذكره ‪.‬‬

‫ويمكن أن يستدل بها على عدم مشروعية التقبيل وذلك أن أمير المؤمنين‬
‫لم يسمح لأبي عبيدة أن يقبل يده بل عمد ليقبل رجل أبي عبيده ‪ ,‬فكف‬
‫أبو عبيدة فكف عمر ‪ .‬بل قد نقل ابن مفلح في الآداب الشرعية هذه‬
‫القصة على غير ما نقلها ابن خطار فقال ابن مفلح (‪ )421/4‬وهو يذكر‬
‫من كره تقبيل اليد‪(( :‬وتناول أبو عبيدة يد عمر رضي الله عنهما ليقبلها‬

‫فقبضها ‪ ,‬فتناول رجله ‪ ,‬فقال‪ :‬ما رضيت منك بتلك فكيف بهذه ؟ )) ‪.‬‬

‫وعلى هذا فلا دليل له في القصة وإنما هي عليه ‪.‬‬

‫استدلاله بقول للنووي والباجوري ‪:‬‬

‫ثم قال ابن خطار ‪ " :‬من أقوال فقهاء المذاهب الأربعة ‪:‬المذهب‬
‫الشافعي ‪ :‬قال العلامة العسقلاني في كتابه (فتح الباري)‪ ( :‬قال الإمام‬

‫‪112‬‬

‫النووي ‪ :‬تقبيل يد الرجل لزهده وصلاحه وعلمه أوشرفه أو نحو ذلك‬
‫من الأمور الدينية لا يكره بل يستحب ‪ ,‬فإن كان لغناه ‪ ،‬أو شوكته أو‬

‫جاهه عند أهل الدنيا فمكروه شديد الكراهة) ‪.‬‬

‫وقال العلامة الباجوري في حاشيته ‪ ..( :‬ويسن تقبيل اليد لصلاح‬
‫ونحوه من الأمور الدينية كعلم وزهد ‪ ،‬ويكره ذلك لغنى ونحوه من‬

‫الأمور الدنيوية كشوكة ووجاهة ) " ‪.‬‬

‫نقول ‪ :‬كان من حسن الترتيب أن يبدأ بالمذهب الحنفي لأن إمامه أول‬
‫الأئمة الأربعة ‪ ,‬لكنه بدأ بمذهبه أول ًا وأخر ذكر المذهب المالكي مع أنه‬

‫قبل المذهب الشافعي والحنبلي ‪.‬‬

‫ثم كان الأولى أن يذكر الرأي الآخر الذي يرى عدم مشروعية تقبيل اليد‬
‫وأنه خلاف الأولى والأفضل ‪.‬‬

‫فنبدأ بالمذهب الشافعي لأن ابن خطار بدأ به فنقول‪:‬‬

‫قال النووي في روضة الطالبين (‪(( :)62/1‬قال البغوي‪ :‬وتكره المعانقة‬
‫والتقبيل ‪ ,‬إلا تقبيل الولد شفقة ‪.‬‬

‫وقال أبو عبد الله الزبيري‪ :‬لا بأس أن يقبل الرجل رأس الرجل وما بين‬
‫عينيه ‪ ,‬عند قدومه من سفره أو تباعد لقائه ‪.‬‬

‫قلت‪ :‬المختار أن تقبيل يد غيره إن كان لزهده وصلاحه أو علمه أو‬
‫شرفه وصيانته ‪ ,‬ونحو ذلك من الأمور الدينية ‪ ,‬فهو مستحب ‪ .‬وإن كان‬

‫لغناه ودنياه وشوكته ووجاهته عند أهل الدنيا ونحو ذلك فمكروه))‬

‫‪113‬‬

‫أرأيت أيها القارئ أن من الشافعية من يرى كراهة التقبيل إلا تقبيل الولد‬
‫شفقة ‪.‬‬

‫ومنهم من يرى كراهته إلا لمن قدم من سفر أو من تباعد اللقاء بينك‬
‫وبينه فلا بأس من تقبيل رأسه وما بين عينيه ‪.‬‬

‫ومنهم من يرى كراهته لدنيا واستحبابه من أجل الدين ‪.‬‬

‫فبينهم خلاف ‪ ,‬فبرأي ًمن نأخذ ؟‬

‫الجواب‪ :‬نأخذ برأي من دل الدليل على صحة قوله ‪ ,‬لقوله تبارك تعالى‬
‫‪َ :‬فإِن َت َنا َزع ُتم فِي َشيء َف ُر ُّدوهُ إِلَى ال َّلهِ َوال َّر ُسو ِل إِن ُكن ُتم ُتؤ ِم ُنو َن ِبال َّل ِه‬

‫َوال َيو ِم الآ ِخ ِر‪ ,1‬وسيأتي إن شاء الله تعالى الكلام على ذلك ‪.‬‬

‫استدلاله بقول لابن عابدين والطحطاوي والزيلعي ‪:‬‬

‫ثم قال ابن خطار ‪ " :‬المذهب الحنفي ‪:‬قال العلامة ابن عابدين في‬
‫حاشيته ‪ ( :‬ولا بأس بتقبيل يد الرجل العالم المتورع على سبيل التبرك‬
‫‪ ،‬وقيل ‪ :‬سنة ‪ ،‬قال الشرنبلاني ‪ :‬وعلمت أن مفاد الأحاديث سنيته أو‬

‫ندبه كما أشار إليه العيني ) ‪.‬‬

‫وقال العلامة الطحطاوي في حاشيته ‪ ...( :‬وفي غاية البيان عن‬
‫الواقعات ‪ :‬تقبيل يد العالم أو السلطان العادل جائز وورد في أحاديث‬
‫ذكرها البدر العيني ‪ ...‬ثم قال ‪ :‬فعلم من مجموع ما ذكرناه إباحة تقبيل‬

‫اليد ‪)...‬‬

‫‪ 1‬سورة النساء آية ‪. 51‬‬

‫‪114‬‬

‫وقال العلامة الزيلعي في كتابه (تبيين الحقائق)‪ ...( :‬وفي الجامع‬
‫الصغير ‪ :‬ورخص الشيخ الإمام شمس الأئمة السرخسي وبعض‬
‫المتأخرين تقبيل يد العالم أو المتورع على سبيل التبرك ‪ ...‬وقال‬

‫سفيان الثوري ‪ :‬تقبيل يد العالم أو يد السلطان العادل سنة) " ‪.‬‬

‫نقول ‪ :‬قد تصرف ابن خطار في كلام ابن عابدين وخلط الأصل‬
‫بالحاشية دون أن يشير إلى أنه لم ينقل العبارة بنصها وإنما تصرف فيها‬

‫‪.‬‬

‫وأما عبارة الطحطاوي فقد حذف أولها وهو قوله‪ (( :‬وفي الهداية ‪,‬‬
‫ويكره أن يقبل الرجل فم الرجل أو يده أو شيئاً منه ‪ ,‬أو يعانقه في إزار‬
‫واحد ‪ ,‬وقال أبو يوسف‪ :‬لا بأس بذلك كله ‪ ))...‬وهذا يدل على وقوع‬
‫خلاف في هذه المسألة في المذهب الحنفي ‪ ,‬وهذا يفهم أيضاً من كلام‬
‫الزيلعي الذي نقله ابن خطار ‪ ,‬فالخلاف إذاً واقع في المذهب الحنفي كما‬

‫هو واقع في المذهب الشافعي ‪.‬‬

‫فـبأي الـرأيـين نـأخـــــذ ؟‬

‫استدلاله بما نقله السفاريني عن بعض الحنابلة ‪:‬‬

‫ثم قال ابن خطار ‪ " :‬المذهب الحنبلي ‪ :‬قال العلامة السفاريني في‬
‫كتابه (غذاء الألباب)‪ ( :‬قال المروزي ‪ :‬سألت أبا عبدالله ـ الإمام أحمد‬
‫بن حنبل ـ رحمه الله عن قبلة اليد ‪ ،‬فقال ‪ :‬إن كان على طريق التدين‬

‫فلا بأس ‪ ،‬وإن كان على طريق الدنيا فلا) ‪.‬‬

‫‪115‬‬

‫وقال أيضاً ‪ ( :‬وفي الآداب الكبرى ‪ :‬وتباح المعانقة وتقبيل اليد‬
‫والرأس تديناً وتكرماً واحتراماً مع أمن الشهوة ) ‪.‬‬

‫وقال أيضاً ‪ ( :‬وقال الحافظ ابن الجوزي في مناقب أصحاب الحديث ‪:‬‬
‫ينبغي للطالب أن يبالغ في التواضع للعالم ويذل له ‪ ،‬قال ‪:‬‬

‫ومن التواضع تقبيل يده ‪ ،‬وق ّبل سفيان بن عيينة والفضل بن عياض‬
‫أحدهما يد الحسين بن علي الجعفي والآخر رجله ) ‪.‬‬

‫وقال أيضاً ‪ ( :‬وقال أبو المعالي في شرح الهداية ‪ :‬أما تقبيل يد العالم‬
‫والكريم لرفده فجائز ‪ ،‬وقد علمت أن الصحابة قبلوا يد المصطفى صلى‬
‫الله عليه وسلم كما في حديث ابن عمر ‪ ‬عند قدومهم من غزوة مؤتة‬

‫)"‪.‬‬

‫نقول ‪ :‬قال ابن مفلح في كتابه الآداب الشرعية (‪(( :)427/4‬وتباح‬
‫المعانقة وتقبيل اليد والرأس تديناً وإكراماً واحتراماً مع أمن الشهوة ‪.‬‬
‫وظـاهر هذا عـدم إباحته لأمر الدنيا ‪ .‬واختاره بعض الشافعية ‪,‬‬
‫والكراهة أولى )) فقوله‪(( :‬والكراهة أولى )) هذه العبارة تعود لقوله‪:‬‬
‫((وتباح المعانقة وتقبيل اليد ‪ ))..‬هذا هو الظاهر لمن تأمل العبارة جيد ًا‬
‫‪ ,‬وعلى هذا فهذا ابن مفلح من علماء الحنابلة يميل إلى كراهة تقبيل اليد‬

‫‪.‬‬

‫فـبأي الـرأيـين نـأخـــــذ ؟‬

‫‪116‬‬

‫تلاعب ابن خطار بكلام ابن حجر في الفتح ‪:‬‬

‫ثم قال ابن خطار ‪ " :‬المذهب المالكي ‪ :‬قال العلامة العسقلاني في‬
‫كتابه (فتح الباري)‪ (:‬قال الإمام مالك ‪ :‬إن كانت على وجه التكبر‬
‫والتعظيم فمكروهة ‪ ،‬وإن كانت على وجه القربة إلى الله لدينه أو لعلمه‬

‫أو لشرفه فإن ذلك جائز ) " ‪.‬‬

‫نقول ‪ :‬تأمل أيها القارئ ماذا فعل ابن خطار هنا ؛ عندما ذكر ابن‬
‫خطار مذهب الشافعية نقل كلام ابن حجر في الفتح وقال في الحاشية‪:‬‬
‫((فتح الباري ‪ )) 21/66‬وهنا نقل كلام ابن حجر وقال في الحاشية‪:‬‬
‫((فتح الباري ‪ ))12/66‬قد تقول‪ :‬وماذا في ذلك ؛ حصل خطأ في‬

‫كتابة رقم الصفحة وهذا يحصل كثير ًا بدون تعمد من الكاتب ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬ليس الاعتراض على خطأ في كتابة رقم إنما الذي سأريك‬
‫إياه هو شاهد يضاف إلى الشواهد التي مرت معي في موسوعته ـ‬
‫وذكرت لكم بعضها في كتاب التوسل وفي كتاب المدد والنظرة ـ التي‬

‫تدل على عدم أمانته وغشه وخداعه للقراء ‪.‬‬

‫وبيان ما فعله هنا ‪ :‬أن قول ابن حجر هو في نفس الصفحة لكنه لما‬
‫تصرف في كلام ابن حجر وتلاعب به غ َّير رقم الصفحة وسأنقل لك ما‬
‫قاله ابن حجر بنصه كما في الفتح‪(( :‬قال الأبهري‪ :‬وإنما كرهها مالك‬
‫إذا كانت على وجه التكبر والتعظم ‪ ,‬وأما إذا كانت على وجه القربة إلى‬
‫الله لدينه أو لعلمه أو لشرفه فإن ذلك جائز )) أرأيت أيها القارئ أن هذا‬
‫القول هو قول الأبهري فسر به رأي الإمام مالك في كراهة التقبيل ‪,‬‬

‫‪110‬‬

‫فتلاعب ابن خطار بالكلام وجعله من قول الإمام مالك ‪ ,‬فلماذا يفعل ابن‬
‫خطار ذلك ؟!‬

‫أين الأمانة العلمية ؟ أين الصدق في الحديث ؟ أين التجرد عن الهوى‬
‫من أجل طلب الحق ؟ أين النصح للأمة ؟ أين‬

‫‪........................‬؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟‬

‫وأما رأي مالك فقد ذكره ابن حجر في الصفحة التي قبلها حيث قال‪:‬‬
‫((وإنما اختلفوا في تقبيل اليد فأنكره مالك وأنكر ما روي فيه وأجازه‬

‫آخرون ‪. ))...‬‬
‫وذكر هذا أيضاً ابن مفلح في الآداب الشرعية (‪ )421/4‬ناقلاً عن تقي‬
‫الدين ابن تيمية حيث قال‪(( :‬تقبيل اليد لم يكونوا يعتادونه إلا قليل ًا ‪... ,‬‬
‫‪ ,‬ورخص فيه أكثر العلماء كأحمد وغيره على وجه الدين ‪ ,‬وكرهه‬

‫آخرون كمالك وغيره)) ‪.‬‬

‫وقال شهاب الدين البغدادي وهو من علماء المالكية في كتابه أشرف‬
‫المسالك (ص‪(( :)367‬وتكره المعانقة وبوس اليد)) ‪.‬‬

‫يتبين لك أيها القارئ مما سبق أن مسألة تقبيل اليد هي مسألة اختلف‬
‫فيها العلماء وسأذكر الراجح فيها ـ إن شاء الله تعالى ـ بعد إكمال كلام‬

‫ابن خطار ‪.‬‬

‫ذكر ابن خطار أحاديث تدل على النهي عن تقبيل اليد ‪:‬‬

‫ثم قال ابن خطار ‪ " :‬الأحاديث المعارضة للتقبيل والجواب عليها "‬

‫‪111‬‬

‫نقول ‪ :‬ذكر ابن خطار هذه الأحاديث ثم بعد ذلك أجاب عليها وسوف‬
‫أذكر كل وأنقل كلامه عليه ليمكن تأمله في موضع واحد ‪.‬‬

‫حديث أنس ‪: ‬‬

‫قال ابن خطار ‪ " :‬هناك أحاديث تدل بظاهرها على النهي عن‬
‫التقبيل وهي ‪ (:‬عن سيدنا أنس ‪ ‬قال ‪ :‬قال رجل‪ :‬يا رسول الله ‪،‬‬
‫الرجل منا يلقى أخاه أو صديقه أينحني له ؟ قال ‪ :‬لا ‪ ,‬قال ‪ :‬أفيلتزمه‬

‫ويقبله ؟ قال ‪ :‬لا ‪ ،‬قال ‪ :‬أفيأخذ بيده ويصافحه ؟ قال ‪ :‬نعم ) ‪.‬‬

‫فالجواب على هذه الأحاديث أنها ضعيفة لا تصلح للمعارضة ‪ :‬أما‬
‫الحديث الأول منها فقد نقل الحافظ العراقي تضعيفه في المغني عن‬

‫أحمد والبيهقي " ‪.‬‬

‫نقول ‪ :‬هذا الحديث قال عنه ابن خطار في الحاشية‪ (( :‬أخرجه‬
‫الترمذي (‪. )) )4741‬‬

‫وقد أخرجه أيضاً أحمد (‪ , )63017‬وابن ماجه (‪ , )3704‬والبيهقي‬
‫(‪ , )63376‬وأبو يعلى (‪ , )2417‬وغيرهم ومداره على حنظلة‬
‫السدوسي وهو ضعيف كما قال ابن حجر في التقريب (ص‪)612‬‬

‫فالحديث إسناده ضعيف ‪.‬‬

‫لكن قد حسنه بعض العلماء لوجود متابعات له فالترمذي بعد أن أخرجه‬
‫قال‪ :‬هذا حديث حسن ‪.‬‬

‫‪111‬‬

‫وابن حجر ذكر في التلخيص (‪ )67/2‬تحسين الترمذي له وأقره على‬
‫ذلك ‪.‬‬

‫وقد حسنه الألباني في الصحيحة (‪. )610‬‬

‫فهو حديث أقل أحواله أنه محتمل للتحسين ‪ .‬لكن كثير من الأحاديث‬
‫التي احتج بها ابن خطار لا مجال لتحسينها والاحتجاج بها ومع هذا‬
‫احتج بها ‪ ,‬فلماذا في هذا الحديث يظهر الاهتمام بكلام علماء الحديث‬

‫وفي مواضع أخرى لا يبالي بكلامهم ؟ ‪.‬‬

‫أردت بهذا أن أبين أن ابن خطار لا يبالي ولا يهتم بمن صحح أو‬
‫ضعف إنما المهم عنده هل الحديث يؤيده أم لا ‪ ,‬فإن كان الحديث يؤيده‬
‫احتج به وأغفل كل كلام قيل في ضعفه ‪ ,‬وإن كان ما في الحديث يدل‬
‫على خلاف ما يرى ابن خطار ضعفه وإن كان أقل ضعفاً بكثير من‬

‫الأحاديث التي احتج بها ‪.‬‬

‫لماذا ضعف ابن خطار هذا الحديث ؟‬

‫الجواب ‪ :‬لأن العراقي نقل عن أحمد والبيهقي تضعيفه ‪.‬‬

‫سأنقل لك أيها القارئ هذا المثال من موضوع التوسل‪:‬‬

‫قال ابن خطار ‪ (( :‬ومنها حديث سيدنا أبي أمامة عندما مر به سعيد‬
‫الأودي ‪ ،‬أو الأزدي ‪ ،‬وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة فقال له ‪ :‬يا سعيد إذا‬
‫م ُت فاصنعوا بي كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ‪(( :‬‬
‫إذا مات أحدكم فسويتم عليه التراب فليقم أحدكم على رأس القبر ثم‬
‫ليقل ‪ :‬يا فلان بن فلانة فإنه يسمع ولا يجيب ـ أي لا يستطيع الجواب ـ‬

‫‪120‬‬

‫ثم ليقل ‪ :‬يا فلان بن فلانة المرة الثانية فإنه يستوي قاع ًدا ‪ ،‬ثم ليقل يا‬
‫فلان بن فلانة المرة الثالثة فإنه يقول‪ :‬أرشدنا يرحمك الله ولكن لا‬
‫تشعرون ‪ )) ..‬وقال الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير ما نصه ‪(( :‬‬
‫قوله ‪ :‬ويستحب أن يلقن الميت بعد الــدفن ‪ ،‬وحديث التلقــين إسناده‬

‫صالح وقد قـواه الضياء في أحكامه )) )) ‪.‬‬

‫نقول ‪ :‬قال الهيثمي في ( مجمع الزوائد ) (‪ (( : )613/3‬رواه‬
‫الطبراني في الكبير وفي إسناده جماعة لم أعرفهم )) ‪ ،‬وقال النووي في‬
‫المجموع (‪ (( : )302/7‬إسناده ضعيف )) ‪ ،‬وضعفه الحافظ العراقي‬
‫في تخريج الإحياء (‪ ، )461/2‬وقال ابن القيم في زاد المعاد (‪)704/6‬‬
‫‪ (( :‬لا يصح رفعه )) ‪ ،‬وقال الصنعاني في سبل السلام (‪(( : )74/6‬‬
‫ويتحصل من كلام أئمة التحقيق أنه حديث ضعيف والعمل به بدعة ولا‬
‫يغتر بكثرة من يفعله )) ‪ .‬وقال العجلوني في (كشف الخفاء ) (‪)377/4‬‬
‫‪ (( :‬وضعفه ابن الصلاح ثم النووي وابن القيم والعراقي والحافظ ابن‬
‫حجر في بعض تصانيفه وآخرون )) فالحديث ضعيف لا يحتج به ولا‬
‫يجوز العمل به فهو بدعـة كما قال الصنعاني ـ رحمه الله تعالى ـ ‪ ،‬وأما‬
‫قول الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ ‪ (( :‬إسناده صالح )) فهو مردود‬
‫فالراوي عن أبي أمامة ‪ :‬سعيد بن عبد الله الأودي أو الأزدي لم يترجم‬
‫له الحافظ بجرح ولا تعديل و كذلك الذهبي فهو رجل مجهول ‪ ،‬ولاحظ‬
‫أيها القارئ الكريم قول الهيثمي ‪ (( :‬وفي إسناده جماعة لم أعرفهم ))‬
‫فكيف يكون إسناده صالح وفيه رواة لا ُيعرفون ؟ ‪ .‬ثم إن الحافظ ابن‬
‫حجر نفسه قد ضعفه في بعض كتبه كما قال العجلوني ‪ ،‬وقول ابن‬

‫الحجر بتضعيف الحديث هو الموافق للصواب ‪.‬‬

‫‪121‬‬

‫أرأيت أيها القارئ كل هؤلاء ضعفوا الحديث وتعامى ابن خطار عن‬
‫ذلك لأن الحديث يوافق هواه فيجب أن يكون صحيحاً ‪.‬‬

‫حديث أبي هريرة ‪: ‬‬

‫ثم قال ابن خطار ‪ " :‬وأخرج الطبراني وأبو يعلى وابن عدي عن‬
‫سيدنا أبي هريرة ‪ ‬قال ‪( :‬دخلت يوماً السوق مع رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم فجلس إلى الب َّزاز فاشترى سراويل بأربعة دراهم وكان‬

‫لأهل السوق و ّزان ‪ ،‬فقال له صلى الله عليه وسلم ‪(:‬زن وأرجح ؟)‬

‫فقال الوزان ‪ :‬إن هذه الكلمة ما سمعتها من أحد قال أبو هريرة ‪:‬‬
‫فقلت له ‪ :‬كفى بك من الوهن والجفاء ‪ ،‬ألا تعرف نبيك ‪ ،‬فطرح‬
‫الميزان ووثب إلى يد النبي صلى الله عليه وسلم يريد تقبيلها فجذب‬
‫يده منه ‪ ,‬وقال‪ :‬هذا إنما تفعله الأعاجم بملوكها ولست بملك ‪ ،‬إنما أنا‬
‫رجل منكم) وأما الحديث الثاني ‪ :‬فقد أورده ابن الجوزي في‬
‫الموضوعات ‪ ،‬وعن الدارقطني أنه قال ‪ :‬في الإفراد ‪ :‬الحمل فيه على‬
‫يوسف بن زياد ‪ ،‬لأنه مشهور بالأباطيل ‪ ،‬ولم يروه عن الإفريقي‬
‫غيره ‪ ،‬وعن ابن حبان أنه قال في الإفريقي ‪ :‬يروي الموضوعات عن‬

‫الأثبات " ‪.‬‬

‫نقول ‪ :‬نقل ابن خطار هذا الكلام عن غيره ولم يذكر مصدر هذا‬
‫الحديث بأرقامه ولا أحال إلى المصدر الذي نقل عنه قوله هذا ‪.‬‬

‫أيها المسلم اقرأ الآن هذه الأمثلة من كلام ابن خطار لتعلم حاله‪:‬‬

‫‪122‬‬

‫قال ابن خطار ‪ (( :‬وعن أبي سعيد الخدري ‪ ‬قال ‪ :‬قال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ‪ (( :‬من خرج من بيته إلى الصلاة فقال ‪ :‬اللهم‬
‫إني أسألك بحق السائلين عليك وأسألك بحق ممشاي هذا ‪ .‬فإني لم‬
‫أخرج أش ًرا ولا بط ًرا ولا ريا ًء ولا سمع ًة ‪ ،‬وخرجت اتقاء سخطك‬
‫وابتغاء مرضاتك ‪ ،‬فأسألك أن تعيذني من النار وأن تغفر لي ذنوبي إنه‬
‫لا يغفر الذنوب إلا أنت ‪ ،‬اقبل الله عليه بوجهه واستغفر له سبعون ألف‬
‫ملك)) هذا حث ظاهر منه للصحابة على التوسل إلى الله تعالى بجاه‬
‫ومنزلة السائلين عنده والسائلين جمع يشمل الأموات والأحياء ومن‬

‫كان حاضر ًا ومن كان غائباً )) ‪.‬‬

‫أيها المسلم هذا الحديث أورده ابن خطار محتجاً به في موضوع التوسل‬
‫‪ ،‬وهذا الحديث مداره على عطية بن سعد العوفي هو الذي رواه عن‬

‫أبي سعيد الخدري ‪. ‬‬

‫وهذا الراوي قال عنه الإمام أحمد ‪(( :‬ضعيف الحديث)) ‪ .‬وقال أبو‬
‫زرعة الرازي ‪(( :‬لين)) ‪ .‬وقال أبو حاتم الرازي ‪(( :‬ضعيف ‪ ،‬يكتب‬
‫حديثه)) ‪ .‬وقال أبو داود السجستاني ‪(( :‬ليس بالذي يعتمد عليه)) ‪.‬‬
‫ولخص الحافظ ابن حجر كلام علماء الجرح والتعديل فيه فقال في‬

‫التقريب (‪ (( : )171/6‬صدوق يخطئ كثي ًرا وكان شيع ًيا مدل ًسا )) ‪.‬‬

‫فراو هذا حاله كيف يصحح حديثه ؟ فالحديث ضعيف ‪ ,‬قال عنه‬
‫البوصيرى صاحب مصباح الزجاجة (‪ (( : )471/6‬هذا إسناد مسلسل‬
‫بالضعفاء ؛ عطية هو العوفي ‪ ،‬وفضيل بن مرزوق والفضل كلهم‬
‫ضعفاء ‪ ،‬لكن رواه ابن خزيمة في صحيحه من طريق فضيل بن‬
‫مرزوق فهو صحيح عنده )) ‪ .‬وقال النووي في كتابه الأذكار‬

‫‪123‬‬

‫(ص‪ (( :)34‬وروينا في كتاب ابن السني عن بلال ‪ ‬قال ‪ :‬كان‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ ثم ذكر نحو الحديث السابق ـ ثم قال ‪:‬‬
‫حديث ضعيف أحد رواته الوازع بن نافع العقيلي وهو متفق على ضعفه‬
‫وأنه منكر الحديث ‪ .‬وروينا في كتاب ابن السني معناه من رواية عطية‬
‫العوفي عن أبي سعيد الخدري ‪ ‬عن رسول الله صلى الله عليه وسلم‬

‫وعطية أي ًضا ضعيف )) ‪.‬‬

‫فإذا كان ابن خطار ضعف الحديث بسبب ضعف راو فيه فلماذا لا‬
‫يضعف هذا الحديث بسبب ضعف راويه ؟‬

‫الجواب ‪ :‬لأنه لا ينضبط بضوابط أهل الحديث وقواعدهم وإنما يحركه‬
‫الهوى والتعصب ولذلك يصحح ما وافقه ويضعف ما خالفه بدون نظر‬

‫إلى كلام علماء الحديث ‪.‬‬

‫حديث آخر عن أنس ‪: ‬‬

‫ثم قال ابن خطار ‪ " :‬وعن سيدنا أنس ‪ ‬مرفوع ًا ‪( :‬قبلة المسلم أخاه‬
‫المصافحة) ‪.‬‬

‫وأما الحديث الثالث ‪ :‬فقد قال ابن عدي عنه أنه غير محفوظ ‪ ،‬وأعله‬
‫بأن عمر ًا روى عن عمه مناكير " ‪.‬‬

‫نقول ‪ :‬اقرأ هذا الحديث الذي احتج به ابن خطار في موضوع التوسل‪:‬‬

‫قال ابن خطار ‪ (( :‬ومنها حديث سيدنا أنس ‪ ‬أنه صلى الله عليه‬
‫وسلم قال ‪ (( :‬إن أعمالكم تعرض على أقاربكم وعشائركم فإن كان‬

‫‪124‬‬

‫خي ًرا استبشروا وإن كان غير ذلك قالوا ‪ :‬اللهم لا تمتهم حتى تهديهم‬
‫كما هديتنا )) وفي رواية عن جابر ‪ (( : ‬إن أعمالكم تعرض على‬
‫أقاربكم وعشائركم في قبورهم فإن كان خي ًرا استبشروا به وإن كان‬
‫غير ذلك قالوا ‪ :‬اللهم ألهمهم أن يعملوا بطاعتك )) وهذا دليل نفع‬

‫الأموات من غير الأنبياء )) ‪.‬‬

‫نقول ‪ :‬هذا الحديث ضعيف أخرجه الإمام أحمد في مسنده (‪)612/3‬‬
‫من طريق سفيان عمن سمع أنس بن مالك يقول ‪ .. :‬الحديث ‪.‬‬

‫وهذا كما تلاحظ سند منقطع لأن الراوي عن أنس مجهول لا ُيعرف‬
‫ورواه الطبراني في الكبير قال الهيثمي في ( مجمع الزوائد ) (‪: )76/3‬‬
‫(( رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه مسلمة بن علي وهو ضعيف‬

‫)) ‪.‬‬

‫وقال الحاكم عن مسلمة هذا كما في تهذيب التهذيب (‪: )633/60‬‬
‫((روى عن الأوزاعي والزبيدي المناكير والموضوعات )) ‪.‬‬

‫فهذا حديث كحال الحديث الذي ضعفه هنا ابن خطار بل هو أشد منه‬
‫ضعفاً ومع هذا احتج ابن خطار به لأنه يوافق هواه ‪ ,‬وأما هذا الحديث‬
‫فقد بحث أو بعبارة أدق نقل عن غيره تضعيفه دون أن يكلف نفسه حتى‬

‫التأكد مما ينقل ‪.‬‬

‫وهذا مثال آخر من موضوع المولد‪:‬‬

‫قال (ابن خطار) ‪(( :‬وعـن أنـس‪ ( : ‬أن النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫عق عن نفسه بعد النبوة )‪ ،‬مع أنه قد ورد أن جده عبد المطلب عق‬
‫عنه في سابع ولادته والعقيـقة لا تعـاد مرة ثانية فيحمل ذلك على أن‬

‫‪125‬‬

‫الذي فعله النبـي صلى الله عليه وسلم إظـهار ًا للشكر على إيجاده‬
‫للعالمين ‪ ،‬وتشريع لأمته كما كان يصلي على نفسه كذلك )) ‪.‬‬

‫أيـها القـارئ الكريم اعلم أن هذا الخبر باطل لا يصح عن نبينا صلى‬
‫الله عليه وسلم ‪.‬‬

‫فقد أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (‪ ,)300/6‬والطبراني في الأوسط‬
‫(‪ ,)461/6‬وابن أبي الدنيا في كتاب النفقة على العيال (‪ )401/6‬من‬
‫طريق عبد الله بن محرر وهذا الراوي قد ضعفـه الإمام أحمـد ‪ ,‬وابن‬
‫المبارك ‪ ,‬وابن معــين ‪ ,‬وأبو نعيــم‪ ,‬والدارقطني‪ ,‬وغيرهم‪ ,‬وقال عنه‬

‫ابن حبان ‪ (( :‬كان يكذب ولا يعلم ويقلب الأسانيد ولا يفهم ))‪. 1‬‬
‫وقد ضعف هذا الحديث جمع من العلماء منهم ‪:‬‬

‫الـبـيــهـقـي في السنن الكبرى (‪ . )300/6‬والـنــووي في المجـمـوع‬
‫(‪ . )343/1‬وابـن حــجـر في الـفـتــح(‪ . )767/6‬وابن القـيــم في زاد‬

‫المـعــاد(‪. )303/4‬‬
‫والصـنعـاني في سبل السلام(‪ . )464/6‬والشـوكاني في نيل‬

‫الأوطـار(‪. )661/7‬‬
‫والمـباركفوري في تحفة الأحوذي(‪. )67/7‬‬

‫‪ 1‬انظر تهذيب الكمال (‪ , )32/16‬الكامل في الضعفاء (‪ , )133/4‬المجروحين (‪. )22/2‬‬

‫‪126‬‬

‫فـالحـديـث ضـعـيـف لا ُيـحـتـج بــه ‪ .‬وقد روي من طريق آخـر حـسـنه‬
‫بعض العلماء‪. 1‬‬

‫والصواب هو ضعف هذا الحديث كما ذكر ذلك النووي وابن حجر ‪.‬‬

‫خـاتمـة ابن خطار ‪:‬‬

‫ثم ختم ابن خطار كلامه فقال ‪ " :‬وبما أن الأحاديث السابقة لم يثبت‬
‫منها حتى حديث واحد فلا حاجة للعناء في تأويلها ‪.‬‬

‫وفيما ذكرناه كفاية لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد " ‪.‬‬
‫نقول ‪ :‬ليت هذا الميزان يزن به ابن خطار وعصابته دوماً ‪ ,‬فالحديث‬
‫الضعيف لا نحتج به ونستخرج منه أحكاماً نلزم الأمة بها ونعادي من‬
‫أجلها ونوالي من أجلها ‪ ,‬لكن للأسف يزنون بميزانين فإن كان الحديث‬
‫يوافقهم تعاموا عن كلام أهل العلم في تضعيفه ‪ ,‬فيصححوه ثم يبنوا عليه‬
‫أحكاماً ثم يشنعون على من ضعفه ‪ ,‬وإن كان الحديث لا يوافقهم تعاموا‬
‫عمن صححه فضعفوه أو أولوه أو تغافلوا عنه بالكلية ‪ ,‬وهذا الفعل ليس‬
‫فعل طالب الحق المتجرد في البحث والنظر ‪ ,‬وإنما هو فعل المتعصبة‬

‫للهوى والرأي ‪ ,‬عافانا الله وإياكم من كل سوء ‪.‬‬

‫‪ 1‬انظر المحلى لابن حزم (‪ , )521/0‬السلسلة الصحيحة للألباني (‪. )2620‬‬

‫‪120‬‬

‫الخاتمة ‪:‬‬

‫أيها المسلم الحبيب إلى قلبي أنت تعلم أن نبينا صلى الله عليه وسلم قال ‪:‬‬
‫(( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )) فانطلاقاً من هذا‬
‫الحديث سطرت ما قرأ َته رغبة في معرفة الحق والدعوة إليه والعمل به‬
‫فلم أجد مع القائلين بمشروعية التبرك بالصالحين وبقبورهم حجة‬

‫يستطيع المسلم أن يقابل بها ربه يوم القيمة ‪.‬‬

‫أخي الكريم لنتفق على أن أضع يدي في يدك ونتعاون سوياً ونتناصح‬
‫للعمل بهدي نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم فقد ـ والله الذي لا‬
‫إله إلا هو ـ بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق‬
‫جهاده حتى أتاه اليقين ‪ ,‬وتركنا على مثل البيضاء ليلها ونهارها سواء ‪,‬‬
‫ولنحرص على وصية ابن مسعود ‪ (( : ‬اقتصاد في سنة خير من‬
‫اجتهاد في بدعة )) ‪ ,‬فلماذا التنازع والتناحر على أمر لم يرد في القرآن‬

‫ولا في السنة ولم يعمله الصحابة ‪. ‬‬

‫وقد اتضح لك من خلال ما تقدم أن التبرك ينقسم إلى قسمين‪:‬‬

‫الأول ‪ :‬تبرك مشروع وهو الذي جاء الدليل الشرعي بمشروعيته ‪.‬‬

‫فالدليل الشرعي هو الذي يبين لنا أنه يجوز التبرك بهذا الشيء المخلوق‬
‫سواء كان مكاناً أو زماناً ‪ ,‬ويبين لنا وسيلة التبرك بهذا الشيء ‪.‬‬

‫‪121‬‬

‫والثاني ‪ :‬تبرك ممنوع وهو التبرك بشيء لم يأت الدليل الشرعي بجواز‬
‫التبرك به أو التبرك به بوسيلة غير شرعية ‪.‬‬

‫فالنوع الأول لا نقول بتحريمه ومنعه لأن الدليل جاء به ‪.‬‬

‫وأما النوع الثاني فإنه ممنوع لأنه إحداث عبادة لم يرد بها الشرع ‪ ,‬ومن‬
‫تأمل واقع المسلمين في كثير من البلاد ‪ ,‬هاله ما يراه ويسمعه من‬
‫التوسع في باب التبرك إلى درجة الوقوع في الفاحشة بدعوى طلب‬

‫البركة ‪ ,‬بل والوقوع في الشرك بهذه الدعوى ‪.‬‬

‫فإذا كان عمر ‪ ‬يقطع الشجرة خوفاً على عقائد الناس في ذلك الزمن ‪,‬‬
‫ونحن نشاهد ما تفعله الأضرحة والمشاهد في عقائد الناس في هذا‬
‫الزمن ‪ ,‬ألا يكون إغلاق هذا الباب فيه خير عظيم وهو سد الذريعة إلى‬

‫الشرك ‪ ,‬لكن للأسف ‪:‬‬

‫ولكـن لا حـياة لمـن تـنادي‬ ‫لقد أسمعت لو ناديت حياً‬

‫لاحظ أيها المسلم لو كان هناك أمر مباح ويؤدي إلى مفاسد نغلقه در ًء‬
‫لتلك المفاسد ‪ ,‬فكيف إذا كان هذا الأمر لا ُيشرع أصلاً ويؤدي إلى‬

‫مفاسد عظيمة فهذا لا شك يجب إغلاقه من جهتين ‪ ,‬كما هو الحال في‬

‫ما يدعو إليه ابن خطار ومن معه ‪.‬‬

‫ثم اعلم أيها المسلم أن أعظم ما يتبرك به المسلم هو كلام ربه تبارك‬
‫وتعالى وهو القرآن الذي بين أيدينا قال تعالى‪َ  :‬ه ٰـ َذا ِك َتاب أَن َزل َنا ُه‬
‫ُم َبا َرك َفا َّتبِ ُعوهُ َوا َّتقُوا لَ َعلَّ ُكم ُتر َح ُمو َن ﴿‪ , 1 ﴾١٤٤‬وقال تعالى‪ِ  :‬ك َتاب‬

‫‪ 1‬سورة الأنعام آية ‪. 115‬‬

‫‪121‬‬

‫أَن َزل َناهُ إِ َلي َك ُم َبا َرك لِّ َي َّد َّب ُروا آ َيا ِت ِه َولِ َي َت َذ َّك َر أُولُو الأَل َبا ِب ﴿‪, 1﴾٩٢‬‬
‫فاحرص على تلاوته وتدبره والعمل به فيحصل لك من بركته وخيره ما‬

‫سوف تراه في دنياك وآخرتك‪.‬‬

‫ولذلك حث النبي صلى الله عليه وسلم على التمسك به في خطبته‬
‫العظيمة في ذلك الجمع العظيم في ذلك المكان العظيم في ذلك الزمان‬
‫العظيم في حجة الوداع في يوم عرفة كان مما قال صلى الله عليه وسلم‬
‫في خطبته تلك ‪(( :‬وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به ‪:‬‬

‫كتاب الله ))‪.2‬‬

‫وأمر آخر يتبرك به المسلم وهو التمسك بسنة النبي محمد صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪ ,‬وهذا أيضاً من أعظم ما يتبرك به المسلم وقد نبهك النبي صلى‬

‫الله عليه وسلم على ذلك وأوصاك به وهو الحريص عليك الرحيم بك‬
‫قال صلى الله عليه وسلم‪ (( :‬عليكم بسنتي ))‪.3‬‬

‫فعليك أيها المسلم أن تعلم أن البركة كل البركة في اتباع الكتاب والسنة‬
‫وهو الصراط المستقيم الذي وصاك الله تعالى وأمرك به‪َ  :‬وأَ َّن َه ٰـ َذا‬
‫ال ُّس ُب َل َف َت َف َّر َق ِب ُكم َعن‬ ‫َو َلا َت َّتبِ ُعوا‬ ‫ٰ َذلِِصُك َمرا َِوطي َّصا ُمُكمس َت ِِبقي ِه ًماَل َع َفلَّا َُّكت ِبم ُع َتوَّت ُهقُوَِن‬
‫َسبِيلِ ِه ِ‬ ‫‪ ,‬فحافظ على وصية‬ ‫﴿‪4﴾١٤١‬‬
‫ربك ‪‬‬

‫وحافظ على وصية النبي الكريم الرحيم صلى الله عليه وسلم تكن من‬

‫الفائزين المفلحين ‪.‬‬

‫‪ 1‬سورة ص آية ‪. 21‬‬
‫‪ 2‬مسلم (‪. )1211‬‬

‫‪ 3‬أبو داود (‪ ، )4600‬والترمذي (‪. )2606‬‬
‫‪ 4‬سورة الأنعام آية ‪. 153‬‬

‫‪130‬‬

‫وأمـا مـسـألـة تـقـبـيـل الـيـد‬

‫فنقول فيه ما قاله الشاطبي رحمه الله تعالى في الموافقات (‪:)36/4‬‬
‫((وكذلك تقبيل اليد إن فرضنا أو سلمنا صحة ما روي فيه فإنه لم يقع‬
‫تقبيل يد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا نادراً ثم لم يستمر فيه عمل‬
‫إلا الترك من الصحابة والتابعين فدل على مرجوحيته)) فمن تأمل‬
‫أحوال كبار الصحابة الذين عاشوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في‬
‫المدينة لا يجد أنهم يقبلون يد النبي صلى الله عليه وسلم كلما دخلوا عليه‬
‫‪ ,‬ومن المعلوم أنه لا يوجد في الأمة أعظم بركة وخيراً من نبيها صلى‬
‫الله عليه وسلم ومع ذلك لم يفعلوا ذلك معه ‪ ,‬وما ثبت في بعض‬
‫الأحاديث التي مرت معنا أو في غيرها يدل على جواز تقبيل اليد لا‬
‫على استحبابه والحث عليه على أن يكون الدافع لهذا التقبيل هو الدين لا‬
‫الدنيا ‪ ,‬وأما ما يفعله بعض الناس ممن ينتسب إليهم ابن خطار من مد‬
‫أيديهم للناس لتقبيلها وغضبهم ممن لم يقبل يد الشيخ ‪ ,‬وعدهم ذلك من‬
‫سوء الأدب فهذا أمر خلاف هدي النبي صلى الله عليه وسلم وسنته‬
‫وسنة الخلفاء الراشدين من بعده قال ابن مفلح في الآداب (‪)421/4‬‬
‫ناقل ًا قول تقي الدين ‪(( :‬وأما ابتداء الإنسان بمد يده للناس ل ُيقبلوها‬
‫وقصده لذلك ‪ ,‬فهذا ُينهى عنه بلا نزاع كائناً من كان ‪ ,‬بخلاف ما إذا‬
‫كان المقبل هو المبتدئ بذلك)) هذا هو خلاصة القول في تقبيل اليد الذي‬
‫يستميت ابن خطار وعصابته لإثباته على الوجه الذي لا يدل الدليل عليه‬
‫فهم يثبتونه عند كل لقاء وقد رأيت بنفسي رجل ًا في أحد المساجد بعد‬
‫صلاة الجمعة جلس على الأرض ومد قدميه فيأتي الناس ينزلون كهيئة‬

‫الساجد ليقبلوا أطراف قدم ذلك الرجل وركبته ويده ‪.‬‬

‫‪131‬‬

‫هل هذا الفعل الذي تحثون الناس عليه فعله رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ؟ هل فعله الصحابة ‪ ‬؟ ‪.‬‬

‫الجواب ‪ :‬لم يفعلوه ‪ ,‬وأما حديث ثابت البناني وأنه كلما دخل قبل يد‬
‫أنس ‪ ‬فقد بينا ضعفه ‪ ,‬وهو على ضعفه ليس فيه أن أنساً يمد يده له‬
‫ويطالبه بتقبيلها وإنما هو الذي يبادر إلى يد أنس ليقبلها ‪ ,‬وإذا لم يكن‬

‫هذا من فعل الصحابة ‪ ‬فلا ينبغي لغيرهم أن يفعله ‪.‬‬
‫أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يصلح نياتنا وذرياتنا وأن يغفر‬

‫زلاتنا‬
‫اللهم أرنا الحق حقاً ‪ ,‬وارزقنا اتباعه ‪ ,‬وأرنا الباطل باطلاً ‪ ,‬وارزقنا‬

‫اجتنابه‬
‫والـحـمـد للـه أول ًا وآخـراً‬

‫‪132‬‬

‫الفهرس ‪:‬‬

‫المقدمة ‪5 .................................................................................‬‬
‫معاني التبرك ‪9 ..........................................................................‬‬
‫مواضع البركة ‪9 .........................................................................‬‬
‫معنى التبرك بآثار الصالحين ‪01 .......................................................‬‬
‫حقيقة التبرك ‪01 .........................................................................‬‬
‫التبرك بسور القرآن الكريم ‪01 .........................................................‬‬
‫التبرك بقبر النبي صلى الله عليه وسلم ‪01 ............................................‬‬
‫تبرك أبي أيوب الأنصاري بقبر النبي صلى الله عليه وسلم ‪01 .......................‬‬
‫تبرك ابن عمر ‪ ‬بمنبر النبي صلى الله عليه وسلم ‪10 ..............................‬‬
‫تبرك الصحابة ‪ ‬برمانة منبر النبي صلى الله عليه وسلم ‪11 ........................‬‬
‫قصة طلب عمر ‪ ‬أن يدفن بجوار صاحبيه ‪41 ......................................‬‬
‫نقل ابن خطار لقول بعض من يرى استحباب تقبيل حجرة النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫ولمس قبره‪41 ............................................................................‬‬
‫تمرغ بلال ‪ ‬بقبر النبي صلى الله عليه وسلم ‪46 ....................................‬‬

‫‪133‬‬

‫زعم ابن خطار أن ابن عمر ‪ ‬وضع يده على قبر النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫‪32 ........................................................................................‬‬
‫استدلال ابن خطار بقول لابن حجر ‪37 ...............................................‬‬
‫استدلاله بقول للإمام أحمد ‪31 ..........................................................‬‬
‫استدلاله بقول ابن أبي الصيف ‪20 .....................................................‬‬
‫استدلاله بقول للمحب الطبري ‪26 ......................................................‬‬
‫التبرك بشعره صلى الله عليه وسلم ‪23 .................................................‬‬
‫التبرك بعرقه صلى الله عليه وسلم ‪70 ................................................‬‬
‫التبرك بجلده صلى الله عليه وسلم ‪74 ..................................................‬‬
‫التبرك بلباسه صلى الله عليه وسلم ‪71 .................................................‬‬
‫التبرك بموضع فمه صلى الله عليه وسلم ‪10 ..........................................‬‬
‫التبرك بيده صلى الله عليه وسلم وبموضعها ‪14 .......................................‬‬
‫تحري ابن عمر لآثار النبي صلى الله عليه وسلم ‪12 .................................‬‬
‫تمسح يزيد بن الأسود ‪ ‬بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪11 ....................‬‬
‫تبرك الصحابة بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪17 ...............................‬‬
‫التبرك بموضع قدمه صلى الله عليه وسلم ‪11 .........................................‬‬
‫التبرك بالأمكنة ‪16 .....................................................................‬‬
‫قطع عمر ‪ ‬لشجرة البيعة وتبرك ابنه ‪ ‬بها ‪76 ...................................‬‬

‫‪134‬‬

‫التبرك بدار مباركة ‪77 ..................................................................‬‬
‫التبرك بفضل وضوئه صلى الله عليه وسلم ‪77 .......................................‬‬
‫التبرك بتقبيل يد من مس رسول صلى الله عليه وسلم ‪71 ............................‬‬
‫تبرك ثابت البناني بيد أنس ‪76 ..................................................... ‬‬
‫تقبيل علي ‪ ‬يد العباس ‪ ‬ورجله ‪10 ...............................................‬‬
‫تقبيل يد واثلة ‪16 .................................................................... ‬‬
‫تقبيل ثابت ليد أنس ‪ ‬وعينه ‪13 ......................................................‬‬
‫تبرك الخلفاء الراشدين بحربة استعملها النبي صلى الله عليه وسلم ‪12 ..............‬‬
‫تبرك الخلفاء الراشدين بخاتم النبي صلى الله عليه وسلم ‪17 ..........................‬‬
‫التبرك بآثار الأنبياء السابقين ‪11 ......................................................‬‬
‫التبرك بآثار الصالحين ‪11 .............................................................‬‬
‫تبرك الإمام الشافعي بثياب الإمام أحمد ‪16 ............................................‬‬
‫تبرك الإمام أحمد بثياب الإمام الشافعي ‪64 ............................................‬‬
‫تبرك المقدسي بقبر الإمام أحمد ‪63 ....................................................‬‬
‫خـــاتمـــة ابن خطار في موضوع التبرك ‪62 .........................................‬‬
‫تقبيل اليد ‪61 ............................................................................‬‬
‫استدلال ابن خطار بقصة اليهوديين ‪61 ...............................................‬‬

‫‪135‬‬

‫استدلاله بتقبيل ابن عمر ومن معه ليد رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫‪61 ........................................................................................‬‬
‫استدلاله بتقبيل وفد عبد القيس ليد النبي صلى الله عليه وسلم ‪66 .....................‬‬
‫استدلاله بتقبيل ثابت ليد أنس ‪606 ................................................. ‬‬
‫استدلاله بتقبيل سواد بن غزية لبطن النبي صلى الله عليه وسلم ‪606 ................‬‬
‫استدلاله بتقبيل عمر ‪ ‬ليد النبي صلى الله عليه وسلم ‪603 .........................‬‬
‫استدلاله بتقبيل زيد ليد ابن عباس ‪603 ............................................ ‬‬
‫استدلاله بتقبيل ثابت ليد أنس ‪ ‬كلما دخل عليه ‪601 ................................‬‬
‫استدلاله بتقبيل أبو مالك الأشجعي ليد ابن أبي أوفى ‪607 ........................ ‬‬
‫وهم ابن خطار أو تدليسه ‪601 .........................................................‬‬
‫استدلاله بتقبيل علي ‪ ‬ليد عمه العباس ‪ ‬ورجله ‪601 ............................‬‬
‫استدلاله بتقبيل يزيد بن الأسود ليد واثلة ‪606 ..................................... ‬‬
‫استدلاله بتقبيل يد سلمة بن الأكوع ‪660 ........................................... ‬‬
‫استدلاله بتقبيل أبولبابة وكعب وصاحبيه ‪ ‬ليد النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫‪660 ......................................................................................‬‬
‫استدلاله بتقبيل أبو عبيدة ‪ ‬ليد عمر ‪666 ........................................ ‬‬
‫استدلاله بقول للنووي والباجوري ‪664 ................................................‬‬
‫استدلاله بقول لابن عابدين والطحطاوي والزيلعي ‪662 ..............................‬‬

‫‪136‬‬

‫استدلاله بما نقله السفاريني عن بعض الحنابلة ‪667 ..................................‬‬
‫تلاعب ابن خطار بكلام ابن حجر في الفتح ‪667 .....................................‬‬
‫ذكر ابن خطار أحاديث تدل على النهي عن تقبيل اليد ‪661 ..........................‬‬
‫حديث أنس ‪666 ..................................................................... ‬‬
‫حديث أبي هريرة ‪644 ............................................................. ‬‬
‫حديث آخر عن أنس ‪642 .......................................................... ‬‬
‫خـاتمـة ابن خطار ‪647 .................................................................‬‬
‫الخــاتـمة ‪641 ...........................................................................‬‬
‫الفهرس ‪633 ............................................................................‬‬

‫‪130‬‬

‫ردمك ‪809-8856-69-008-6 :‬‬

‫‪131‬‬


Click to View FlipBook Version