The words you are searching are inside this book. To get more targeted content, please make full-text search by clicking here.
Discover the best professional documents and content resources in AnyFlip Document Base.
Search
Published by louha.sofiane, 2019-07-06 13:04:59

مجلة مصابيح العلم 04

مجلة مصابيح العلم 04

‫فهرس العدد‬

‫تجدون في هذا العدد‬

‫العدد الرابع‪ ،‬ربيع الآخر ‪1440‬هـ‪ -‬نوفمبر‪.2018‬‬

‫◂ الافتتاحية‬

‫بِلاَ َم ٍّن! ‪2 ............................................................‬‬ ‫نشرة دعوية ُتعنى بالتراث‬
‫◂ عقيدة وتوحيد‬ ‫والمخطوط وال ِسَير والَّتاريخ‬

‫فِ ْر َي ُة ال َو َّهابِ َّية (‪3................................................. )٠٤‬‬ ‫التحرير‪:‬‬
‫ال َّشيخأحمدح َّماني َي َغا ُرعلىال َّتو ِحيد‪،‬و َي ْحطِ ُمال ُق ُبو ِر َّيةوال ُق ُبو ِر ِّيين‪4......‬‬
‫سمير سمراد‬

‫◂ سبيل ال ُّسَّنة‬ ‫للتواصل‪:‬‬
‫َل ْي َت ُك ْم ُكنْ ُت ْم َمالِك َّي ًة! ‪ -‬ال َّشيخ عمر بن البسكري ال ُع ْقبِي‪6...............‬‬
‫الهاتف‪:‬‬

‫◂ واقع الُأ َّمة‬ ‫‪(+213)557658006‬‬
‫ال َم ْخ َر ُج مِ َن الأَ ْز َمة! ‪ -‬نصيحة ال َّشيخ عمر َد ْر ُدور ‪7...................‬‬ ‫البريد الإلكتروني‪:‬‬
‫ال َو ْق ُت َو ْق ُت َأ ْع َمال‪،‬ل َا َو ْق ُت َأ ْق َوال!!‪-‬ال َّشيخال ُف َض ْيلال َو ْرتِ َلنِي ‪8.........‬‬
‫‪[email protected]‬‬

‫الموقع‪:‬‬

‫◂ سير وتراجم‬ ‫‪www.ilmmasabih.com‬‬

‫ال َّشيخ عيسى عل َّية الإبراهيمي ال ِّدي ِسي ‪9..............................‬‬

‫◂ آثاٌر َسلَ ِفَّية‬
‫آثا ٌر َس َل ِف َّية في ُح ْس ِن ُمعا َش َرة ال ِإ ْخ َوان‪16................................‬‬

‫◂ أَ َد ُب ال َو َصاَيا‬
‫َو ِص َّية أحمد بن أبي سليمان ال َّص َّواف لِ َطالِ ِب ال ِعلم‪18..................‬‬

‫◂ أَ َد ُب ال ِّر ْحَلت‬
‫مِن ِر ْحلاَت ال َّشيخ الأزهري ثابت (‪19............................ )٠٢‬‬

‫◂ قصائ ُد وأشعاٌر‬
‫مِن إِ ْن َشا َدات أبي طاهر ابن ِس َل َف َة الأصبهاني ‪22.........................‬‬
‫‪1‬‬ ‫◂ تاريخ ومدن‬

‫َو ْه َران الإسلام َّية ‪25...................................................‬‬

‫الافتتاحية‬

‫افتتاِبل َاحيةمَ اّنٍل!عدد‪:‬‬

‫إ َّن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره‪ ،‬ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن س ِّيئات أعمالنا‪ ،‬من يهده‬

‫الله فلا مض َّل له‪ ،‬ومن يضلل فلا هادي له‪ ،‬وأشهد أن لا إله إ َّل الله وحده لا شريك له‪ ،‬وأشهد أ َّن مح ّم ًدا‬

‫عبده ورسوله‪.‬‬

‫ث َّم أ َّما بع ُد‪ :‬ما شاء الله لا ق َّو َة إلا بالله‪ .‬الحم ُد لله ا َّل ِذي َه َدانا لِ َه َذا‪ ،‬وما ُكنَّا لِنَهت ِد َي لو َل َأ ْن َه َدا َنا الل ُه‪َ .‬لول َا‬
‫الل ُه ما ا ْه َت َد ْينَا ولا ُص ْمنَا ولا َت َص َّد ْقنَا ولا َص َّل ْينَا‪ ،‬ولا َخ َّطت َأنامِ ُلنا شي ًئا في َب ِّث ال ِعلم و َن ْش ِر الهداية و َب ْع ِث آثا ِر‬

‫الأسلا ِف‪ ،‬ف َل ُه سبحانه وح َد ُه ال ِمنَّ ُة‪َ ،‬ف َأ ْن ِز َل ْن ‪-‬يا َر ِّب‪َ -‬سكِينَ ًة علينَا‪َ ،‬ونح ُن عن َف ْضلِ َك ما استغنَ ْينَا‪.‬‬

‫هذا وإ َّن ما َيجد ُه القار ُئ الكري ُم في هذه ال َّص َحائِف‪ُ ،‬ه َو ل ُه َغي َر َم ْمنُو ٍن علي ِه في ِه‪ ،‬وإِ َّنما ِه َي هدا َيا مِن‬
‫أ ٍخ يتش َّب ُه بالكِ َرا ِم‪َ ،‬ويقت ِدي ب ِف َعا ِل رجا ٍل‪ ،‬لا َي ُمنُّو َن على أح ٍد‪ ،‬ويرو َن ال ِمنَّ َة للنَّا ِس علي ِهم؛ أن كا ُنوا يتل َّقو َن‬
‫عنهم و َيسم ُعو َن من ُهم‪ ،‬ويقو ُل قائِ ُل ُهم‪َ :‬و ِد ْد ُت لو أ َّن النَّا َس َعلِ ُموا ما َعلِ ْم ُت و َع َر ُفوا ما َع َر ْف ُت‪ ،‬ويقول‪ :‬و َلم‬
‫ين ِس ُبوا إل َّي شي ًئا من ُه‪َ .‬وإ َّنما ِه َي أمان ُة العلم وح ُّب الخي ِر للنَّا ِس والنُّص ُح لهم‪ .‬ونعو ُذ بالله ‪-‬كما تع َّو ُذوا‪ -‬مِن‬

‫تعا ُظ ٍم أو افت َخا ٍر أو ا ِّدعا ِء منزل ٍة لم نب ُل ْغ َها أو تش ُّب ٍع ب َما لم ُن ْع َط‪-‬أعني‪ :‬نف ِسي وأمثالِي‪.-‬‬

‫وقد استوق َفنِي مِن آثار أولئك الأسلاف ال َّصالحين‪ :‬أثرا ِن بال َغا ِن في ِع َظ ِة النَّ ْف ِس و َتربيتِ َها‪:‬‬

‫أولهما‪ :‬عن عوف الأَعرابي؛ َأ َّن ُه كان َي ُقو ُل لِ ُجل َسائِ ِه‪َ « :‬أ َما َواللهِ‪َ ،‬ما ُن َع ِّل ُم ُك ْم ِم ْن َج َها َلة‪َ ،‬و َلكِ ّنَا ُن َذ ِّك ُر ُك ْم‬
‫َب ْع َض َما َت ْعرِ ُفو َن‪َ ،‬ل َع َّل اللهَ َأ ْن َي ْن َف َع ُك ْم بِ ِه»[[ر[[وا‪.‬ه أحمد في «الزهد» (ص‪.])376‬‬

‫ثانيهما‪ :‬قا َلااللححسس ُنُنييووًم ًامالأَلأََح َ ِحد ِدَبنِ َبنِي ايل اِّلش ِّ ِّشخي ِّخري‪:‬ر‪َ:‬ح ِّدَ ْحثنَِّدا ْثنَيا يُغالاَُغُمل!اَ!ُمف!ق!افلق‪:‬اإِ َّنلا‪َ :‬لإِ َّنما َن َْلب ُلم ْغ َن ْبَهُل َذْغا يَها َأذ َبااياس َأعَبيا ٍد!سفعيقاٍدل!‬
‫افلقاحلسالُنحس ُن‪« :$‬و َأ‪ُّ$‬ي َن‪:‬ا«َب َلو َأَغُّي َناه ََبذ َلا‪َ،‬غ َوهَّد َاذال‪َّ،‬ش َيو َّدَطاالُن َّ‪،‬شيَل َوطاَت ُ َنم‪َّ ،‬كَل َون َتِم َمن َّكهَنِذ ِهم‪.‬نَوالهل ِهِذ ِهل‪.‬و َلواَال َلمهِا لَأ ْوعلَقا َد َماالل َأهُ ْععَقل َدىالالهُ ُعلعلماىِء اَللمُع َلن ْنماطِ ِْءق َل!»م‬

‫[َنرنْواهطِ أْقح!م»د[ف[ي[«‪.‬الزهد» (ص‪.])328‬‬

‫وكتبه‪:‬‬ ‫‪2‬‬
‫أبو محمد سمير سمراد‬

‫[[[ [رواه أحمد في «الزهد» (ص‪.])376‬‬
‫[[[ [رواه أحمد في «الزهد» (ص‪.])328‬‬

‫عق ايلادفةتتواتحويحةيد‬

‫ْ َ ُ َ َّ َّ‬
‫فِرية الوهابِية (‪)٠٤‬‬

‫ال َّشيخ عبد القادر بن إبراهيم المَ ْسَعدي•‬

‫ال َّسـ َل ِف ّيي َن الجزائر ِّييـن بال َّو َّهابِ ِّييـن!‪:‬‬ ‫❍ قـال ُم َحـ ِّرر جريـدة «ال َب َصائِـر» ال َّسـ َل ِف َّية‪:‬‬
‫«ال َّشـيخ عبـد القـادر بـن إبراهيـم‪ُ :‬هـو مِن « َم ْسـ َعد»؛‬
‫«ل َا طريقـ َة ُتو ِصـ ُل إلـى َمرضـا ِة اللهِ َغيـر طريـ ِق‬ ‫إحـدى ُقـ َرى «أولاد َنايِـ ْل»‪ ،‬عالِـ ٌم ذكِـ ٌّي ُم ْصلِـح‪،‬‬
‫ُمح َّمـ ٍد ﷺ و َأصحابِـ ِه والأئ َّمـة ال َّرا ِشـ ِدين‪:‬‬ ‫َت ْخ َشـا ُه ال ُّط ُرقِ َّيـ ُة علـى ُسـ ْم َعتِها في تلـك الجهـات‪،‬‬
‫ف ِهـ َي لا َت ْف َتـ ُأ ُت َد ِّبـ ُر لـ ُه المكايِـد لِ ُتع ْرقِـ َل حرك َتـ ُه‬
‫ُأو َل ِئـــك آ َبا ِئـــي َف ِج ْئ ِِإنـَـذـايَج ِبمِمعْثتِلنِــهـــاـيـمــا َج ِريـــ ُر ال َم َجا ِمـــ ُع‬
‫ال ِإصلاح َّيـة»[[[‪.‬‬
‫وإِن ُكنـ ِت َتنْ ِسـبِينَهم َأ َّي ُت َهـا ال َو َر َقـ ُة ال َّضا َّلـ ُة‬
‫❍ قال ال َّشيخ عبد القادر بن إبراهيم ال َم ْس َعدي‬
‫ال ُم ِض َّلـة! إلـى ابـ ِن عبـ ِد الوهـاب‪ ،‬إ َّل َأ َّنـ ُه حنبلـ ٌّي‬ ‫(‪1888‬م‪1956 -‬م) ‪« :$‬أنـا ُمنـ ُذ عرفـ ُت نف ِسـي‬
‫ُم َت َص ِّلـ ٌب في ِدينِـ ِه‪َ ،‬جـزا ُه الل ُه َعـن الأُ َّمـة وال ِم َّلـة َخيـ ًرا‬ ‫لـم َأ ِحـد عـن َم ْشـ َربِي َطرف َة َعيـن مِن َقو ِل الحـ ِّق و َل ْو‬
‫علـى النَّ ْفـ ِس والأَقربيـن‪ ،‬وا ِّت َبـاع كتـا ِب الله و ُسـنَّ ِة‬
‫ك َسـائِر َأئِ َّمـة المسـلِ ِمين ال َها ِديـن ال ُمه َت ِديـن‪:‬‬ ‫رسـولِ ِه ﷺ‪ ،‬و َت ْزيِيـ ِف البِـ َدع بِ َأ ْسـ ِرها‪ُ ،‬م ْق َت ِد ًيـا في‬
‫َغ ْيـ َر َأ َّن ُسـ ُيو َف ُهم‬ ‫َفـ َا‬ ‫ذلـك بِ َهـ ْد ِي ابـ ِن عبـد الله‪ ،‬وبِ َقول ِة إِمـا ِم الأئِ َّمة و َن ْج ِم‬
‫ال َك َتا ِئــ ِب‬ ‫ِب ِهــ َّن ُف ُلــو ٌل ِمــن‬ ‫ِفي ِهـم‬ ‫َع ْيـ َب‬ ‫أهـل ال ُّسـنَّة؛ مالـ ِك بـ ِن أنـس ﭬ‪َ « :‬مـن ا ْس َت ْح َسـ َن‬

‫ِقــ َرا ِع‬ ‫بِ ْد َعـ ًة ف َقـد ا َّد َعـى أ َّن ُم َح َّمـ ًدا ﷺ َخـا َن ال ِّر َسـا َل َة»‪ ،‬إِ ْذ‬
‫لـي َمعرفـ ٌة بِ َم ْذ َهبِـه و َم ْشـ َربِ ِه‪ ،‬ومـا ِزلـ ُت و َلـن َأ َزال‬
‫وإِل َّا َف َعا ِدلِـي َبيـ َن َمذهبِـ ِه ال ُّسـنِّي ال َّسـنِ ّي‪ ،‬و َبيـ َن‬ ‫َأد ُعـو إلـى سـبي ِل َر ِّبـي بِال ِح ْك َمـ ِة َوال َم ْو ِع َظة ال َح َسـنَة‬
‫َم ْشـ َربِك ال َباطِنِ ِّي ال ِإ ْل َحاد ِّي ال ِإسـما ِعيل ِّي ال َّرافِ ِضي؛‬ ‫مـا ِعشـ ُت‪ُ ،‬م ْس َت ْسـ ِهلاً َمـا ُأل َاقِيـ ِه في تِلك ال َّسـبِيل»[[[‪.‬‬
‫َم ْذ َهـ ِب ال َّر ْقـص وال َّشـ ِخير وال َّضـ ْرب علـى الأَ ْسـ َتا ِه‬

‫بِالبِن ِديـر‪َ .‬ف َأيـ َن ال َّثـ َرى مِـ َن ال ُّث َر َّيـا؟»[[[‪.‬‬

‫❍ َوقـال ‪ $‬في ر ِّد ِه علـى َأر َبـاب ال َّز َوا َيـا‬

‫وأصحـاب ال ُّطـ ُرق ال ُّصوف َّيـة؛ مِ َّمن كا َن ينبِـ ُز العلماء ‪3‬‬

‫[[[ [«ال َب َصائِر»‪ ،‬عدد ‪( ،168‬ص‪.])5-4‬‬ ‫[[[ [«ال َب َصائِر»‪ ،‬عدد‪ ،161‬ص‪.]3‬‬
‫[[[ [«ال َب َصائِر»‪ ،‬عدد ‪( ،168‬ص‪.])5-4‬‬

‫عق ايلادفةتتواتحويحةيد‬

‫َّ َ َ ُ َّ‬ ‫َّ‬
‫الشيخ أ َح ْمد ُحم ُا ُني َّيغار ُعلُى اِّلتوحِيد‪،‬‬
‫ويح ِطم القبورِية والقبورِيين‬

‫أو ال َّشيخ أحمد ح َّماني َي ْك ِش ُف عن ِج َناي ِة ال َّشيخ ال َّشعراوي على بلاد الجزائر وأه ِلها!‬

‫لطلب قضاء الحوائج‪ ،‬وملج ًأ لنجاح المطالب‪،‬‬ ‫• ال َّشيخ أحمد ح َّماني‬ ‫‪4‬‬

‫وسألوا منها ما َيسأله العباد من ربهم‪ ،‬وش ُّدوا إليها‬ ‫َقال ‪ $‬بعد أن أورد حديث‪« :‬ال َّل ُه َّم لا َت ْج َع ْل‬
‫ال ِّرحال‪ ،‬وتم َّسحوا بها واستغاثوا‪ ،‬وبِالجملة إ َّنهم لم‬ ‫َق ْب ِري‪َ  ‬و َث ًنا ُي ْع َب ُد»‪:‬‬
‫َي َد ُعوا شي ًئا م َّما كانت الجاهل َّي ُة َتفع ُل ُه بالأصنام إل َّا‬
‫‪...« ‬ورغم هذا النَّهي ال َّصريح‪ ،‬وهذا ال َّتحذير‬
‫فعلوه‪ ...‬ومع هذا المنكر ال َّشنيع وال ُك ْفر الفظيع‪،‬‬
‫لا َن ِج ُد َمن َي ْغ َض ُب للهِ و َي َغا ُر حم َّي ًة لل ِّدي ِن ال َحنِيف‪،‬‬ ‫ال َّشديد فإ َّن بع َض المسلمين لم َينت ُهوا‪ ،‬وا َّتبعوا َسنَن‬
‫لا عال ًما ولا متع ِّل ًما ولا َأمِي ًرا‪ ،‬ولا وزي ًرا ولا َملِ ًكا‪.‬‬
‫اليهود و ُسنَّتهم‪ ،‬وق َّلدوا أهل الكتاب في طريقتهم‪،‬‬
‫وقد توارد إلينا من الأخبار ما لا ُي َش ُّك معه أ َّن كثي ًرا‬
‫فا َّتخذوا قبور (أوليائهم) مساجد‪ ،‬و َش ُّدوا ال ِّر َحا َل‬
‫من هؤلاء ال ُق ُبور ِّيين ‪-‬أو أكثرهم‪ -‬إذا توجهت عليه‬ ‫إليها‪  ،‬و َطا ُفوا بها و َت َم َّس ُحوا عليها‪ ،‬ومِنهم َمن َي ْد ُعوا‬
‫يمي ٌن مِن جهة خصمه َح َل َف بالله فاج ًرا‪ ،‬فإذا قيل له‬ ‫َساكِنِي َها ‪-‬مِن ُدو ِن اللهِ أو َم َع اللهِ‪ -‬لِ َج ْل ِب َن ْف ٍع أو َد ْف ِع‬
‫بعد ذلك‪ :‬ا ْحلِف بشيخك و ُمعتق َدك الول ِّي الفلاني‬ ‫َض ٍّر‪  ،‬ور ّبما كانت خشي ُته منهم أكبر في نفوسهم مِن‬
‫َت َل ْع َث َم وتل َّك َأ و َأ َبى واعترف بالحق‪ .‬وهذا من َأ ْب َي ِن‬
‫الأد َّلة ال َّدا َّلة على أ َّن ِشر َك ُهم قد بلغ فو َق ِشر ِك من‬ ‫خشية الله‪ ،‬و ُح ُّبهم إ َّياه كح ِّبهم الل َه‪ ،‬ولا حول ول َا ق َّو َة‬

‫قال‪ :‬إنه تعالى ثاني اثني ِن أو ثالث ثلاثة»اهـ‪.‬‬ ‫إل َّا بالله‪( ،‬ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ) [البقرة‪،]165:‬‬
‫ولي َس هذا الأمر قري َب ال َع ْه ِد َب ْل هو قديم‪ ،‬وليس‬
‫وما ذكـره ال َّشوكان ّيُ معرو ٌف ُم َشا َه ٌد ‪-‬منذ‬
‫أجيال‪ -‬في ك ِّل بلاد المسلمين‪ ،‬وما رواه مِن َت َقا ُع ِس‬ ‫خا ًّصا بقو ٍم‪ ،‬بل ع َّم بلاد الإسلام‪ ،‬قا َل ال َّشوكاني‬
‫ال ُعلماء والمتع ّل ِمين والأمراء والوزراء دون الواقع‬ ‫‪« :$‬كـم قد سرى مِن تشييد القبور وتحسينها‬
‫مِن مفاسد يبكي لها الإسلام‪ ،‬منها اعتقاد الجهلة‬

‫لها كاعتقاد الكفار للأصنام‪ ،‬وع ُظم ذلك فظنُّوا أ َّنها‬

‫قادرة على جلب النَّفع ودفع ال َّض ّر‪ ،‬فجعلوها َمقص ًدا‬

‫عق ايلادفةتتواتحويحةيد‬

‫بكثير‪ ،‬فـإ َّن الفتنة الكبرى والـبـاء الأعظم جاء ❒‪ ‬ليقول في آخــ ِر أجوبته (‪،)508 /2‬ط‪.‬‬

‫المسلمين مِن ُم َشا َر َك ِة بع ِض ال ُعلماء في الح ّج الوزارة‪ ،)90/2( ،‬ط‪ .‬عالم المعرفة‪:‬‬

‫«ملا َحظة‪ ... :‬و ُيـا َحـ ُظ في هذه الأجوبة‪...‬‬ ‫إلى هذه القبور و ُد َعــا ِء أصحابها‪ ،‬واعتقادهم في‬

‫(الأولياء) مِن َساكِنِي َها‪َ  ،‬ف َي ْو َم أن ُزر ُت «القاهرة» أ َّن بع َض ُعلماء الأزهر ‪-‬وهو ال َّشيخ ال َّشعراو ُّي‪-‬‬

‫في أواخر ال َّسبعينات وصادف إقامة «مولد سيدي َب َّث أثنا َء زيارتِ ِه للجزائر كثي ًرا مِن ال َّضلالات‪ ،‬منها‬

‫أحمد البدو ّي» (والح ّج إليه)‪ ،‬فذكرت ال ُّصحف تقدي ُس الق ُبور‪ ،‬وال ُخ ُضوع لل ُقبور ِّيين‪ ،‬وقد َت َو َّلى مِن‬
‫أ َّن عدد (ال ُح َّجاج) زاد على مليونين اثنين‪ ،‬وكان بع ُدالوزار َةل ُش ُؤو ِنال ِّدينفيمِصر‪،‬فلم َي ْح ِذ ْف َما َي َق ُع‬

‫في طليعتهم شيخ الجامع الأزهر ووزير الأوقاف في ال َم َوالِي ِد ال ُق ُبور َّية‪ ،‬ب ْل َذ َه َب و َزا َر َها و َع َّظ َم َها»اهـ‪،‬‬
‫«الـ ُّشـؤون ال ِّدين َّية»‪ ،‬وكلا ُهما مِـن أشهر علماء وتاري ُخ الأجوبة والملا َحظة‪1980/01/15 :‬م‪.‬‬

‫الأزهـر‪ ،‬وال َّثاني مك َث في الجزائر بضع سنوا ٍت‪،‬‬

‫و َأ ْح َيا فِي َها ما كانت َق َض ْت علي ِه الحركة الإصلاح َّية‬

‫ودعوة عبد الحميد بن‪ ‬باديس و«جمع َّية العلماء‬
‫المسلمين»‪ ‬قب َل َحـ ْظـ ِر نـشـا ِط نظامِها وعملِها‬

‫كمن َّظمة‪.‬‬

‫فمسؤول َّية العلماء أعظ ُم من مسؤول َّية ال ُح َّكام‬
‫والأُ َمراء والوزراء‪ ،‬ذل َك أ َّن العا َّم َة قد لا ُتفت ُن بهم‬
‫ولا ت َّتخذهم قـدو ًة في ال ِّدين‪ ،‬وإِن كا َن مِن َأ ْو َكـ ِد‬

‫واجباتهم حماي ُة وصيان ُة المسلمين في أموالهم‬

‫وأرواحهم وأنفسهم ودينهم ودنياهم‪.» ...‬‬

‫[«فـتـاوى ال َّشيخ أحمد حـ ّمـانيّ‪ :‬استشارات‬
‫شـرعـ ّيـة ومـبـاحـث فقه ّية» (‪،)501-499/2‬‬

‫مـنـشـورات وزارة الـ ّشـؤون الـ ِّديـنـ َّيـة‪ ،‬الجزائر‪5 ،‬‬

‫(‪ ،)90-88/2‬طبعة عالم المعرفة‪ ،‬جمع وتقديم‪:‬‬
‫مصطفى صابر]‪.‬‬

‫السابيفتلتاالسحنية‬

‫َ ْ َ ُ ْ ُ ْ ُ ْ َ َّ ً‬
‫ليتكم كنتم مالِكية!‬

‫كلمة صريحة لل َّشيخ عمر بن البسكري ال ُع ْق ِبي ~‬

‫ال َّشيخ عمر بن البسكري الُع ْقِبي•‬

‫ُت ِجي ُزو َن!‬ ‫قـــال الـشـيـخ عـمـر بــن الـبـسـكـري الـ ُعـ ْقـبِـي‬
‫«ال َّس َل ِف ّي»[[[ ‪$‬؛ [تـوفي عـام‪1968 :‬م] ‪ ...‬في‬
‫مال ٌك َيمنَع التهلي َل وسائ َر ال َّل ْغ ِو عن َد َح ْم ِل‬ ‫مناظرته مع ال ُّط ُرقِي ب ُعنوان‪ُ « :‬مناظر ُة ال ُمصلِح‬
‫الميت‪ .‬و َأن ُتم ُت َه ِّل ُلو َن و َت ْل ُغو َن وتتر َّن ُمو َن!!!‬
‫وال ُم َحافِظ!»‪:‬‬
‫مال ٌك لا ُيق ِّس ُم البدع َة إلى خمس ِة أقسا ٍم‪ .‬و َأن ُتم‬ ‫ال ُم َحافِظ[[[‪ :‬نح ُن مالك َّي ٌة لا ُنريد إلا مذه َب‬
‫ُتق ِّس ُمو َن!‬
‫الإمام مالك بن أنس ‪.$‬‬
‫ُق ْل لِي بِ َر ِّب َك لأَ ِّي َمذه ٍب َتنْ َت ِس ُبو َن وبِ َأ ِّي َشريع ٍة‬
‫َت ِدينُو َن؟!‬ ‫ال ُم ْص ِلح‪ُ :‬تري ُدو َن مذه َب مالك؛ ف َما َأعظ َمها‬
‫َسعاد ًة لو َتبِع ُتم لنا َمذه َب مالك!‬
‫ُقلنا ل ُكم‪ :‬ال ُّر ُجو ُع إلى ما كا َن َع َلي ِه ال َّس َل ُف‪.‬‬
‫ُقل ُتم‪َ :‬نح ُن مالِكِي ٌة!‪...‬‬ ‫مال ٌك ‪ $‬يقو ُل‪َ :‬ســ ْو ُق ال َه َدا َيا لِ َغي ِر مك َة‬
‫ضـا ٌل‪ .‬و َأن ُتم َت ُسو ُقو َنها و َتنْ َح ُرو َن َها عن َد ُق ُبور‬

‫ال َّصالِ ِحين!‬

‫ُقلنا لكم‪ :‬الرجو ُع إلى مذهب مال ٍك‪ُ .‬قل ُتم‪:‬‬ ‫مال ٌك يقول‪ :‬ال ِقراء ُة على ال ُقبور لي َست مِن ع َمل‬
‫َن ْح ُن َخلِي ُلو َن!!‪...‬‬ ‫ال َّس َلف‪ .‬و َأن ُتم َتقر ُؤون!‬

‫ُقلنا لكم‪ :‬الرجو ُع إلى ما كان علي ِه خلي ٌل‪ُ .‬قل ُتم‪:‬‬ ‫مال ٌك ُي َح ِّر ُم البنا َء على القبور‪ .‬و َأن ُتم َت ْبنُو َن!‬ ‫‪6‬‬
‫َنح ُن على ما َج َرى بِ ِه ال ُع ْر ُف و َم َضى ع َلي ِه ال َع َم ُل!!!‬
‫ولِ َم َذا َمن كا َن َقب َل ُكم مِن ال ُعلما ِء وال ُّص َلحا ِء ل َا‬ ‫مـالـ ٌك َيمنَع الـقـراء َة بصو ٍت واحــ ٍد‪ .‬و َأن ُتم‬

‫َينْ َه ْو َن‪»....‬اهـ‪[ .‬مجَلّة «ال ِّشَهاب»‪ُ ,‬جزء صفر‪1352‬هـ‪/‬جوان‪1933‬م]‬ ‫[[[ هكذا َل َّق َب ْت ُه جريد ُة «البصائر» في سلسلتها الثانية!‬
‫[[[ يعني‪ :‬ال ُّط ُرقِ ّي‪.‬‬

‫الواقفتعتالأحمية‬

‫َ َْ ُ َ َْ َ‬
‫المخرج ِمن الأزمة!‬

‫نصيحة ال َّشيخ عمر َد ْر ُدور ~‬

‫• ال َّشيخ عمر دردور‬

‫عن ُل َغتِنَا‪ ،‬بل َحا َر ْبنَا َها! و َت َخ َّل ْينَا عن ِدينِنا إلى أن‬ ‫«ال َّشيخ عمر دردور‪ :‬قائِ ُد ال َح َركة ال ِإصلاحية‬
‫َط ِم َع ال ِاستعما ُر في الرجوع إلى وطننا‪ ،‬بواسط ِة‬ ‫بِ َج َب ِل الأَ ْو َراس‪ ،‬و ُمع َت َم ُد جمعي ِة ال ُعلماء بِ ِه‪َ ،‬أ َّو ُل‬
‫ال َخ َو َن ِة مِن أبناء الجزائر! تحت غطا ِء ال ِّدي ُمقراطية‬ ‫َعالِ ٍم جزائر ٍّي ُيس َج ُن ُظل ًما في سبي ِل َنش ِر ال ِهداية‬

‫وال َّشفافِية!!‬ ‫ال ِإسلامية»[[[‪.‬‬

‫فال َمخ َر ُج مِـن الأَز َمـــ ِة ُهـو الـ ُّر ُجـو ُع إلـى اللهِ‬ ‫◘ قال ال َّشيخ عمر َد ْر ُدور ‪-‬تلميذ الإمام ابن‬

‫وال ِاعتِ َصا ُم ب َح ْب ِل اللهِ!»[[[‪.‬‬ ‫باديس‪( -‬رحمهما الله) [‪1913‬م‪2009-‬م]‪:‬‬

‫عندما كان ِشعاُرنا في الثورة التحريرية‪:‬‬ ‫«إِ َّن ال َفتر َة التي َنعي ُشها في الوقت الحاضر هي‬

‫ُ‬ ‫َفترَ ُة ِخز ٍي و َعا ٍر و َب ْه َد َل ٍة!!! وهذا ال ِخز ُي وال َعا ُر ُهو‬
‫الله أكبر!‬ ‫ِعقا ٌب مِن اللهِلنا؛ لأَ َّننَا َن ِسينَا الل َه ف َأن َسا َنا َأن ُف َسنا‪ .‬عندما‬
‫كان ِشعا ُرنا في الثورة التحريرية‪ :‬الل ُه أكبر! وال ِع َّز ُة للهِ‬
‫َّ ُ‬ ‫ولرسولِه والمؤمنين‪ ،‬كان النَّ ْص ُر َحلِي َفنَا‪ ،‬فتغ َّل ْبنَا‬
‫والعِزة للهِ ولرسولِه والمؤمنين‪،‬‬ ‫على َأعظ ِم ُقو ٍة في العالم! إنها ُمعجز ُة اللهِ للثورة‬

‫كان النَّ ْص ُر َح ِلي َف َنا‪ ،‬فتغلَّ ْب َنا على َأعظ ِم ُقو ٍة في العالم!‬ ‫الجزائرية في القرن العشرين! إنها ُمعجز ُة ال ِإيمان‪،‬‬
‫إنها ُمعجز ُة ال ِاعتصام ب َح ْب ِل اللهِ و َن ْب ِذ ال َّت َف ُّرق‪.‬‬

‫ال َّشيخ عمر َدْر ُدور الجزائري‬ ‫إِ َّن َفتر َة الـ ُّذ ِّل وال َه َوان التي َنعي ُشها الآ َن ِه َي‬
‫عقا ٌب مِن اللهِ؛ َعا َق َبنَا بال ِخ ْز ِي وال َعا ِر؛ لأَ َّننَا َخ َّر ْبنَا‬
‫‪7‬‬ ‫وطنَنَا و َأص َبحنَا َعا َل ًة على إِنتا ِج َغي ِر َنا! و َت َخ َّل ْينَا‬

‫[[[ [«البصائــر»‪ ،‬عــدد ‪ 12 ،95‬ذي الحجــة ‪1356‬هــ‪[ [[[ 14 -‬نقـ ًا عـن كتـاب‪« :‬الشـيخ عمـر دردور‪ ،‬سـيرة ومسـيرة»‬

‫(ص‪.])103‬‬ ‫جانفــي ‪1938‬م]‪.‬‬

‫الواقفتعتالأحمية‬

‫َأ ْق َوال!!‬ ‫َْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َأ ْعمَال‪،‬‬ ‫َْ ُ‬ ‫َْ ُ‬
‫وقت‬ ‫لا‬ ‫وقت‬ ‫الوقت‬

‫ِمن ِخطا ٍب ِلل َّشيخ ال ُف َض ْيل ال َو ْر ِت َل ِني‬

‫ال َّشيخ ال ُف َضْيل ال َوْر ِتَلِني•‬

‫سبيل الله ما ثبت محم ٌد؟ وهل نحن َأ َع ُّز عن َد الله مِن‬ ‫في يوم الثلاثاء ‪ 22‬رجب ‪1356‬هـ (‪ 28‬سبتمبر‬
‫‪1937‬م)‪ ،‬التالي لِيو ِم افتتاح مدرسة «دار الحديث»‬
‫محم ٍد‪...‬؟‪ ...‬ثم َن َعى على الأَ ْغ َرار الذين ا ْس َت ْه َو ْت ُهم‬ ‫بتلمسان‪َ « ...‬أ َل َّح الحا ِضرون على «ال َّشيخ ال ُف َض ْيل‬
‫ال َو ْرتِ َلنِي» أن ُيلقي خطا ًبا‪ ،‬ورغم اعتذاره عن ذلك‬
‫مباد ُئ بع ِض الأَحــزاب ال َه َّدا َمة! ف َت َر ُكوا مباد َئ‬ ‫بالجهد والتعب‪ ،‬زادوا عليه إِل َحا ًحا‪ ،‬فقام فألقى‬
‫محم ٍد وتعالي َم محم ٍد التي ِه َي مِن َو ْض ِع اللهِ علاَّم‬
‫ال ُغ ُيوب‪ ،‬و َن ُسوا َما ِضيهم ال َم ِجيد الحافِل بالعظائِم‬ ‫خطا ًبا بلي ًغا‪ ،‬فقال‪:‬‬

‫وجلائِل الأعمال‪"...‬اهـ[[[‪.‬‬

‫" أ ُّيها ال ِإخوان! لقد س ِمعنا مِن الأقوال الشي َء‬
‫الكثير‪ ،‬ولكننا لم َن َر مِن الأعمال شي ًئا!! ولي َس‬
‫الوق ُت وق َت أقـوا ٍل ولكنَّ ُه وق ُت أعمال‪ ،‬ف َي ِجب‬
‫ال ِإ ْقـا ُل مِن ال َقول والإكثار مِن العمل‪ ،‬وإلا ُكنَّا‬

‫ك َّذابين‪ ،‬لا ُنص ِّدق أقوا َلنا بأفعالِنا‪ ،‬والل ُه سبحانه‬

‫وتعالى يقول‪( :‬ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ‬

‫ﮡﮢﮣ ﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫ‬

‫ﮬﮭ) [الصف‪ ،]3-2:‬يج ُب علينا أن نتخ َّلق‬
‫بأخلا ِق محم ٍد وأن َنهتدي بهَ ْد ِي محم ٍد‪ ،‬وإن لم‬

‫َنعلم ُخ ُل َقه و َه ْد َي ُه ف ْلنَن ُظر إلى ال ُقرآن‪ ،‬وقد قيل‬ ‫‪8‬‬
‫لعائش َة ما ه َو ُخ ُلق محم ٍد فقالت‪ُ :‬خ ُل ُق ُه ال ُقرآن‪.‬‬
‫إن محم ًدا؟ ‪-‬واللهِ‪ُ -‬قـرآ ٌن َمحسو ٌس َيمشي فوق‬
‫الأرض‪ ،‬هل ُأو ِذينا في سبيل الله ما ُأوذي محم ٌد؟‬

‫هل ص َبرنا في سبيل الله ما ص َبر محم ٌد؟ هل ث َب ْتنَا في [[[ [عن جريدة «ا ُلأ َّمة»‪1937 ،‬م]‪.‬‬

‫اسليارفوتتاراحجيةم‬

‫َّ َّ ِّ‬
‫الشيخ عيسى علية الإبراهيمي الديسِي‬

‫من ال ِّرجال اَّلذين نهضوا بأعبا ِء الإصلاح في الأ َّمة الجزائرَّية به َّم ٍة عالية‪ ،‬ومن الأفذاذ اَّلذين‬
‫تجَّندوا لتطهير الحنيفَّية ال َّسمحة م َّما شابها من البدع والخرافات بعزيم ٍة صادقة‪:‬‬

‫ال َّشيخ أبو إبراهيم عيسى بن ال َّسعيد عليَّة الإبراهيمي ال ِّديسي ~‬

‫هو «الإبراهيمي»‪ :‬نسب ًة إلى «إبراهيم الغول»؛ ال ِّديسي»(ت‪1339:‬هـ =‪1921‬م)[[[‪« :‬ا َّلذي كان‬

‫شديد الإعجاب به»[[[‪ ،‬وقد لاز َم ُه ملازم ًة شديد ًة‬ ‫دفين بلدة «بوسعادة»‪ ،‬وواحـ ٌد م َّمن ُيشار إليهم‬
‫وأخذ عنه الكثي َر‪ ،‬وإذ كان ال ِّديس ُّي ضري ًرا فكا َن يقر ُأ‬ ‫بال َّصلاح فيها‪.‬‬
‫له ويكتب وينتفع في الوق ِت نف ِس ِه بعلومه ومعارفه‪،‬‬
‫وهو «ال ِّديسي»[[[‪ :‬نسب ًة إلى قرية «ال ِّديس»؛ من‬
‫قال عن ُه الأستاذ الحسن فضلاء في ترجمة ال َّشيخ‬ ‫قرى جنوب «بوسعادة»‪.‬‬
‫ال ِّديسي‪« :‬أح ُد تلامذتِ ِه وحاف ُظ س ِّر ِه وملاز ُم ُه في‬ ‫مول ُد ُه وتع ُّلمه الأ َّولي‪:‬‬

‫ال ِّديس»[[[‪.‬‬ ‫ولد في قرية الزرارقة من ولاية المسيلة سنة‬
‫(‪1883‬م)‪ ،‬وفيها حفظ جز ًء من القرآن الكريم‪،‬‬
‫«ول َّما زاره [أي‪ :‬ال َّشيخ مح َّمد بن عبد ال َّرحمن‬ ‫ولما بلغ س َّن اثنتي عشرة سنة تو َّج َه إلى «زاوية‬
‫ال ِّديس ّي] أبو النَّهضة الجزائرية ال َّشيخ عبد الحميد‬ ‫الـهـامـل»[[[‪ ،‬ا َّلـتـي تبع ُد عـن «بـوسـعـادة» بنحو‬
‫بن باديس في قرية ال ِّديس المشهورة ‪َ ....‬ق َّد َم ُه إليه‬
‫(‪15‬كلم)‪.‬‬
‫و َع َّر َف ُه بِ ِه ومِن َث َّم َت َو َّثق ْت ال ِّصل ُة بينهما»[[[‪.‬‬
‫«قضى [ال َّشي ُخ عيسى] في الـ َّزاويـة وملازم ِة‬ ‫في زاوية الهامل‪:‬‬

‫الأستاذ ال ِّديس ِّي قراب َة خمسة عشر عا ًما فتخ َّرج مع‬ ‫أت َّم الشيخ عيسى حفظ القرآن الكريم بال َّزاوية‬

‫الهاملية‪ ،‬وفيها أكمل معلوماته وأتــ َّم دراسته‬
‫[[[ «من أعلام الإصلاح في الجزائر» (‪.)109-106/1‬‬

‫على العالم ال َّشهير «مح َّمد بـن عبد الرحمن‬

‫[[[ مقــال‪« :‬مــن دعائــم النهضــة الإصلاحيــة‪ :‬أبــو إبراهيــم‬

‫الحــاج عيســى عليــة» للشــيخ عمــر العربــاوي ُن ِشــ َر في ‪9‬‬
‫[[[ هكـذا وجد ُتـ ُه منسـو ًبا كمـا في جريـدة «البـاغ الجزائـري»‪« ،‬البصائــر»‪ ،‬السلســلة الثانيــة‪ ،‬العــدد (‪( ،)281‬ص‪.)7‬‬

‫[[[ «من أعلام الإصلاح في الجزائر» (‪.)55/1‬‬ ‫فلع َّلـ ُه نشـ َأ بال ّديـس‪.‬‬

‫[[[ «مــن أعــام الإصــاح في الجزائــر» للأســتاذ الحســن [[[ مقــال‪« :‬مــن دعائــم النهضــة الإصلاحيــة‪ :‬أبــو إبراهيــم‬

‫الحــاج عيســى عليــة» للشــيخ عمــر العربــاوي‪.‬‬ ‫فضــاء (‪.)109-106/1‬‬

‫اسليارفوتتاراحجيةم‬

‫ذلك‪ ،‬حي َن تخ ُّر ِج ِه من المعهد الهاملي؛ يقو ُل‪:‬‬ ‫إذ ٍن له بال َّتدريس»[[[‪.‬‬

‫«أخـذ أبو إبراهيم يدعو إلى الإصـاح ومحاربة‬ ‫أقو ُل‪ :‬وجد ُت ال َّشي َخ عيسى َمنْ ُسو ًبا إلى ال ِّديس‪،‬‬ ‫‪10‬‬
‫الجهل والجمود و َن ْب ِذ الأوهام ا َّلتي م َّرغت النَّاس‬ ‫كما في جريدة «البلاغ الجزائري»[العدد (‪ 6 ،)208‬ذي الحجة‬
‫في الأَ ْو َحـال في الأَ ْحـ َواز والأَ ْعـراش‪ ،‬وأخي ًرا ألقى‬ ‫‪1349‬هــ‪ 24/‬أفريل ‪1931‬م‪(/‬ص‪ ،])3‬وال َّظاه ُر أ َّن هذه النِّسبة‬
‫جاء ْت ُه من إقامتِ ِه بهَا ُملاز ًما لشي ِخ ِه ال ِّديسي‪ ،‬فقد كان‬
‫عصا ال ِّترحال وال ِّتطواف بقرية سيدي عيسى»‪.‬‬
‫ُمناصر ُة جريدة «الإصـاح» وصاحبها ال َّزعيم‬ ‫هذا الأخي ُر متن ِّقلاً بين ال ِّديس وزاوية الهامل‪.‬‬
‫انتقا ُل ُه إلـى بلدة سيدي عيسى‪ ،‬واشتغا ُل ُه‬
‫ال َّشيخ ال َّط ِّيب ال ُعقبي‪:‬‬
‫بال ِّتجارة‪:‬‬
‫صدرت جريدة «الإصـاح» لل َّزعيم ال َّسلف ِّي‬
‫ال َّشيخ الع َّلمة ال َّط ِّيب العقبي‪ ،‬في بلدة «بسكرة»‪،‬‬ ‫لم ُيباشر الشيخ عيسى ال َّتدريس إل َّا بعد أن‬
‫ضمن لنفسه ولأهله العيش عن طريق ال ِّتجارة كما‬
‫ومن «المطبعة العلم َّية» ا َّلتي اشترها المصلحون‬ ‫يقو ُل الأستاذ الحسن فضلاء ‪َ ،$‬فـ« َف َت َح د َّكا ًنا في‬
‫سيدي عيسى لتجارة الأقمشة واختار هذه البلدة‬
‫بأموالهم مساندين ال َّزعي َم ال ُعقبي‪ ،‬وكان للإصلاح‬ ‫لما لها من نفوذ تجاري واسع‪ ،‬لأ ّنها ملتقى معظم‬
‫وصاحبِ ِه أنصا ٌر كثيرون ومؤ ِّيدون عاملون على‬ ‫الأعــراش المحيطة بها‪ ،‬ول َّما تم َّكن من تجارته‬
‫نش ِر الجريدة وال َّترويج لها‪ ،‬وقد ن َّوه العقب ُّي بهؤلاء‬ ‫واستقام له أمرها‪ ،‬ن َّظم درو ًسا علم َّي ًة لل َّطلبة‪ ،‬ومن‬
‫ال ِّرجال وبخدماتهم‪ ،‬كما ع َّر َف في جريدته بوكلائه‬ ‫ث َّم بدأ في نشر دعوته الإصلاح َّية وأخذ يقاوم البدع‬
‫والخرافات‪ ،‬ويسعى في تطهير العقول والأفكار»[[[‪.‬‬
‫ال َّشرع ِّيينفيالمدنوالقرى‪،‬ومنهمالمتر َج ُمل ُه‪،‬جاء‬
‫ِب َدا َيا ُت ال َج ْه ِر بال َّدعوة الإصلاح َّية‪:‬‬
‫في جريدة «الإصلاح» [العدد (‪( ،)12‬ص‪ 8 ،)3‬رمضان ‪1348‬هـ‪6 /‬‬ ‫تق َّدم قري ًبا أ َّن ال َّشيخ عيسى بدأ الجه َر بال َّدعوة‬
‫الإصلاح َّية ل َّما استق َّر بـ ِه المقام بقرية «سيدي‬
‫فيفري ‪1930‬م] تحت عنوان‪« :‬وكلاء الجريدة»‪ « :‬وكيلنا‬ ‫عيسى»‪ ،‬على ما أفاده الأستاذ الحسن فضلاء‪ ،‬أ َّما‬
‫ال َّشرعي ونائ ُبنا المع َت َرف بـه‪.....‬في بلد ِة «سيدي‬ ‫ال َّشيخ عمر العرباوي َف َي ْذ ُك ُر أ َّن البداي َة كانت قبل‬

‫عيسى» ال َّس ِّيد‪ :‬الحاج عيسى بن ال َّسعيد‪ ،»...‬وذك َر‬ ‫[[[ «من أعلام الإصلاح في الجزائر» (‪.)55/1‬‬

‫أسما َء آخرين‪ ،‬وقال أخي ًرا‪« :‬هؤلاء ن َّوا ٌب َشرع ُّيون‬ ‫[[[ «من أعلام الإصلاح في الجزائر» (‪.)109-106/1‬‬

‫عن جريدة الإصلاح‪»...‬اهـ‪.‬‬
‫ال َّشيخ عي َسى ِمن أه ِل ال ِب ِّر والإ ِحسان‪:‬‬

‫وقف ُت في «ال ِّشهاب» لاب ِن باديس على (بيان ما‬
‫تب ّرَع به ال ُمح ِسنُون على صندوق ال َّط َل َبة)‪ ،‬أي‪ :‬طلبة‬
‫الجامع الأخضر بقسنطينة‪ ،‬وكا َن مِن ُجمل ِة هؤلا ِء‬

‫اسليارفوتتاراحجيةم‬

‫الـ َّسـا َدة ال ُمح ِسنين‪« :‬عي َسى بن ال َّس ِعيد «سيدي َح َّر َك ْت ال َغ ْي َر ُة الوطن َّية و َد َع ْت ال ِه َّم ُة ال ِّدين َّية ال َّش ْه َم‬

‫عي َسى»‪ ،»...‬وع َّل َق اب ُن باديس بقوله‪« :‬شك َر الل ُه الغيور ذا الـ َّرأي ال َّسديد العلاَّمة المصلح ال َّس ِّيد‬
‫ل َّلذين تب َّر ُعوا بما تبرَّ ُعوا ب ِه ُمتط ِّوعي َن لطلب ِة العلم الحاجعيسىبنال َّسعيدالمتخ ِّرجمن«زاويةالهامل»‬

‫وال ِّدين ح َّتى أكم ُلوا سنتهم ونا ُلوا ‪-‬إن شاء الله‪ -‬م َّما العامرة المقيم حال ًا بقرية سيدي عيسى إلى تأسيس‬
‫قص ُدوا ُبغي َت ُهم‪ ،‬وإ َّنا لنر ُجو مِن أهل الب ِّر والإحسان مسج ٍد فيها‪ ،‬فقام على ضع ِف الحال وق َّلة المساعد‬
‫أن يم ُّدوا يد الإعانة كعادتِهم ح َّتى يقضوا َدي َن ال َّسنة والمعين له بالمال باذل ًا لجهده ومخل ًصا في قصده‪،‬‬
‫الماضية ويحيوا ال َّسنة الآتية‪ ،‬والله يجازيهم أفضل فأ َّسس مسج ًدا وبنى بإزائ ِه مكت ًبا عرب ًّيا لتعليم أبناء‬

‫الأهالي الكتاب العزيز والعلم الشريف‪ ،‬وشاركه في‬ ‫ما جا َزى به المحسنين‪.[[[»...‬‬

‫َد ْو ُر ُه العظيم في بنا ِء مسج ِد بلدة «سيدي البعض منه صاح ُب المروءة والكرم ال َّس ِّيد مح َّمد‬

‫بن الحاج قويدر‪ ،‬وبعد مكابدته لصعوبات البناء‬ ‫عيسى»‪:‬‬

‫ومعانات مطالب لوازمه ال َّثقيلة خصو ًصا‪[ ،‬كان‬ ‫دعا الشي ُخ إلى بناء مسج ٍد في القرية ُتؤ َّدى فيه‬
‫يو ُم الاحتفال]‪ ...‬و َو َف َد عليه من بوسعادة البع ُض‬
‫من علمائها المتن ِّورين‪ ...‬حي ُث إ َّن ُج َّل من حضر‬ ‫الصلوات وتلقى فيه دروس الوعظ والإرشــاد‪،‬‬
‫من أعيان النَّاحية وأفاضلها يبلغ عددهم تقري ًبا نحو‬
‫الخمسمائة‪...‬ث َّم قام العلاَّمة ال َّس ِّيد الحاج عيسى‬ ‫فلم يستجب لدعوته إ َّل النَّزر القليل‪ ،‬فاستعا َن بالله‬
‫َف َرقى المنبر‪ ...‬وألقى على مسامع الجمهور خطب ًة‬
‫فائق ًة تض َّمنت الح َّث على عمارة المساجد وبيان‬ ‫تعالى‪ ،‬و َش َر َع في بنائه في سنة ‪1930‬م‪ ،‬وا ْس َت ْغ َر َق في‬
‫فضلها وثمرتها وفضل مؤ ِّسسها والمعين على بنائها‬ ‫بنائه عا ًما كاملاً‪ ،‬وفي يوم (‪1931/09/25‬م) ُأقيم‬
‫وما ورد في ذلك من الآيات الصريحة وأعقب ذلك‬
‫حف ُل تدشينِ ِه[[[‪.‬‬

‫وأسو ُق هنا َخ َب َر افتتا ِح المسج ِد كما جاء على‬
‫لسا ِن ُم َكاتِ ِب جريدة «النَّجاح» [العدد (‪ 23 ،)1215‬جمادى‬

‫بالترغيب في ال َّتعاون وال َّتعاضد وم ِّد يد المساعدة‬ ‫الأولى ‪1350‬هـ الموافق لـ‪ 7 :‬أكتوبر ‪1931‬م‪( ،‬ص‪ ،)2‬والعدد الذي يليه‪:‬‬
‫لبعضنا بع ًضا‪ ،‬وذكر أ َّن الوط َن في حاج ٍة إلى رجال‬
‫(‪ 25 ،)1216‬جمادى الأولى ‪1350‬هـ الموافق لـ‪ 9 :‬أكتوبر ‪1931‬م‪( ،‬ص‪:])3‬‬

‫«سيدي عيسى‪ :‬الاحتفال بتشييد مسجد القرية‪ :‬عالمين بما يج ُب عليهم لأبناء جنسهم عاملين بما‬

‫‪11‬‬ ‫‪ُ ...‬بشرى نز ُّفها لإخواننا الجزائر ّيين و ُتحف ٌة ُنق ِّدمها يطلبه منهم دينهم ووطنُ ُهم‪»...‬اهـ‪.‬‬
‫لعموم المسلمين‪ ،‬وذلـك أ َّنـه في أ َّول هذه ال َّسنة وهكذا بنى ال َّشي ُخ مسج ًدا من مالِ ِه الخا ِّص‬

‫و َحـ َّبـ َسـ ُه على المسلمين‪ ،‬وذلــك لنشر دعوته‬ ‫[[[ «ال ِّشهاب»‪( ،‬ص‪.)395‬‬

‫[[[ «من أعلام الإصلاح في الجزائر» (‪.)109-106/1‬‬

‫اسليارفوتتاراحجيةم‬

‫الإصـاحـ َّيـة والقيام بـواجـب الـوعـظ والإرشــاد اجتمع عليه سلف الأ َّمة ما َي ْق ِص ُم َظ ْه َر ك ِّل متك ِّبر‬

‫ومعاند ويخرس ك َّل لسان أ َّفاك»‪.‬‬ ‫وال ّتدريس فيه[[[‪.‬‬

‫ُح ْس ُن َب َل ِئ ِه وجمي ُل َص ْب ِر ِه في سبي ِل ال َّدعوة‪:‬‬ ‫معتم ًدا لدعوة «جمعية العلماء» في «بوسعادة»‬
‫يقول ال َّشيخ عمر العرباوي ‪« :$‬لقي من‬ ‫ونواحيها‪:‬‬

‫يقو ُل ال َّشيخ عمر العرباوي ‪« :$‬ول َّما برزت ا َّلذين أعمى ال َّتع ُّص ُب بصيرتهم وز َّين لهم الجه ُل‬

‫جمعية العلماء إلى ميدان العمل ا ْع َت َم َد ْت ُه في تلك مكان َتهممنال ِّدينا َّلذيورثوهعنآبائهموأجدادهم‬

‫النَّواحي المظلمة‪ ،‬فقام بما عهد إليه أحس َن قيام مقاومة شديد ًة فثاروا عليه وعلى الإصلاح ا َّلذي‬
‫و َبـــ َذ َل مجهودا ٍت جـ َّبـارة ومساعي مشكورة في جـاء به ثـورة جنون َّي ًة‪ ،‬فلم يح ِّكموا العقل فيها‬

‫ويلتجئوا إلى الأساليب المعقولة‪ ،‬فقابل هذه ال َّثورة‬ ‫الإصلاح والنَّهضة الإصلاح َّية»‪.‬‬
‫الجامحة ب ِح ْكم ٍة وعز ٍم وصبرٍ ورباط ِة َج ْأ ٍش‪ ،‬وقال‬ ‫َم ْن َه ُج ُه في العم ِل الإصلاح ِّي‪:‬‬
‫لهم إن كنتم ُتريدون الإسلام ف َه ُل َّم نح ِّكم قرآ َن ُه كما‬ ‫يقو ُل ال َّشيخ عمر العرباوي ‪« :$‬كانت هذه‬
‫يقول الله‪( :‬ﰀﰁﰂﰃﰄﰅﰆﰇ)‬
‫القرية َم ْر َت ًعا َخ ْص ًبا للجهل والخرافات ومرك ًزا ها ًّما‬
‫[النساء‪ ]59 :‬ح َّتى يتب َّين الح ُّق من الباطل وال َّصواب‬ ‫لقطع ال َّطريق وال ُّلصوص‪ ،‬وبدأ ُيش ِّجع النَّاس على‬
‫ال َّتعليم و ُي ِهي ُب بهم أن يطلبوا الإسلام من مص َد َريه‬
‫من الخطأ‪ ،‬ولكن القوم لم َيـ ُد ْر في خلدهم هذا‬ ‫ال َّصحيحين وينبذوا ما سواهما من الاختلافات‬
‫بل جابهوه مِن أ َّو ِل م ّر ٍة بال ُعنْف ف َأ ْغ َروا به العا َّمة‬ ‫المذهب َّية‪ ،‬وأخذ ُيقاو ُم البدع ا َّلتي ش َّوهت الإسلام‬
‫وس َّلطوا عليه سفهاءهم ح َّتى ضربوه في ال ُّسوق‬ ‫وذهبت بتعاليمه ال َّسامية من النُّفوس ح َّتى تر َك ْت َها‬
‫علاني ًة بدون خج ٍل‪ ،‬وقام المصلحون يدافعون عنه‬ ‫َت َت َخ َّب ُط في ال َّظلام‪ ،‬وذلك بال ُّدروس والمحاضرات‬
‫وكادت تكون فتنة‪ ،‬ف َق َضى عليها في مهدها بكلما ٍت‬ ‫والـ َّتـآلـيـف فـكـان ُيض ِّمنها مـن الحجج القو َّية‬
‫لطيف ٍة حسمت النِّزاع من ساعته‪ ،‬غير أ َّن القض َّية‬ ‫والاسـتـدلال ال َّصحيح من الكتاب وال ُّسنَّة وما‬

‫ُرفعت إلى الحكومة من حيث لا يشعر‪ ،‬ول َّما علم‬
‫بها سحبها في الحال فناقشه القاضي في ذلك فقال‬

‫له‪ :‬إ َّن القض َّية لا تعدو قض َّية عائلة وأح ُّق بالنَّظر فيها‬ ‫[[[ مقــال‪« :‬مــن دعائــم النهضــة الإصلاحيــة‪ :‬أبــو إبراهيــم‬ ‫‪12‬‬
‫جماع ٌة من المسلمين‪ ،‬بهذا ال ِح ْلم والموقف ال َّرائع‬ ‫الحــاج عيســى عليــة» للشــيخ عمــر العربــاوي‪ ،‬و«المســيرة‬
‫الرائــدة للتعليــم العربــي الحــر بالجزائــر» للأســتاذ الحســن‬
‫َك َس َب أنصا ًرا ُج ُد ًدا للحركة الإصلاح َّية»‪.‬‬
‫فضــاء (‪.)169/2‬‬

‫اسليارفوتتاراحجيةم‬

‫مدرس ُة «سيدي عيسى» َل ِب َن ٌة ُأخرى في َص ْر ِح يتعلم فيها الصبيان القرآن ومبادئ العلوم وتديرها‬
‫ال َّتعليم (الإسلامي العربي) الح ِّر‪:‬‬
‫«جمعية التهذيب» وعلى رأسها ‪-‬أي ًضا‪ -‬الفاضل‬

‫الحاج عيسى الذي له آثا ٌر محمود ٌة في ب ِّث الإصلاح‬ ‫وإلـى جانب المسجد َأ َّســ َس ال َّشي ُخ في سنة‬
‫(‪1934‬م) مدرس ًة لتعليم النَّاشئة تحم ُل اس َم‪:‬‬
‫ومقاومة ال ُّط ُرق َّية»[[[‪.‬‬ ‫«مدرسة ال َّتهذيب والمواساة»‪ ،‬و َك َّو َن على رأسها‬
‫جمعي ًة محلية تتأ َّلف من ‪ 22‬عضوا للإشراف‬
‫وقـد َنـا َل هـذه المدرسة مِـن تع ُّسف الإدارة‬
‫الاستعمارية وتعنُّتِ َها ما َنا َل غيرها من المدارس‬

‫عليها‪ ،‬وتر َّأسها بنفسه كما تـر َّأ َس « ُشعبة جمعية الإسلامية العربية الح َّرة‪ ،‬وقد جاء قرا ُر تعطيلها‬
‫وإيقاف نشاطها في سنة (‪1939‬م) في سلس ِة قرارات‬
‫العلماء» في البلدة[[[‪.‬‬

‫ال َج ْور وحملات الاضطهاد ا َّلتي م َّست مدارس‬ ‫ُيشرف على المدرسة خمس ٌة من المع ِّلمين‪:‬‬
‫الأستاذ قويدر التيجاني الأغواطي (مدير المدرسة)‪،‬‬
‫جمعية العلماء والمشرفين عليها‪ ،‬ومـا لبثت‬ ‫والشيخ عيسى عل َّية ُيد ِّرس فيها بنف ِس ِه لل َّطلبة الكبار‬
‫ُي ِع ُّدهم للمعاهد العلم َّية‪ ،‬وأبنا ُؤ ُه الثلاثة‪ :‬إبراهيم‪،‬‬
‫المدرس ُة أن عاودت نشاطها‪ ،‬غير أ َّنه نشا ٌط نسب ٌّي‬ ‫والسعيد‪ ،‬وقويدر‪ ،‬لا يتقاضون على ال َّتعليم ُأجر ًة‬
‫لأجل ال ُّظروف ال َّسائدة عش َّي َة الحرب العالمية‬
‫سوى المدير[[[‪.‬‬
‫ال ّثان ّية[[[‪.‬‬
‫كي ُد الح َّكام الاستعمار ّيين وسعاي ُة أذنا ِبهم‬ ‫وانطلقت المدرسة تؤ ِّدي رسالتها ال َّتعليم َّية‬

‫ُيوقعا ِن بال َّشيخ عيسى‪:‬‬

‫التربو َّية‪ ،‬تخ َّرج منها حفظ ٌة للقرآن الكريم‪ ،‬مع لم يكن الحكام الاستعمار ُّيون ولا أذنا ُبهم‬
‫ليستسلموا لانتصارا ِت ال َّشيخ والنَّجاحا ِت التي‬
‫الإلمام بمباد ِئ العلوم‪.‬‬

‫وقد زارها «متجول «البصائر»» الشيخ أحمد ح َّققها في البلدة‪ ،‬وا ّلتي خافوا منها على ذهاب‬
‫حماني في سنة ‪1938‬م وكتب عنها ومما قال ُه‪ :‬سلطانهم وزوال نفوذهم‪ ،‬فصاروا ينتهزون الفرصة‬
‫«ولكي تدرك حيوية هذه البلدة يجب أن تنظر ما للإيقاع به‪ ،‬وتآمرت الطائف ُة ال َّضا َّل ُة المتآمر ُة على‬
‫فيها من المشاريع؛ فيها مسجدان‪ .‬مسجد قام به مصالح الأ َّمة وعلى دينها‪« :‬وصارت َتكِي ُد له من‬

‫الفاضل السيد الحاج عيسى‪ ...‬وبالبلدة مدرس ٌة‬

‫[[[ «البصائــر»‪ ،‬السلســلة الأولــى‪ ،‬العــدد (‪( ،)126‬ص‪13 ،)8‬‬

‫‪ 15‬جمــادى الثانيــة ‪1357‬هــ‪ 12 -‬أوت ‪1938‬م‪.‬‬ ‫[[[ «المسيرة الرائدة » (‪.)169/2‬‬

‫[[[ «مـن أعـام الإصـاح في الجزائـر»(‪ ،)106/1‬و«المسـيرة [[[ «مـن أعـام الإصـاح في الجزائـر»(‪ ،)106/1‬و«المسـيرة‬

‫الرائدة» (‪.)170/2‬‬ ‫الرائدة» (‪.)170/2‬‬

‫اسليارفوتتاراحجيةم‬

‫حي ٍن لآخر وتتر َّب ُص به ال َّدوائر ح َّتى جاءت حوادث مدرسة ال َّتهذيب مِن جدي ٍد‪ ،‬يقو ُل‪:‬‬

‫« ُأصيب بمر ٍض عضال في المنفى‪ ،‬ولم يلبث‬ ‫‪ 8‬ماي المشؤومة سنة ‪1945‬م فاعتبرتها فو ًزا كبي ًرا‬
‫و َن ْص ًرا حاس ًما لخ ُّطتها المجرمة َف َو َش ْت به إلى‬
‫بعد ُخروجه إ َّل شهو ًرا معدود ًة كان ُيقاسي في‬ ‫الحكومة بدعوى أ َّنه يح ُّث النَّاس على ال َّثورة فألقت‬
‫ِخلالها الأَم َّرين‪ ،‬ولع َّل من غرائب ال ُّص َدف أ َّنني‬ ‫هذه عليه القبض و َن َف ْت ُه إلى صحراء «كلومب بشار»‬
‫ل َّما رجع ُت من الاجتماع العا ِّم لجمع َّية العلماء‬ ‫مع المنف ِّيين فاعتراه دا ٌء عضال»[[[‪« ،‬واشت َّدت به‬
‫الواقع يوم الأحد في ‪ 20‬شعبان الموافق ‪ 21‬جويلية‬

‫‪1946‬م ُعد ُت ُه وهو يذوب من ش َّدة الألم يو ًما بعد‬ ‫وطأة المرض فنُقل إلى مستشفى «سيدي بلعباس»‬
‫يوم‪...‬فه َّش لمقابلتي واسته َّلت أساري ُر وجهه لأ َّنه‬
‫كان يتط َّلع إلى أخبار المؤتمر‪ ،‬فأ َّول ما بادرني به هو‬ ‫وبعد ما َيقر ُب من عا ٍم بين المعتقل والمستشفى‬
‫قو ُله‪« :‬ح ِّد ْثنِي عن المؤتمر وع َّما تم َّخض عنه من‬ ‫ُأطلق سرا ُح ُه بعد أن فق َد ك َّل قواه البدن َّية لاعتلال‬
‫ص َّحته‪ ،‬ولل َّتس ُّمم ا َّلذي تع َّرض له و ُت ُؤ ِّك َد من ُه»[[[‪.‬‬
‫تصميمات»‪ ،‬هذا الاجتماع الذي دام ثلاثة أ َّيام‪،‬‬
‫على فراش المرض‪:‬‬

‫َل ِز َم ال َّشيخ عيسى الفراش ُم ْع َتلاًّ بعد الإفراج و َأ ْب َدى تأ ُّسفه عن عدم الحضور‪ ،‬ول َّما أخبر ُت ُه عن‬

‫عن ُه‪ ،‬ولئن كان ببدنه ُمقع ًدا متخ ِّل ًفا عن إخوانه مق َّررات الجمعية وما هي عازم ٌة على تنفيذه من‬
‫المصلحين ا َّلذين كانوا يستع ُّدون لبعث نشاط أعما ٍل بنَّاء ٍة في تأسيس المدارس الح َّرة ونشر ال ُّلغة‬

‫«جمعية العلماء» من جديد‪ ،‬واستئناف أعمالها العربية وتكوين ال َّشباب الجزائري على مبادئ‬

‫وإعادة فتح مدارسها رافِ ِعي َن بذلك تح ِّد ًيا للحكوم ِة الإسلام الحنيف‪ ،‬وهنا َس َك َت ُب ْر َه ًة وكأ َّنه ي ْستذكِ ُر‬
‫الاستعمار َّية‪ ،‬فإ َّنه ‪ $‬كان معهم بقلبه‪ ،‬يتط َّل ُع شي ًئا َن َّد مِ ْن ذاكرتِ ِه وهو يحاول ال َّتل ُّفظ به‪ ،‬وما لب َث‬
‫لسما ِع انتصارا ِت إخوانه على قِ َوى ال َم ْكر وأحلاف أن افتر عن ابتسامة يش ُّع منها الإيمان والاطمئنان‬

‫الجهل والجمود‪ ،‬وكان يأم ُل أن لو كان فيها َج ْذ ًعا والابتهاج بهذا النَّبأ ال َّسا ِّر الذي رأى فيه أ َّن بعض‬ ‫‪14‬‬
‫صحي ًحا فيقف مواقفهم ويش ُّد مِن أزرهم ويق ِّوي ُأمنياته ا َّلتي كان يتمنَّاها لهذا ال َّشعب المضط َهد‬

‫جمعهم‪ُ ،‬يح ّدث الأستاذ طاهر الطاهري ‪ $‬ستتح َّقق رغم ما أصابه ُه َو مِن مِ َح ٍن و َأ ْو َصا ٍب وما‬
‫(‪1915‬م ـ ‪1996‬م) ا َّلذي واصل مِ ْن َب ْع ُد المسير َة هو يعانيه في تلك ال َّلحظات من سكرات الموت‪،‬‬
‫ونهض مع أبنا ِء ال َّشي ِخ وأنصا ِره ومح ِّبيه لتهيئ ِة َب ْع ِث قالها كلم ًة واعظ ًة تبقى در ًسـا لل َخ َلف ال َّسال ِك‬

‫[[[ مقــال‪« :‬مــن دعائــم النهضــة الإصلاحيــة‪ :‬أبــو إبراهيــم وراء ال َّسلف ال َّصالح‪« :‬الآن جاء دو ُركم يا معش َر‬

‫الحــاج عيســى عليــة» للشــيخ عمــر العربــاوي‪.‬‬

‫[[[ «من أعلام الإصلاح في الجزائر» (‪.)109/1‬‬

‫اسليارفوتتاراحجيةم‬

‫ون َّياتهم ال َّس ِّيئة نحو الإسلام والمسلمين‪ ،‬وقال‪ :‬إ َّن‬ ‫المع ِّلمين في إحيا ِء لغ ِة القرآ ِن الكريم» »اهـ[[[‪.‬‬
‫ال ُّزهد وال َّتقوى ال َّل َذين يتظاهرون بهما ما هي إل َّا‬ ‫وفا ُت ُه‪:‬‬
‫مظاهر كاذبة وا ِّدعاءات جوفاء يخدعون بهما الأ َّمة‬
‫يقول الأستاذ الطاهر الطاهري ‪ُ « :$‬تو ِّف َي‬
‫ليستغ ُّلوها في مصالحهم»اهـ‪.‬‬ ‫‪ $‬يوم ‪ 16‬ديسمبر ‪1946‬م عن عمر نيف عن‬
‫ـ رسال ُة ال َّص َوا ِرم والأَ ِسنَّة في َن ْح ِر ُمنْكِ ِري ال َع َم ِل‬
‫ال ِّس ِّتين عا ًما‪ ،‬وكان يو ُم دفنه في «سيدي عيسى» يو ًما‬
‫بال ُّسنَّة (مخطوط)‪.‬‬ ‫مشهو ًدا‪ ،‬ص َّلى عليه خل ٌق كثير من دائرة بوسعادة‬
‫والمسيلة وسور الغزلان ومن ك ِّل النَّواحي»اهـ[[[‪.‬‬
‫ـ مقالات عديدة (مخطوطة)‪.‬‬
‫آثار ُه الكتاب َّية المطبوعة والمخطوطة[[[‪:‬‬
‫ـ فتاوى شرع َّية علم َّية(مخطوطة)‪.‬‬

‫لقد ترك الشيخ عيسى ‪ $‬آثا ًرا علم َّي ًة مطبوع ًة ـ خطب منبر َّية(مخطوطة)‪.‬‬

‫كما تحوي مكتب ُت ُه مجموع َة ُم َكا َت َبا ٍت مِ ْن‬ ‫ومخطوط ًة‪ ،‬منها‪:‬‬

‫ـ رسال ُة الأَ ِسنَّة في ال َّر ِّد على َمن آمن بال َّطاغوت رجا ِل جمع ّية العلماء‪ :‬ابن باديس وال ُعقبي وال ّتبسي‬

‫و َخـا َلـ َف ال ُّسنَّة‪ ،‬وقد ُطبعت بمطبعة الا ِّتحاد في ومح َّمد العيد وغيرهم‪.‬‬
‫تونس سنة (‪1936‬م)‪ُ .‬أمنية‪:‬‬

‫ـ كشف الخبايا في ابن ال َّزوايا‪ ،‬وقد ُصـ ِّد َر ْت أقـو ُل‪ :‬عسى أن ترى هذه الآثـا ُر طريقها إلى‬
‫هذه ال ِّرسالة باس ٍم مستعار‪ ،‬هو‪ :‬الجزائري العربي النَّشر‪ ،‬و ُي َبادر أحفا ُد ال َّشيخ إلى تعمي ِم الانتفاع بها‪.‬‬

‫وقد َن َش َر ْت َب ْع ُض ال ُّصحف اليوم َّية‪ ،‬أ َّنه ت َّم‬ ‫بن ال َّطاهر‪ ،‬و ُطبعت في المطبعة العرب َّية‪ 70 ،‬نهج‬

‫َتشيي ُد مدرس ٍة قرآن َّي ٍة بسيدي عيسى تحم ُل اس َم‬ ‫روفيكو بالجزائر سنة (‪1935‬م)‪.‬‬

‫ويقول عنها الشيخ عمر العرباوي ‪« :$‬ومِن ال َّشيخ‪ ،‬وأ َّن هنا َك من يعم ُل على تحقي ِق آثـا ِر ِه‬

‫جملة ال َّتآليف ا ّلتي كان ُيصدرها كتا ٌب صغي ٌر س َّماه وتهيئتِها للنَّشر‪ ،‬فعسى أن يكو َن قري ًبا‪.‬‬

‫«كشف الخبايا في أبناء ال َّزوايا»‪َ ،‬ف َض َح فيه أعمالهم‬

‫[[[ «أيام ومذكرات الحاج طاهر الطاهري»(ص‪15 .)23-21‬‬

‫[[[ « أيام ومذكرات الحاج طاهر الطاهري»(ص‪.)23‬‬
‫[[[ انظــر‪« :‬مــن أعــام الإصــاح في الجزائــر» (‪-106/1‬‬

‫‪.)109‬‬

‫اآلثاارفتستلافحييةة‬

‫ٌ َ َ َّ‬
‫آثار سل ِفية‬

‫في ُح ْس ِن ُمعا َش َرة ال ِإ ْخ َوان‬

‫ال َم َعا ِرف وال ِإخ َوان» [صفة الصفوة (‪.])112/2‬‬ ‫ عن الحسن‪َ ،‬أ َّن عمر بن الخ َّطاب ﭬ‪ :‬كان‬
‫َيذ ُك ُر الأَ َخ مِن إِ ْخ َوانِ ِه‪ ،‬فيقو ُل‪َ « :‬يا ُطو َل َها مِن َل ْي َل ٍة»!‪،‬‬
‫ عن الأسود بن كثير‪ ،‬قال‪َ :‬ش َكو ُت إلى مح َّم ِد‬ ‫فإِ َذا َص َّلى ال َغ َدا َة َغ َدا إِ َل ْي ِه‪َ ،‬فإِ َذا َل ِق َي ُه ا ْل َت َز َم ُه َوا ْع َتنَ َق ُه‬
‫ب ِن عل ٍّي الحا َج َة و َج َفا َء ال ِإخوان‪ ،‬فقال‪« :‬بِ ْئ َس الأَ ُخ‬
‫َأ ٌخ َي ْر َعا َك غنِ ًّيا و َيقط ُع َك ف ِقي ًرا»‪ُ .‬ث َّم َأ َمـ َر ُغلا َم ُه‬ ‫[تاريخ بغداد‪ -‬ت بشار (‪[ ])27/9‬محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر‬
‫ف َأخ َر َج كِي ًسا فِي ِه سبع مائ ِة دره ٍم‪ ،‬فقال‪« :‬ا ْس َتنْ ِف ْق‬
‫بن الخطاب (‪.])697/2‬‬
‫هذ ِه‪ ،‬فإذا َن ِف َدت َف َأ ْعلِ ْمنِي» [صفة الصفوة (‪.])112/2‬‬
‫ قِيل لعم ِرو بن العاص‪ :‬ما ال ُم ُرو َء ُة؟ فقال‪:‬‬
‫« ُي ْصلِ ُح ال َّر ُج ُل َما َل ُه‪ ،‬و ُي ْح ِس ُن إِ َلى إِ ْخ َوانِ ِه» [الطبقات‬

‫ قال يعقوب بن شيبة‪َ « :‬أ ْن َف َق اب ُن عائش َة على‬ ‫الكبرى (‪.])260/4‬‬ ‫‪16‬‬
‫إِخوانِ ِه أربع مئة ألف دينار في اللهِ َع َّز َو َج َّل‪ ،‬ح َّتى‬
‫ال َت َج َأ إلى َب ْي ِع َس ْق ِف َب ْيتِ ِه» [تاريخ بغداد‪ -‬ت بشار (‪[])17/12‬تاريخ‬ ‫ َر َوى الأصمعي؛ أ َّن َس ِعيد بن العاص َكا َن‬
‫َي ْد ُعو إِخـ َوا َنـ ُه و ِجيرا َن ُه ُكـ َّل ُجمع ٍة‪ ،‬ف َيصنَ ُع ل ُهم‬
‫الإسلام‪ -‬ت بشار (‪[ ])628/5‬سير أعلام النبلاء (‪.])567/10‬‬ ‫ال َّطعام‪ ،‬و َي ْخ َل ُع علي ِهم ال ِّث َيا َب الفا ِخ َر َة‪ ،‬و َيأ ُم ُر ل ُهم‬

‫ عن ُم َط ِّرف؛ أن ُه قال لبعض إخوانه‪« :‬يا أبا‬ ‫بِالجوائِ ِز ال َوا ِس َع ِة [تاريخ الإسلام ‪ -‬ت بشار (‪.])499/2‬‬
‫فلان! إذا كانت ل َك حاج ٌة‪ ،‬فلا ُتك ِّل ْمنِي [فِي َها]‪،‬‬
‫واك ُت ْب َها في ُر ْق َعة‪ُ [ ،‬ث َّم ا ْد َف ْع َها إِ َل َّي]‪ ،‬فإ ِّني َأ ْك َر ُه أن َأ َرى‬ ‫ عن سلمى مولاة أبي جعفر؛ قالت‪« :‬كان‬
‫في وج ِه َك ُذ َّل ال ُّس َؤال» [سير أعلام النبلاء (‪[ ])194/4‬صفة‬ ‫َيدخ ُل إلي ِه إِخوا ُن ُه‪ ،‬فلا َيخرجون مِن ِعن ِد ِه ح َّتى‬
‫ُيط ِعمهم ال َّطعا َم ال َّط ِّي َب و َيك ُس َوهم ال ِّثيا َب الح َسنَة‬
‫الصفوة (‪.])226/3‬‬ ‫و َي َه ُب ل ُهم ال َّد َرا ِهم»‪ .‬قالت‪ :‬ف َأقو ُل ل ُه‪« :‬بع َض ما‬
‫تصن ُع»‪ .‬فيقول‪« :‬يا سلمى! ما ُي َؤ َّم ُل فِي ال ُّدن َيا َبع َد‬

‫اآلثاارفتستلافحييةة‬

‫ عن جميل بن ُم َّرة‪ ،‬قال‪ :‬كان ُم َو ِّر ٌق َي ِجي ُئنَا‬ ‫ كان عبد الله بن المبارك َي َّت ِج ُر في ال َب ِّز‪ ،‬ويقول‪:‬‬
‫إلى َأ ْهلِنَا بِالبصرة بِال ُّص َّر ِة‪ ،‬فيقو ُل‪َ « :‬أ ْم ِس ُكوا لنَا ه ِذ ِه‬ ‫«لولا خمس ٌة ما ا َّت َج ْر ُت‪ :‬سفيان ال ّثور ُّي وسفيان بن‬
‫ِعن َدكم‪ ،‬فإذا اح َت ْج ُتم إِ َل ْي َها ف َأن ِف ُقوها‪ ،‬ف َي ُكو ُن آخ َر‬ ‫ُع َي ْينَة وال ُفضيل بن ِع َياض ومح َّمد بن ال َّس َّماك وابن‬
‫عل َّية‪ .‬وكان َيخ ُرج َي َّت ِج ُر إلى ُخ َرا َسان‪ ،‬ف ُك َّل َما َربِ َح‬
‫َع ْه ِد ِه بِ َها»‪.‬‬ ‫مِن شي ٍء َأ َخ َذ ال ُقو َت لِلعيال ونفق ِة الح ِّج‪ ،‬وال َباقِي‬
‫َي ِص ُل بِ ِه إٍ ْخ َوا َن ُه ال َخم َس َة» [تاريخ بغداد ت بشار (‪[ ])196/7‬طبقات‬
‫ كان ُم َو ِّر ٌق ال ِعجل ُّي َي َّت ِج ُر‪ ،‬ف ُي ِصي ُب الما َل‪ ،‬ف َل‬
‫َتأتِي َع َلي ِه ُجمع ٌة و ِعن َد ُه مِن ُه شي ٌء‪ .‬وكا َن َيل َقى الأَ َخ‬ ‫الحنابلة (‪.])100/1‬‬
‫ل ُه ُفيعطِي ِه أربعمائة‪ ،‬خمسمائة‪ ،‬ثلاثمائة‪ ،‬فيقول‪:‬‬
‫« َض ْع َها َلنَا ِعن َدك ح َّتى َنحتا َج إليها»‪ ،‬ث َّم َيلقا ُه بع َد‬ ‫ قال معاذ بن معاذ‪ :‬سمعت َسـ َّوار ابن عبد‬
‫الله يقول‪« :‬ما كان بالمدين ِة ر ُج ٌل َأ ْس َخى بِ َما في َي َد ْي ِه‬
‫ذلـك‪ ،‬فيقول‪َ « :‬شـ ْأ ُنـ َك بِ َها»‪ ،‬ويقول للآ َخر‪َ « :‬ل‬ ‫لِ َص ِدي ٍق َأو َغي ِر ِه مِن ربيع َة ال َّرأي» [وفيات الأعيان (‪.])290/2‬‬
‫حا َج َة لنَا في َها»‪ ،‬فيقو ُل‪َ « :‬أ َما َواللهِ َما َنح ُن بِآ ِخ ِذي َها‬

‫َأ َب ًدا‪َ ،‬ش ْأ ُن َك بِ َها» [الطبقات الكبرى (‪.])215/7‬‬

‫ قال الأعمش‪ :‬كان ‪-‬أي‪ :‬خيثم ُة بن عبد‬ ‫ عن ا ْبـن َوهــب‪َ ،‬قــا َل‪َ :‬أ ْنـ َفـ َق َربِـيـ َعـ ُة على‬
‫إِ ْخ َوانِ ِه أربعين ألف دينار‪ُ ،‬ث َّم جعل َي ْس َأ ُل إِ ْخ َوا َن ُه‬
‫الرحمن‪ُ -‬ي ِص ُّر ال َّدرا ِهم‪ ،‬فإذا [رأى] ال َّر ُج َل مِن‬ ‫فِي إِ ْخ َوانِ ِه‪َ ،‬ف َقا َل َأ ْه ُل ُه‪َ « :‬أ ْذ َه ْب َت َما َل َك َوأن َت َدائِ ٌب‬
‫َأصحابه ُم َخ َّر َق ال َق ِميص أو ال ِّرداء أو بِ ِه َخ َّل ٌة‪َ ،‬ت َح َّينَ ُه‪،‬‬ ‫ُت ْخلِ ُق َجا َه َك؟» َقـا َل‪َ :‬ف َقا َل‪َ « :‬ل َيـ َزا ُل ه َذا َد ْأبِي‬
‫فإِذا خرج مِن الباب‪ ،‬خر َج ُهو مِن با ٍب آخر ح َّتى‬ ‫َو َد ْأ َب ُهم‪ ،‬ما َوجد ُّت َأ َح ًدا ُي ْعطِينِي َع َلى َجا ِهي» [تاريخ‬
‫َيلقاه‪ ،‬ف ُيعطِيه‪ ،‬فيقول‪« :‬اش َت ِر قمي ًصا‪ ،‬اش َت ِر ردا ًء‪،‬‬
‫بغداد ت بشار (‪])414/9‬‬
‫اش َت ِر حاج َة كذا»‪.‬‬

‫ كان ُمـ َو ِّر ٌق ُر َّب َما دخل على بع ِض إِخوانِ ِه َوعن الأعمش قال‪َ :‬ن ِف َست امرأ ُة المس ِّيب بن‬

‫ف َي َض ُع ِعن َد ُهم ال َّد َرا ِهم‪ ،‬فيقول‪َ « :‬أ ْم ِس ُكو َها حتى رافع و ُهو غائِ ٌب‪ ،‬فاشتر َى لها خيثم ُة خا ِد ًما ب ِستمائة ‪17‬‬

‫َأ ُعو َد إِ َلي ُكم»‪ ،‬فإذا َخ َر َج‪ ،‬قال‪َ « :‬أن ُتم مِن َها في ِح ٍّل»‪[ .‬صفة الصفوة (‪.])93/3‬‬

‫أالدافبتالتاوحيصاةيا‬

‫َ َّ َّ َّ‬

‫و ِصية أحمد َبن أبي سليمان الصواف‬
‫لِطا ِل ِب العِلم‬

‫◘ َتعري ٌف بصاح ِب ال َو ِص َّية‪:‬‬

‫هو أحمد بن أبي سليمان ُيعر ُف بالصواف‪ ،‬شي ٌخ صال ٌح ثق ٌة فقي ٌه‪ ،‬أحد كبار المالك َّية‪ ،‬مِن أصحاب‬
‫سحنون‪ ،‬كا َن أكث ُر كلامِ ِه ِح ْك َم ًة‪ُ ،‬تو ِّفي ‪ $‬سنة (‪291‬هـ)‪.‬‬

‫◘ ن ُّص الوص َّية‪:‬‬

‫ْ‬ ‫لِطالِ ِب‬ ‫بِ ِه‬ ‫َأوْصَى‬ ‫َ‬ ‫سليمان‪،‬‬ ‫أبي‬ ‫بن‬ ‫أحمد‬ ‫جعفر‬ ‫أبو‬ ‫قال‬ ‫المالكي‪:‬‬ ‫بكر‬ ‫أبو‬ ‫قال‬
‫ال ِعلم‪:‬‬ ‫فِيما‬

‫«َيا َطاِل َب الِعْل ِم‪ِ ،‬إ َذا َطلَْب َت الِعْل َم‪َ ،‬فاَّت ِخ ْذ َل ُه َق ْب َل َطلَِب ِه أَ َدًبا َت ْسَتِعيُن ِب ِه َعلَى َطلَِب ِه‪،‬‬
‫وا َّت ِخذْ َلهُ بَ ْعدَ َطَل ِبهِ َأ َدبًا َت ْستَعِينُ ِب ِه على َح ْملِ ِه‪َ ،‬و ِم ْن أَ َد ِب الِعْل ِم ال ِحْلم‪َ ،‬وال ِحْل ُم‪:‬‬
‫َك ْظ ُم الَغْي ِظ‪َ ،‬وأَن َي ْغلِ َب ِعْل ُم َك َو ِحْل ُم َك َه َوا َك‪ِ ،‬إ َذا َد َعا َك ِإَلى َما َي ِشيُن َك‪َ ،‬و َعلَْي َك‬
‫ِبال َو َقاِر‪ ،‬والَّتَع ُّف ِف‪ ،‬وال َّرَزاَنة‪ ،‬وال ِّصَياَنة‪َ ،‬وال َّص ْمت‪َ ،‬وال َّس ْم ِت ال َح َسن‪َ ،‬والَّت َو ُّدد ِإَلى‬
‫الَّناس‪َ ،‬و ُم َجاَنَب ِة َم ْن لَا َخْي َر ِفي ِه‪َ ،‬وال ُجلُوس َم َع ال ُف َقَهاء‪َ ،‬و َم َحَّب ِة الَأ ْخَيار‪َ ،‬و ُمَناَب َذة‬
‫الَأ ْش َرار‪َ ،‬وال َقول ال َح َسن ِفي ِإ ْخ َواِنك‪َ ،‬وال َك ِّف َع َّم ْن َظلَ َم َك‪َ ،‬وَل َتْه ِم ْز أَ َح ًدا ِب َق ْو ٍل‪َ ،‬وَل‬
‫َتْل ِم ْزُه‪َ ،‬وَل َت ُق ْل ِفي ِه‪َ ،‬وَل ْو َكا َن َع ُدَّو َك‪َ ،‬فِإ ْن َفَعْل َت َذا َك َش ُر ْف َت ِعْن َد الُع َقَل ِء‪ ،‬و َع َر َف ْت‬
‫َح َّق َك ال ُجلَ َسا ُء‪َ ،‬وَل ِح ْق َت ِبالُعلَ َماء‪َ ،‬و َهاَب َك ال ُّس َفَهاء‪َ ،‬و َحلَْل َت َم َح َّل الَأ ْب َرار‪َ ،‬وَب ِر ْئ َت ِم َن‬
‫الَأ ْش َرار‪َ ،‬فا ْفَهم َو َت َفَّه ْم َوا ْسَتِع ْن ِباللِه ُيِعْن َك»‪.‬‬

‫◘ المصدر‪« :‬رياض النفوس في طبقات علماء القيروان وإفريقية» لأبي بكر المالكي (‪،)506/1‬‬ ‫‪18‬‬

‫وبِـنَـحـ ِو ِه في‪« :‬ترتيب الـمـدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعـام مذهب مالك» للقاضي عياض‬

‫(‪-369/4‬وزارة الأوقاف)‪َ ،‬و«معالم الإيمان في معرفة أهل القيروان» للدباغ (‪.)210/2‬‬

‫أ ادلابفاتلتراححلياةت‬

‫ْ َ َّ‬
‫ِمن رِحلات الشيخ الأزهري ثابت (‪)٠٢‬‬

‫الصفوف مكتظة بالمصلين الذين جاؤوا من كل‬ ‫كتب الشيخ لزهاري بن الأخضر ثابت (حفظه‬
‫حدب وصوب‪ ،‬ضيوف الملتقى وطلاب وأصحاب‬
‫الدعوة‪ ،‬أما رجال موكب الـوزارة والدكاترة فهم‬ ‫الله تعالى)[[[ ُمـذ ِّكـرا ٍت َوذكـريـا ٍت َعن ِر ْحـاَتِـ ِه‪،‬‬
‫في طريق الانتظار وقد خصصت إليهم في الصف‬ ‫وجد ُتها بخ ِّط يـ ِد ِه ِضمن أوراقِـــ ِه ال َمحفوظة في‬
‫الأول والثاني مقاعد محترمة‪ .‬فما كان من دوري‬ ‫ملفا ٍت ُمعنو َنة و( ُم َؤ ْر َش َفة) و ُمر َّق َمة على عادتِ ِه‬
‫(حفظه الله) في ترتيب وتنظيم ما َيكت ُب ُه‪َ ....‬ومِن هذه‬

‫ال ِّر ْح َلت ال ُم َد َّو َنة‪ :‬رحلة إلى قسنطينة‪[ ،‬للمشاركة إلا أن تربصت وقت دخول الوفود وتصففت معهم‬

‫والحمد لله‪ ،‬من قبل ومن بعد الصلاة‪.‬‬ ‫في الملتقى الفكري] (‪.)1983‬‬

‫تابع الرحلة الميمونة‬ ‫قال (حفظه الله)‪:‬‬
‫«اللهم يا فالق الإصباح‪ ،‬ب ِّلغ مقاصد َمن دعاك في‬ ‫الرحلة الموفقة‪ -‬زمن الكهولة ‪1983‬‬

‫هذا الصباح»‬ ‫ملتقى الفكر الإسلامي‬

‫تلك هي رحلة قسنطينة بمناسبة الملتقى السابع سبق في البداية أن قلت‪ :‬توجهت شارع زيغود‬

‫عشر للفكر الإسلامي في ‪ 11‬شوال ‪1403‬هـ يوليو يوسف نعم‪....‬لكن كان لزا ًما علي أن أذكر قبل‬
‫‪1983‬م‪ .‬ف ِمن بسكرة إلى قسنطينة أين الملتقى؛ هذا عرضا آخر وقد بقي في الذاكرة‪ :‬عندما نزل ُت‬

‫وفعلا امتطيت الحافلة فجر الجمعة على الساعة بالمحطة العظيمة أدهشتني روعتها وإبداعها‬

‫[‪ ]٤:٣٠‬ونزلت بالمحطة بعد [‪ ]٨:٤٥‬وتوجهت وتنسيقها الجميل‪ ،‬ولعلها المحطة الوحيدة من‬

‫حينًا إلى شارع زيغود يوسف عنوان صديقي الحاج نوعها العصري الجميل في القطر الجزائري‪ ،‬اللهم‬

‫رابح بقسنطينة فكان الوعد ثان ًيا بجامع أحمد باي الا محطة عنابة أو باتنة‪ ،‬وذلك في الشبه لا في القيم‬

‫حيث تأدية صلاة الجمعة فدخلت المسجد مبك ًرا والتقييم لكل المصالح الإداريــة أو المتطلبات‬

‫أي على الساعة [‪ ]١٠:٣٠‬قصد أن أجد مكا ًنا في الجماهيرية الضرورية وغيرها‪ .‬بعد هذه النظرة ‪19‬‬

‫الصفوف الأولــى‪ ،‬وإذا بي لم أجد مكا ًنا‪ ،‬وكل القصيرة قصدت ساحة البريد الكبير والحديقة‬

‫العامة واقتحمت من بين المارة نهج رحبة الجمال‬

‫[[[ ُتنظر ترجمته في العدد (‪ )02‬مِن هذه النَّشرة‪.‬‬

‫أ ادلابفاتلتراححلياةت‬

‫من أجل زيـارة الذكريات عهد أواخـر الثلاثينات وهاضم للوضع أكثر‪ ،‬فجاء بأشياء منطقية وواقعية‪،‬‬

‫أيـام الجامع الأخضر ومـزاولـة التعليم فيه على وضـرب أمثلة واضحة حـول رجـال العلم اليوم‬
‫شي ِخنا عبد الحميد‪ .‬هكذا مشيت خطوات في تلك والأمس وأهل الإصلاح والمصلحين وأين ُهم؟‬

‫الأنهج الضيقة بين الباعة والمبتاعين في سوق رحبة ومـن ُهـم؟ كل ذلـك لا ُينكر المنجزات الحالية‬

‫الجمال وتحققت من الغرفة التي كنَّا فيها والمسافة والصناعة وتقدم الفكر الحضاري والثقافي‪ ،‬كل‬

‫التي نقطعها صبا ًحا ومسا ًء إلى الجامع الأخضر‪ ،‬ذلك مشروط كما يقول‪ .‬ونقول‪ :‬ينبغي أن تتماشى‬

‫وتـذكـرت الـرفـاق رفـاق البعثة الأخضرية وجل‬
‫الأشياء والإسلام‪.‬‬

‫(‪ )4‬ملحق (قول صاحب الدكان)‬ ‫الإخوة ساروا إلى رحمة الله‪.‬‬
‫(‪)3‬‬

‫المسجد يقع فوق هضبة من قسنطينة وهو يطل‬

‫ها أنذا في رحبة الجمال أمام مطعم بن جلول‬
‫على المباني كأعلى نقطة في المدينة‪.‬‬

‫والمطعم لا يزال يحضر الأطعمة‪ .‬فاخترت دكان‬

‫المشاركون‪:‬‬
‫الحلاق بجواره للحلاقة والتزيين‪ ،‬فجلست أترقب‬

‫دوري مثل المترقبين‪ ،‬وإذا برجل يدخل علينا فجأة بعض الدول الإسلامية‪ .‬العملة الصعبة (‪...‬‬

‫وكأنه ابن الدكان أو مديره يظهر عليه عهد الكهولة الباكستان)‬

‫فما فوق‪ .‬فانزوى ثم تقدم إلى المبرد فاستقى ثم جل الدول العربية‪ .‬العملة الصعبة (الكويت‪-‬‬

‫حمدله وحوقله‪ ،‬ثم شرع يتدخل في الحديث حول السعودية)‬

‫العهد الماضي المف َعم بالنهضة العلمية والحركات الموظفون على مستوى القطر الجزائري (يوم‬

‫الإصلاحية‪ ،‬وقسنطينة آنذاك مدينة الثقافة والفن كامل)‬

‫العمال‬ ‫والحضارة والكرم وال ِق َرى بأهل العلم والوفاء‪،‬‬

‫أما الآن فلا وألف لا! عند ذلك فتح الباب للنقاش‬ ‫‪20‬‬
‫التجار‪ -‬المحترفون‪ -‬الفنيون‪......-‬الأعمال‬

‫وشـارك من كان ُمقتد ًرا وعـاش ظروفها البعيدة‬
‫اليدوية والحرة‪ -‬المتطوعون‬

‫والقريبة‪.‬‬

‫الشاحنات والرافعات‪ -‬أدوات البناء‪.‬‬

‫أما الرجل ُمحدثنا فهو يظهر عليه أنه متكون‬

‫أ ادلابفاتلتراححلياةت‬

‫جامع وجامعة بل أكبر من ذلك كله يسع آلاف‬ ‫الشركات على طريق رقم‪..........‬‬

‫المصلين وآلاف طلاب الشريعة الإسلامية وآلاف‬ ‫مساهمة الشركات الوطنية‬

‫طلاب كلية الأصول والفقه الإسلامي‪ ،‬بالإضافة‬ ‫المهندسون‪ -‬المهنيون وغيرهم‬
‫إلى الأجنحة الخاصة والعامة للزائرين والمضيفين‬ ‫الخبراء = = (الماء‪ .‬التربة‪ .‬والمعدن)‬
‫الرواد‪ ،‬وقاعات المكتبات والمطالعة والاستقبال‪،‬‬ ‫المخططون لوضع الحجر الأساسي للأجنحة‬

‫ومصالح أخرى إدارية وغيرها‪.‬‬

‫إنه تخطيط فوق ما يتصوره العقل في هذه الأزمنة‬ ‫المخططون المعماريون للبناء والتنسيق‪.‬‬

‫المخططون المختصون بالنقش والزركشة المعاصرة العصرية الحديثة في الجزائر الفتية التي‬

‫المخططون المختصون بوضعية المسجد القيم هي حديثة عهد بالاستقلال‪ .‬وقد سبقت دول ًا قديمة‬

‫في الحرية‪ ،‬سبقتهم في البناء والتشييد والتصنيع‬ ‫ـــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ب ُخ ًطى ثابتة وحكمة بالغة‪ ،‬وذلك من فضل الله‪....‬‬ ‫المشروع يقدر بالملايير‪.....‬؟‬

‫الآن ظهر ما لم يكن في الحسبان‪ :‬أن الأرض ور ِح َم الله شهدا َءنا الأبرار والمجاهدين الأخيار‬

‫«يتبع»‬ ‫غير صالحة لتحمل ما هو أكثر كما يقال ويزعم‬

‫الزاعم!‬

‫التعليل‪ :‬ان الأرض كانت غابة في القديم ثم‬
‫مقبرة‪....‬إلى آخر‪...‬ف َمن هو المسؤول؟‬
‫(‪ )5‬حول مسجد الأمير‬

‫إن هذا المسجد لروعة وإن داخله وزائره أول‬
‫الأمر يبدو له وكأنه في قطر غير هذا القطر الشمالي‬

‫الإفريقي العربي الإسلامي‪21 .‬‬

‫يبدو له حسب الشكل والتصميم والإبـداع‬
‫كأنه في قطر أو في الدوحة أو في الرياض‪.‬‬

‫ق الصاائفتدتاوأحيشةعار‬

‫ْ َ َ َََ‬
‫مِن ِإنشادات أبي طاهر ابن ِسلفة الأصبهاني‬

‫هذه ُمقطعات ِمن ِشعر المح ِّدث الجليل والحافظ الكبير؛ بل حافظ ال ُّدنيا ومسندها‬
‫وشيخ العلماء‪ :‬أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم الأصبهاني‬
‫نزيل الإسكندرَّية؛ ُعر َف ِبـ«ابن ِسلَ َفة» وِبـ«ال ِّسلَ ِفي»؛ نسب ًة لج ِّد ج ِّده إبراهيم الذي‬
‫ُل ِّق َب ِبـ« ِسلَ َف َة»؛ لِغلَ ٍظ في َش َفَتي ِه‪ ،‬كان من المع َّم ِرين‪ُ ،‬ول َد سن َة (‪ )475‬تقريًبا‪ ،‬ومات‬

‫سنة (‪576‬هـ)‪ ،‬وقد جاوَز المئ َة يقيًنا ~ ‪.‬‬

‫َو ِإ َذا ا ْسـ َت َرا َب ِب َق ْو ِل َنـا ُم َت َح ْذ ِلـ ٌق َمـا ُك ُّل َف ْهـ ٍم ِفـي ال َب ِسـي َط ِة َف ْه ُمـ ْه‬ ‫ِفي َم ْد ِح الِعْلم‬

‫[تاريخ دمشق (‪.])211 /5‬‬ ‫َو َمـــا ِمـــ َن ال ِع ْلــــــــ ِم َخ َلـــ ْف‬ ‫ال ِع ْلـــ ُم بـــــــــــا ٌب ِلل َّشـــ َر ْف‬
‫َبا ُبـــ ُه ِت ْبـــ ٌن َو َع َلــــــــــــــ ْف‬ ‫َو ُك ُّل َمـــ ْن َخــــــــــــــــا َل َف ِني‬
‫َأ ْهـــ ُل ا ْل َح ِديـــ ِث ُهـــ ُم ال ِّر َجـــا ُل ا ْل ُبـــ َّز ْل َو ِمـ َن ا ْل َم َعا ِلـي ِفـي ال َأ َعا ِلـي ُن َّز ْل‬
‫َهـ ْل َي ْسـ َت ِوي ال َّسـ َم ُك الَّـ ِذي َت ْحـ َت الثَّـ َرى َأ َبـ ًدا ُم ِقيـ ٌم َوال ِّسـ َما ُك ال َأ ْعـ َز ْل‬ ‫[كتاب ألف باء‪ ،‬لأبي الحجاج ابن الشيخ‪.])28/1( ،‬‬

‫[الحافظ أبو طاهر السلفي ِللدكتور حسن عبد الحميد صالح‪( ،‬ص‪.])180 :‬‬ ‫ِفي َم ْد ِح ِعْل ِم ال َح ِديث َوِر َجاِل ِه‬

‫ِفي ُح ْس ِن ال َح ِديث‬ ‫َت َر ُكـــوا ال ِا ْب ِتـــ َدا َع ِلل ِاتِّ َبـــا ِع‬ ‫ِإ َّن ِع ْلــ َم ال َح ِديــ ِث ِع ْلــ ُم ِر َجــا ٍل‬
‫َو ِإ َذا َأ ْص َب ُحـــوا َغـــ َد ْوا ِلل َّســـ َما ِع‬ ‫َفـــ ِإ َذا َجـــ َّن َل ْي ُل ُهـــ ْم َك َت ُبـــو ُه‬
‫ِع ْنـــ َد َأ ْر َبـــا ِب ِع ْل ِمـــ ِه النُّقَّـــا ِد‬ ‫َل ْيـ َس ُح ْسـ ُن ال َح ِديـ ِث ُقـ ْر َب ِر َجـا ٍل‬
‫َقــا ِن َوال ِح ْفــ ِظ ِص َّحــ ُة ال ِإ ْســ َنا ِد‬ ‫َبـ ْل ُع ُلـوُّال َح ِديـ ِث ِع ْنـ َد ُأو ِلـي ال ِإ ْت‬ ‫[سري أعالم النبالء (‪[ ])36 /21‬تاريـخ إربـل (ص‪ :)415 :‬فـإذا الَلّْيـ ُل‬
‫َفا ْغ َت ِن ْمـ ُه َفـ َذا َك َأ ْق َصـى المُـ َرا ِد‬ ‫َفـــ ِإ َذا َمـــا َت َجمَّ َعـــا ِفـــي َح ِديـــ ٍث‬ ‫ج َّن ُه ْـم‪.]....‬‬

‫[سير أعلام النبلاء (‪[ ])37 /21‬تاريخ الإسلام ت بشار (‪.])576 /12‬‬ ‫َو َأ َجـــ ُّل ِع ْلـــ ٍم ُي ْق َت َفـــى َآ َثـــا ُر ُه‬ ‫ِديـ ُن ال َّر ُسـو ِل َو َشـ ْر ُع ُه َأ ْخ َبـا ُر ُه‬
‫َب ْيـــ َن ال َب ِريَّـــ ِة َل َع َفـــ ْت آ َثـــا ُر ُه‬ ‫َمـــ ْن َكا َن ُم ْشـــ َت ِغل ًا ِب َهـــا َو ِب َبثِّ َهـــا‬
‫ِفي الَأ َماِلي ال َح ِديِثَّية‬
‫[المجالس الخمسـة‪ ،‬ت مشـهور‪(،‬ص‪ ،)70‬بغية الطلب في تاريخ حلب (‪)212/4‬‬
‫َوا ِظـ ْب َع َلـى َك ْتـ ِب ال َأ َما ِلـي َجا ِهـ ًدا ِمـ ْن َأ ْل ُسـ ِن ال ُحفَّـا ِظ َوال ُف َضـ َا ِء‬ ‫بترقيم الشـاملة آليا‪ ،‬الأنساب للسمعاني (‪َ ...:)274 /3‬وِبَن ْش ِر َها‪.]...‬‬

‫َف َأ َجـــ ُّل َأ ْنـــ َوا ِع ال َّســـ َما ِع ِب َأ ْســـ ِر َها َمـا َي ْك ُتـ ُب ال ِإ ْن َسـا ُن ِفـي ال ِإ ْمـ َا ِء‬ ‫ِإ ْذ ُم ْن َت َهـــى المَـــا ِل المَ َوا ِريـــ ُث‬ ‫َمــا ُي ْع ِجــ ُب المَــا ُل ِســ َوى َما ِئــ ٍق‬
‫َغ ْيـــ ُر َو َأ ْعـــ َا ُه ال َأ َحا ِديـــ ُث‬ ‫َوالمَـــ ْر ُء َمـــ ْن ُي ْع ِج ُبـــ ُه ال ِع ْلـــ ُم َل‬
‫[المجالس الخمسـة‪ ،‬ت مشـهور (ص‪[ ])53 :‬المستخرج على المستدرك (ص‪:)36 :‬‬ ‫ُي ْب ِغ ُض ُهـــ ْم ِإ َّل المَ َخا ِنيـــ ُث‬ ‫َو َحا ِف ُظو َهـــا ُف ُحـــو ٌل َو َل‬
‫فَأ َج ُّل أَْنـَواِع الُعلُوِم‪.]....‬‬
‫[مشيخة أبي بكر المراغي (ص‪.])194-193 :‬‬
‫ِفي ال َوا ِهيَن ِم ْن ُر َوا ِة الحديث‬
‫َف َقــ ْو ُل المُ ْص َط َفــى َل َغ ْيــ ُر َب ْحــ ِري‬ ‫ِإ َذا ُذ ِكــ َر ْت ِب َحــا ُر ال ِع ْلــ ِم َي ْو ًمــا‬
‫٭ قال الم َّق ِري‪ :‬ويرحم الله تعالى ال ِّسلَ ِف َّي الحاف َظ؛ إذ قا َل‪:‬‬ ‫َف َأ ْن َهـــا ٌر ِص َغـــا ٌر ِم ْنـــ ُه َت ْجـــ ِري‬ ‫ُهـ َو ا ْل َب ْحـ ُر المُ ِحيـ ُط َو َمـا َعـ َدا ُه‬
‫حديـث ابن نسـطور وقيـس ويغنم وبعـد أشـج الغـرب ثم خـراش‬
‫[الحافظ أبو طاهر السلفي ِللدكتور حسن عبد الحميد صالح‪( ،‬ص‪.])180 :‬‬ ‫‪22‬‬
‫ونســـخ ُة دينـــار ونســـخ ُة ِت ْر ِبـــ ِه أبي هدبـة القيسـي ِشـ ْب ُه َف َراش‬
‫ِإ ْذ َضـ َّل َع ْن ُطـ ُر ِق ال ِه َدا َيـ ِة َو ْه ُم ْه‬ ‫َيـا َقا ِصـ ًدا ِع ْلـ َم ال َح ِديـ ِث َي ُذمُّ ُه‬
‫[نفح الطيب (‪])66 /3‬‬ ‫َو َأ َجل ُّ َهــا ِف ْقــ ُه ال َح ِديــ ُث َو ِع ْل ُمــ ْه‬
‫َف َأ َتــ ُّم َســ ْه ٍم ِفــي المَ َعا ِلــي َســ ْه ُم ْه‬ ‫ِإ َّن ال ُع ُلــو َم َك َمــا َع ِل ْمــ َت َك ِثــ َر ٌة‬
‫قـال الحافـ ُظ ابـن َعا ٍت‪ :‬كان الحافظ ال ِّسـلَ ِف ُّي إذا فرغ من إنشـاد‬ ‫ِديـ ُن النَّ ِبـ ِّي َو َشـ َّذ َعنَّـا ُح ْك ُمـ ْه‬ ‫َمــ ْن َكا َن َطا ِل َبــ ُه َو ِفيــ ِه َت َيقُّــ ٌظ‬
‫هذينالبيتينينفخفييديهإشارًةإلىأنهذهالأشياءكال ِّريحانتهى‪.‬‬ ‫َلـ ْو َل ال َح ِديـ ُث َو َأ ْه ُلـ ُه َل ْم َي ْسـ َت ِق ْم‬

‫ق الصاائفتدتاوأحيشةعار‬

‫َض ِعيــ ٌف ِفــي ال َح ِقي َقــ ِة َكال َخ َيــا ِل‬ ‫َو ُك ُّل َهـــ ًوى َو ُم ْح َد َثـــ ٍة َضـــ َا ٌل‬ ‫ِفي ِرواَيِت ِه ِللحديث َوِإ ْت َقاِن ِه َحَّتى َم َع ِكَب ِر ِسِّن ِه‬
‫َت َعا َلـــى َعـــ ْن َشـــ ِبي ٍه َأ ْو ِم َثـــا ِل‬ ‫َف َهـــ َذا َمـــا َأ ِديـــ ُن ِبـــ ِه ِإ َل ِهـــي‬
‫َو ِمــ ْن ِبــ َد ٍع َف َلــ ْم َي ْخ ُطــ ْر ِب َبا ِلــي‬ ‫َو َمـــا َنا َفـــا ُه ِمـــ ْن ِخـــ َدا ٍع َو ُزو ٍر‬ ‫َل ْيـ َس َع َلـى ال َأ ْر ِض ِفـي َز َما ِنـي َمـ ْن َشـا ُن ُه ِفـي ال َح ِديـ ِث َشـا ِني‬
‫َن ْظ ًمـــا َو َض ْب ًطـــا َي ِلـــي ُع ُلـــ ًّوا ِفيـــ ِه؛ َع َلـــى َر ْغـــ ِم ُك ِّل َشـــا ِني‬
‫[سير أعلام النبلاء (‪.])36 /21‬‬
‫[سري أعالم النبالء (‪[ ])37-36 /21‬الـوافي بالوفيـات (‪ ،)231 /7‬المعجـم في‬
‫َفلَوَأعَْلّنَـَيقعايـلحَاشفاـلمسظـاللُمذأَهْخبـُّيَرعَلسيأَهْباَكـقاَمئ‪،‬اًَخل‪:‬رٌيَصَلـَدُهَقِماـلَّنناأَِظنـَُيممتلِـ َ~ئ وبأَا َجطاُندُ‪،‬ه‬ ‫أصحـاب القاضـي الصـدفي (ص‪َ :)52 :‬ن ْق ًال وَن ْقـ ًدا وَل ُعلُـًّوا‪.]....‬‬
‫كَلًما وفلسـف ًة!‬
‫َأ َنـــا ِإ ْن َبـــا َن َشـــ َبا ِبي َوا ْن َق َضـــى َف ِب َح ْمـــ ِد الل ِه ِذ ْه ِنـــي َحا ِضـــ ْر‬
‫ِفي اْنِت َساِب ِه إَلى أَ ْه ِل ال َح ِديث‬ ‫َو َل ِئـــ ْن َخفَّـــ ْت َو َجفَّـــ ْت َأ ْع ُظ ِمـــي ِك َبـــ ًرا‪ُ ،‬غ ْصـــ ُن ُع ُلو ِمـــي َنا ِضـــ ْر‬

‫٭ أنش َد لنفسه ِشع ًرا قاله قديًما‪:‬‬ ‫[تاريخ إربل (ص‪.])298 :‬‬

‫َأ َنـــا ِمـــ ْن َأ ْهـــ ِل ال َح ِديـــ ِث َو ُهـــ ُم َخ ْيـــ ُر ِف َئـــ ْة‬ ‫ِفي ا ْعِت َقا ِد أَ ْه ِل الحديث‬
‫ُجـــ ْز ُت ِت ْســـ ِعي َن َو َأ ْر ُجـــو َأ ْن َأ ُجـــو َز َّن ال ِما َئـــ ْة‬
‫٭ قال في قصيدٍة ل ُه‪:‬‬

‫[تاريـخ الإسالم ت بشـار (‪[ ])577 /12‬التكملـة لكتـاب الصلـة (‪.... :)160 /1‬‬ ‫عــن منهــج الحــق المبــن ضــالا‬ ‫َضـــ َّل المُ َج ِّســـ ُم َوالمُ َع ِّطـــ ُل ِم ْث ُلـــ ُه‬
‫أن أعيـش لمِاَئ ْه]‪.‬‬ ‫ِمـ ْن َم ْع َشـ ٍر َقـ ْد َحا َو ُلـوا ال ِإ ْشـ َكا َل‬ ‫َو َأ َتــى َأ َما ِث ُل ُهــ ْم ِب ُن ْكــ ٍر َل ُر ُعــوا‬

‫قـال الم َّقـِري معِلًّقـا‪ :‬فعـاش كمـا َت َمَّنـى رحمـه الله تعـالى [نفـح‬ ‫َو َغـ َد ْوا َي ِقي ُسـو َن ال ُأ ُمـو َر ِب َر ْأ ِي ِهـ ْم َو ُي َدلِّ ُسـو َن َع َلـى الـ َو َرى ال َأ ْقـ َوا َل‬
‫َفال َأوَّ ُلــو َن َت َعــ َّد ِوا ال َحــ َّد الَّــ ِذي َقـ ْد ُحـ َّد ِفـي َو ْصـ ِف ال ِإ َلـ ِه َت َعا َلى‬
‫الطيـب (‪.])143 /3‬‬ ‫َو َت َصــوَّ ُرو ُه ُصــو َر ًة ِمــ ْن ِج ْن ِســ َنا ِج ْســ ًما‪َ ،‬و َل ْيــ َس ال َّ ُل َعــ َّز ِم َثــا َل‬
‫َوالآ َخـ ُرو َن َف َع َّط ُلـوا َمـا َجـا َء ِفـيالــ ُقـــ ْرآ ِن َأ ْق ِبـــ ْح ِبالمَ َقـــا ِل َم َقـــا َل‬
‫ِفي ِإيماِن ِه َوَي ِقيِن ِه‬ ‫َو َأ َبـ ْوا َح ِديـ َث المُ ْص َط َفـى َأ ْن َي ْق َب ُلـوا َو َر َأ ْو ُه َح ْشـــ ًوا َل ُي ِفيـــ ُد َم َنـــا َل‬

‫َمـا ِلـي َلـ َدى َربِّـي َج ِزيـ ُل َو ِسـي َل ٍة ِإ َّل اتِّ َبا ِعـــي ِدي َنـــ ُه َو َي ِقي ِنـــي‬ ‫قال الحافظ ال َّذهب ُّي‪ :‬وهي بضع ٌة وعشرون بيًتا‪.‬‬
‫َوال ِّديـ ُن ِح ْص ٌن ِل ْل َف َتـى‪َ ،‬و َع ِقي َد ِتي َأ َّن ال َق ِليــ َل ِمــ َن ال َي ِقــ ِن َي ِقي ِنــي‬

‫[المجالـس الخمسـة‪ ،‬ت مشـهور‪( ،‬ص‪َ ،)90‬والغنيـة في شـيوخ القاضـي عيـاض‬ ‫[تاريخ الإسلام ت بشار (‪[ ])577 /12‬طبقات الشافعية الكبرى (‪.])41 /6‬‬
‫(ص‪.])105 :‬‬
‫ِفي الَب َرا َء ِة ِمن ُر ُؤوس الِبدعة‬
‫ِفي َم ْد ِح أهل أذربي َجا َن وأهل الأندُلس‬
‫٭ قال في قصيدٍة ل ُه َس َّمى فيها أئ َّم َة ال ُّسَّنة‪ُ ،‬ث َّم رؤوس البدع ِة َوال َّضلال‪:‬‬
‫٭ وأنش َد‪:‬‬
‫ِبـــ َا ُد َأ ْذ َر ِبي َجـــا َن ِفـــي ال َّشـــ ْر ِق ِع ْن َد َنـــا‬ ‫ِل َت ْح َمــ َد َمــا َن َص ْح ُتــ َك ِفــي المَــآ ِل‬ ‫َفـ َا َت ْص َحـ ْب ِسـ َوى ال ُّسـنِّ ِّي ِدي ًنـا‬
‫َك َأ ْن َد ُلـــ ٍس ِبال َغـــ ْر ِب ِفـــي ال ِع ْلـــ ِم َوال َأ َدب‬ ‫َو َجا ِنـــ ْب ُك َّل ُم ْب َتـــ ِد ٍع َتـــ َرا ُه‬
‫َف َمـــا ِإ ْن َتـــ َكا ُد ال َّد ْهـــ َر َت ْل َقـــى ُم َميِّـــ ًزا‬ ‫َف َمـــا ِإ َّن ِع ْن َد ُهـــ ْم َغ ْيـــ ُر المُ َحـــا ِل‬ ‫َو َد ْع آ َرا َء َأ ْهـــ ِل ال َّز ْيـــ ِغ َر ْأ ًســـا‬
‫ِمـــ ْن َأ ْه ِلي ِه َمـــا ِإ َّل َو َقـــ ْد َجـــ َّد ِفـــي ال َّط َلـــب‬ ‫َو َل َت ْغـــ ُر ْر َك َح ْذ َل َقـــ ُة الـــرُّذَّا ِل‬ ‫َف َل ْيـــ َس َيـــ ُدو ُم ِل ْل ِب ْد ِعـــ ِّي َر ْأ ٌي‬
‫َو ِمـ ْن َأ ْيـ َن المَ َقـرُّ ِلـ ِذي ا ْر ِت َحـا ِل‬ ‫ُي َوا َفـــى َحا ِئـــ ًرا ِفـــي ُك ِّل َحـــا ٍل‬
‫َو َقـــ ْد َخلَّـــى َط ِريـــ َق ال ِا ْع ِتـــ َدا ِل‬

‫َو َي ْتـــ ُر ُك َدا ِئ ًبـــا َر ْأ ًيـــا ِلـــ َر ْأ ٍي َو ِم ْنـــ ُه َكـــ َذا َســـ ِري َع ال ِا ْن ِت َقـــا ِل [نفح الطيب (‪.])224 /3‬‬
‫ِفي ال َو ْع ِظَّيات وال ُّز ْه ِدَّيات ‪23‬‬
‫َف ِإ ْحــ َدا ٌث ِمــ ْن َأ ْبــ َوا ِب ال ِجــ َدا ِل‬ ‫َو ُع ْمـــ َد ُة َمـــا َي ِديـــ ُن ِبـــ ِه ِســـ َفا ًها‬
‫ُي َشــا ِب ُه ُه ِســ َوى الــ َّدا ِء ال ُع َضــا ِل‬ ‫َو َقـــ ْو ُل َأ ِئمَّـــ ِة ال َّز ْيـــ ِغ الَّـــ ِذي َل‬

‫ِب َغ ْيـ ِر ِر ًضـى ِمنِّـي َو ِإنِّـي َأ ْر َهـ ْب‬ ‫َع َص ْيــ ُت ِإ َل ِهــي َمــ َّر ًة َب ْعــ َد َمــ َّر ٍة‬ ‫[سير أعلام النبلاء (‪.])34 /21‬‬
‫َو َل ِكـ ْن َق َضـا ُء الل ِه َمـا ِم ْنـ ُه َم ْهـ َر ْب‬ ‫َو َهـ ْل َي ْر َت ِضي َأ ْن َي ْع ِصـ َي الل َه َعا ِق ٌل‬
‫٭ ومنها‪:‬‬

‫[تاريخ إربل (ص‪.])415 :‬‬ ‫َفــ َر ْأ ُي ُأو َل ِء َل ْيــ َس ُي ِفيــ ُد َشــ ْي ًئا ِسـ َوى ال َه َذ َيـا ِن ِمـ ْن ِقيـ ٍل َو َقـا ِل‬

‫تاالرايفختتاومحيدةن‬

‫َ ْ َ َّ‬
‫وهران الإسلامية‬

‫و َأ ْر َحاء َماء‪ ،‬و َبساتين‪ ،‬ولها مسج ٌد جام ٌع»‪.‬‬ ‫٭ قال أبو القاسم ابن حوقل البغدادي (ق‪4‬هـ)[[[‬
‫٭ َوقال الحسن الو َّزان الفاسي‪ ،‬المعروف عند‬ ‫في «كتاب صـورة الأرض» أو «كتاب المسالك‬
‫والممالك‪ ،» ...‬منشورات دار مكتبة الحياة‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫الإفـرنـج ِبــ «ليون الإفريقي» في كتاب «وصف‬
‫إفريقيا» (‪ُ ،) 31-30/1‬كت َبما بين ‪921‬هـ َو‪926‬هـ‪:‬‬ ‫‪1992‬م‪( ،‬ص ‪:)79-78‬‬

‫«وهـران مدينة كبيرة فيها ستة آلاف َكا ُنو ْن‪،‬‬ ‫«ولمدينة وهــران َمـ ْر َسـى في غاية ال َّسلامة‬
‫وال َّص ْون مِن كل ري ٍح‪ ،‬وما أظ ُّن له مثلاً في جميع‬
‫بناها الأفــارقــة الأقــدمــون‪ ،‬على شـاطـئ البحر‬ ‫نواحي ال َبر َبر‪ِ ،‬سـ َوى مرسى موسى‪ ،‬فقد كنَ َف ْت ُه‬
‫ال ِجبال‪ ،‬ول ُه َمدخ ٌل آمِن‪ ،‬وعليها ُسو ٌر‪ ،‬وما ُؤها مِن‬
‫المتوسط‪ ،‬بعيد ٌة بنحو مائة وأربعين ميلاً من‬ ‫خار ِجها‪َ ،‬جا ٍر عليها في وا ٍد‪ ،‬ع َلي ِه بساتي ُن وأجنَّ ٌة‬
‫تلمسان‪ ،‬وبِها مِن البِنايات والمؤ َّسسات ما َت َت َم َّيز‬ ‫كثير ٌة‪ ،‬فِي َها مِن جميع الفواكه‪ ،‬وفي حا ِض َرتِها َد ْه َقنَ ٌة‬
‫بـ ِه كـ ُّل مدين ٍة ُم َت َح ِّض َرة‪ ،‬مِـن مساجد ومـدارس‬ ‫و ِح ْذ ٌق‪ ،‬وفِي ِهم َح ِم َّي ٌة َم َع ال َغ ِريب‪ ،‬و ِه َي ُف ْر َض ُة[[[‬
‫وملاجئ وح َّمامات وفنادق‪ُ ،‬محاط ٌة ب َأس َوا ٍر عالي ٍة‬ ‫الأَند ُلس‪ ،‬إِ َل ْي َها َت ِرد ال ِّسلاع ومِنها َيح ِم ُلون الغلال‪،‬‬
‫وجميل ٍة‪ .‬يقع جز ٌء مِن المدينة في ال َّسهل‪ ،‬وال ُجز ُء‬ ‫وال َغال ُب على َبا ِد َيتِها ال َبر َب ُر مِن َي ْز َدا َج َة‪َ ،‬و ُهم في َوقتِنا‬
‫الآخر في جب ٍل شدي ِد ال ِارتفاع‪ ،‬وكان معظم سكانها‬ ‫هذا في ِض ْم ِن يوسف بن ِزي ِري ابن َمنَّاد ال َّصنْ َها ِجي؛‬
‫مِن الصناع وال َحا َكة‪ ،‬و َيعيش الكثير من أهلها مِن‬
‫خلِي َفة صا ِحب ال َمغ ِرب»‪.‬‬
‫مدخولهم‪ ،‬لكنها لم َي ُسد فيها الرخاء‪ ،‬إ ْذ لم يكن‬
‫ُيؤكل فيها سوى خبز الشعير‪ ،‬ومهما َي ُك ْن مِ ْن َأ ْم ٍر‬ ‫٭ َوقــال أبـو عبيد البكري (ت ‪487‬هــــ) في‬

‫َفإِ َّن َأ ْه َل َها ُظ َر َفاء ُك َر َماء ُي ِح ُّبو َن ال ُغ َر َباء»‪.‬‬

‫«المغرب في ذكر بلاد إفريقية والمغرب»‪ ،‬وهو جزء‬

‫من «كتاب المسالك والممالك» (ص‪)70‬ـ‪:‬‬

‫« َو َمدين ُة وهـران َح ِصينَ ٌة‪ ،‬ذا ُت مياه سايحة‪،‬‬

‫[[[ رحـل مـن بغـداد سـنة ‪331‬هــ ودخـل المغـرب وصقليـة‪،‬‬ ‫‪24‬‬
‫وجــاب بــاد الأندلــس وغيرهــا‪ .‬انظــر‪« :‬الأعــام» لل ِّز ِركلــي‬

‫(‪.)111/6‬‬

‫[[[ ال ُف ْر َض ُة مِ َن ال َب ْح ِر‪َ :‬م ْر َف ُأ ال ُّس ُف ِن‪.‬‬




Click to View FlipBook Version